منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13 - 08 - 2021, 03:09 PM   رقم المشاركة : ( 47451 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,000

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لماذا كانت ظُلمة؟


“من الساعة السادسة كانت ظُلمة على كل الأرض إلى الساعة التاسعة” (مت27: 45).

وقبلها كان السيد المسيح قد قال لليهود ساعة القبض عليه: “هذه ساعتكم وسلطان الظلمة” (لو22: 53).

إن النور يشير إلى الله وملكوته وحياة القداسة والبر.. أما الظلمة فتشير إلى الشيطان وحياة الشر والفساد.

لذلك قال السيد المسيح: “سراج الجسد هو العين، فإن كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيّراً، وإن كانت عينك شريرة فجسدك كله يكون مُظلماً فإن كان النور الذى فيك ظلاماً، فالظلام كم يكون؟” (مت6: 22، 23).

وقيل عن الله “الذى وحده له عدم الموت، ساكناً فى نور لا يُدنى منه” (1تى6: 16).

وقال السيد المسيح عن مصير العبد البطّال فى استبعاده من ملكوت الله: “والعبد البطّال اطرحوه إلى الظلمة الخارجية، هناك يكون البكاء وصرير الأسنان” (مت25: 30).

وقيل عن الملائكة الذين سقطوا أنهم فى الظلام “والملائكة الذين لم يحفظوا رياستهم، بل تركوا مسكنهم حفظهم إلى دينونة اليوم العظيم بقيود أبدية تحت الظلام” (يه6). وأيضاً “فى سلاسل الظلام طرحهم فى جهنم، وسلّمهم محروسين للقضاء” (2بط2: 4).

وعن الناس الأشرار قيل إنهم مثل “نجوم تائهة محفوظ لها قتام الظلام إلى الأبد” (يه13).

وعن الإيمان بالمسيح قال معلمنا بطرس الرسول للمؤمنين: “لكى تخبروا بفضائل الذى دعاكم من الظلمة إلى نوره العجيب” (1بط2: 9). وقال عن الثبات فى المسيح “وعندنا الكلمة النبوية، وهى أثبت، التى تفعلون حسناً إن انتبهتم إليها، كما إلى سراج منير فى موضع مُظلم، إلى أن ينفجر النهار، ويطلع كوكب الصبح فى قلوبكم” (2بط1: 19).

وعن الله والحياة معه قال معلمنا يوحنا الرسول: “إن الله نور وليس فيه ظلمة البتة. إن قلنا إن لنا شركة معه وسلكنا فى الظلمة، نكذب ولسنا نعمل الحق. ولكن إن سلكنا فى النور كما هو فى النور، فلنا شركة بعضنا مع بعض” (1يو1: 5-7).
 
قديم 13 - 08 - 2021, 03:09 PM   رقم المشاركة : ( 47452 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,000

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




أبناء الظلمة وأبناء النور

قال السيد المسيح لبولس الرسول عن إرساليته عندما دعاه فى الطريق إلى دمشق: “قم وقف على رجليك لأنى لهذا ظهرت لك، لأنتخبك خادماً وشاهداً بما رأيت وبما سأظهر لك به، منقذاً إياك من الشعب ومن الأمم الذين أنا الآن أرسلك إليهم، لتفتح عيونهم كى يرجعوا من ظلمات إلى نور، ومن سلطان الشيطان إلى الله، حتى ينالوا بالإيمان بى غفران الخطايا ونصيباً مع المقدسين” (أع26: 16-18). كان اليهود والأمم فى ظلمة عدم الإيمان بالمسيح وتحت سلطان الشيطان.

لذلك فعند صلب السيد المسيح كانت ظلمة على كل الأرض لمدة ثلاث ساعات لأن خطايا البشر هى ظُلمة ملأت العالم كله. وقد أظلم عقل اليهود والرومان الذين قاموا بصلب السيد المسيح، وهو البار القدوس الذى بلا خطية وحده.

