![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 4691 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أنتم دائماً تقاومون الروح القدس ![]() (أع7: 51) الاشمندريت الياس مرقص رئيس دير مار جريس الحرف " أنتم دائماً تقاومون الروح القدس" *- ففي خطابه الطويل ينبغي ذكر ما يلي فقط كما فعلت الكنيسة يوم عيده. إنه ذكر أولاً أبا الآباء ابراهيم و كيف خرج من أرضه و من عشيرته و انتقل إلى اليهودية. *- ثم قال:" و لم يعطه الله فيها ميراثاً حتى و لا موطئ قدم". *- ثم قال:" سليمان بنى له بيتاً و لكن العلي لا يسكن في هياكل مصنوعات الأيادي". *- و مما قال:" أي نبي من الأنبياء لم يضطهده آباؤكم؟". *- فيتبين من ذلك أن مقاومة الروح القدس هي التمسك بما نحن فيه و عدم الخروج منه إلى حياة أفضل. أي إنه عدم الإيمان و عدم الانفتاح لمشيئة الله. و عندما لا يكون إيماننا إيماناً حياً (كما نقول في آخر القداس الإلهي) أي ليس إيماناً فاعلاً، بل إيماناً نظرياً (كإيمان الشيطان الذي يؤمن أيضاً بوجود الله) لا يغير حياتنا، فنحن نقاوم الروح القدس، و هي الخطيئة الكبرى. *- فكم يجب أن ننتبه إلى ذلك، و نخرج من ذواتنا العتيقة، تائبين و سالكين طريق الحياة الجديدة، بالشكر و التسبيح و الفرح الحقيقي، آمين. |
||||
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 4692 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ماهي افضل الفضائل ؟ ![]() لان كل شىء فى هذه الحياة باطل وقبض الريح كما قال الجامعة فاافضل صفه للانسان هى الاتضاع ولذلك فضلت ان اضع بعض الكلمات التى تصف هذه الصفة على فم اناس لم تستحق الارض تراب ارجلهم التى كان يسيرون عليها . والرب قادر ان ينفعنا بسيرتهم التى يجب ان تكون امام اعيننا . الاتضاع ما هو ؟ + سئل شيخ : " ما هي أعظم الفضائل ؟ " فقال : " اذا كانت الكبرياء أشر الخطايا حتي أنها اهبطت طائفة من السماء إلي الأرض ، فمن البديهي أن يكون الاتضاع الحقيقي المقابل لها أعظم الفضائل ، اذ هو يرفع الانسان من الأعماق الي السماء ، وقد طوبه الله قائلا : " مغبوطون أولئك المساكين بالروح ? أي المتضعين بقلوبهم ? فان لهم ملكوت السموات " . + قال شيخ : " ان خاتم المسيحي الظاهر هو الصليب ، وخاتمه الباطن هو الاتضاع فهذا مثل صليب الرب ، وذلك مثل خلقه " . + وقال آخر : " الاتضاع هو شجرة الحياة ، التي لا يموت آكلوها " . + كذلك قال : " الاتضاع هو ارض حاملة للفضائل ، فان هي عدمت الفضائل ، فبالكمال قد هلكت " + قال أنبا موسي الاسود : " تواضع القلب يتقدم الفضائل كلها ، والكبرياء هي أساس الشرور كلها " . + سئل شيخ من الرهبان : " ما هو الاتضاع ؟ " .. " فقال : " انه عمل كبير الهي ، وطريقه متعبة للجسد ، وأن تعد نفسك خاطئاً وأقل الناس كلهم " . فقال له الأخ : " وكيف أكون أقل الناس ؟ " . أجابه الشيخ : " ذلك بألا تنظر الي خطايا غيرك ، بل تنظر الي خطاياك ، كما تسأل دائماً أن يرحمك " . + قال القديس باخوميوس : " سألني أحد الأخوة مرة قائلا : قل لي منظرا من المناظر التي تراها لنستفيد منه . فأحبته قائلا : " أن من كان مثلي خاطئا لا يعطي مناظر ولكن أن شئت أن تنظر منظرا بهيا يفيدك بالحق فاني أدللك عليه وهو : اذا رأيت انسانا متواضع القلب طاهرا فهذا أعظم من سائر المناظر ، لأنك بواسطته تشاهد الله الذي لا يري . فعن أفضل من هذا المنظر لا تسأل " . + سئل ما اسحق : " ما هو الاتضاع ؟ " . فقال : " هو ترك الهوي ، والسكون من كل أحد . الاتضاع يتقدم النعمة ، والعظمة تتقدم الأدب ، ان المتعظم بالمعرفة بضميره يسقط في التجديف ، والمبتهج بفضيلة العمل يسقط في الزني ، والمترفع بالحكمة يسقط في فخاخ الجهل المظلمة . أن جمع المتواضع لمحبوب عند الله تعالي كجماعة السيرافيم ، ان الجسم العفيف لكريم عند الله تقدس اسمه أكثر من الضحية الطاهرة وذلك أن هذين ، أعني الاتضاع والعقة ، ضامنان للنفس بحلول الثالوث الأقدس فيها " + وقال أيضاً : " قال الآباء أن الفضائل الثلاثة الآتية جليلة جدا ومن يقتنيها يستطيع ان يسكن في وسط الناس وفي البراري وحيثما أراد . وهي : أن يلوم الانسان نفسه في أسفل لن يقع ومن ذلك يتبين أن المتعالي هو الذي يسقط بسرعة . + تحدث القديس أرسانيوس : عن انسان وفي الحقيقة كان يتحدث عن نفسه فقال : كان أحد الشيوخ جالسا في قلايته متفكرا فأتاه صوت قائلا : هلم فأريك أعمال الناس . فنهض الي خارج فرأي عبدا يقطع حملا من الحطب وبدأ يجرب أن كان يستطيع حمله فلم يستطيع . فبدلا أن ينقص منه قام وقطع حطبا وزاد عليه وهكذا صنع مرارا كثيرة ثم سار قليلا فرأي رجلا آخر واقفا علي حافتة بئر يتناول منه الماء ويصيبه في جرن مثقوب فكان الماء يرجع الي البئر ثانية وجاز قليلا فرأي رجلين راكبين فرسين حاملين عمودا علي المجانية كل من طرف وسائرين بعرض الطريق ، فلم يتضع أحدهما ليكون خلف الآخر فيدخولان العمود طوليا . وعلي ذلك بقيا خارج الباب ، وأردف قائلا : هؤلاء هم الحامليون نير ربنا يسوع المسيح بتشامخ ولم يتواضعوا أن يخضعوا لمن يهديهم . لذلك لم يستطيعوا الدخول الي ملكوت السموات . واما قاطع الحطب فهو انسان كثير الخطايا فبدلا من ان يتوب ، يزيد خطاياه . وأما المستقي الماء فهو انسان يعمل الصدقة من ظلم الناس فيضيع عمله . فمن اللائق أن يكون الانسان متيقظاً في عمله حتى لا يتعب باطلا منقول من كتاب (( بستان الرهبان )) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 4693 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديسون
![]() 1 - الاستعلان الإلهي (الوحي): أ - الكتاب المقدس، ب - التقليد؛ 2- الليتورجية؛ 3 - المجامع؛ 4 - آباء الكنيسة؛ 5 - القديسون؛ 6 - القوانين الكنسية؛ 7 - الفن المقدس (الأيقونات). إن إيمان الكنيسة القويم وتعليمها الأرثوذكسي يظهران جليّاً في سِيَر وحياة المؤمنين الحقيقيين، وهؤلاء هم القديسون. والقديسون هم الذين يُشاركون ويشتركون في قداسة الله - تبارك وتعالى - حسب القول الإلهي: + «إني أنا الرب إلهكم فتتقدَّسون وتكونون قديسين، لأني أنا قدوس» (لا 11: 44). ويؤكِّد العهد الجديد هذه العلاقة بين قداسة الله وحتمية قداستنا هكذا: + «لأن هذه هي إرادة الله: قداستكم» (1تس 4: 3). + «لأن أولئك (آباء أجسادنا) أدَّبونا أياماً قليلة... وأما هذا (الربُّ) فلأجل المنفعة لكي نشترك في قداسته» (عب 12: 10). + «كما اختارنا فيه (في المسيح) قبل تأسيس العالم، لنكون قديسين» (أف 1: 4). لذلك، فإن سِيَر وحياة القديسين تحمل شهادة لصدق وأصالة وحق إنجيل المسيح الذي هو عطية قداسة الله للبشر. لذلك يُتلى السنكسار في الكنيسة على المؤمنين خلال قدَّاس الموعوظين، وقبل تلاوة الإنجيل، كشهادة حيَّة على ما سيُتلى على المؤمنين من كلمة الله الحية. مواهب القداسة المتنوعة: وفي الكنيسة مواهب متنوعة للقديسين. فبجانب آباء الكنيسة القديسين الذين نالوا كرامة من الله بسبب تعليمهم المُلْهَم من الله، فهناك أنواع مواهب مختلفة للقديسين بحسب أوجه قداستهم. فهناك أول مواهب الروح القدس، وهي موهبة الرسولية المُعطاة لرُسُل المسيح (1كو 12: 28) الذين أُرسلوا من قِبَل المسيح ليكرزوا بالإيمان المسيحي في العالم. وهناك المبشِّرون ومنهم البشيرون الذين كتبوا الأناجيل بوحي خاص من الله. وهناك الأنبياء الذين ينالون إلهاماً مباشراً من الله ليُخاطبوا الناس بكلمة الله. هناك أيضاً المعترفون الذين عانوا وتألَّموا من أجل الإيمان، مثل القديس بفنوتيوس الذي حضر مجمع نيقية المسكوني عام 325م، وغيره. وهناك الشهداء الذين ماتوا سافكين دماءهم من أجل الاعتراف بالإيمان. ثم هناك مَن تسمَّوا في الكنيسة باسم القديسين من بين الرهبان والراهبات أو من عامة الشعب المسيحي. وهناك مَن تسمَّوا بـ الأبرار وهو ما يُطلق على الملوك والولاة وغيرهم من مُقدِّمي الشعب المسيحي الذين كانت لهم خدمات جليلة على الكنيسة والفقراء والمعوزين، وعلى رجال الكهنوت. وهناك القديسون أيضاً من رجال الكهنوت، وبعض رجال الدولة والحُكَّام إذا كانوا قد سلكوا طريق القداسة، بالرغم من مناصبهم العُليا. وليس في الكنيسة القبطية مَن يُطلق عليهم - كما بين الشعب الروسي - مُتصنِّعي الجنون، وحتى في هذه الكنيسة الروسية كان آباء الرهبنة هناك يرفضون مَن يتقدَّم من هؤلاء ليلتحقوا بالأديرة. كما وضع القديس الروسي سيرافيم ساروفسكي هذا القانون على رهبان ديره، إذ كان لا يقبل في ديره مَن يتصنَّع الجنون. ولكن، في الحياة الرهبانية، هناك مَن كان يُطلق عليهم مثل هذه الصفات من قِبَل مَن حولهم بخلاف الحقيقة، حينما يتفوَّق هؤلاء القديسون والقديسات في المحبة والخدمة للآخرين أو في النسك وجحد وبيع كل مقتنياتهم من أجل المسيح، مثل القديسة التي كانت الراهبات يَقُلْن عنها أنها الهبيلة، لأنها كانت تتفانى في خدمتهن (اللواتي تذكر عنهن سيرة القديس باخوميوس أنهُنَّ كُنَّ متوانيات في رهبنتهن). وقد كشف سرَّ قداسة هذه القديسة لهؤلاء الراهبات القديس بيتر المسئول عن دير الراهبات الباخوميات. ومثل سيرة هذه القديسة التي يَرِد ذكرها أيضاً في سيرة القديس دانيال إيغومانس شيهيت. وكذلك القديس سيرابيون السبَّاني الذي باع إنجيله ورداءه ليُعطي ثمنهما للفقراء! وقد كان كشف قداسة هؤلاء وأولئك سبب توبيخ وتأنيب لمَن هم حولهم، ليُجدِّدوا حياتهم وتوبتهم، ويسلكوا في طريق القداسة من جديد. مَثَل لشهادة القديسين للإيمان الصحيح: وهذا المثل يَرِد في سيرة القديس أنطونيوس بقلم القديس أثناسيوس الرسولي، حينما قال عن القديس أنطونيوس: [إن كل الشعب تهلَّلوا حينما سمعوا أن هذا الإنسان قد حرم هرطقة أريوس المضادة للمسيحية. وكل الشعب في مدينة