![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 45941 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أحبوا أعدائكم قال السيد المسيح فى تعاليمه الإلهية: “سمعتم أنه قيل (للقدماء) تحب قريبك وتبغض عدوك. وأما أنا فأقول لكم: أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم أحسنوا إلى مبغضيكم. وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطرودكم” (مت5: 43، 44). لم يكن من الممكن إعطاء هذه الوصية فى العهد القديم. لأن الإنسان المولود حسب الجسد لا يمكنه أن يسلك بحسب الروح بأسلوب يفوق طاقة الطبيعة البشرية التى ورثها عن أبيه آدم بعد السقوط. محبة العدو هى مسألة فائقة للطبيعة البشرية التى سقطت ولم يعد بإمكانها أن تأكل من شجرة الحياة التى فى وسط فردوس الله. شجرة الحياة هى شجرة الحب.. الحب الفائق الممنوح من الله ليحيا به الإنسان فى شركة المحبة مع الله كلى المحبة. لهذا وضع القديس يوحنا الرسول محبة الإخوة كعلامة للولادة والانتقال من الموت إلى الحياة بالولادة من الله فقال: “نحن نعلم أننا قد انتقلنا من الموت إلى الحياة لأننا نحب الإخوة” (1يو3: 14). قال بولس الرسول: “لأن محبة الله قد انسكبت فى قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا” (رو5: 5). كذلك قال عن ثمار الروح القدس فى حياة الإنسان المولود من الله: “أما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام..” (غل5: 22). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 45942 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() تحب قريبك أقصى شئ كان من الممكن أن يطالَب به الإنسان فى العهد القديم هو محبة القريب وليس العدو. ومع هذا لم يتمكن الكثيرون من تطبيق وصية محبة القريب، وحدثت خصومات ومنازعات بين كثيرين من الإخوة والأقرباء فى العهد القديم. بل كثرت المظالم بين الأقرباء حتى كان الرب يوبخ شعبه كثيراً على انتشار الظلم بينهم. (انظر إش1). من هو القريب عند السيد المسيح ؟ وحينما جاء السيد المسيح أعطانا شريعة الكمال التى تتناسب مع الطبيعة الجديدة التى ينالها الإنسان بولادته من الله فى المعمودية بعد الإيمان بالمسيح كقول الكتاب “أما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله -أى المؤمنون باسمه- الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد، ولا مشيئة رجل بل من الله” (يو1: 12، 13). فى مَثل السامرى أوضح السيد المسيح أن القريب هو كل إنسان مهما كانت هويته. وأن المحبة مطلوبة للجميع. وأن صنع الخير هو للجميع. وفى الموعظة على الجبل أوضح السيد المسيح أن المحبة ينبغى أن تقدّم ليس للقريب فقط، بل وللعدو أيضاً. ليس أن نحب محبة نظرية للعدو، بل محبة عملية. إذ قال: “أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم أحسنوا إلى مبغضيكم. وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطرودكم” (مت5: 44). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 45943 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() نرى فى تعليم السيد المسيح أن محبة العدو لا تتوقف عند احتمال إساءاته وعدم الإساءة إليه بالمثل، بل تتخطى ذلك كثيراً: 1- باركوا لاعنيكم: فى مقابل اللعنة ينبغى أن نبارك من يلعننا. وبهذا نقهر الشيطان الذى يريد أن ينشر اللعنة. أما أولاد الله فينشرون البركة والحب. 