![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 46471 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() سر التوبة والاعتراف فى غسل الأرجل أسس السيد المسيح سر التوبة والاعتراف، الذى يسبق التناول من جسد الرب ودمه. ولكى يستفيد الإنسان من هذا السر، ينبغى أن يكون قلبه تائباً. وبهذا يتأهل للتناول باستحقاق من الجسد والدم الأقدسين. لهذا قال لبطرس وهو يغسل رجليه: “أنتم طاهرون، ولكن ليس كلكم. لأنه عرف مسلمه. لذلك قال: لستم كلكم طاهرين” (يو13: 10، 11). قال هذا عن يهوذا الإسخريوطى الذى كان حاضراً غسل الأرجل ولكنه لم يتناول من جسد الرب ودمه. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 46472 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() المثل الأعلى فى الاتضاع ![]() وضع السيد المسيح لنا مثالاً لكى نقتفى أثر خطواته. وصنع لنا ما لا يخطر على البال. وقال للتلاميذ: “أعطيتكم مثالاً، حتى كما صنعت أنا بكم تصنعون أنتم أيضاً” (يو13: 15). فى تواضعه العجيب انحنى وغسل أرجل تلاميذه.. وهو الذى يغطى الشاروبيم والسارافيم أرجلهم أمام بهاء عظمة مجده. ماذا رأيت أيها الساراف وماذا أبصرت؟.. وكيف افتكرت أيها الكاروب الممتلئ أعيناً وفهماً ومعرفة، حينما انحنى السيد المسيح نحو أرجل التلاميذ ليغسلها؟!.. هل غطيت وجهك بجناحيك مما رأيته من المجد البهى، أم من الانسحاق؟ أم رأيت مجد التواضع باهراً يخطف العقل والبصر معاً، فهتفت قائلاً: إن السماء والأرض مملوءتان من مجدك الأقدس. وأنت يا سيدى يسوع المسيح: كنت تغسل أرجل تلاميذك فى وسط تسابيح الملائكة، تلك التى لم تشغلك إلى لحظة واحدة عن إتمام قصد محبتك.. مقدّماً الطاعة الكاملة لأبيك السماوى، الذى فرح قلبه بطاعتك الكاملة فى الجسد كخادم للخلاص.. “فلما كان قد غسل أرجلهم، وأخذ ثيابه واتكأ أيضاً قال لهم أتفهمون ما قد صنعت بكم. أنتم تدعوننى معلماً وسيداً، وحسناً تقولون لأنى أنا كذلك. فإن كنت وأنا السيد والمعلم قد غسلت أرجلكم فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض” (يو13: 12-14). الكاهن يغسل أرجل المعترفين فى سر التوبة والاعتراف. وهو يحتمل ضعفاتهم ويصلى عنهم، وينسحق أمام الرب بدموع لأجلهم.. وبدموع خدمته الكهنوتية يغسل أقدامهم من وسخ الخطية. والخادم يغسل أرجل المخدومين بتعبه من أجل تطهير حياتهم.. بتعليمه.. بعظاته الممسوحة بالروح القدس. كما قال السيد المسيح: “أنتم الآن أنقياء لسبب الكلام الذى كلمتكم به” (يو15: 3). والإنسان المسيحى يغسل أرجل إخوته بتعامله معهم بمحبة واتضاع.. باحتمال ضعفاتهم.. بأن ينسب إلى نفسه خطاياهم.. لأن من يحمل خطايا غيره باتضاع ومحبة، يكون كمن ينحنى ويغسل أقدامهم. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 46473 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() السيد المسيح يواجهه خيانة يهوذا كان شيئاً قاسياً جداً على قلب المخلص الرقيق الممتلئ بالحب، والممتلئ بأسمى معانى النُبل والإخلاص والوفاء، أن يواجه الخيانة من قِبَل أحد تلاميذه الأخصاء المقربين. فى ذلك نتذكر قول الشاعر: وظلم ذوى القُربى أشدّ غضاضةً على النفس من وقع الحسامِ المهنَّدِ ولكن السيد المسيح بالرغم من ذلك تعامل مع يهوذا بمنتهى الرفق، وبمنتهى الاتضاع. “أنت إنسان عديلى إلفى وصديقى” (مز55: 13) عاش يهوذا مع السيد المسيح أكثر من ثلاثة أعوام متصلة، بعد أن