الإسكندرية هرعوا معاً ليَرَوْا أنطونيوس، وحتى اليونانيون (الوثنيون) هم وكهنتهم أتوا إلى الكنيسة قائلين: إننا نريد أن نرى رجل الله، إذ هكذا كانوا يدعونه]. (أثناسيوس الرسولي - حياة أنطونيوس: 69) وكان البابا أثناسيوس الرسولي قد دعا القديس أنطونيوس للنزول إلى الإسكندرية ليدحض المزاعم الكاذبة التي روَّجها الأريوسيون بأن القديس أنطونيوس يوافقهم على هرطقتهم، متمسِّحين في اسمه لكي يتبعهم الشعب المسيحي! الإفراز والتمييز في سرد سِيَر القديسين: وكمثل أي تعليم صحيح، فإن كتابة سِيَر القديسين العطرة، دخل فيها أيضاً بعض التأويلات والقصص غير المدوَّنة بدقة. لذلك فإن قراءة سِيَر القديسين يجب أن تكون قراءة صحيحة، أي بحسب معايير القداسة التي أرساها الإنجيل ورسائل الرسل، وكما دُوِّنت بيد مؤرِّخين ثُقاة مثل مؤرِّخي سِيَر آباء الرهبنة الأوائل: أنطونيوس وباخوميوس ومقاريوس ومعاصريهم، والبعض من تلاميذهم التي لم يتسرَّب إليها ما تسرَّب إلى تدوين سِيَر بعض القديسين في العصور الوسطى بعد القرن الثامن الميلادي من أخبارٍ غير صادقة أو دقيقة. فمثلاً قد حذَّر المسيح من أنَّ صُنْع المعجزات والآيات لن يكون ضماناً للخلاص في يوم الدينونة العظيم، فسوف يصنعها أيضاً الضدُّ للمسيح والأنبياء الكذبة (مت 7: 22؛ 24: 24؛ 2تس 2: 9؛ رؤ 13: 13؛ 16: 14؛ 19: 20). كما حدَّد القانون الرسولي بوضوح قيمة هذه المعجزات، إذ قال: ليس كل مَن تنبَّأ هو خادمٌ لله، وليس كل من يُخرج شياطين هو قديس (القانون 50 من القوانين الرسولية الـ 71). لذلك فأخبار المعجزات ليست معياراً لقداسة القديس، بل سيرته وحرصه على حفظ وصايا الله. وكذلك، تسرَّب إلى بعض سِيَر القديسين ادِّعاء رؤى وإعلانات بعضها يتنافى صراحةً مع التعاليم الرسولية، مثل: مخطوطة تسرد رؤيا للقديس غريغوريوس اللاهوتي، وغيرها. فادِّعاء رؤى وإعلانات ليست معياراً لقداسة القديس. ولكن المعجزات والرؤى تأتي معياراً ثانياً أو ثالثاً بعد المعيار الأول للقداسة. المعيار الأول للقداسة: لذلك فإن المعيار الأول والصادق للقداسة هو: السيرة والحياة التي تتفق مع تعليم المسيح ثم تعاليم الرسل في الإنجيل؛ ومع الخبرات الروحية للقديسين الأوائل الذين شقُّوا طريق الحياة مع الله وساروا فيه، واجتازوا صعابها وعرفوا أسرارها، ورصدوا محاذيرها وضلالات الشيطان التي يحاول أن يُضِلَّ بها السائرين فيها. لذلك، فإن كتابة سِيَر القديسين (القدامى منهم والمعاصرين) يجب أن يكون القائم بها على وعي وعلم بمبادئ وأصول الحياة المسيحية المؤسَّسة على الإنجيل وبشهادة القديسين، ويكون قد اختبرها وعاش فيها، وهو عالم أن سيرة حياة القديس ستكون شهادة على صدق تعاليم الإنجيل وصحة تعاليم الرسل وأصالة العقائد المسيحية. وللأسف يقوم الآن غير الأكفاء بالترويج لسِيَر قديسين قدامى ومَن يعتبرونهم قديسين معاصرين، دون هذه المعايير التي ذكرناها، مما يتسبَّب في تشويه معالم القداسة الحقيقية في أذهان المؤمنين ما ينطبع أيضاً على حياتهم |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 4694 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() تأثير حقيقة المجيء الثاني للمسيح ![]() الصحو والاستيقاظ: "وأما انتم أيها الاخوة فلستم في ظلمة حتى يدرككم ذلك اليوم كلص. جميعكم أبناء نور ... فلا ننم إذاً كالباقين بل لنسهر ونصح" (1تسالونيكي 4:5-6) . التعقل للصلوات: " وإنما نهاية كل شيء قد اقتربت فتعقلوا واصحوا للصلوات" (1بطرس 7:4) . التوبة:" فاذكر كيف أخذت وسمعت واحفظ وتب فإني إن لم تسهر أقدم عليك كلص ولا تعلم أية ساعة أقدم عليك " (رؤيا 3:3) . خلع أعمال الظلمة: " قد تناهى الليل وتقارب النهار فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور" (روميه 12:13-13) . الأمانة في الوكالة: "فقال الرب فمن هو الوكيل الأمين الحكيم الذي يقيمه سيده على خدمه.. طوبى لذلك العبد الذي إذا جاء سيده يجده يفعل هكذا" (لوقا42:12،43) . تطهير النفس: "أيها الأحباء الآن نحن أولاد الله .. ولكن نعلم إنه إذا أُظهر نكون مثله لأننا سنراه كما هو وكل من عنده هذا الرجاء به يطهر نفسه كما هو طاهر " (1يوحنا 2:3-3) . إنكار الفجور: "لأنه قد ظهرت نعمة الله المخلصة لجميع الناس معلمة إيانا أن ننكر الفجور والشهوات ... منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم " (تيطس11:2-13) . عدم الاستحاء بالإنجيل: "لأن من استحى بي وبكلامي .. فان ابن الإنسان يستحي به متى جاء بمجد أبيه.." (مرقس 38:8) رفض فكر ربح العالم: "لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه.. فإن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه ..وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله" (متى 26:16-27) . طلب ما فوق: "فان كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله.. متى أُظهر المسيح حياتنا فحينئذ تظهرون أنتم أيضاً معه في المجد" (كولوسي1:3- 4) الجنسية السماوية: "فان سيرتنا نحن هي في السماوات التي منها أيضا ننتظر مخلصا هو الرب يسوع.." (فيلبي20:3-21) . السلام: " لا تضطرب قلوبكم أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بي. في بيت أبي منازل كثيرة .." (يوحنا 1:14-2) إرضاء الرب: " لذلك نحترس أيضاً مستوطنين كنا أو متغربين أن نكون مرضيين عنده. لأنه لابد أننا جميعاً نظهر أمام كرسي المسيح " (2كورنثوس9:5، 10) . المتاجرة بالوزنات: " وبعد زمان طويل أتى سيد أولئك العبيد وحاسبهم " (متى 19:25) . الإكثار في عمل الرب: "..لا نرقد كلنا ولكننا كلنا نتغير في لحظة في طرفة عين عند البوق الأخير فانه سيبوق فيقام الأموات عديمي فساد ونحن نتغير ...كونوا راسخين غير متزعزعين مكثرين في عمل الرب كل حين" (1كورنثوس15: 51-58) التلمذة الحقيقية: " ليس أحداً ترك بيتا أو والدين أو اخوة أو امرأة أو أولاداً من اجل ملكوت الله إلا ويأخذ في هذا الزمان أضعافا كثيرة و في الدهر الآتي" (لوقا29:18-30) . الرعاية: "ارعوا رعية الله التي بينكم نظاراً لا عن اضطرار ... ومتى ظهر رئيس الرعاة تنالون إكليل المجد" (1بطرس2:5-4) . التمسك بكلمة الله: " وإنما الذي عندكم تمسكوا به إلى أن أجيء" (رؤيا 25:2، 11:3) القداسة: " وإله السلام نفسه يقدسكم بالتمام ولتُحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة عند مجيء ربنا يسوع" (1تسالونيكي23:5) . الاهتمام بالكرازة: " اناشدك إذاً أمام الله والرب يسوع المسيح العتيد أن يديـن الأحياء والأموات عند ظهوره وملكوته اكرز بالكلمة اعكف على ذلك في وقت مناسب وغير مناسب " (2تيموثاوس 1:4-2) . الحلم: " ليكن حلمكم معروفاً عند جميع الناس الرب قريب" (فيلبي 5:4) . الصبر: "فتأنوا أنتم وثبتوا قلوبكم لأن مجيء الرب قد اقترب" (يعقوب 8:5) ، انظر (عبرانيين36:10-37) . الإخلاص: "... لكي تكونوا مُخلصين وبلا عثرة إلى يوم المسيح " (فيلبي9:1-10) . الثبات في المسيح: " والآن أيها الأولاد اثبتوا فيه حتى إذا أُظهر يكون لنا ثقة ولا نخجل منه في مجيئه" (1يوحنا28:2) . احتمال التجارب: " لكي تكون تزكية إيمانكم توجد للمدح والكرامة والمجد عند إستعلان يسوع المسيح" (1بطرس7:1) . احتمال الاضطهاد: " بل كما اشتركتم في آلام المسيح افرحوا لكي تفرحوا في استعلان مجده أيضاً مبتهجين" (1بطرس13:4) التقوى: "ولكن سيأتي كلص في الليل يوم الرب... يجب أن تكونوا في سيرة مقدسة وتقوى " (2بطرس11:3-12) . المحبة الأخوية: "والرب ينميكم ويزيدكم في المحبة بعضكم لبعض وللجميع..لكي يثبت قلوبكم بلا لوم في القداسة أمام الله أبينا في مجيء ربنا يسوع المسيح" (1تسالونيكي 12:3-13) . عدم إدانة الآخرين: "إذاً لا تحكموا في شيء قبل الوقت حتى يأتي الرب الذي سينير خفايا الظلام.." (1كورنثوس 5:4) . عدم الازدراء بالآخرين: " ,أما أنت فلماذا تدين أخاك. أو أنت أيضاً لماذا تزدري بأخيك. لأننا جميعاً سوف نقف أمام كرسي المسيح" (روميه 10:14) . صنع عشاء الرب: (التناول المقدس) " فإنكم كلما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس تخبرون بموت الرب إلى أن يجيء " (1كورنثوس26:11) . العزاء على الراقدين: " لأنه إن كنا نؤمن أن يسوع مات وقام فكذلك الراقدون بيسوع سيحضرهم ..وهكذا نكون كل حين مع الرب لذلك عزوا بعضكم بعضاً .." (1تسالونيكي14:4-18) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 4695 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() همسات روحية لنيافة الأنبا رافائيل ![]() ذبيحة التسبيح - الجزء الثاني الثيؤطوكيات برعت كنيستنا في صياغة الثيؤطوكيات. ويظهر فيها كيف حوَّل الآباء إيمانهم الحي إلى صلاة، وكيف علَّمونا أن نعبِّر عن إيماننا من خلال كلامنا مع الله. فليست الصلاة في الفكر الأرثوذكسي مجرد مشاعر روحية فقط، بل هي أيضًا فرصة إعلان الإيمان، والاعتراف به، خاصة ألوهية ربنا يسوع المسيح.