![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 46491 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() سر التقوى ![]() عرّفتهم اسمك فى تكرار السيد المسيح لهذا اللقب الجميل “الآب” كشف عن حقيقة الثالوث القدوس، لأنه لا يوجد آب بغير ابن. وفى قوله للآب: “عرفتهم اسمك” يعنى أنه قد كشف هذه الحقيقة الرائعة وهى أن إله إبراهيم هو ليس مجرد إله فقط، بل هو الآب وكلمته وروحه. الآب هو الأصل بغير بداية الذى منه يولد الابن قبل كل الدهور، ومنه ينبثق الروح القدس قبل كل الدهور، كما قال السيد المسيح عنه: “روح الحق الذى من عند الآب ينبثق” (يو15: 26). وكما شرح الآباء القديسون لا يوجد آب بغير ابن ولا ابن بغير آب ومن هنا نفهم ارتباط تمجيد الابن بتمجيد اسم الآب. لأننا حينما نرى مجد المحبة فى الفداء ونعلم أنه “هكذا أحب الله العالم، حتى بذل ابنه الوحيد الجنس لكى لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية” (يو3: 16) حينئذ ندرك أبوة الآب الحقيقية. الآب يتمجد فى الخلاص الذى منحه للبشرية بواسطة ابنه الوحيد الجنس ربنا يسوع المسيح. حينما تمجد ابن الله الكلمة الذى تجسد وتأنس من أجل خلاصنا وذلك بموته المحيى وقيامته من الأموات، حينئذ تمجد اسم الآب بواسطة ابنه الوحيد. الآب هو ينبوع الحب وينبوع الحكمة وينبوع الحياة.. ونحن ندرك كل ذلك حينما ننال الحياة فى المسيح بفعل الروح القدس العامل فى الأسرار. إن اسم “الآب” ليس مجرد لقب فخرى يعلن أبوة الآب للخليقة، ولكنه يعلن ما هو أعظم من ذلك بكثير. فهو يعلن أن الله هو أبو ربنا يسوع المسيح، أى أن الآب له ابن خصوصى والأبوة فى الله ليست مستحدثة لسبب وجود الخليقة بل هى الخاصية الأقنومية للآب، والتى تعلن فى آن واحد أن الله هو ثالوث فى جوهر واحد، وجوهر واحد فى ثلاثة أقانيم غير منفصلة. وقد أشار القديس بولس الرسول إلى أبوة الله بالنسبة لنا فى فاتحة رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس: “نعمة لكم وسلام من الله أبينا والرب يسوع المسيح” (1كو1: 3)، وفى رسالته الثانية لأهل كورنثوس قال: “مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح” (2كو1: 3). وكرر نفس الأمر فى فاتحة الرسالة إلى أهل أفسس: “نعمة لكم وسلام من الله أبينا والرب يسوع المسيح. مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح” (أف1: 2، 3). كذلك فى فاتحة رسالة أهل كولوسى كتب يقول: “نعمة لكم وسلام من الله أبينا والرب يسوع المسيح. نشكر الله وأبا ربنا يسوع المسيح” (كو1: 2، 3). لذلك نلاحظ التأكيد على أبوة الله الآب للرب يسوع المسيح.. هذا هو الاسم الذى يتمجد حينما يتمجد الابن الوحيد. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 46492 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أنت ابنى ![]() وقد أوضح القديس بولس الرسول أهمية فهم هذه العلاقة بين الآب والمسيح فقال: “لأنه لمن من الملائكة قال قط: أنت ابنى أنا اليوم ولدتك. وأيضاً أنا أكون له أباً وهو يكون لى ابناً. وأيضاً متى أدخل البكر إلى العالم يقول: ولتسجد له كل ملائكة الله. وعن الملائكة يقول: الصانع ملائكته رياحاً وخدامه لهيب نار. وأما عن الابن: كرسيك يا الله إلى دهر الدهور” (عب1: 5-8). إن القديس بولس الرسول فى اقتباسه من مزمور “كرسيك يا الله إلى دهر الدهور” (مز44: 6). قد أوضح أن المقصود بهذه العبارة هو الله الابن. لذلك فإن تمجيد الابن هو تمجيد للآب، وتمجيد الآب هو تمجيد للابن لسبب وحدانية الجوهر الإلهى. فمجد الآب والابن والروح القدس هو مجد إلهى واحد. وبهذا نفهم معنى الحوار الذى دار بين الابن والآب “أيها الآب مجد اسمك. فجاء صوت من السماء مجدت وأمجد أيضاً” (يو12: 28) إنه وعد من الآب بتمجيد اسمه من خلال ابنه الوحيد “ليمجدك ابنك أيضاً” (يو17: 1). فالآب يمجد الابن ليتمجد الآب بالابن. وهكذا يكون مجد المحبة الأزلية. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 46493 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ” أنا مجدتك على الأرض ” (يو17: 4) ![]() كيف مجّد الابن المتجسد أباه السماوى فى تجسده وظهوره فى العالم؟ عن هذا الأمر كتب القديس يوحنا فى إنجيله عن الكلمة الذى صار جسداً وحل بيننا “رأينا مجده مجداً كما لوحيد من الآب مملوءًا نعمةً وحقاً.. ومن ملئه نحن جميعاً أخذنا ونعمة فوق نعمة. لأن الناموس بموسى أُعطى، أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا” (يو1: 14، 16، 17). إنها كلمات عجيبة قالها تلميذ الرب يوحنا الرسول: “رأينا مجده كما لوحيد من الآب” أى أن المجد الذى رآه التلاميذ هو ما يليق بابن الله الوحيد. تُرى ما هو هذا المجد الذى عناه يوحنا، التلميذ الذى كان يسوع يحبه؟ هل يقصد رؤيته للسيد متجلياً على جبل طابور حينما صعد إلى الجبل ليصلى وأخذ معه بطرس ويعقوب ويوحنا “وتغيرت هيئته قدامهم، وأضاء وجهه كالشمس، وصارت ثيابه بيضاء كالنور” (مت17: 2). ذلك المنظر الذى قال عنه القديس بطرس الرسول: “كنا معاينين عظمته. لأنه أخذ من الله الآب كرامة ومجداً، إذ أقبل عليه صوت كهذا من المجد الأسنى هذا هو ابنى الحبيب الذى أنا سررت به. ونحن سمعنا هذا الصوت مقبلاً من السماء إذ كنا معه فى الجبل المقدس” (2بط1: 16-18). بلا شك أن هذه الرؤيا أو هذا المنظر قد ترك أثراً عميقاً فى أذهان الرسل الثلاث حينما أبصروا شعاعاً من مجد الابن الوحيد. وقد كتب القديس بولس الرسول أن الله قد كلمنا فى ابنه، وقال عن ابن الله أنه هو “بهاء مجده” (عب1: 3). باللغة الإنجليزيةBrightness of His Glory (K.J.V.) أى “لمعان مجده”، بمعنى لمعان مجد الله الآب. ولكن المسألة فى الحقيقة لم تكن قاصرة على منظر التجلى البديع وذلك فى ذهن القديس يوحنا الإنجيلى حينما كتب “ورأينا مجده مجداً كما لوحيدٍ من الآب مملوءًا نعمةً وحقاً” (يو1: 14). لأنه من الواضح أنه قد ربط رؤيته لهذا المجد هو وغيره بما رأوه فى المسيح من ملء النعمة والحق. إن الشيطان يستطيع أن يغير شكله إلى شبه ملاك نور، ويمكنه أن يبهر الناس بمناظر وأفعال خارقة. ولهذا فإن السيد المسيح لم يظهر مجده فقط بمنظره النورانى على جبل التجلى.. بل ظهرت ملامح هذا المجد فى كل جوانب سيرته وحياته. وهنا نستطيع أن نميز بين المجد الزائف، والمجد الحقيقى، بين المجد الظاهرى والمجد الأصيل. ” فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً ” (كو2: 9) كتب معلمنا بولس الرسول عن السيد المسيح “فإنه فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً ” (كو2: 9). لقد اتحد أقنوم الكلمة (اللوغوس) بالطبيعة البشرية الكاملة التى أخذها من العذراء مريم منذ اللحظة الأولى للتجسد. وبهذا صارت الصفات الإلهية جميعها هى من خصائص الابن المتجسد الذى تجسد بطبيعة واحدة تجمع خصائص الطبيعتين، دون أن تتلاشى واحدة منها فى الأخرى. ولكن أمكن أن نرى كل صفات اللاهوت فى الابن المتجسد الواحد. لهذا قال السيد المسيح لتلاميذه: “الذى رآنى فقد رأى الآب” (يو14: 9). وقال معلمنا بولس الرسول: “الله ظهر فى الجسد” (1تى3: 16). لأن المسيح هو “صورة الله” (كو1: 15). وهذا يشرح قول القديس يوحنا الإنجيلى: “رأينا مجده مجداً كما لوحيدٍ من الآب مملوءًا نعمةً وحقاً”. إن السيد المسيح “مملوءًا نعمةً وحقاً” ، وفيه “يحل كل ملء اللاهوت جسدياً”. رأى التلاميذ فى السيد المسيح صلاح الله، وبره، وقداسته، وخيريته، وطول أناته، ورحمته، ومحبته، وقوته، وسعيه لخلاص الناس، وما فيه من حق وعدل وحزم ورفض للشر.. تلامسوا مع وداعته ورقته وصفحه وغفرانه العجيب إلى المنتهى للخطاة التائبين من كل قلوبهم. وتلامسوا مع عنايته بالمرضى والمعذبين وسعيه لإراحتهم، وهو يتحنن على الجموع ويشفق ويمنح الراحة للمتعبين، ويشبع الجياع فى الأماكن القفرة فى البرية. وتلامسوا مع طول أناته معهم واحتماله لضعفاتهم كمبتدئين حتى يأتى بهم إلى القوة. واحتماله لجهلهم