منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02 - 08 - 2021, 12:48 PM   رقم المشاركة : ( 46601 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

” لطم يسوعَ واحدٌ من الخدام ” (يو18: 22)




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



” لطم يسوعَ واحدٌ من الخدام ” (يو18: 22)

بعد القبض على السيد المسيح، مضوا به إلى حنان أولاً لأنه كان حما قيافا الذى كان رئيساً للكهنة فى تلك السنة، ثم أرسله حنان موثقاً إلى قيافا رئيس الكهنة (انظر يو18: 14، 24).

“فسأل رئيس الكهنة يسوع عن تلاميذه وعن تعليمه. أجابه يسوع أنا كلمت العالم علانية. أنا علمت كل حين فى المجمع، وفى الهيكل حيث يجتمع اليهود دائماً. وفى الخفاء لم أتكلم بشئ. لماذا تسألنى أنا. اسأل الذين قد سمعوا ماذا كلمتهم. هوذا هؤلاء يعرفون ماذا قلت أنا. ولما قال هذا لطم يسوعَ واحد من الخدام كان واقفاً قائلاً: أهكذا تجاوب رئيس الكهنة. أجابه يسوع إن كنت قد تكلّمت ردياً فاشهد على الردى وإن حسنا فلماذا تضربنى؟” (يو18: 19-23).

كانت تعاليم السيد المسيح قد حوَّلت الكثيرين من حياة الخطية إلى حياة التوبة. والذين آمنوا به قد شعروا بتأثير ذلك فى حياتهم كما هو مكتوب “كما أهان الزمان الأول أرض زبولون وأرض نفتالى، يكرم الأخير طريق البحر عبر الأردن جليل الأمم. الشعب السالك فى الظلمة أبصر نوراً عظيماً. الجالسون فى أرض ظلال الموت أشرق عليهم نور” (إش9: 1، 2).

لذلك قال السيد المسيح لقيافا: “اسأل الذين قد سمعوا ماذا كلمتهم” لأن حياتهم بعد التغيير هى خير شاهد على سمو تعاليم السيد المسيح، وعلى قوة تأثيرها. وقد بهتت الجموع من تعليمه “لأنه كان يعلمهم كمن له سلطان وليس كالكتبة” (مت7: 29). ليتم ما هو مكتوب “انسكبت النعمة على شفتيك” (مز44: 2).

جاء السيد المسيح لخلاص البشرية، وأراد أن يصنع الخير للجميع، وكان يشتهى خلاص الجميع بما فى ذلك الذين وقفوا ضده وناصبوه العداء. ومن ضمن هؤلاء أيضا قيافا رئيس الكهنة الذى أصدر ضده الحكم بالموت ظلماً.

لم يقصد السيد المسيح أن يهين قيافا حينما أجابه على سؤاله. بل أراد أن يلفت نظره إلى الحق الذى أعمى الشيطان قلبه لكى لا يراه.

وهنا تدخل واحد من خدام الهيكل ولطم السيد المسيح قائلاً: أهكذا تجاوب رئيس الكهنة. وكأنه يغار للرب ولكرامة رئيس كهنته، معتبراً أن السيد المسيح قد أهان قيافا بإجابته هذه.

لم يعلم ذلك المسكين أنه قد لطم رئيس الكهنة الحقيقى يسوع المسيح الذى قيل عنه “أقسم الرب ولن يندم أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكى صادق” (عب7: 21، مز 110: 4). بل أكثر من ذلك أنه قد لطم السيد المسيح ابن الله الحى الذى تجسد من أجل خلاص جنس البشر. وهو الخالق والديان والمولود من الآب قبل كل الدهور.

إن كان ذلك الخادم قد غار لكرامة رئيس الكهنة الذى على رتبة هارون، والذى كان كهنوته رمزاً لكهنوت السيد المسيح. فكيف يتجاسر أن يلطم من له كهنوت لا يزول إلى الأبد، ومن هو مساوى للآب السماوى فى المجد الإلهى. ولكن هذه هى جهالة البشر الذين أبصروا السيد المسيح حينما أخلى ذاته آخذاً صورة عبد. وإذ وجد فى الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع الآب السماوى حتى الموت؛ موت الصليب.

أشفق السيد المسيح على ذلك الخادم. إذ رآه يتصرف بجهالة ويغار غيرة ليست حسب المعرفة. وأشفق عليه من عواقب فعلته الشنعاء حينما لطم السيد المسيح على وجهه. وأراد أن يصحح له موقفه فقال له: “إن كنت قد تكلّمت ردياً فاشهد على الردى. وإن حسناً فلماذا تضربنى؟” (يو18: 23).

أراد السيد المسيح أن يقتاد ذلك الخادم المسكين إلى التوبة وإلى التبصر فيما يفعله. فقال له هذه الكلمات المفعمة بالحب والنصائح الثمينة.

لم ينفعل السيد المسيح -بالطبع- لسبب الإهانة التى وجهت إليه من أحد خدامه وعبيده. بل تكلّم معه بموضوعية ليقنعه بالصواب. وهكذا قدّم نفسه كخادم للخلاص، محتملاً أخطاء الآخرين فى صبر عجيب. وفى نفس الوقت أكّد بإجابته أنه لم يقصد إهانة رئيس كهنة اليهود، بل أراد أن يلفت نظره إلى ما فيه خيره هو وغيره ممن تآمروا لقتل السيد المسيح.

