منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29 - 07 - 2021, 06:42 PM   رقم المشاركة : ( 46421 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

البابا شنودة الثالث
مهما تأخر لا تلجأ إلى السحر وأشباهه
أما أنت فلا تلجأ إلى أمثال هذه الطرق، إنما لجأ إلى الله وانتظره. ومهما تأخر لا تلجأ إلى السحر وأشباهه.
إنها تعبير إما عن فشل ويأس أو هي دليل عملي على اللجوء إلى غير الله. أو هي ضيق في القلب لا يستطيع أن ينتظر الرب. أو هي استهانة بأمر الله الصريح الوارد في (تث 18). لقد ضرب الرب شاول الملك وأماته لأنه لجأ إلى مثل هذا الطريق.. (1 صم 28). أما أنت فاستمع لأمر الرب الصريح. ولا تلجأ إلى طرق خاطئة كهذه مهما ظننت أنه قد تأخر عليك.
 
قديم 29 - 07 - 2021, 06:47 PM   رقم المشاركة : ( 46422 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



البابا شنودة الثالث


يقول المرتل في المزمور "صبرت نفسي للرب. صبرت نفسي لناموسك انتظرت نفسي الرب من محرس الصبح حتى الليل" (مز 129) ويضيف بعدها "لأن الرحمة من عند الرب، وعظيم هو خلاصه".. وربما عبارة "من محرس الصبح حتى الليل" -في معناها الرمزي- تعني العمر كله، أو تعني الوقت كله. أو عبارة "حتى الليل قد تعني: حتى الظلمة، حتى عمق اشتداد المشكلة..
ننتظر الرب، ونحن متأكدون تمامًا أنه لابد سيجيء ويصنع خلاصًا. أما متى يجيء؟ أصباحًا، أم ظهرًا، أم في نصف الليل، أم في الهزيع الرابع؟ لسنا ندري..



لا نعرف متى يجيء. ولكن ما يسعدنا حقًا، أنه لا بُد سيجيء..
الوقت أو الميعاد، نتركه لحكمته الإلهية. ولكن نفرح بانتظار مجيئه، حسب وعده الصادق "لا أترككم يتامى. أني آتي إليكم" (يو 14: 18). "سأراكم أيضًا فتفرح قلوبكم. ولا ينزع أحد فرحكم منكم" (يو 16: 22). إن الصليب قد يحمل ألمًا. والقيامة معها فرح الرجاء..
وكل صليب لا بُد بعده قيامة. والوعد بالقيامة يحمل الرجاء..
لذلك كن واثقًا، ولا تيأس. وانتظر الرب في عمق السلام الداخلي. وكلما أحاطت بك ضيقة، قل: إنني اسمع صوت حبيبي "هُوَذَا آتٍ طَافِرًا عَلَى الْجِبَالِ، قَافِزًا عَلَى التِّلاَلِ" (نش 2: 8).



وإن صادفتك مشكلة، لا تجعلها تتعبك كما يحدث لفاقدي الرجاء. بل قل في ثقة: أن الله لابد سيحلها. وإن لم تحل في هذه الأيام، ستحل في الأسابيع المقبلة. وإن لم تحل في هذه الأسابيع، ستحل في الشهور المقبلة. أنها لا بُد ستحل، مهما مر الوقت عليها. أنا واثق يا رب في تدخلك. واثق في حكمتك وفي عملك، وأنك لن تتخلى. لذلك مهما مر الوقت، نحن لا نحزن، كما قال الرسول:
"لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم" (1 تس 4: 13).
إن ثقتنا بعمل الله، لا تسمح أبدًا للحزن أن يدخل إلى قلوبنا، فلنثق به إذن. عجيب أننا نثق أحيانًا بالطرق البشرية، وبالوسائط العالمية، ونثق بالأخريين، ونثق بأنفسنا، بذكائنا وفهمنا وقدراتنا.. أما الله، فكثيرًا ما تهتز ثقتنا ونحن ننتظره!! فلماذا؟ ألعله (التأخير) في الاستجابة هو الذي يجعلنا نشك أو نحزن.




 
قديم 29 - 07 - 2021, 06:49 PM   رقم المشاركة : ( 46423 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

البابا شنودة الثالث

يقول المرتل في المزمور "صبرت نفسي للرب. صبرت نفسي لناموسك انتظرت نفسي الرب من محرس الصبح حتى الليل" (مز 129) ويضيف بعدها "لأن الرحمة من عند الرب، وعظيم هو خلاصه".. وربما عبارة "من محرس الصبح حتى الليل" -في معناها الرمزي- تعني العمر كله، أو تعني الوقت كله. أو عبارة "حتى الليل قد تعني: حتى الظلمة، حتى عمق اشتداد المشكلة..
ننتظر الرب، ونحن متأكدون تمامًا أنه لابد سيجيء ويصنع خلاصًا. أما متى يجيء؟ أصباحًا، أم ظهرًا، أم في نصف الليل، أم في الهزيع الرابع؟ لسنا ندري..

