![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 4701 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الكاهن الزارع ![]() خرج الزارع ليزرع. كل ما يعرفه الكاهن عن عمله انه يزرع. احيانا يرى الحصاد في نفس هذا وذاك. ولكن الحصاد في الرعية رؤيته صعبة. لا يوجد حصاد جماعي إلا في اليوم الأخير حتى تَصْدُق الكلمة:واحد يزرع وآخر يحصد (يوحنا 37:4). وفي افضل الأحوال الملموسات قليلة جدا. تعزية الكاهن في السماء وانه هنا فقط يزرع انه يُسلم رعيته الى المسيح الذي يرعاها من فوق. ان سقوطنا الكبير يدلّ على ان السيّد وحده هو الراعي الصالح. غير انه هو القائل لتلاميذه: اذهبوا وتلمذوا اي اذا قبلتم الذهاب (او العمل) جعلتُكم انا قادرين ان تجعلوا لي تلاميذ. هم ليسوا تلاميذ عندكم. انهم لي. افرحوا ليس لأن بعض الناس يجتمعون حولكم، ولكن افرحوا اذا استطعتم ان تجعلوهم حولي فالكلمة ليـست لكـم. هـي لي. واذا قـدرتـم ان تُخْلصوا لي، اي أن تصبح كلمتكم هي اياها كلمتي، تكونون عندئذ زارعين اذ ان الزرع هو انا.اذكروا انكم لا تزرعون الا اذا كان الزرع بين أيديكم وودعتموه في الأرض. يمكن ان تكونوا عظماء في المعرفة وتبقى فيكم كما يكون الحَب عند الفلاّح ولا يأخذه الى الحقل. العارف يحتاج الى المحبة. هي التي تزرع وترمي الحبوب في أرض متقبلة. واذا لم يعمل الراعي شيئا وطلع حصاد، يكون الرب نفسه هو الزارع والحاصد، والراعي الأرضي يُدان. ![]() هذا زرع. كل صلاة غير مسلوقة زرع. الصلاة المسلوقة تدمير للمؤمنين. كل غضب على المؤمنين وإهمال لسماعهم اذا جاؤوك دمار. مرات تزرع، ومرات تبيد الزرع. ولكن خارج كل خدمة إلهيّة سلوكك الطاهر، الوديع، الذي لا عشق فيه للمال زرع جيد.إذا رأيت نفسًا متقبّلة لعطائك ولم تلبّها، فأنت متلف للزرع. المشكلة انك لا تستطيع ان تنسحب من الخدمة. انت كاهن الى الأبد. اذا دُعي شاب الى خدمة العَلَم، لا يستطيع أن يهرب. عليه ان يتعلّم الحرب. رسموك وربما لم تكن مستحقا، او بعد أن كنت مستحقا سقطتَ. لا تستطيع ان تهرب. تنمو من النقطة التي وصلت اليها. تُقوّم ما اعوجّ فيك. تحصل على ما كنت فاقده. تستعيد ما خسرته بسقطات متراكمة. الله وَضَع الرجاء لكي يخلّص كل انسان. لا تضيّع الفرصة لخلاصك لئلا تدان بشدة. فهناك خطايا الارتكاب الفعلي، وهناك خطايا الغفلة. إن غفلت ما كان عليك ان تقوم به فتُحاسَب كما لو انك ارتكبت. اقرأ انجيلك كل يوم. واذا آمنت بواحد من زملائك وعَرفتَ انه أفضل منك، فاذهب اليه واكشف له ضعفك فيعضدك ويحافظ عليك فتصير أحسن وتزرع من جديد. ولا مانع ان تكشف نفسك لرجل تقيّ وفهيم وناضج من رعيّتك او غيرها فتحصل لك قيامة كأنها معمودية جديدة. لا حدود لحجم الزرع ولا حدود لخصب الأرض. معنى ذلك ان الجهاد مطلوب منك باستمرار. وتبقى غير شاهد للحصاد. تتعزى بالزرع لا بالحصاد لأن هذا سيُعرف في اليوم الأخير. سلّم نفسك ليسوع لتصير انسانا جديدا. |
||||
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 4702 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الجسـد
بقلم: الأب منير سقّال ![]() مقدمة : هل نعرف أجسادنا ؟ نقرأ من رسالة القديس بولس الأولى إلى أهل كورنتس:" أما تعرفون أن أجسادكم هي أعضاء المسيح؟ فهل آخذ أعضاء المسيح وأجعل منها أعضاء امرأة زانية؟ لا، أبداً![?] ألا تعرفون أن أجسادكم هي هيكل الروح القدس الذي فيكم هبة من الله؟[?] فمجّدوا الله إذاً في أجسادكم."(1 كور 6/15-20) وفي آيات لاحقة يقول: "فأنتم جسد المسيح، وكل واحد منكم عضو منه". (1 كور 12/27)، فنحن "هيكل الله الحي". هكذا قال الله: "سأسكن بينهم، وأسير معهم، وأكون إلههم ويكونون شعبيفلنُطَهّر أنفسنا من كل ما يدنّس الجسد والروح، ساعين إلى القداسة الكاملة في مخافة الله". (2كور 6/16و7/1). والسؤال هل نعرف أجسادنا؟ أية صورة لنا عن جسدنا؟ صور واعية وأفكار مسبقة لنا عن جسدنا. تعلّم الكثير منّا، أو على الأقل الأكبر سناً منّا، وتربّى على الحذر من الجسد، من جسدنا حامل الخطيئة والمغري والدافع إليها. يشُدنا جسدنا إلى الأسفل وأما روحنا فيقودنا إلى الأعلى. ولكي نُتمّ فينا عمل الفداء علينا أن نُحرر روحنا من هذا الجسد الفاني، من هذا الثِقل اللحمي المادي، أن نقمع رغبات هذا الجسد وشهواته وأهواءه. اليوم، آمل أن نكون قد تعدّينا هذه "الأيديولوجية" التي تجعل من الإنسان روحاً تُرَوحن الإنسانية والتي تعلّمنا أن نقول:"لي جسد، عندي جسد"؛ إلى رؤية أكثر موحّدة للإنسان والتي نلخصها بالقول:" أنا جسد"، والتي فيها الجسد مُكوِّن أساس من مكوّنات طبيعتنا. فبـ" أنا جسد" أتواصل مع الآخرين وسائر الأشياء والكون، ولأنني "أنا - جسد" أستطيع أن أصغي للآخر وأتحاور معه، أشعر به، أرتعش، أتألم، أفرح، ألتقي بالآخر، أصير وإياه جسداً واحداً: "ولذلك يترك الرجل أباه وأمه ويتّحد بامرأته، فيصيران جسداً واحداً"( تك 2/24). "أنا جسد" هو الإعلان عني أنا الإنسان. ألا نرى أسفاً استعمال الجسد للإعلانات والدعاية! "أنا جسد" مُنتج للإعلان والاستعمال! ولكن للـ" أنا جسد" حدوده وضعفه، فهو سوي ومريض ومعوّق وشيخ وكهل له صورة وانعكاس لمشاعر وعواطف فرح وغضب وخوف وقلق واكتئابهذا أيضاً "أنا جسد"، ولكن أيضاً "أنا جسد" له انحلال وتشوّهات وهبة أعضاء، ومداخلات جراحية وهندسة وراثية ومحاولات استنساخ وكم من سؤال يُطرح حول أخلاقيات الطب البشري. أولاً : الجسد خليقة أمام الله "وقال الله:" لنصنع الإنسان على صورتنا كمثالنا" فخلق الله الإنسان على صورته، على صورة الله خلق البشر، ذكراً وأنثى خلقهم" ( تك 1/26-27). "وجعل الرب الإله آدم تراباً من الأرض ونفخ في أنفه نسمة حياة. فصار آدم نفساً حية وبنى الرب الإله امرأة من الضلع التي أخذها من آدم، فجاء بها إلى آدم فقال آدم: "هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمي، هذه تسمى امرأة، فهي من امرئ أُخذت". ولذلك يترك الرجل أباه وأمه ويتّحد بامرأته، فيصيران جسداً واحداً". ( تك 2/7و22-24). يقول كارل راهنر وهربرت ثورغريملر في كتابهما "معجم اللاهوت الكتابي: إن مهمة الفلسفة المسيحية واللاهوت المسيحي( والتي لم تتم بكاملها إلى اليوم) كانت في تحقيق الوحدة والتنظيم العضوي بين علم الإنسان المستمد من أفلاطون ( الذي بتوجيهه تركّب اللاهوت الأول في الكنيسة الأفلاطونية الحديثة ) وعلم الإنسان المستمد من الكتاب المقدس" (ص 102). النظرة اليونانية للإنسان عن نفسه والتي تظهر في تفكيره وفي عمله، تعبّر عن ازدواجية أكثر وضوحاً كما عند أفلاطون، أو أقل وضوحاً كما عند أرسطو: إن الجسد هو للإنسان "سجن" أو "قبر"، أو أنّ الإنسان مؤلف من "أقسام" عديدة، بمعنى أننا نستطيع أن نقول إن له جسداً؛ إن النفس هي صورة الجسد الجوهرية. أما نظرية الكتاب المقدس والتي نجدها واضحة في العهد القديم، فهذا لا يعرف مفهوم "الجسد" إنما يدل دائماً بالكلمتين "لحم" و "نفس" (نفس حياة) الإنسان بكامله، في وحدته الأصلية. 1- العهد القديم: لا نجد في العالم العبراني لفظة "الجسد" بل "بشر" ( ب ث ر ) الذي يدلّ بعض المرات على الإنسان كله فحين يتحدث عن الجسد الحي يستعمل لفظة "ب ث ر" ( بشر، بدن، لحم ودم ) ويميّزها عن "ش ا ر" الذي يدلّ على اللحم كطعام. أما لفظة "ب ث ر" فهي تدل على الإنسان كله. وعبارة "كل جسد فيه نسمة حياة" (تك 6/17؛7/15 ) تعني كل كائن حي. يدل "جسد" على الفرد والشخص. وفي الفكر العبري وفي كلامه تلعب أجزاء الجسد البشري دوراً كبيراً، لا كلغة بُصورة واستعارة بل كأعضاء في الحياة النفسية والجسدية. فغياب الثنائية "نفس جسد" جعلت الكاتب ينسب إلى أعضاء الجسد، التي تتأثر بتأثيرات متنوعة، العواطف والأفكار التي تعتبرها مرتبطة عادةًَ بالعقل. 2- العهد الجديد: ما يقابل (ب ث ر) في اليونانية هو "ساركس" (الجسد في اليونانية "سوما"). حسب السياق، "ساركس" هي جسد الفساد وهي القرابة، الإتحاد الزواجيّ. وعبارة "كل بشر" تدل على الناس كلهم ويقابلها لا أحد لا بشر. والاسم " سوما " (الجسد) يدل على الانسان كله، ولكنه لا يعني الانسان في ضعفه، كخليقة عابرة وخاطئة (=ساركس). لا يظهر التميز بين "بسيخي" (النفس) و "سوما" (الجسد) كمركّبين في الإنسان إلا في الأسفار التوراتية التي دوّنت مباشرة في اليونانية، وتضّمن العهد الجديد أيضاً عودة واضحة إلى هذه النظرة الثنائية والثلاثية في الإنسان ( أفسس 5/23؛1 كور 15/44-45) وهي نظرة يونانية تقابل الجسد كعنصر مادي فاسد، مع النفس والروح. ويبدو هذا التعارض واضحاً جداً في متى 10/28: "لا تخافوا الذين يقتلون الجسد ولا يقدرون أن يقتلوا النفس، بل خافوا الذي يقدر أن يهلك الجسد والنفس معاً في جهنم"، حيث الجسد (سوما) يُقتل، لا النفس (بسيخي). 3- في اللاهوت البولسي: يرتبط الجسد في اللاهوت البولسي بالدور الذي ينسبه العهد القديم إلى مختلف أعضاء الجسد، يشكّل الجسد عدّة أعضاء ذات وظائف مختلفة وقد جمعها الله. واستعمال "سوما" ( الجسد ) للدلالة على وحدة مؤلفة من أجزاء، لا يجد مايوازيه في الأدب اليوناني السابق للعهد الجديد. إن نظرة القديس بولس إلى الكنيسة كجسم المسيح والمؤمنين الحي أخذها من النظرة البيبلّّّّّّبية إلى الإنسان الذي فيه يشكل اللحم والدم والنسمة والأعضاء وحدة لا تنفصم. غير أن هناك نصوصاً بولسية أخرى يبدو فيها الجسد كأداة الخطيئة ومركزها، ويبدو هذا الموضوع (الإنسان الباطني والإنسان الخارجي) متأثراً بالتعاليم الفيثاغورية التي تعتبر الجسد سجناً يضبط النفس.. لهذا هتف بولس: "من يخلصني من جسد الموت هذا " (رو 7: 24)؟ ولكن هذا الجسد لا ينتهي في العدم بل هو مدعو إلى الحياة بواسطة القيامة. ثانياً - كرامة الجسد " ألا تعرفون أن أجسادكم هي هيكل الروح القدس الذي فيكم هبة من الله؟ (1 كو 6/15) يشترك جسد الإنسان في كرامة "صورة الله": إنه جسد بشري لأن النفس الروحانية تبث فيه الحياة، والشخص البشري بكامله مُعدٌ لأن يصبح، في جسد المسيح، هيكل الروح (ت م ك ك 364). الإنسان واحد بجسده و نفسه، وهو بوضعه الجسدي نفسه يجمع في ذاته عناصر العالم المادي، بحيث تبلغ فيه قمتها، وترفع بحرية إلى الخالق صوت حمدها. "فلا يجوز للإنسان إذاً أن يحتقر الحياة الجسدية، بل عليه أن يعامل جسده بالإحسان و الإكرام لأنه خليقة الله ومُعدٌ للقيامة في اليوم الأخير" (ك ع 14 ? 1). فهذا الجسد يميز الشخص البشري في حالته الأرضية. وقد شكَله الله كالنسَاج ( أيوب 10/ 11 ) أوكالفخارى (إر 1/5) وبالتالي فهو جدير بإعجابنا، وسواء اعتبرناه كجزء من كياننا الجسمي _ لحم و دم عظام، ولحم، قلب وجسد _ أو اعتبرناه مشيراً إلى الجسم بجملته، مثلاً عندما يمرض أو يتألم أو يتعرض للمحن، فنحن لا نجد مطلقاً أي أثر للتحقير إزاءه بل على النقيض، لا يمكن للإنسان أن يبغضه، فالجسد يتمتع بكرامة لها وزنها عندما يشير إلى الإنسان ككائن واقعي. يستعمل الإنسان السامي ( من أبناء سام ) كلمة "كل جسد"، كما يستعمل كلمة "نفس" للتعبير عن الخليقة الحية كلها ( سيراخ 40 / 8 ) ولاسيما عن الجنس البشري (مر 13 / 20)، وقد يشير بكلمة "جسد" إلى عمق الشخص، إلى الشركة العميقة و الاتحاد، و لاسيما بالنسبة إلى الكائن الجديد "الجسد الواحد " الذي يُصبِحُه الزوجان معاً. ومن ثم، نفهم أن اللفظ نفسه يمكنه أن يعني الشخص نفسه "الأنا" = "أنا - جسد". ![]() ثالثاً: احترام الجسد / احترام كرامة الأشخاص جسد المؤمن ونفسه يشتركان في كرامة من يكون "في المسيح"، مما يقتضي أن يحترم الإنسان أيضاً جسده الخاص، و يحترم جسد الآخر ولاسيما عندما يتألم (1 كور 6/ 13 ? 15 ، 19 _ 20)، و من احترم الجسد _ احترم كرامة الأشخاص : 1- احترام نفس الآخر: لا للمعثرة : و هي الموقف أو السلوك الذي يحمل الآخر على فعل الشر. إنها إساءة إلى الفضيلة أو إلى الاستقامة. "من أوقع" (يُعثِّر) أحد هؤلاء الصغار المؤمنين بي في الخطيئة، فخير له أن يُعلّق في عنقه حجر طحْنٍ كبير و يُرمى في أعماق البحر" (متى 18 / 6). ويمكن أن تتسبّب بالمعثرة الشريعة أو المؤسسات، أو الزي الشائع (الموضة) أو الرأي السائد. 2- احترام الصحة: الحياة والصحة الطبيعيتان خيران ثمينان، وديعة من الله، فعلينا أن نعتني بهما على حد معقول، مع الاعتداد بضرورات الآخرين والخير العام. والعناية بالصحة تقتضي العناية بالغذاء والكساء والسكن والعناية الصحية والتعليم الأساسي والعمل والمساعدات الاجتماعية. وإذا كانت هذه ضرورية وتدعو الأخلاق إلى احترام الحياة الجسدية فهي لا تجعل منها قيمة مطلقة، فهي تعارض كل مفهوم وثني يرمي إلى عبادة الجسد، و التضحية بكل شيء في سبيله. وهنا الأهمية لفضيلة القناعة لتجنب كل أنواع الإفراط وسوء استعمال الطعام والكحول والتبغ والأدوية والمخدرات. 3- احترام الشخص والبحث العلمي: البحث العلمي الأساسي يدل على سيادة الإنسان على الخليقة وللعلم والتقنية منافع ثمينة عندما يوضعان في خدمة الإنسان، ويعزّزان نموه الكامل لفائدة الجميع. وهما لأجل الإنسان الذي يستمدان منه أصلهما و نموهما. "ويقتضي العلم و التقنية بمعناهما الأساسي احترام المقاييس الأساسية للأخلاق احتراماً غير مشروط، وعليهما أن يكونا في خدمة الشخص البشري، و حقوقه التي لا يمكن التخلي عنها، و خيره الحقيقي و الكامل، و فاقاً لتصميم الله ومشيئته" (ت م ك ك 2294). 4- احترام سلامة الجسد : وذلك برفض كل أشكال الخطف وأخذ الرهائن والتهديد، والضغط الشديد و الإرهاب والتعذيب والبتر والتشويه والتعقيم المقصود، فذلك كله يتعارض واحترام الشخص والكرامة الإنسانية. 5 - الحشمة: ما سُمّي بالتساهل الأخلاقي يستند إلى مفهوم خاطئ للحرية الإنسانية، والنقاوة تقتضي الحشمة. وهي تعني رفض الكشف عما يجب أن يبقى خافياً، وهي ترشد الأنظار والحركات المتوافقة مع كرامة الأشخاص، فالحشمة تصون سر الشخص ومحبته وتدعو إلى الاعتدال والصبر في علاقة الحب وتومي باختيار الثوب وتحافظ على الصمت أو تسكت حيث يتراءى خطر فضول ضار " يُعرّي جسد الآخر" أي يفضح الإنسان كله. وهذا الاحترام الحشمة تناوئ الاستطلاعات الفاجرة للجسد البشري في بعض الدعايات، فتذهب وسائل الإعلام بعيداً جداً في الكشف عن المسارات الحميمة، فأصبح الجسد بضاعة رائجة إنسان يُروِّج لِمُنتَج! رابعاً : انتهاك الجسد ينتهك الإنسان جسده ويسيء إلى كرامته الشخصية أو جسد غيره وكرامته كل مرة يقوم: 1- الفجور: الرغبة المنحرفة في اللذة الجنسية ، أو تمتُّع بها مُخِلٍّ بالنظام الأخلاقي. 2- الاستمناء: ويقصد به الإثارة المتعمّدة للأعضاء التناسلية للحصول منها على اللذة الجنسية. 3- الفسق: وهو الاتصال الجنسي خارج نطاق الزواج بين رجل وامرأة حُرّين. 4- الإباحية: وتقوم على سحب الأفعال الجنسية التي تُعمل حقيقة أو تظاهراً، من جو الفاعلين الحميم لعرضها على الآخرين بطريقة متعمَّدة . 5- البغاء: وهو آفة اجتماعية ، وتنحصر في اللذة الجنسية التي تستمد من ذلك الشخص، والذي يدفع يخطأ خطأً جسيماً إلى ذاته و الآخر. والبغاء يصيب النساء و الرجال والمراهقين والأولاد (وفي هاتين الحالتين الأخيرتين تتضاعف الخطيئة). 6- الاغتصاب: ويعني الدخول عنوة وبالعنف في ما عند الشخص من وضع جنسي حميم. إنه إساءة إلى العدل والمحبة فالاغتصاب يجرح جرحاً بليغاً حق كل واحد في الاحترام والحرية، والسلامة الجسدية والمعنوية، إنه يؤذي أذى جسيماً قد يؤثر في الضحية مدى الحياة . وإلى ما هناك من انتهاكات كاللواط والسحاق والأفعال الجنسية المخالفة للطبيعة أو مع الحيوانات أو مع الجثث أو مع الأشياء . . . خامساً : الجسد والخطيئة يقول القديس أوغسطينوس في رسالة يوحنا إلى البرتيين (1 ، 6): "لا يستطيع الإنسان، مادام في الجسد، أن يتجنّب كل خطيئة، وعلى الأقل الخطايا الخفيفة. ولكن كل هذه الخطايا التي ندعوها خفيفة، لا نحسَبْها بلا أهمية: فإن كنتَ تحسبُها بلا أهمية عندما تَزِنُها، فارتعد عندما تعدها، مجموعة من الأشياء الصغيرة تصنع كتلة كبيرة، مجموعة من القطرات تملأ نهراً، مجموعة من الحبّات تعمل كومة، فما هو عندئذ رجاؤنا؟ إنه قبل كل شيء الاعتراف". في الإنسان من قبل، بما أنه مركب من روح وجسد، نوعٌ من التوتر، وفيه يقوم نوع من الصراع بين ميول "الروح" و"الجسد"، ولكنّ هذا الصراع يعود في الواقع إلى إرث الخطيئة، وهو نتيجته، وفي الوقت ذاته، تأكيد له، وهو جزء من الاختبار اليومي للجهاد الروحي، يقول البابا يوحنا بولس الثاني: الأمر بالنسبة إلى الرسول ليس احتقار الجسد والقضاء عليه. فهو مع النفس الروحية يؤلف طبيعة الإنسان وشخصيته، والرسول، بالمقابل، يعالج الأعمال أو بالحريّ الاستعدادات الثابتة، من فضائل ورذائل،الصالحة والسيئة أخلاقياً، والتي هي ثمرة الخضوع (في الحالة الأولى) أو بالعكس المقاومة (في الحالة الثانية) لعمل الروح القدس الخلاصي. لذلك يكتب الرسول بولس: "إن كنّا نحيا بالروح، فلنسكن أيضا بحسب الروح" (غل5/25). (الرب المحيّي 55/8/5/1986). 1-الجسد الخاطىء وروح القداسة: هذا الصراع وهذا الانتصار قد وضّحهما بولس الرسول بالمقابلة الثابتة عنده بين الجسد والروح. نتيجة اختبار مزدوج: اختبار الروح القدس الذي يقبله المسيحيون واختبار الخطيئة التي يجرفنا الجسد نحوها. ويتم اكتشاف هذا التعارض بين الروح والجسد على مرحلتين تشير إليهما الرسالتان إلى أهل غلاطية (4 و5) وإلى أهل رومة (7و8). هذا الصراع بل هاتان السلطتان تسكنان بالتتابع في قلب الإنسان وتحددان نمطين من الحياة عند المؤمن (حسب الروح وحسب الجسد ): "وأقول لكم:اسلكوا في الروح ولا تُشبِعوا شهوة الجسد [...] أما أعمال الجسد فهي ظاهرة: لزنى والدعارة والفجور [...] أمّا ثمر الروح فهو المحبة والفرح والسلام [...]" (غل5/16-26). 2- انتصار المسيح: ولكن المسيح قد هزم الخطيئة، وهو الذي اتخذ الجسد البشري (كولُسي1/22) فصار خطتئة (2كور5/20) وإذ حلّ في جسد في حالة خاطئة، قد حكم على الخطيئة في الجسد نفسه، ومن ثم فقد صلب المسيحي الجسد في المسيح (غل5/24) والحرب الذي يجريها ليس لها نهاية مشئومة، بل انتصار مضمون، بقدر ما يستعيد المؤمن حالته الأصلية كخليقة، فلا يعود يعتمد على الجسد في ضعفه ولكن على القوة التي يجدها في موت وقيامة المخلص، ينبوع روح الحياة سادسا: الحب الزوجي والجنس والجسد البشري 1- الحب الزوجي: "الحب الزوجي كل متكامل يتألف من كل مقوِّمات الشخص: نداء الجسد والغريزة، قوة الإحساس والمودّة، توق الروح والإرادة، وهو يهد |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 4703 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() العقيدة إيقونة الله