لقد لطم الكثيرون السيد المسيح على وجهه فى تلك الليلة وكان هو قد ترك لهم خديه ليلطمونهما، لأن هذا ما استحقته البشرية لسبب شرودها وخطاياها، وهو أراد أن يدفع ثمن الخطية التى للإنسان. ولكن اللطمة الوحيدة التى أجاب عنها بمثل هذه الكلمات، كانت هذه اللطمة التى أشفق على ضاربها من عواقب فعلتها التى ظن هو أنه يفعلها بغيرة مقدسة من أجل كرامة الكهنوت. ولم يكن يعلم ماذا يفعل.

قد يتساءل البعض لماذا لم يعط السيد المسيح خده الآخر لذلك الخادم حسبما أوصانا فى العظة على الجبل؟ ونقول إن الخد الآخر قد أعطى لكثيرين. وكان فى هذه المرة هو الحب الذى قابل به السيد المسيح تصرف ذلك الخادم والنصيحة الثمينة التى وجهها إليه فى وقت آلامه.

أما عن الخد الآخر فهو مستعد دائماً كما هو مكتوب “والرجال الذين كانوا ضابطين يسوع كانوا يستهزئون به وهم يجلدونه. وغطوه وكانوا يضربون وجهه ويسألونه قائلين تنبأ من هو الذى ضربك. وأشياء أخر كثيرة كانوا يقولون عليه مُجدِّفين” (لو22: 63-65). أما هو فلم يمنعهم بل تركهم يفعلون به كل ما أرادوا.

 
قديم 02 - 08 - 2021, 12:49 PM   رقم المشاركة : ( 46602 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

” تنبأ من هو الذى ضربك ؟ ” (لو22: 64)




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



” تنبأ من هو الذى ضربك ؟ ” (لو22: 64)

بعد القبض على السيد المسيح “أخذوه وساقوه وأدخلوه إلى بيت رئيس الكهنة.. والرجال الذين كانوا ضابطين يسوع كانوا يستهزئون به وهم يجلدونه. وغطوه وكانوا يضربون وجهه ويسألونه قائلين تنبأ. من هو الذى ضربك؟ وأشياء أخر كثيرة كانوا يقولون عليه مجدِّفين” (لو22: 54، 63-65).

لقد علم اليهود أن السيد المسيح قد عومل من الشعب كنبى عظيم وذلك حينما سمع الشعب تعاليمه وأبصروا معجزاته وقالوا: “قد قام فينا نبى عظيم وافتقد الله شعبه” (لو7: 16).

وبالتدريج بدأ الذين آمنوا به يدركون أن هذا هو المسيح الذى تنبأ وكتب عنه موسى النبى وسائر الأنبياء. وكذلك بدأ تلاميذه يدركون أنه هو ابن الله الحى. وكان ذلك بإعلان من الآب السماوى فى قلوب التلاميذ وعقولهم، حسب الاعتراف المشهور “أنت هو المسيح ابن الله الحى” (مت16: 16).

ولكن عبارة “قد قام فينا نبى عظيم وافتقد الله شعبه” كانت تزعج رؤساء كهنة اليهود والكتبة والفريسيين، الذين لم يؤمنوا بالمسيح بل قاوموا رسالته. وكانوا دائماً يحاولون أن يثبتوا للشعب أن ما فهموه عن السيد المسيح ليس حقيقياً، وأنه ليس نبىٌ بل مضل، وليس هو المسيح إذ قالوا:”ألعل المسيح من الجليل يأتى” (يو7: 41)، وليس هو ابن الله “فمن أجل هذا كان اليهود يطلبون أكثر أن يقتلوه. لأنه لم ينقض السبت فقط، بل قال أيضاً إن الله أبوه معادلاً نفسه بالله” (يو5: 18).

وقد تنبأ السيد المسيح عن قيامته من الأموات فى اليوم الثالث وكان اليهود يخشون من إتمام هذه النبوة. ولذلك فبعد موت السيد المسيح على الصليب “اجتمع رؤساء الكهنة والفريسيون إلى بيلاطس قائلين: يا سيد قد تذكرنا أن ذلك المضل قال وهو حى إنى بعد ثلاثة أيام أقوم. فمر بضبط القبر إلى اليوم الثالث، لئلا يأتى تلاميذه ليلاً ويسرقوه ويقولوا للشعب إنه قام من الأموات. فتكون الضلالة الأخيرة أشر من الأولى” (مت27: 62-64).

وقد اختار اليهود أن يموت السيد المسيح مصلوباً، وذلك لكى يثبتوا للشعب أنه ليس نبىٌ وليس هو المسيح ابن الله. وذلك لأنه مكتوب فى سفر التثنية أن “المعلق (على خشبة) ملعون من الله” (تث21: 23). وقد تصوروا أنه بتعليق السيد المسيح وقتله على الصليب يكون الدليل والإثبات قد تم بأنه مضل ومرفوض من الله، كقول إشعياء النبى “ونحن حسبناه مصاباً مضروباً من الله ومذلولاً. وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا” (إش53: 4، 5).

وقد شرح معلمنا بولس الرسول هذا الأمر. فقال: “المسيح افتدانا من لعنة الناموس، إذ صار لعنة لأجلنا. لأنه مكتوب ملعون كل من علق على خشبة” (غل3: 13). إذن السيد المسيح لم يحمل لعنة شخصية، بل حمل لعنة خطايانا ومحاها بالصليب. وبقيامته من الأموات أظهر الله أنه قد محا هذه اللعنة. لأن القيامة قد محت الموت الذى فى الصليب. فالمسيح له المجد بموته داس الموت.