ويتضح أيضًا من الثيؤطوكيات كيف فهم الآباء نصوص الكتاب المُقدَّس، وفسروها على شخص ربنا يسوع المسيح المُخلِّص. فلا بد للمُصلي أن يجد نفسه وقد اغتنى بالمعاني اللاهوتية والروحية والكتابية، فيما يتأمل في كل عبارة يُصلي بها. أم الله الثيؤطوكيات هي قطع مُنغّمة تُمجِّد فيها الكنيسة العذراء والدة الإله (الثيؤطوكوس)، وتشرح فيها سر التجسد الإلهي بجمال روحي وعقائدي لا نظير له، وتُبرز الثيؤطوكيات العلاقة السرية بين القديسة مريم العذراء وابنها الحبيب الكلمة المُتجسِّد. وتحتوي الثيؤطوكيات على خُلاصة الفكر اللاهوتي من جهة تجسد الله الكلمة .. ذلك الفكر الذي استغرق من الكنيسة جهدًا ووقتًا هائلين حتى مَجمَع أفسس سنة 431م، لكي يتم شرح وتحديد وكتابة قانون إيمان، يصيغ الإيمان بصورة واضحة ومُحددة وثابتة غير قابلة لتلاعب الهراطقة والمبتدعين. أي إننا لا يمكن أن نتكلّم عن طبيعتين من بعد الاتحاد، وإنما عن طبيعة واحدة لله الكلمة المُتجسِّد دون أن ننكر وجود اللاهوت بكل صفاته وخصائصه وقدراته في شخص ربنا يسوع المسيح، وكذلك دون أن ننكر وجود الناسوت بكل صفاته وخصائصه ما عدا الخطية والميول للشر. لذلك فالمولود من العذراء مريم هو شخص واحد (الإله المُتجسِّد)، والعذراء تكون هي (أم الله) = (ثيؤطوكوس). وإزاء إصرار نسطور على معتقداته المنحرفة، قرّر مَجمَع أفسس حرمانه، وحرّم تعاليمه - وقد نُفي إلى أخميم بصعيد مصر، ومات هناك. ![]() "إن العذراء لم تلد إنسانًا عاديًا، بل ابن الله المُتجسِّد، لذلك فهي حقًا أم الرب وأم الله". هيبوليتس، وكليمنضس، وديديموس، وأثناسيوس الرسولي، وغريغوريوس النيصي، وأبيفانيوس أسقف قبرص، والقديس أغسطينوس.وكان إصرار الآباء على هذا اللقب هو للتأكيد على ألوهية السيد المسيح، وأنه في نفس الوقت وُلد ميلادًا حقيقيًا من العذراء مريم.. إذ قد اتخذ منها لنفسه جسدًا حقيقيًا وليس خياليًا كما ادّعى أوطاخي (هرطوقي آخر)، وأن الاتحاد بين اللاهوت والناسوت كان اتحادًا كاملاً منذ أول لحظة في الحَمل الإلهي في أحشاء العذراء البتول الطاهرة مريم. ويقول القديس "غريغوريوس النيزينزي": "مَنْ لا يقبل القديسة مريم بكونها الثيؤطوكوس، يُقطع من اللاهوت. ومَنْ يقول بأن السيد المسيح عَبَر في العذراء كما في قناة ولم يتشكل بطريقة تحمل لاهوتيته كما ناسوتيته أيضًا، فهذا يُحسب شريرًا. ومَنْ يقول بأن السيد تشكل فيما بعد بسكنى الله، فهذا يُدان. ومَنْ يتحدث عن ابن الله بكونه آخر غير ابن مريم، وليس هو شخص واحد، فهو محروم من شركة التبني". وللتأكيد على هذه الحقيقة اللاهوتية الخلاصية .. بدأت الكنيسة تُردِّد هذه التعبيرات المُقدَّسة في صلواتها وتسابيحها اليومية والموسمية، وفي الإفخارستيا والأجبية، وفي كل خدمة كنسية.. مُعلنة بذلك إيمانها بلاهوت الابن الوحيد المُتجسِّد، ومُثبِّتة هذه المفاهيم في أذهان وقلوب جمهور الشعب المُصلي بهذه التسابيح.ونحن نقول إن هذا الإيمان إيمان خلاصي، لأن بدونه لا يوجد خلاص .. حيث إن الإيمان بألوهية السيد المسيح هو حجر الأساس في كل البناء الروحي واللاهوتي للإنسان، وبدونه لا يكون دخول إلى ملكوت السموات. "أنتَ هو المَسيحُ ابنُ اللهِ الحَي!" (مت16:16) .. أعلن السيد المسيح أن هذا الإيمان هو الصخرة التي تُبنى عليها الكنيسة .. "وعلَى هذِهِ الصَّخرَةِ أبني كنيسَتي" (مت18:16). والإيمان بلاهوت المسيح شرط أساسي للخلاص .. "لأنَّهُ هكذا أحَبَّ اللهُ العالَمَ حتَّى بَذَلَ ابنَهُ الوَحيدَ، لكَيْ لا يَهلِكَ كُلُّ مَنْ يؤمِنُ بهِ، بل تكونُ لهُ الحياةُ الأبديَّةُ" (يو16:3). "الذي يؤمِنُ بهِ لا يُدانُ، والذي لا يؤمِنُ قد دينَ، لأنَّهُ لم يؤمِنْ باسمِ ابنِ اللهِ الوَحيدِ" (يو18:3). "الذي يؤمِنُ بالاِبنِ لهُ حياةٌ أبديَّةٌ، والذي لا يؤمِنُ بالاِبنِ لن يَرَى حياةً بل يَمكُثُ علَيهِ غَضَبُ اللهِ" (يو36:3). "الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنَّ مَنْ يَسمَعُ كلامي ويؤمِنُ بالذي أرسَلَني فلهُ حياةٌ أبديَّةٌ، ولا يأتي إلَى دَينونَةٍ، بل قد انتَقَلَ مِنَ الموتِ إلَى الحياةِ" (يو24:5). "لأنَّ هذِهِ هي مَشيئَةُ الذي أرسَلَني: أنَّ كُلَّ مَنْ يَرَى الاِبنَ ويؤمِنُ بهِ تكونُ لهُ حياةٌ أبديَّةٌ، وأنا أُقيمُهُ في اليومِ الأخيرِ" (يو40:6). "الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: مَنْ يؤمِنُ بي فلهُ حياةٌ أبديَّةٌ" (يو47:6). "الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنْ كانَ أحَدٌ يَحفَظُ كلامي فلن يَرَى الموتَ إلَى الأبدِ" (يو51:8). "أنا هو القيامَةُ والحياةُ. مَنْ آمَنَ بي ولو ماتَ فسَيَحيا، وكُلُّ مَنْ كانَ حَيًّا وآمَنَ بي فلن يَموتَ إلَى الأبدِ" (يو25:11-26). "وأمّا هذِهِ فقد كُتِبَتْ لتؤمِنوا أنَّ يَسوعَ هو المَسيحُ ابنُ اللهِ، ولكي تكونَ لكُمْ إذا آمَنتُمْ حياةٌ باسمِهِ" (يو31:20). "فيهِ كانَتِ الحياةُ، والحياةُ كانَتْ نورَ الناس" (يو4:1). "وهذِهِ هي الشَّهادَةُ: أنَّ اللهَ أعطانا حياةً أبديَّةً، وهذِهِ الحياةُ هي في ابنِهِ. مَنْ لهُ الاِبنُ فلهُ الحياةُ، ومَنْ ليس لهُ ابنُ اللهِ فليستْ لهُ الحياةُ" (1يو11:5-12). "كتَبتُ هذا إلَيكُمْ، أنتُمُ المؤمِنينَ باسمِ ابنِ اللهِ، لكَيْ تعلَموا أنَّ لكُمْ حياةً أبديَّةً، ولكي تؤمِنوا باسمِ ابنِ اللهِ" (1يو13:5). وتعتمد فكرة الثيؤطوكيات في التسبحة اليومية على تفسير بعض رموز العهد القديم في ضوء تجسد الله الكلمة، فتربط التسابيح ما بين هذه الرموز وبين العذراء مريم أو السيد المسيح نفسه. وكذلك تشرح الثيؤطوكيات فكرة التجسد، وكيف حدث، وما الذي نلناه نحن البشر من بركات نتيجة هذا التجسد الإلهي العظيم. وعلى وجه الخصوص أسفار العهد القديم. وفي نفس الوقت تكون قد قمت بإعلان إيمانك بلاهوت الابن الوحيد الكلمة، وبتجسده من العذراء القديسة مريم. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 4696 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() طــرد الشـــياطين
![]() 1. التمييز الخاص للوقت الحاضر[1] الوقت الحاضر هو الزمن الممتدّ بين ساعة مجيء سيدنا يسوع المسيح وساعة مجيئه الثاني في المجد، وهناك أيضاً ما يُسمى بالوقت الأخير أو الساعة الأخيرة (نحن نعيش في هذه الساعة الأخيرة). وما يميّز هذه الساعة هو أنه أُعطيت لنا الفرصة أن نعيش كل ساعة من الزمن على مستوى الساعة الأخيرة، وهي ساعة آلام وموت يسوع المسيح وقيامته من بين الأموات... أي كل ما حدث في السر الفصحي. إنّ هذه الساعة تُعدّ قمة التاريخ كلّه، لذلك نحن مدعوّون لأن نعيش على مستوى هذه الساعة الأخيرة. أود أن أوضّح شيئاً هو أن الساعة الأخيرة لا تعني ساعة نهاية العالم، بل هي ساعة تتميم إرادة الله الخلاصية لجميع البشر. إنّ هدف هذه الساعة هو أن يكون الإنسان من جديد بالقرب من الله على مثال يسوع الذي هو بقرب الله الآب. إذاً الميزة الخاصة للوقت الحاضر هي الساعة الأخيرة التي تدعونا للعيش على مستوى هذه الساعة، ونستطيع ذلك. لكن علينا أن نذكر أن الساعة الأخيرة هي ساعة صراع، صراع ضد قوة الشر، صراع بين يسوع المسيح وسيّد العالم، ونتيجة هذا الصراع هي انتصار يسوع المسيح على قوة الشر بقوة آلامه وموته على الصليب وقيامته من بين الأموات. إذاً الساعة الأخيرة هي ساعة انتصار، وإذا رافقنا المسيح في ساعته وشاركناه، ندخل أيضاً في صراع مستمر في حياتنا كما هو الحال في حياة يسوع (تحرير الإنسان من قوة الشر). فالمسيح أقوى من كلّ قوى الشر لكونه ابن الله، وسوف ننتصر بالمسيح على قوى الشر. ولابد من أن نُنَوّه أن القوات الشريرة هي قوات روحية، وعلينا أيضاً أن نميز أن الأرواح الشريرة ليست أرواح الموتى كما يعتقد بعض الناس. نحن نتكلم عن الأرواح التي هي القوات الشريرة الموجودة فوق الكون، وهي أقوى من الإنسان الذي هو بالطبع أضعف من هذه القوات، وهذا ما يقوله القديس بولس الرسول في إحدى رسائله: "إنّ صراعنا ليس ضد الجسد والدم بل ضد قوات شريرة أقوى منّا". علينا أن نكون منتبهين، فهذا ليس وهماً. الإنجيل المقدس يذكر هذه الأرواح بأسماء مختلفة، ومن الواضح أنها عديدة وفي نفس الوقت هي موجودة ضمن نظام قوي ومتماسك. إن القوات الشريرة عبارة عن مملكة متماسكة ومتينة. ونحن نعرف في تاريخ البشرية أن كلّ مملكة أتت على الأرض تزول بعد مرور فترة من الزمن، إمّا بسبب قوة أخرى أقوى منها، أو بسبب أزمة داخلية. أمّا بالنسبة لمملكة الشيطان، فينفي يسوع بشكل قاطع حدوث أي أزمة داخلية في مملكة الشيطان على عكس الممالك البشرية التي يمكن أن تزول عن الوجود بسبب أزمة داخلية، فمملكة القوات الشريرة تُدمّر فقط بسبب وجود قوة أخرى أقوى منها، وهو يسوع المسيح (راجع مت 12: 28...). المسيحي إنسان ضعيف أمام القوات الشريرة، ولكن انتصار المسيح أعطاه فرصة للاشتراك في انتصاره مادام المسيح معه ومادام هو في المسيح ومع المسيح، تصبح قوّة المسيح قوّته هو. لذلك نستطيع أن نقاوم القوات الشريرة كلّها بقوة المسيح، (لا تخافوا) كم من مرة قالها المسيح (أنا غلبت العالم). فالمسيح أعطانا روحه القدوس، وبقوّة روحه نكون مع المسيح في ساعة انتصاره وفي ساعة صراعه. هذا شرط واضح أن نبقى ونتحّد بالمسيح حتى يعمل روح المسيح فينا. لا يكفي أن أكون مسيحيًّا (أنا معمّد وأصلّي ولا أخاف من شيء)، بل عليّ أن أذكر أني ضعيف أمام هذه القوات الشريرة الروحية التي تشمل الأيام كلها والعالم بأسره، فالشيطان هو سيّد العالم، ولديه قوة كبيرة عل كل الشعوب والتاريخ. لكن مع المسيح تم الانتصار بطرد الشيطان. ونحن نستفيد من هذا الطرد على شرط أن نكون مع المسيح وفي المسيح لكي يتجدد الانتصار فينا. هناك أهمية كبيرة في ذلك لحياتنا الروحية التي يجب أن تكون بكليتها تحت اندفاع الروح القدس. فإرادتي وجهدي لا يكفيان لوحدهما بل يجب أن أفتح المجال للمسيح لأن يعمل ويحارب ويقاوم فيّ. هذه العطية هي القاعدة الأساسية لكل مسيحي. في حياتنا الروحية علينا أن لا نكتفي بأهداف بسيطة، بل علينا أن نرتقي إلى قامة المسيح لكي نستطيع بنعمة الله أن نشارك المسيح في سعادته المجيدة، ساعة انتصاره على قوة الشر بموته على الصليب وقيامته. 2. كيف تعمل القوات الشريرة في العالم وفي البشر؟ هل تستطيع أن تؤثر على المسيحي والإنسان؟ كيف؟ يذكر الإنجيل المقدس أن يسوع التقى بأناس مسّتهم قواتٌ شريرة، وبعدّة أشكال (إما الجسد وإما في الروح). ونجد بعض الأحيان علامات ظاهرية لهذا المسّ. لا يعامل يسوع هؤلاء الأشخاص كمرضى (عقلياً أم نفسياُ) بل كأشخاص ممسوسين. وفي أيامنا، هنالك أشخاص متألمون بصورة ظاهرة (جسدياً، روحياً أو نفسياًُ) بسببٍ من هذه الأمور. ويُعدُّ هذا النوع من وجود الشيطان في العالم جزءًا صغيرًا بالنسبة لأعمال القوات الشريرة أكثر انتشاراً وتأثيراً. يقول اللاهوتي الألماني مولتمان أن القوات الشريرة تمارس ضغوطات شيطانية تشمل العالم بأسره، على سبيل المثال استغلال الأمم الكبيرة والمتقدمة للشعوب الفقيرة والمتأخرة، انتشار عقليات تنادي بعدم احترام الاختلافات وهوية الشعوب، عدم احترام حياة الإنسان، عقلية ترفض وجود الله في العالم. كل هذه الأفكار والعقليات تدخل إلى قلب الإنسان وعقله بصورة غير ظاهرية ولكن هذا لا ينفي تأثيرها على الإنسان في أعماله الشريرة التي يرتكبها باسم أيديولوجية معينة. فلذلك علينا أن نكون منتبهين لوجود الشر في العالم وعمله الذي يواكب تطور حياة الإنسان. 3. ما هو التعزيم (طرد الشياطين)؟ عندما نتكلم عن التعزيم نعتقد أن هناك شخصًا معيّنًا وصلاة خاصة. بالتأكيد هذا أمرٌ موجود في الكنيسة، وفي كل كنيسة محلية هناك حاجة لمثل هذه المسؤولية لتمييز الأرواح وطرد الشياطين. ويجب أن نعرف أن هنالك طرقًا عديدة لطرد الشياطين ولمقاومتها عبر نشاطات الكنيسة وخاصة الاحتفال بسر الإفخارستيا، الذي يُعتبر الطريقة الأولى لطرد الشياطين، وليس فقط للحاضرين، لأن سر الإفخارستيا هو القاعدة التي تخرج منها قوة روحية تنتشر في المنطقة وفي الجماعات المسيحية وغير المسيحية. لذلك علينا أن نقدّر هذا السر وطريقة الاحتفال به. ومن الطرق الأخرى لطرد الشياطين الاحتفال بالأسرار المقدسة، والمحافظة على حياة روحية قوية تؤثر وتحقق ضغوطات ضد القوات الشريرة. عندما نكون مع المسيح نؤثر تأثيراً إيجابياً في العالم ونخفف الآلام والمشقات الموجودة في العالم ونرفع العالم بأكمله. لقد استغربتُ عندما تمّ حذف المزمور 83 و 102 في الإصلاح الليتورجي اللاتيني بسبب وجود "مسبّات" ضد العدو، لكن علينا أن نذكر أنه من أيام المسيح وكل تاريخ الكنيسة أن صلاة المزامير وسيلة فعّالة لطرد الشياطين... لا تخافوا أن تتكلموا بقوة ضد الشيطان فيسوع هو أوّل من سار على هذا النهج. إن صلاة المزامير والفرض الإلهي بجانب الإفخارستيا تُعدُّ العمل الأول في الكنيسة في مجال الصراع ضد قوات الشر وطرد الشياطين في العالم. ![]() 1- لماذا تختار القوت الشيطانية شخصًا معيّنًا؟ هل بسبب ضعفه؟ هل هنالك فعل إرادة حرة عند الإنسان ليتبع الشيطان؟ الأمران ممكنان: أوّلاً بسبب ضعف حياة الإنسان والاستمرار في الخطيئة، بمعنى أنّ الإنسان يعطي المجال للشيطان في أن يملك على حياته. يقول القديس بطرس في رسالته الأولى "إن خصمكم كالأسد الزائر يرود في طلب فريسة له" (1بط8:5). والمثل الذي قاله يسوع حول بيت الإنسان القوي... يذهب الشيطان ويحضر سبعة شياطين أقوى ويعود ليدخل البيت... ما معنى هذا المثل؟ ما معنى البيت المكنّس؟ البيت المكنّس هو الإنسان المحرّر من الشيطان على يد المسيح في العماد، فالشيطان يعود من جديد وبصحبته سبعة شياطين أقوياء. البيت النظيف: البيت هو الإنسان الذي لم يقم بجهده في الحياة الروحية، فيرى الشيطان أن هذا البيت له، هذا الإنسان له. لذلك علينا ألا نعرّض أنفسنا لعمل الشيطان الذي يريد أن يعود من جديد. يقول سفر الرؤيا أن الشيطان مازال يعمل في العالم، ولكن شريطة أن يعطي الإنسان للشيطان المجال أن يعود. إن الرّب يسمح بأن يُجرّبَ المؤمن كما سمح أن يكون ابنه الوحيد معرّضًا للتجربة. فالروح دفع المسيح إلى البرية ليجربه الشيطان، ونحن بانتصارنا على التجربة نستطيع أن نتقدم ونصبح أقوى مما كنا عليه في السابق كما هو الحال مع المسيح. 2- هل طرد الشياطين نعمة معطاة من الله أم هي نتيجة عمل روحي؟ كلّ مسيحي لديه القدرة على طرد الشياطين على شرط أن يكون مسيحيّاً بالفعل. ولأنه مع المسيح وفي المسيح، فالمسيح يعطيه القوة لرفض الشيطان وليساعد الغير على رفض الشيطان. 3- المملكة التي تنقسم على بعضها تخرب، والشيطان كان ملاكًا من ملائكة الله، لكنه انشقّ عن مملكة الله ولم تخرب مملكة الله، فما هو تفسيرك؟ الملائكة كلّها كانت في خدمة الله، نحن لا نعرف كيف أن قوّات روحية مملوءة من معرفة الله، ابتعدت عن الله وتحوّلت إلى قوة ضد الله وضد كل ما هو خير وضد كل ما هو حياة. قوات لها قدرة تسير إلى العدمية. كل قوة تتجه إلى العدم وإلى الشر وإلى الألم وإلى الأوجاع، وبتخطيط وخبث هي ضد الله وكلّ خير آتِ من الله. إن انشقاق مجموعة من ملائكة الله أدّى إلى ظهور مملكة الشر، إنها مملكة قوية ومتماسكة لا توجد أية قوة تستطيع أن تتغلب عليها إلا قوة السيد المسيح له المجد فهو فوق جميع الملائكة. الإنجيل هو بشرى سارة مفادها أنه أتى من استطاع أن يحررنا من قوة الشر ( يسوع المسيح). 4- إن الله له القوة في أن يتغلب على الشيطان. لماذا لم يُزله عن الوجود؟ يجب أن نضع أمام أعيننا قبل كل شيء أن أفكار الله فوق أفكارنا. لماذا؟ فالله لديه قوة غير محدودة. يستطيع الله بكلمة واحدة أن يطرد كل الشياطين من اللحظة الأولى ويرميها في جهنم، فهو القادر على كل شيء. يجب أن نعلم أننا أمام تخطيط إلهي مسبق، علينا أن نضع أنفسنا مكان يسوع ونتساءل لماذا حدث ما حدث بعد أن تجسد وانتصر على الشر، لماذا دفعه الروح إلى البرية؟ في اللغة اليونانية دفعه الروح إلى البرية تعني "رماه" في البرية. إن تجارب يسوع المسيح تجمع كل التجارب الممكنة، فبعد أن تغلّب على الشيطان يقول القديس لوقا- وذهب الشيطان عنه إلى حين-، أي إلى موعد آخر (الجسمانية والصلب). سمح الله أن يكون ابنه بين يدي الشيطان! نحاول أن نجيب بهذه الطريقة، فنحن عرفنا محبة الله لنا وإلى أيّ مدى أحبنا الله والى أي حدّ وصلت محبة يسوع المسيح لنا، فالله يريد أن يرفعنا إلى مستوى محبة المسيح بدون حدود، عندما نكون مستعدين أن نحتمل التجارب الشديدة حباً بالله وحباً للناس، لأنه بهذه الطريقة نساعد الناس ونفتح صورة جديدة للحياة. 5- كيف يستطيع الإنسان أن يعرف أنّ فيه شيطاناً؟ يدور الشيطان حولنا باستمرار، وفي حالة الخطيئة المميتة يكون الشيطان في داخل الإنسان. مع العلم أن مسّ الشيطان عند المّعمدين أمرٌ نادر، يجب أن نميّز الأمور بدقة، لأن ليس كل العلامات الظاهرة تدل على مسّ شيطانيّ. 6- هل يلعب التفكير بالأمور السيئة دورًا في أن يسيطر الشيطان على الإنسان؟ أصبح الإنسان بعد المعمودية خليقةً جديدة، فقد مات عن الطبيعة الأولى. الإنسان المعمّد دخل في جسد المسيح وأصبح خليقة جديدة، ولكن طبيعة الإنسان تبقى ضعيفة، فالإنسان لا يصبح ملاكًا. لكن هذا الضعف لا يمنع الإنسان من أن يقاوم التجارب، جميع التجارب بأنواعها المتنوعة المختلفة، على شرط أن يكون مع المسيح بصورة حقيقيّة. 7- هل يفقد الإنسان الممسوس السيطرة التامة على إرادته وعلى ذاته؟ إذا تم مسّ الشيطان شخصاً ما، فإن ذلك الإنسان يفقد حريته وإرادته، وفي الإنجيل يوجد ما يدل على هذا الكلام... وهذا الأمر يطرح علينا سؤالاً: كيف يسمح الله للشيطان أن يصل إلى هذا الحد للسيطرة على الإنسان المخلوق على صورة الله ومثاله؟ عندما يسمح الله لهذه الأمور بأن تحدث، لنكن متأكدين بأن الله لديه تفكير خاص، واعلموا جيداً بأن الرب يكون بالقرب من ذاك الإنسان أكثر من أي وقت سابق. كذلك الحال مع يسوع المسيح، لماذا سمح أن يموت صديقه العزيز لعازر؟ سمح بذلك كي تكون قيامته تمجيداً لله تعالى. الإنسان الممسوس ليس وحده، فيسوع المسيح أودعنا سرّي الاعتراف والمناولة للعودة إليه من جديد. في يوم من الأيام أحضر كاهنُ رعية شخصًا ممسوسًا كان في حالة صعبة جداً، وما إن دخل الكنيسة حتى بدأ يعُضُّ كراسي الكنيسة وأثار أسنانه موجودة إلى اليوم. وفي يوم آخر استقبلته بمنزلي وبعد لحظات حمل الدفاية ليرميها عليّ ومن ثمّ حمل الكرسي لنفس الغرض. كنتُ جالساً بهدوء بجانبه وأصلي (إن هذه الأمور من الشيطان وهو لا يستطيع أن يضربني، وبالفعل هدّدني لكنه لم يضربني) بعد ذلك أصبح هادئاً، فاصطحبته إلى الكنيسة، وفي الكنيسة وقع على الأرض وبدأ يرتجف ويُخرج من فمه زبدًا. كنت واقفاً بجانبه أصلي. بعد فترة خرج منه الروح الشرير، فقال لي: رأيت أشخاصًا بحجم الأقزام يخرجون من فمي. أنا شخصياً (أبونا توما) لم أرَ شيئاً. 8- هل تشعر عندما يخرج الشيطان؟ أنا لم أرَ الشيطان أبداً وجهاً لوجه، لكني ألاحظ أن الشيطان قد خرج بسبب التغيير الذي يحدث للمسوس بعد خروج الشيطان. 9- ما هي الصلوات التي تصليها في لحظة التعزيم؟ ذكرتُ سابقًا أن الكنيسة وضعت صلوات خاصة للتعزيم، ولكن يوجد أيضاً صلوات أخرى كالمزامير. يوجد عشرون مزمورًا تناسب هذا الموضوع. 10- إذا كان الشيطان هو المسيطر هل هناك دور للملاك الحارس؟ أكيد، لكن الأهم من الملاك الحارس هو المسيح. إذا كان هناك دور للملاك الحارس فكم بالأحرى يسوع الذي له الدور الأكبر والأهم، فهو أقوى من الملاك. يجب أن ننتبه إلى نقطة مهمّة جداً وهي الحرية، يجب ألا نلعب بهذا المجال. علينا استعمال الحرية بصورة جيدة، فاللعب بالحرية مغامرة خطرة يجب أن ننتبه لها. 11- هل حدث أن عَجزتَ أمام حالة ما؟ طرد الشيطان ليس عمل كاهن أو إنسان، هو عمل المسيح الرب. أشعر أحيانًا بوجود تحرير، ويحدق الطرد. ولكن مرات عديدة لا أشعر بنتيجة، مع أني أؤمن أن النتيجة ستحدث. عندما نطلب من الرب بالصلاة فالله يستجيب، كم بالأحرى عندما يطلب المصاب (الممسوس) عون الله؟ النتيجة حتمية، لكن كيف ومتى، فهذا سر. [1] محاضرة الأب توما، وهو راهب إيطالي في "أسرة البشرى الصغيرة"، ألقاها بإكليريكية بيت جالا بالقدس رأينا أن نقدمها لقراء صديق الكاهن لأهمية الموضوع وحساسيته. لعل فيها إجابة الكثير من التساؤلات المثارة حولنا في هذا |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 4697 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() "تعالوا يا مبارَكي أبي رثوا الملكوت..." ![]() المطران بولس يازجي من كتاب "السّائحان بين الأرض والسماء" - الله والإنسان الجزء الثاني لا شك أنّ هؤلاء المبارَكين هم المخْلِصون لدعوة يسوع، الذين أحبَّهم لأنهم أرضوا قلبه وكانوا مِثْله ولم يزيِّفوا الطريق التي افتتحها هو. ليسوا بقلائل أولئك الذين يعبثون بالدعوة المسيحية لكي تتماشى مع مقاييسهم وتتطابق مع أبعادهم! ولاشك أنّ الملكوت الموعود به هو مشاركة يسوع في حياته. هذا هو إرثنا الذي ننتظره من اتِّباع يسوع، أن نُكرَّمَ كما أُكرم أو نُضطَّهد كما اضطُّهد، وليس عبدٌ أفضل من سيّده! وهذه طريقة يسوع التي تركها إرثاً لنا: إخلاء الذات. نعم من أهلكَ نفسه من أجل يسوع والإنجيل يجدها، ومن طلب نفسه يهلكها. كانت المسيحية في سنيها الأولى تدعى "الطريقة الجديدة" للحياة، وهذا تعبيرٌ جيد يشدّد على الوجه العملي للمسيحية، على واقعية الإيمان بها وثماره.من أفضل الأمثلة التي تعبّر عن هذه الطريقة هي عبارة يسوع: "أنتم ملحُ الأرض". والملح أيضاً يُعطي للمآكل طعمها. لذلك فالمسيحيون بالنسبة للرب هم ملحُ الأرض، لأنهم يعطونها معنىً وطعماً. المسيحية تعطي للبشرية هويتها الحقيقية، التي بدونها لاطعم للبشرية أمام الله وفي التاريخ. يحفظ المسيحيون الحقيقيون العالمَ ويعطونه طعمه وهويته. هذه رسالةُ ومسؤوليةُ كلّ مسيحي، وقد عبّر يسوع عن جسامة الخسارة حين نفقدها: "وإذا فسدَ الملح فبماذا يُملَّح؟". إنكار الذات وبذلها هو طريقة العمل التي نرثها مجرّد تبعنا المسيح وتمثّلنا به. من يعمل ليتبرّر أو ليظهر أساء. مَنْ ليس له الجرأة أن يطلب الخفية والذوبان في الكنيسة فإنه لا يبني مهما قدّم، بل يجزّئ. لنا أن نقرّر، ولا قرار كهذا إلاّ بالإيمان والتصميم، أن ![]() "لا لنا يا ربّ لا لنا بل لك المجد" "كلّ ما فعلناه إنما نحن عبيدٌ بطّالون". لم تُسئ إلى الكنيسة الاضطهادات الخارجية بمقدار ما أساءت إليها الشقاقات الداخلية الناتجة عن حبّ المراكز والسلطة والكراسي! منْ يعمل ليظهر لن يَسْعَد يوماً بالملكوت، ولو تمتّع بلذّة الظهور، والفرق بين الطريقين شاسع. ماذا نلاحظ في كنائسنا عندما يكثر العَمَلة؟ أنلاحظ طعماً أفضل لأنهم ملحٌ، أم لا سمح الله تكثر الصراعات لأنهم حبَّاتٌ تبحث عن كيانها وليس عن الخدمة، ولو تحت شعارات الخدمة والعمل ...! أتذوب كلّ الهيئات في خدمة الكنيسة، أم تُستخدم الكنيسة لتكوين هيئات؟ هل نعمل لنكون أم لنذوب؟ أنفرّغ ذواتنا أم نكرّمها؟ ليس المهم كم نخدم بل كيف نخدم، لأنّ النتائج ليست من الكمية بل من الطريقة. ليس مهماً أن نرمي كثيراً من الملح بل الأهم أن يذوب الملح ويُطعّم المأكل. إذا لم تذب حبّات الملح فإنها تغدو غير ضروريةٍ لا بل مسيئة! إذا كنا نعمل لنخلق "كياناتٍ" في الكنيسة فنحن لم نعد ملحاً والأَولى أن نُطرح خارجاً، أما إن كنا نتفانى ونفني كياننا عندها نصير ضروريين. الكلّ في الخدمة إذاً الكلّ يختفي لتظهر الكنيسة. بمقدار ما نسعى من أجل مراكزنا وكراماتنا بمقدار ما نسيء للكنيسة، ولا تفيد آنذاك كثرة الأعمال والتَّقدِمات التي نعطيها في الكنيسة لتعود إلينا أضعاف! "أنتم ملحُ الأرض"، نحن أصدقاء العريس نختفي وندعو الجميع إلى عرس الحمل الذبيح. فَرَحُنا بعرسه وليس بذواتنا. الملح يعطي السلام في الكنيسة، أما الظهور فيجلب الشقاق والنميمة والخداع! لا يحقّ لأي مسيحيٍّ أن يبني ذاته على حساب الكنيسة، لن يكون حينها من "مباركي أبي ربنا يسوع المسيح" بل سيكون نبيّاً كاذباً، وهؤلاء سمّاهم يسوع: "سُرَّاقٌ ولصوص"، يخدمون في الرعية ليحزّبوها وراءَهم وتصير لهم الرئاسات والكراسي المتقدِّمة. بدل أن يعقدوا القِران المقدَّس بين كلّ نفسٍ ويسوع ، فهم يحاولون أن يأخذوا مكان العريس بدل أن يلتزموا رسالتهم أي مكان الصَّديق. جرأة إخلاء الذات تأتي من الإيمان الحقيقي والاقتداء الحيّ بيسوع، وإظهار الذّات يأتي من الخوف والرياء. إخلاء الذّات يجعلنا ملحَ الأرض، وإظهارُها يقلبنا حبات زؤان. لننتظر،كما في مَثَل القمح والزؤان، سيأتي زمن الحصاد. الآن سينمو الزؤان مع القمح، وسيعمل من يبذل ذاته مع من يطلبها، لكنَّ زمن الحصاد آتٍ لا محالة، عندها سينقّي السيّد بيدره ويرمي الزؤان إلى النار، ويرث الأوَّلون ملكوت الله لأنهم كانوا من مبارَكي الآب السماوي وأتباعَ يسوع، وملحَ الأرض، آمين. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 4698 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() المسيح والأسقف ووحدة الكنيسة
عند القديس أغناطيوس الإنطاكي ![]() الأب جان مايندورف تعريب شفيق حيدر "إنه لمن الموافق لكم أن تكونوا في وحدة غير متجزئة حتى تبقوا مع الله دائماً" ( أفسس4: 2) في عهد الإمبراطور تريانوس (98 -117) "أضاء أغناطيوس الذي أتى ثانياً في استلام أسقفية أنطاكية كخليفة للرسول بطرس. ويقال أنه كان قد أرسل من سوريا الى مدينة الرومانيين لتمزقه الوحوش بسبب شهادته للمسيح. وفي اجتيازه آسيا أخذ يشجع الجماعات المسيحية في كل المدن التي مرّ فيها بخطب وتحضيضات محذراً إياهم قبل كل شيء من البدع التي بدأت تتزايد ومتوسلاً إليهم أن يحفظوا بشدة التقليد الرسولي الذي أراد كتابته زيادة في التأمين. هكذا كانت شهادته". يظهر طيف القديس أغناطيوس بوضوح في هذه الملحوظة القصيرة التي تركها المؤرخ أفسابيوس (القرن الرابع). أنه كان شاهداً للمسيح (وفي اليونانية "شهيداً") وقد لقت شهادته الشفوية كل قيمتها لأنه كللها بشهادة أرفع، شهادة موته في روما. ولتعليمه المتعلق بالمسيح والكنيسة طابع "وجودي" فهو ليس تأملاً مجرداً بل إعلان الحقيقة التي تهمنا في كل هنيهة من حياتنا على الأرض. وتُعرف فكرة القديس أغناطيوس من محاجته أصحاب بدعة المشبّهة خاصة هؤلاء الذين أنكروا حقيقة التجسد الإلهي متصورين جسد ابن الله مظهراً فقط وغير معتقدين بالتالي بحقيقة آلام المسيح وموته. فكتب القديس أغناطيوس ضدهم: "يسوع المسيح هو من سلالة داود وابن مريم، إنه وُلد حقيقة وأكل وشرب وتألّم على عهد بيلاطس البنطي وصلب حقاً ومات أمام السماء والأرض والجحيم وقام أيضاً بالحقيقة من بين الأموات. إن أباه قد أقامه وسيقيمنا، نحن المؤمنين به، بالمسيح يسوع كما أقامه..." (الرسالة إلى أهل ترالس 1:9-2). ولتبيان مفهوم "إنسانية" المسيح يستعمل القديس أغناطيوس مدلول كلمة "الجسد" الكتابي فهي تفيد كل عنصر الوجود المخلوق: "الذي يرزق كل ذي جسد طعامه..." (مزمور 25:135)، "والكلمة صار جسداً إنسانياً مادياً فقط أنه أيضاً كل المركب النفسي الذي يرمي إلى الإستقلال عن الله في الخطيئة والثورة ضده وبالتالي للإستسلام إلى الموت. وقد استعاد هذا "الجسد" كرامته الفردوسية لما اتّخذه ابن الله الوحيد. يهدف إذاً تعليم القديس أغناطيوس عن المسيح إلى تأكيد حقيقة التجسد وطابعه المحسوس ويعبّر عن هذه الأفكار بوضوح في رسائله التي خصصها للشهادة وللكنيسة. "لو لم يتألم المسيح إلا في الظاهر، كما يقول بعض الزنادقة أي الكافرين، فلماذا أنا مقيّد؟ ولماذا أتوق لمصارعة الوحوش؟ فهل أسلم نفسي للموت للا شيء وأفتري هكذا على السيد؟ (الرسالة إلى أهل ترالس 10 صفحة 110-121). ولو لم يمت المسيح حقيقة لكان موت المؤمن به فعلاً بطولياً إنسانياً لا "شهادة" لإنتصاره. وبالعكس فلو مات المسيح وقام حقاً ولو كان جسدنا جسده لما كان موتنا سوى تثبيت إنتصاره وشهادة على أن "لا سلطان للموت علينا". لذا يطلب القديس أغناطيوس من المسيحيين في رومية أن لا يتوسّطوا من أجله حتى لا يمنعوه من الموت "في المسيح". "إن الموت لأجل المسيح (والاتحاد به) لأعزّ عندي من ملك الدنيا من أقاصيها الى أقاصيها فإياه أطلب هو الذي مات عنا وإياه أنشد هو الذي قام من أجلنا، إن موعد ولادتي يقترب" (الرسالة الى الرومانيين 6 صفحة 133). كان موت الشهداء يسمّى في الكنيسة الأولى ولادة لحياة جديدة ولا يمكن أن تعني هذه الفقرة الأكيدة شيئاً إلا إذا جمعت بين المسيح والمسيحي وحدة حقيقية يدعوها أغناطيوس "وحدة الجسد والروح" وتتحقق هذه الوحدة في الكنيسة (الرسالة إلى أهل أزمير صفحة 167). أما تعليم القديس أغناطيوس عن الكنيسة فيتّسم أيضاً بالطابع المضاد لبدعة المشبّهة كتعليمه عن المسيح. وكما أن المسيح لم يتأنّس خارجياً بل كان له جسد ملموس ومنظور كذلك فالكنيسة ليست حقيقة روحية غير محسوسة وحسب بل هي شركة منظورة أيضاً. ولا معنى لتجسد ابن الله إذا لم تكن الكنيسة نفسها مؤلفة من "جسد ودم" يوحيهما ويقدسهما جسد المسيح ودمه. وإذا كان موت المسيحيين إستمراراً للجلجلة فحياتهم في نظر القديس أغناطيوس هي أيضاً حياة المسيح، حياة إنسانية بالكلية قبلها إبن الله. لا أرى مجالاً للتشديد على ظهور بدعة المشبّهة من جديد فهي ليست بدعة حدثت في بدء المسيحية ثم انقرضت. إنها مرض نشكو منه باطنياً خصوصاً في أيامنا هذه. وفي الواقع أننا نقبل بسهولة عظيمة التعليم الأرثوذكسي عن المسيح الذي أخذ ملء الإنسانية، ولكنّا في الوقت ذاته كثيراً ما نقع في هرطقة التشبيه فيما يخص الكنيسة إذ نفصم وحدتها ونفصل تنظيمها المنظور عن جوهرها "غير المنظور". وخصوصاً بإخضاعنا تنظيم الكنيسة وإدارتها لمبادىء أرضية ووطنية وسياسية أو شخصية. وهذا مما يبعدنا عن حقيقة الكنيسة التي هي حضور منظور في التاريخ لجسد المسيح المؤلّه. إذن طالما نحن نعتبر الكنيسة من نوع الحقائق غير المنظورة ونخضع تنظيمها للمقاييس الأرضية غير المقدسة نكون قد