![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 46461 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() “ناردين خالص” (يو12: 3) ![]() اقترب الصليب “ثم قبل الفصح بستة أيام أتى يسوع إلى بيت عنيا حيث كان لعازر الميت الذى أقامه من الأموات. فصنعوا له هناك عشاء. وكانت مرثا تخدم، وأما لعازر فكان أحد المتكئين معه. فأخذت مريم مناً من طيب ناردين خالص كثير الثمن، ودهنت قدمى يسوع، ومسحت قدميه بشعرها. فامتلأ البيت من رائحة الطيب” (يو12: 1-3). هذه الرائحة العطرة هى رائحة موت السيد المسيح رائحة حياة لحياة فى الذين يخلصون ورائحة موت لموت فى الذين يهلكون (انظر2كو2: 15، 16). موت المسيح هو موت محيى، خالٍ من الفساد. لأنه قدوس بلا خطية. فالموت الذى ماته، قد ماته عن آخرين. وفاحت رائحة محبته بموته فداءً عنا. لهذا قالت عروس النشيد “مادام الملك فى مجلسه، أفاح ناردينى رائحته” (نش1: 12). وقالت أيضاً “لرائحة أدهانك الطيبة، اسمك دهن مهراق. لذلك أحبتك العذارى” (نش1: 3). لقد تصور يهوذا الإسخريوطى أن سكب الطيب على جسد السيد المسيح، هو نوع من الرفاهية، وانتقد هذا الوضع (انظر يو12: 4، 5). ولكن السيد المسيح فى تواضعه كشف أن هذا الطيب هو لتكفينه، وهو علامة قبوله الموت ودخوله القبر بإرادته. فقبوله لتكفينه وهو حى قبل الموت، هو منتهى الاتضاع.. وقال السيد المسيح دفاعاً عن مريم التى سكبت الطيب: “اتركوها. إنها ليوم تكفينى قد حفظته” (يو12: 7). لقد حققت مريم أخت لعازر بمحبتها للسيد المسيح وبإرشاد من روح الله، تلك النبوءات الرائعة عن رائحة الناردين فى مجلس الملك “أفاح ناردينى رائحته” (نش1: 12). وما أثمن تحقيق النبوءات فى نشر الإنجيل والبشارة المفرحة بالخلاص لكل العالم. إنه أثمن شئ فى الوجود أن يصدق البشر كلام الإنجيل. وقد ظلت رائحة الناردين الخالص الكثير الثمن عالقة بجسد السيد المسيح حتى وهو على الصليب. لأن اسم المخلص هو دهن مهراق يجتذب بالحب إليه جميع شعوب الأرض الباحثة عن خلاص الله. هوذا ملكك يأتيك وديعاً تعوَّد الملوك أن يمتطوا الجياد المطهمة، أى أن يعتزوا بركوب الخيل عند دخولهم إلى مدينة ملكهم. خاصة حينما يدخل الملك دخولاً انتصارياً، ويحتفل الشعب بدخوله المنتصر.. هكذا دخل الملك المسيح إلى مدينة ملكه أورشليم فى يوم أحد الشعانين، وهو يستعد للفصح الحقيقى بتقديم نفسه ذبيحة عن حياة العالم، ليعبر المفديون من الموت إلى الحياة. ولكنه لم يدخل راكباً على فرس أو على حصان، بل دخل راكباً على أتان وعلى جحش ابن أتان، كما هو مكتوب “ابتهجى جداً يا ابنة صهيون، اهتفى يا بنت أورشليم، هوذا ملكك يأتى إليك، هو عادل ومنصور وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن أتان. وأقطع المركبة من أفرايم والفرس من أورشليم، وتُقطع قوس الحرب. ويتكلم بالسلام للأمم وسلطانه من البحر إلى البحر ومن النهر إلى أقاصى الأرض” (زك9: 9، 10). دخل السيد المسيح راكباً على الأتان وليس الفرس، لأنه رئيس السلام لا الحرب. ولأنه ملك وديع ومتواضع القلب، فلا يهتم بمظاهر العظمة الخارجية، بل بالانتصار على العدو الحقيقى للإنسان الذى هو الموت، الذى جاء السيد المسيح ليحررنا من سلطانه. كان الفرس يرمز إلى الحرب، مثلما قيل فى سفر الأمثال “الفرس معد ليوم الحرب. أما النصرة فمن الرب” (أم21: 31). ولهذا شبه الرب النفس المجاهدة بقوة الفرس “لقد شبهتك يا حبيبتى بفرس فى مركبات فرعون” (نش1: 9). والسيد المسيح قد حارب الشيطان