![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 46501 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الآب هو الينبوع ![]() الآب هو الينبوع الذى منه الابن الوحيد بالولادة الأزلية قبل كل الدهور. ومنه أيضاً الروح القدس بالانبثاق الأزلى قبل كل الدهور. الآب هو الحكيم الذى يلد الحكمة ويبثق روح الحكمة. والآب هو الحقانى الذى يلد الحق (انظر يو14: 6) ويبثق روح الحق (انظر يو15: 26). فالحكمة هو لقب أقنوم الابن المولود من الآب الحكيم. والحق هو لقب أقنوم الابن المولود من الآب الحقانى. والكلمة أى (العقل منطوق به) هو لقب أقنوم الابن المولود من الآب العاقل. والخواص الجوهرية جميعاً ومن أمثلتها الحكمة والحق والعقل.. يشترك فيها الأقانيم معاً فالحق مثلاً هو خاصية يشترك فيها الأقانيم جميعاً. فالآب هو حق من حيث الجوهر، والابن هو حق من حيث الجوهر، والروح القدس هو حق من حيث الجوهر. أما من حيث الأقنوم فالآب هو الحقانى (أى ينبوع الحق)، والابن هو الحق المولود منه والروح القدس هو روح الحق المنبثق منه. من يستطيع أن يفصل الحقانى عن الحق المولود منه؟! ومن يستطيع أن يفصل الحكيم عن الحكمة؟.. إن الحكمة تصدر عن الحكيم تلقائياً كإعلان طبيعى عن حقيقته غير المنظورة. إننا نعرف الحكيم.. بالحكمة، ونعرف العاقل بالعقل المنطوق به، ونعرف الحقانى بالحق الصادر منه.. وهكذا. أى أن الرب هو حكيم وحكمته فى حضنه منذ الأزل، وبالحكمة صنع الرب كل الموجودات كقول المزمور “بكلمة الرب صُنِعَت السماوات، وبنسمة فيه كل جنودها” (مز33: 6). أى أن الرب قد خلق السماوات وملائكتها بكلمته وبروحه القدوس. ما أجمل كلام السيد المسيح حينما قال: “كل ما للآب هو لى” حقاً إن الثالوث القدوس هو الله الواحد فى الجوهر المثلث الأقانيم. مجد الآب وملكيته وملكوته جميعاً للابن أيضاً من عبارة “كل ما هو لى فهو لك” (يو17: 10) نفهم أيضاً أن كل مجد الآب هو للابن أيضاً، وكل ملكية الآب وملكوته تخص الابن أيضاً. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 46502 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() مجد الآب ![]() مجد الآب قال السيد المسيح عن مجيئه الثانى للدينونة واستعلان ملكوت الله: “ومتى جاء ابن الإنسان فى مجده وجميع الملائكة القديسين معه، فحينئذ يجلس على كرسى مجده. ويجتمع أمامه جميع الشعوب فيميز بعضهم من بعض كما يميّز الراعى الخراف من الجداء. فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن اليسار. ثم يقول الملك للذين عن يمينه تعالوا يا مباركى أبى رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم” (مت25: 31-34). وكما قال السيد المسيح إن ابن الإنسان سوف يأتى “فى مجده” قال أيضاً: “فإن ابن الإنسان سوف يأتى فى مجد أبيه مع ملائكته وحينئذ يجازى كل واحد حسب عمله” (مت16: 27). وبهذا لم يفرق السيد المسيح بين “مجده” و”مجد أبيه” فى حديثه عن مجيئه الثانى للدينونة. لأن مجد السيد المسيح باعتبار أنه هو ابن الله هو نفس مجد الآب بلا أدنى فرق فى المجد. فالأقانيم الثلاثة متساوية فى المجد الإلهى. وحينما قال السيد المسيح فى مناجاته قبل الصلب: “والآن مجّدنى أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذى كان لى عندك قبل كون العالم” (يو17: 5). كان