لقد دفع السيد المسيح الدين الذى على البشرية، وأوفى العدل الإلهى حقه. وبهذا رفع اللعنة التى استوجبناها على أنفسنا بسبب خطايانا.

فى اتضاعه العجيب قبل أن يصير لعنة لأجلنا، وأن يحسب خطية “جعل الذى لم يعرف خطية -خطية لأجلنا، لنصير نحن بر الله فيه” (2كو5: 21). أى أنه حمل اللعنة التى لنا، وحمل خطايانا فى جسده على الصليب. وبهذا جُعل خطية لأجلنا: أى حُسب خطية وهو لم يعرف خطية على الإطلاق.

وحينما قُبِضَ على السيد المسيح أراد الرجال الذين كانوا ضابطين له أن يثبتوا أنه ليس نبىٌ كما قيل عنه. ولذلك غطوه وكانوا يضربون وجهه ويسألونه قائلين: تنبأ من هو الذى ضربك واعتبروا أنه إذا لم يجاوبهم ولم يذكر لهم من هو الذى ضربه فبهذا لا يكون قد تنبأ ولا تنطبق عليه صفة النبوة.

وقد نسى هؤلاء المساكين ما هو مكتوب عن السيد المسيح: “أعطانى السيد الرب لسان المتعلمين لأعرف أن أغيث المعيى بكلمة. يوقظ كل صباح.. بذلت ظهرى للضاربين وخدى للناتفين. وجهى لم أستر عن العار والبصق. والسيد الرب يعيننى لذلك لا أخجل. لذلك جعلت وجهى كالصوان وعرفت أنى لا أخزى” (إش50: 4، 6، 7).

كانوا يتممون النبوات المذكورة عنه، وهم يحاولون أن يثبتوا عكس ذلك. لأن نظرتهم كانت قاصرة ولم يضعوا قلوبهم لفهم الكتب المقدسة.

أما السيد المسيح فبعد قيامته من الأموات وظهوره لتلاميذه قال لهم: “هذا هو الكلام الذى كلمتكم به وأنا بعد معكم، أنه لابد أن يتم جميع ما هو مكتوب عنى فى ناموس موسى والأنبياء والمزامير. حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب” (لو24: 44، 45)

هذه هى طريقة الرب الإعجازية فى أن يترك الخصوم يفعلون ما يريدون، وهم فى الوقت نفسه يثبتون صدق كلامه ومواعيده. فليس العجيب هو أن يتمم الأصدقاء مقاصده بل أن يتممها الأعداء والمسيئون. وهكذا بالاتضاع أحضر السيد المسيح الحق إلى النصرة. وأظهره بكل وضوح.

أرادوا أن يثبتوا أن السيد المسيح لم يكن نبياً، فأثبت لهم السيد المسيح أن الشهادة لاسمه هى روح النبوة. وأن جميع الأنبياء قد تنبأوا عن مجيئه وعن الخلاص الذى صنعه لأجلنا.

تنبأوا عن تجسده العجيب من العذراء مريم، وعن ميلاده فى بيت لحم اليهودية، وعن هروبه إلى مصر من وجه هيرودس الملك وعودته منها، وعن نشأته فى الناصرة، وعن نزوله فى مياه الأردن، وعن تعليمه، وعن معجزاته، وعن تلاميذه، وعن التآمر عليه، وعن خيانة تلميذه الإسخريوطى، وعن محاكمته، وعن آلامه، وعن صلبه، وعن قيامته، وعن صعوده إلى السماوات، وعن مجيئه الثانى وملكوته الأبدى.

لا يوجد شئ فى حياة السيد المسيح لم يتكلم عنه الأنبياء لأن الرب قد أعد لنا خلاصاً عظيماً بهذا المقدار.

 
قديم 02 - 08 - 2021, 12:51 PM   رقم المشاركة : ( 46603 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الذى بجلدته شفيتم (1بط2: 24)




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



الذى بجلدته شفيتم (1بط2: 24)

لم يكن جلد السيد المسيح جلداً عادياً، بل كان جلداً على الطريقة الرومانية ويسمى عقوبة نصف الموت.

كان الكرباج الرومانى مكوناً من يد وثلاثة سيور من عصب البقر مثبتاً فى طرف كل سير منها قطعتين من المعدن أو من عظام الحيوانات.

وقد أثبت العلماء الذين فحصوا كفن السيد المسيح أن الجلد قد تم بهذا الأسلوب بواسطة اثنين من العسكر الرومان واحد من كل جانب. وترك الجلد ستة ثقوب فى جسد السيد المسيح لكل جلدة، وعدد الجلدات التى أمكن إحصاؤها مائة وواحد وعشرين جلدة بخلاف ما لم يتمكنوا من إحصائه لسبب احتراق جزء من قماش الكفن عند الذراعين (من قرب الكتف إلى قرب الكوع). ولكن الجلدات من الواضح أنها شملت الجسد كله من أعلى الظهر والصدر إلى قرب القدمين.

كذلك شرح العلماء الذين فحصوا كفن السيد المسيح أن الجلد الذى كان يلف فيه الكرباج حول الجنب واصلاً إلى الصدر قد مزّق الشرايين المحيطة بالقفص الصدرى، وأحدث نزيفاً داخلياً.
 
قديم 02 - 08 - 2021, 12:51 PM   رقم المشاركة : ( 46604 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

” مملكتى ليست من هذا العالم ” (يو18: 36)




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



” مملكتى ليست من هذا العالم ” (يو18: 36)

حينما وقف السيد المسيح ليحاكم أمام بيلاطس الحاكم الرومانى، وسأله بيلاطس: “أنت ملك اليهود؟.. أجاب يسوع: مملكتى ليست من هذا العالم. لو كانت مملكتى من هذا العالم لكان خدامى يجاهدون لكى لا أسلم إلى اليهود. ولكن الآن ليست مملكتى من هنا” (يو18: 33-36).