أنكرنا واقعية التجسد ورفضنا فاعليته في الكنيسة. وكلّما تكلّم القديس أغناطيوس عن الكنيسة فإنه يضمر شركة المؤمنين المحسوسة والمنظورة والمؤسسة على المحبة. والسيد ذاته في إنجيله الطاهر لا يعلمنا أن نحب الإنسانية عامة محبة شكلية بل أن نحب قريبنا الشخص الملموس، والمقصود الناس الذين دعينا لنلقاهم في حياتنا اليومية. والكلّ يعرف أن المحبة عن بعد سهلة بينما العيش مسيحياً مع المحيطين بنا مباشرة أمر غاية في الصعوبة. ويذهب القديس أغناطيوس أن الجماعة المسيحية التي تعيش في مكان واحد هي تؤلف كنيسة الله الآب في المسيح يسوع. فـ "حيثما اجتمع إثنان أو ثلاثة باسمي فأنا أكون هناك فيما بينهم" يقول الرب، ويكتب القديس أغناطيوس إلى أهل أفسس قائلاً: "اهتموا بأن تجتمعوا بتواتر لترفعوا الشكر والتسبيح لله لأن اجتماعاتكم الكثيرة تغلب قوات إبليس وتقوض أفعاله التخريبية بوحدتكم في الإيمان". (الرسالة إلى أهل أفسس صفحة 83). ![]() والاتحاد في الكنيسة يفترض دائماً التقاء الجميع في إيمانٍ واحد. يكتب القديس أيضاً: "تجتمعون في إيمانٍ واحد بيسوع المسيح، ابن البشر وابن الله، الذي هو من سلالة داود بحسب الجسد لتطيعوا الأسقف والكهنة، (بإتفاق وبلا مشادة) كاسرين الخبز الواحد الذي هو دواء لكيلا نموت بل نحيا في المسيح يسوع حياة إلى الأبد" (الرسالة إلى أهل أفسس 2،20 صفحة 91). بالتجسد الإلهي وهب الله الإنسان الحياة الأبدية في جسد المسيح أي الكنيسة، في جماعة المؤمنين التي يتمّ فيها سرّ جسد الرب ودمه، التي تضم كلّ الذين يؤمنون حقيقة والمتحدين في وحدة الأسرار والرئاسة. ومن بديهيات وحدة الأسرار هذه أن المسيحيين حيث وجدوا لا تفصلهم إعتبارات زمنية لأنه إذا كان الانفصال عن المسيح الواحد ممكناً فتجزئة المسيح الواحد غير ممكنة.... فالمسيح حاضر بكليته في كل كنيسة محلية وهو لا ينقسم كما أن الكنيسة ذاتها لا تنقسم. "حيث يوجد المسيح فهناك الكنيسة الجامعة" أي الكنيسة كلها، الرأس والجسد. (الرسالة إلى كنيسة ازمير 1،8 صفحة 163). باستطاعتنا الخروج عن الكنيسة وبالتالي الانفصال عن المسيح ولكن من غير المستطاع إيجاد كنيسة خاصة أو قومية لأن الكنيسة دوماً كنيسة الكل. أما تنظيم الكنيسة الداخلي فتحدده طبيعتها كما يراها القديس أغناطيوس: إذن لا يمكن أن يقصد بهذا التنظيم هيئة تعلو على الجماعة وهي خارجة عنها. الكنيسة هيئة منظورة لأن ابن الله قد تأنّس بشكل ظاهر. "أتوسل إليكم أن تهتموا لعمل كل شيء في وئام الله تحت رعاية الأسقف الذي يرأس الكنيسة مكانه تعالى والكهنة الذين يخدمون محل مصف الرسل والشمامسة...." (الرسالة إلى أهل مغنيسية 2:6 صفحة 99). الكنيسة بتمامها حاضرة في اجتماع الخدمة الإلهية: يمثّل الأسقف الله ذاته كالسيد في العشاء السري ويمثل الكهنة الرسل. قد يبدو لنا غريباً أن يجلس في "مكان الله" رجل خاطىء... ولكنّا نعلم أن الكنيسة كلها هي جسد المسيح وأننا مدعوون كلنا لإظهار المسيح أمام العالم: هكذا يظهر الأسقف أو الكاهن الذي يقيم الخدمة صورة المسيح لجماعة المسيحيين. وهنا لا يزال يكمن بالذات سر تجسد الله الحقيقي الذي يظهر وحدة الله والناس... ودرجة الأسقف هي بالضبط ودون شك "رتبة" وهي ليست تحولاً سحرياً من الإنسان الى الإله. وقد يجد الأسقف نفسه غير مستحق لمواهب النعمة التي ينالها لهذه الرتبة الشريفة... ولكن بالرغم من ذلك يبقى مفعول النعمة الإلهية والرتبة الشريفة. ويكمن سر الكنيسة في أن يتحد أناس خطأة فيما بينهم ليس بحسب العالم (عند القديس أغناطيوس "بحسب الجسد") ولكن "في المسيح" مظهرين هكذا ملكوت الله ووحدة الثالوث الأقدس على الأرض. "تحلّوا بصفات الله واحترموا بعضكم بعضاً ولا ينظرنّ أحدكم إلى قريبه بحسب الجسد ولكن أحبّوا دائماً بعضكم بعضاً بالمسيح يسوع. ولا يكوننّ فيكم ما يفصم وحدتكم ولكن حافظوا على اتحادكم بالأسقف وبالرؤساء رمزاً وبرهاناً لعدم الفساد 220 (الرسالة إلى أهل مغنيسية 2،6 صفحة 99). لا مكان في الكنيسة لعاداتنا مهما عزت ولا لتقاليدنا ورغباتنا بمقدار ما تكون عناصر تفرقة بين البشر. وبهذا المهنى (يتابع القديس أغناطيوس): "كما أن المسيح لم يعمل شيئاً بذاته أو بواسطة رسله من دون الآب الذي هو واحد معه: لذلك أنتم لا تفعلوا شيئاً دون الأسقف والكهنة ولا تحاولوا أن تظهروا ما تنفردون بعمله صالحاً، بل اصنعوا كلّ شيء متحدين: صلاة واحدة، تضرع واحد، روح واحد، رجاء واحد في المحبة وفي الفرح المقدس. هذا هو يسوع المسيح الذي لا يفصله أحد. سارعوا إلى أن تتحدوا اتحادكم في هيكل واحد لله، اتحاداً حول مذبح واحد في المسيح الوحيد الذي خرج من الآب واحداً وكان معه لوحده ومن ثم عاد إليه" (الرسالة إلى أهل مغنيسية 7 صفحة 101). أما تنظيم الكنيسة ذاك الذي يظهر وحدة الجماعة فيرتكز على علاقة المؤمنين ببعضهم في النعمة، الآن وقد أصبح مثل هذه العلاقة ممكناً بتجسد الإله. وهذه العلاقة ذاتها أساسها ليس مجرداً يحددها بصورة عامة، بل المحبة للبشر الحقيقيين الذين وضعنا الله بينهم والذين معهم دُعينا لنؤلّف جماعة الكنيسة. لذا لا يتكلّم قديسنا الإنطاكي إلا عن تنظيم الكنيسة المحلية الذي هو في نظره إنعكاس لحضور جسد المسيح في كل ما كان، وهكذا فإن هذا التنظيم يعكس طبيعة الجماعة وهو أسمى إظهار للحياة الجديدة: "عندما تخضعون للأسقف كما للمسيح لا أراكم تعيشون حسب الناس بل حسب يسوع المسيح الذي مات من أجلكم حتى إذا آمنتم بموته تعتقوا من الموت" (الرسالة إلى أهل ترالس 1،2 صفحة 113). ويسوق القديس أغناطيوس، الأفكار نفسها أيضاً في رسالته إلى أهل مغنيسية: "يحسن أن تخضعوا (للأسقف) دون أي رياء لأنكم بذلك لا تغشّون هذا الأسقف المنظور (فقط) بل تعملون على خدع الأسقف غير المنظور. إذ المقصود في هذه الحال الله الذي يعرف الخفايا، لا الإنسان الذي لا يعرفها. ويحسن أيضاً أن لا تكونوا مسيحيين بالإسم فقط بل بالفعل أيضاً. عندما يتكلم البعض عن الأسقف فإنهم يسهبون ولكنهم بدونه يفعلون كل شيء فيبدو، وكأنهم لا ضمير لهم لأن تجمعاتهم غير شرعية وغير منطبقة على الوصايا" (الرسالة إلى أهل مغنيسية 4،3 صفحة 97). إنّ كلّ ما كتبه القديس أغناطيوس عن طاعة الأسقف يجب أن يفهم بصورة طبيعية ضمن إطار تعليمه عن الكنيسة لأن الكلّ كان يفهم في ذلك الزمن أنّ الأسقف لا يمارس سلطته فوق الكنيسة بل في الكنيسة وأنّ خدمته تحدّد بالمكان الذي يشغله في جماعة المؤمنين والذي هو "مكان الله تعالى" وهذه الخدمة لا تتمّ إلا في الجماعة ذاتها التي انتخبته وهكذا فإن الرتبة الأسقفية لا تفترض عصمة الأسقف ولا تنفي عنه الضعفات والنقائص البشرية، وقد عرفت الكنيسة الأولى حالات كثيرة طرد فيها شعب الكنيسة الأساقفة غير المستحقين أو الذين خانوا الأرثوذكسية. وحيثما يكبر القديس أغناطيوس رتبة الأسقفية يقصد بشكل خاص النعمة التي يحصل عليها الأسقف ولكن من المعلوم أن النعمة لا تعمل بصورة سحرية ولا تلغي بالضرورة الحواجز التي يوجدها البشر. ففي كثير من الأحيان يفشل أهل النعمة ومعهم جماعات بشرية بكاملها في الحفاظ على قواعد الحياة الجديدة والعلاقات الجديدة البشرية: تلك تكلم عنها القديس أغناطيوس. وهكذا فإن تعليم القديس أغناطيوس عن الكنيسة تام، كما رأينا، لأنه مرتكز على تعليمه عن المسيح. ففيه يبدو بوضوح أن المسيح واللحم لا يتفقان وأن ملكوت الله يتعارض مع الملك الذي يزال يخضع لإبليس ولكن هذا التعارض بين ما لله وما للناس لم يعد وحده الميزة الرئيسة لحياة الكنيسة بعد صعود المسيح وحلول الروح القدس لأن الخلاف العميق صار الآن بين الإنسانية الممجدة الناجية والإنسانية الساقطة. وقد تصالح الله والإنسان صلحاً ابدياً في المسيح يسوع وعاد الإنسان إلى بيت الآب، وما الكنيسة المقدسة التي هي الملكوت الأبدي على الأرض إلا هذا البيت لأن الملكوت حاصل في كل حقيقته إذا : "إجتمع إثنان أو ثلاثة بإسم المسيح". ولا يعنينّ هذا أننا كأفراد قد حصلنا على تمام النعمة المرتبطة بالكنيسة كجماعة. وأخيراً يدعونا القديس أغناطيوس في تحديد الكنيسة إلى أن نطبّق حياتنا الشخصية على نواميس الجهاز الذي نحن أعضاء فيه، فيقول في رسالته إلى أهل أفسس: "لا تسمح لي المحبة أن أصمت فيما يخصكم وأنا من أجل ذلك تقدمت لأحضّكم على السير بحسب فكر الله لأن يسوع المسيح، حياتنا غير المنفصلة، هو فكر الآب كما أن الأساقفة المقامين على أقاصي الأرض هم أيضاً فكر المسيح". إن الزلل الذي يحدث في هيكل الكنيسة الإداري دينونة علينا نحن لا على الكنيسة ذاتها فالكنيسة الحقيقية هي حيث يوجد المسيح فهناك الكنيسة الجامعة حسب قول القديس أغناطيوس. فعسى أن نكتشف مجدداً لدى قراءتنا القديس أغناطيوس معنى الوحدة الكنسية في الولاء والأمانة لذلك الذي نؤلف جسده في الروح القدس. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 4699 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() كيف نسلك في الصباح؟