2- أحسنوا إلى مبغضيكم: فى مقابل البغضة والإساءة ينبغى أن نقدم عمل المحبة والإحسان، نمنح مبغضينا الطعام إن جاعوا، والشراب إن عطشوا، والدواء إن مرضوا، والعلاج إن تعرضت حياتهم للخطر فى المستشفيات مثلاً.. نقدّم أيضاً لهم النصائح لفائدتهم إذا احتاجوا إلى نصيحة وسنحت الفرصة لنصحهم.. وهكذا. 3- وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطرودكم: الأعداء يحتاجون إلى صلوات القديسين لعل الله ينير قلوبهم بمعرفة الحق. إن المحبة هى الدواء الذى يشفى من تملأ الكراهية قلبه. والصلاة بدافع الحب لها قوة عظيمة فى طرد شياطين الكراهية من قلوب المبغضين. كثير من القساة لانت قلوبهم حينما علموا بصلوات القديسين الذين تعذبوا منهم. مثل والى أنصنا الذى آمن وصار راهباً حينما علم بصلوات القديس أسقف أنصنا من أجله بعد انقضاء زمان الاضطهاد. مع أن هذا الأسقف قد نالته شدائد كثيرة على يد هذا الوالى. كذلك أريانوس والى أنصنا السابق له، آمن بالمسيح وصار شهيداً لسبب محبة أحد الشهداء له أثناء تعذيبه حينما أصاب نشاب عين الوالى وأبرأها له هذا القديس. ونالا كلاهما إكليل الشهادة فيما بعد. هذه هى روعة وصية السيد المسيح التى تحوّل العدو إلى صديق محب. فبالرغم من صعوبتها البادية لأول وهلة، إلا أنها مملوءة بالفرح والنصرة. وهذا يذكرنا بالنصيحة التى يرددها قداسة البابا شنودة الثالث-أطال الله حياته- عن قول القديس يوحنا ذهبى الفم: [إن أفضل طريقة يتخلص بها الإنسان من عدوه، هو أن يحول هذا العدو إلى صديق]. ويعجبنى أيضاً قول الشاعر المستوحى من وصية السيد المسيح بمحبة الأعداء: كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعاً تُلقى بحجر فتُعطى أطيب الثمر |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 45944 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ترك الرداء قال السيد المسيح: “من أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضاً، ومن سخرك ميلاً واحداً فاذهب معه اثنين” (مت5: 40، 41). تكلمنا عن الخد الآخر، وكيف ينبغى أن تقترن إدارة الخد الآخر لمن يلطمنا بالغفران القلبى الداخلى.. بل أن الخد الآخر فى الداخل أهم من التظاهر بإدارة الخد الآخر مع وجود حقد وغيظ داخلى. هكذا أيضاً، فإن قول السيد المسيح إن من أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك، فأعطه الرداء أيضاً، معناه أن يتسامح الإنسان مع من اغتصب حقوقه.. فلا ينبغى أن يحقد عليه، أو ينتقم منه. أن يوجد لديه الاستعداد الداخلى للتخلى والترك والبعد عن العنف والعداوة. إن من يترك الثوب راضياً، يمكنه أن يترك الرداء أيضاً. فالإيمان بالحياة الأبدية والجزاء الأخروى يجعل من السهل على الإنسان أن يتنازل عن حقوقه ومكاسبه وممتلكاته الأرضية، عن طيب خاطر من أجل السيد المسيح. فالأمور الأرضية وقتية وزائلة، أما الأمور الأبدية فلن تزول كقول الرسول: “غير ناظرين إلى الأشياء التى تُرى، بل إلى التى لا ترى. لأن التى تُرى وقتية وأما التى لا تُرى فأبدية” (2كو4: 18). كذلك فإن الإيمان يغمر الإنسان بفيض من الإحساس بعناية الرب به، وأنه سيعوض أضعافاً عن كل ما يتخلى عنه تنفيذاً لوصية المسيح. أليس الرب نفسه هو الذى قال: “ليس أحد ترك.. لأجلى.. إلا ويأخذ مئه ضعف الآن فى هذا الزمان.. وفى الدهر الآتى الحياة الأبدية” (مر10: 29، 30، انظر (مت19: 29، لو18: 30). تعويض المئة ضعف الذى تكلّم الرب عنه لا يوجد صك مادى لضمانه.. ولكن الإيمان بصدق وعود السيد المسيح هو أقوى صك يستند إليه المؤمن فى اتكاله على الرب وعلى عنايته. غير المؤمن فى نظره الدينار الذى فى حوزته هو المضمون، أما المؤمن ففى