ليس هناك شك فى أن السيد المسيح هو الملك الآتى باسم الرب ولهذا فعند دخوله إلى أورشليم “ابتدأ كل جمهور التلاميذ يفرحون ويسبحون الله بصوت عظيم لأجل جميع القوات التى نظروا. قائلين: مبارك الملك الآتى باسم الرب. سلام فى السماء ومجد فى الأعالى” (لو19: 37، 38).

“وكانوا يصرخون أوصنا مبارك الآتى باسم الرب ملك إسرائيل. ووجد يسوع جحشاً فجلس عليه كما هو مكتوب: لا تخافى يا ابنة صهيون، هوذا ملكك يأتى جالساً على جحش أتان. وهذه الأمور لم يفهمها تلاميذه أولاً. ولكن لما تمجد يسوع حينئذ تذكروا أن هذه كانت مكتوبة عنه وأنهم صنعوا هذه له” (يو12: 13-16).

فى بشارة الملاك للعذراء القديسة مريم بميلاد السيد المسيح قال لها: “هذا يكون عظيماً وابن العلى يدعى ويعطيه الرب الإله كرسى داود أبيه. ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية” (لو1: 32، 33).

وحينما جاء المجوس من المشرق قالوا: “أين هو المولود ملك اليهود. فإننا رأينا نجمه فى المشرق وأتينا لنسجد له” (مت2: 2).

وعلى الصليب “كان عنوان مكتوب فوقه بأحرف يونانية ورومانية وعبرانية: هذا هو ملك اليهود” (لو23: 38).

وفى سفر الرؤيا كتب يوحنا الرسول عن السيد المسيح “وله على ثوبه وعلى فخذه اسم مكتوب ملك الملوك ورب الأرباب” (رؤ19: 16).
 
قديم 02 - 08 - 2021, 12:54 PM   رقم المشاركة : ( 46605 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ملكوت الله

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الله هو الملك الحقيقى. وعرشه كائن فى السماء. وكان ينبغى أن يملك الله على شعبه. ولكن شعب إسرائيل أرادوا أن يختاروا لهم ملكاً مثل باقى شعوب الأرض. واستاء صموئيل النبى من ذلك. ولكن الله قال لصموئيل: “لم يرفضوك أنت، بل إياى رفضوا حتى لا أملك عليهم” (1صم8: 7). وأمره الرب أن يمسح لهم الملك الذى أرادوه. ومسح شاول ملكاً. ولكنه لم يكن يطيع الوصايا ففارقه روح الرب وبغته روح ردئ من قبل الرب (انظر 1صم16).

ثم اختار الرب داود ومسحه ملكاً بيد صموئيل النبى. وبالرغم من محبة الرب لداود، إلا أن داود قد أخطأ لسبب الضعف البشرى. كما أنه لم يتمكن من تحرير شعبه من سلطان إبليس الذى سيطر على العالم بواسطة الخطية.

كان ينبغى أن يملك الله نفسه لكى يحرر شعبه من خطاياهم ويمنحهم ميراث الحياة الأبدية.

لهذا جاء السيد المسيح إلى العالم. وحينما سأله بيلاطس “أفأنت إذاً ملك. أجاب يسوع أنت تقول إنى ملك. لهذا قد ولدت أنا ولهذا قد أتيت إلى العالم لأشهد للحق. كل من هو من الحق يسمع صوتى” (يو18: 37).

ولكن المُلك الذى يليق بالله هو المُلك السمائى وليس المُلك الأرضى. لأن عرش الله هو فى السماء. وحينما مَلك السيد المسيح فى مجيئه إلى عالمنا، فقد ملك على خشبة الصليب معلقاً بين الأرض والسماء.. مؤكداً هذه الحقيقة أن مملكته ليست من هذا العالم.

لقد رفضت الأمة اليهودية ملكها واقتادته إلى موت الصليب.. تماماً مثلما رفضت الرب قديماً فى أيام صموئيل النبى من أن يملك عليها ولكن الرب المرفوض قد جعل ملكه العجيب فوق خشبة الصليب. لأن المحبة المرفوضة استطاعت أن تملك.. وأن تنتصر.. وأن تتألق.. وأن تجتذب الجميع..

لهذا قال السيد المسيح: “أنا إن ارتفعت عن الأرض أجذب إلى الجميع” (يو12: 32). حقاً صار المَلِك المرفوض أكثر جاذبية من كل ملوك الأرض. لأن محبته قد فاقت كل توقعات بنى البشر.

أخيراً أمكن للبشرية أن تدرك مقدار حب الله لها فى المسيح. وأن تسعى نحوه فى فرح وشكر ليملك عليها.. ولا يكون مرفوضاً فيما بعد.. لأنه قد صالحها لنفسه، محرراً إياها من الموت والهلاك الأبدى.

حقا لقد صارت الكنيسة عروساً للمسيح تقبل ملكه الروحى وتنتظر ملكوته السماوى وتعلن مجده وخلاصه فى كل الأرض.. تحمل سماته.. وتعانق صليبه.. ولا تسعى نحو الملك الأرضى لأن ملكها هو فى السماء حيث يجلس عن يمين العظمة فى الأعالى.

