![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 47351 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ” لا يكون لملكه نهاية ” (لو1: 33) مهما بلغ ملوك العالم إلى قمة المجد والعظمة والسلطان، فإن مُلكهم قد زال بموتهم.. انهزموا جميعاً أمام الموت.. ولم ينتصر أحد منهم عليه. فكم من ممالك زالت وانقضت؟.. وكم من حضارات تبدلت وطغت عليها حضارات أخرى. أراد ملوك المصريين القدماء أن يخلدوا مُلكهم، فاخترعوا فن التحنيط وفنون المقابر والرسوم والألوان، والتماثيل والأهرامات وغيرها.. ولكن هذه كلها لم تحفظ لهم المُلك.. بل جسدت مأساة الإنسان فى قمة حضارته وقدرته، وفى قمة هزيمته أمام الموت. كان الأمل الوحيد للإنسان هو القيامة من الأموات.. وجاء السيد المسيح ليصير باكورة للراقدين.. وليمنح الحياة الأفضل للذين قبلوه حتى للذين لم يعرفوا فن التحنيط. هذا هو الملك الحقيقى الذى قال عن نفسه: “أنا هو القيامة والحياة. من آمن بى ولو مات فسيحيا ” (يو11: 25). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47352 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() سلطاناً ومجداً وملكوتاً تحقق قول دانيال النبى: “فأعطى سلطاناً ومجداً وملكوتاً لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة. سلطانه سلطان أبدى ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض” (دا 7: 14). ما هو هذا السلطان ؟ إنه سلطان الحياة الأبدية الذى قال عنه السيد المسيح فى مناجاته للآب قبل الصليب مباشرة: “أيها الآب قد أتت الساعة مجّد ابنك، ليمجدك ابنك أيضاً. إذ أعطيته سلطاناً على كل جسد، ليعطى حياة أبدية لكل من أعطيته” (يو17: 1، 2). وصار له السلطان أن يمنح الحياة الأبدية للذين قبلوه وآمنوا به. وما هو هذا المجد ؟ إنه مجد القيامة الذى قال عنه السيد المسيح لتلاميذه: “كان ينبغى أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده” (لو24: 26). وما هو هذا الملكوت ؟ إنه مُلك الله على قلوبنا هذا الذى اشترانا كقول الكتاب “أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذى فيكم، الذى لكم من الله، وأنكم لستم لأنفسكم. لأنكم قد اشتريتم بثمن فمجدوا الله فى أجسادكم وفى أرواحكم التى هى لله” (1كو6: 19، 20). لقد صرنا هيكلاً للروح القدس.. وصار ملكوت الله داخلنا، كما وعدنا السيد المسيح.. وصرنا أولادًا لله “فإن كنا أولادًا، فإننا ورثة أيضاً. ورثة الله ووارثون مع المسيح” (رو8: 17). إن من يملك الله على قلبه وعلى حياته، يصير مؤهلاً لميراث ملكوت السماوات فى المجد الأبدى. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47353 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ما هو سلطان السيد المسيح ؟ إنه سلطان الحياة الأبدية الذى قال عنه السيد المسيح فى مناجاته للآب قبل الصليب مباشرة: “أيها الآب قد أتت الساعة مجّد ابنك، ليمجدك ابنك أيضاً. إذ أعطيته سلطاناً على كل جسد، ليعطى حياة أبدية لكل من أعطيته” (يو17: 1، 2). وصار له السلطان أن يمنح الحياة الأبدية للذين قبلوه وآمنوا به. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47354 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ما هو مجد السيد المسيح ؟ إنه مجد القيامة الذى قال عنه السيد المسيح لتلاميذه: “كان ينبغى أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده” (لو24: 26). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47355 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ما هو هذا الملكوت ؟ إنه مُلك الله على قلوبنا هذا الذى اشترانا كقول الكتاب “أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذى فيكم، الذى لكم من الله، وأنكم لستم لأنفسكم. لأنكم قد اشتريتم بثمن فمجدوا الله فى أجسادكم وفى أرواحكم التى هى لله” (1كو6: 19، 20). لقد صرنا هيكلاً للروح القدس.. وصار ملكوت الله داخلنا، كما وعدنا السيد المسيح.. وصرنا أولادًا لله “فإن كنا أولادًا، فإننا ورثة أيضاً. ورثة الله ووارثون مع المسيح” (رو8: 17). إن من يملك الله على قلبه وعلى حياته، يصير مؤهلاً لميراث ملكوت السماوات فى المجد الأبدى. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47356 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() “اقتسموا ثيابى بينهم” (يو19: 24) “ثم إن العسكر لما كانوا قد صلبوا يسوع، أخذوا ثيابه وجعلوها أربعة أقسام، لكل عسكرى قسماً. وأخذوا القميص أيضاً. وكان القميص بغير خياطة، منسوجاً كله فى فوق. فقال بعضهم لبعض: لا نشقه، بل نقترع عليه لمن يكون ليتم الكتاب القائل اقتسموا ثيابى بينهم، وعلى لباسى ألقوا قرعة” (يو19: 23، 24، انظر أيضاً مز22: 18). هذه الأقسام الأربعة لثياب السيد المسيح ترمز إلى الأناجيل الأربعة التى بشرت بموته وقيامته. أما القميص (الرداء الداخلى) الذى لم يشقه العسكر، لأنه منسوج كله من فوق إلى أسفل، فهو يرمز إلى أن بشارة الخلاص هى واحدة لا تتجزأ ولا تنفصل. ومن المعروف أن الأناجيل الأربعة ترمز إليها الأربعة الأحياء غير المتجسدين: الذى له وجه الإنسان، والذى له وجه العجل (أو الثور)، والذى له وجه الأسد، والذى له وجه النسر. فإنجيل متى يرمز له بوجه الإنسان، لأنه يقدّم المسيح ابن الإنسان “كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم” (مت1: 1). وإنجيل لوقا يرمز له بوجه الثور، لأنه يقدّم المسيح خادم الخلاص الذبيح “طفلاً مقمطاً مضجعاً فى مذود” (لو2: 12). وإنجيل مرقس يرمز له بوجه الأسد، لأنه يقدّم المسيح القوى صانع المعجزات “إنجيل يسوع المسيح ابن الله” (مر1: 1). وإنجيل يوحنا يرمز له بوجه النسر، لأنه يقدّم المسيح باعتباره الله الكلمة المتجسد. فهو يشير إلى ألوهية السيد المسيح “الكلمة صار جسداً وحل بيننا، ورأينا مجده مجداً كما لوحيدٍ من الآب” (يو1: 14). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47357 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() هذه الأحياء الأربعة غير المتجسدة الحاملة للعرش الإلهى، ترمز إلى مراحل الخلاص الأربعة (الميلاد، الصلب، القيامة، الصعود) فى حياة السيد المسيح: فالميلاد أو التجسد يرمز إليه وجه الإنسان. والصلب يرمز إليه وجه الثور (الذبيحة). والقيامة يرمز إليها وجه الأسد (الغالب). والصعود يرمز إليه وجه النسر (الطائر المُحلق فى السماء). وبالرغم من أننا نفهم هذه المراحل من حيث التفاصيل، ولكننا لا ننظر إليها من ناحية الفصل. أى لا نفصلها عن