يقصد أن مجده الأزلى هو نفسه مجد الآب الأزلى قبل خلق العالم، وذلك بالرغم من أن السيد المسيح قد أخفى الكثير من مجده فى حال ظهوره فى الجسد حينما أخلى نفسه آخذاً صورة عبد. كذلك نادى السيد المسيح الآب قبيل الصلب قائلاً: “أيها الآب مجّد اسمك. فجاء صوت من السماء مجدّت وأمجّد أيضاً” (يو12: 28). وحينما خرج يهوذا الإسخريوطى بعد عشاء الفصح اليهودى ليذهب إلى رؤساء الكهنة ويصير دليلاً للذين قبضوا على السيد المسيح، قال السيد المسيح: “الآن تمجَّد ابن الإنسان وتمجَّد الله فيه. إن كان الله قد تمجَّد فيه فإن الله سيُمجِّده فى ذاته ويمجِّده سريعاً” (يو13: 31، 32). وفى مناجاته مع الآب بعد تلك الأحداث مباشرة، رفع عينيه نحو السماء وقال: “أيها الآب.. مجّد ابنك ليمجدك ابنك أيضاً” (يو17: 1). إن مجد الآب هو نفسه مجد الابن لأنه له نفس الجوهر الواحد مع الآب. ولُقِّب السيد المسيح بأنه هو “بهاء مجده” (عب1: 3). فإن كان الابن هو بهاء مجد الآب فكيف نفصل بين مجد الابن ومجد الآب. إن مجد الآب يظهر جلياً للخليقة بواسطة الابن الوحيد، ولهذا نقول فى القداس الغريغورى الذى أظهر لنا نور الآب. وبالإضافة إلى ذلك قيل عن الابن إنه “رب لمجد الله الآب” (فى2: 11). بمعنى أن الابن هو رب أى سيد للخليقة التى تحيا فى مجد الله، وتعكس هذا المجد، فيتمجد الله فيها وبواسطتها. ونحن كثيراً ما نلّقب السيد المسيح بعبارة “رب المجد” التى قالها عنه معلمنا بولس الرسول فى (1كو2: 8). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 46503 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ملكوت الآب ![]() ملكوت الآب لشدة محبة الآب للابن، فإنه يلقب ملكوته بملكوت الابن “ملكوت ابن محبته” (كو1: 13). وكما أن الآب له لقب “ملك الملوك ورب الأرباب.. الذى لم يره أحد من الناس ولا يقدر أن يراه” (1تى6: 15، 16). هكذا أيضاً فإن الابن له نفس اللقب وقد رآه يوحنا الإنجيلى فى رؤياه “متسربلٌ بثوبٍ مغموسٍ بدمٍ، ويدعى اسمه كلمة الله.. وله على ثوبه وعلى فخذه اسم مكتوب ملك الملوك ورب الأرباب” (رؤ19: 13، 16). ولذلك ففى يوم الدينونة قيل عن الابن إنه سوف “يجلس على كرسى مجده” (مت25: 31). وأن لقبه هو “الملك” (مت25: 34). إن ملكوت الآب هو نفسه ملكوت الابن.. وكل هذا يتحقق فينا بعمل الروح القدس الذى يجعل ملكوت الله داخلنا (انظر لو17: 21) بسكناه فينا، ويقودنا فى طريق الملكوت حتى نصير ملكاً لله، ويملك على حياتنا إلى الأبد بنعمته. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 46504 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ” وأنا ممجد فيهم ” (يو 17: 10) ![]() قال السيد المسيح: “أنا أظهرت اسمك للناس الذين أعطيتنى من العالم.. من أجلهم أنا أسأل. لست أسأل من أجل العالم بل من أجل الذين أعطيتنى لأنهم لك. وكل ما هو لى فهو لك. وما هو لك فهو لى. وأنا ممجد فيهم” (يو17: 6، 9، 10). إن حياة القديسين الذين آمنوا بالسيد المسيح، وتمتعوا بخلاصه العجيب، قد صارت لمجد اسمه القدوس. فسيرتهم العطرة، وأقوالهم الحسنة، وأعمالهم الطيبة قد صارت كلها لمجد السيد المسيح الذى افتداهم واشتراهم بدمه وقدسهم بروحه القدوس الذى من عند الآب ينبثق. من الأشياء الجميلة أن يقول السيد المسيح عن تلاميذه: “أنا ممجد