اختاره السيد المسيح ضمن الاثنى عشر، ليكون معه، وليكون تلميذاً له، ولتصير له وظيفة رسولية. تلامس يهوذا مثل سائر التلاميذ مع السيد المسيح عن قرب، حسبما قال معلمنا يوحنا الإنجيلى؛ التلميذ الذى كان يسوع يحبه “الذى سمعناه. الذى رأيناه بعيوننا. الذى شاهدناه ولمسته أيدينا” (1يو1: 1). استمع يهوذا إلى عظات السيد المسيح الممتلئة بالنعمة والحكمة والحياة، تلك التى شهدت لها الجموع، إذ كانوا يتعجبون من كلامه المؤثر العميق كقول المزمور عنه “انسكبت النعمة على شفتيك” (مز44: 2). رأى يهوذا ما فى السيد المسيح من صفات روحية جميلة، تلك التى عبّر عنها القديس يوحنا فى إنجيله: “ورأينا مجده مجداً كما لوحيد من الآب، مملوءًا نعمةً وحقاً” (يو1: 14). رأى معجزاته الفائقة للطبيعة، واستجابة الآب السماوى التلقائية له فى كل ما يطلبه، مثلما قال السيد المسيح مخاطباً الآب: “وأنا علمت أنك فى كل حين تسمع لى” (يو11: 42). رأى التفاف الناس حوله، ومحبتهم الجارفة له، وتجاوبهم مع تعليمه.. خاصة الخطاة الذين تركوا حياة الخطية.. حينما سمعوا مناداته بالتوبة لاقتراب ملكوت الله. اختبر يهوذا عن قرب محبة السيد المسيح الفياضة نحوه ونحو الآخرين، ولمس وداعته ولطفه وعطفه وترفقه بالضعفاء. كانت هناك عشرة وصداقة عجيبة بين السيد المسيح وتلاميذه الاثنى عشر. فكان يأكل معهم ويقيم معهم، ويأخذهم معه إلى الهيكل كما إلى الجبال والوديان، والحقول، وضفاف الأنهار والبحيرات، وفى السفن فى المياه. اصطحبهم معه فى خلوات روحية بعيداً عن الجموع، يعلّمهم الصلاة، ويفسّر لهم الأمثال، ويقول لهم “قد أعطى لكم أن تعرفوا أسرار ملكوت السماوات” (مت13: 11) كما اصطحبهم فى ترحاله؛ فى جولاته منادياً وكارزاً بملكوت الله. بل أكثر من ذلك أعطاهم سلطاناً أن يصنعوا الأشفية والآيات والعجائب باسمه المبارك. وحتى الشياطين صارت تخضع لهم باسمه. وكان يقول لهم الأعمال التى أنا أعملها سوف تعملونها بل وأكثر منها. “الذى معه كانت تحلو لنا العشرة” (مز 55: 14) أمام كل هذه العلاقة الوثيقة، والصداقة العميقة، اختلج قلب السيد المسيح فى أسى، وهو ينظر إلى خيانة التلميذ الذى باعه بثلاثين من الفضة.. بأبخس ثمن يمكن أن يُباع به إنسان. وهنا نتذكر كلمات داود النبى فى المزمور التى كتبها بروح النبوة يصف بها مشاعر وأفكار مخلصنا الصالح وهو يواجه هذا الموقف المؤلم: “لأنه ليس عدوٌّ يعيِّرنى فأحتمل، ليس مبغضى تعظّم علىّ فأختبئ منه. بل أنت إنسان عديلى إلفى وصديقى. الذى معه كانت تحلو لنا العشرة. إلى بيت الله كنا نذهب فى الجمهور.. ألقى يديه على مسالميه. نقض عهده. أنعم من الزبدة فمه وقلبه قتال. ألين من الزيت كلماته وهى سيوف مسلولة” (مز55: 12-14، 20، 21). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 46474 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() كيف تصرف السيد المسيح باتضاع ؟ بمنتهى الحب، وطول الأناة، وبمنتهى الصبر والاتضاع تعامل السيد المسيح مع تلميذه الخائن يهوذا الإسخريوطى .. لم يكن السيد المسيح يرغب فى هلاك ذلك الصديق الذى كانت تحلو له العشرة معه.. دعنا إذن نبدأ القصة من أولها : كان يهوذا ميالاً نحو المال. وأراد السيد المسيح أن يعوِّضه عن هذا الميل بطريقة سليمة، فسمح له أن يكون أميناً للصندوق “كان الصندوق عنده” (يو12: 6). وبالرغم من ذلك، فقد أعمى الشيطان قلبه، وكان يسرق أموالاً من الصندوق. ولكن