السيد المسيح لم يطلب لنفسه مُلكاً.. بل إنه حينما رفض المُلك إلى المنتهى، فقد ملك هناك.. فى نفس الموضع الذى أعلن فيه العالم رفضه له كمَلِك.. لأنه صار هو المَلِك المصلوب.

وكان عنوان علته الذى صلب بسببه مكتوباً فوقه على الصليب “يسوع الناصرى ملك اليهود. فقرأ هذا العنوان كثيرون من اليهود لأن المكان الذى صلب فيه يسوع كان قريباً من المدينة. وكان مكتوباً بالعبرانية واليونانية واللاتينية. فقال رؤساء كهنة اليهود لبيلاطس: لا تكتب ملك اليهود بل إن ذاك قال أنا ملك اليهود. أجاب بيلاطس ما كتبت قد كتبت” (يو19: 19-22).

كانت هذه هى تهمته.. وهى سبب موته.. وموته كان سبباً فى تحقيقها؛ لأن الرب بالصليب قد صنع أمجادًا يحتار فيها عقل البشر، وترتفع بسببها قلوبهم نحو أمجاد السماء.
 
قديم 02 - 08 - 2021, 12:55 PM   رقم المشاركة : ( 46606 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لأشهد للحق

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لأشهد للحق

وقف السيد المسيح أمام بيلاطس الحاكم الرومانى فى أورشليم وقال له: “لهذا قد ولدت أنا، ولهذا قد أتيت إلى العالم لأشهد للحق. كل من هو من الحق يسمع صوتى. قال له بيلاطس: ما هو الحق؟” (يو18: 37، 38).

كثيرون يتساءلون عن الحق.. وآخرون يدّعون أنهم يملكون معرفة الحق.. والبعض يطالب بالحق.. وهناك من يقولون أنهم يقضون بالحق.. وآخرون يبحثون بجدية عن الحق.. وغيرهم من يزيّفون الحق ويتعمدون ذلك، أو يزيّفون الحق بهدف تأكيد ما تصوروا أنه هو الحق.

ما هو الحق؟

هذا السؤال ليس هو ما سأله بيلاطس فقط للسيد المسيح، ولكنه هو سؤال نطرحه فى سياق حديثنا عن الحق.

من المعروف فى تعليم السيد المسيح أن الحق هو الله. فالآب فى جوهره هو حق، والابن فى جوهره هو حق، والروح القدس فى جوهره هو حق.

لهذا قال السيد المسيح عن الآب السماوى: “الذى أرسلنى هو حق” (يو7: 28).

وقال عن نفسه: “أنا هو الطريق والحق والحياة” (يو14: 6).

وقال عن الروح القدس: “روح الحق الذى من عند الآب ينبثق” (يو15: 26).

فالآب باعتباره هو المصدر أو الينبوع فى الثالوث هو “مصدر الحق أو الحقانى” والابن هو “الحق” المولود منه، والروح القدس هو “روح الحق” المنبثق من الآب. ويشبه ذلك أن نقول عن ألقاب الأقانيم الثلاثة أن الآب هو “الحكيم” (رو16: 27)، (يه25)، والابن هو “الحكمة” (1كو1: 24)، (انظر كو2: 3)، والروح القدس هو “روح الحكمة” (إش11: 2)، (أف1: 17).

ونظراً لأن الحق هو الله، فمن أراد أن يعرف الحق عليه أن يعرف الله المعرفة الحقيقية.

عن معرفة الآب قال السيد المسيح لليهود: “لو عرفتمونى لعرفتم أبى أيضاً” (يو8: 19).

وعن معرفة الروح القدس قال: “روح الحق الذى لا يستطيع العالم أن يقبله، لأنه لا يراه ولا يعرفه، وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم” (يو14: 17).

وعن معرفة الابن قال هو شخصياً لتلميذه فيلبس: “أنا معكم زماناً هذه مدته، ولم تعرفنى يا فيلبس! الذى رآنى فقد رأى الآب، فكيف تقول أنت: أرنا الآب؟” (يو14: 9). وقال لتلميذه توما: “أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتى إلى الآب إلا بى. لو كنتم قد عرفتمونى لعرفتم أبى أيضاً. ومن الآن تعرفونه وقد رأيتموه” (يو14: 6، 7). لهذا قال معلمنا بولس الرسول عن السيد المسيح: “الذى هو صورة الله غير المنظور” (كو1: 15)، أى أننا نستطيع أن نرى الله حينما نرى السيد المسيح.
 
قديم 02 - 08 - 2021, 12:56 PM   رقم المشاركة : ( 46607 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أتيت إلى العالم لأشهد للحق



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



أتيت إلى العالم لأشهد للحق

بالرغم من أن السيد المسيح هو “الحق” ولكنه قال إنه قد أتى إلى العالم ليشهد للحق. لم يكن هناك من يمكنه أن يعلن الحق ويشهد له بالقوة التى شهد بها الحق نفسه عن نفسه.

لقد شهد السيد المسيح للآب السماوى، وشهد الآب السماوى للسيد المسيح. وشهد السيد المسيح للروح القدس، وشهد الروح القدس للسيد المسيح. لأن “الذين يشهدون فى السماء هم ثلاثة: الآب، والكلمة، والروح القدس. وهؤلاء الثلاثة هم واحد” (1يو5: 7).

وقد أشار السيد المسيح إلى شهادة الثالوث السمائى فى حديثه مع نيقوديموس بقوله “الحق الحق أقول لك: إننا إنما نتكلم بما نعلم ونشهد بما رأينا، ولستم تقبلون شهادتنا. إن كنت قلت لكم الأرضيات ولستم تؤمنون، فكيف تؤمنون إن قلت لكم السماويات؟ وليس أحد صعد إلى السماء إلا الذى نزل من السماء ابن الإنسان الذى هو فى السماء” (يو3: 11-13).