معنا وفيما بيننا ![]() العقيدة، عندنا، تعبير أو إيقونة كلامية عن كيفية إظهار اللهِ ذاتَه لنا وكيفية عمله في حياتنا. هذا لا يعني أنّ الناس متروكون، في تحديد هذا التعبير، لتصوّراتهم الخاصة وكيفية رؤيتهم للأمور. ولا هذا يقتصر على لقاء الجماعة، في ذاتها، ليتّفق أعضاؤها فيما بينهم على الصيغة العقدية التي يرونها مناسبة للتعبير عن الظهور الإلهي كما يتصوّرونه، وكأنّ الجهد حواري فكري بحت، ثمّ ما يصدر عن الجماعة يصير عقيدة. ليست العقيدة مجرّد نتاج بشري، لا على صعيد الأفراد ولا على صعيد الجماعات. إذا كان الله هو الذي يبادر إلى إظهار ذاته فإظهاره لذاته هو عمل روح الله. وما دام كذلك فلا يمكننا أن نعرف ما يظهره الله إلاّ بروح الله. إذا لم يكن روح الله هادينا فلا يمكننا أن نعرف الأمور المختصّة بروح الله. لذلك قيل عمّا أعدّه الله للذين يحبّونه إنّ الله "أعلنه لنا بروحه" (1 كو 2: 10). هذا لا يمكن للإنسان الطبيعي، للإنسان في ذاته، لا أن يقبله ولا أن يعرفه. لذا قيل: "الإنسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله لأنّه عنده جهالة. ولا يقدر أن يعرفه لأنّه إنما يُحكم فيه روحياً" (1 كو 2: 14). فلأنّ ما لروح الله لا يُحكَم فيه إلاّ روحياً، ولا يقدر أحد أن يعرفه إلاّ إذا كان فيه روح الله قيل: "أمور الله لا يعرفها أحد إلاّ روح الله. ونحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله" (1 كو 2: 11 ? 12). هذا معناه، في شأن العقيدة، أنّها عمل روح الله في البشر مصاغاً بلغتهم ومن منطلق مفاهيمهم. من هنا اعتبارنا العقيدة نتاجاً إلهياً بشرياً معاً. ليست العقيدة مُنزَلة لكنّها، بكل تأكيد، موحى بها من الله، من روح الله. المجامع المسكونية السبعة هي مجامع مقدّسة، أي كل ما جاء فيها، من جهة العقيدة، موحى به من الروح القدس. ليس الإنسان وحده المتكلّم في المجامع المقدّسة، الله أيضاً هو المتكلّم. لذلك العقيدة، عندنا، لا تتغيّر. وما سبق أن قيل، في شأنها، في مجمع من المجامع المسكونية، لا يمكن إلغاؤه ولا نقضه ولا تغيير صيغته. ما يجوز فقط هو توضيحه والتبسّط فيه وفق الحاجة. مثلاً ما قيل في شأن الربّ يسوع، ألوهيته وإنسانيته، في المجمع المسكوني الأول (نيقية 325)، جرى توضيحه في المجامع اللاحقة، فتكلّم المجمع الثالث على كون مريم والدة الإله، وتكلّم المجمعان الرابع والخامس على طبيعتي المسيح، والمجمع السادس على مشيئتَيه الإلهيّة والبشريّة. إذاً ما سبق أن قيل في مجمع من المجامع قابل للتوضيح والتبسّط شرط أن يكون بالروح نفسها التي جرت فيها معالجته أصلاً. المهم، في كل حال، أن يكون الروحُ هو المتكلّم في الكنيسة. طبعاً هذا ليس أمراً مفروغاً منه في كل حال. كلٌّ يمكن أن يدّعي ذلك. ولكنْ ليس كل مجمع ينعقد مجمعاً مقدّساً بالضرورة. هناك، في التاريخ، مجامع هرطقت في شؤون العقيدة. وهناك مجامع تلتئم بشرياً ولا تكون في روح الرب. حضور روح الربّ في مجمع أساقفة ليس تلقائياً. المحكُّ كياني، بالدرجة الأولى، وله علاقة بالحالة الداخلية والقصد العميق في قلوب الذين يشكّلون المجمع وكذلك بالعمل الخفي لروح الله. نحن لا نؤمن بالعصمة، لا للأفراد ولا للجماعات، كائنةً ما كانت صفتها. لا عندنا عصمة فردية ولا عندنا عصمة مجمعية. العصمة هي للكنيسة، لروح الربّ في الكنيسة، وروحُ الربّ قد يعمل في مجامع محدّدة وقد لا يعمل، قد يعمل في أفراد معيّنين وقد لا يعمل. ضابط الأمور، في هذه الحالة وتلك، هو الله. وفي الأوقات العصيبة شخص واحد قد يتكلّم، في الروح القدس، وكأنّه هو الكنيسة وصوت الكنيسة الأحقّ. مثل ذلك القدّيس أثناسيوس الإسكندري الكبير والقدّيس مرقص أسقف أفسس في زمانهما. وإذا كان هذا صحيحاً، بالنسبة للمتكلّمين فهو أيضاً صحيح بالنسبة للسامعين. الذين يسمعون ويحكمون بالحقّ ويقطعون في شأن استقامة العقيدة هم الذين فيهم روح الربّ. ولا غرو، فإنّه فقط "الروحي يَحكم في كل شيء وهو لا يُحكم فيه من أحد" (1 كو 2: 15). هذا أحياناً قد يستغرق وقتاً ليستقرّ وقد تسود الهرطقة لبعض الوقت مدّعية النصرة، ولكنْ روح الحقّ، في نهاية المطاف، هو الذي يقوى على روح الباطل. الله هو الضامن. أبواب الجحيم لا تقوى على الكنيسة (مت 16: 18). من قِبَل الربّ كان هذا وهو عجيب في أعيننا. لو لم يكن روح الله هو ضابط الكنيسة وعاصمها لما كانت هناك كنيسة. "إن لم يبنِ الربّ البيت فباطلاً يتعب البنّاؤون. إن لم يحرس الربّ المدينة فباطلاً يسهر الحارسون". العقيدة، إذاً، إقرار لواقع حال الله، بختم الله، فيما بيننا. ما تقوله الكنيسة في شأن العقيدة هو هذا: هكذا عرفنا الله وهكذا نعرفه، وعلى هذه المعرفة نبني علاقتنا به. العقيدة أساسية جداً وإلاّ لا تكون لنا علاقة حقيقية بالله. مَن منا يستطيع أن يقيم علاقة أصيلة مع أي كان إذا لم يعرف وجهه واسمه. طبعاً نحن لا نعرف الله بالشكل الخارجي، ولكنْ نعرفه بشكله الداخلي. الذي كان من البدء، الذي سمعناه، الذي رأيناه بعيوننا، الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة... نخبركم به" (1 يو 1). إذا لم نعرف أنّه واحد في ثالوث، إذا لم نعرف أنّ يسوع هو إله وإنسان معاً فلا يمكننا أن نعرفه ولا أن نميِّزه ولا أن ندخل معه في علاقة. أنت لا تقيم علاقة مع مجهول بل مع معلوم. المجهول تهتمّ بمعرفة مَن يكون على غرار موسى، كليم الله، حين سأل الله عن اسمه، عن هوّيته. هذه بديهية في العلاقات وإلاّ تُكلِّم كائناً تظنّه شيئاً وهو شيء آخر، تظنّه على صورة ما وهو على غير ما تتصوّر. هذا كلّه يوقِع في الضلال. كيف يمكنك أن تعبد إلهاً لا تعرفه ولا تعرف سماته الداخلية الأساسية فيك؟ هل بإمكانك أن تسجد لإله لا تعرف مَن يكون؟ أنت، إذ ذاك، تعبد مخاوفك وأوهامك وخيالاتك. الله كائن آخر غيرك ومميَّز عنك. العقيدة، بمعنى، تزوّدك بهوّيته، وعلى أساس هوّيته تقيم معه علاقة حقيقية تتخطى تصوّراتك. لذلك العقيدة ضرورة للحياة في المسيح. من دونها مستحيل أن تكون هناك حياة في المسيح. كل مؤمن ملزم بمعرفة عقيدة كنيسته. قد يكفيك أن تعرف أساسيات العقيدة. ربما لست مطالَباً بالدخول في دراسة معمّقة لعقيدة كنيستك، إذا لم يكن ذلك في طاقتك، ولكن هناك حدّ من المعرفة لا يُستغنى عنه ولا تكون حياة مسيحية من دونه. ليست هناك تقوى أصيلة من دون معرفة للعقيدة ولا هناك معرفة كيانية للعقيدة من دون تقوى. الغرض من العقيدة، في نهاية المطاف، هو الإيمان الأصيل المعيش في العلاقة بالله. كذلك التقوى من دون عقيدة عمى. الاعتماد على التقوى من دون العقيدة كاعتماد الأعمى على الأعمى. فإنّه "إذا كان أعمى يقود أعمى يسقطان كلاهما في حفرة" (مت 15: 14). من هنا كونُ الإيمان المعيش تمثّلاً للعقيدة، والعقيدةِ صورةً وسبيلاً إلى التقوى. هذه مقاربتنا الوجودية للعقيدة في كنيسة المسيح. في العدد القادم، بإذن الله، نعالج موضوع عقائدنا وحياتنا، عملياً. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 4704 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() اتضع لأجلك فلا تحتقر تواضعه احتاج الانسان لدواء أكثر قوة لأن أمراضه كانت تزداد سوءا, مثل قتل الأخ والزني والقسم الكاذب,![]() القديس غريغورويس النزينزي والجرائم الشاذة وأول وآخر كل الشرور أي عبادة الأصنام وتحويل العبادة الي المخلوقات بدلا من الخالق (رو1 :18ـ32) وبما ان هذه كانت تحتاج الي معونة أكبر, لذلك حصلت علي من هو أعظم. ذلك هو كلمة الله ذاته, الأبدي الذي هو قبل كل الدهور, وهو الغير منظور, غير المفحوص وغير الجسدي, البدء الذي من البدء, النور الذي من النور, مصدر الحياة والخلود, صورة الجمال الأصلي الأول, الختم الذي لا يزول, الصورة التي لا تتغير, كلمة الآب واعلانه, هذا اتي الي صورته [1], وأخذ جسدا لأجل جسدنا, ووحد ذاته بنفس عاقلة لأجل نفسي لكي يطهر الشبه بواسطة شبهه, وصار انسانا مثلنا في كل شئ ماعدا الخطية اذ ولد من العذراء التي طُهرت أولا نفسا وجسدا, بالروح القدس (لأنه كان يجب أن تُكرم ولادة البنين وأيضا أن تنال العذراوية كرامة أعظم ), وهكذا حتي بعد أن اتخذ جسدا ظل الها, اذ هو شخص واحد من الاثنين, ياله من اتحاد عجيب, الكائن بذاته يأتي الي الوجود, غير المخلوق يُخلق [2] , غير المحوي يُحوي بواسطة نفس عاقلة تتوسط بين الألوهة والجسد المادي, ذاك الذي يمنح الغني يصير فقيرا, فقد أخذ علي نفسه فقر جسدي, لكي آخذ غني ألوهيته. ذاك الذي هو ملئ يخلي نفسه, لأنه أخلي نفسه من مجده لفترة قصيرة, ليكون لي نصيب في ملئه. أي صلاح هذا ؟! وأي سر يحيط بي ؟! اشتركت في الصورة, ولم أصنها, فاشترك في جسدي لكي يخلص الصورة ولكي يجعل الجسد عديم الموت. هو يدخل في شركة ثانية معي أعجب كثيرا من الأولي, وبقدر ما أعطي حينئذ الطبيعة الأفضل, فهو الآن يشترك في الأسوأ [3] هذا العمل الأخير (التجسد) يليق بالله أكثر من الأول (الخلق) , وهو سامي جدا في نظر الفاهمين. ما الذي سوف يقوله المعترضون والمجدفون علي الألوهية, أولئك المشتكون ضد كل الأمور الجديرة بالمديح, أولئك الذين يجعلون النور مظلما, والذين لم يتهذبوا بالحكمة, أولئك الذين مات المسيح لأجلهم باطلا, أولئك المخلوقات غير الشاكرة الذين هم من صنع الشرير؟ هل تحول هذا الاحسان الي شكوي ضد الله؟ هل تنظر اليه علي أنه صغيرا لأنه هو الراعي الصالح الذي يبذل نفسه عن الخراف(يو10 : 11) والذي أتي ليطلب الخروف الذي ضل فوق التلال والجبال والتي كانت تقدم فيها ذبائح لآلهة غريبة, وعندما وجده حمله علي منكبيه اللتين حمل عليهما خشبة الصليب, وأعاده الي الحياة الأسمي, وعندما أعاده حسبه مع أولئك الذين لم يضلوا أبدا؟ هل تحتقره لأنه أضاء سراجا الذي هو جسده, وكنس البيت, مطهرا العالم من الخطية, وفتش عن الدرهم اي الصورة الملكية التي دُفنت وغطتها الشهوات. وجمع الملائكة أصدقاءه, عندما وجد الدرهم جعلهم شركاء في فرحه والذين جعلهم أيضا مشاركين في سر التجسد؟ فبعد سراج السابق الذي أعد الطريق, يأتي النور الذي يفوقه في البريق, وبعد ?الصوت? أتي ?الكلمة? وبعد صديق العريس جاء العريس, صديق العريس الذي أعد الطريق للرب شعبا مختارا, مطهرا اياهم بالماء ليجهزهم للروح القدس؟ هل تلوم علي كل هذا؟ هل علي هذا الأساس تعتبره وضيعا لأنه شد الحزام علي وسطه وغسل أرجل تلاميذه(يو 13 : 4) , وأظهر أن التواضع هو أفضل طريق للرفعة؟ لقد اتضع لأجل النفس التي انحنت الي الحضيض لكي يرفعها معه, تلك النفس التي كانت تترنح لتسقط تحت ثقل الخطية, كيف لا تتهمه أيضا بجرم الأكل مع العشارين وعلي موائد العشارين (لو 5 : 27) , وأنه يتخذ تلاميذا من العشارين, لكي يربح ? وماذا يربح؟ خلاص الخطاة. وان كان الأمر هكذا, فيجب أن نلوم الطبيب بسبب أنه ينحني علي الجروح ويحتمل الرائحة النتنة لكي يعطي الصحة للمرضي, أو هل نلوم ذاك الذي من رحمته ينحني لكي ينقذ حيوانا سقط في حفرة كما يقول الناموس (تث22: 40) (لو 14: 5) المسيح أُرسل , لكنه أُرسل كانسان لأنه من طبيعة مزدوجة [4], لأنه شعر بالتعب وجاء وعطش وتألم وبكي حسب طبيعة كائن له جسد, واذ استعمل تعبير ?أُرسل? عنه, فمعناه أن مسرة الآب الصالحة يجب أن تعتبر ارسالا, فهو يرجع كل ما يختص بنفسه الي هذه الارسالية, وذلك لكي يكرم المبدأ الأزلي [5] وأيضا لأنه لا ينبغي أن يُنظر اليه علي أنه مضاد لله. فقد كتب عنه أنه سُلم بخيانة وأيضا سلم ذاته, وأيضا كتب عنه أنه أُقيم بواسطة الآب وأنه أُصعد, ومن جهة أخري أنه قام وصعد. فما ذكر أولا في كل عبارة فهو من ارادة الآب (أنه سُلم وأنه أُقيم) , اما الجزء الثاني من كل عبارة فيشير الي قوته هو. فهل تفكر في الأمور التي تجعله يبدو وضيعا, أما الثانية التي ترفعه فأنت تتغافل عنها. وتضع في حسابك أنه تألم, ولا تحسب أن هذا الألم بارادته. انظر فحتي الآن لا يزال الكلمة يتألم. فالبعض يكرمونه كاله ولكن يخلطون بينه وبين الآب [6], والبعض الآخر يحقرونه كمجرد جسد ويفصلونه عن اللاهوت [7]. فعلي من يصب جام غضبه بالأكثر؟ أو بالأحري من هم الذين يغفر لهم؟ هل الذين يخلطونه بطريقة جارحة أو أولئك الذين يقسمونه؟ فالأولون كان يجب أن يميزوا (بين الأقانيم) والآخرين كان يجب أن يوحدوه (مع الآب). الأولون من جهة عدد الأقانيم والآخرون من جهة الألوهية, هل تتعثر من تجسده ؟ هذا ما فعله اليهود. ربما تريد أن تدعوه سامريا؟ ولن أذكر ما قالوه عن المسيح بعد ذلك (يو 8: 48) هل تنكر ألوهيته؟ هذا لم يفعله حتي الشياطين. للأسف كم أنت أقل ايمانا من الشياطين! وأكثر جهلا من اليهود! فهؤلاء اليهود قد فهموا ان اسم ابن يدل علي أنه مساوي في الرتبة (أي مساوي لله), اما أولئك الشياطين فعرفوا أن الذي طردهم هو اله, لأنهم اقتنعوا بذلك بسبب ما حدث لهم. أما أنت فلا تعترف بالمساواة ولاتقر بلاهوته. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــكان من الأفضل أن تكون اما يهوديا أو شيطانا (لو عبٌرت علي ذلك بطريقة مضحكة), عن أن يتسلط علي ذهنك اشر وعدم الايمان وأنت أغلف وبصحة جيدة. [*] ترجمة المركز الأرثوذوكسي للدراسات الآبائية بواسطة د. جورج عوض ابراهيم و د. نصحي عبد الشهيد عن النص اليوناني EπE, Vol V, Orat. XXXVIII, p. 36-71, Tessaloniki, Greece 1997 وعن الترجمة الانجليزية NPNF, Series II, Vol VII, Orat. XXXVIII, p.345-351 [1] أي أتي الي الذي خلقه علي صورته [2] بناسوت خلقه هو في أحشاء العذراء [3] اذ تنازل أولا باعطاء البشر صورته ثم تنازل بالأكثر فاتخذ هذه الصورة وتجسد [4] أي لاهوت وناسوت [5] أي الآب [6] أصحاب بدعة سابيليوس [7] أصحاب بدعة آريوس المصدر مدونة كتابات الاباء القديسين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 4705 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() طريق الطفولة الروحية
![]() تشرح لنا تريزة الصغيرة كيف نشأت عندها فكرة طريق الطفولة الروحية: "تعلمين يا امي اني كثيرا ما رغبت في ان اصير قديسة . ومن دواعي اسفي اني كلما قست ذاتي بالقديسات اتبين ان بيني وبينهن الفرق الذي نراه في الطبيعة بين جبل تناطح قمته السحاب وحبة رمل وضيعة تدوسها ارجل المارة. وبدلا من ان اقنط وتفتر عزيمتي، قلت في نفسي: ليس لله الكلي الصلاح ان يوحي برغبات لا تتحقق. فباستطاعتي اذن ان اتوق الى القداسة، رغم حقارتي. - يتعذر علي ان اكبر. فعلي ان احتمل ذاتي على ما فيّ من العيوب الكثيرة. وأود ان ابحث عن وسيلة تؤدي بي الى السماء، بطريق قصير ومستقيم، طريق كل ما فيه جديد. نحن في عصر اختراعات متواصلة. فليس من الضروري الان ان نرتقي درجات السلم. ففي دور الاغنياء مصاعد تقوم مقام السلالم قياما مريحا، وأود انا أن اعثر على مصعد يرفعني حتى يسوع، لأني أصغر من ان ارقى سلم الكمال المضني... وبحثت في الكتب المقدسة عن اشارة الى المصعد الذي اتوق اليه. فوقع نظري على هذه الكلمات الخارجية من فم الحكمة الازلية: من كان صغيرا، فليأت الي (امثال 9: 4)...ورأيت في موضع آخر هذه العبارة : ألاطفك كما تلاطف الام ولدها، وأضمك الى صدري، وأهزك على ركبتي (اشعيا 66: 12، 13)...فذراعاك يا يسوع هما المصعد الذي يرفعني الى السماء. ولهذا فلست بحاجة الى ان اكبر، بل عليّ بالعكس ان اظل صغيرة، بل ان اصبح صغيرة اكثر فأكثر". اي ان الله ذاته هو الذي يجعل الانسان قديسا، ولا يحقق الانسان ذلك بقوته الشخصية وبجهوده الخاصة . اما الإنسان فعليه ان يتقبل فقره، وهذا يقتضي منه تواضعا، اذ عليه ان يعرف انه "صغير"، وان يقبل ذلك وان يُقبِل الى الرب. وهذا يعني انه يعترف بعوزه وبأن الله هو الذي برحمته يأتي الى لقائنا ومساعدتنا . وهذا يقتضي ان يؤمن الانسان ويثق بالله ويستسلم اليه استسلاما كليا. ![]() يروي لنا الانجيل انه في احد الايام "جيء الى يسوع بأطفال ليضع يديه عليهم، فانتهرهم التلاميذ. ورأى يسوع ذلك فاستاء وقال: دعوا الاطفال يأتون الي، لا تمنعوهم، فلأمثال هؤلاء ملكوت الله. الحق اقول لكم: من لم يقبل ملكوت الله كأنه طفل، لا يدخله" (مرقس. 1: 13-15). وهذا ما شجع تريزة على البقاء صغيرة، لكي يتسنى لها قبول الملكوت. ....... فعسانا ان نبقى دوما كالصغار بين يدي الله ابينا واثقين، مثل تريزة الصغيرة، بأن صغرنا وضعفنا وعجزنا سيكون صراخا ينادي رحمة الله ومحبته. وإذا ما التقت هذه الرحمة بتواضعنا، فهي قادرة ان تحقق فينا العظائم وان توصلنا الى ملء الكمال الروحي في المسيح الرب. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 4706 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ![]() الأب ميـخائيـل بـزي لقد صُلبتُ مع المسيح فما انا أحيا بعد ذلك، بل المسيح يحيا فيّ. واذا كانت لي حياة بشرية، فإنها في الايمان بابن اللـه الذي احبني وضحّى بنفسه من اجلي(غلاطية 20:2). هذه الكلمات فاه بها شخص لم ينتسب الى المسيح فقط كما هو حال بعض المسيحيين، بل عاش حياة المسيح حيث بعد ان اكتشف يسوع حدث انقلاب جذري في اعماق وجوده حتى صرح في "كل رُبح عَدَدتُه خُسرانا من اجل المسيح، بل أعد كل شيء خسراناً من اجل الربح الاعظم ألا وهو معرفة ربي يسوع المسيح. من اجله خسرتُ كل شيء وعددتُ كل شيء نفاية لأربح المسيح" (فيليبي 3: 7-8). من هو الذي صرح بهذه الكلمات الخالدة التي تنبع من اعماق قلب مخلص. وما احوجنا نحن اليها لكي نطبعها في أذهاننا ونعيش للمسيح. انه شاول بولس رسول الشعوب. ابتداءً من 29 حزيران 2008 كرّست الكنيسة عاماً لاسم مار بولس. ولنتعرف إليه من كتب العهد الجديد. جاء ذكره لأول مرة في كتاب الأعمال 59:7، دفع اليهود مار اسطيفانوس خارج اورشليم وأخذوا يرجمونه، اما الشهود فخلعوا ثيابهم عند قدمي شاب يُدعى شاول. منذ ان سمع شاول وهو يرجم اسطيفانوس كلمات الشهيد الاخيرة "يارب لا تحسب عليهم هذه الخطيئة" رمحٌ حزّ في قلبه ولأول مرة أحسّ كم هي المسيحية رائعة إذ المقتول يصلي ويغفر لقاتليه. وفي الفصل الثامن من الأعمال يحكي لوقا عن شاول قائلاً: كان يفسد في الكنيسة ويذهب من بيت الى بيت فيُخرج الرجال والنساء ويُلقيهم في السجن (أعمال 3:8). ويباشر الفصل التاسع من الأعمال عن شاول قائلاً: أما شاول فما زال ينفث تهديداً وتقتيلاً لتلاميذ الرب.كتب عن شاول بولس المؤرخون واللاهوتيون مجلدات ولازال المسيحيون يستقون من ينابيع تعاليمه. واليكم جدولا مفيدا يمكن لكل واحد منا خلال هذه السنة المخصصة على اسم مار بولس، ان يتتبع خطوة فخطوة حياة مار بولس ويستقي المعلومات من 14 كتابا من العهد الجديد اي كتاب اعمال الرسل و13 رسالة منسوبة الى مار بولس: 1- شاول اليهودي: أعمال: 7 و 8. 2- شاول المسيحي أعمال: 9. 3- شاول بولس: الرّحالة من اجل المسيح، اعمال: 13-21. 