 
قديم 29 - 07 - 2021, 06:50 PM   رقم المشاركة : ( 46424 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

البابا شنودة الثالث

لا نعرف متى يجيء. ولكن ما يسعدنا حقًا، أنه لا بُد سيجيء..
الوقت أو الميعاد، نتركه لحكمته الإلهية. ولكن نفرح بانتظار مجيئه، حسب وعده الصادق "لا أترككم يتامى. أني آتي إليكم" (يو 14: 18). "سأراكم أيضًا فتفرح قلوبكم. ولا ينزع أحد فرحكم منكم" (يو 16: 22). إن الصليب قد يحمل ألمًا. والقيامة معها فرح الرجاء..
وكل صليب لا بُد بعده قيامة. والوعد بالقيامة يحمل الرجاء..
لذلك كن واثقًا، ولا تيأس. وانتظر الرب في عمق السلام الداخلي. وكلما أحاطت بك ضيقة، قل: إنني اسمع صوت حبيبي "هُوَذَا آتٍ طَافِرًا عَلَى الْجِبَالِ، قَافِزًا عَلَى التِّلاَلِ" (نش 2: 8).


 
قديم 29 - 07 - 2021, 06:52 PM   رقم المشاركة : ( 46425 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

البابا شنودة الثالث

وإن صادفتك مشكلة، لا تجعلها تتعبك كما يحدث لفاقدي الرجاء. بل قل في ثقة: أن الله لابد سيحلها. وإن لم تحل في هذه الأيام، ستحل في الأسابيع المقبلة. وإن لم تحل في هذه الأسابيع، ستحل في الشهور المقبلة. أنها لا بُد ستحل، مهما مر الوقت عليها. أنا واثق يا رب في تدخلك. واثق في حكمتك وفي عملك، وأنك لن تتخلى. لذلك مهما مر الوقت، نحن لا نحزن، كما قال الرسول:
"لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم" (1 تس 4: 13).
إن ثقتنا بعمل الله، لا تسمح أبدًا للحزن أن يدخل إلى قلوبنا، فلنثق به إذن. عجيب أننا نثق أحيانًا بالطرق البشرية، وبالوسائط العالمية، ونثق بالأخريين، ونثق بأنفسنا، بذكائنا وفهمنا وقدراتنا.. أما الله، فكثيرًا ما تهتز ثقتنا ونحن ننتظره!! فلماذا؟ ألعله (التأخير) في الاستجابة هو الذي يجعلنا نشك أو نحزن.


 
قديم 30 - 07 - 2021, 11:40 AM   رقم المشاركة : ( 46426 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عظة قداسة البابا تواضروس الثاني في قداس عيد الرسل