وفيما يلى بعض الآيات التى تشير إلى شهادة الأقانيم السماوية: الآب والابن والروح القدس:

قال السيد المسيح لليهود: “الآب نفسه الذى أرسلنى يشهد لى” (يو5: 37). وقال: “إن كنت أشهد لنفسى فشهادتى حق” (يو8: 14).

وقال لتلاميذه: “متى جاء المعزى الذى سأرسله أنا إليكم من الآب، روح الحق، الذى من عند الآب ينبثق، فهو يشهد لى” (يو15: 26).

وقال مناجياً للآب السماوى: “أنا مجدتك على الأرض.. أنا أظهرت اسمك للناس الذين أعطيتنى من العالم.. وعرفتهم اسمك وسأعرفهم” (يو17: 4، 6، 26).

وقال عن الروح القدس “متى جاء ذاك، روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق” (يو16: 13).

وقال معلمنا بطرس الرسول فى رسالته الثانية: “لأننا لم نتبع خرافات مصنّعة، إذ عرفناكم بقوة ربنا يسوع المسيح ومجيئه، بل قد كنا معاينين عظمته. لأنه أخذ من الله الآب كرامة ومجداً، إذ أقبل عليه صوت كهذا من المجد الأسنى: هذا هو ابنى الحبيب الذى أنا سررت به. ونحن سمعنا هذا الصوت مقبلاً من السماء إذ كنا معه فى الجبل المقدس” (2بط1: 16-18). وهذه شهادة من الآب للابن سمعها التلاميذ.

وقال القديس يوحنا الحبيب فى رسالته الأولى: “إن كنا نقبل شهادة الناس، فشهادة الله أعظم، لأن هذه هى شهادة الله التى قد شهد بها عن ابنه. من يؤمن بابن الله فعنده الشهادة فى نفسه. من لا يصدّق الله، فقد جعله كاذباً، لأنه لم يؤمن بالشهادة التى قد شهد بها الله عن ابنه. وهذه هى الشهادة: أن الله أعطانا حياة أبدية، وهذه الحياة هى فى ابنه. من له الابن فله الحياة، ومن ليس له ابن الله فليست له الحياة” (1يو5: 9-12).

 
قديم 02 - 08 - 2021, 12:57 PM   رقم المشاركة : ( 46608 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

سؤال بيلاطس

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

سؤال بيلاطس

مسكين بيلاطس الذى كان الحق (أى السيد المسيح) واقفاً أمامه، وقال له الحق “أتيت إلى العالم لأشهد للحق!” (يو18: 37). ولكن بيلاطس لم يفهم ولم يعرف فسأل “ما هو الحق؟!” (يو18: 38).

هناك من يؤمن بالحق عبر آلاف السنين، وهناك من كان الحق على بُعد أشبار منه ولكنه لم يعرفه..!!.

” كل من هو من الحق يسمع صوتى ” (يو18: 37)

قال السيد المسيح لبيلاطس الوالى الرومانى: “لهذا قد ولدت أنا ولهذا قد أتيت الى العالم، لأشهد للحق. كل من هو من الحق يسمع صوتى. قال له بيلاطس: ما هو الحق؟” (يو 18: 37، 38).

قبل ذلك قال السيد المسيح لتلاميذه: ” أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتى إلى الآب إلا بى” (يو14: 6). أى أن السيد المسيح هو الحق وبهذا يكون صوته هو صوت الحق.

ولكن بيلاطس حينما سأله: ما هو الحق؟ لم يجبه السيد المسيح على ذلك. واكتفى بأن يقول له: “كل من هو من الحق يسمع صوتى”.

الذى هو من الحق: يحب الحق، ويفرح بالحق، ويسعى نحو الحق، ويسمع صوت الحق، ويدافع عن الحق، ويشهد للحق، ويطيع نداء الحق، ويسلك فى الحق، ويتحد بالحق إلى أبد الدهور.

ليس للباطل موضع فى قلبه ولا فى حياته.. بل إن الحق يتأكد فى حياته ويتزايد باستمرار.

 
قديم 02 - 08 - 2021, 01:12 PM   رقم المشاركة : ( 46609 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تصديق الحق

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تصديق الحق

يتكلّم معلمنا بولس الرسول عن ظهور “ضد المسيح”، وما سوف يعمله من آيات وعجائب كاذبة. وكيف أن الله سيسمح بظهور عمل الضلال للهالكين، لكى يظهر الفرق بين محبى الحق ومحبى الكذب. ويكون ذلك مبرراً لإدانة الذين لم يصدقوا الحق.

يقول عن ضد المسيح هذا “الذى مجيئه بعمل الشيطان، بكل قوة، وبآيات وعجائب كاذبة، وبكل خديعة الإثم فى الهالكين. لأنهم لم يقبلوا محبة الحق حتى يخلصوا. ولأجل هذا سيرسل إليهم الله عمل الضلال حتى يصدقوا الكذب. لكى يدان جميع الذين لم يصدقوا الحق بل سروا بالإثم” (2تس2: 9-12).

هناك نفوس تشتاق إلى معرفة الحق.. وهذه لن يتركها الله. بل بالعكس يعرفها ويعينها للتبنى، ويدعوها لميراث الحياة الأبدية.