الفصل الأول من كتاب "كيف نحيا حياةً مقدّسة" ![]() غريغوريوس ميتروبوليت بترسبرغ (1784-1860) في الصباح اسلكْ على الشكل التالي: 1. عند نهوضك، حاول أوّلاً أن توجّه أفكارك نحو الرب. ينبغي أن يكون توجيه الأفكار نحو الرب الإله نشاطنا الأكثر طبيعية في كل وقت من النهار أيضاً، إذ بكلّ تأكيد، لا يوجد ما هو ضروري وعزيز وغالٍ عندنا أكثر من الله. فعلى الأكيد أن كل ما لدينا الآن وما كان لنا، بما فيه حتى وجودنا، هو بلا ريب هِبة من الله. إن الشخص الذي نحتاجه أكثر من غيره، والأغلى علينا، والأقرب إلينا هو الذي يأتي أولاً إلى فكرنا في الصباح. ما أن نستيقظ في الصباح، حتى يستيقظ التفكير في مَن أو ما يمثّل الحاجة الأكبر والأغلى عندنا. هذا يكون عادةً خلال المجرى الطبيعي للأمور. لهذا، طبيعي دائماً أن تتجّه أفكارنا أوّلاً إلى الله باستدعاء قلبي مثل: "المجد لك يا إلهنا! المجد لك أيها الرحيم". لا نكون مستحقين لتسميتنا مسيحيين إذا كنّا، عند نهوضنا من النوم، نفتح أعيننا الجسديتين وليس الروحيتين، وإذا كنا نفكّر أولاً بالأرض والأمور الأرضية وليس بالرب الإله. 2. إذا كان وقت استيقاظك هو وقت نهوضك أو هو قريب منه، فمن دون إبطاء قُلْ: "باسم الآب والابن والروح القدس"، فيما ترسم إشارة الصليب. ومن ثم "يا ربّي يسوع المسيح ابن الله ارحمني أنا الخاطئ". 3. مباشرة بعد هذا، أو في الوقت نفسه، انهض من السرير. غالباً ما يكون النهوض سريعاً من السرير أمراً غير مُحَبَّباً لجسدنا لأنه، كمثل عبد كسول، يحبّ دائماً أن يستلقي وينام أو أن يترف ويبقى متراخياً. اعمل في كل صباح ضد رغبات جسدك الوضيعة ولتكن هذه المعارضة أولى تضحياتك للرب الإله. ومن الأسباب الأخرى للنهوض سريعاً من السرير هو أنه نافع للنفس إذ، كما لاحظ المجاهدون لخلاص النفس، عندما نستلقي في السرير لوقت طويل بعد استيقاظنا، تنشأ الميول غير الطاهرة بسهولة في أجسادنا كما تتحرّك الأفكار القذرة والرغبات في نفوسنا. لاحقاً في النهار، هذه الأفكار تقود المهمِلين إلى السقوط في خطايا كبيرة وفي أخطار عظيمة تفقدهم خلاصهم. لكنْ كلّ مَن يعارض رغبات جسده بشجاعة في الصباح، يقاوم الأهواء التي تحدق به خلال النهار وفي المساء، وحتى الخطيرة منها. أنت تتعلمُ ذلك، إذا كنت تسهر على نفسك ولو قليلاً. 4. بعد النهوض من السرير، اغتسل مباشرة، وارتدِ ثياباً تليق بشخص محترم. ضروري أن نلبس هكذا في الصباح، حتى ولو لم يكن معنا أحد، لأننا، أولاً، لسنا وحدنا بالكليّة، فملاكنا الحرس والرب الإله موجودان معنا أينما كنّا وفي كل وقت. ملاكنا الحارس، إذا لم نبعده عنّا، موجود دائماً معنا. والرب أيضاً دائماً معنا على نحو لا يرقى إليه الشك، فهو إله كليّ الوجود، على ما يقول الرسول "لأَنَّنَا بِهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ." (أعمال 28:17). ثانياً، بعد نهوضنا واغتسالنا، علينا أن نقف مباشرة أمام الرب الإله في صلواتنا الصباحية. نحن لا نجرؤ أبداً على الوقوف أمام رؤسائنا الأرضيين، الذين هم دون الرب، بلباس غير لائق. وأخيراً، إذا لبست بشكل مقبول مباشرة بعد النوم، فأنت سوف تحفظ نفسك من خطرين يتعرّض لهما الكثيرون في أيامنا، وهما: خطر إغراء الآخرين وخطر الإصابة بروح قلة الحياء. يا صديقي، ماذا نتوقّع في منتصف النهار وفي المساء ممّن هو وقح في الصباح؟ 5. بعد أن تغتسل وتلبس قِفْ أمام الأيقونات المقدّسة وقُلْ صلاة النهوض من النوم كما حددتها ورتبّتها الكنيسة المقدّسة التي هي مفسّرة طريق الخلاص وحافظته. ولكي لا يعيق صلاتك أي شيء، خاصةً إذا كنتَ لا تجيد القراءة، احفظ عن ظهر قلب صلوات الصباح، أقلّه بداياتها. أهذا أمر صعب؟ كيف لك ألا تعرف عن ظهر قلب الصلاة الربية، صلاة "أبانا الذي في السماوات". تعلّمْها! إنها أكثر الصلوات أهمية وحملاً للخلاص في كل الأحوال. بسبب إلفتنا الطويلة مع الصلوات التي نحفظها أو نقرؤها من كتاب، نردّدها في بعض الأوقات بدون انتباه وافٍ لمحتواها، وبالتالي نحن لا نصلي بالحقيقة، بل نحلم بأننا نصلي ليس أكثر. لهذا السبب قد نصلّي أحياناً مستعملين كلمات من غير هذه الصلوات التي اختارتها وهيّأتها الكنيسة المقدسة. ولكن عندما تصلّي بهذه الطريقة راقب بانتباه الأمور التالية: أ) اشكرْ الربّ الإله لأنّه حفظ حياتك خلال الليلة الماضية وهو من جديد يعطيك الوقت للتوبة وتغيير حياتك، لأن كل يوم جديد هو شيء جديد لنا، وليس بأي شكل من الأشكال خدمةً نستحقها من الله، لأن النهار الجديد لا يتبع الليل تلقائياً. كثيرون من الناس، ذهبوا إلى النوم في المساء، واستيقظوا لا في هذه الحياة بل في الأخرى: الأبدية. هل خسران الحياة هو على هذه الدرجة من الصعوبة؟ أحياناً، حتى فزعة خفيفة قد تودي بحياتنا. لا تمضي ليلة واحدة لا يموت فيها كثيرون. ما هي أفضليتنا على الذين ماتوا في الليلة الماضية؟ ألم يكن ممكناً أن نموت نحن أيضاً؟ نعم كان ممكناً وبسهولة كبيرة. لكن مَن الذي حفظنا من الموت غير الله الكلي الصلاح والفائق الرحمة الذي ينتظر دائماً توبتنا وتحوّل حياتنا؟ لقد حفظنا ومنحنا يوماً جديداً لكي نخلّص نفوسنا. ألا نستطيع إذاً أن نشكر الرب الإله؟ في كل صباح اشكرْه بكل نفسك على هذا المنوال مثلاً: "يا ربي وملكي! أنا أشكرك لأنك في الليلة الماضية حفظتَ حياتي ومنحتني زماناً للتوبة وتحسين حياتي. الكثيرون من الناس حُرموا من حياتهم الأرضية في الليلة الماضية. اليوم الذي يبدأ ليس يوماً محتوماً في حياتي. إنه يبدأ لأنك أنت تعطيني إياه برحمتك التي لا توصف. كان ممكناً أن أموت في الليلة الماضية. لكنّك أنت، أيها الكلي الصلاح، حفظتني وأعطيتني يوماً جديداً لأخلّص نفسي. أشكرك بكل قلبي أيها الجزيل الرحمة". ب) اشكرْ الرب للإحسانات الأخرى التي تلقيّتها منه. اشكرْه لأنّه خلقك وحفظك وأنقذك وأتى بك إلى الإيمان الصحيح، وفي الإيمان الحقيقي منحك كل وسائل الخلاص وما زال يزوّدك بها. كل هذه الإحسانات عظيمة بشكل فائق للوصف وتستحق الامتنان العميق الذي لا ينقطع. أكنتَ أحسست بفرح الحياة لو لم يخلقك الرب؟ أكنتَ حياً الآن لو لم يحفظ حياتك؟ ما كان حدث لنا لو لم يفتدِنا؟ كم كانت تعاستنا لو لم يأتِ بنا إلى الإيمان الحقيقي ويمنحنا وسائل الخلاص! حتى الآن، نحن تعساء جداً بالرغم من كوننا على الإيمان الصحيح وحصولنا على وسائل الخلاص. كم كانت تعاستنا لتكون من دون هذا الإيمان؟ اشكر الرب بلا انقطاع وبكل نفسك على هذا المنوال مثلاً: "أيها الرب الإله، يا أبي وملكي، أشكرك لأنك خلقتني وحفظتني ودعوتني إلى الإيمان الحقيقي وفيه منحتني، وما زلت تمنحني، كل وسائل الخلاص. كيف كان لي أن أحسّ بفرح الحياة لو لم تخلقني؟ كيف كان لي أن أحيا الآن لو لم تحفظ حياتي؟ ما كان ليحدث لي لو لم تفتدِني؟ يا لتعاستي لو لم تأتِ بي إلى الإيمان الحقيقي وتمنحني هكذا كل وسائل الخلاص! أشكرك بكل نفسي أيها الرب الجزيل الرحمة الكلي الصلاح." ج) اشكر الرب بعد أن منحك كلّ سبل الخلاص، وهو يؤهّلك لاستعمال هذه الوسائل. وبالرغم من عصيانك المتكرر، وبالرغم من الأسى المتكرر الذي تسببه له، وبالرغم من كل عنادك، فهو لا يعاقبك بحرمانك من عطيته العظيمة، أي الحياة، بل هو يواصل دعوتك وبشتّى الطرق يوجهك نحو الخلاص. آه! إن أجسادنا ونفوسنا كانت تحترق الآن في نار الجحيم الأبدية لو لم يكن الرب جزيل الرحمة وتوّاباً علينا. اشكرْ الربّ بكل نفسك. ![]() كم هم العاجزون بسبب أمراض متنوعة عن الحركة الضرورية، وهم يشكّلون بشكل مستمر عالة على الآخرين وعلى أنفسهم. اشكرْ الرب من كل قلبك على تشديد قواك الجسدية. ه) بعد هذا صلِّ من كل نفسك لكي يصفح الرب الإله عن خطاياك التي لا تُحصى، سواء كانت بالفعل أو بالنيّة أو بالرغبة أو حتى بالفكر. لا تغفل هذه الصلاة أبداً: أنتَ خاطىء دائماً في عيني الربّ. في هذا ينبغي ألا يخدع الإنسان نفسه، "لأَنَّنَا فِي أَشْيَاءَ كَثِيرَةٍ نَعْثُرُ جَمِيعُنَا"، على ما يقول الرسول بروح الله (يعقوب 2:3). وإذا قلنا أننا بلا خطيئة، فنحن نخدع أنفسنا، والحقيقة ليست فينا، على ما يقول رسول آخر بالروح ذاته (1يوحنا 8:1). صلِّ إلى الرب الإله أن يمنحك رغبة راسخة ثابتة للسكن فيه دائماً وكليّاً، فهو المحسن الوفي إلينا ابتداءً من هذا اليوم. هذا يعني أن نضع دوماً إنجاز إرادته في رأس أولوياتنا وأن نجهد بشكل ثابت إلى العيش في توافق تامٍ معها، وبالتالي أن نحاول بغيرة وقبل أي شيء آخر أن نكشف إرادته الإلهية، التي هي نفسها دائماً من جهتنا، قداستنا (1تسالونيكي 3:4)، وخلاص نفوسنا (1 تسالونيكي 9:5؛ 2 تسالونيكي 13:2). 7. لكي تكون أكثر ثقة من قدرتك على حفظ نفسك من الخطيئة خلال النهار المقبِل، حاول فيما الوقت صباح، أن تفكّر في كل ما قد يحدث لك خلال النهار. حاول أن تتفحص ما أنت مقبل على عمله ومع مَن سوف تمضي وقتك. ما هي أسباب الخطيئة التي قد تواجهها؟ متى وأين؟ ما هي إمكانيات الخير التي قد تصادفها؟ متى وأين؟ أليس بعض الميول، مثلاً بسبب زهوك أو كبريائك أو غضبك أو غيره؟ بعد أن تفحص كلّ شيء بهذه الطريقة حاول مجدداً أن تفكّر في كيف تكون قادراً عل عبور هذا النهار بكامله من دون خطيئة، كيف تتعامل بلا عيب مع هذا الشخص أو ذاك، كيف تستفيد من كل فرص الخير التي قد تسنح لك، كيف السبيل لتجنّب مختلف فرص الخطيئة ورغباتها، وفي حال انعدام إمكانية تجنبها كيف تتصرّف من دون أذى مع هذه الظروف والتجارب. مثلاً، إذا كنتَ ترى أنك سوف تمضي وقتاً في العمل مع شخص سيء الطباع، عليك إذاً أن تحاول مسبقاً التفكير في كيف تتصرّف في حضوره بشكل حليم ومهذّب حتى لا تثير غضبه مطلقاً بل تبقى في سلام معه. من دون هذا الإعداد لأنفسنا ضد الخطيئة، يستحيل، أو أقلّه يصعب جداً، أن نحمي ذواتنا من الخطيئة وأن نتبع تعليم الرب من دون تعثّر. إن الذي لا يتّخذ في كل صباح قراراً صارماً ولا يبذل جهداً ليصون ذاته من الخطيئة خلال النهار المقبِل، لا يحفظ نفسه من الخطيئة بشكل متقَن، وشيئاً فشيئاً يتخلّى ليس فقط عن الجهاد بل حتّى عن الرغبة، لا بل عن مجرد التفكير، بواجب حفظ الذات من الخطيئة. إذا لم يُصَن فتيل القنديل، بل في كل مرة يتدفّق الزيت إلى القنديل، فلن يستمرّ بالاشتعال وسوف ينطفئ. أيها الصَديق، لا تنسَ هذا الاستعداد لمواجهة الخطيئة، فهو ضروري كل صباح. عندما تحاول فعلاً أن تصون نفسك من كل خطيئة وأن تسلك في حياة مرضية لله ومقدسة، فسريعاً ترى بنفسك أهمية هذا الاستعداد ونتائجه المفيدة. 