فيهم”.. إنها ثقة عجيبة بما سوف يعمله فيهم وبواسطتهم لمجد الله. كيف تحول الخطاة إلى قديسين.. وكيف تحول فساد البشرية التى كانت ترزح تحت عبودية إبليس إلى تمجيد اسم الله فى حياة أولاده. كل هذا صنعه السيد المسيح بصورة أبهرت عقول السمائيين. بهذا تغنى معلمنا بولس الرسول فقال: “مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذى باركنا بكل بركة روحية فى السماويات فى المسيح. كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لوم قدامه فى المحبة. إذ سبق فعيننا للتبنى بيسوع المسيح لنفسه حسب مسرة مشيئته لمدح مجد نعمته التى أنعم بها علينا فى المحبوب” (أف1: 3-6). إن الله لم يخلق العالم فقط بواسطة أقنوم الكلمة. ولكنه أيضاً خلّص العالم بنفس الأقنوم الإلهى الذى هو كلمة الله المتجسد. وقد أعاد أقنوم الكلمة خِلقة البشرية من جديد بالفداء الذى صنعه على الصليب وبما ترتب عليه من نعم وبركات سمائية. لذلك يقول الكتاب “إن كان أحد فى المسيح فهو خليقة جديدة” (2كو5: 17). حقاً لقد خلقنا السيد المسيح من جديد حينما خلصنا من عبودية الشيطان، وأعطانا نعمة التجديد والبنوة “بغسل الميلاد الثانى وتجديد الروح القدس” (تى3: 5). بهذا تمجد السيد المسيح الرب باعتباره هو حكمة الله وقوة الله، وبواسطته تم الفداء وخلاص البشر من حكم الموت الأبدى. وتمت المصالحة بين الله والإنسان. وأصبح من الممكن أن يعود الإنسان إلى الصورة الجميلة التى خلقه الله فيها على صورته ومثاله. لقد صار القديسون هم رائحة المسيح الذكية، ورسالته المقروءة من جميع الناس.. وجميل جداً أن يتصور السيد المسيح فى حياة قديسيه وتلاميذه حسبما قال معلمنا بولس الرسول عن مخدوميه: “يا أولادى الذين أتمخض بكم أيضاً إلى أن يتصور المسيح فيكم” (غل4: 19). عبارة “أنا ممجد فيهم” تعنى أننا قد لبسنا البر الذى للمسيح حينما صرنا أولادًا لله فى المعمودية ويتجدد مفعولها فى باقى الأسرار والوسائط الروحية، وينبغى أن يتمجد السيد المسيح فينا وبواسطتنا. من أجل السيد المسيح خُلقت الخليقة، وبواسطة السيد المسيح خُلقت الخليقة. وبواسطته أيضاً ومن أجله تم تجديد البشرية بالفداء. “لأنه لاق بذاك الذى من أجله الكل، وبه الكل وهو آتٍ بأبناء كثيرين إلى المجد أن يكمل رئيس خلاصهم بالآلام. لأن المُقدِّس والمُقدَّسين جميعهم من واحد. فلهذا السبب لا يستحى أن يدعوهم إخوة قائلاً: أخبر باسمك إخوتى وفى وسط الكنيسة أسبحك.. فإذ قد تشارك الأولاد فى اللحم والدم، اشترك هو أيضاً كذلك فيهما لكى يبيد بالموت ذاك الذى له سلطان الموت أى إبليس” (عب2: 10-12، 14). فى قول معلمنا بولس الرسول السابق أن المُقدِّس والمُقدَّسين جميعهم من واحد. يقصد أن المُقدِّس هو: السيد المسيح، والمُقدَّسين هم: جماعة المؤمنين. وهم جميعاً أبناء لآدم من جهة وأبناء لله من جهة أخرى. فبحسب الجسد السيد المسيح هو من نسل آدم، وبحسب لاهوته هو مولود من الآب بالطبيعة قبل كل الدهور. والمؤمنون هم من نسل آدم بحسب الجسد، ومن الناحية الروحية قد نالوا التبنى بالميلاد الفوقانى بالمعمودية. السيد المسيح أخذ الذى لنا (البنوة لآدم) وأعطانا الذى له (البنوة لله). ومفهوم طبعاً أن بنوتنا لله لا تساوى بنوة السيد المسيح الذى له نفس الجوهر الإلهى الذى للآب. لهذا السبب لا يستحى أن يدعو