لقد وضع الآب كل خطايا البشرية على ابنه الوحيد المتجسد، وفيما هو “يدوس معصرة خمر سخط وغضب الله القادر على كل شئ” (رؤ19: 15) أعلنت الطبيعة أن المخلّص يجتاز فى ظلال الموت كنائب عن البشرية لكى يوفى الدين عن الخطاة. وحينما أوفى الدين أبرق بنور لاهوته فى ظلمات الجحيم لينقل الراقدين من الظلمة إلى النور، كما أن الشمس قد عادت لتنير على العالم. وعن ذلك تنبأ إشعياء النبى: “الشعب السالك فى الظلمة أبصر نوراً عظيماً، الجالسون فى أرض ظلال الموت أشرق عليهم نور” (إش9: 2).
 
قديم 13 - 08 - 2021, 03:10 PM   رقم المشاركة : ( 47453 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,000

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


المعمودية استنارة

قال عنها معلمنا بولس الرسول: “الذين استنيروا مرة، وذاقوا الموهبة السماوية وصاروا شركاء الروح القدس، وذاقوا كلمة الله الصالحة وقوات الدهر الآتى” (عب6: 4، 5).

وقال السيد المسيح عنها لنيقوديموس: “الحق الحق أقول لك: إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله.. إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله” (يو3: 3، 5). إن المعمودية تخلق فى الإنسان عينين روحيتين يمكن بهما أن يعاين مجد الله فى ملكوته الأبدى.

عن ذلك قال معلمنا بولس الرسول: “مستنيرة عيون أذهانكم، لتعلموا ما هو رجاء دعوته، وما هو غنى مجد ميراثه فى القديسين” (أف1: 18). وقال “وأنير الجميع فى ما هو شركة السر المكتوم منذ الدهور فى الله خالق الجميع بيسوع المسيح” (أف3: 9).
 
قديم 13 - 08 - 2021, 03:11 PM   رقم المشاركة : ( 47454 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,000

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






فوق الصليب


فوق الصليب كان الذبيح معلقاً رافعاً ذراعيه نحو السماء. لأنه هو الكاهن الأعظم، وقد صعد إلى المذبح ليصلى، وهو يقدِّم ذبيحة نفسه المقبولة أمام الله الآب عن حياة العالم. كان هو الكاهن والذبيحة فى آنٍ واحد.

كان قائماً وهو مذبوح كما رآه يوحنا فى سفر الرؤيا فى وسط العرش (انظر رؤ5: 6).

لم يُذبح السيد المسيح ويُلقى على الأرض، بل كان معلقاً بين الأرض والسماء.. لأنه هو الطريق المؤدّى إلى الآب .. إلى الحياة الأبدية. وهو الشفيع بين الله والناس، بين السماء والأرض.

كل من ينظر إليه بإيمان يستطيع أن يعرف الطريق المؤدى إلى ملكوت الله.

فوق الصليب فتح السيد المسيح كِلتا ذراعيه لكى يُعلن دعوته للأمم كما لليهود، لكى يأتوا إلى أحضان الله ويتمتعوا بالخلاص والراحة الأبدية. ولهذا كان عنوان علته مكتوباً فوق رأسه بأحرف يونانية ولاتينية (رومانية) وعبرية. فالخلاص هو لجميع الشعوب. وقد اشترك الرومان مع اليهود فى صلب السيد المسيح، لأنه مات لسبب خطايا الأمم وخطايا اليهود معاً، ليحرر البشر جميعاً من سلطان الخطية كل من يؤمن ويتوب ويعتمد.

فوق الصليب حمل السيد المسيح لعنة الخطية، لأنه مكتوب “المعلّق ملعون من الله” (تث21: 23)، وبهذا “جعل الذى لم يعرف خطية، خطية لأجلنا، لنصير نحن بر الله فيه” (2كو5 :21).

واحتمل السيد المسيح كل تعييرات الشيطان على فم المعيرين لأنه مكتوب “تعييرات معيّريك وقعت علىَّ” (مز69: 9).

ولكن القيامة من الأموات محت كل آثار التعيير، كما أنها أثبتت أن اللعنة قد مُحيت وزالت لأن الكفارة قد قُبِلت، واستوفى العدل الإلهى حقه بالكامل.

لهذا رأى يوحنا الإنجيلى السيد المسيح بثوب مغموس بالدم، وهو بالعدل يحكم ويحارب، ويُدعى اسمه كلمة الله “وهو يدوس معصرة خمر سخط وغضب الله القادر على كل شئ” (رؤ19: 15).

وسبق أن قال السيد المسيح بفم نبيه إشعياء: “قد دست المعصرة وحدى ومن الشعوب لم يكن معى أحد” (إش63 : 3).