نظره أن المئة دينار التى وعد بها الرب هى المضمونة.. فالمشكلة الحقيقية هى أن الإنسان أحياناً يجد صعوبة فى الثقة بأمور لا تُحس ولا تُرى. لهذا قيل فى تعريف الإيمان “أما الإيمان، فهو الثقة بما يُرجى، والإيقان بأمور لا تُرى” (عب11: 1). إن تنفيذ الوصية هو فرصة لمعايشة عمل الله الإعجازى بقوة الإيمان. أما الذى يهرب من تنفيذ الوصية فإنه يخسر هذا الاختبار الفائق العظيم الذى يختبره أهل الإيمان. لهذا قال الله: “أما البار فبالإيمان يحيا وإن ارتد لا تسر به نفسى” (عب10: 38). كذلك قال الرسول: “يجب أن الذى يأتى إلى الله يؤمن بأنه موجود وأنه يجازى الذين يطلبونه” (عب11: 6). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 45945 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الميل الثانى عادة يشعر الناس بالاستياء إذا حاول أحد تسخيرهم فى خدمة أو عمل ما. ولكن السيد المسيح ينصح تلاميذه بأن يفرحوا بخدمة الآخرين بغير مقابل.. وهذا هو مغزى السخرة. أى أن يفعل الإنسان شيئاً، ولا ينال أجراً ممن سخره. إن الإنسان الذى ينتظر المكافأة من الله، لا يعنيه فى شئ مكافأة الناس له. بل يعتبرها فرصة ثمينة أن يتعب من أجل راحة الآخرين، دون أن ينتظر منهم المقابل.. كقول الرسول: “لا بخدمة العين كمن يرضى الناس، بل كعبيد المسيح عاملين مشيئة الله من القلب” (أف6: 6). ولسبب الفرح الملازم للخدمة المجانية، فإن تلاميذ الرب مستعدون للتسخير فى الميل الثانى، ناظرين إلى الأجر الصالح السماوى. إنهم يدخرون لأنفسهم أجراً سمائياً غير ناظرين إلى الأرضيات بل إلى السماويات. إن خدمة الميل الثانى هى برهان التحرر من محبة الذات.. وهى برهان الفرح بالخدمة دون مقابل، بل هى فرصة العطاء فى الخدمة، والمعطى المسرور يحبه الرب. الميل الأول يكون بناء على طلب الآخرين.. أما الميل الثانى فهو بمبادرة اختيارية تجعل لخدمة الميل الثانى قيمة ومعنى حقيقياً. الميل الثانى لا يكون فى الخدمة فقط، بل فى فضيلة الاحتمال بصفة عامة. والسيد المسيح يدعونا إلى طول الأناة والصبر فى التعامل مع الآخرين. لهذا قال بطرس الرسول: “قدموا فى إيمانكم فضيلة، وفى الفضيلة معرفة، وفى المعرفة تعففاً، وفى التعفف صبراً، وفى الصبر تقوى، وفى التقوى مودة أخوية، وفى المودة الأخوية محبة” (2بط1: 5-7) . الفضيلة هى ما يفضل أو يزيد.. أى هى الميل الثانى فى كل معاملات الإنسان مع الله ومع الناس. وقد أوضح معلمنا بطرس ارتباط الفضيلة بالصبر والمحبة.. المحبة التى تحتمل كل شئ، وتصبر على كل شئ، وترجو كل شئ. الميل الثانى فى العلاقة مع الله هو عدم الاكتفاء بتقديم العشور فقط، لأن الإنسان بكامله هو لله. والميل الثانى فى العلاقة مع الله هو عدم الاكتفاء بالامتناع عن الخطية فقط، بل الحرص على محبة البر وممارسة الفضيلة. الميل الثانى فى العلاقة مع الله هو عدم الاكتفاء باهتمام الإنسان بخلاص نفسه فقط، بل الإهتمام بخلاص الآخرين، على الأقل عن طريق الصلاة من أجلهم بحرارة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 45946 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() من سألك فأعطه قال السيد المسيح فى تعليمه: “من سألك فأعطه ومن أراد أن يقترض منك فلا ترده” (مت5: 42) . حينما سقط الإنسان بدأ التحول فى إحساسه بقيمة الوجود مع الله وحياة الشركة معه، إلى الرغبة فى امتلاك الأمور العالمية المنظورة. كان الإنسان فى الفردوس لا يشعر بالرغبة فى الامتلاك لأن الرب كان هو نصيبه وفى عطاياه الكفاية والشبع. لم يشعر أنه