مؤمنيه إخوة لأنه قد اشترك معهم فى اللحم والدم أى فى طبيعتهم البشرية، كما أنه منحهم بالنعمة البنوة لله حتى ينادوا الله الآب أباً لهم كما منحهم السيد المسيح أن يقولوا. لقد تمجد السيد المسيح بالفداء الذى صنعه بكل حكمة وفطنة لأجلنا، وتمجد فى إظهار قدرته الإلهية فى تحويل الخطاة إلى قديسين، وتمجد بما يعمله بواسطة هؤلاء القديسين من أعمال عظيمة قد سبق فأعدها ليسلكوا فيها. حقاً ما أعجب تدبيرك أيها الآب، يا من منحتنا كل هذه الإمكانيات المجيدة بواسطة ابنك الوحيد الحبيب. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 46505 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() اجعلوا شعاركم ربنا موجود لكي يطمئن قلبكم فكل الأمور في قبضة يدي وتحت سيطرتي وهذه الضيقة ستخرج منها شمس البر بمجد عظيم |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 46506 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() استمع صلاتي يا رب، واصغ الي صراخي. لا تسكت عن دموعي. لاني انا غريب عندك. نزيل مثل جميع ابائي (مز 39 :12) ![]() |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 46507 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ” ولست أنا بعد فى العالم ” (يو17: 11) ![]() تكلّم السيد المسيح عن صعوده جسدياً إلى السماء، حيث يجلس عن يمين الآب، وبالتالى عن تركه للعالم الذى يعيش فيه تلاميذه الذين اختارهم وأرسلهم ليكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها فقال: “ولست أنا بعد فى العالم، وأما هؤلاء فهم فى العالم، وأنا آتى إليك” (يو17: 11).. كان السيد المسيح قد قطع رحلة عمره على الأرض وقبيل صعوده اجتاز الآلام من أجل خلاص البشرية ونصرتها على الشيطان، وتحطيم شوكة الموت، وإتمام المصالحة مع الله. وإذ أكمل السيد المسيح رسالته على الأرض، كان ينبغى أن يترك العالم ويمضى إلى الآب حيث يمارس عمله كرئيس كهنة فى المقادس العليا يشفع كل حين من أجل مغفرة خطايا التائبين المعترفين بقوة دمه والمتحدين معه بشبه موته وقيامته. وكان لزاماً على الكنيسة أن تكمل مسيرتها على الأرض بينما ارتفع رأسها إلى السماء متشبهة به فى آلامه ونصرته على إبليس.. إلى أن تنتهى الأزمنة، ويأتى السيد المسيح فى مجد أبيه مع ملائكته القديسين ليدين العالم.. ويأخذ الكنيسة عروسه المحبوبة معه إلى المجد فى ملكوت السماوات.. صار الرسل هم وكلاء أسرار الله – يمثلون خدمة السيد المسيح فى استمراريتها من أجل خلاص الكثيرين فى هذا العالم الحاضر. كقول معلمنا بولس الرسول: “هكذا فليحسبنا الإنسان كخدام المسيح ووكلاء سرائر الله” (1كو4: 1). كان حديث السيد المسيح مع الآب السماوى فى هذه العبارات يدور حول تلاميذه القديسين على وجه التخصيص، لأنه قال بعدها فى نفس المناجاة: “ولست أسأل من أجل هؤلاء فقط، بل أيضاً من أجل الذين يؤمنون بى بكلامهم” (يو17: 20). وبهذا يكون قد انتقل إلى الطِلبة من أجل جميع المؤمنين المعترفين باسمه. ومما يدل أيضاً أنه كان يتكلم عن تلاميذه القديسين أنه قال عنهم: “حين كنت معهم فى العالم كنت أحفظهم فى اسمك الذين أعطيتنى حفظتهم ولم يهلك منهم أحد إلا ابن الهلاك ليتم الكتاب. أما الآن فإنى آتى إليك” (يو17: 12، 13). والمقصود بابن الهلاك هو يهوذا الإسخريوطى