فوق الصليب صعد السيد المسيح إلى عرشه المجيد.. ولهذا تتغنى له الكنيسة بألحان المزمور فى يوم الجمعة العظيمة “كرسيك يا الله إلى دهر الدهور، قضيب الاستقامة هو قضيب ملكك” (مز44: 6). وهكذا نرى كيف أن الرب قد ملك على خشبة.

اختفى الشيطان فى الحية القديمة وخدع البشرية لتعصى الوصية المقدسة، وتأكل من شجرة معرفة الخير والشر، إذ نظرت الثمرة شهية للنظر وجيدة للأكل.

وهكذا أخفى السيد المسيح لاهوته عن الشيطان، وإذ وُجد فى الهيئة كإنسان وضع ذاته وأطاع الآب حتى الموت، وكان معلقاً على الشجرة. ورأى الشيطان أن الثمرة المعلقة على الشجرة هى شهية للنظر وجيدة للأكل.. فتجاسر الموت أن يلتهم الحياة.. وبهذا ابتلع ما هو ضده وما هو أقوى منه، فانهزم الموت وأبتُلع الموت من الحياة مثلما تبتلع الظلمة نوراً فإن النور هو الذى يبتلع الظلمة ويبددها. ولم يستطع الجحيم أن يبتلع من له الحياة الإلهية القاهرة للموت.. بل إن الجحيم نفسه قد تحطمت متاريسه بقوة المصلوب..

لهذا كتب القديس يوحنا ذهبى الفم (عندما انحدرت إلى الموت، أيها الحياة الذى لا يموت: حينئذ أمتّ الجحيم ببرق لاهوتك. وعندما أقمت الأموات من تحت الثرى، صرخ نحوك جميع القوات السمائيين: أيها المسيح الإله معطى الحياة المجد لك)
 
قديم 13 - 08 - 2021, 03:12 PM   رقم المشاركة : ( 47455 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,000

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما هي اضطراب الطبيعة لصلب خالقها؟

كانت دقات المسامير فى يدىّ وقدمىّ السيد المسيح مثل معاول تهدم فى مملكة إبليس.. لأن اليد التى سُمرّت هى تلك اليد المتحدة باللاهوت.. هى يد الله التى قدّمت الخير، كل الخير للخليقة، وهى اليد التى جبلت آدم وحواء كقول المزمور “يداك صنعتانى وجبلتانى” (مز118: 73).

كانت طرقات المطرقة تدوى فوق الجلجثة أثناء تسمير السيد المسيح فوق الصليب، وكانت أيضاً معاول هدم حصون إبليس تدوى فى أسماع الملائكة الذين وقفوا مبهورين من محبة الله الباذلة إلى المنتهى.

لقد ارتبكت الخليقة، واضطربت الأرض، وكأنها قد اقشعرت من القساوة التى عومل بها الله الكلمة المتجسد. ولهذا فقد تزلزلت الأرض والجبال وتشققت الصخور لأن دقات المسامير أفزعتها. وغضبت الطبيعة مما فعله الخطاة بخالق الطبيعة ومبدعها.

وحينما تعرّى الابن الوحيد من ثيابه: أخفت الشمس أشعتها وكأنها تشعر بالخجل من تعرية خالقها الذى ألبس المسكونة جمالاً وبهاءً، حتى زنابق الحقل ولا سليمان فى كل مجده كان يلبس كواحدة منها.

لقد سمح الرب للخليقة غير العاقلة أن تبدو فى اضطراب ليبكّت قساوة الإنسان. فالصخور بدت وكأنها كانت أكثر إحساساً وشعوراً من تلك القلوب القاسية التى صارت أقسى من الصخر لسبب الخطايا والشرور التى أعمت بصيرتها.

وهكذا أرعدت الطبيعة لكى يستفيق قلب الإنسان ويدرك مقدار من هو ذبيح فوق الصليب.. إنه الله الكلمة نفسه الذى تجسد وافتدانا من اللعنة والموت. فما أعجب محبتك غير الموصوفة يا ربنا القدوس؟!!..
 