السيد المسيح أطال أناته عليه، ولم يفضحه فى وسط التلاميذ، مع أنه “كان سارقاً وكان الصندوق عنده، وكان يحمل ما يُلقى فيه” (يو12: 6). وقد تطاول يهوذا بفكره وبكلامه على السيد المسيح، حينما سكبت المرأة طيباً من ناردين خالص كثير الثمن عليه، إذ قال: “لماذا هذا الإتلاف، لأنه كان يمكن أن يُباع هذا الطيب بكثير (بأكثر من ثلثمائة دينار -حسب إنجيل معلمنا مرقس الرسول) ويعطى للفقراء” (مت26: 8، 9، انظر مر14: 5). “قال هذا ليس لأنه كان يُبالى بالفقراء. بل لأنه كان سارقاً، وكان الصندوق عنده وكان يحمل ما يلقى فيه” (يو12: 6). وبالرغم من هذا التذمر وهذا التطاول، فقد أجاب السيد المسيح باتضاع وأناة عجيبين وقال: “لماذا تزعجون المرأة، فإنها قد عملت بى عملاً حسناً.. فإنها إذ سكبت هذا الطيب على جسدى، إنما فعلت ذلك لأجل تكفينى” (مت26: 10، 12). وأعلن الرب محبته الزكية من خلال قبوله الموت والتكفين.. لم يعيّر السيد المسيح يهوذا بأنه سارق للصندوق، ولأموال الفقراء.. بل قال: “الفقراء معكم فى كل حين. وأما أنا فلست معكم فى كل حين” (يو12: 8، مت26: 11). والعجيب أن هذا الموقف قد تكرر فى الأسبوع الأخير، مرة قبل الفصح بستة أيام (فى يوم السبت السابق للفصح)، ومرة قبل الفصح بيومين (فى يوم الأربعاء السابق للفصح). وفى المرة الثانية وصل تذمر يهوذا إلى ذروته. كان يهوذا هو المذنب، وقام بقلب الحقائق.. ولكن السيد المسيح احتمل تطاوله عليه، وأجاب بطريقة موضوعية، دون أن يشهره أو يفضحه، وحتى لم يعاتبه فيما بعد على ما بدر منه، ولا ما هو فيه من طمع وجسارة.. بل أراد أن يعطيه الفرصة ليراجع نفسه فى ضوء الحقيقة التى كان هو أول من يعرفها. أراد السيد المسيح أن يغلب الشر بالخير وأن يقدّم الإحسان للمسيئين إليه.. وحتى لم يحاول أن يفضحهم.. بل تركهم لعل ضمائرهم تبكتهم نتيجة لِما أظهره نحوهم من حب فى مقابل إساءتهم. عجيب أنت يا رب فى اتضاعك، وفى احتمالك لأخطاء من أساءوا إليك يا قدوس!! سلّم يهوذا نفسه للشيطان فى الأسبوع الأخير أصيب التلاميذ بالقلق، لسبب ما سبق السيد المسيح فأنبأهم به، وهم صاعدون إلى أورشليم عن تسليمه إلى أيدى أناس خطاة فيجلدونه، ويصلبونه، ويقتلونه وفى اليوم الثالث يقوم (انظر مت20: 18، 19)، وقبل الفصح بيومين أخبرهم بموعد صلبه (انظر مت26: 1، 2). ولكن للأسف فقد كانت مشاعر حزن التلاميذ فى جانب، بينما كانت مشاعر يهوذا الإسخريوطى فى جانب آخر..كانت محبة المال قد سيطرت تماماً على قلبه، وأعمى الشيطان بصيرته، وشعر أنه بصلب السيد المسيح سيفقد الصندوق الذى كان معه وسيتوقف عن الحصول على المال المسروق. ضاعت آماله وأحلامه فى المجد والغنى والمملكة الأرضية، ولم ينظر بإيمان إلى القيامة المجيدة التى أنبأ بها السيد المسيح تلاميذه، ولا إلى الملكوت الروحى، ولا إلى ملكوت السماوات، وأمجاده الأبدية. فقرر أن يبيع سيده ليربح من وراء موته مالاً، ويعوّض جزءًا مما سوف يفقده. كانت الأرض والمسائل الأرضية هى شاغله، وليست الأبدية والسماويات. ولعل فى هذا ما يبكّت السبتيين وشهود يهوه وكل أصحاب عقيدة الملكوت الأرضى للسيد المسيح. عنيف هو الشيطان فى تأثيره على قلب من يقبل مشورته ونصائحه “وقد ألقى الشيطان فى قلب يهوذا سمعان الإسخريوطى أن يسلّمه” (يو13: 2). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 46475 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() كان للشيطان دور واضح فى التآمر على صلب السيد المسيح، وقد أخفى السيد المسيح لاهوته عن الشيطان لكى يتركه فى حماقته يتآمر ولكى يفضح شره وتآمره وعداوته لله وللإنسان بالصليب. وقف حب الله وحكمته فى مواجهة كراهية الشيطان وحماقته. وانتصر الحب وانتصرت الحكمة، وافتضح الشيطان أمام الخليقة العاقلة من الملائكة والبشر القديسين. عن هذا كتب معلمنا بولس الرسول مبيناً عمل السيد المسيح فى خلاصنا وفى الانتصار على الشيطان بالصليب “إذ محا الصك الذى علينا فى الفرائض الذى كان ضداً لنا وقد رفعه من الوسط مسمّراً إياه بالصليب. إذ جردّ الرياسات والسلاطين أشهرهم جهارًا ظافراً بهم فيه” (كو2: 14، 15). والمقصود طبعاً بالرياسات والسلاطين أى الشيطان وكل قواته الشريرة كما كتب أيضاً “فإن مصارعتنا ليست مع دمٍ ولحمٍ بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر مع أجناد الشر الروحية فى السماويات” (أف6: 12). إذن لقد أشهر السيد المسيح الشيطان جهارًا وجرّده من سلطته ظافراً به فى الصليب. ولكن يلزمنا أن نفحص جانباً من مؤامرة الشيطان التى أدّت إلى صلب مخلصنا الصالح، والدور الذى لعبه فى هذه المؤامرة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 46476 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() مؤامرة الخيانة أوعز الشيطان إلى رؤساء اليهود أن يتآمروا على صلب السيد المسيح ولكن وقفت أمامهم بعض العقبات فكان الشيطان معيناً لهم فى تذليلها. تكلّم إنجيل معلمنا لوقا البشير عن هذا الأمر فقال: “وقرب عيد الفطير الذى يُقال له الفصح. وكان رؤساء الكهنة والكتبة يطلبون كيف يقتلونه، لأنهم خافوا الشعب. فدخل الشيطان فى يهوذا الذى يُدعى الإسخريوطى وهو من جملة الاثنى عشر. فمضى وتكلّم مع رؤساء الكهنة وقواد الجند كيف يسلّمه إليهم. ففرحوا وعاهدوه أن يعطوه فضة. فواعدهم. وكان يطلب فرصة ليسلّمه إليهم خلواً من جمع” (لو22: 1-6). هنا يظهر تدخل الشيطان واضحاً، حتى أنه دخل فى يهوذا الإسخريوطى حتى يُقَسِّى قلبه ويجعله يتورط فى هذه المؤامرة الشنيعة ويفرح أعداء السيد المسيح ويعدهم بتسليمه إليهم فى مكان خالٍ من الجماهير لأنه يعرف الأماكن الخاصة التى يذهب إليها مع تلاميذه. ولكن دور الشيطان لم ينته عند هذا الحد لأنه لابد أن يكمل الطريق إلى النهاية، لئلا يتراجع يهوذا عن نيته الشريرة. لهذا استمر الشيطان يتعامل مع يهوذا فى كل مراحل المؤامرة. ويوضح معلمنا يوحنا البشير ذلك عندما تحدث عن العشاء الأخير قبل صلب السيد المسيح حينما أكل الفصح مع تلاميذه فقال: “فحين كان العشاء، وقد ألقى الشيطان فى قلب يهوذا سمعان الإسخريوطى أن يسلّمه” (يو13: 2). فى هذه المرحلة كان السيد المسيح سيوجّه تحذيرات وإنذارات ليهوذا لكى لا يرتكب خطيته الفظيعة. وكان الأمر يحتاج إلى تقسية إضافية لقلبه من الشيطان لئلا يلين أمام الإنذارات المرعبة “كان خيراً لذلك الرجل لو لم يولد” (مت26: 24) هكذا فعل الشيطان فاستمر فى ترغيب يهوذا فى ارتكاب فعلته الشنعاء. وعندما ابتدأ السيد المسيح يحدد من هو الذى سيسلمه كان الأمر محرجاً جداً بالنسبة ليهوذا الإسخريوطى أمام السيد المسيح وأمام التلميذ الذى كان يسوع يحبه. إذ أن يوحنا الحبيب حينما سأله: يا سيد من هو؟ “أجاب يسوع: هو ذاك الذى أغمس أنا اللقمة وأعطيه. فغمس اللقمة وأعطاها ليهوذا سمعان الإسخريوطى. فبعد اللقمة دخله الشيطان.. فذاك لما أخذ اللقمة خرج للوقت وكان ليلاً” (يو13: 26، 27، 30). شئ عجيب جداً أن السيد المسيح حينما غمس لقمة الفصح اليهودى فى المرق حسب طقس الفصح وأعطاها ليهوذا ليأكلها؛ دخله الشيطان!!. لقد خشى الشيطان أن يتراجع يهوذا أمام إنذارات السيد المسيح وأيضاً أمام موّدته كصديق لأنه أطعمه بيده الطاهرة “ليتم الكتاب الذى يأكل معى الخبز رفع علىّ عقبه” (يو13: 18). لهذا لم يكتفِ الشيطان بأنه دخل فى يهوذا حينما ذهب وتواعد مع رؤساء الكهنة والكتبة أن يسلّم السيد المسيح إليهم خلواً من جمع فى مقابل ثلاثين من الفضة، ولا اكتفى الشيطان بأنه ألقى فى قلب يهوذا وقت العشاء أن يسلّم المسيح، بل دخله مرة ثانية حينما أعطاه السيد المسيح اللقمة. وحينئذ صمم يهوذا أن يتمم فعل الخيانة الرهيب. إن المشكلة ليست فى اللقمة التى أعطاها له السيد المسيح، ولكن المشكلة هى فى أنه قد فتح قلبه للشيطان ليدخل فيه مرارًا وتكرارًا وأن يضع فيه ما شاء من أفكار الطمع والتآمر والخيانة. وهكذا فعل الشيطان أيضاً مع اليهود الذين لم يؤمنوا بالسيد المسيح كما كتب يوحنا الإنجيلى عنهم “ومع أنه كان قد صنع أمامهم آيات هذا عددها لم يؤمنوا به. ليتم قول إشعياء النبى الذى قاله يا رب من صدق خبرنا ولمن استعلنت ذراع الرب. لهذا لم يقدروا أن يؤمنوا لأن إشعياء قال أيضاً: قد أعمى عيونهم وأغلظ قلوبهم لئلا يبصروا بعيونهم ويشعروا بقلوبهم ويرجعوا فأشفيهم” (يو12: 37-40). فمن الذى أعمى عيونهم؟ إنه الشيطان الملقب بإله هذا الدهر كما كتب القديس بولس الرسول “الذين فيهم إله هذا الدهر قد أعمى أذهان غير المؤمنين لئلا تضئ لهم إنارة إنجيل مجد المسيح الذى هو صورة الله” (2كو4: 4). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 46477 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() التآمر على تسليم السيد المسيح كان رؤساء الكهنة يبحثون عن شخص يصير دليلاً لهم، ليلقوا القبض على السيد المسيح بعيداً عن الجموع، خوفاً من الشعب الذى استقبل السيد المسيح كملك عند دخوله إلى أورشليم فى يوم أحد الشعانين. وقد سجّلت لنا الأناجيل هذه الأحداث كما يلى: “حينئذ اجتمع رؤساء الكهنة والكتبة وشيوخ الشعب إلى دار رئيس الكهنة الذى يدعى قيافا. وتشاوروا لكى يمسكوا يسوع بمكر ويقتلوه. ولكنهم قالوا ليس فى العيد لئلا يكون شغب فى الشعب” (مت26: 3، 4). “وقرب عيد الفطير الذى يقال له الفصح. وكان رؤساء الكهنة والكتبة يطلبون كيف يقتلونه. لأنهم خافوا الشعب. فدخل الشيطان فى يهوذا.. وكان يطلب فرصة ليسلمه إليهم خلواً من جمع” (لو22: 3-6). “وكان.. رؤساء الكهنة والفريسيون قد أصدروا أمراً أنه إن عرف أحد أين هو، فليدل عليه لكى يمسكوه” (يو11: 57). “وخرج مع تلاميذه إلى عبر وادى قدرون حيث كان بستان، دخله هو وتلاميذه. وكان يهوذا مسلمه يعرف الموضع. لأن يسوع اجتمع هناك كثيراً مع تلاميذه” (يو18: 1، 2). ولخّص القديس بطرس الرسول هذا الأمر بقوله المدوّن فى سفر أعمال الرسل: “كان ينبغى أن يتم هذا المكتوب الذى سبق الروح القدس فقاله بفم داود عن يهوذا الذى صار دليلاً للذين قبضوا على يسوع إذ كان معدوداً بيننا” (أع1: 16، 17). كانت المسألة تحتاج إلى شخص يعرف جيداً تحركات السيد المسيح، ويحدد للذين يريدون أن يمسكوه المكان والزمان بعيداً عن الجموع. ولم يكن الأعداء يحلمون بأن يأتيهم واحد من تلاميذه ليكون دليلاً لهم. ولهذا فقد فرحوا جداً حينما وجدوا ضالتهم المنشودة فى شخص يهوذا