![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 47441 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() مريم العذراء هى من منها أصبح الكلـمة جسداً "والكلمة صار جسدا"(يوحنا14:1) سرّ الدهور كلها أن الكلمة الإلهي الأزلي صار جسدًا، إذ اتحد اللاهوت بالناسوت، وصار واحدًا منا. من رآه وتلامس معه رأى مجد الابن الوحيد لأبيه كما شهد القديس يوحنا المعمدان بذلك “يوحنا شهد له ونادى قائلا: هذا هو الذي قلت عنه: إن الذي يأتي بعدي صار قدامي، لأنه كان قبلي”(يوحنا15:1) وتمتع بالنعمة والحق"ومن ملئه نحن جميعا أخذنا، ونعمة فوق نعمة لأن الناموس بموسى أعطي، أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا. الله لم يره أحد قط . الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر" (يوحنا16:1-18). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47442 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() مريم العذراء هى من منهاِ ظهر الكلـمة بيننـا "والكلمة صار جسدا وحل بيننا، ورأينا مجده، مجدا كما لوحيد من الآب، مملوءا نعمة وحقا"(يوحنا14:1) من أجلنا أخلى نفسه عن مجده الإلهي المنظور، وكما يقول الرسول بولس: "الذي كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله، لكنه أخلى نفسه، أخذًا صورة عبد، صائرًا في شبه الناس" (في 2: 6-7).. هذا الإخلاء لم يسبب تغييرًا في خصائص لاهوته، لأن لاهوته المتحد بناسوته لم يمتزج معه، إنما بتأنسه صار الكلمة إنسانًا كاملاً حقيقيًا وهو العلي الإله السماوي. بهذا فتح لنا بابًا إلى الأقداس السماوية. "فإذ لنا أيها الاخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع، طريقًا كرسه لنا حديثًا حيًا بالحجاب، أي جسده" (عبرانيين 10: 19-20). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47443 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() مريم العذراء هى التى فرحت لأنها آمنتِ بـما قيل لها من قِبل الرب فطوبى للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب(لوقا45:1) مريـم العذراء عبّرت عن فرحهـا بالتسبيح والترانيـم كقول يعقوب الرسول:"هل فيكم مسرور فليُرّتل"(يع13:5)، وأنشدت تسبحتهـا العجيبة:"فقالت مريم تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي باللـه مخلّصي.."(لوقا46:1). لقد أتـى الفرح فى حياة مريم العذراء بتجسد الـمسيح فى أحشائهـا فها هو يوحنا الـمعمدان "يرتكض بفرح"(لوقا44:1) فى أحشاء اليصابات ورنّـمت مريـم. وبعدهـا هتفت الـملائكة بـميلاد يسوع إبن مريـم "ها آنذا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب"(لوقا10:2-11). بـمريم العذراء تحققت نبؤات الفرح التى وعد بهـا اللـه فى القديم إبنـة صهيون: "ترّنـمي يا ابنة صهيون. افرحي وتهللّي بكل قلبك يا ابنة اورشليم" (صفنيـا14:3)،"ابتهجي جداً يا بنت صهيون واهتفي يابنت اورشليم"(زكريا9:9)،و"إستيقظي استيقظي البسي عزّك يا صهيون البسي فخرك يا أورشليم"(اشعيا1:54). فرح البشارة وفرح الزيارة وفرح الـميلاد وفرح القيامـة مع التلاميذ(لوقا41:24و52). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47444 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() مريم العذراء هى آمـة متواضعـة أمام الرب "لأنه نظر إلى اتضاع أمته"(لوقا48:1) نقرأ قول يسوع"تعلمو مني لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم" (متى 29:11). ومريم وسط النعم هتفت بالشكر "تعظم نفسي الرب" معلنة ان كل النعم هى من الرب "لأنه صنع بى عظائم" وتعلن "هوذا أنا آمة للرب"، ورغم سماعها مديح اليصابات"كيف تأتي أم ربي الي" لكنها صرخت "لأنه نظر الى تواضع آمته" (لوقا 48:1) "قد أُخبرك أيها الإنسان ما هو صالح وماذا يطلبه منك الرب إلا أن تصنع الحق وتحب الرحمة وتسلك متواضعاً مع إلـهك" (ميخا 8:6). إن الكبرياء والغنى البشري هى أمور تحجب عظمة الله وتتعارض مع حبه. إن الله إختار أماً لإبنه من بين تلك الفئة التى يدعوها الكتاب فقراء يهوة أي اولئك الذين ترقبوا الخلاص. وكلنا يعلم أن سقطة الإنسان الأولى كان سببها الكبرياء (سقطة الشيطان -اشعيا 13:14-14، سقطة آدم -تكوين5:3). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47445 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() مريم العذراء هى من منها صنع الرب العجائب "لأن القدير صنع بي عظائم"(لوقا49:1) أنشدت مريم العذراء نشيدها هذا كنبيّة فتعتبر أخر نبيـة فى العهد القديم وأول أنبياء العهد الجديد. انها تسبحة تبين ان مريم كان ذهنها مملوء من الأسفار المقدسة فهى تشابه تسبحة حنة ام صموئيل النبي (1ملوك11:1) ولكن تسبحة حنة انتظار للمسيا واما تسبحة العذراء مريم فهى للفرح بتحقيق هذا الأمل. تسبحة تشبه ترنيمة التعظيم لاشعيا النبي "فرحا افرح بالرب تبتهج نفسي بالرب.."(اشعيا10:16-11). لا تنسب مريم لنفسها شيئا بل ان كل شيئ هو من نعمة الله. ها هى ابنة الناصرة القرية الفقيرة والحقيرة يحبها الله "نظر الى تواضع أمتـِه". لقد ترك الله كل الخراف وبحث عن خروف واحد وعن درهم واحد وعن مريض واحد فى بركة. لم تتكلم مريم عن الله باسمه ولكن بصفاته فها هى تدعوه القدير و القدوس و اله الرحمة. قيل ان هذه التسبحة هى تمهيد للموعظة على الجبل التى سيعلن المسيح فيها طوبى للمساكين والودعاءوالحزانى والجياع(متى5). هذه التسبحة تعلن عن ما فى نفس مريم من عمق الشركة مع الله"هل فيكم مسرور فليسبح بحمد الله"(يعقوب13:5). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47446 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() مريم العذراء هى من تحقق فيها وعد الله لإبراهيم "كما كلم آباءنا لإبراهيم ونسله إلى الأبد"(لوقا55:1) كان الله قد وعد إبراهيم قائلاً:" وانا اجعلك أمّةً كبيرة، وأباركك، وأعظّم اسمك، وتكون بركة..ويتبارك فى نسلك جميع أمم الأرض" (تك18:22،2:12).هذا النسل كما يؤكد القديس بولس هو الـمسيح:"لقد قيلت الـمواعيد لإبراهيم ولنسله. ولا يقول وللأنسال يعنى كثيرين بل ولنسلك يعنى واحداً وهو الـمسيح"(غلاطية16:3). إذاً لقد اختير ابراهيم لكي يولد من نسله يسوع المسيح مخلص جميع الأرض. هذا الوعد كان الله قد جدّده لداود :"واذا تـمت أيامك وإضطجعت مع آبائك وأقمت من يليك من نسلك الذى يخرج من صلبك واقررت ملكه فإني اقر عرش ملكه الى الأبد. انا اكون له اباً وهو يكون لي ابناً..وأقيمه فى بـيتي وفى ملكي الى الدهر ويكون عرشه ثابتاً الى الأبد"(الـملوك الثانى 12:7). وهذا ما سوف يذّكر بـه الـملاك جبرائيل مريم العذراء:"ها انت تلدين إبنا وتسمينه يسوع. انه يكون عظيما وابن العلي يدعى وسيعطيه الرب الإله عرش داود ابيه ويـملك على بيت يعقوب الى الدهر ولن يكون لـملكه إنقضاء"(لوقـا31:1-33). والقديس يوسف خطيب مريم العذراء كما جاء فى سلسلة النَسَب حسب القديس متى نجده قد أتى بعد 39 مرة من عبارة "فلان وَلَدَ فلان" فنقرأ:"يعقوب وَلَدَ يوسف رجل مريم التى منها وُلد يسوع الذى يُدعى الـمسيح"،فيكون يوسف هو من الناحية الطبيعية آخر حلقة فى السلسلة الداودية الـمباشرة وهو الذى يوم أبرم زواجه بـمريم أدخل يسوع الى ذريّة داود،فالإنتماء النسلي يـمر عادة بالرجل وبهذا تكون النبوءات قد تـمّت ويوسف قد ساهم فى ذلك التدبير الفدائي الذى أعده الله من أجل تـميم فداء البشر. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47447 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() آدم الثانى كان آدم الأول هو رأس الجنس البشرى.. منه خرج جميع البشر، بما فى ذلك حواء نفسها. وذلك بقدرة الله وتدبيره. البشر جميعاً كانوا فى صُلب أبينا آدم حينما خلقه الله على صورته ومثاله. وخلق له المرأة من جنبه بحيث لا تكون غريبة عن طبيعته البشرية. وحينما “باركهم الله وقال لهم أثمروا واكثروا واملأوا الأرض” (تك1: 28)، صار بإمكانهما أن ينجبا أولادًا من نفس طبيعتهما المشتركة. ولأن كل نسل آدم كان فى صُلبه.. لهذا فحينما سقط آدم مع حواء – دخل الموت إلى الجنس البشرى كله. وقد شرح معلمنا بولس الرسول هذا الأمر فقال: “بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم، وبالخطية الموت. وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس” (رو5: 12). وقال أيضاً: “كما فى آدم يموت الجميع، هكذا فى المسيح سيُحيا الجميع” (1كو15: 22). فكما قاد آدم الأول البشرية