قديم 13 - 08 - 2021, 03:13 PM   رقم المشاركة : ( 47456 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,000

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لماذا اختار الرب الصليب؟


الصليب له جاذبية خاصة فى الحديث عنه. فقد اختار السيد المسيح أن يعمل فى النجارة لارتباط هذا الأمر بالصليب. وهو مصنوع من خشب الشجر لكى يوضّح الرب أن إبليس إذ استخدم الشجرة لخداع البشرية وسقوط الإنسان فى الفردوس، فإنه هو أيضاً قد استخدم الشجرة لخلاص البشرية ورجوع الإنسان إلى الفردوس، فكل أنواع الخليقة ينبغى أن تستخدم لتمجيد الله. وعلى الشجرة قال للص اليمين: “اليوم تكون معى فى الفردوس”.

لقد اختار السيد المسيح مهنة النجارة فى حياته قبل الصليب.. وهكذا صنع ابن النجار صليباً من خشب الشجر ليخلِّص به العالم. كما قال القديس مار آفرام السريانى {مبارك هو ذلك النجار الذى صنع بصليبه قنطرة لعبور المفديين} ويقصد بذلك أن الصليب قد صار واسطة عبورنا من الهلاك إلى الحياة الأبدية، وعبور الذين رقدوا على الرجاء من الجحيم إلى الفردوس.
 
قديم 13 - 08 - 2021, 03:14 PM   رقم المشاركة : ( 47457 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,000

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لماذا دبر الرب فى خطة الخلاص أن يتم الفداء بذبيحة الصليب، وليس بموت السيد المسيح بطريقة أخرى؟

ونجيب على ذلك بأن هناك أسباباً كثيرة يصعب حصرها ونذكر منها على سبيل المثال:

أولاً: لكى يكون هو الطريق المؤدى إلى السماء

فتعليق السيد المسيح على الصليب ما بين السماء والأرض يذكرنا بسلم يعقوب الذى رآه منصوباً على الأرض ورأسه يمس السماء والرب واقف عليه والملائكة صاعدة ونازلة عليه. وقد قال الرب عن نفسه “أنا هو الطريق والحق والحياة” (يو14: 6).

ثانياً: لكى يكون هو الكاهن وهو الذبيحة فى آنٍ واحد

لأن السيد المسيح كان فاتحاً ذراعيه على الصليب رافعاً إياهما إلى أعلى. وفى نفس الوقت كان مجروحاً ينزف دمه كذبيحة مقبولة عن خلاص جنسنا. وكما قال أحدهم [هو الكاهن الأعظم صعد إلى المذبح ليصلى، وفيما هو يقدّم نفسه ذبيحة؛ دافع عن البشرية الخاطئة (أى تشفع من أجل الخطاة لينالوا الغفران بالتوبة والمعمودية المقدسة)].

ثالثاُ: لكى يكون حملاً مذبوحاً قائماً

رآه يوحنا فى سفر الرؤيا فى وسط العرش حملاً قائماً كأنه مذبوح ولا يمكن أن تكون الذبيحة واقفة وليست منطرحة على الأرض إلا فى وضع الصليب.

رابعاً: كان ينبغى أن يموت مذبوحاً

لأنه “بدون سفك دم لا تحصل مغفرة” (عب9: 22) فلو مات السيد المسيح مخنوقاً أو غريقاً أو بالحرق بالنار لما أمكن أن يقال عنه “لأن فصحنا أيضاً المسيح قد ذبح لأجلنا” (1كو5: 7).

والسيد المسيح لم تكسر ساقيه على الصليب مثل اللصين اللذين اختنقا عندما تدليا من ذراعيهما. بل سلّم السيد المسيح الروح نتيجة النزيف الحاد من الجراحات الخارجية كالمسامير وإكليل الشوك والجلد، والجراحات الداخلية التى نشأت عن جَلد القفص الصدرى بأعصاب البقر المدلاة فى أطرافها قطع من المعدن أو العظام التى تمزق الشرايين المحيطة بالقفص الصدرى داخلياً تحت الجلد بجوار الضلوع عندما يلتف الكرباج حول الصدر أثناء الجلد على الظهر.

لذلك حينما طعن الجندى السيد المسيح بعد ذلك بالحربة فى جنبه كان صدره ممتلئاً من الدماء والماء. الدم أولاً حيث يترسب الهيموجلوبين، والماء بعد ذلك حيث البلازما، والمياه الناشئة عن الارتشاح (الأوديما).