4-مار بولس: سجين في أورشليم وقيصرية، اعمال:21-26 5- مار بولس أسير وسجين في روما، اعمال: 27-28. ![]() ان كتاب اعمال الرسل يضم 28 فصلاً، الفصول 1-12 تضم اعمال مار بطرس وبعض الرسل ونشأة الكنيسة، والفصول 13-28 مخصصة لاعمال مار بولس. في سفر اعمال الرسل تحَدّثَ مار بولس مرتين عن نفسه، مرة في اورشليم (اعمال 22) ومرة اخرى في حضرة الحاكم أغريبا (اعمال 26). من هذين الفصلين نتعلم بأن بولس ولد من أبوين يهوديين في مدينة طرسوس في تركيا نحو 5 ميلادية، درس العهد القديم وتمرّس به واصبح فريسيا متعصباً. بعد قيامة المسيح جاء الى اورشليم واضطهد المسيحيين. وهو في طريقه الى دمشق تراءى له يسوع، ولما سأله شاول: من انت يارب قال له يسوع: أنا الذي تضطهده. بقي اعمى 3 ايام وفي دمشق عمذه حننيا الكاهن. ثم ذهب الى ديار العرب مملكة الانباط قرب دمشق (غلاطية 17:1-19) ثم عاد الى دمشق وبعد ثلاث سنوات صعد الى اورشليم وزار مار بطرس ثم يعقوب اخي الرب ورجع الى طرسوس. ثم جاء الى انطاكيا في سورية وبدأ مع برنابا رحلته الاولى بين 45-48م (أعمال 14،13) وهناك أسس سبع كنائس. ثم رجع وحضر مجمع اورشليم عام 49 م (أعمال 15) وحالاً بدأ سفرته الثانية مع سيلا وطيمثاوس ولوقا بين 49-52م (أعمال 15-18). ثم رجع وبعد فترة وجيزة بدأ سفرته الثالثة مع لوقا و7 رفاق بين 53-58م (أعمال 18-21). في هذه السفرات الثلاث فتح بولس آفاقاً جديدة للمسيحية حيث اهدى اليهود والوثنيين في تركيا واليونان. وبين 58-60م اُسِر مرتين في اورشليم والقيصرية ثم أُخذ أسيراً الى روما وبقي سجيناً في روما من 61-63م لمدة سنتين والتاريخ غامض عن حياته بعد اخلاء سبيله في روما. الا ان التقليد يذكر عنه بأن القيصر نيرون أمر بقطع رأسه واستشهد في روما عام 68م. من الجدير بالذكر أن هذا البطل الذي لم تنجب مثله الكنيسة الى الآن كان ينتقل من بلد الى بلد ويبشر في المجامع. منذ عام 49م. بدأ يكتب الرسائل لأولئك الذين لم يكن بوسعه الوصول اليهم وهكذا اغنى الكنيسة بكنز تعتز به المسيحية حيث في 13 رسالة منسوبة اليه تطرّق الى معظم ما في اللاهوت العقائدي والأدبي والليتورجي للكنيسة. ما أحرانا ان نتمثل بهذا الرجل العظيم فنجعل المسيح شخصاً يعيش فينا ونحيا معه ونعكس في حياتنا اليومية أفعاله وتعاليمه. ونصرخ مع رسول الامم وننشد نشيد الظفر قائلين: ان كان اللـه معنا فمن يقدر ان يقاومنا..... من يفصلنا عن محبة المسيح اشدة ام ضيق ام اضطهاد ام جوع أم عريُ ام خطر ام سيف..... وأني واثق بأنه لا الموت ولا الحياة، ولا الملائكة ولا رؤساء الملائكة، ولا الحاضر ولا المستقبل، ولا اصحاب القدرة العلوية ولا السفلية ولا خليقة اخرى، ولا شيء بوسعه ان يفصلنا عن محبة اللـه لنا في ربنا يسوع المسيح (رومية 21:8-29) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 4707 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الحب الإلهيّ والشوق الإنسانـيّ المتروبوليت بولس متروبوليت حلب والاسكندرونوتوابعهما ![]() "فتقدّم مسرعاً وصعد إلى جمّيزة لينظر يسوع" الحدث الإنجيليّ يُظهر لنا مشهداً تبرز فيه، وسط ذلك الجمهور الكبير، شخصيتان فقط، المسيح وزكا. لقد التقى زكّا المسيحَ في أريحا كلقاء الظلمة بالنور، لأن زكاّ كان نقيضاً ليسوع. السؤال إذن هو: كيف تم لقاء إنسان كزكّا بالمسيح؟ للإجابة على السؤال، ينبغي أن نعرف من هو زكّا، ومن هو المسيح بالنسبة إليه؟ فأولاً من هو زكا؟ إنّه رئيس العشَّارين. والعشَّارون في زمن الكتاب هم جباة العُشر. لذلك قامت مصلحتهم على المبالغة في تقدير أرزاق الناس، واغتصاب خيراتهم من ناحية، وعلى القيام بدور "العميل" أمام السلطات المستعمِرة. ولهذين السببين كانت كلمة عشَّار تعني لأناس ذلك الزمان: "الخاطئ". وهذه الصورة الموجزة تكفي لإعطائنا فكرة عن موقع العشَّار اجتماعياً. فكيف الحال إذن، عندما نتحدث عن رئيس العشَّارين؟ مفاد القول أنَّ هذا الإنسان كان يرى حياته في امتصاص حياة الآخرين. وثانياً، من هو يسوع بالنسبة لزكّا؟ لم يكنْ زكّا من تلاميذ يسوع ولا من جماعة الفرّيسيين كي يسمع الكثير عنه، ولكن من الواضح أنَّ زكا كان يسمع عن المسيح ما يكفي ليعرف أنَّ يسوع هذا مُحِبّ للخطأة، خادم، يأكل مع العشَّارين، رجل يحمل أوجاع البشر، رجل قدرة، وأنَّ كلامه ليس ككلام سائر الناس. ولا بدّ أيضاً أنّه سمع كيف أعاد يسوع البصر لأعين أعميَين قبل قليل، عند مدخل أريحا. لقد هزَّ هذا الرجلُ، يسوعُ، كيانَ زكا. كانت حياة زكا تقوم على السلب، والآن تتحداه شهرة إنسان يحيا على البذل. ربّما لم يكن زكا يتخيل يوماً أنَّ مبدأه في الحياة خاطئ، ولربّما كان يبدو له أيضاً أنّه من المستحيل أن يحيا الإنسان بالإيمان وليس بالاستغلال. بماذا كان يستطيع زكا أن يُلقّب المسيح؟ هذا ما نعانيه نحن كلّ يوم، ما هي التضحية، المحبّة، البذل، الخدمة، الموت من أجل الآخر؟ هل هذه كلّها مُثُلٌ أم بلاهة؟ هل هناك إنسان بهذه المُثل؟ إذا كان الجواب لا، فإنَّ كلّ الرذائل وما هو عكس هذه الفضائل، هو ناموس الطبيعة. وإذا وُجِدَ ولو إنسان واحدُ يطبق هذه الفضائل فإنَّ مثل هذا الإنسان نور، لا بل هو توبيخ وتحدٍّ... هكذا دخل يسوع، رجل هذه المُثل، وكأنه يُحْذي في زكا مثالاً قد مات، أو أنّه يُقيم ناموساً كان قد دُفن أو رُدم... دخل يسوع إذن فاتحاً، ليس إلى أريحا وحسب، وإنّما إلى قلب زكا. ودخول يسوع هذا هزَّ كيان زكا من الداخل كما يفجّر النورُ ديجورَ الظلام. حقاً إنَّ الإنسان يستطيع أن يكون غير ما اعتاد عليه؛ إذن النور موجود حقاً، ويستطيع الإنسان أن يحيا بالإيمان، هوَذا يسوع! هذه كانت أفكار زكا عندما واجه يسوع! كان زكا يجهل أنَّ ذلك كلّه ممكن، لذا فقد عاش في الظلام. ولا أحد يحبّ الظلمة إلاَّ لأنّه يجهل خبرة النور. لا أحد يقبَل أن يحيا في العتمة إلاَّ لأنه يؤمن أن النور لا يشرق. لا يحبّ أحد الاستغلال إلاَّ لأنَّه يجهل خبرة الخدمة كحياة! قلب الإنسان متعطش دائماً للحق ويتوق إلى النور. ولا يخطئ الإنسان إلاَّ لأنَّه يجهل حقيقته. إذن هناك عاملان حقّقا لقاء زكا بيسوع، فقادا إلى تحوله الجذري: الأوّل هو صدق زكا مع ذاته، وقبوله أن يخرج من عالمه ليرى إن كان هناك من عالم آخر موجود بالفعل! حين أراد أن يعرف من هو هذا الغريب! لقد راجع زكا حساباته الخاصّة، وعندما سمع بالنور، رفض البقاء على إيمانه السابق بأنَّ الظلمة هي الحياة! هل تطلب الظلمةُ النورَ؟ إنّ أكثر البقاع عطشاً للنور هي بقعة الظلام. ولكن من أين لها بالنور طالما أنّها تجهله؟ إذن فقد قبل زكا أن يختبر العالم الآخر، أن يخرج عن مألوفه القديم وأن يرى ويتطلع إلى الجديد. والعامل الثاني، وهو الأهم، أنَّ يسوع هذا لم يكن غريباً عنه رغم جهل زكا به! لقد ناداه يسوع باسمه كحبيبٍ: "يا زكا"! لم يكن زكا إلاَّ مطلوباً من يسوع. لما رغب زكا في أن يرى من هو يسوع أدركَ أن يسوع هو منْ يرغب به أكثر! الاسم، في الكتاب المقدس، خاصةً، يفيد المعرفة. فلما نادى يسوعُ زكا باسمه، أظهر له كم كان يحبّه ويعرفه، أي ينتظره. هذه هي عظمة اللقاء بيسوع وهذا هو سرّه. إنّه يقوم على عاملين: الأوّل هو أن نغيِّر حساباتنا على ضوء إطلالاتنا على يسوع حين نصعد على جميزة ما، نرى منها وجهه، ونتأكد أنّ حياة النور واقع. فالإنجيل هو جميزة، والعظة لون آخر لها، أخي الفقير جميزة أخرى، وما أكثر مثل هذه الجميزات... والعامل الثاني، أننا حين نتأكد ونؤمن أن الحياة هي في يسوع نعرف أنّه يحبّنا، وأننا حتّى ولو كنا نحيا كأبناءِ ظلمةٍ فنحن مطلوبون منه لأننا في الأصل أولاد النور. نطلّ على وجه يسوع من المطالعة، من الصلاة، من الخدمة، من التزام شؤون الإخوة، من عذابات الإنسان المعاصر، لنعرف أنَّ حياة النور هي الحياة الحقيقيّة، وأنَّ مسيرة الفداء تستحق أن نكون من خدامها. إنَّ أحَدَ زكا هو حلقة الوصل بين أعياد الظهور الإلهيّ وفترة الصوم الكبير؛ بين ظهور الله وبين التوبة، بين الله الآتي، وبين الإنسان الراغب به. هلمّ نسرع فننـزل بواسطة هذه الوسائط، والجميزات كلها لأنّه ينبغي ليسوع أن يمكث اليوم عندنا. آميــن |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 4708 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() في رئاسة القديس بطرس ![]() " نؤمن بكنيسة واحدة جامعة مقدسة رسولية " هذا هو إقرار قانون الإيمان الذي وضعه الآباء في مجمع نيقية سنة 325م . الكنيسة واحدة لها رأس غير منظور بمثابة النفس في الجسم مصدر كل حياة أعني السيد المسيح ، ولها رأس منظور للجسم المنظور الممتد من أقصي المسكونة إلي أقصاها أعني به سيدنا البابا الحبر الأعظم خليقة وسليل بطرس الرسول علي كرسيه ، نائب السيد المسيح بأمره . آيات الكتاب المقدس أولاً : اختيار السيد المسيح لبطرس 1- السيد المسيح يمنح بطرس اسماً لقباً : يوحنا 1 : 42 " وجاء اندراوس بسمعان إلي يسوع فنظر إليه يسوع وقال أنت سمعان ابن يونا أنت تدعي ( كيفا ) الذي تفسيره ( الصفاة ) ". هذا المعتقد يؤيده ما نصادفه في سفر التكوين ( 5 : 15 ? 17 ) يتضح أن الاسم في السفر المذكور يدل علي شخصية صاحبه بل ويلخص دور حياته كما في : آدم حواء قائين هابيل نوح سام حام يافث إبراهيم يعقوب وإسرائيل إلخ وكذا : كيفا . 2- بطرس بنوع مخصوص هو صديق السيد المسيح : لوقا 5 : 3 - 4 " ركب يسوع إحدى السفينتين وكانت لسمعان وسأله أن يتباعد قليلاً عن البر وجلس يعلم الجموع من السفينة ، ولم فرغ من الكلام قال لسمعان تقدم إلي العمق ( مفرد ) وألقوا شباككم ( جمع ) " لو 5 : 10 " وكذلك يعقوب ويوحنا ابنا زبدي اللذان كانا رفيقي سمعان " وقال لسمعان " لا تخف فإنك من الآن تكون صائداً للناس" . 3- بطرس رأس التلاميذ : الشعب يمنحه هذا الاعتبار لما يشاهده : مت 17 : 23 " ولما أتوا " إلي كفر ناحوم دنا الذين يجبون الدرهمين إلي بطرس وقالوا له : أما يؤدي معلمكم الدرهمين " . بطرس يتكلم عن لسان الرسل أي يتصدرهم : مت 19 : 27 " حينئذ أجاب بطرس وقال له هوذا نحن قد تركنا كل شئ وتبعناك فماذا يكون لنا فقال لهم يسوع ... " . يو 6 : 68 - 69 " فقال يسوع للاثني عشر ألعلكم أنتم أيضاً تريدون أن تمضوا ، فأجاب سمعان بطرس " يا رب إلي من نذهب وكلام الحياة الأبدية هو عندك ، وقد أمنا نحن وعرفنا أنك أنت المسيح بن الله " . مت 15 : 15 " فأجاب بطرس وقال له فسر لنا هذا المثل ، فقال يسوع أحتي الآن أنتم بغير فهم " . 4- الإنجيليون يذكرون بطرس الأول ويلقبونه بالأول ويعرفون الرسل به : إنه مميز بين الرسل : لو 8 : 45 " وقال بطرس والذين معه .. " . لو 9 : 32 " وكان بطرس واللذان معه .. " . مر 16 : 7 " فأذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس أنه يسبقكم .. " . أع 5 : 29 " فأجاب بطرس والرسل وقالوا إن الله أحق من الناس.." . هو الأول : مت 10 : 2 ? 