قد تتأخر دعوتهم بعض الشئ ليتمجد الله فيهم أو بواسطتهم، حينما يقبلون الحق. ولكن الله الذى سبق فعرفهم، لابد أن يدعوهم لأن الحق الذى يعلنه لهم له موضع فى قلوبهم، بغض النظر عن حالتهم السابقة. ولابد أن يشهدوا للحق حينما يدعوهم وبهذا يتأهلون لنيل القيامة، لأنهم آمنوا برب القيامة، واتحدوا به فى المعمودية بشبه موته، ونالوا قوة قيامته.

وهذا ما شرحه معلمنا بولس الرسول فى رسالته إلى أهل رومية: “ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله. الذين هم مدعوون حسب قصده. لأن الذين سبق فعرفهم سبق فعينهم، ليكونوا مشابهين صورة ابنه، ليكون هو بكراً بين إخوة كثيرين. والذين سبق فعينهم فهؤلاء دعاهم أيضاً. والذين دعاهم فهؤلاء بررهم أيضاً. والذين بررهم فهؤلاء مجدهم أيضاً” (رو8: 28-30).

لابد أن يدعو الله محبى الحق إلى معرفته والإيمان به أثناء حياتهم على الأرض. لهذا يقول معلمنا بولس الرسول أيضاً: “وأما نحن فينبغى لنا أن نشكر الله كل حين، لأجلكم أيها الإخوة المحبوبون من الرب. إن الله اختاركم من البدء للخلاص، بتقديس الروح وتصديق الحق” (2تس2: 13).

الاختيار مبنى على سبق المعرفة، لمن سوف يقبلون الحق. ولهذا قال السيد المسيح: “كل من هو من الحق يسمع صوتى”. والذين هم من الحق يسمعون صوت الحق ويطيعون الحق. ولأن الله قد اختارهم، ولهذا فقد دعاهم وبررهم بالميلاد الجديد، ومجدهم بنعمة الروح القدس.

ويقول معلمنا بولس الرسول أيضاً: “الإيمان ليس للجميع” (2تس3: 2). لهذا وقف السيد المسيح صامتاً أمام بيلاطس الحاكم الوثنى. واكتفى بقوله: “كل من هو من الحق يسمع صوتى”. وحينما سأله ما هو الحق، لم يجبه بشئ لأن الحق لم يكن له موضع فى قلبه.

يكفى أن نرى بيلاطس وهو يصدر حكماً على السيد المسيح بالموت صلباً، مع أنه شهد على نفسه وقال: “إنى برئ من دم هذا البار” (مت27: 24).كيف يتبرأ وهو يصدر حكماً بالموت على شخص برئ لم يجد فيه علة واحدة للموت؟

ألا ينطبق على بيلاطس تحذير الرب بالويل لمن يقولون للنور ظلمة وللظلمة نوراً.. الذين يقلبون الحقائق، ولا يسلكون بمقتضاها.

ألا ينطبق عليه تحذير الرب للقضاة من أن يزيفوا أحكام القضاء، حينما قال: “أيديكم ملآنة دماً، اغتسلوا تنقوا اعزلوا شر أفعالكم من أمام عينى. كفوا عن فعل الشر، تعلّموا فعل الخير. اطلبوا الحق. انصفوا المظلوم. اقضوا لليتيم، حاموا عن الأرملة” (إش1: 15-17).

وها هى أورشليم تحكم بالموت ظلماً على الحق الذى تجسد لأجل خلاصها، والرب يرثيها ويقول عنها: “كيف صارت القرية الأمينة زانية. ملآنة حقاً كان العدل يبيت فيها. وأما الآن فالقاتلون” (إش1: 21).

لو كان بيلاطس قد شهد للحق بالقول والفعل، ودافع عن يسوع المظلوم، وترك الظلم لغيره منقذاً نفسه.. لاستحق أن يعرف ما هو الحق، ومن هو الحق.

لهذا بقى السيد المسيح صامتاً. لأن الحق يتكلم حتى ولو صمت. ويتكلم حتى ولو بدا كأنه قد ضاع. لأن الحق لا يمكن أن يضيع.

أليس هذا ما قيل بفم إشعياء النبى: “من صدق خبرنا، ولمن استعلنت ذراع الرب.. ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه. كشاة تساق إلى الذبح، وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه” (إش53: 1، 7).

” الذى أسلمنى إليك له خطية أعظم ” (يو19: 11)

قال هذا يسوع لبيلاطس مشيراً إلى أن خطية اليهود كانت أعظم من خطية بيلاطس.

كان المفروض فى اليهود أن يدافعوا عن السيد المسيح أمام الحاكم الرومانى. لأنهم هم شعبه وخاصته.

ولكنه “إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله” (يو1: 11). وكتب عنه فى سفر زكريا النبى “فيقول له: ما هذه الجروح فى يديك؟ فيقول هى التى جُرحت بها فى بيت أحبائى” (زك13: 6).

من كان يتصور أن نسل إبراهيم -صاحب العهد- هو نفسه الذى يطلب صلب السيد المسيح؟!

ومن كان يتصور أن أبناء إسحق الحبيب الذى سيق إلى الذبح مثالاً للمسيح، هم أنفسهم الذين يطلبون له الموت بإلحاح ويصلبونه بأيدى الرومان؟!

ومن كان يتصور أن نسل يعقوب القديس الوارث للوعد، هو نفسه الذى يتآمر على السيد المسيح مُسلماً إياه إلى قضاء الموت بأيدى الأمم الغريبة؟!

أمام هذه الحقيقة المُرة قال المرنم: “رفضونى أنا الحبيب مثل ميت مرذول” (مز37: 21) بحسب الترجمة القبطية.