سوف يحتاج، وبالتالى لم يفكر فى اكتناز الأموال أو المقتنيات بل كانت الحياة تسرى بصورتها الطبيعية.. فكل شئ فى الطبيعة المحيطة به خاضع له، وفى خدمته. وكان يشعر بالاكتفاء، وكوكيل على الخليقة المنظورة كان يعمل فى الجنة ليحافظ على جمال الطبيعة ورونقها. لم يكن هناك صراع بين الإنسان وأخيه الإنسان، لا على المال ولا على الأرض ولا على خيراتها.. ففى الأرض متسع للجميع، والخير هو للجميع كل حسب احتياجه.. هكذا كان ينبغى أن يعيش الإنسان فى ظل حب الله ورعايته. وقد أراد السيد المسيح أن يعالج هذه الحالة المأساوية فى حياة الإنسان، بتجريده من حب الاقتناء إلى الإتجاه بالحب نحو الآخرين، والرغبة فى سد احتياجهم. جاء كلمة الله متجسداً لكى يحرر الإنسان من محبة العالم ولكى يرفع بصيرته نحو السمائيات ولكى يعيد الإنسان إلى الصورة التى خلق عليها . ولهذا قال: “من سألك فأعطه”.. لأن ما يملكه الإنسان على الأرض هو ملك للرب، وهو وسيلة لتنمية علاقات الحب بين البشر. الله يسمح أحياناً للبعض بالاحتياج، ويسمح للبعض الآخر بالغنى وهنا تكمن القوة الدافعة لممارسة الحب بالعطاء. الله قادر أن يغنى الفقراء من عنده مباشرة. ولكنه يريد أن يرى تصرف الأغنياء كوكلاء على نعمة الله المتنوعة. هناك إنسان غنى فى الأموال، وإنسان آخر غنى فى الإيمان، وآخر غنى فى المواهب.. وكل إنسان عليه أن يعطى مما أنعم به الرب عليه من العطايا والمواهب المتنوعة. الكل يشكلون معاً جسداً واحداً فى المسيح.. وفى الجسد الواحد يتكامل الأعضاء معاً. إن الفم هو الذى يمنح الطعام لباقى أعضاء الجسد. ولكن باقى الأعضاء ضرورية للفم لاستمرار حياته وقدرته على أداء واجبه. لو احتفظ الفم بالطعام داخله فلن يصل الغذاء إلى الدم وإلى القلب وإلى الأعصاب والعضلات والمخ وبالتالى فلن يمكن للفم أن يعمل ولا أن يعيش. لهذا قال الرب فى سفر الأمثال: “محتكر الحنطة يلعنه الشعب” (أم 11: 26). وقال أيضاً: “النفس السخية تسمن والمُروى هو أيضاً يُروى” (أم11: 25). كلما أعطى الإنسان، كلما إزداد الخير بين يديه. وكلما أعطى بسرور كلما زادت غبطة الرب به لأن “المعطى المسرور يحبه الله” (2كو9: 7). إن إحساس البنوة لله يجعل الإنسان يتصرف كابن فى بيت أبيه.. يتصرف بالخير نحو إخوته، عالماً أن أبيه سوف يغبطه إن أحسن معاملة إخوته واعتنى بهم. إن حالة التشرذم والتمزق بين البشر التى أنشأتها الخطية؛ قد جاء السيد المسيح ليزيلها ويعالجها بحيث يكون الجميع واحد، تربطهم مشاعر المحبة الصادقة على مثال المحبة بين أقانيم الثالوث القدوس. عبارة “من سألك فأعطه” لا تعنى أن يعطى الإنسان لغير المحتاج الذى يحاول استغلال هذه الوصية بطريقة خاطئة، بل ينبغى أن يكون العطاء بحكمة ولمن هو محتاج بالحقيقة. ومن الممكن مساعدة من لا نعرف حقيقة أمره مساعدة مؤقتة إلى أن يتم فحص احتياجه بالكامل. كذلك فإن عبارة “من سألك فأعطه” لا تعنى أن يعطى الإنسان لغيره ما يؤذى به نفسه. مثل من يأخذ نقوداً ليتعاطى مواد مُسكِرة أو مواد مخدرة أو يسلك فى طريق الخلاعة أو ما يشبه ذلك. فى هذه الحالة العطاء يكون على صورة نصيحة للإنسان الراغب فى الانحراف ليتراجع عن شره، أو مجهودات لعلاجه من الإدمان أو السلوك فى طريق الشر أو الخطية. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 45947 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() من أراد أن يقترض منك فلا ترده الإنسان حينما يطلب قرضاً من المال فإنه يكون فى أزمة مالية عارضة. ربما هو ليس فقيراً بالمعنى المطلق للكلمة. ولكنه يحتاج إلى مساعدة مؤقتة حتى يعبر من مأزق يتعرض له. مثل صاحب محل مهدد بالإفلاس إن لم يسدد بعض الضرائب الطارئة عليه، أو مثل إنسان أراد أن يزوج ابنته فى موعد قريب، وليس معه ما يكفى فى الوقت الحاضر ولكن يمكنه تقسيط المبلغ أو تجميعه فى فسحة من الوقت. أو مثل من لديه مشروع تجارى ويحتاج إلى رأس مال لتشغيل المشروع كأن يوجد لديه محل فارغ من البضاعة ويحتاج إلى بضائع تملأ المحل ويبدأ فى الحصول على دخل يسدد به القرض الذى أخذه. كثير من الناس لا يقبلون المساعدة على هيئة صدقة، بل يرغبون فى الاقتراض على أن يسددوا فيما بعد. لا ينبغى جرح كرامتهم برفض إقراضهم ما يحتاجون إليه إن كان ضرورياً لحياتهم. تنطبق هذه القاعدة أحياناً على بعض الأشخاص الذين يحتاجون إلى علاج طبى مكلف فوق طاقتهم الحاضرة ولكنهم على استعداد لسداد ما يقترضونه لهذا السبب. لهذا أوصى السيد المسيح بعدم رد من أراد أن يقترض ممن هو قادر على الإقراض. قد يذهب القرض ولا يعود لوفاة المقترض المريض، أو لفشل فى مشروع بطريقة خارجة عن إرادته. فى هذه الحالة فالرب يعوض من أقرضه لأن من يقرض المحتاج يُقرض الرب، ولا داعى للخوف فى مثل هذه الحالات لأن الرب صادق فى مواعيده أن من يترك لأجله ولأجل الإنجيل فسوف يعوضه الرب مئة ضعف فى هذا الزمان، وفى الدهر الآتى الحياة الأبدية. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 45948 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أبناء أبيكم الذى فى السماوات ![]() بعد أن تكلم السيد المسيح عن محبة الأعداء والإحسان إلى المبغضين والصلاة من أجل المسيئين قال: “لكى تكونوا أبناء أبيكم الذى فى السماوات. فإنه يشرق شمسه على الأشرار والصالحين، ويمطر على الأبرار والظالمين. لأنه إن أحببتم الذين يحبونكم فأى أجر لكم، أليس العشارون أيضاً يفعلون ذلك. وإن سلمتم على إخوتكم فقط فأى فضل تصنعون أليس العشارون أيضاً يفعلون هكذا. فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذى فى السماوات هو كامل” (مت5: 45-48). يقول معلمنا يوحنا الرسول : “انظروا أية محبة أعطانا الآب حتى ندعى أولاد الله”(1يو3: 1). إنه شرف عظيم إذ ارتضى الله أن ندعى أولاداً له: أولاً: لأننا كنا ساقطين فى الخطية وفى قبضة الموت والهلاك الأبدى، وقد افتدانا بنعمته. وثانياً: لأننا نحن خليقة الله، والبنوة هنا ليست بالجوهر والطبيعة، بل بالتبنى. فما أعظم الفارق بين الخالق والمخلوق .. ولولا أن الله فى خيريته وصلاحه قد أعطانا نعمة الوجود، لما كنا موجودين على الإطلاق. هذه البنوة التى أنعم الله بها علينا هى تعبير عن محبته الفائقة الوصف والمعرفة. ومن واجبنا أن نقدّرها حق قدرها. هذه البنوة الفائقة التى لا يمكن وصفها تستدعى من جانبنا سلوكاً يتناسب مع كرامتها لئلا نحسب غير مستحقين لها لسبب تقصيرنا وإهمالنا وعدم مبالاتنا. العبارة التى نطق بها السيد المسيح هى دعوة لنا لننتبه إلى قيمة البنوة لله “لكى تكونوا أبناء أبيكم الذى فى السماوات” (مت5: 16). وقد سبق أن كرر السيد المسيح هذا المعنى فى موعظته على الجبل حينما قال: “فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكى يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذى فى السماوات” (مت5: 16). وقد عبر القديس بولس الرسول عن هذه الحقائق فى أنشودة جميلة فى فاتحة رسالته إلى أهل أفسس فقال: “مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذى باركنا بكل بركة روحية فى السماويات فى