الذى أسلمه. أما باقى التلاميذ فقال عنهم للآب: “كما أرسلتنى إلى العالم. أرسلتهم أنا إلى العالم” (يو17: 18). لقد حملوا بشارة الإنجيل للعالم بعد صعود السيد المسيح وحلول الروح القدس عليهم. وحملوا رسالة المصالحة بين الله والإنسان كقول معلمنا بولس الرسول: “الله الذى صالحنا لنفسه بيسوع المسيح وأعطانا خدمة المصالحة. أى أن الله كان فى المسيح مصالحاً العالم لنفسه، غير حاسب لهم خطاياهم وواضعاً فينا كلمة المصالحة. إذاً نسعى كسفراء عن المسيح كأن الله يعظ بنا. نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله” (2كو5: 18-20). عبارة “نطلب عن المسيح” أى نطلب نيابة عن السيد المسيح أو كوكلاء لخدمته. وقد أكدّ السيد المسيح مبدأ الوكالة بقوله: “فمن هو ترى الوكيل الأمين الحكيم الذى يقيمه سيده على عبيده، ليعطيهم طعامهم فى حينه. طوبى لذلك العبد الذى إذا جاء سيده، يجده يفعل هكذا. حقاً أقول لكم: إنه يقيمه على جميع أمواله” (لو12: 42-44). لقد طلب السيد المسيح من أجل تلاميذه لكى يحفظهم الآب من الشرير أثناء وجودهم فى العالم – لكى يحملوا الرسالة بعد أن يمضى هو إلى الآب ليمارس عمله كرئيس كهنة فى الأقداس السماوية. وقد رسمت العناية الإلهية هذه الصورة العجيبة أن السيد المسيح الرأس هو فى السماء، والكنيسة جسده هنا على الأرض تعمل عمله وتحمل رسالته إلى أن يجيء هو فى نهاية الأزمنة ليأخذها إلى ملكوته الأبدى. وقد جمع الله فى السيد المسيح أيضاً ما فى السماوات وما على الأرض كما هو مكتوب “لتدبير ملء الأزمنة ليجمع كل شئ فى المسيح ما فى السماوات وما على الأرض فى ذاك الذى فيه أيضاً نلنا نصيباً معينين سابقاً حسب قصد الذى يعمل كل شئ حسب رأى مشيئته” (أف1: 10، 11). الكنيسة تؤدى رسالتها على الأرض ونظرتها متجهة نحو السماء.. وأشواقها.. وفكرها.. وشركتها حيث المسيح جالس عن يمين العظمة. وقد عبّر القديس بولس الرسول عن هذه الحقيقة فى وصفه لمسيرة الكنيسة فقال: “لأنكم لم تأتوا إلى جبل ملموس مضطرم بالنار وإلى ضباب وظلام وزوبعة.. بل قد أتيتم إلى جبل صهيون وإلى مدينة الله الحى أورشليم السماوية وإلى ربوات هم محفل ملائكة. وكنيسة أبكار مكتوبين فى السماوات وإلى الله ديان الجميع وإلى أرواح أبرار مكملين. وإلى وسيط العهد الجديد يسوع وإلى دم رش يتكلم أفضل من هابيل” (عب12: 18، 22-24). هذه الصورة الرائعة التى أرادها السيد المسيح لكنيسته المجيدة، وطلب من الآب لأجلها لكى يحضرها كنيسة لا عيب فيها. تحيا فى شركة الروح مع الله وملائكته القديسين. وتتجه مسيرتها نحو السماء، وهى تقطع زمان غربتها على الأرض صانعة مشيئة ذاك الذى اشتراها بدمه الثمين حتى يستعلن ملكوت السماوات بقوة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 46508 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ” أيها الآب القدوس احفظهم فى اسمك ” (يو17: 11) اسم الآب ![]() كان اسم “الآب” هو محور كبير فى مناجاة السيد المسيح قبل الصليب المدونة فى (يو 17) وقد ورد ذكره عشر مرات فى هذه المناجاة أحياناً بقوله “أيها الآب” (ست مرات) وأحياناً بقوله “اسمك” (أربع مرات). مثلما قال “أنا أظهرت اسمك للناس الذين أعطيتنى من العالم” (يو17: 6)، إذ كان الناس يعرفون الله باسم “يهوه” أى الكائن. أما السيد المسيح