الخائن. والعجيب جداً أن قمة التصعيد فى نفسية يهوذا قد حدثت حينما ضاعت فرصته فى أن يحصل على ثمن الطيب الكثير الثمن الذى سكبته المرأة على السيد المسيح. ولهذا فبمجرد أن نطق السيد المسيح بعبارته عن المرأة ساكبة الطيب: “الحق أقول لكم حيثما يكرز بهذا الإنجيل فى كل العالم يُخبر أيضاً بما فعلته هذه تذكاراً لها” (مت26: 13). ذهب يهوذا بعدها مباشرة إلى رؤساء كهنة اليهود “حينئذ ذهب واحد من الاثنى عشر الذى يُدعى يهوذا الإسخريوطى إلى رؤساء الكهنة. وقال ماذا تريدون أن تعطونى وأنا أسلمه إليكم. فجعلوا له ثلاثين من الفضة. ومن ذلك الوقت كان يطلب فرصة ليسلمه” (مت26: 14-16). لم يخرج يهوذا مندفعاً فقط من العلية فى ليلة العشاء الربانى من وسط التلاميذ، ولكن أيضاً فى اليوم السابق خرج من بيت سمعان الأبرص فى بيت عنيا.. وقد تركه السيد المسيح يذهب ولم يكشف تآمره لأحد مع أنه كان يعلم بكل تحركات يهوذا وبخيانته له و”بكل ما يأتى عليه” (يو18: 4). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 46478 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() قال السيد المسيح لتلاميذه على مائدة الفصح: “شهوة اشتهيت أن آكل هذا الفصح معكم قبل أن أتألم. لأنى أقول لكم إنى لا آكل منه بعد، حتى يكمل فى ملكوت الله” (لو22: 15، 16). لهذا حرص السيد المسيح جداً أن لا يعلم يهوذا بمكان إعداد الفصح وتأسيس سر العشاء الربانى، الذى أمر السيد تلاميذه أن يصنعوه لذكره إلى مجيئه الثانى، فى اليوم الأخير. لم يرغب السيد المسيح فى أن يحرج يهوذا، أو أن يكشف أمره لباقى التلاميذ، أو أن يطرده بعيداً.. بل تركه حتى خرج مسرعاً قبيل تقديس الخبز والخمر فى سر القربان المقدس. أخفى السيد المسيح مكان اجتماعه ليأكل الفصح مع تلاميذه عن جميع التلاميذ.. “فأرسل بطرس ويوحنا قائلاً: اذهبا وأعدا لنا الفصح لنأكل. فقالا له أين تريد أن نعد؟ فقال لهما إذا دخلتما المدينة يستقبلكما إنسان حامل جرة ماء. اتبعاه إلى البيت حيث يدخل. وقولا لرب البيت يقول لك المعلم أين المنزل حيث آكل الفصح مع تلاميذى. فذاك يريكما علية كبيرة مفروشة، هناك أعدّا. فانطلقا ووجدا كما قال لهما. فأعدا الفصح” (لو22: 8-13). حتى التلاميذ الذين أرسلهم لإعداد الفصح لم يكن معلوماً لهم المكان، وإنما أعطاهم علامة عجيبة لا يستطيع أى إنسان أن يستنتج منها شيئاً. وذهب التلميذان ووجدا كما قال لهما المعلم، وبقيا هناك حتى وصل السيد المسيح مع تلاميذه الباقين دون أن يلاحظ أحد لماذا فعل المعلم هكذا. كان السيد المسيح يريد أن يمنح يهوذا فرصته الأخيرة ليأكل معه طعام عيد الفصح.. وأن يغسل له السيد المسيح رجليه مع باقى التلاميذ، وأن يوجه إليه التحذيرات الأخيرة، قبل أن يرتكب الخائن فعلته الشنعاء. أراد السيد المسيح أن يؤجل خطية يهوذا إلى آخر فرصة ممكنة، فأخذه معه إلى العلية.. وغمس اللقمة بيده وأعطاه، لعله يشعر بالمودة والحب ولطف معاملة السيد المسيح له، الذى لم يحرمه من أن يأكل معه، بالرغم من تآمره عليه واتفاقه مع رؤساء الكهنة على تسليمه إليهم. كيف لم تشعر يا يهوذا بترفق السيد المسيح بك، ورغبته الأكيدة فى خلاصك مثل الباقين، حينما قال لك إن “ابن الإنسان ماضٍ كما هو مكتوب عنه” (مر14: 21)؟!! بدأ السيد المسيح يوبخ يهوذا على ما أضمره فى قلبه من الشر، فقال لبطرس عند غسل الأرجل: “أنتم طاهرون ولكن ليس كلكم، لأنه عرف مسلمه. لذلك قال لستم كلكم