بكنيسة الرسولين بطرس وبولس بمدينة النوبارية عقب تدشينها

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





عظة قداسة البابا تواضروس الثاني في قداس عيد الرسل بكنيسة الرسولين بطرس وبولس بمدينة النوبارية عقب تدشينها باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد. آمين.تحل علينا نعمته ورحمته من الآن وإلى الأبد. آمين.هذا يوم فرح أيها الأحباء نحتفل فيه بعيد الرسل بعد أن قضينا صوم الرسل، وهو الصوم الذي نُسمّيه صوم الخدمة، وينتهي هذا الصوم بهذا العيد الذي نُسمّيه عيد الرسل، ولكن في نفس الوقت نحتفل فيه بتذكار استشهاد القديسين بطرس وبولس، واختيار الاثنيْن والله يُدبّر في عنايته أن يكون استشهادهم الاثنيْن في يوم واحد، في عام ٦٧ ميلادية في القرن الأول الميلادي له مغزى ومعنى، نفرح أيضًا في هذا الصباح المبارك بتدشين هذه الكنيسة المباركة على اسم القديسين بطرس وبولس الرسولين في مدينة النوبارية، وهي الكنيسة التي بدأت الخدمة فيها منذ وقت طويل وسنين عديدة، تعب فيها كثيرًا نيافة الأنبا باخوميوس والآباء الكهنة، منذ أن بدأت سُكنَى أقباط مصريين في هذه المدينة وفي القرى التي حولها، وبدأت رحلة طويلة وإن كانت رحلة شاقة ولكنها أيضًا ممتعة، الله كان يتمجد فيها في كل يوم، وجاء هذا اليوم لكيما نحتفل فيه جميعًا بعطية الله الجميلة في هذه الكنيسة المقدسة، وعندما نحتفل بعيد القديسين بطرس وبولس في الحقيقة هذا الاحتفال له معنى وله مغزى، كما أنه أيضًا لا توجد كنائس كثيرة على هذا الاسم (اسم القديسين بطرس وبولس)، أعتقد كنائس معدودة جدًا في حين أن الكنائس على اسم العذراء أو الملاك أو مار جرجس أو مار مينا كثيرة، ولذلك تصير كنيسة مميزة، وبالحقيقة هي كنيسة مميزة في تصميمها في شكلها في أيقوناتها وفي اتساعها وفي ارتفاعها وفي مداخلها، نشكر الله كثيرًا.القديسان بطرس وبولس، كان القديس بطرس واحدًا من أوائل التلاميذ الذين اختارهم ربنا يسوع المسيح، كان يهوديًّا، كان صيّادًا، كان من البسطاء، قليل التعليم، كان من عامة الناس، وعرف المسيح مبكرًا، وعاش حياته قريبًا من المسيح، وشاهد معجزاته، واستمع إلى تعاليمه وأمثاله، وتعلَّم على يد المسيح، وهذا نموذج جميل جدًا، إن واحد يتولد داخل الكنيسة ويكبر ويعرف ربنا وهو داخل الكنيسة، شيء رائع، وعاصر المسيح حتى الصليب، ولكنه عند الصليب سقط سقطة نكراء، إذ أنكر المسيح وأمام جارية، ولكن بعد فترة ليست طويلة استعاده المسيح بالحب ورجَّعه، وقال له في مقابلة بعد القيامة، وسأله سؤالًا من كلمة واحدة، قال له: بطرس أَتُحِبُّنِي؟.. انتبه! بطرس عرف المسيح من بدايات حياته، وتتلمذ وصار تلميذًا وحتى اشتهر بأنه دائمًا يكون مندفعًا، بمعنى أنه عندما يجيب على سؤال سأله السيد المسيح يرد مباشرة ويجيب باِندفاعية، وهو في وقت التجلّي الذي وقف أمام السيد المسيح وقال له: يسوع، هذا المكان جميل جدًا، نصنع ثلاث مظال، لك واحدة ولموسى واحدة ولإيليا واحدة، ويقول لنا الكتاب: جاءت سحابة وظللتهم، فهو دائمًا مندفع في الكلام، ولكن اندفاعه ظهر أن فيه ضعف، فيأتي أمام جارية ويُنكر أنه يعرف المسيح، وهذا يُمثل إنسان الذي يعيش مع ربنا ثم في وقت من الأوقات يقع وقعة صعبة جدًا، وهذه الوقعة لا يُصدقها الإنسان ولا ينتظرها، وماذا بعد يا بطرس، فيقول: سأعود للعمل القديم، صيادًا. ولكن المسيح حوَّلك من صياد سمك إلى صياد للناس! وبدأ يفقد رجاء، وأرجوكم أن تقفوا عند هذه النقطة.. والمسيح بعد أن اصطادوا السمك وقدَّموا منه وجلس معهم بعد القيامة، نسمع المسيح في وسط التلاميذ يقول له: بطرس بتحبني؟ أتحبني؟ .. طبعًا كلمة تزلزل كيان الإنسان، تزلزله، لم يقل له معاتبًا: “يا بطرس بعد الصليب وترى هذه الأعمال وبرغم ذلك تقع هذه الوقعة؟”.. لم يقل هذا، ولم يُحدّثه في الماضي أو ما سبق بل حدثه عن القادم، وهنا نقطة بالغة الأهمية، الإنسان لكي يزرع الرجاء يتحدث عن المستقبل… “بطرس أتحبني؟،” قال: نعم يا رب أحبك، قال له يسوع: إذًا اِرعَ غنمي، قال: حاضر يا رب ورجع إلى مكانه وانتهت القصة.. بعد قليل كرّر السؤال عليه، وانا أريدكم أن تعيشوا في مشاعر هذا القديس أثناء توجيه المسيح السؤال له، يا بطرس “أتحبني؟” للمرة الثانية، فيقول: نعم يا رب أحبك، وفي المرة الثالثة -وهذه المرة الثالثة لتُذكّره بوقت الإنكار وصياح الديك- يقف بطرس ويعلن تعهّدًا من داخله ومن قلبه ويقول: نعم يا رب أنت تعلم إني أحبك… كأن المسيح يقول له سامحتك، وكأنه يقول له هيا نقلب الصفحة ونبدأ صفحة جديدة، وما أروع مسيحنا أيها الأحباء وهو يعالج الضعف، أعتقد لو كنا بنفكّر، سنقول بما أن بطرس فعل هذا فالمسيح سيشطب اسمه من قائمة التلاميذ ولا يصير لدينا واحد باسم بطرس، ولكن كلا.. وبالحب عالج ضعف بطرس الصياد البسيط، الرجل اليهودي الذي لم يكن معلّمًا في يوم من الأيام، ولكنه يحضر يوم حلول الروح القدس