فقد أعلن سر الثالوث، وأقنومية الآب، وأبوته الأزلية للابن، وإرساله إياه إلى العالم ليصالح الآب العالم لنفسه فى المسيح. حول هذا اللقب “الآب” تقوم المسيحية.. لأنه لا يوجد آب بغير ابن ولا ابن بغير آب. فمجرد ذكر لقب “الآب” يعنى إعلان أن السيد المسيح هو ابن الله المرسل إلى العالم لأجل خلاص البشرية. إعلان الأبوة فى الله أيضاً هو إعلان عن الحب المتدفق فيه منذ الأزل لهذا أكد السيد المسيح “لأنك أحببتنى قبل إنشاء العالم” (يو17: 24). إن الحب فى الجوهر الإلهى يستدعى وجود الأقانيم، لأن الحب لا يمكن أن يوجد فى حياة أقنوم واحد منفرد قبل خلق العالم. بل إن الحب نحو الخليقة هو نتيجة منطقية للحب المتبادل بين الأقانيم الثلاث بصورة لا يمكن وصفها أو التعبير عنها.. ولكننا نستطيع أن نختبرها فى تذوقنا لمحبة الله التى “انسكبت فى قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا” (رو5: 5). لهذا قال السيد المسيح للآب: “وعرفتهم اسمك وسأعرفهم، ليكون فيهم الحب الذى أحببتنى به، وأكون أنا فيهم” (يو17: 26). إن لقب “الآب” فى نظر السيد المسيح هو موضوع الإعلان وموضوع الشهادة الرئيسية التى شغلته فى توضيح حقيقة الله. سواء من جهة حقيقة الثالوث القدوس، أو من جهة علاقته بالخليقة بصفة عامة، وبالبشر على وجه الخصوص.. وهنا نأتى إلى عبارة ” احفظهم فى اسمك ” لقد أخذ السيد المسيح الذى لنا وأعطانا الذى له.. أخذ الذى لنا بالتجسد، إذ صار ابناً للإنسان. وأعطانا الذى له أى أن نصير بالنعمة أولادًا لله. لهذا قال معلمنا يوحنا الرسول: “انظروا أية محبة أعطانا الآب حتى ندعى أولاد الله” (1يو3: 1). عبارة “أيها الآب.. احفظهم فى اسمك” تعنى أن يحفظنا الآب فى حالة البنوة التى ننالها بالمعمودية. لأن “كل من هو مولود من الله لا يفعل خطية، لأن زرعه يثبت فيه. ولا يستطيع أن يخطئ، لأنه مولود من الله” (1يو3: 9). حينما نخاطب الآب ونقول: “أبانا” فإن هذا يعنى ضمناً إننا قد صرنا أولادًا لله. وبهذا نكون محفوظين فى اسمه باعتبار أنه هو الآب. هو الآب بالنسبة للسيد المسيح بحسب لاهوته بالطبيعة. وهو الآب بالنسبة لنا بالنعمة، بالتبنى. وحينما قال معلمنا يوحنا الرسول: “كل من هو مولود من الله لا يفعل خطية” (1يو3: 9)، أضاف أيضاً وقال: “بهذا أولاد الله ظاهرون ، وأولاد إبليس” (1يو3: 10). فعبارة “احفظهم فى اسمك” تعنى أن يحفظهم الآب فى وضع البنوة له، لكى لا يكونوا أولادًا لإبليس. أما اليهود الذين لم يقبلوا السيد المسيح، ولم يؤمنوا به فقال لهم: “أنتم من أب هو إبليس، وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا. ذاك كان قتالاً للناس من البدء ولم يثبت فى الحق، لأنه ليس فيه حق. متى تكلم بالكذب، فإنما يتكلم مما له، لأنه كذاب وأبو الكذاب” (يو8: 44). ما أجمل أن يطلب السيد المسيح من أجل خاصته أن يحفظهم الآب فى اسمه الحصين، فى أبوته الحانية، فى صلاحه وخيريته.. ليكونوا أولادًا لله حقاً بالحقيقة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 46509 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ” احفظهم فى اسمك ” ![]() لقد أخذ السيد المسيح الذى لنا وأعطانا الذى له.. أخذ الذى لنا بالتجسد، إذ صار ابناً للإنسان. وأعطانا الذى له أى أن نصير بالنعمة أولادًا لله. لهذا قال