طاهرين” (يو13: 10، 11). وقال أيضاً لتلاميذه ويهوذا فى وسطهم: “لست أقول عن جميعكم، أنا أعلم الذين اخترتهم. لكن ليتم الكتاب، الذى يأكل معى الخبز رفع علىَّ عقبه” (يو13: 18). وحينما تذكر اللحظة الحاسمة، التى سوف تأتى حينما تصل خيانة يهوذا إلى قمتها، “اضطرب بالروح، وشهد وقال الحق الحق أقول لكم إن واحداً منكم سيسلمنى” (يو13: 21). فى كل ذلك لم يشأ السيد المسيح أن يكشف يهوذا شخصياً لسائر التلاميذ، فقال: “واحد منكم”.. وقال: “أقول لكم الآن قبل أن يكون، حتى متى كان تؤمنون أنى أنا هو” (يو13: 19). كان ينبغى أن يخبرهم ليعلموا أنه سلّم نفسه للموت بإرادته وسلطانه، ولم يباغته شئ. لأن هذا هو دليل محبته، إذ بذل ذاته فداءً عن العالم. كان ينبغى أن يفهموا بعد أن يتم الفداء أنه هو الله الظاهر فى الجسد (انظر 1تى3: 16). لهذا أخبرهم ولكنه لم يعرِّض يهوذا للخطر فى وسط التلاميذ، ولم يخبرهم عن اسمه علانية، حتى “حزنوا جداً وابتدأ كل واحد منهم يقول له هل أنا هو يا رب” (مت26: 22). و”كان التلاميذ ينظرون بعضهم إلى بعض، وهم محتارون فى من قال عنه” (يو13: 22). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 46479 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وحتى حينما سأل يوحنا السيد المسيح سراً، لم يجبه بالاسم، لكى لا يلاحظ أحد.. بل أعطاه علامة فقط، وغالباً لم توجد فرصة لكى يخبر يوحنا أحداً بإجابة السيد المسيح قبل خروج يهوذا. لأنه خرج فوراً بعد إتمام تلك العلامة، وهذا ما أوضحه يوحنا فى إنجيله: “وكان متكئاً فى حضن يسوع واحد من تلاميذه كان يسوع يحبه. فأومأ إليه سمعان بطرس أن يسأل من عسى أن يكون الذى قال عنه. فاتكأ ذاك على صدر يسوع، وقال له يا سيد من هو؟ أجاب يسوع هو ذاك الذى أغمس أنا اللقمة وأعطيه. فغمس اللقمة وأعطاها ليهوذا سمعان الإسخريوطى. فبعد اللقمة دخله الشيطان. فقال له يسوع ما أنت تعمله فاعمله بأكثر سرعة. وأما هذا فلم يفهم أحد من المتكئين لماذا كلّمه به. لأن قوماً إذ كان الصندوق مع يهوذا، ظنوا أن يسوع قال له: اشتر ما نحتاج إليه للعيد، أو أن يُعطى شيئاً للفقراء. فذاك لما أخذ اللقمه خرج للوقت. وكان ليلاً. فلما خرج قال يسوع الآن تمجّد ابن الإنسان، وتمجّد الله فيه” (يو13: 23-31). لو كان بطرس قد علم بالأمر قبل خروج يهوذا، لما كان قد سمح له أن يخرج. ولكن المرجح أنه علم من يوحنا بعد خروج يهوذا، وبعد مرور وقت كاف لا يسمح لبطرس بتتبعه.. ” ما أنت تعمله فاعمله بأكثر سرعة ” (يو13: 27) الملاحظ هنا أن السيد المسيح قال هذه العبارة ليهوذا، على سبيل التوبيخ والإنذار للتوبة. لأن يهوذا هو الذى كان يتعجل أى فرصة مواتية، ليذهب سريعاً إلى رؤساء الكهنة الذين كانوا ينتظرون مجيئه بفارغ الصبر. لم يقل له السيد المسيح “اذهب بسرعة لتسلمنى لليهود”. ولكن قال: “ما أنت تعمله” تاركاً له حرية الاختيار بين أحد أمرين: إما أن يعمل عمل التوبة بسرعة فيتأهل للتناول من جسد الرب ودمه، إذ يترك عنه الخيانة ويبقى مع التلاميذ. أو أن يخرج سريعاً ويخلى المجال، ليتمكن السيد المسيح فى العلية من تأسيس سر العشاء الربانى، الذى لا يستحق يهوذا أن يشترك فيه، وبحيث يتم ذلك قبل القبض على السيد المسيح فى البستان. وقد اختار يهوذا -كما سبق السيد المسيح وأنبأ- الخيار الثانى. وخرج للوقت لأنه كان قد سلّم قلبه بالكامل للشيطان.. وبعد خروجه ومعه شيطان قلبه، بدأ السيد