خامساً: الصليب هو العرش

قال المزمور “الرب قد ملك على خشبة” (مز95: 10) والخشبة هى خشبة الصليب. ويقول المزمور أيضاً “كرسيك يا الله إلى دهر الدهور، قضيب الاستقامة هو قضيب ملكك” (مز44: 6) إن قضيب ملكه هو أيضاً خشبة الصليب. والسيد المسيح قد قال: “متى رفعتم ابن الإنسان فحينئذ تفهمون أنى أنا هو” (يو8: 28)، وقال أيضاً: “أنا إن ارتفعت عن الأرض أجذب إلىّ الجميع” (يو12: 32).

الصليب له أربعة أذرع مثل العرش الإلهى الذى تحيط به الأحياء الأربعة غير المتجسدين؛ شبه الإنسان ويرمز إلى التجسد، وشبه العجل ويرمز إلى الذبيحة (الصلب)، وشبه الأسد ويرمز إلى القيامة، وشبه النسر ويرمز إلى الصعود. كما أنها ترمز إلى الأناجيل الأربعة: متى ولوقا ومرقس ويوحنا بنفس الترتيب المذكور عن الأحياء غير المتجسدين.

فى الصليب نرى بوضوح الذبيحة ولكننا نرى بعين التأمل التجسد والقيامة والصعود. فالمصلوب هو الرب المتجسد، وهو الرب المذبوح، وهو الرب القائم (لأنه مذبوح وقائم على الصليب)، وهو الرب الصاعد (لأنه معلق بين السماء والأرض).

القيامة والصعود لم يكونا قد حدثا بعد ولكننا نراهما فى الصليب بعين التأمل، كما أننا نؤمن بقلوبنا أن المصلوب قد قام وصعد إلى أعلى السماوات.

إن الصليب ذا الأذرع الأربع يشير إلى الخلاص الذى امتد من مشارق الشمس إلى مغاربها ومن الشمال إلى الجنوب. لذلك نقول فى صلاة الساعة السادسة {صنعت خلاصاً فى وسط الأرض كلها أيها المسيح إلهنا عندما بسطت يديك الطاهرتين على عود الصليب، فلهذا كل الأمم تصرخ قائلة: المجد لك يا رب}.

إن الصليب هو ينبوع للتأمل، وعليه حمل الرب لعنة خطايانا ومحاها بالصليب إذ أوفى الدين الذى علينا وقدّم نفسه عوضاً عن الجميع.

فما أجمل أن نضع الصليب أمام أعيننا على الدوام لأنه يذكرنا بحب الله الآب الذى بذل ابنه الوحيد لأجل خلاصنا.
 
قديم 13 - 08 - 2021, 03:15 PM   رقم المشاركة : ( 47458 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,000

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






هو الطريق المؤدى إلى السماء

فتعليق السيد المسيح على الصليب ما بين السماء والأرض يذكرنا بسلم يعقوب الذى رآه منصوباً على الأرض ورأسه يمس السماء والرب واقف عليه والملائكة صاعدة ونازلة عليه. وقد قال الرب عن نفسه “أنا هو الطريق والحق والحياة” (يو14: 6).
 
قديم 13 - 08 - 2021, 03:16 PM   رقم المشاركة : ( 47459 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,000

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






هو الكاهن وهو الذبيحة فى آنٍ واحد

لأن السيد المسيح كان فاتحاً ذراعيه على الصليب رافعاً إياهما إلى أعلى. وفى نفس الوقت كان مجروحاً ينزف دمه كذبيحة مقبولة عن خلاص جنسنا. وكما قال أحدهم [هو الكاهن الأعظم صعد إلى المذبح ليصلى، وفيما هو يقدّم نفسه ذبيحة؛ دافع عن البشرية الخاطئة (أى تشفع من أجل الخطاة لينالوا الغفران بالتوبة والمعمودية المقدسة)].
 
قديم 13 - 08 - 2021, 03:16 PM   رقم المشاركة : ( 47460 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,000

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






لكى يكون حملاً مذبوحاً قائماً

رآه يوحنا فى سفر الرؤيا فى وسط العرش حملاً قائماً كأنه مذبوح ولا يمكن أن تكون الذبيحة واقفة وليست منطرحة على الأرض إلا فى وضع الصليب.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 08:00 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025