8. حتى تكون قادراً على أن تسلك في حياة القداسة بسهولة وأمان أكبر، صلِّ إلى الرب الإله أن يباركك بمنحك وعياً ثابتاً وغيرة لتلافي فرص الإثم، وخاصةً الخطيئة التي تميل إليها أكثر من غيرها بطبيعتك أو بالعادة. إن هكذا خطيئة تدفع كلاً منّا إلى إشباع رغبتها، وكلّنا الذين لسنا مكرَّسين بالكليّة لله نقضيها طوعياً، ومتى واجهنا عوائق أمام قضاء هذه الخطيئة نسعى بكل قوتنا لإزاحة هذه العوائق وإلى شقّ الطريق حتى تكون تتم هذه الخطيئة بدون عوائق وبدون تأخير إن أمكن. صعب جداً لشخص أن يحمي نفسه من هكذا خطيئة فيما عدونا العتيق الأيام يهاجمنا، بتغطرس وبغير تردد، غالباً ليس من لا مكان بل من جهة خطيئتنا المعتادة المفضّلة. صلِّ من كل نفسك. 9. بعد أن تتفحّص وتفكّر في كل ما هو ضروري لحماية نفسك من الخطيئة ولتركيز نفسك في الحياة المرضية لله، صلِّ أيضاً بكل قلبك إلى الرب الإله ليشدّد إرادتك وقواك ولا يسمح لك بأن تضعف كما سبق وضعفت غالباً. من دون هذه الطلبات المعبّر عنها بهذه الصلوات أو بتلك، لا تتورط في أي يوم بأي أمر، لأي سبب إلا ما هو خارج كلياً عن سيطرتك. كيف نستطيع أن نعالج أي أمر من غير بركة الله؟ فمن دون بركة الله كل أعمالنا تافهة. لكن بركة الله، مثل كل نعمه، تُكتَسَب بالصلاة فقط (يعقوب 17:1). صحيح أن الله في صلاحه غير المتناهي يعطي النجاح أحياناً لأشخاص لا يصلّون أو حتى لغير الأتقياء. لا تهتمّ لذلك. عندما تأتي هذه الفكرة إلى رأسك فكّر مباشرة بالمصير الرهيب الذي بلغه الغني الذي قال عنه الإنجيل أنّه أحبّ أن يتنعّم كل يوم (لوقا 19:16-32). كان ناجحاً في كل شيء في حياته، لم يحسّ بأدنى حاجة، وكانت له كل وسائل إشباع رغباته الحسية وقد أرضاها بشكل كامل. لكن هذه الطريقة من الحياة، بعد موته، أغرقته في عذابات الجحيم. وعندما التمس من إبراهيم بشكل بائس، كونه تعذّب بشكل مريع في اللهيب، أن يريحه من عذاباته، رُفض. والرفض كان لأن على السعيد في هذا العالم أن يتذكّر كل دقيقة بعويل: "يَا ابْنِي، اذْكُرْ أَنَّكَ اسْتَوْفَيْتَ خَيْرَاتِكَ فِي حَيَاتِكَ، وَكَذلِكَ لِعَازَرُ الْبَلاَيَا. وَالآنَ هُوَ يَتَعَزَّى وَأَنْتَ تَتَعَذَّبُ." (لوقا 25:16). 10. على المرء أن يصلّي هكذا خاصةً في الصباح، وعليه أن يتخّذ هذا القرار وهذه التدابير الحكيمة في الصباح. ليس من وقت أنسب للصلاة ولكل التعهدات الحسنة مثل الصباح، لأن الإنسان لا يكون أكثر قدرة على الصلاة وعلى الاهتمام بالأعمال وعلى التفكير كما في الصباح. ففي الصباح تكون أفكاره أقل ضيقاً وقلبه أكثر نقاوة وبمقدوره أن يحتوي نفسه بسهولة أكبر من أي وقت آخر. في الصباح لا تزعجنا ضرورات الحياة وتكون الأهواء ما زالت نائمة وطبيعة ما حولنا تضعنا في حالة رصينة تأملية. مع عبور الصباح تستيقظ الأهواء وتتحرّك الحاجات اليومية الاهتمامات ويبدأ الإنسان بالعمل والكدح مثل عبد عليه دائماً أن يأكل خبزه بعرق جبينه. أيها الصديق، اقضِ الصباح في الصلاة وفي الرعاية التقيّة لحياتك. في صباح كل يوم، ضعْ لهذا اليوم هدفاً عالياً. كن حكيماً لأن روح الله تصوّر سلوك الإنسان على هذا المنوال: باكراً يعطي قلبه ملجأ في الله الذي خلقه ويصلّي أمام العليّ. 11. بعد الصلاة على هذا المنوال، اجلس بورع أمام الرب الإله بدون استعجال وتفكّر بشكل كامل في كيف سوف تسلك خلال اليوم المقبل في ما يتعلّق بالرب الإله وبجيرانك وبموقعك الخاص في العالم. وإذا منعك شيء ما عن القيام بهذا التأمّل في بعض الصباحات، فقُمْ به في أي حال صباح كل أحد أو كل يوم مقدّس. إن جسدنا المجروح بالخطيئة الأصلية يلامس عدوَنا العتيق الأيام، أي الشيطان، ومعه يحاول باستمرار أن يمحو واجباتنا المسيحية من ذاكرتنا ليعيد إحياء مختلف قوانين العالم وفي الوقت نفسه، أو حتّى قبل ذلك، ينشّط مختلف وسائل إرضاء شهواته. لا تنصِت إلى هؤلاء المعلمين المهلكين وحاول بشتّى الطرق أن تذكِّر نفسك بواجباتنا الروحية التي وضعها علينا الرب الإله، ومرة أخرى ثبّت القرار بأن تقوم بها بدقة أكبر واتّقان |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 4700 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الله محب البشر ![]() ربي يسوع .. نفوس كثيرة قد تركتك وأكثر منها من رفضك. كثيرون لم يقبلوك وآخرون عاندوك وحاربوك. آه لو علموا أنك الحب. آه لو تذوقوا أبوتك آه لو التمسوا خلاصك!!! إن البشرية اليوم هي أحوج ما يكون أن تتلاقى مع المسيح الحقيقي الذي أعلن عن ذاته في الإنجيل وفي التجسد...آه لو عرفوا؟! الشباب المتسكع في الخطايا والضياع... العلماء المتشبثون بالعقل دون الإله... والمتدينون الذين يوظفون الإله لقتل من يخالفهم... والملحدون الذين رفعوا راية الحرب ضد الله... واللامبالون والعبثيون واللاهون والناقمون... أفواج من البشر ضد الله ... لأنهم لم يتعرفوا بعد عليه. هل يسوعنا الذي تعرفنا عليه في كنيستنا يستحق كل هذا الجحود...وهل مسيحنا القدوس يليق به كل هذا الصدود. إن يسوع المسيح الذي تجلى في كنيسته المقدسة بالتجسد هو الله الجدير بكل الحب والإيمان... وهو جدير بأن نكرس عمرنا لخدمة مجده ونشر ملكوته وهو جدير بأن نساعد أخواتنا في كل مكان أن ينفضوا عن أذهانهم تراب المعرفة المنحرفة عنه وأن يتعرفوا عليه كما هو وكما قصد أن يعلن عن ذاته. الله محب البشر من أجمل الألقاب التي تكررها الكنيسة في ليتورجيتها هذا اللقب المحبوب "محب البشر الصالح" "الله محبه" (1يو8:4) "والمحبة هي من الله" (1يو7:4). ولا يمكن أن نتخيل الله أو نتعامل معه خارج إطار الحب... ولابد من تفسير كل تعاملات الله مع الناس على خلفية الحب ... خلقتني إنساناً كمحب للبشر... من أروع ما كتب عن حب الله للإنسان تلك المناجاة التي سجلها القديس غريغوريوس في قداسه: "ليس شيء من النطق يستطيع أن يحد لجة محبتك للبشر" أي أن الكلام يعجز عن وصف حدود لمحبتك اللانهائية للبشر... ثم بدأ يعدد براهين هذا الحب: - خلقتني إنساناً كمحب للبشر ... أي إنك أحببتني قبل أن أكون... وهذا الحب الجبار دفعك أن تمنحني نعمة الوجود... وطبعاً لم تكن أنت محتاجاً إلى عبوديتي فالله منزه عن الاحتياج وهو مكتف بذاته ولا يحتاج أحداً أو شيئاً من خليقته... بل لقد خلقنا من فيض حبه وكثره صلاحه... فأنا أحتاج ربوبيته لكي أوجد ولكي أشبع بكثرة خيراته. لذلك يكمل القديس غريغوريوس "من أجل تعطفاتك الجزيلة كونتني إذ لم أكن" - وبرهان الحب أيضاّ أنه لم يخلقني في عوز... بل لقد دبر لي احتياجاتي ومصادر سعادتي وشبعي قبل أن يوجدني. والأعظم من هذا أنه خلق الخليقة كلها في جمال واتساق، ونقاوة وإبداع، فكانت في نظره حسنة أما الإنسان فكان حسناً جداً. - أقمت لي السماء سقفاً وثبت لي الأرض لأمشي عليها، من أجلي ألجمت البحر (وضعت له حدوداً)، "حجز البحر بمصاريع حين أندفق فخرج من الرحم" (أي8:38) "أنا الذي وضعت الرمل تخوماً للبحر فريضة أبدية لا يتعداها فتتلاطم ولا تستطيع وتعج مواجه ولا تتجاوزها" (أر22:5) - من أجلي أظهرت طبيعة الحيوان (لخدمة احتياجات الإنسان) "ما أعظم أعمالك يارب، كلها بحكمة صنعت، ملآنة الأرض من غناك" (مز24:104) - أخضعت كل شيء تحت قدمي "تسلطه على أعمال يديك. جعلت كل شيء تحت قدميه" (مز6:8) (وصار الإنسان بفضل الله ونعمه سيداً ورئيساً وملكاً وكاهناً لكل الخليقة التي خلقها الله من أجلي) "باركي يا نفسي الرب وكل ما في باطني ليبارك اسمه القدوس. باركي يا نفسي الرب ولا تنسي كل حسناته" (مز103: 2،1) - لم تدعني معوزاً شيئاً من أعمال كرامتك (بل وفرها لنا بفيض وغنى وشبع) "أمامك شبع سرور، في يمينك نعم إلى الأبد" (مز11:16)"وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء على البهائم وعلى كل الأرض وعلى جميع الدبابات التي تدب على الأرض" (تك26:1) - أنت الذي جبلتني (صنعتني) ووضعت يدك على (للبركة والتقديس والتكريس) ورسمت في صورة سلطانك (فالإنسان صورة الله تك1: 27،26) صورته في القداسة والبر والمعرفة والسلطان، وصورته في الثالوث الواحد، وصورته في الخلود ... أنها نعمة عظيمة أن يكون الإنسان أيقونة الله... فهل رأينا حباً أعظم من هذا؟! حتى عندما شوهت الصورة فينا بسبب السقوط والفساد الذي لحق بجنسنا لم يرد إن يهملنا وتبقى الصورة مشوهه بل خدم لنا قضية خلاصنا من الموت والفساد وأعاد بهاء الصورة إلينا بالمعمودية المقدسة فصرنا أبناء له نرث صورته "أنظروا أية محبة أعطانا الآب حتى ندعى أولاد الله...الآن نحن أولاد الله ولم يظهر بعد ماذا سنكون ولكن نعلم أنه إذا أظهر (في المجيء الثاني) نكون مثله (نطابق صورته) لأننا سنراه كما هو (فتنطبع صورته فينا كما في مرآة)" (1يو3: 1-2). - ووضعت في موهبة النطق... لكي أتفاهم معك وأتحاور ونصير في شركة وصداقة حب، ولكي أملأ فمي ولساني بالتسبيح والفرح فأتعزى بك وأتقدس... كم هي عجيبة موهبة النطق وكم هي جديرة بأن تستخدم حسناً لتمجيد الله وبلغات وبنيان السامعين... عرفاناً بجميل الله ورداً على حبه اللانهائي. "لا تخرج كلمة رديه من أفواهكم بل كل ما كان صالحاً للبنيان حسب الحاجة كي يعطي نعمة للسامعين" (افس29:4). - وفتحت لي الفردوس لأتنعم... وردني إليه عندما فقدته باستهتاري وتخاذلي ومخالفتي... لقد خلقنا للفردوس وهو"يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون" (1تي4:2) وهو لا يرغب إطلاقاً أن يموت الخاطئ "هل مسرة أسر بموت الشرير يقول السيد الرب، إلا برجوعه عن طرقه فيحيا؟" (خر23:18) "لأني لا أسر بموت من يموت يقول الرب: فأرجعوا وأحيوا" (خر32:18). حي أنا يقول السيد الرب أني لا أسر بموت الخاطئ... والجحيم هو ما يختاره المنحرفون... ومازال الفردوس مفتوحاً لكل من يقبل ويرجع |
||||