بعضها البعض. هى مراحل متلاحقة متلازمة، ضرورية لخلاص البشرية فى خدمة السيد المسيح. فالسيد المسيح فى ميلاده ولد فى المذود فى وسط الحيوانات، التى تقدم منها الذبائح، لكى نفهم أنه قد جاء إلى العالم ليصير ذبيحة. ففى ميلاده أشار إلى صلبه. وفى قيامته أطلقت عليه الملائكة لقب “يسوع المصلوب” (مت28: 5). فلولا الصليب لما كانت القيامة. وقد احتفظ السيد المسيح بجراحات الصليب فى جسد قيامته. ففى قيامته أشار إلى صلبه. وعندما ظهر لمريم المجدلية بعد القيامة، حدثها عن الصعود، وطالبها أن تخبر تلاميذه بذلك “اذهبى إلى إخوتى وقولى لهم إنى أصعد إلى أبى وأبيكم وإلهى وإلهكم” (يو20: 17). ففى قيامته أشار إلى صعوده. والعجيب أن حزقيال النبى فى رؤياه، قد رأى لكل واحد من الأحياء الأربعة أوجه أربعة (انظر حز1: 6) هى أوجه الأحياء الأربعة التى وصفها يوحنا الإنجيلى فى رؤياه. وهذا يعنى أن بشارة الأناجيل الأربعة لا تتجزأ وأنها كلها تتكلم عن مراحل الخلاص الأربعة، وإن كان يُرمز إليها بسمة خاصة تميزها دون أن تفصلها. إلى هذه المعانى العميقة كان يرمز تقسيم ثياب السيد المسيح وعدم شق قميصه. فالثياب قد تم توزيعها إلى أربعة أنصبة، أما القميص فلم يستطع أحد أن يشقه لأنه منسوج كله من فوق إلى أسفل. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47358 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() “ثم جلسوا يحرسونه هناك” (مت27: 36) بعد أن صلب الجند السيد المسيح، جلسوا يحرسونه فى موضع الجلجثة بحسب الأوامر الصادرة إليهم. كان القصد من الحراسة الموضوعة، هو متابعة تنفيذ الحكم بالموت صلباً إلى نهايته. فالمصلوب يستغرق موته على الصليب وقتاً ليس بقليل ويحتاج إلى حراسة لكى لا يأتى أحد وينزله من على الصليب وينقذه من الموت. فى الوضع العادى قد يبقى المصلوب عدة أيام، وهو يتألم ويعانى من التعليق على الصليب، ومن العطش والجوع وضيق التنفس، حتى تنتهى مقاومته تماماً ويموت فى النهاية. ولكى يتم التعجيل بالموت تكسر سيقان المصلوبين، لكى لا يتمكنوا من التنفس ويموتوا بالاختناق. فالمصلوب يعتمد فى تنفسه على ارتكازه على قدميه على مسمار القدمين، إذ يرفع جسده إلى فوق لكى يخف الشد على الساقين، ويرتخى القفص الصدرى ويتمكن من الشهيق. أما إذا كسرت ساقاه، فلا يمكنه أن يتنفس، لأن عضلات القفص الصدرى تكون مشدودة بقوة فى اتجاه الساعدين. أما السيد المسيح فلم يستغرق موته على الصليب أكثر من ثلاث ساعات. حيث إنه كان قد تعرض منذ الصباح للجلد الرومانى العنيف، الذى أحدث نزيفاً داخلياً شديداً. هذا بالإضافة إلى جراحات المسامير فى اليدين والقدمين، وجراحات إكليل الشوك وسائر جراحات الضرب والجلد الخارجية، التى كانت تنزف جميعها دماً مستمراً، أدى إلى هبوط حاد فى عضلة القلب، نتيجة النزيف الداخلى والخارجى، الذى تحقق به قول الرب: “دمى الذى يُسفك عنكم” (لو22: 20). وعلى العموم فقد كان قرار اليهود هو أن تكسر سيقان المصلوبين فى ذلك اليوم قبل غروب الشمس، وذلك لكى لا تبقى الأجساد على الصليب فى السبت، لأن يوم ذلك السبت كان عظيماً (انظر يو19: 31). “سأل اليهود بيلاطس أن تكسر سيقانهم ويرفعوا. فأتى العسكر وكسروا ساقى الأول والآخر المصلوب معه. وأما يسوع فلما