المسيح فى تقديس القربان إذ قال “الآن تمجّد ابن الإنسان وتمجّد الله فيه” (يو13: 31). لم تكن لقمة الفصح اليهودى التى أعطاها السيد المسيح ليهوذا قبل خروجه هى السبب فى دخول الشيطان فيه. أما قول الكتاب “بعد اللقمة دخله الشيطان” (يو13: 27)، فهو مرتبط بقوله السابق لهذا الأمر “وقد ألقى الشيطان فى قلب يهوذا سمعان الإسخريوطى أن يسلِّمه” (يو13: 2). كان السبب الحقيقى لدخول الشيطان فى يهوذا، هو إصراره على الخيانة، بالرغم من محبة السيد المسيح وتحذيراته له. وتخلى النعمة عنه فى نهاية الأمر لأنه لم يستحقها، بل رفضها وبإصرار.. والنعمة لا تفرض وجودها على أحد.. أليس هذا هو ما حذر منه السيد المسيح من التجديف على الروح القدس؟.. وهو ما ينتج عن رفض التوبة وبإصرار إلى النهاية؟! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 46480 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() حسن التدبير عامل السيد المسيح يهوذا الإسخريوطى بمنتهى الرفق والرقة، فى مقابل خيانته الشنيعة، وحتى حينما حرمه السيد المسيح من التناول من الأسرار المقدسة، فقد فعل ذلك بطريقة حسن التدبير، وحسن اختيار الزمان والمكان. فبسابق علمه كان يعرف أن يهوذا يتحيّن الفرصة للذهاب لرؤساء الكهنة، ولا يرغب فى البقاء بعد انتهاء الفصح اليهودى، بل كان كل همه أن يعرف خط سير السيد المسيح. أثناء الفصح اليهودى حذَّره السيد المسيح من الخيانة بقوله: “إن ابن الإنسان ماضٍ كما هو مكتوب عنه، ولكن ويل لذلك الرجل الذى به يُسلَّم ابن الإنسان. كان خيراً لذلك الرجل لو لم يولد” (مت26: 24). كان التحذير شديداً وعميقاً ومؤثراً.. ولكن يهوذا لم يبالِ.. وحينما سأل يهوذا السيد المسيح “هل أنا هو يا سيدى” (مت26: 25). أجاب السيد المسيح وقال له: “أنت قلت” (مت26: 25). بعد هذه التحذيرات قال السيد المسيح ليهوذا: “ما أنت تعمله، فاعمله بأكثر سرعة” (يو13: 27). وبهذا ترك له حرية الاختيار بين البقاء والتراجع عن الخيانة، وبين الخروج الذى كان يهوذا يتعجله. وكما رأينا، اختار يهوذا أن يخرج مسرعاً.. وهنا بدأ السيد المسيح فى تأسيس سر الشكر، وتقديس القربان والكأس التى للعهد الجديد. وذلك بعد أن خرج الذى أضمر خطية فى قلبه. بكل هذا التدبير العجيب صنع السيد المسيح العشاء الربانى بعد خروج يهوذا.. وغالباً ظن يهوذا أن الفصح اليهودى لم يكن باقياً بعده سوى الختام والتسبيح. كانت أقدس اللحظات قد أوشكت .. وخرج الخائن.. غير الطاهر (انظر يو13: 10، 11)، وأصبح الجو مهيئاً ليمنح السيد المسيح أعظم عطية فى الوجود لتلاميذه.. وهو ما تقول عنه الترنيمة: هذا عشا العريس قدّم للعروس والوعد بالفردوس لحافظ العهد فى بساطة واتضاع عجيبين أعطى السيد المسيح جسده لتلاميذه قائلاً: “خذوا كلوا هذا هو جسدى الذى يُبذل عنكم. اصنعوا هذا لذكرى” (لو22: 19، انظر مت26: 26). وسبق أن قال لهم: “من يأكل جسدى ويشرب دمى يثبت فىَّ وأنا فيه” (يو6: 56). هؤلاء التلاميذ الضعفاء المساكين.. وهم قوم بسطاء وأغلبهم من الصيادين.. أعطاهم السيد المسيح سر حبه الأمين .. فى ليلة آلامه .. جسده الذى يقسم عنهم، ودمه الزكى الثمين الذى يسفك لأجل كثيرين.. وهو فرح جميع القديسين. أعطاهم السيد المسيح عربون الحياة الأبدية، بيده الطاهرة الطوباوية، حين لم تعد للخيانة فى الحاضرين بقية.. مترفقاً بضعف الباقين الذين كانت محبتهم حقيقية، ولكنها كانت تنتظر قيامته القوية. |
||||