5 " وهذه أسماء الاثني عشر رسولاً الأول سمعان المدعو بطرس ثم أندراوس أخيه .. " . مر 3 : 16 ? 20 " جعل لسمعان اسم بطرس وبعده يعقوب بن زبدي ويوحنا أخو يعقوب .. " . أع 1 : 13 " ولما دخلوا صعدوا إلي العلية الذي كان يقيم فيها بطرس ويعقوب ويوحنا وأندراوس .. " . 5- السيد المسيح عزم أن يعتمد عليه لذا يريده صخرة ثابتة فيصلي من أجله : لو 32 : 31 - 32 " وقال الرب سمعان سمعان هوذا الشيطان سأل أن يغربلكم مثل الحنطة لكني صليت من أجلك لئلا ينقص إيمانك وأنت متى رجعت فثبت أخوتك " لم يقل المسيح : " لئلا يفني إيمانك " . ثانياً : السيد المسيح وعد بطرس بالرياسة : مت 16 : 15 - 19 " قال لهم يسوع وأنتم من تقولون إني هو ؟ أجاب سمعان بطرس قائلاً أنت المسيح ابن الله الحي ، فأجاب يسوع وقال له طوبي لك يا سمعان ابن يونا فإنه ليس لحم ولا دم كشف لك هذا ولكن أبي الذي في السماوات ، وأنا أقول لك أنت الصفاة وعلي هذه الصفاة سأبني كنيستي وأبوب الجحيم لن تقوي عليها ، وسأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات فكل ما ربطته علي الأرض يكون مربوطاً في السماوات وكل ما حللته علي الأرض يكون محلولاً في السماوات " . ثالثاً : السيد المسيح أعطاه الرعية : " راعي الرعية " تعبير يدل علي السلطة كما يتضح من سفر الملوك الثاني ( 5 : 2 ) ، حزقيال (27 : 24) ( يو 21 : 15 - 17 ) : " فبعد ما تغدوا قال يسوع لسمعان بطرس يا سمعان بن يونا أتحبني أكثر من هؤلاء قال له : نعم يا رب أنت تعلم أني أحبك ، قال له أرع خرافي ، قال له ثانية يا سمعان بن يونا أتحبني قال له نعم يا رب أنت تعلم أني أحبك قال له أرع نعاجي ، قال له ثالثة يا سمعان بن يونا أتحبني فحزن بطرس لأنه قال له ثالثة أتحبني فقال له يا رب أنت تعلم كل شئ وأنت تعلم إني أحبك فقال له أرع غنمي". رابعاً : بطرس كان متحققاً من هذا السلطان الذي أخذه من الرب فهو يعمل به منذ أول لحظة بلا معارضة: أع 1 : 15 " وفي تلك الأيام وقف بطرس في وسط الإخوة وكان عدد الأسماء جميعاً نحو مئة وعشرين " . أع 2 : 14 " فقام بطرس مع الأحد عشر ورفع صوته وخاطبهم قائلاً أيها الرجال اليهود والساكنون في أورشليم أجمعون .. " . ( إنه يدافع عن إخوته ) . أع 4 : 8 " حينئذ قال لهم بطرس وهو ممتلئ من الروح القدس يا رؤساء الشعب وشيوخ إسرائيل " ( يجاوب عن الرسل ويصد التهمة ) . أع 5 : 29 " فأجاب بطرس والرسل : " وقالوا إن الله أحق من الناس أن يطاع .. " . تبشير الأمم يفتتح ويتم علي يد بطرس : " وقال لهم يا أيها الرجال الإخوة أنتم تعلمون أنه من الأيام الأولي اختاره الله بيننا أن تسمع الأمم من فمي كلمة الإنجيل وتؤمن " . خامساً : بولس رغماً عن احتجاجه علي بطرس في المسألة الإدارية يقر بميزته وسلطانه : غلا 1 : 18 - 19 " ثم بعد ثلاث سنين مضيت إلي أورشليم لأتعرف بالصفا فأقمت عنده خمسة عشر يوماً ولم أري غيره من الرسل إلا يعقوب أخا الرب " . إقرار الآباء القديسين 1- صوت القديس أيريناوس سنة 170م : " لأن كنيسة رومة لها الرياسة والسلطان علي باقي الكنائس ففيها وبها حفظ في كل الأجيال مؤمنو العالم المسيحي تقليد الرسل وإيمانهم ، لأن هذه الكنيسة أسسها الرسولان العظيمان بطرس وبولس " ثم أتي القديس أيريناوس بسلسة أحبار روما من القديس بطرس إلي زمانه . 2- شهادة القديس كبريانوس سنة 250م : ( كتاب وحدة الكنيسة - الفصل الثاني ) " لما رأي الشيطان أن عبادة الأوثان قد تلاشت وطرحت في زوايا الإهمال أخترع حيلة جديدة وأخذ يضلل المسيحيين في ذات اعتقاداتهم ويجعل أمرهم مرتبكاً فيها فأوجد الهرطقات والانشقاقات وهذا لإفساد الدين و تمزيق عروة الوحدة الأمر الذي لا يكون إلا بعدم الاتحاد مع رئيس البيعة وقلة إتباع تعليمه السماوي ومن هو رئيس البيعة الذي يلزمنا الاتحاد معه لكي لا يقع الشقاق في الكنيسة ونكون حافظين لتعليم المعلم الإلهي ؟ إن برهان الإيمان قريب للفهم سهل المأخذ لأن الرب قال لبطرس : " أقول لك أنت الصخرة وعلي هذه الصخرة أبني بيعتي " .. فعلي بطرس وحده قد بني المسيح كنيسته وإليه عهد برعاية غنمه وأن يكن قد فوض بعد قيامته للرسل سلطاناً مثل الذي أعطاه لبطرس ، ومع ذلك إعلانا للوحدة التي لابد أن تكون في كنيسته قد أقام كرسياً واحداً ووضع مبدأ الوحدة وأساسها في واحد لا غير ، لقد تسلم بطرس زمام النصرانية وأعطي الرياسة حتى لا يكون إلا كرسي واحد وكنيسة واحدة فلا يظن من نبذ هذه الوحدة إنه متمسك بالإيمان المستقيم ولا يغرر بنفسه أنه في حظيرة المسيح من قاوم الكنيسة وانفصل عن الكرسي البطرسي .. إنكم إن انفصلتم عن كرسي بطرس مبدأ الوحدة وأساس الكنيسة فباطلاً تقولون وعبثاً تتفاخرون بأنكم من كنيسة الله . 3- صوت القديس كيرلس البطريرك الاسكندري : " لا ريب عند أحد بل أن معلوم في كل الدهور أن القديس بطرس الجزيل الطوبي مقدام الرسل ورأسهم وعمود الإيمان وأساس الكنيسة الكاثوليكية قد تسلم من سيدنا يسوع المسيح مخلص الجنس البشري ومنقذه مفاتيح ملكوت السماوات وأعطي السلطان لحل الخطايا وربطها إلي الأبد ، ودائماً يحيا ويحكم بشخص خلفائه بالرب وضابط مكانه البابا القديس والجزيل الطوبي سلستينوس الأسقف الذي قد أرسلنا نيابة عنه إلي هذا المجمع المقدس " . 4- رسالة القديس أثناسيوس سنة 247 : " إلي قداسة السيد الحائز علي الرياسة الرسولية الطوباوي مرقس بابا الكرسي الروماني وهامة الكنيسة الجامعة ( الكاثوليكية ) من أثناسيوس وكل أساقفة مصر " . " وإن كنيسة روما هي أم ومعلمة كل كنائس الأرض " . 5- إقرار مجمع سردينيا : " فالبابا هو الجالس علي كرسي بطرس وعليه فهو رئيس أساقفة العالم بأسره " . 6- قول القديس ايرونيموس سنة 275 : كتب إلي بابا روما القديس داماسوس : " وأما أنا ابتغاء لا تباع أثار المسيح والسلوك في منهج الخلاص فإني في شركة طوباويتكم أعني مع كرسي القديس بطرس وأعترف أن الكنيسة قد شيدت علي هذه الصخرة فكل من أدعي وأكل الحمل خارجاً عنها فهو نجس ومن لم يكن في سفينة نوح فهو هالك .. فالكنيسة قد انقسمت إلي ثلاثة أحزاب ، وكل منهم يفرغ جهده ليضمني إليه وأما أنا أناديهم صارخاً فيهم : من منكم مع كرسي بطرس فأنا معه " . 7- قول القديس غريغوريوس النزينزي : " إن إيمان روما نقي مقدس عن أن يشوبه عيب وإن لكنيسة روما أن ترشد باقي الكنائس في تعليم الخلاص وتهديها إلي منهج المعالم النورانية كما هي وظيفتها لأنها قابضة بيدها زمام السلطان الروحي علي العالم بأسره ، أما القسطنطينية التي هي عرش مملكة القياصرة وماسكة السلطان الزمني علي الأمم كلها فهي أم الأضاليل ومنبع الشقاق " . 8- مجمع القسطنطينية المادة الثالثة : " إننا نقر بأن الأولوية والسلطان الأعظم هو للحبر الروماني " . 9- المجمع الأفسسي : الجزء الثاني العمل الثاني : " فإنكم لا تجهلون أيها الآباء الأفاضل أن بطرس هو إمام الدين وزعيم الرسل وإنه من المقرر والمعترف به في كل الأجيال أن الطوباوي بطرس هو إمام الدين وزعيم الرسل وأنه من المقرر والمعترف به أن الطوباوي بطرس هو زعيم الرسل وهامتهم وعامود الإيمان وأساس البيعة الكاثوليكية ... البراهين المثبتة لهذا المعتقد المنتخبة من الكتب الطقسية للكنيسة القبطية الأرثوذكسية وهي صدي اعترافات الآباء والأجداد 1- كتاب السنكسار : 1- يوم 5 أبيب عيد القديس بطرس وبولس : " إن المسيح أقام بطرس رئيس الكنيسة وجعله لها ركنا وأساساً ثم صيره رأس الرسل والصخرة التي بني عليها بيعته وحيث أنه كان شديد الإيمان والحدة والغيرة استحق أن يصير رأس التلاميذ ، قال بطرس للرب أنت المسيح بن الله الحي فأعطاه المخلص الطوبي وجعله رأس البيعة وسلم إليه مفاتيح ملكوت السماوات .. " . 2- يوم 7 أبيب : " في هذا اليوم استشهد أغناطيوس بابا رومية الذي طار بعد بطرس .. " . 3- يوم 7 مسري : عيد رياسة مار بطرس " تعيد الكنيسة الرسول الجليل المطوب العظيم بطرس لأنه أعترف في وسط التلاميذ القديسين بأن المسيح له المجد ابن الله الحي الأزلي لما أخرجهم خارج قيصارية فيلبس كما يذكر الإنجيل المقدس .. فقال لبطرس وأنت ماذا تقول فأعترف بما قال للتلاميذ القديسين وهم منفردون في خلوة وهو : أنت المسيح ابن الله الحي فأعطاه الرب الإله الطوبي وأسلم له مفاتيح ملكوت السموات ومنحه الربط والحل فمن هذا اليوم صار رئيساً للتلاميذ و صار خليفة هذا الرسول برومية له الرئاسة علي سائر بطاركة الدنيا في الأقاليم كلها .. " . 