ويمتلئ قوة وينشط، ويقف معلّمًا في يوم الخمسين ويُلقي عظة ويؤمن بسبب هذه العظة وسط الجموع أكثر من ثلاثة آلاف نفس.. ماذا حدث، ما هذا التحوُّل الكبير يا بطرس!! يا إخوتي الأحباء عندما نحتفل بعيد استشهاد القديس بطرس في هذا اليوم إنما يقدّم لنا الإنجيل صورة من صور شخصيات الإنسان، أي يُمكن أن تكون شخصية الإنسان هكذا، يكون سائرًا ويقع ثم يتعثّر، يقف ثم يكمل طريقه، يجتهد، ينشط، وفي آخر أيامه ينال الاستشهاد، ويقول أنا لا أستحق أن أصلب على صليب العار ويرفض أن يكون الصليب معدولاً بل أن يكون مقلوبًا، ويُصلب منكس الرأس، ويستشهد في هذا اليوم سنة ٦٧ ميلادية في القرن الأول الميلادي… شيء رائع، وهذه الصورة نحن لا نحتفل بشخص بطرس ولكننا نحتفل ببطرس لرَسمه، لأنه يرسم أمامنا شخصية من شخصيات الإنسان، لأن أي إنسان منّا من الممكن أن يكون بطرس، أي واحد منّا، أي خادم منّا يكون بمثل هذا… وبطرس بالحب يرجع ويعود قويًّا، ويبدأ يخدم بقوة، ويكتب لنا رسالتيْن من الرسائل الجميلة في العهد الجديد.. كان صيادًا، صياد ربما لم يكن يعرف القراءة أو الكتابة، ولكن عمل الروح فيه جعل منه قديسًا عظيمًا، ونحن اليوم في القرن الحادي والعشرين نبني كنيسة ونُسميها على اسمه وهو كان من القرن الأول الميلادي، وهذا يشرح لكم أيها الأحباء امتداد نهر الحياة عبر الزمن، وكيف عَمِلَ الروح، وكيف عاش هذا القديس الذي قدّم لنا نموذجًا رائعًا لأي إنسان تظل سيرته حيَّة، وأقول لكم من القرن الأول الميلادي ونحن اليوم في القرن الواحد والعشرين ونستمد سيرته أمامنا ونقرأها في السنكسار، ونقرأ رسائله في الإنجيل، ونُسمي كنيستنا على اسمه، ونعيش اختباره في الحياة.أريد أن ألفت نظرك لأمر هام جدًا، المسيح عندما جاء ليختار تلاميذه اختار أولاً اثني عشرًا، وهؤلاء كانوا يهودًا وكان أحد عشر منهم من الجليل (القسم الشمالي في فلسطين) وواحدًا فقط من الجنوب (اليهودية) وهو يهوذا الإسخريوطي، وهذه هي الإرسالية الأولى، إرسالية التلاميذ الاثني عشر، وبعد هذا السيد المسيح اختار سبعين، وهؤلاء كان منهم يهود وآخرون غير يهود – أحيانًا يُسمّونهم “دخلاء” أي دخلوا اليهودية حديثًا، وهؤلاء السبعين كان منهم القديس مار مرقس والقديس مار لوقا وقديسين غيرهم، إذًا اختار الاثني عشر والسبعين فيكون مجملهم اثنين وثمانين، ثم صُلب المسيح ومات وقام وصعد للسموات وأرسل لنا موعد الآب الروح القدس، وبعدها بسنة أو اثنتيْن اختار التلميذ الثالث والثمانين، وهو بولس الرسول، شاول الطرسوسي، لكن كيف ستختاره يا رب؟، سأختاره ولكن في وضع هام جدًا، وهو سائر ويشعر بذاته للغاية، وهو في الطريق لدمشق سأظهر له، وكلكم تعرفون هذه القصة الجميلة.. يظهر ربنا يسوع المسيح أمام شاول الطرسوسي الذي لم يكن يعرف المسيح بل يضطهده بإفراط (كما قال عن نفسه كنت مفتريًّا).. وماذا بعد يا بولس، فقال: وقفت أمام المسيح وقلت له العبارة الخالدة “يَا رَبُّ، مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ؟”، إذًا الحكاية تختلف عن حكاية بطرس، فبطرس موضوع وقلت لك كان من أوائل التلاميذ والرسل ثم وصلنا لآخرهم وهو رقم ثلاثة وثمانين بولس الرسول، الذي وقف أمام ربنا وكان نصف حياته مرًّا، كما نقول (فاته نصف عمره)، أي قضى نصف عمره لا يعرف المسيح وكان كل ما يعرفه هو أن يضطهد المسيح فقط.. وأين تعلّمت يا بولس، يقول تعلّمت في طرسوس، جامعة من الجامعات القديمة جدًا (تقع على الحدود بين سوريا وتركيا)، وتعرّف هناك على تلميذ اسمه برنابا (برنابا الرسول)، ووقفت أمام المسيح وقلت له: “يَا رَبُّ، مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ؟” أنا في يديك، لأن المسيح سأله سؤالًا صعبًا جدًا.. انتبه سأل بطرس سؤال جميل جدًا (أتحبني) وأنقذه، بينما أمام بولس سأله سؤالًا (أنقذه أيضًا) “لماذا تضطهدني؟”.. سؤال يتردد صداه عبر الأجيال، ويقف بولس الرسول (شاول) يقول يا رب ماذا تريد أن أفعل أنا استسلمت أنا بين يديك فلتفعل كما تشاء بي، انتبه فات نصف عمر وباقي النصف الآخر فماذا ستفعل به؟ أَرِنا… ونجح بولس الرسول وصار قديسًا عظيمًا، وصار بولس الرسول الذي تعلّم في جامعة طرسوس، وتعلّم عند أقدام غمالائيل أكبر معلم في اليهودية في الناموس وهو رجل كبير في العلم، بعكس بطرس الصياد، ويقول بولس الرسول العظيم يتكلم عن نفسه متحسّرًا على الأعوام التي مرّت به وضاعت (كيف كنت أضطهد كنيسة الله بإفراط)، كنتُ فريسيًّا كنت يهوديًّا أعتقد أنني أسير في الطريق الصحيح، بينما في نصف عمره اكتشف أنه كان مخطئًا، ولكنه بدأ بداية جديدة ونشيطة حتى يمكنه تعويض النصف الماضي من حياتي، وصار كارزًا عظيمًا، كارزًا بكل اجتهاد بكل مجاهرة بلا مانع، كما تقول عنه آخر آية في آخر سفر الأعمال أنه ينشط ويزور بلادًا كثيرة، ويُعتبر بولس الرسول هو مبشّر قارة أوروبا، وكل أوروبا المسيحية كانت البداية عن طريق بولس الرسول، رائع يا بولس.. ويُسجّل لنا أربع عشرة رسالة في العهد الجديد، ويكتب اختباراته وتاريخه وما قابله من أحداث داخل وخارج الكنيسة، ويُقدّم لنا رسائل تمتلئ بنُظُم إدارة الكنيسة، وكيف نواجه المشكلات والضيقات، وكيف نحل أي أزمة، ماذا حدث يا بولس؟ فأنت تعيش بنصف عمر فقط!! قال نعم لأن كل يوم وكل دقيقة لهم قيمة، صار رسولًا للأمم، واجتهد في نشاطه، وقدّم لنا نموذجًا للإنسان حتى الذي ضاع من حياته سنين وسنين.. لا زال هناك أمل، مثل بطرس بالضبط… لهذا نسمّي عيد الرسل عيدًا للرجاء… وبولس الرسول يرجع ويخدم وينشط ويجتهد ويقول عن نفسه تعبيرًا من أجمل التعابير التي ذُكرت عن أحد من القديسين “أَنَا الأَسِيرَ”، وجميعنا نصلّيها في الصباح ونقول (أسألكم أنا الأسير في الرب أن تسلكوا كما يحق للدعوة التي دُعيتم إليها… إلخ)، مَن يقول عن نفسه أنه أسير؟!! أسير محبة ربنا، فأصبح ليله ونهاره وحياته وكل يوم في عمره هو أسير لمحبة المسيح، وتنتهي حياته شهيدًا بعد أن قال (أنا سفير في سلاسل)، وتنتهي حياته أيضًا بقطع الرأس في روما، أيضًا في نفس توقيت استشهاد القديس بطرس يوم ٥ أبيب سنة ٦٧ ميلادية، ولأنه روماني لم يُصلب على صليب لأنه كان عارًا، ولكن بطرس اليهودي صُلب منكّس الرأس، بينما بولس الروماني أقسي عقوبة له هي قطع الرأس.. إذا جاءتكم فرصة لزيارة روما توجد هناك كاتدرائية كبيرة على اسم القديس بولس، ويقولون عندما قطع السيّاف رأسه أن رأس القديس وقعت على الأرض في ثلاث قفزات، وصارت مكان هذه القفزات ينابيع عذبة حتى الآن موجودة… كأن بطرس وبولس اللذين نحتفل بهما اليوم لا نحتفل بشخصيهما بل بالنماذج الحيّة التي قدّماها لنا، نحتفل بروح الرجاء التي يبثانها فينا… أيام أن بدأت الخدمة هنا قبل وجود الكنيسة، كنا نقول متى ستكون هناك كنيسة في النوبارية؟… المشوار طويل.. ولكن هذا المشوار لا يصلح أن نسير فيه بدون الرجاء والأمل، وبعد مرور سنة وراء الأخرى وفي سنة ١٩٩٧ وكنت مسامًا أسقفًا جديدًا ذهبت مع نيافة الأنبا باخوميوس للتقديم على كنيسة في النوبارية وكنت أول مرة أذهب للتقديم على كنيسة، وذهبنا إلى المكتب المسؤول وقدّمنا الطلب لكنيسة في النوبارية في سبتمبر ١٩٩٧، أي منذ ٢٤ سنة ، ونحن نازلين على السلالم كان يضحك معي الأنبا باخوميوس ويقول: “احسب من اليوم ستة عشر أو سبعة عشر سنة !!!” تكلمنا بابتسامة ونحن لا نعرف الغيب ولكن هذا لم يوقف الخدمة أو العمل، وصارت الخدمة وافتقاد البيوت وفي القرى المجاورة ثم يصلُّون في غرفة صغيرة ثم في شقة ويكبر العمل خطوة بخطوة حتى يأتي هذا اليوم المبارك لكيما نحتفل جميعًا بمشوار الرجاء الطويل… إيّاك أن تفقد الأمل، إيّاك أن يقال لك أن هناك إنسان مثل بطرس الرسول فتفقد الأمل في حياته، أو مثل بولس الرسول فتفقد الأمل في حياته، يوجد رجاء وأمل، ولهذا، اليوم فرحتنا مضاعفة ومباركة، وفرحتنا مع الأنبا باخوميوس يشترك فيها الآباء الأساقفة الحضور معنا والآباء الكهنة في مجمع البحيرة والإسكندرية والآباء الضيوف والأراخنة، والشمامسة وكل الخدام والخادمات والذين كانوا صغارًا وأصبحوا كبارًا في حضن الكنيسة تدريجيًّا، ويصير يا إخوتي هذا يومًا لنفرح فيه. نهنئ نيافة الأنبا باخوميوس ويعيش ويفرح بثمار تعبه وبخدمته في أماكن كثيرة جدًا ويعطيه الرب الصحة والعمر الطويل، وفي كل مكان كما علّمنا أن كل مكان تطأه وصية الإنجيل يصير مقدّسًا، وأبونا يوحنا تعب كثيرًا في الكنيسة مع رسامته في المكان، وقبله آباء تعبوا في الافتقاد والزيارات، وتقريبًا بدأ من لا شيء، وتدريجيًّا الله يعطي نِعَمه الكثيرة وعطاياه المتفاضلة في حياتنا.. الحقيقة اليوم يوم مفرح وأنا في الطريق كنت أتخيل الأيام الماضية عندما ذهبت مع الأنبا باخوميوس للتقديم على الكنيسة لم تكن هناك المباني الكثيرة ولكن بدأت البلد تكبر والأماكن تحلو بالعمل الجميل والطرق الجميلة وأجمل ما فيها ناسها الذين يخدمون ويتعبون.. نشكر الله كثيرًا الذي أعطانا أن نأتي إلى هذا الصباح، نشكر الله على عمله، ونشكر كل الذين تعبوا وكثير من الناس الذين تعبوا منهم المهندسين والفنانين والعمال وآخرين عضدوا بصدقتهم وعطاياهم وتبرعاتهم لا يمكن إحصائهم، حتى الطفل الصغير الذي وضع مبلغًا بسيطًا كتبرع في إنشاء هذه الكنيسة، والحقيقة أن الشيء الجميل الجدير بالذكر أن أبونا يوحنا اهتم بالأطفال واهتم بتعليمهم، ففي كل مرة كنت آتي لزيارة المكان في السابق أجد خورس شمامسة جميلًا وأصواتهم حلوة وحافظين ويصلون بقلوبهم، وهذا تشجيع للآباء والأمهات وأبونا الكاهن وتشجيع الشمامسة الكبار والأراخنة، فالعمل الجماعي أمام الله يفرّح قلبنا ويفرّح قلب الله…كل كنيسة وأنتم طيبون وكل مشوار رجاء طويل وأنتم طيبون، وكل عمل يصنعه الله معنا ويعطينا هذه النعم الكبيرة وأنتم بخير وبصحة. لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد. آمين
 