إلى الموت، هكذا قاد آدم الثانى أو آدم الجديد (المسيح) البشرية المفتداه إلى الحياة وميراث الملكوت الأبدى. انتصر السيد المسيح على الموت بكل أبعاده وعوامله فى طبيعتنا البشرية التى أخذها بلا خطية – بفعل الروح القدس من العذراء القديسة مريم. وكانت قيامة السيد المسيح هى النتيجة الطبيعية لنصرته -كرأس للكنيسة- على مملكة الظلمة الروحية. وحقق السيد المسيح فى بشريته الكاملة، الشركة الحقيقية مع الله، بعيداً تماماً عن كل تأثير الشركة مع إبليس التى دخل إليها الإنسان بقبوله للغواية التى عرضتها عليه الحية القديمة. كانت البشرية بالفعل فى احتياج إلى من يستطيع أن ينتشلها من الهوة ومن الفخ، الذى دخلت إليه بانقياد آدم الأول للغواية، ودخوله هو ونسله من بعده تحت سلطان الموت.. وقد أوضح القديس أثناسيوس أن الوحيد الذى كان باستطاعته أن يحرر الإنسان من الموت ويعيده إلى الصورة التى خلق عليها، هو كلمة الله.. فكما خلق الله الإنسان بكلمته على صورته ومثاله، هكذا لم يكن ممكناً أن يعاد خلق الإنسان مرة أخرى، إلا بواسطة نفس أقنوم الكلمة. وتأكيداً لهذا المعنى قال معلمنا بولس الرسول: “إن كان أحد فى المسيح، فهو خليقة جديدة” (2كو5: 17). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47448 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لم يكن ممكناً أن تعود حياة الشركة بين الله والإنسان، إلا فى شخص ربنا يسوع المسيح “كلمة الله المتجسد”. كذلك لم يكن ممكناً أن تمتد هذه الشركة لتشمل البشر الذين آمنوا به، إن لم يقم السيد المسيح بتقديم كفارة كاملة وكافية عن خطاياهم.. “أى إن الله كان فى المسيح مصالحاً العالم لنفسه، غير حاسب لهم خطاياهم” (2كو5: 19) بتقديم ذبيحة الصليب عوضاً عن هلاك البشر بالموت الذى تملك على الجميع. فبالتجسد وظهور آدم الجديد الذى بلا خطية عادت الشركة بين الله والإنسان فى شخصه. وبالصليب صارت المصالحة بين الله والبشر الذين يقبلون الابن المتجسد مخلِّصاً لهم. وبالقيامة نالت البشرية الحياة الجديدة، فى المسيح يسوع كباكورة للراقدين. وبالصعود “دخل.. إلى الأقداس فوجد فداءً أبدياً” (عب9: 12)، حيث يمارس عمله كرئيس كهنة يشفع بدمه كل حين من أجل غفران الخطايا. وبحلول الروح القدس وصلت استحقاقات المصالحة إلى الذين قبلوا المسيح، ونالوا سر العماد المقدس، وصاروا هيكلاً يسكن الله فيه. وبهذا كله نستطيع أن نرى كيف عادت الشركة مع الله للذين قبلوا السيد المسيح ونالوا العطية الموعود بها من الآب. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47449 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لماذا تجسّد من العذراء لم يتجسد الكلمة من زرع بشر، أى من مشيئة جسد أو من مشيئة رجل، فلو حدث ذلك لكان انتقال الخطية الجدية إلى المولود هو نتيجة طبيعية. ولهذا فقد تجسد الكلمة بفعل الروح القدس فى أحشاء العذراء مريم، كما قال الملاك: “الذى حبل به فيها هو من الروح القدس” (مت1: 20). ولم يكن ممكناً أن يتجسد الله الكلمة، دون أن يأخذ طبيعة بشرية حقيقية من أصل الجنس البشرى نفسه. لأنه لو تجسد بطبيعة أخرى مخلوقة خصيصاً لهذا الأمر، لما أمكن أن يخلص البشر، ولما أمكن أن يموت بمحبته عوضاً عنهم، ليوفى العدل الإلهى حقه. لهذا فقد أخذ بشريته الكاملة جسداً وروحاً من العذراء مريم، بلا خطية، ووحّد هذه الطبيعة البشرية بألوهيته منذ اللحظة الأولى للتجسد. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47450 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الموت النيابى وقد شرح القديس أثناسيوس فكرة تجسد الابن الوحيد وموته النيابى عن البشر فى الفصل التاسع من كتاب تجسد الكلمة فقال: [إن الكلمة إذ لم يكن قادراً أن يموت (بحسب ألوهيته)، أخذ جسداً قابلاً للموت. لكى باتحاده (أى باتحاد هذا الجسد) بالكلمة الذى هو فوق الكل، يصير جديراً بأن يموت نيابة عن الكل]. صارت الذبيحة التى قُدمت على الصليب ذات قيمة غير محدودة، لسبب اتحاد إنسانية المسيح بألوهيته اتحاداً طبيعياً يفوق العقل والإدراك. فالذى صُلب على الصليب هو هو نفسه الله الكلمة الذى أخذ جسداً، وتألم بالجسد، وذاق الموت بالجسد لأجل خلاصنا. |
||||