2- كتاب نزهة النفوس وجه 84 : ( خط يد نسخة كنيسة الملاك بكفر الدوار ) " أنت الصخرة وعلي هذه الصخرة أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوي عليها " . " ... قد سميتك الصخرة لأن بطرس لفظة باليونانية تفسيرها الصخرة وعلي هذه الصخرة أبني بيعتي التي هي جماعتي لأن البيعة لفظة بالعبراني تفسيرها الجماعة ، عليك يا صخرة أبني جماعتي لأني أنا هو الصخرة الحقيقية والأساس الوثيق وأنت أطعتني وتتلمذت لي وتشبهت بي وبنيت نفسك علي وجعلتني لك أساسا ولذلك صرت صخرة مثلي ابني عليك جميع جماعتي وكل من يتتلمذ لك يصير مبنياً عليك. أنت الصخرة وجميع أولادك مبنيين أعني البطاركة والأساقفة والقسوس الذين هم وارثو كهنوتك وعليكم أبني كنيستي فمن يتتلمذ لواحد منكم كما تتلمذت أنت لي هو يصير مبني علي ، ويصير من جماعتي وأبواب الجحيم لا تقوي علي جماعتي من أجل أنها متتلمذة لك مبنية علي الصخرة ، أبواب الجحيم هي التجارب التي أنا سميتها أمطار وأنها بهبوب أرواح الشياطين ويضربون جماعتي المبنية علي وعليك يا صخرة فلا يقوون عليها ولا يهدمونها لأنها ثابتة علي الصخرة ، كيف يستطيعون هدم من هو متضع القلب تلميذ لغيره متدبر بمشورته دون مشورة نفسه ، هذا هو من جماعتي مبني عليك يا بطرس يا صخرة كما أنت مبني علي أنا الصخرة الوثيقة ، هو تلميذ لك كما أنت تلميذ لي ، هو تحت طاعتك كما أنت تحت طاعتي ، هو يتدبر بمشورتك كما أنت تتدبر بمشورتي .. هكذا لا تقوي عليه أبواب الجحيم التي هي تجارب الشيطان ومناصبه لأن إبليس كما نصب عليه وجذبه بفكر مطغي استشارك عليه فتمنعه أنت منه وتخلصه من الطغيان فليس يطغي أبداً ولا يسقط بنيانه لأنه ثابت الأساس علي الصخرة وكل من لا يبني علي الصخرة فهو يبني علي الرمل وبسرعة يسقط بنيانه من العوارض التي تعرض له. لك يا بطرس أعطي مفاتيح ملكوت السماوات ، لك يفتح الباب لكل من يتتلمذ لك كما تتلمذت أنت لي وتغلقه عن كل من لا يتتلمذ لك ، إني جعلتك الصخرة ومثلتك بها لكي تعلم أن كل من يبني بيته عليك فإن أبواب الجحيم لا تقوي عليه أعني تجارب الشيطان وكل من لا يبني بيته يعلم هو أيضاً أنه مغلوب ومسقوط ومقهور من أبواب الجحيم ، كذلك أيضاً جعلتك بواب ملكوت السماوات لكي يعلم كل من يلتمس دخولها علي يديك أنه يدخلها ويتنعم فيها وكل من لا يلتمس دخولها علي يديك فليعلم هو أيضاً لا يدخلها أبداً ولا يتنعم فيها ، لك أعطيت مفاتيح ملكوت السماوات الذي أعطاهم أبي ليوحنا المعمدان ، أنا أوريت أني من يوحنا أخذتهم ولك أنت أنا أعطيتهم لكي تعطيهم أنت لجميع الكهنة التابعين لك لكي يفتحوا بهم باب الملكوت لكل من يأتي إليهم ويلتمسون الدخول إليها .. أنا أوريت إني أخذت المفاتيح من يوحنا المعمدان ولك أعطيتهم يا سمعان ابن يوحنا وعرفتك أني ابنه الحي ... " . " إن الرب كرر القول علي بطرس ثلاث دفع وهو يوصيه قائلاً يا سمعان بن يوحنا أتحبني ، إرع خرافي ، يا سمعان بن يوحنا أتحبني إرع كباشي ، يا سمعان بن يوحنا أتحبني إرع نعاجي ، وقال يا سمعان قد عينتك بن يوحنا وجعلتك راعياً لشعبي ومعلماً للتوبة مثل يوحنا ، إن كنت تحبني إرع خرافي وكباشي ونعاجي : الأحداث والرجال والنساء إرعاهم من أجل محبتي ونادي فيهم بالتوبة .. " . " وقد جعلتك خليفتي في ذلك ترعي الذين اشتريتهم بدمي وتخلصهم من الخطيئة " . 3- كتاب اللقان والسجدة للقمص باخوم البراموسي سنة 1921 وجه 164 : " الأول في الرسل يدعي سمعان بطرس وهو أيضاً الذي أؤتمن علي مفاتيح ملكوت السماوات " . 4- دكصولوجية تقال في 5 أبيب : " الأول في الرسل يدعي سمعان بطرس وهو أيضاً الذي أؤتمن علي مفاتيح ملكوت السماوات والآخر أيضاً يوحنا المحبوب جداً إتكأ علي صدر مخلصنا وبقية التلاميذ لهم الكرامة من أجل رسوليتهم لأنهم تبعوا مخلصنا " . " السلام لأبينا بطرس رئيس الرسل وخليفة يسوع المسيح ، السلام لأبينا بطرس الذي جعله يسوع المسيح هامة الرسل " . 5- بطرس هذا ذهب إلي روما كما يستدل من السنكسار في يوم 5 و 6 أبيب : " أوليمباس : أحد السبعين حمل بعض رسائل الرسول بطرس إلي روما وخدمه في شدائده وتألم معه ودخل معه إلي روما وكرز بالبشري وعلم ورد كثيرين ولما استشهد الرسول العظيم بطرس جاء هذا الرسول وأنزله من علي الصليب " . 6- تحليل الآب - الخولاجي : هذا التحليل يرتكز علي السلطان المعطي لبطرس وسمي تحليل الآب لأنه لبطرس أب الكنيسة. " أنت الذي قلت لأبينا بطرس أنت الصخرة ..... ليكن يا سيد عبيدك آبائي وإخوتي محلولين من فمي إلخ ... " . هذا هو تعليم الكنيسة القبطية مدي الأجيال كلها حتى إن المؤرخ المقريزي عرفه فدونه في تاريخ ( القول الأبريزي للعلامة المقريزي ) طبعة سنة 1898 : " فسار بطرس رأس الحواريين إلي أنطاكية ورمية فاستجاب له بشر كثير وقتل في خامس أبيب " .. " ولما قتل الملك نيرون قيصر بطرس رأس الحواريين برومية أقيم من بعدة أيوس بطرك رومية". كفانا شاهداً عن معتقد كنيسة أجدادنا لذا لا نخشى أن نصرح جهراً بقانون إيماننا : " نؤمن بكنيسة واحدة جامعة ( كاثوليكية ) مقدسة رسولية " . ونبتهل إلي الرب عز وجل في قداسنا وكافة شعائرنا الدينية قائلين : أذكر يا رب سلامة واحدتك الوحيدة المقدسة الجامعة ( الكاثوليكية ) الرسولية البيعة هذه الكائنة من أقصي المسكونة إلي أقاصيها ... وأحفظ يا رب امتلاء واحدتك الوحيدة الكاثوليكية الرسولية البيعة..." . ومن هذه الكنيسة نستمد غفران خطايانا وبواسطتها نترجى الحياة في الدهر الآتي : " عبيدك الخدام في هذا اليوم ... وجميع الشعب وحقارتي يكونوا محللين من فم الثالوث الأقدس الآب والابن والروح القدس ومن فم الواحدة الوحيدة المقدسة الكاثوليكية الرسولية البيعة ومن أفواه الاثني عشر رسولاً إلخ " ... هي الكنيسة الوحيدة التي يعرفها السد المسيح ( راجع الدسقولية طبعة الأقباط الأرثوذكس سنة 1924 ) من ربنا يسوع المسيح إلي عمله الكنيسة الجامعة ( أي الكاثوليكية ) . تعتبر الكنيسة القبطية القديس بطرس أب الكنيسة الجامعة كما تعتبر بولس المعلم ، ولذا تقول في البركة : بركة أبينا بطرس ومعلمنا بولس تكون معنا كما وأنها بعد السجدة تبدأ صوم الرسل وهو الصوم الذي يقدم لإكرام الرسولين العظيمين بطرس وبولس. ويطول بنا الشرح لو أردنا أن نذكر كل ما يقال من مديح في عيدهما يوم 5 أبيب . بعد كل هذه البراهين نختم هاتفين ملتمسين المراح الإلهية : " لينقض افتراق البيعة ولتكن عن قريب رعية واحدة تحت سلطان راع واحد " . تأليف المتنيح الأنبا الكسندروس اسكندر مطران الأقباط الكاثوليك بأسيوط الأسبق |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 4709 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الراعي الصالح
![]() قال الرّب يسوع: «وأما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل، أنا هو الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف» (يو10: 10 و11) يُلخّص الرب يسوع في الفصل العاشر من الإنجيل المقدس بحسب الرسول يوحنا، الغاية القصوى من تجسده الإلهي، كاشفاً النقاب عن حقيقة رسالته السماوية السامية بتدبيره الإلهي في الجسد، هذه الرسالة التي أعلنها له المجد لأول مرّة عندما دخل المجمع في الناصرة «وقام ليقرأ، فدُفع إليه سفر إشعياء النبي، ولما فتح السفر وجد الموضع الذي كان مكتوباً فيه، روح الربِّ عليَّ لأنه مسحني لأبشّر المساكين، أرسلني لأشفي المنكسري القلوب، لأنادي للمأسورين بالإطلاق والعمي بالبصر، وأرسل المنسحقين في الحرية وأكرز بسنة الرب المقبولة، ثم طوى السفر وسلّمه إلى الخادم وجلس وجميع الذين في المجمع كانت عيونهم شاخصة إليه، فابتدأ يقول لهم: إنه اليوم قد تمّ هذا المكتوب في مسامعكم»(لو4: 16ـ 21). وبهذه العبارة أعلن أن ما قاله إشعياء على لسانه في القرن الثامن قبل الميلاد قد تمّ فيه، فهو وحده قد أرسله اللـه الآب إلى العالم لخلاص الإنسان من عبودية إبليس والموت والخطية، وقد وضّح ذلك بعدئذ بقوله لنيقوديموس: «لأنه هكذا أحب اللّـه العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية»(يو3: 16). أما الأنبياء الكذبة الذين جاءوا قبله وادّعى كل واحد منهم زوراً أنه المسيح، فهم الذين قال عن أمثالهم النبي إرميا في القرن السابع قبل الميلاد على لسان اللـه تعالى: «لم أرسل الأنبياء، بل هُم جروا، لم أتكلّم معهم بل هم تنبأوا، ولو وقفوا في مجلسي لأخبروا شعبي بكلامي، وردّوهم عن طريقهم الرديء وعن شرّ أعمالهم» (إر23: 21 و22)، وهذا الكلام ينطبق على أولئك الأنبياء الكذبة والمسحاء الكذبة الذين ظهروا قبيل بدء التدبير الإلهي للرب يسوع في الجسد وخلاله، وقاموا بثورات دموية هلك بسببها عدد كبير من الشعب الذي كان ينتظر برجاء وطيد وإيمان متين مجيء المسيح الحقيقي، فخدعهم المسحاء الكذبة الذين بناءً على تعاليم بعض علماء اليهود اعتبروا أن المسيح المنتظر يأتي مخلصاً سياسياً وبهذا كانوا ضالين ومضلِّين لذلك دعاهم الرب يسوع لصوصاً وسرّاقاً، وقد تمّت فيهم نبوة النبي حزقيال القائل: «هكذا قال السيد الرب للرعاة: ويلٌ لرعاة إسرائيل الذين كانوا يرعون أنفسهم، ألا يرعى الرعاة الغنم، تأكلون الشحم وتلبسون الصوف وتذبحون السمين ولا ترعون الغنم»(حز34: 2و3)، وقد أهلك هؤلاء المسحاء والرعاة الأشرار خراف الرب جسداً وروحاً، وأما الرب يسوع، المسيح الحقيقي، والراعي الصالح، فقد قال عن نفسه بحق: «وأما أنا فقد أتيت لتكون لهم الحياة ويكون لهم أفضل، أنا هو الراعي الصالح والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف»(يو10: 10 و11). أجل، إنه كلمة اللـه الأزلي الذي يصفه يوحنا الرسول في افتتاح الإنجيل المقدس بقوله: «في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند اللـه، وكان الكلمة اللـه... والكلمة صار جسداً وحلّ فينا ورأينا مجده مجداً كما لوحيد من الآب مملوءاً نعمةً وحقاً»(يو1: 1 و14)، وهو مشتهى الأجيال ورجاء الأمم ومركز الدائرة في الكتاب المقدس من ألِفه إلى يائه، من تكوينه إلى رؤياه، والمحور الذي تدور حوله النبوات والرموز والإشارات التي أعلنها الأنبياء الصادقون المرسلون من اللّـه ودوّنت نبواتهم في أسفار العهد القديم وتمّت بحذافيرها بالرب يسوع المسيح في الموعد الذي حدده اللّـه الآب لها منذ البدء، وعيَّنه تعالى لتجسد ابنه الحبيب، الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس، من الروح القدس والعذراء مريم، هذا الموعد يدعوه الرسول بولس: «ملء الزمان»(غل4: 4)، وأعلنه الملاك جبرائيل للنبي دانيال بنحو خمسمائة عام قبل الميلاد بنبوة الأسابيع السبعين بقوله: «سبعون أسبوعاً قُضيَتْ على شعبك وعلى مدينتك المقدّسة، لتكميل