قديم 30 - 07 - 2021, 11:44 AM   رقم المشاركة : ( 46427 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كلمة قداسة البابا تواضروس الثاني في سيمنار مجمع كهنة إيبارشية المعادى



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أنا سعيد أن أتقابل معكم، مجمع كهنة إيبارشية المعادى المحبة للمسيح ومع سيدنا الأنبا دانيال وسعيد أيضًا أن أشترك معكم في هذا السيمنار في هذا المكان الجميل.
الأبوة
الحديث عن الأبوة موضوع كبير وقد درسناه في سيمنار المجمع المقدس في شهر نوفمبر الماضي وهو موضوع الأبوة والبنوة بين الأب الأسقف والكاهن واستغرقت الدراسة أربعة أيام.
وفي حديثى مع كهنة كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة قلت لهم لدينا كتاب بستان الرهبان لماذا لا يكون لدينا كتاب عن بستان الكهنة؟ فقاموا مشكورين بإعداد كتاب بستان الكهنة الذي سوف يتم توزيعه عليكم هدية السينمار.
موضوع الأبوة تنفرد به الكنيسة القبطية. هناك الأبوه الجسدية التى تُصَيِّر الرجل أبًّا في الأسرة ويحمل اهتمامات واحتياجات أبنائه، لكن موضوع الأبوه في مجال عمل الآباء الكهنة يأخذ أهمية كبيرة لأنك تحولت من فُلان أفندى إلى أبونا باسم جديد وشكل ولبس جديد ،موضوع ليس سهلًا . إن لم تؤازره النعمة الإلهية فعند ذلك سوف تحمل اللقب ولكن لا تحمل قوته ممكن أحمل اللقب ولكن لا أحمل قوته.
الأبوه تسمى موهبه (كنز) الفضائل وأحب أن أطرح بعض الأسئلة للدخول في عمق الموضوع:
هل الأبوه خبرة أَم موهبة ؟
هل هي مظهر أَم جوهر ؟
هل هي سلوك أَم شعور ؟
هل هي اختيار أَم التزام ؟