جاءوا إليه لم يكسروا ساقيه، لأنهم رأوه قد مات” (يو19: 31-33). ولكن حراسة الجند للسيد المسيح المصلوب لم تكن مصادفة، لأن المشهد بذلك يقود أفكارنا للتأمل إلى الفردوس الأول، ونتذكر قول الكتاب “فطرد الإنسان وأقام شرقى جنة عدن الكروبيم ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة” (تك3: 24). جلس العسكر يحرسون السيد المسيح المعلّق على خشبة الصليب. ولم يفهموا بذلك أنهم يذكروننا بالصورة النبوية المعلنة فى سفر التكوين عن حراسة طريق شجرة الحياة، أليس الصليب هو شجرة الحياة التى لا يموت آكلوها؟ هؤلاء العسكر يذكروننا دون أن يدروا بحراس الأسرار المقدسة؛ ولكن هل يحتاج السيد المسيح إلى من يحرسه لكى يتمم الفداء؟ لقد جاء السيد المسيح إلى العالم واضعاً الصليب نصب عينيه.. وكان الصليب هو الهدف من مجيئه فادياً ومخلصاً. فلم يكن ممكناً إطلاقاً أن يهرب من الصليب حتى يحتاج إلى حراسة. بل إن الحراس قد صاروا شهوداً للصلب وشهوداً للخلاص الذى تم حتى نهايته. شهدوا أمام التاريخ -دون أن يقصدوا- بأن يسوع الناصرى قد مات حقاً على الصليب.. تماماً مثلما شهد حراس القبر -دون أن يقصدوا- بأن يسوع المصلوب قد قام حقاً من الأموات.. لأن وجود الحراس كان دليلاً قوياً على صدق واقعة القيامة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47359 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() “يا ناقض الهيكل وبانيه” (مت27: 40) بعد أن قام السيد المسيح بتطهير الهيكل قال له اليهود: “أية آية ترينا حتى تفعل هذا؟” (يو2: 18) . فقال لهم السيد المسيح: “انقضوا هذا الهيكل، وفى ثلاثة أيام أقيمه” (يو2: 19). وهم فهموا أنه كان يكلمهم عن هيكل الرب فى أورشليم الذى بناه أولاً سليمان، فأجابوه “فى ست وأربعين سنة بنى هذا الهيكل، أفأنت فى ثلاثة أيام تقيمه؟! وأما هو فكان يقول عن هيكل جسده” (يو2: 20، 21).. عند الصليب تذكر اليهود هذه العبارة التى قالها السيد المسيح؛ “وكان المجتازون يجدفون عليه وهم يهزون رؤوسهم قائلين: يا ناقض الهيكل وبانيه فى ثلاثة أيام، خلّص نفسك” (مت27: 39، 40). وكانوا يقصدون بذلك أنه لو كان فعلاً يقدر أن يهدم الهيكل ويبنيه بقدرة معجزية باعتباره ابن الله، فإنه من باب أولى يستطيع أن يخلّص نفسه وينزل عن الصليب بمعجزة لا تقاوم. ولهذا استطردوا قائلين: “إن كنت ابن الله فانزل عن الصليب” (مت27: 40). ولكن السيد المسيح لم يقل لهم أنه هو الذى سوف يهدم الهيكل بنفسه، بل قال: “انقضوا هذا الهيكل وفى ثلاثة أيام أقيمه” (يو2: 19). أى أنهم لو هدموا هيكل جسده بالموت على الصليب فإنه سوف يقيمه بعد ثلاثة أيام. وبالطبع لن يتحقق قوله هذا لو نزل عن الصليب.. لأن معجزة القيامة لا يمكن أن تتم إلا من خلال موته بحسب الجسد على الصليب. كانت القيامة هى أعظم معجزة صنعها السيد المسيح، كقول معلمنا بولس الرسول “وتعين ابن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات” (رو1: 4). وحينما طلب اليهود من السيد المسيح معجزة يؤمنون بسببها فسألوه أن يريهم آية من السماء. أجاب وقال لهم: “جيل شرير فاسق يلتمس آية ولا تُعطى له آية إلا آية يونان النبى” (مت16: 4). وكان السيد المسيح يقصد بهذا خروج يونان حياً من بطن الحوت بعد ثلاثة أيام، فكان رمزاً لدفن السيد المسيح وقيامته. وقال أيضاً: “متى رفعتم ابن الإنسان فحينئذ تفهمون أنى أنا هو” (يو8: 28). أى أن فهمهم لحقيقة لاهوته، سوف يتحقق بموته على الصليب وقيامته بقوة من الأموات.. فلا مجال إطلاقاً للقول: “إن كنت ابن الله، فانزل عن الصليب” لأن العكس كان هو المطلوب لإثبات ألوهيته مع إتمام الفداء فى آنٍ واحد. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47360 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الهيكل كان اليهود يعتزون جداً بهيكل أورشليم. ولذلك بالرغم من أن ذلك الهيكل كان رمزاً لجسد السيد المسيح الذى أخذه كاملاً من العذراء مريم بفعل الروح القدس، بما فى ذلك الروح الإنسانى العاقل، حينما تجسد ببشرية كاملة، جاعلاً ناسوته واحداً مع لاهوته بغير اختلاط ولا تغيير، فقد كان كل ما فى الهيكل أيضاً يرمز إلى تجسد ابن الله الكلمة، وإلى ذبيحة الصليب الخلاصية. فتابوت العهد كان يرمز إلى جسد السيد المسيح، وما فى داخله يشير إليه. مثل لوحى الشريعة يرمزان إلى أن الله قد كلّمنا فى ابنه. وقسط المن الذى يرمز إلى السيد المسيح باعتباره الخبز السماوى. وعصا هرون التى أفرخت بدون زرع ولا سقى، وترمز إلى ولادة المسيح من العذراء مريم بغير زرع بشر. وهكذا مذبح البخور يرمز إلى كهنوت السيد المسيح، والمنارة ذات السبعة سرج ترمز إلى الأسرار الكنسية السبع التى تتم باستحقاقات دم المسيح، الذى قال بفم النبى: “أما أنا فمثل زيتونة خضراء فى بيت الله” (مز52: 8). ومائدة خبز الوجوه ترمز إلى جسد المسيح فى سر الإفخارستيا.. ومذبح النحاس يرمز إلى ذبيحة الصليب، حيث تقدم الذبائح والمحرقات. والمرحضة ترمز إلى التطهير بالمعمودية. والخيمة أو المسكن كان يرمز إلى حلول الله فى وسط شعبه، وبهذا يرمز إلى التجسد الإلهى. ورئيس الكهنة الذى يدخل إلى قدس الأقداس مرة واحدة فى السنة، يرمز إلى السيد المسيح الذى دخل إلى الأقداس السماوية مرة واحدة بدم نفسه ووجد فداءً أبدياً. فلماذا تتجه أنظار اليهود وأفكارهم إلى الهيكل، بعد أن جاءهم الهيكل الحقيقى الذى كانت كل هذه الأمور جميعها ترمز إليه؟ قال الرب: “سأرجع بعد هذا وأبنى أيضاً خيمة داود الساقطة وأبنى أيضاً ردمها” (أع15: 16). ما هى خيمة داود إلا جسم بشريتنا الذى سقط بالخطية فى قبضة الموت، وجاء السيد المسيح لكى يعيد خلقه مرة أخرى. كقول الكتاب “إن كان أحد فى المسيح فهو خليقة جديدة” (2كو5: 17). وقد أعاد السيد المسيح الصورة الإلهية إلى الإنسان، حينما أخذ جسداً بشرياً كاملاً خالياً من الخطية، جاعلاً إياه واحداً مع لاهوته. وبهذا الجسد افتدى الإنسان من لعنة الخطية والموت، مصالحاً إياه مع الآب، مانحاً إياه أن يصير هيكلاً للروح القدس مع سائر المؤمنين. فكما أن الهيكل الحقيقى هو جسد السيد المسيح، هكذا منح المؤمنين أن يصيروا على صورته ومثاله هيكلاً للرب. أما أورشليم السمائية فقد قيل عنها فى سفر الرؤيا “وتكلم معى قائلاً هلم فأريك العروس امرأة الخروف. وذهب بى بالروح إلى جبل عظيم عال، وأرانى المدينة العظيمة أورشليم المقدسة، نازلة من السماء من عند الله. لها مجد الله.. ولم أرَ فيها هيكلاً لأن الرب الله القادر على كل شئ هو والخروف هيكلها” (رؤ21: 9-11، 22). |
||||