وذهولاً من ذلك الواقع الرهيب قال معلمنا بولس الرسول: “أقول الصدق فى المسيح لا أكذب وضميرى شاهد لى بالروح القدس. إن لى حزنا عظيماً ووجعاً فى قلبى لا ينقطع. فإنى كنت أود لو أكون أنا نفسى محروماً من المسيح لأجل إخوتى أنسبائى حسب الجسد. الذين هم إسرائيليون ولهم التبنى والمجد والعهود والاشتراع والعبادة والمواعيد. ولهم الآباء ومنهم المسيح حسب الجسد الكائن على الكل إلهاً مباركاً إلى الأبد آمين” (رو9: 1-5).

كان بولس الرسول يتألم بشدة كلما تذكر أن اليهود أصحاب المواعيد والعهد والشريعة الإلهية، هم أنفسهم الذين رفضوا السيد المسيح وصلبوه، واستمر الكثيرون منهم فى رفضه بعد قيامته من الأموات والكرازة باسمه لغفران الخطايا.. بل زادوا على ذلك مقاومتهم لكرازة الآباء الرسل واضطهادهم للكنيسة فى اليهودية وفى كل مكان تواجدوا فيه خارجاً عن أورشليم.

كانت خطية اليهود أعظم من خطية بيلاطس. لأن بيلاطس كان أممياً، وليس من شعب الله الذين أعدهم الرب آلافاً من السنين لاستقبال المخلّص الوحيد، وكان عندهم أقوال الأنبياء التى تكلمت بوضوح عن صلب السيد المسيح، ولكنهم تغافلوا عنها، بل وتمموا ما جاء فيها بغلاظة قلوبهم.
 
قديم 02 - 08 - 2021, 01:13 PM   رقم المشاركة : ( 46610 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لم يكن بيلاطس عادلاً فى حكمه



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

خطية بيلاطس

لم يكن بيلاطس عادلاً فى حكمه، لأنه حكم بالموت على شخص برئ.. وأصدر أعجب حكم فى التاريخ: البراءة والإعدام على شخص واحد، وفى نفس الجلسة.

فالعجيب أنه قبل أن يصدر الحكم بصلبه -وهو صاحب سلطان- طلب ماء، وغسل يديه أمام الجميع وقال: “إنى برئ من دم هذا البار” (مت27: 24). وقال اليهود: “دمه علينا وعلى أولادنا” (مت27: 25).

ولكن قول اليهود هذا لا يجعل بيلاطس يتبرر، لأنه كان فى سلطانه أن يطلق السيد المسيح حسبما قال: “ألست تعلم أن لى سلطاناً أن أصلبك وسلطاناً أن أطلقك” (يو19: 10). ولكنه لم يطلق السيد المسيح حراً لأنه خاف من اليهود حينما قالوا له “إن أطلقت هذا فلست محباً لقيصر” (يو19: 12).. خاف على نفسه، أو خاف على منصبه.. وكان حائراً متردداً.. على أنه كان داخلياً يميل إلى إطلاق السيد المسيح.

بدأت خطية بيلاطس حينما قال لليهود: “أنا أؤدبه وأطلقه” (لو23: 16). لأنه بهذا قد طبق على السيد المسيح عقوبة الجلد الرومانى القاسية، والتى كانوا يسمونها عقوبة [نصف الموت]. وهذه كانت تتخطى بكثير عقوبة الجلد العبرانى.. وهى التى تسببت فى موت السيد المسيح سريعاً على الصليب لسبب النزيف الداخلى الحاد مع جراحات الصليب الأخرى، والمجهود الرهيب الذى يلزم للمصلوب لكى يستطيع أن يتنفس وهو معلق من ذراعيه.

تصوّر بيلاطس أن خطية صلب المسيح يمكن تفاديها بخطية جلده، ولكنه انزلق فى طريق الظلم خطوة بعد خطوة، ولم يمكنه أن يتراجع، مع أن زوجته أرسلت إليه محذرة تقول “إياك وذلك البار، لأنى تألمت اليوم كثيراً فى حلم من أجله” (مت27: 19). ولكن بيلاطس لم يتجاوب عملياً مع التحذير الرهيب..!!

قد يتصور البعض أن الشروع فى الخطية لا يؤدى إلى خطية.. ولكن الشروع فى الخطية هو مثل الجلد والعذاب الذى يكمل بعد ذلك بالصلب والموت. لأن “الشهوة إذا حبلت تلد خطية، والخطية إذا كملت تنتج موتاً” (يع1: 15) والشهوة هى بداية الطريق إلى فعل الخطية. وقد جلد السيد المسيح متألماً بعنف لكى يشفى حواس الإنسان من الشهوة وتلذذاتها، كما هو مكتوب “الذى بجلدته شفيتم” (1بط2: 24).

حينما امتدت يد بيلاطس بجسارة ليسئ إلى السيد المسيح فى عملية الجلد القاسية، كان قد وضع قدميه على أول طريق الحكم عليه ظلماً بالموت، بينما شهد بيلاطس على نفسه: “لست أجد فيه علة واحدة” (يو19: 4).

ما أقسى هذه اللحظات يا ربنا وفادينا، حينما امتدت تلك الأيادى بجسارة لتربطك وتمدك للجلد بالسياط التى ألهبت ظهرك الحانى. وقد انحنيت يا سيدنا تحت وطأة الآلام الرهيبة والمحرقة، لتشفى جراحات خطايانا فى جسدك الطاهر يا قدوس..!!
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 11:59 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025