كلمة أبوة هي كلمة من أربعة حروف وسوف نتأمل في هذه الأحرُف الأربعة
حرف (أ): يعني الأمانة المطلقة نجدها في الآية التي جاءت في الأصحاح الثاني من سفر الرؤيا “كُنْ أَمِينًا إِلَى الْمَوْتِ فَسَأُعْطِيكَ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ“ (رؤ ظ¢ : ظ،ظ*) وهذه الآية نصفها الأول على الأرض والنصف الثاني في السماء، آية أرضية سماوية.
حرف (ب): تعني البذل، وفي المعنى الروحي الكامل أن يتخلى الواحد ويبذل نفسه من أجل الآخر وذلك الذي عبر عنه معلمنا بولس الرسول: “مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَارِ“ (رو ظ¨ : ظ£ظ¦). القديس يوحنا ذهبى الفم قال:“الشهيد يموت مرة واحدة من أجل سيده لكن الراعي يموت كل يوم أجل رعيته“.
حرف (و): يعني الوقار، الوقار في الحياة الإنسانية يعني أن يكون الإنسان ذو وقار كالملائكة والقديسين الذين نقول عنهم أنهم متسربلين، فأنت متسربل بالوقار زي الثوب الطويل. وقار الكهنوت، أنت أيها الأب الكاهن لا تعمل عمل بشرى إنما إلهي أو سماوي القس فلان (برسفيتيروس) تعني مصلي أنت مصلي وظيفتك مصلي الكاهن عمله التواصل مع الله هذا وقار الكهنوت.
حرف (هـ): يعني الهيبة، يرى فيك الآخرون صورة القديسين نحن نرى حين يدخل
شخص ليأخذ بركة الأيقونة مع أنها مجرد رسم إبداعى وليس تصويرى لكن يظهر فيها هيبة القديسين.
من هم الآباء ؟
الآباء هم الذين عملوا بأقوالهم وتكلموا بأعمالهم .
كلكم آباء بالجسد والأبوة تكبر يوم بعد يوم، ولا تنسى أن أولادك الذين يكبرون أمام عينيك يصيرون كأنهم أصدقاء. كان شخص يتكلم عن أبوه فقال: إنني أرى أعظم من أبي ولكن ليس هذا إلا لسبب انه يحملني فوق كتفيه أنا أعلى منه فأنا أشوف أكثر منه ولكن سبب ذلك أنه يحملني على كتفيه.
هناك مجموعة من الصفات التي تساعد الأب الكاهن أن يمارس الأبوة بشكل صحيح
ظ،- الوقت المنظم:
أن يكون وقتك موزع بطريقة صحيحة، يعني ليس هناك استهلاكًا للوقت في أشياء ليس لها معنى فمثلًا متابعة الإنترنت ومشاهدة التليفزيون لأوقات طويله ليس لها مكان في حياة الكاهن ، لابد أن تقدم حبا للرعية من وقتك لإظهار اهتمامك بكل أحد، الرعاية تتطلب وقتًا والصداقة تتطلب وقتًا والأسرة تتطلب و قتًا.
سعادة التواجد وأنت في وسط أسرتك هذه أغلى هدية لأولادك. لماذا هي أغلى هدية لأن هذه الهدية لاتعوض. أو شىء في توزيع الوقت أن تقدم حبًا. لا تستهين بمكالمة تسأل عن أحد بعيد، الذين ليس لهم أحد يذكرهم.
قدم وقت للحب، خذ ابنك في حضنك وقل له أنا أحبك، الحب هو الحاجة الوحيدة التي لا تنضغط.
ظ¢- قدم وقت فيه استماع للآخر:
أن تسمع للأخر فهذا شىء في غاية الأهمية يمكن لما تسمعه يقول لك : انا معنديش مشكلة. الناس في العالم يتكلمون ولكن لا يسمعهم أحد و يُرينا أهمية الاعتراف، هناك علم وعلاج بالكلام، مجرد أن تسمعه يرتاح من اتعابه.
ظ£- وقت للقراءة والمعرفة:
لا تأخذ بالعناصر السهلة أو التحضير من شبكة الإنترنت، وقت القراءة والمعرفة يعني دراسة حقيقية أو تأليف كتب مفيدة.
المعرفة ليست مثل صندوق نملأه بالرمل إنما مثل شجرة تنمو. تذكروا كلمات المزمور الأول :
”فيَكُون كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِي الْمِيَاهِ، الَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي أَوَانِهِ، وَوَرَقُهَا لاَ يَذْبُلُ. وَكُلُّ مَا يَصْنَعُهُ يَنْجَحُ. ”(مز 3:1)
وهنا ملاحظة مهمة في بعض الأحيان نجد آباء جدد يقومون بتأليف كتب بعد سنة واحدة من رسامتهم الكهنوتية.. أتعجب من هذا الأمر من أين لك المعرفة والخبرة أنت لم تحصل بعد على المعرفة الكافية تعودنا أن الأباء يكتبون بعد فترات كافيه يأخذون فيها الخبرة والمعرفة .
ظ¤- وقت الصلاة:
من أهم المقومات في حياة الكاهن وقت التأمل والصلاة – إنفرد بذاتك – تعرف على الأبدية الله دائما جديد و يولد دائما .
التأمل فيه ميزة أنه بعيد عن عنصر الوقت يمكن تتأمل فى السماء وشكلها وماذا يفعل الملائكة فيها إلى أن تقول: لى اشتهاء أن أنطلق.
ظ¥ – وقت الراحة:
الراحة لا تعنى الكسل، الراحة تدخل تحت بند الوصية التى تقول قدس يوم الرب وهى إحدى الوصايا العشر.
الكاهن عليه أثقال كثيرة في تَقَبُّل الاعترافات والتناول ومناولات المرضى والافتقاد، لكن في وسط كل هذه المشاغل لابد أن يكون هناك وقت للراحة الجسدية، في أيامنا هذه كثُرت أمراض المفاصل عند الناس لازم يكون هناك تمرينات رياضية ومشي وتحريك للجسم، دور على نفسك وشوف هل أنت تعمل هذه الأشياء.
هناك أدوار هامة في موضوع الأبوة ينبغي أن تضعها في اعتبارك:
أ. اعمل دائمًا مع الناس:
اشتغل مع الآخرين. أبوتك تظهر في العمل مع الآخرين وليس العمل المنفرد. الأبوة طاقة عمل مثل المايسترو، المايسترو لا يعزف على آلة لكن بيده يحرك كل الفرقة بعازفيها.
ب. ضع خطط لإشباع الاحتياجات الحقيقية للرعية:
ابحث عن كل شخص واشبع احتياجاته الحقيقية.
ج. الأبوة طاقة عمل في خدمة احتياجات الكل:
عندما تساعد بنت مثلًا في استكمال تعليمها أو توجد فرصة عمل لشخص ليس لديه عمل أو فرصة مشروع صغير لشخص يتعايش منه.
د. الأب لابد أن يكون له ذاكرة نشطة:
الأب لا ينسى أسماء أولاده ومن هم حوله ويناديهم بأسمائهم، الأب يحفظ أسماء أبنائه والتواريخ الهامة في حياتهم: أعياد الميلاد والزواج وغيرها ويعرف ظروفهم الاجتماعية يعرف رعيته الكبار والصغار. عندما أذهب لتدشين كنيسة أقول للشعب احفظوا هذا اليوم وهذا التاريخ ميلادي وقبطي هذا عيد لكنيستكم.
هـ. المتابعة:
في حالات المرض، السفر، الامتحانات، النجاح، اسأل عن أولادك في أوقات الامتحانات وساندهم وفي وقت النتائج اطمئن عليهم وافرح معهم.
و. الأب يحتاج إلى تدبير احتياجات أولاده:
إن كان هناك نوع من التدريب أو المنح الدراسية.
ز. الأب دائمًا يحفظ المواعيد:
إن أعطيت ميعاد الساعة السادسة لا تذهب الساعة الثامنة، فالأب لابد أن يحترم المواعيد.
خلاصه الكلام الأب يقدم الحب والشكر، يساعد الجميع، هو الذي يشجع ويعزي ويضمد الجراحات. يساعد الآخرين في كل وقت الأب هو الذي يسامح وينسى.
ربنا يبارك أبوتكم
صلى دائمًا:
يا رب أعطني روح الأبوة أُُطلب أن الأبوة التي عندك تنساب وتسري إلى أولادك وشعبك،
ربنا يحفظكم ويبارك خدمتكم
لإلهنا المجد والكرامة إلى الأبد آمين
 