روحياً بقوة، وانتصر عليه حينما تجسد لأجل خلاصنا. ولكنه حاربه وهو متشح بالاتضاع. فلم تكن عظمة السيد المسيح هى العظمة الظاهرة بل الخفية “ثم رأيت السماء مفتوحة وإذا فرس أبيض، والجالس عليه يدعى أميناً وصادقاً وبالعدل يحكم ويحارب. وعيناه كلهيب نار، وعلى رأسه تيجان كثيرة، وله اسم مكتوب ليس أحد يعرفه إلا هو. وهو متسربل بثوب مغموس بدم ويدعى اسمه كلمة الله” (رؤ19: 11-13). وأيضاً جنود السيد المسيح الذين يتبعونه، رآهم يوحنا الإنجيلى فى رؤياه وقال عنهم “والأجناد الذين فى السماء كانوا يتبعونه على خيل بيض، لابسين بزاً أبيض ونقياً” (رؤ19: 14). هكذا فمن الناحية المنظورة دخل السيد المسيح أورشليم راكباً على أتان وجحش ابن أتان، ولكنه من الناحية الروحية فقد كان يمتطى فرس الغلبة والانتصار على إبليس، فى أعظم معركة سجلتها البشرية، وخرجت منها منتصرة غالبة بدم الحمل كلمة الله المتجسد. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 46462 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أوصنّا فى الأعالى ![]() قال داود النبى فى المزمور: “من أفواه الأطفال والرضعان هيأت سُبحاً، من أجل أعدائك لتُسكت عدواً ومنتقماً” (مز8: 2). وقد ردد الأطفال فى الهيكل تسبيحاً للرب يسوع المسيح فى يوم دخوله إلى أورشليم كملك مثلما سبحه التلاميذ والجموع “أوصنا لابن داود. مبارك الآتى باسم الرب أوصنا فى الأعالى” (مت21: 9). “فلما رأى رؤساء الكهنة والكتبة العجائب التى صنع والأولاد يصرخون فى الهيكل ويقولون أوصنا لابن داود غضبوا. وقالوا له: أتسمع ما يقول هؤلاء؟ فقال لهم يسوع: نعم، أما قرأتم قط من أفواه الأطفال والرضع هيأت تسبيحاً” (مت21: 15، 16). فما معنى هذا التسبيح الذى تنبأ عنه داود النبى فى المزمور والذى رددته الجموع مع التلاميذ والأطفال فى يوم دخول السيد المسيح إلى مدينة أورشليم؟ إن كلمة “أوصنا” هى فى اللغة العبرية “هوشعنا ” ومعناها “خلّصنا” وقد وردت أيضاً فى المزمور “يا رب خلصنا يا رب سهل طرقنا. مبارك الآتى باسم الرب. باركناكم من بيت الرب. الله الرب أضاء علينا. رتّبوا عيداً فى الواصلين إلى قرون المذبح” (مز117: 25-27). ومن كلمة “هوشعنا ” جاءت تسمية أحد الشعانين. ويلاحظ أيضاً أن اسم الرب يسوع فى اللغة العبرية هو يهوشع أى “يهوه خلّص” كما قال الملاك: “تدعو اسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم” (مت1: 21). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 46463 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() خلّصنا فى الأعالى ![]() ولكن العجيب فى التسبيح الذى أودعه الروح القدس فى أفواه الأطفال فى ذلك اليوم حسب النبوة “من أفواه الأطفال والرضعان هيأت سُبحاً” (مز8: 2)، هو أنهم تكلموا عن خلاص فى الأعالى وليس على الأرض. والمقصود أنهم اعترفوا بالملك الآتى باسم الرب ملكاً سمائياً وليس أرضياً مثلما قال السيد المسيح لبيلاطس: “مملكتى ليست من هذا العالم” (يو18: 36). فحينما هتف الجميع “مباركة مملكة أبينا داود الآتية باسم الرب” (مر11: 10)، كانوا يقصدون أن هذه المملكة هى مملكة سمائية. وهذا يختلف عما أراده ذوى النظرة المادية من اليهود أن يقيموا السيد المسيح ملكاً أرضياً. بالإضافة إلى ذلك فإن عبارة “خلّصنا فى الأعالى” تعنى أن الخلاص المقصود ليس هو خلاصاً أرضياً من الاستعمار الرومانى فى ذلك الحين بل خلاصاً سمائياً. “خلصنا فى الأعالى” تعنى أعطنا قبولاً أمام أبيك السماوى. وتعنى أعطنا مجداً وتسبيحاً فى وسط ملائكتك القديسين. أى خلّصنا من العار الذى لحق بنا بين السمائيين لسبب سقوط الجنس البشرى. “خلّصنا فى الأعالى” تعنى أن يكون لنا غفرانٌ لخطايانا عند الآب السماوى، وأن يكون لنا ميراثٌ فى ملكوته الأبدى. عن هذا الغفران قال معلمنا يوحنا الرسول: “إن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار. وهو كفارة لخطايانا. ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضاً” (1يو2: 1، 2). “خلّصنا فى الأعالى” تعنى أن نولد من فوق وأن تُكتَب أسماؤنا فى سفر الحياة الأبدية. “خلّصنا فى الأعالى” تعنى أن تأتى ربوات من القوات السمائية لتساعدنا وتحارب معنا “فإن مصارعتنا ليست مع دم ولحم، بل مع الرؤساء، مع السلاطين، مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر، مع أجناد الشر الروحية فى السماويات” (أف6: 12). إن القوات الجوية والمظليين هم الذين يحسمون معارك الجيوش المتحاربة. والقوات الجوية والدفاع الجوى هم الذين يقومون بحماية سماء المعركة. وبنفس الأسلوب نحتاج فى السماويات. لذلك نهتف من أعماق قلوبنا “خلصنا فى الأعالى”. “خلصنا فى الأعالى” تحمل ضمناً نبوءة عن موت السيد المسيح معلقاً على خشبة الصليب أعلى الجلجثة. فهو بالفعل قد خلّصنا على قمة جبل أورشليم مدينة الله. وقال بفمه الإلهى: “أنا إن ارتفعت عن الأرض أجذب إلىّ الجميع” (يو12: 32). وقال أيضاً لليهود: “متى رفعتم ابن الإنسان فحينئذ تفهمون أنى أنا هو” (يو8: 28). “خلّصنا فى الأعالى” تحمل أيضاً نبوءة عن صعود السيد المسيح إلى السماء بعد قيامته المجيدة كما هو مكتوب فى المزمور “صعد الله بالتهليل، والرب بصوت البوق” (مز46: 5). ونبوءة عن دخوله الانتصارى كسابق لنا إلى المقادس العلوية فى السماء “ارفعوا أيها الرؤساء أبوابكم وارتفعى أيتها الأبواب الدهرية فيدخل ملك المجد. من هو هذا ملك المجد؟ الرب العزيز القدير، الرب القوى فى الحروب.. هذا هو ملك المجد” (مز23: 7-10) لقد صعد الرب وجلس عن يمين أبيه. وبهذا دخل إلى مجده. ويتغنى بذلك الكاهن فى القداس الغريغورى {أصعدت باكورتى إلى السماء}. بالطبع لم يكن ممكناً للأطفال والتلاميذ والجموع أن ينطقوا بهذا التسبيح الفائق فى معانيه إن لم يكن هذا بوحى من الروح القدس الذى نطق على أفواههم بهذه العبارة العجيبة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 46464 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() “خلّصنا فى الأعالى” تعنى أن تأتى ربوات من القوات السمائية لتساعدنا وتحارب معنا “فإن مصارعتنا ليست مع دم ولحم، بل مع الرؤساء، مع السلاطين، مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر، مع أجناد الشر الروحية فى السماويات” (أف6: 12). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 46465 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() من هو هذا ملك المجد؟ ![]() “خلّصنا فى الأعالى” تحمل أيضاً نبوءة عن صعود السيد المسيح إلى السماء بعد قيامته المجيدة كما هو مكتوب فى المزمور “صعد الله بالتهليل، والرب بصوت البوق” (مز46: 5). ونبوءة عن دخوله الانتصارى كسابق لنا إلى المقادس العلوية فى السماء “ارفعوا أيها الرؤساء أبوابكم وارتفعى أيتها الأبواب الدهرية فيدخل ملك المجد. من هو هذا ملك المجد؟ الرب العزيز القدير، الرب القوى فى الحروب.. هذا هو ملك المجد” (مز23: 7-10) لقد صعد الرب وجلس عن يمين أبيه. وبهذا دخل إلى مجده. ويتغنى بذلك الكاهن فى القداس الغريغورى {أصعدت باكورتى إلى السماء}. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 46466 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ” نريد أن نرى يسوع ” (يو12: 21) ![]() ” نريد أن نرى يسوع ” (يو12: 21) دخل يسوع إلى أورشليم فى يوم أحد الشعانين “وكان الجمع الذى معه يشهد أنه دعا لعازر من القبر وأقامه من الأموات. لهذا أيضاً لاقاه الجمع لأنهم سمعوا أنه كان قد صنع هذه الآية” (يو12: 17، 18). بعد ذلك جاء أناس يونانيون من الذين صعدوا ليسجدوا فى العيد “فتقدم هؤلاء إلى فيلبس الذى من بيت صيدا الجليل، وسألوه قائلين يا سيد نريد أن نرى يسوع. فأتى فيلبس وقال لأندراوس، ثم قال أندراوس وفيلبس ليسوع” (يو12: 21، 22). ربما فرح التلاميذ فى ذلك الحين بأن شهرة معلمهم سوف تنتشر فى العالم كله، وأنه سوف يلتقى بالحجاج الذين جاءوا من بلاد اليونان.. وكان السيد المسيح قد دخل إلى أورشليم ليقدّم نفسه ذبيحة عن حياة العالم. لهذا أجاب السيد المسيح تلاميذه وقال لهم: “قد أتت الساعة ليتمجد ابن الإنسان، الحق الحق أقول لكم إن لم تقع حبة الحنطة فى الأرض وتمت، فهى تبقى وحدها. ولكن إن ماتت، تأتى بثمر كثير” (يو12: 23، 24). لم يكن السيد المسيح يسعى نحو الشهرة، بل ثبت وجهه نحو الصليب.. هناك حيث يكون الفداء والخلاص للبشر. لو انشغل السيد بنفسه، لما وُجدت الفرصة لينشغل بغيره، لهذا أعطى مثل حبة الحنطة التى إن ماتت فهى تأتى بثمر كثير.. لم يقبل السيد المسيح أن يبقى وحده.. لهذا مات فداءً عن كثيرين.. وأعطى جسده للتلاميذ قائلاً: “هذا هو جسدى الذى يبذل عنكم” (لو22: 19). أعطاهم جسده المقدس الذى تألّم لأجلهم وهو حياة لهم، إذ قال: “من يأكلنى فهو يحيا بى” (يو6: 57). بهذا أعطت حبة الحنطة نفسها للموت، فأثمرت للحياة قديسين كثيرين. “إن كان أحد يخدمنى فليتبعنى” (يو12: 26) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 46467 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() بعد أن تحدث السيد المسيح عن حبة الحنطة وموتها لكى تثمر، خيَّر التلاميذ بين أحد طريقين: الأول: هو طريق الشهرة، والارتباط بمجد العالم والاستناد إلى سلطانه. الثانى: هو طريق الصليب والموت عن العالم.. لهذا خاطبهم قائلاً: “من يحب نفسه يهلكها، ومن يبغض نفسه فى هذا العالم، يحفظها إلى حياة أبدية. إن كان أحد يخدمنى فليتبعنى، وحيث أكون أنا هناك أيضاً يكون خادمى” (يو12: 25، 26). أراد السيد المسيح لخدامه أن يسلكوا نفس الدرب الذى سلكه هو، أى طريق الصليب، مرتفعين بقلوبهم نحو الجلجثة. لا يمكن أن تنجح الخدمة بعيداً عن الصليب: فالصبر صليب، والاحتمال صليب، والشهادة بكلمة الحق صليب، والسلوك فى طريق البر والفضيلة صليب، والطاعة والخضوع صليب، وإنكار الذات صليب، وممارسة المحبة الباذلة الحقة صليب، والسهر على الرعاية صليب.. الصليب هو العلامة، وهو الختم، وهو الجسر، وهو الملتقى، وهو سلاح الغلبة، وهو قوة الله للخلاص.. المسيحية ليس لها وجود بدون الصليب، بل هى بدون الصليب كالعُرس بلا عريس، وكالوليمة بلا ذبيح.. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 46468 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أهمية الصليب لخدام السيد المسيح ![]() الصليب فى حياة خادم المسيح، هو التحرر من الأنا التى تستعبد الإنسان وتذله وتمنعه من أن يحب غيره.. الصليب هو الانفتاح على الآخرين بدافع الحب المقدس، والخروج من سجن الذات البغيض إلى حرية المحبة، التى تعرف كيف تقود غيرها نحو حياة القداسة.. الصليب هو الطريق إلى المجد الحقيقى.. وهذا يقودنا إلى تكملة حديث السيد المسيح: “إن كان أحد يخدمنى يكرمه الآب” (يو12: 26). الخادم الذى يتبع السيد المسيح فى طريق الصليب، يمنحه الآب السماوى الكرامة الحقيقية. وهذه الكرامة هى نعمة الروح القدس الذى يمسح كلام الخادم، حتى يصير لكلامه سلطان أن يغيّر قلوب سامعيه.. الروح القدس يشفع بأنات لا ينطق بها فى صلوات الخادم، حتى تأتى صلاته إلى حضرة رب الجنود. فتكون صلاته مستجابة فى كل زمان ومكان حتى بعد تركه لهذا العالم، يستطيع أن يقدم الشفاعة التوسلية أمام الله عن كثيرين. الروح القدس الذى يرافق كلام الخادم، ويتكلم فى قلبه، لينطق بحسب مشيئة الله، فتتحقق جميع كلماته، مثلما قيل عن صموئيل النبى “كان الرب معه ولم يدع شيئاً من جميع كلامه يسقط إلى الأرض” (1صم3: 19). ما أجمل أن ينال الخادم الكرامة الحقيقية من الآب السماوى، مثلما فعل السيد المسيح الذى رفض مجد الناس، واحتمل الآلام بسرور فى طاعة كاملة لله أبيه. اختار تلاميذ السيد المسيح الأوفياء أن يتبعوا السيد المسيح كما أوصاهم، وحملوا الصليب من خلفه، وبذلوا حياتهم بفرح لأجل اسمه، فاستحقوا أكاليل المجد السماوى فى عملهم الرسولى العجيب. ومن الجانب الآخر يحدثنا الإنجيل عن كثير من رؤساء اليهود الذين آمنوا بالسيد المسيح “غير أنهم لسبب الفريسيين لم يعترفوا به، لئلا يصيروا خارج المجمع. لأنهم أحبوا مجد الناس أكثر من مجد الله” (يو12: 42، 43). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 46469 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الروح القدس الذى يرافق كلام الخادم، ويتكلم فى قلبه، لينطق بحسب مشيئة الله، فتتحقق جميع كلماته، مثلما قيل عن صموئيل النبى “كان الرب معه ولم يدع شيئاً من جميع كلامه يسقط إلى الأرض” (1صم3: 19). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 46470 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() غسل الأرجل رأينا السيد المسيح وسمعناه يتصرف باتضاع عجيب فى كل المواقف. وها نحن نراه الآن وهو يغسل أرجل تلاميذه. كان الصليب بالنسبة للسيد المسيح، هو طريقه فى بناء الملكوت.. وكان الاتضاع هو طريقه نحو الصليب، وطريقه فى الصليب. فقبل الصليب مباشرة، وضع السيد المسيح خدمة غسل الأرجل، كما سجلها لنا إنجيل القديس يوحنا: “أما يسوع قبل عيد الفصح، وهو عالم أن ساعته قد جاءت لينتقل من هذا العالم إلى الآب. إذ كان قد أحب خاصته الذين فى العالم أحبهم إلى المنتهى. فحين كان العشاء، وقد ألقى الشيطان فى قلب يهوذا سمعان الإسخريوطى أن يسـلمه. يسوع وهو عالم أن الآب قد دفع كل شئ إلى يديه، وأنه من عند الله خرج، وإلى الله يمضى. قام عن العشاء وخلع ثيابه، وأخذ منشفة واتزر بها. ثم صب ماء فى مغسل، وابتدأ يغسل أرجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التى كان متزراً بها” (يو13: 1-5). أراد السيد المسيح أن يوضح أن الهدف من صلبه هو غسل أرجل تلاميذه. بمعنى أن خدمة التطهير وغسل الخطايا، هى مسئوليته باعتباره الفادى والمخلص. وقد ربط الوحى بشكل عجيب فى بشارة يوحنا بين الحب والاتضاع “إذ كان قد أحب خاصته.. إلى المنتهى.. قام عن العشاء.. وابتدأ يغسل أرجل التلاميذ” (يو 13: 1-5). المحبة الحقيقية تتحقق بالاتضاع.. والاتضاع يتألق بالمحبة، وكلاهما يلتقيان معاً فى بذل الذات وإنكارها. |
||||