المسيح. كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لوم قدامه فى المحبة. إذ سبق فعيننا للتبنى بيسوع المسيح لنفسه حسب مسرة مشيئته. لمدح مجد نعمته التى أنعم بها علينا فى المحبوب” (أف1: 3-6). لقد اختارنا الله الآب فى المسيح قبل تأسيس العالم، وسبق فعيننا للتبنى، لمدح مجد نعمته. فمن الواضح فى كلام القديس بولس الرسول أن الاختيار الإلهى والتعيين للتبنى بسابق علم الله قبل تأسيس العالم هو: أولاً: فى المسيح. وثانياً: لمدح مجد نعمته. فالهدف من الاختيار السابق والتعيين للتبنى هو لمجد الله. وعاد القديس بولس يؤكد هذه الحقيقة فى نفس الرسالة بقوله: “لأننا نحن عمله مخلوقين فى المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدّها لكى نسلك فيها” (أف2: 10). عبارة “لكى تكونوا أبناء أبيكم الذى فى السماوات” معناها أننا إن أردنا أن نثبت فى نعمة البنوة، ينبغى علينا أن نحفظ هذه الوصايا السامية فى محبة الأعداء، والإحسان إلى المبغضين، والصلاة من أجل المسيئين. هذه الوصايا كما ذكرنا قبلاً هى أمور فائقة للطبيعة العادية لسائر البشر العاديين، ولكنها ممكنة جداً بل ولازمة وضرورية بالنسبة لأولاد الله، وهى السمة التى تميزهم وبدونها لا يكونوا قد حققوا قصد الله من وجودهم لتمجيده ولمدح مجد نعمته. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 45949 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يشرق شمسه على الأشرار والصالحين تلاميذ المسيح لا يعرفون الكراهية ولا التعصب. لذلك يقدمون الخير للجميع متشبهين بأبيهم السماوى. وقد أراد السيد المسيح أن يوضح أن الآب السماوى لا يقدّم الخير للناس بحسب قداستهم، ولكن بحسب خيريته ورغبته فى إعلان أبوته للجميع. الكل يتمتعون بخيرات الله، حتى الذين يجدفون عليه، والذين ينكرون وجوده.. وهو يفعل هذا بطول أناته العجيب لعله يقتادهم إلى التوبة وإلى معرفته والرجوع إليه لأنه “يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون” (1تى2: 4). إن الله لا يشاء موت الخاطئ مثلما يرجع وتحيا نفسه، كما قال الرب: “هل مسرة أسر بموت الشرير يقول السيد الرب. ألا برجوعه عن طرقه فيحيا”(حز18: 23). ولهذا يمنح الخيرات للأشرار لعله يخجلهم بصلاحه ومحبته فيتوبون. ولكن إن لم يرجعوا ويتوبوا فإن الخير الذى منحه لهم الله سوف يكون سبب دينونته لهم فيما بعد. وقد دعانا السيد المسيح أن نتمثل بالآب فى منح الخير والعطايا للجميع.. حتى الأشرار ولكن طبعاً هذا لا يتضمن الأمور المقدسة الخاصة بالحياة الأبدية مثل التناول من جسد الرب ودمه، فهذا لا يجوز إلا للتائبين إذ هو عربون الأبدية. أما باقى الأمور الخاصة بالحياة الدنيوية فلا ينبغى أن نفرق فيها بين إنسان وآخر. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 45950 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() السلام على الآخرين فى مسألة التعامل مع الآخرين قال السيد المسيح أيضاً: “وإن سلمتم على إخوتكم فقط فأى فضل تصنعون أليس العشارون أيضاً يفعلون هكذا” (مت5: 47). الأمر يتعلق بعدم قصر السلام على المقربين أو المسيحيين فقط، بل يمتد إلى الجميع. ولكن هناك استثناء أشار إليه بولس الرسول بالنسبة لمن يسلكون فى الكنيسة بلا ترتيب فقال: “إن كان أحد لا يطيع كلامنا بالرسالة فسِموا هذا ولا تخالطوه لكى يخجل. ولكن لا تحسبوه كعدو بل أنذروه كأخ” (2تس3: 14، 15). والقديس بولس الرسول يقصد فى هذا الإخوة فى الكنيسة الذين لا يطيعون النظام الكنسى أو الوصية الإلهية. |
||||