قديم 30 - 07 - 2021, 11:45 AM   رقم المشاركة : ( 46428 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

البابا تواضروس الثاني


الأبوة
الحديث عن الأبوة موضوع كبير وقد درسناه في سيمنار المجمع المقدس في شهر نوفمبر الماضي وهو موضوع الأبوة والبنوة بين الأب الأسقف والكاهن واستغرقت الدراسة أربعة أيام.
وفي حديثى مع كهنة كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة قلت لهم لدينا كتاب بستان الرهبان لماذا لا يكون لدينا كتاب عن بستان الكهنة؟ فقاموا مشكورين بإعداد كتاب بستان الكهنة الذي سوف يتم توزيعه عليكم هدية السينمار.

موضوع الأبوة تنفرد به الكنيسة القبطية. هناك الأبوه الجسدية التى تُصَيِّر الرجل أبًّا في الأسرة ويحمل اهتمامات واحتياجات أبنائه، لكن موضوع الأبوه في مجال عمل الآباء الكهنة يأخذ أهمية كبيرة لأنك تحولت من فُلان أفندى إلى أبونا باسم جديد وشكل ولبس جديد ،موضوع ليس سهلًا . إن لم تؤازره النعمة الإلهية فعند ذلك سوف تحمل اللقب ولكن لا تحمل قوته ممكن أحمل اللقب ولكن لا أحمل قوته.
 
قديم 30 - 07 - 2021, 11:47 AM   رقم المشاركة : ( 46429 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

البابا تواضروس الثاني


كلمة أبوة هي كلمة من أربعة حروف وسوف نتأمل في هذه الأحرُف الأربعة
حرف (أ): يعني الأمانة المطلقة نجدها في الآية التي جاءت في الأصحاح الثاني من سفر الرؤيا “كُنْ أَمِينًا إِلَى الْمَوْتِ فَسَأُعْطِيكَ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ“ (رؤ ظ¢ : ظ،ظ*) وهذه الآية نصفها الأول على الأرض والنصف الثاني في السماء، آية أرضية سماوية.
حرف (ب): تعني البذل، وفي المعنى الروحي الكامل أن يتخلى الواحد ويبذل نفسه من أجل الآخر وذلك الذي عبر عنه معلمنا بولس الرسول: “مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَارِ“ (رو ظ¨ : ظ£ظ¦). القديس يوحنا ذهبى الفم قال:“الشهيد يموت مرة واحدة من أجل سيده لكن الراعي يموت كل يوم أجل رعيته“.
حرف (و): يعني الوقار، الوقار في الحياة الإنسانية يعني أن يكون الإنسان ذو وقار كالملائكة والقديسين الذين نقول عنهم أنهم متسربلين، فأنت متسربل بالوقار زي الثوب الطويل. وقار الكهنوت، أنت أيها الأب الكاهن لا تعمل عمل بشرى إنما إلهي أو سماوي القس فلان (برسفيتيروس) تعني مصلي أنت مصلي وظيفتك مصلي الكاهن عمله التواصل مع الله هذا وقار الكهنوت.
حرف (هـ): يعني الهيبة، يرى فيك الآخرون صورة القديسين نحن نرى حين يدخل
شخص ليأخذ بركة الأيقونة مع أنها مجرد رسم إبداعى وليس تصويرى لكن يظهر فيها هيبة القديسين.
 
قديم 30 - 07 - 2021, 11:48 AM   رقم المشاركة : ( 46430 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

البابا تواضروس الثاني


من هم الآباء ؟
الآباء هم الذين عملوا بأقوالهم وتكلموا بأعمالهم .
كلكم آباء بالجسد والأبوة تكبر يوم بعد يوم، ولا تنسى أن أولادك الذين يكبرون أمام عينيك يصيرون كأنهم أصدقاء. كان شخص يتكلم عن أبوه فقال: إنني أرى أعظم من أبي ولكن ليس هذا إلا لسبب انه يحملني فوق كتفيه أنا أعلى منه فأنا أشوف أكثر منه ولكن سبب ذلك أنه يحملني على كتفيه.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 12:23 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025