المعصية، وتتميم الخطايا، ولكفارة الإثم، وليؤتى بالبر الأبدي، ولختم الرؤية والنبوة، ولمسح قدوس القدوسين»(دا9: 24)، وقد دعاه الملاك عندما بشّر العذراء مريم بالحبل به أنه قدوس وابن العلي يدعى، ويصفه الرسول بولس بقوله: «وبالإجماع عظيمٌ هو سر التقوى اللّـه ظهر في الجسد، تبرّر في الروح تراءى لملائكة، كُرز به بين الأمم، أومن به في العالم، رُفع في المجد»(1تي3: 16). ![]() وكانت الغاية من تجسده الإلهي أن ينقذ البشر من براثن الخطية الجدّية، ويعيد إليهم الحياة الروحية التي فقدوها في الفردوس بغواية إبليس اللعين لأبي الجنس البشري آدم الذي كان يمثّل نسله في معرض الربح والخسارة، وبهذا الصدد يقول الرسول بولس: «من أجل ذلك كأنما بإنسانٍ واحدٍ دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع»(رو5: 12)، ويردف الرسول بولس كلامه بقوله: «لأنه إن كان بخطية واحدٍ مات الكثيرون فبالأولى كثيراً نعمة اللـه، والعطية بالنعمة التي بالإنسان الواحد يسوع المسيح قد ازدادت للكثيرين... لأنه إن كان بخطيئة الواحد قد ملك الموت بالواحد، فبالأولى كثيراً الذين ينالون فيض النعمة وعطية البر سيملكون في الحياة بالواحد يسوع المسيح»(رو5: 15 و17). وقد لخّص له المجد رسالته السامية بتدبيره الإلهي في الجسد بقوله: «أما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل»(يو10: 10)، كما قال أيضاً: «لأنه هكذا أحبّ اللـه العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية، لأنه لم يرسل اللّـه ابنه إلى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم»(يو3: 16 و17). فالرب يسوع هو وحده المخلص الحقيقي، الذي طأطأ سماء مجده ولبس جسدنا البشري، وأقام الصلح بين الأرض والسماء، لأنه يمثل السماء والأرض في آنٍ معاً، الذي فيه تمّت شروط الكفارة؛ فهو يمثل اللـه تعالى الذي إليه وجهت خطية آدم، كما يمثّل الإنسان الخاطئ وجميع نسله الذين ورثوا تلك الخطية الجدية، وليكون كفارة عنا «فإذ ذاك كان يجب أن يتألم مراراً كثيرة منذ تأسيس العالم ولكنه الآن قد أظهر مرةّ عند انقضاء الدهور ليبطل الخطية بذبيحة نفسه»(عب9: 26)، وبهذا الصدد يقول الرسول بولس عن اللّـه الآب: «لأنه جعل الذي لم يعرف خطية، خطيةً لأجلنا لنصير نحن برَّ اللّـه فيه»(2كو5: 21)، وهكذا صار بإرادته ذبيحة كفارية عن جنس آدم وبرّرنا وقدسنا واستحق المؤمنون به وبكفارته أن ينالوا نعمة التبني، وكبنين لله بالنعمة استحقوا أن يصيروا ورثة لملكوته السماوي، فهم المؤمنون بالرب يسوع وقد قبلوه مخلّصاً لهم وللعالم أجمع ويقول عنه الرسول يوحنا في الإنجيل المقدس: «إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله، وأما كلُّ الذين قبلوه فأعطاهم سُلطاناً أن يصيروا أولاد اللّـه أي المؤمنون باسمه، الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من اللـه»(يو1: 11 ـ13). أجل قد نهج الرب يسوع للإنسان طريق السماء، وأعلن عن نفسه أنه هو الطريق والحق والحياة، وبرهن على صدق رسالته الإلهية بتعاليمه السماوية السامية، واجتراحه المعجزات الباهرات برهن بها على سلطانه الإلهي على الطبيعة والبشر، وصرّح أمام الجمهور الذي تبعه إلى قبر لعازر أنه هو القيامة والحياة ومن آمن به وإن مات فسيحيا، ومن آمن به وهو حيٌّ يبقى حياً على الأبد (يو11: 26)، وبذلك أعلن سلطانه على الموت بكل أنواعه: الأدبي الذي هو انفصال الإنسان عن اللّـه بقبوله الخطاة التائبين ومنحهم المغفرة، كما برهن بإقامته الموتى على أن له سلطاناً على الموت الطبيعي الذي هو انفصال النفس عن الجسد، كما وضّح أن له السلطان أن يمنح الحياة الأبدية لمن يشاء، عندما وصف ذاته أنه خبز الحياة الذي نزل من السماء. وأن هذا الخبز هو جسده المقدس وقال: «من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيَّ وأنا فيه، وأنا أقيمه في اليوم الأخير»(يو6: 54). أجل لقد مات المسيح عنّا على الصليب وأمات الموت بموته، ودفن في القبر الجديد، وقام في اليوم الثالث من بين الأموات بقوته الذاتية منتصراً ووهبنا الغلبة على الشيطان والموت والخطية، وبهذا الصدد يقول الرسول بولس: «فدُفنّا معه بالمعمودية للموت حتى كما أُقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضاً في جدَّة الحياة (أي الحياة الجديدة)»(رو6: 4). فإن كل ما نحتاج إليه لنستحق الحياة بالمسيح أن نموت معه على الصليب، والرسول بولس يقيم لنا من نفسه مثالاً في هذا المضمار فيقول: «مع المسيح صُلِبتُ فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ، فما أحياه الآن في الجسد فإنما أحياه في الإيمان، إيمان ابن اللّـه الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي»(غل2: 20)، فهذه هي إرادة الرب يسوع أن يكرر حياته على الأرض في كل المؤمنين به إذ يحيا فيهم، وحياة المسيح فينا تلزمنا أن نترجم إيماننا بالمسيح في هذه الحياة الدنيا، الأمر الذي يعبر عنه الرسول بولس قائلاً: «فقط عيشوا كما يحق لإنجيل المسيح»(في1: 27)، وهذا العيش يقتضي معرفة تعاليم الإنجيل المقدس بالمواظبة على التأمل بتعاليم الرب يسوع وتدبيره الإلهي في الجسد المدوّنة في الإنجيل المقدس، ومعرفة إرادته الإلهية وحفظ وصاياه وأحكامه المقدسة من صوم وصلاة وتوزيع الصدقات على الفقراء والمحتاجين ولإتمام ذلك علينا أن نسأل أنفسنا في كل عمل نقوم به وقرار نتخذه فيما يخص حياتنا الروحية والجسدية لو كان المسيح في موضعنا ماذا كان يفعل؟ وعلينا أن نفعل بمقتضى مشيئته، وبذلك نتأكد بأن الرب يسوع المسيح حقاً يحيا فينا، ونثبت فيه ليثبت فينا، فنحبه من كل قلبنا، ومن كل نفسنا ومن كل فكرنا، ونحب قريبنا كنفسنا (مت22: 38)، ونلتزم بالقاعدة الذهبية التي وضعها الرب يسوع لنا بقوله: «فكل ما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا هكذا أنتم أيضاً بهم»(مت7: 12). أجل لقد نزل الرب يسوع من السماء وجاء إلى عالمنا لتكون لنا الحياة وليكون لنا أفضل، وأعلن لنا أنه هو الطريق والحق والحياة، فعلينا أن نسلك في الطريق التي نهجها لنا، ونؤمن ونتمسك بالحقائق الإيمانية التي أعطانا إياها ولئن فاقت إدراك عقولنا البشرية، كما أنه أعلن لنا أنه الراعي الصالح والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف (يو10: 11). ولقد بذل حقاً نفسه عنّا وفدانا بدمه الكريم الثمين، فما أسعدنا أن يكون الرب راعينا فهو يعتني بنا ويربضنا في مراعٍ خضر ويوردنا إلى جداول المياه الحيّة، ويحرسنا حراسة قوية لئلا تفترسنا الذئاب الشرسة الخاطفة التي تمثّل إبليس وجنوده والبشر الأشرار، ولينادي كل واحد منّا بإيمان متين قائلاً مع صاحب المزامير داود: «الرب راعيَّ فلا يعوزني شيء... أيضاً إذا سرت في وادي ظلِّ الموت لا أخاف شراً لأنك أنت معي»(مز23: 1و4)، فهو عمانوئيل الذي تفسيره اللّـه معنا. أيها الأحباء: إن الصوم الأربعيني خير فرصة ننتهزها للتوبة والعودة إليه تعالى نادمين على ما اقترفناه من الذنوب والخطايا التي صارت فاصلة بيننا وبين إلهنا، وحجبت رحمته عنّا، فلنتب ولنواظب على الصلاة وتوزيع الصدقات على الفقراء والمعوزين، لينعم علينا الرب بالرحمة ويغفر ذنوبنا، ويلبسنا الحلّة الأولى، ويجعل في يد كل واحد منّا خاتم العهد كما فعل الأب الحنون بابنه الشاطر الذي عاد إليه تائباً (لو15: 11ـ 32)، وهكذا عندما نتوب توبة صادقة يعيد إلينا ربنا حلّة البر والقداسة لنكون في عداد أغنامه الناطقة التي تعرف صوته وتتبعه، فهو الراعي الصالح الذي يعرف رعيته بأسمائها ويصونها، ويفتش عن الخروف الضال، فيجده ويحمله على منكبيه ويأتي به إلى حظيرة الخراف «فتفرح ملائكة اللـه بخاطئ واحد يتوب»(لو15: 7) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 4710 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() انصت الى ما يقوله القديس يوحنا ذهبى الفم بخصوص التوبة : ![]() و المسيح نفسه و هو يخاطب الجنس البشرى قاطبة يقول "تعالوا الى يا جميع المتعبين و المثقلى الاحمال و انا اريحكم" (مت 11 /28) إن نداءه نداء رحمة ، وصلاحه يفوق كل تصور ... انظر من يدعو ؟ ! إنه يدعو اولئك الذين أضاعوا قوتهم فى كسر الوصايا ، هؤلاء المحملين بأثقال خطاياهم ، اولئك الذين لم يعودوا بعد قادرين على رفع رؤوسهم، اولئك الذين قد امتلأوا بالخزى ، اولئك الذين لم يعودوا قادرين بعد على التكلم . فلماذا يكلمهم إذن ؟ ليس لكى يقدمهم للقضاء ، ولا ليسألهم عن الحساب . فلماذا إذن ؟ - ليشفيهم من آلامهم ، ليرفع عنهم احمالهم ، و ماذا يكون اكثر ثقلاً من الخطيئة ؟ ... تعالوا تعالوا الى فانا اجدد و انعش المنحنين تحت نير الخطيئة ، كما لو كنتم تحت حمل ثقيل ، سوف امنحكم الصفح عن خطاياكم ، فقط ... تعالوا الى. إن اللص التائب الذى صُلب بجواره أتى ، إنه اتى الى يسوع بتوبة " اذكرنى يا رب متى جئت فى ملكوتك" قال له يسوع : "اليوم تكون معى فى الفردوس" (لو 23 :42-43) . لقد كان لصاً! لقد سرق المجوهرات، النقود ، الخيل ، و الان ها هو يسرق الملكوت ، انه يلتقط مفتاح باب السماء بمفتاح التوبة. يقول يسوع : "توبوا فقد اقترب ملكوت الله" .فما هو ملكوت الله ؟ انه ليس حالة اكثر من يملك الله و يسود . لقد غزا المسيح العالم يوم ميلاده ، لقد اتى ليسامح ، ليصفح ، لينير ، ليقود ، ليصنع كل شىء جديداً . إنه اتى ليملك لا على عرش ارضى و لكن على عرش القلب والفكر ، و اولئك الذين يصدقون يسوع و يتوبون و يديرون وجوههم من الخطيئة و الذات الى الله ، سوف يجدون كما يقول يسوع : "ملكوت الله داخلهم" (لو17 :21 ) |
||||