حتى يأتى بهم إلى المعرفة الحقة. تلامسوا مع محبته إلى المنتهى وهو يبذل نفسه عنهم ويحتمل الآلام الرهيبة ليخلصهم من الهلاك الأبدى، كانت الجلدات على ظهر السيد المسيح هى شفاء لأوجاع خطايانا وتلذذات الخطية التى أفسدت طبيعتنا البشرية. وتلامسوا مع سمو تعاليمه، واستمعوا إلى كلمات النعمة الخارجة من شفتيه وتؤثر فى السامعين بمنتهى القوة والعمق .. وكم كان يتكلم كمن له سلطان وليس كالكتبة. تلامسوا مع الحق الذى فيه.. وهو الذى قال عن نفسه “أنا هو الطريق والحق والحياة”. لم يظهر الحق ويعبّر عنه بصورة واضحة كما كان معلناً فى السيد المسيح. كان الحق الذى فيه أقوى من كل فعل أو كلام باطل للشيطان أو للناس الذين انساقوا وراء إبليس. ولهذا فقد شهد التلاميذ بقوة القيامة “حقاً قام” لأن القيامة كانت هى الحق الذى أشرق ليبدد كل مؤامرة الشيطان، وكل ظلم البشر الأشرار. وتلامسوا مع الحق الذى فيه كرافض للشر والخطية فى حياة ذوى القلوب المتقسية الرافضة للتوبة. الأمر الذى تنبأ عنه يوحنا المعمدان بقوله: “والآن قد وضعت الفأس على أصل الشجر. فكل شجرة لا تصنع ثمراً جيداً تقطع وتلقى فى النار” (مت3: 10). تلامسوا مع قداسة الله فى شخص السيد المسيح.. الله القدوس الذى بلا خطية وحده.. وكان السيد المسيح هو الذى قال لليهود: “من منكم يبكتنى على خطية” (يو8: 46). طهارة كاملة.. نقاوة كاملة.. سمو كامل.. صفاء عجيب .. بساطة متناهية .. قوة فى رفض الشر والصمود فى وجه الطغيان.. تحرر من الأهواء والنزعات.. إنها أنشودة عجيبة تلك الكلمات الخالدة “أنا مجدتك على الأرض”.. لأن مجد الآب قد ظهر فى ابنه الوحيد “ورأينا مجده مجداً كما لوحيدٍ من الآب مملوءًا نعمةً وحقاً”.. وكان السيد المسيح فى كل ذلك يسعى دائماً لتمجيد أبيه السماوى وإظهار اسمه للناس. أى إظهار أنه “هو الآب” بالحقيقة. الآب الذى يتدفق الحب الأزلى بينه وبين الابن الوحيد.. الآب الذى هو أبو كل الأرواح وهو الأصل فى كل شئ وله ينبغى التمجيد مع ابنه الوحيد والروح القدس الآن وكل أوان وإلى الأبد آمين. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 46494 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ما هو هذا المجد الذى عناه يوحنا، التلميذ الذى كان يسوع يحبه؟ ![]() هل يقصد رؤيته للسيد متجلياً على جبل طابور حينما صعد إلى الجبل ليصلى وأخذ معه بطرس ويعقوب ويوحنا “وتغيرت هيئته قدامهم، وأضاء وجهه كالشمس، وصارت ثيابه بيضاء كالنور” (مت17: 2). ذلك المنظر الذى قال عنه القديس بطرس الرسول: “كنا معاينين عظمته. لأنه أخذ من الله الآب كرامة ومجداً، إذ أقبل عليه صوت كهذا من المجد الأسنى هذا هو ابنى الحبيب الذى أنا سررت به. ونحن سمعنا هذا الصوت مقبلاً من السماء إذ كنا معه فى الجبل المقدس” (2بط1: 16-18). بلا شك أن هذه الرؤيا أو هذا المنظر قد ترك أثراً عميقاً فى أذهان الرسل الثلاث حينما أبصروا شعاعاً من مجد الابن الوحيد. وقد كتب القديس بولس الرسول أن الله قد كلمنا فى ابنه، وقال عن ابن الله أنه هو “بهاء مجده” (عب1: 3). باللغة الإنجليزيةBrightness of His Glory (K.J.V.) أى “لمعان مجده”، بمعنى لمعان مجد الله الآب. ولكن المسألة فى الحقيقة لم تكن قاصرة على منظر التجلى البديع وذلك فى ذهن القديس يوحنا الإنجيلى حينما كتب “ورأينا مجده مجداً كما لوحيدٍ من الآب مملوءًا نعمةً وحقاً” (يو1: 14). لأنه من الواضح أنه قد ربط رؤيته لهذا المجد هو وغيره بما رأوه فى المسيح من ملء النعمة والحق. إن الشيطان يستطيع أن يغير شكله إلى شبه ملاك نور، ويمكنه أن يبهر الناس بمناظر وأفعال خارقة. ولهذا فإن السيد المسيح لم يظهر مجده فقط بمنظره النورانى على جبل التجلى.. بل ظهرت ملامح هذا المجد فى كل جوانب سيرته وحياته. وهنا نستطيع أن نميز بين المجد الزائف، والمجد الحقيقى، بين المجد الظاهرى والمجد الأصيل. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 46495 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ” فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً ” (كو2: 9) ![]() كتب معلمنا بولس الرسول عن السيد المسيح “فإنه فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً ” (كو2: 9). لقد اتحد أقنوم الكلمة (اللوغوس) بالطبيعة البشرية الكاملة التى أخذها من العذراء مريم منذ اللحظة الأولى للتجسد. وبهذا صارت الصفات الإلهية جميعها هى من خصائص الابن المتجسد الذى تجسد بطبيعة واحدة تجمع خصائص الطبيعتين، دون أن تتلاشى واحدة منها فى الأخرى. ولكن أمكن أن نرى كل صفات اللاهوت فى الابن المتجسد الواحد. لهذا قال السيد المسيح لتلاميذه: “الذى رآنى فقد رأى الآب” (يو14: 9). وقال معلمنا بولس الرسول: “الله ظهر فى الجسد” (1تى3: 16). لأن المسيح هو “صورة الله” (كو1: 15). وهذا يشرح قول القديس يوحنا الإنجيلى: “رأينا مجده مجداً كما لوحيدٍ من الآب مملوءًا نعمةً وحقاً”. إن السيد المسيح “مملوءًا نعمةً وحقاً” ، وفيه “يحل كل ملء اللاهوت جسدياً”. رأى التلاميذ فى السيد المسيح صلاح الله، وبره، وقداسته، وخيريته، وطول أناته، ورحمته، ومحبته، وقوته، وسعيه لخلاص الناس، وما فيه من حق وعدل وحزم ورفض للشر.. تلامسوا مع وداعته ورقته وصفحه وغفرانه العجيب إلى المنتهى للخطاة التائبين من كل قلوبهم. وتلامسوا مع عنايته بالمرضى والمعذبين وسعيه لإراحتهم، وهو يتحنن على الجموع ويشفق ويمنح الراحة للمتعبين، ويشبع الجياع فى الأماكن القفرة فى البرية. وتلامسوا مع طول أناته معهم واحتماله لضعفاتهم كمبتدئين حتى يأتى بهم إلى القوة. واحتماله لجهلهم حتى يأتى بهم إلى المعرفة الحقة. تلامسوا مع محبته إلى المنتهى وهو يبذل نفسه عنهم ويحتمل الآلام الرهيبة ليخلصهم من الهلاك الأبدى، كانت الجلدات على ظهر السيد المسيح هى شفاء لأوجاع خطايانا وتلذذات الخطية التى أفسدت طبيعتنا البشرية. وتلامسوا مع سمو تعاليمه، واستمعوا إلى كلمات النعمة الخارجة من شفتيه وتؤثر فى السامعين بمنتهى القوة والعمق .. وكم كان يتكلم كمن له سلطان وليس كالكتبة. تلامسوا مع الحق الذى فيه.. وهو الذى قال عن نفسه “أنا هو الطريق والحق والحياة”. لم يظهر الحق ويعبّر عنه بصورة واضحة كما كان معلناً فى السيد المسيح. كان الحق الذى فيه أقوى من كل فعل أو كلام باطل للشيطان أو للناس الذين انساقوا وراء إبليس. ولهذا فقد شهد التلاميذ بقوة القيامة “حقاً قام” لأن القيامة كانت هى الحق الذى أشرق ليبدد كل مؤامرة الشيطان، وكل ظلم البشر الأشرار. وتلامسوا مع الحق الذى فيه كرافض للشر والخطية فى حياة ذوى القلوب المتقسية الرافضة للتوبة. الأمر الذى تنبأ عنه يوحنا المعمدان بقوله: “والآن قد وضعت الفأس على أصل الشجر. فكل شجرة لا تصنع ثمراً جيداً تقطع وتلقى فى النار” (مت3: 10). تلامسوا مع قداسة الله فى شخص السيد المسيح.. الله القدوس الذى بلا خطية وحده.. وكان السيد المسيح هو الذى قال لليهود: “من منكم يبكتنى على خطية” (يو8: 46). طهارة كاملة.. نقاوة كاملة.. سمو كامل.. صفاء عجيب .. بساطة متناهية .. قوة فى رفض الشر والصمود فى وجه الطغيان.. تحرر من الأهواء والنزعات.. إنها أنشودة عجيبة تلك الكلمات الخالدة “أنا مجدتك على الأرض”.. لأن مجد الآب قد ظهر فى ابنه الوحيد “ورأينا مجده مجداً كما لوحيدٍ من الآب مملوءًا نعمةً وحقاً”.. وكان السيد المسيح فى كل ذلك يسعى دائماً لتمجيد أبيه السماوى وإظهار اسمه للناس. أى إظهار أنه “هو الآب” بالحقيقة. الآب الذى يتدفق الحب الأزلى بينه وبين الابن الوحيد.. الآب الذى هو أبو كل الأرواح وهو الأصل فى كل شئ وله ينبغى التمجيد مع ابنه الوحيد والروح القدس الآن وكل أوان وإلى الأبد آمين. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 46496 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ” العمل الذى أعطيتنى لأعمل قد أكملته ” (يو 17: 4) ![]() كانت إرسالية الابن الوحيد إلى العالم هى بحسب تدبير الثالوث القدوس من أجل خلاص البشر وتمجيد اسم الله. وقد قال السيد المسيح عن هذه الإرسالية بفم إشعياء النبى: “منذ وجوده أنا هناك، والآن السيد الرب أرسلنى وروحُهُ ” (إش48: 16). كان التدبير الإلهى بمنتهى الحكمة والروعة والذكاء فى عمل الفداء.. فى إظهار قداسة الله الآب كرافض للشر.. وفى إظهار محبته كمعتنٍ بالخليقة.. وفى إظهار رحمته فى خلاص الخطاة. كل ذلك قد كان كما قال معلمنا بولس الرسول: “لمدح مجد نعمته التى أنعم بها علينا فى المحبوب. الذى فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا، حسب غنى نعمته التى أجزلها لنا بكل حكمة وفطنة. إذ عرّفنا بسر مشيئته، حسب مسرته التى قصدها فى نفسه لتدبير ملء الأزمنة، ليجمع كل شئ فى المسيح ما فى السماوات وما على الأرض” (أف1: 6-10). هذا العمل الكبير، وهذا التدبير الإلهى المتقن لأجل خلاص البشرية.. وهو أمر يفوق العقول، وتنبهر له أفهام الملائكة السمائيين.. هو ما قصده السيد المسيح بقوله للآب “العمل الذى أعطيتنى لأعمل قد أكملته” (يو17: 4). كان كل ما يشغل السيد المسيح فى خدمته، هو أن يصنع مشيئة الآب السماوى. وكان يقول لتلاميذه: “طعامى أن أعمل مشيئة الذى أرسلنى وأتمم عمله” (يو4: 34). وقال أيضاً لليهود: “متى رفعتم ابن الإنسان فحينئذ تفهمون أنى أنا هو. ولست أفعل شيئاً من نفسى، بل أتكلم بهذا كما علمنى أبى. والذى أرسلنى هو معى، ولم يتركنى الآب وحدى. لأنى فى كل حين أفعل ما يرضيه” (يو8: 28، 29). وحينما استنكر اليهود قول السيد المسيح: “أنا والآب واحد” (يو10: 30)، قال لهم: “إن كنت لست أعمل أعمال أبى، فلا تؤمنوا بى. ولكن إن كنت أعمل، فإن لم تؤمنوا بى فآمنوا بالأعمال. لكى تعرفوا وتؤمنوا أن الآب فىّ وأنا فيه” (يو10: 37، 38). وعلى الرغم من تمايز دور كل أقنوم فى العمل، إلا أن العمل الإلهى هو واحد ومشترك، فالخلاص هو عمل الثالوث الأقدس وتدبيره، ولكن كل أقنوم كان له دوره المتمايز فى هذا العمل الواحد الكبير. فالآب بذل ابنه الوحيد إذ أرسله لخلاص العالم. والابن بذل نفسه على الصليب.. فهو الذى تجسد وصلب ومات وقام من الأموات. والروح القدس لم يكن غريباً عن الابن الكلمة المتجسد “الذى بروح أزلى قدّم نفسه لله بلا عيب” (عب9: 14). “الله كان فى المسيح مصالحاً العالم لنفسه” (2كو5: 19). وبهذا تم الفداء على أكمل وجه. حقاً لقد صنع السيد المسيح مشيئة الآب الذى أرسله “لذلك عند دخوله إلى العالم يقول ذبيحةً وقرباناً لم تُرِد، ولكن هيأت لى جسداً. بمحرقات وذبائح للخطية لم تسر. ثم قلت هانذا أجيء فى درج الكتاب مكتوب عنى لأفعل مشيئتك يا الله” (عب10: 5-7). لقد كان السيد المسيح فى صورة الله، ولم يحسب مساواته لله اختلاساً (انظر فى2: 6)، لأن جوهره هو هو نفس جوهر الآب.. ولذلك لأنه لم يختلس المساواة مع الله الآب “أخلى نفسه آخذاً صورة عبد، صائراً فى شبه الناس. وإذ وُجد فى الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب” (فى2: 7، 8). “مع كونه ابناً تعلّم الطاعة مما تألم به” (عب 5: 8). كان مجرد ظهور كلمة الله فى الجسد هو إخلاء للنفس لأنه إذ كان فى صورة الله، أخذ صورة عبد. ولم يكتفِ بذلك.. بل إذ وُجد فى الهيئة كإنسان.. سلك بمنتهى الاتضاع خاضعاً.. مطيعاً.. وديعاً.. متواضعاً .. سُر به قلب الآب السماوى. وضع نفسه عن الخراف.. احتمل الذل والمهانة والعار عوضاً عن الخطاة .. حمل خطايا كثيرين.. وشفع فى المذنبين. مع أنه لم يعمل خطية ولم يوجد فى فمه غش، بل قدّم صورة مثالية للإنسان.. وكان قدوساً للقديسين. لهذا قال عنه الآب فى سفر إشعياء: “هوذا عبدى الذى أعضده، مختارى الذى سُرَّت به نفسى. وضعت روحى عليه فيُخرِج الحق للأمم.. إلى الأمان يُخرج الحق.. وتنتظر الجزائر شريعته” (إش42: 1-4، انظر مت12: 18، 20، 21). لقد انبهرت عقول وأفهام الجميع، ممن فى السماء ومن على الأرض من كل ما صنعه الابن الوحيد، الذى صنع كل مشيئة الآب وأكمل عمله. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 46497 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ” أنا أظهرت اسمك للناس ” (يو17: 6) ![]() قال السيد المسيح للآب: “أنا أظهرت اسمك للناس” (يو17: 6). وقال له أيضاً: “وعرفتهم اسمك وسأعرفهم ليكون فيهم الحب الذى أحببتنى به وأكون أنا فيهم” (يو17: 26). وهذا القول الأخير قاله عن تلاميذه القديسين الذين طلب من الآب من أجلهم لكى يكونوا معه فى مجد ملكوته. والسؤال الذى يتبادر إلى الذهن هنا: ما معنى أن السيد المسيح قد أظهر اسم الآب للناس؟ فى الحقيقة إن الله كان معروفاً قبل مجيء السيد المسيح فى الجسد باسم “يهوه” وهو دلالة على الكينونة، وباسم “أدوناى” بمعنى السيد، وبأسماء أخرى كثيرة كان اليهود يوقرونها بأساليب متنوعة.. ولكن كلها تشير إلى السيد الكائن القدير الذى هو الإله الحقيقى بين جميع الآلهة. أما الاسم الذى كان يحلو للسيد المسيح أن يطلقه عليه فهو اسم “الآب” لأن السيد المسيح قد أظهر لنا معرفة الثالوث القدوس. فالله الآب هو أبو ربنا يسوع المسيح. وليس هناك آب بدون ابن ولا ابن بدون آب. وتعبير “الآب” يشرح العلاقة الأزلية القائمة على الحب بين الآب وابنه الوحيد كلمة الله المولود من الآب قبل كل الدهور. وهو نفس الحب المتبادل بين الأقانيم الثلاثة: الآب والابن والروح القدس المنبثق من الآب. كما أن تعبير الآب وهو من الناحية اللغوية يعنى “الأصل” إلا أنه يشير إلى أبوة الله التى تتحقق أزلياً بولادته للابن الوحيد، كما أنها تتحقق فى الزمن بعنايته ومحبته للخليقة. لقد أعلن السيد المسيح أبوة الله العجيبة حينما قال لنيقوديموس: “لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد الجنس لكى لا يهلك كل من يؤمن بل تكون له الحياة الأبدية” (يو3: 16). والمقصود فى هذه العبارة أنه إلى هذه الدرجة غير الموصوفة أحب الله الآب العالم حتى بذل ابنه الوحيد الجنس. كان أعظم إعلان عن أبوة الله الحقيقية هو فى سعيه من أجل خلاص البشر، بالرغم من التعدى والسقوط الذى حدث بغواية إبليس. وقد تغنى إشعياء النبى بهذه الحقيقة فقال: “هوذا الله خلاصى فأطمئن ولا أرتعب لأن ياه يهوه قوتى وترنيمتى وقد صار لى خلاصاً. فتستقون مياهاً بفرح من ينابيع الخلاص” (إش12: 2، 3). إن يسوع هو يهوه المخلص وهذا هو معنى اسمه فى اللغة العبرية “يهوه خلّص”. كما قال الملاك: “وتدعو اسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم” (مت21:1). ومعنى كلمة إشعياء أن “يهوه قد صار لى خلاصاً” أى أن الله هو نفسه صار لنا خلاصاً، والمقصود هنا “الله الابن” أى “الله الكلمة” الذى تجسد وصار لنا خلاصاً. فالله الآب قد أحب العالم وأرسل ابنه الوحيد الذى هو الله الكلمة بالحقيقة. وكان السيد المسيح يردد دائماً عبارة ” أنا هو” وهى نفسها ” أهيه” باللغة العبرية أو “VEgw, eivmi إيجو إيمى” باللغة اليونانية، وهى “I am he” باللغة الإنجليزية فى ضمير المتكلم فى الزمن المضارع. وتصير ” يهوه” بمعنى “كائن” أو “هو يكون He is ” فى ضمير المفرد الغائب فى الزمن المضارع. من كان يستطيع أن يظهر الله غير المنظور إلا كلمة الله الذى ظهر فى الجسد معلناً أبوة الله الحقيقية. لهذا قال السيد المسيح: ” أنا أظهرت اسمك للناس” (يو17: 6). وإظهار هذا الاسم ليس هو مجرد فكرة يفهمها الإنسان، ولكنها حياة يختبرها ويتذوقها إذا فتح قلبه للإيمان بالمسيح. لهذا قال عن تلاميذه: “عرفتهم اسمك وسأعرفهم ليكون فيهم الحب الذى أحببتنى به وأكون أنا فيهم” (يو17: 26). إن معرفة اسم الآب هو بداية انفتاح قلب الإنسان ليتدفق فيه نهر الحياة.. ذلك الحب العجيب المتدفق الذى يختبره الإنسان حينما يحب الآب بالابن فى الروح القدس. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 46498 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ” وهم قبلوا وعلموا يقيناً أنى خرجت من عندك ” (يو17: 8) ![]() ما أجمل أن يتكلم السيد المسيح عن إيمان التلاميذ اليقينى بخروجه من الآب أى بولادته الأزلية. وبإرساله إلى العالم “علموا يقيناً أنى خرجت من عندك. وآمنوا أنك أنت أرسلتنى” (يو17: 8). كلمة الله له ميلادان : الميلاد الأول: أزلى بولادته من الآب قبل الدهور حسب لاهوته. والميلاد الثانى: فى الزمن بولادته من العذراء مريم فى ملء الزمان بحسب ناسوته (إنسانيته). فعبارة “خرجت من عندك” تشير إلى الميلاد الأزلى بنفس جوهر الآب غير المنقسم. وعبارة “أنك أنت أرسلتنى” تشير إلى الميلاد البتولى من العذراء مريم بجوهر مساوٍ لنا بلا خطية. فى ميلاده الأزلى وُلد من الآب بحسب لاهوته بغير أم. وفى ميلاده الثانى وُلد من العذراء بحسب ناسوته بغير أب. والذى ولد من الآب أى ابن الله الأزلى صار هو هو نفسه ابناً للإنسان بولادته من العذراء مريم. فابن الله هو نفسه ابن الإنسان كما يقول معلمنا بولس الرسول “يسوع المسيح هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد” (عب13: 8). وفى رسالة القديس كيرلس الكبير إلى فاليريان أسقف أيقونية؛ أكد القديس كيرلس هذه المعانى فى دفاعه عن البطريرك يوحنا الأنطاكى وأساقفته بعد المصالحة التى أعاد بها القديس كيرلس الوحدة بين أنطاكية وباقى الكراسى الرسولية سنة 433م (بعد المجمع المسكونى الثالث فى أفسس سنة 431م) فكتب يقول: [ أوضح الأساقفة خائفو الله فى الشرق كله مع سيدى يوحنا، أسقف أنطاكية الكلى المخافة لله، باعتراف مكتوب واضح للجميع أنهم يدينون الابتداعات التى لنسطور ويحرمونها معنا، وأنهم لم يعتقدوا أبداً أنها تستحق أى اعتبار، بل يتبعون العقائد الإنجيلية الآبائية ولا يمسون على الإطلاق اعتراف الآباء. لأنهم اعترفوا أيضاً معنا أن العذراء القديسة هى والدة الإله (ثيئوتوكوس)، ولم يضيفوا أنها والدة المسيح (خريستوتوكوس) أو والدة الإنسان (أنثروبوتوكوس) كما يقول هؤلاء الذين يدافعون عن آراء نسطور البائسة.. بل يقولون بوضوح أنه يوجد مسيح واحد، وابن ورب واحد. الله الكلمة المولود بطريقة تفوق الوصف من الله الآب قبل كل الدهور، وأنه ولد فى الأيام الأخيرة من امرأة بحسب الجسد. وبهذا يكون إله وإنسان فى نفس الوقت. كامل اللاهوت، وكامل الناسوت. ويؤمنون أن شخصه واحد، دون أن يقسموه بأى شكل إلى ابنين أو مسيحين أو ربين]. وفى نفس الرسالة شرح القديس كيرلس سبب تسمية العذراء “والدة الإله” وذلك لأن كل ما يخص جسد كلمة الله يُنسب إليه لأنه جسده الخاص. وهكذا يُنسب إلى كلمة الله الولادة من العذراء مريم وأيضاً الآلام التى احتملها بشخصه من أجل خلاصنا بحسب الجسد مع أنه بحسب لاهوته غير متألم.. كتب القديس يقول: [من المعترف به أن الإلهى -لأنه بلا جسد- لا يُمس ولم يُمس على الإطلاق، لأن الإلهى يفوق كل خليقة، منظورة وعقلية، وطبيعته غير جسدانية، طاهرة بلا عيب، لا تُمس ولا تُدرك. ولأن كلمة الله الابن الوحيد الجنس، بعدما أخذ جسداً من العذراء القديسة وجعله خاصاً به – كما قلت قبلاً مرة ومرات- بذل نفسه رائحة سرور لله الآب كذبيحة بلا عيب، لذا تأكد (لنا) أنه احتمل عنا ما حدث لجسده، فكل ما حدث للجسد يُنسب بصواب إليه، فيما عدا الخطية. لأنه (أى الجسد) جسده هو الخاص بهHis Own body ، وبالتالى، لأن الله الكلمة تجسد، ظل غير قابلاً للألم كإله، ولكن لأنه بالضرورة جعل أمور الجسد أموره (أى جعلها خاصة به) لذا تأكد (لنا) أنه احتمل ما هو بحسب الجسد، رغم أنه بلا خبرة فى الألم عندما نفكر فيه كإله]. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 46499 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وديعة الإيمان هذا هو الإيمان المسلّم مرة للقديسين، الذى غرسه السيد المسيح فى قلوب رسله القديسين “علموا يقيناً أنى خرجت من عندك، وآمنوا أنك أنت أرسلتنى” (يو17: 8). الإيمان بألوهية السيد المسيح وولادته الأزلية من الآب، والإيمان بأن الآب قد أرسله إلى العالم مولوداً من امرأة هى العذراء مريم “والدة الإله” ليفتدى العالم من لعنة الخطية والموت. وهو نفس الإيمان الغالى الثمين الذى حفظته الكنيسة الجامعة الرسولية، ودافعت عنه من جيل إلى جيل. وكان لكنيسة الأسكندرية الدور الرئيسى فى الحفاظ عليه بواسطة قديسيها أثناسيوس وكيرلس وديسقورس. كما رافقتها شقيقتها الكنيسة السريانية وسارت على منوالها فى شخص القديس ساويرس الأنطاكى وأمثاله. وما زالت كنيسة الأسكندرية تحمل أمانة التعليم الأرثوذكسى وتحفظ الإيمان حسب وصية القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس “يا تيموثاوس احفظ الوديعة معرضاً عن الكلام الباطل الدنس ومخالفات العلم الكاذب الاسم. الذى إذ تظاهر به قوم زاغوا من جهة الإيمان” (1تى6: 20، 21). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 46500 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ” وكل ما هو لى فهو لك ” (يو17: 10) ![]() فى مناجاته مع الآب قال السيد المسيح: “وكل ما هو لى فهو لك، وما هو لك فهو لى” (يو17: 10) وقال كذلك لتلاميذه: “كل ما للآب هو لى” (يو16: 15). وقال القديس أثناسيوس الرسولى إن الابن له جميع صفات الآب ما عدا أن الآب هو آب والابن هو ابن. وهذا بالطبع لأن الآب والابن والروح القدس لهم طبيعة إلهية واحدة وجوهر إلهى واحد. فكل صفات الجوهر الإلهى هى للآب كما هى للابن، وكذلك للروح القدس. أما الخواص الأقنومية أو الصفات الأقنومية فينفرد بها كل أقنوم على حدة. فالآب: له الأبوة فى الثالوث وهو الوالد للابن، والباثق للروح القدس. والابن: له البنوة باعتباره الابن الوحيد للآب (انظر يو3: 16). والروح القدس: له الانبثاق باعتباره روح الحق الذى من عند الآب ينبثق (انظر يو15: 26). وكما أن صفات الجوهر الإلهى هى نفسها لكل الأقانيم كذلك كل القدرات والعطايا الإلهية هى صادرة عن الأقانيم الإلهية معاً. فالقدرة على الخلق هى للآب والابن والروح القدس. والمواهب الممنوحة للكنيسة هى من الآب بالابن فى الروح القدس. أى أن مواهب الروح القدس الممنوحة للكنيسة هى ممنوحة من الآب باستحقاقات دم الابن الوحيد والروح القدس هو الذى يمنحها للكنيسة بعمله فيها من خلال الأسرار والمواهب والعطايا الإلهية. لهذا قال السيد المسيح عن الروح القدس : “وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق، لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به. ويخبركم بأمور آتية. ذاك يمجدنى لأنه يأخذ مما لى ويخبركم. كل ما للآب هو لى. لهذا قلت إنه يأخذ مما لى ويخبركم” (يو16: 13-15). لقد ربط السيد المسيح بين عطايا الروح القدس، وبين عطاياه هو للكنيسة، معتبراً إياها أيضاً أنها عطايا الآب. فقال إن الروح القدس “يأخذ مما لى”. ثم قال: “كل ما للآب هو لى” ففى الحقيقة أن ما للروح القدس هو للابن، وما للابن هو للآب، وما هو للآب فهو للابن لأن الجوهر الإلهى للابن هو نفس الجوهر الإلهى الذى للآب وللروح القدس. ولا يوجد أقنوم منفصل عن الآخر فى الجوهر. وكذلك فالعمل الإلهى هو عمل واحد بالرغم من تمايز دور كل أقنوم فى هذا العمل. ففى الخلق كان الأقانيم يعملون معاً، وفى الخلاص كان الأقانيم يعملون معاً وما زالوا يعملون .. وهكذا. فى الخلاص أرسل الله ابنه ليتجسد بفعل الروح القدس، وعلى الصليب كان الله مصالحاً العالم لنفسه فى المسيح “الذى بروح أزلى قدّم نفسه لله بلا عيب” (عب9: 14). لذلك فالابن الوحيد قد قدّم نفسه ذبيحة مقبولة أمام الله الآب بالروح القدس. وبعدما أتم السيد المسيح الفداء، صعد إلى السماوات وجلس عن يمين الآب وباعتباره رئيس الكهنة الأعظم، أرسل الروح القدس الذى يعمل فى الكنيسة ويوصل إليها كل بركات الفداء. وكل ما يمنحه الروح القدس للكنيسة من مواهب هو من عطايا الآب السماوى بابنه الوحيد يسوع المسيح ربنا. لهذا قال معلمنا يعقوب الرسول: “كل عطية صالحة، وكل موهبة تامة، هى من فوق نازلة من عند أبى الأنوار الذى ليس عنده تغيير ولا ظل دوران. شاء فولدنا بكلمة الحق لكى نكون باكورة من خلائقه” (يع1: 17، 18). |
||||