معلمنا يوحنا الرسول: “انظروا أية محبة أعطانا الآب حتى ندعى أولاد الله” (1يو3: 1). عبارة “أيها الآب.. احفظهم فى اسمك” تعنى أن يحفظنا الآب فى حالة البنوة التى ننالها بالمعمودية. لأن “كل من هو مولود من الله لا يفعل خطية، لأن زرعه يثبت فيه. ولا يستطيع أن يخطئ، لأنه مولود من الله” (1يو3: 9). حينما نخاطب الآب ونقول: “أبانا” فإن هذا يعنى ضمناً إننا قد صرنا أولادًا لله. وبهذا نكون محفوظين فى اسمه باعتبار أنه هو الآب. هو الآب بالنسبة للسيد المسيح بحسب لاهوته بالطبيعة. وهو الآب بالنسبة لنا بالنعمة، بالتبنى. وحينما قال معلمنا يوحنا الرسول: “كل من هو مولود من الله لا يفعل خطية” (1يو3: 9)، أضاف أيضاً وقال: “بهذا أولاد الله ظاهرون ، وأولاد إبليس” (1يو3: 10). فعبارة “احفظهم فى اسمك” تعنى أن يحفظهم الآب فى وضع البنوة له، لكى لا يكونوا أولادًا لإبليس. أما اليهود الذين لم يقبلوا السيد المسيح، ولم يؤمنوا به فقال لهم: “أنتم من أب هو إبليس، وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا. ذاك كان قتالاً للناس من البدء ولم يثبت فى الحق، لأنه ليس فيه حق. متى تكلم بالكذب، فإنما يتكلم مما له، لأنه كذاب وأبو الكذاب” (يو8: 44). ما أجمل أن يطلب السيد المسيح من أجل خاصته أن يحفظهم الآب فى اسمه الحصين، فى أبوته الحانية، فى صلاحه وخيريته.. ليكونوا أولادًا لله حقاً بالحقيقة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 46510 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ” ليكونوا واحداً كما نحن ” ( يو 17: 11) ![]() جاءت طلبة السيد المسيح بقوله “أيها الآب القدوس احفظهم فى اسمك.. ليكونوا واحداً كما نحن” (يو17: 11). إن حياة البنوة الحقيقية لله تجعل أولاد الله يسلكون بروح واحد، هو الروح القدوس كقول الكتاب “لأن كل الذين ينقادون بروح الله، فأولئك هم أبناء الله” (رو8: 14). إنهم يسلكون بالروح الواحد بقلب واحد وبنفس واحدة. “وكان لجمهور الذين آمنوا قلب واحد، ونفس واحدة.. كان عندهم كل شئ مشتركاً” (أع4: 32). الجميع يصيرون أعضاءً فى الجسد الواحد بالروح القدس ورأس هذا الجسد هو السيد المسيح كلمة الله المتجسد. فالكنيسة هى جسد السيد المسيح بالمعنى العام والسيد المسيح هو الرأس كقول معلمنا بولس الرسول: “وإياه جعل رأساً فوق كل شئ للكنيسة التى هى جسده” (أف1: 22، 23). وهناك فرق بين جسد السيد المسيح الخاص الذى أخذه من العذراء مريم وجعله واحداً مع لاهوته، وبين الكنيسة كجسد للمسيح، وهى جماعة المؤمنين. فجسد السيد المسيح الخاص هو فى موضع الرأس للجسد العام بمعنى الكنيسة. السيد المسيح هو العريس السمائى والكنيسة هى عروسه التى اشتراها بدمه الخاص، لكى يرفعها معه إلى السماء. السيد المسيح هو الفادى، والكنيسة هى المفتداه.. السيد المسيح هو الرأس، والكنيسة هى الجسد.. السيد المسيح هو الراعى الصالح، والكنيسة هى خرافه التى رعاها، وحماها، واشتراها. الروح القدس هو الذى يجعلنا أولادًا لله فى المعمودية، وهو الذى يربطنا فى فكر واحد بالمسيح الرأس. كقول القديس بولس الرسول: “أما نحن فلنا فكر المسيح” (1كو2: 16). الروح القدس هو الذى يوصل إلينا عطايا الآب السماوى، باستحقاقات دم ابنه الوحيد، أى هو الذى يمنحنا عطايا الثالوث القدوس الواحد فى الجوهر. |
||||