![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 45921 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() إن قدمت قربانك إلى المذبح بعد أن تحدّث السيد المسيح عن لزوم البعد عن الغضب الباطل أو إهانة الآخرين، أكمل حديثه الخالد قائلاً: “فإن قدّمت قربانك إلى المذبح، وهناك تذكّرت أن لأخيك شيئاً عليك. فاترك هناك قربانك قدام المذبح، واذهب أولاً اصطلح مع أخيك. وحينئذ تعال وقدّم قربانك” (مت5: 23، 24). قبل أن يصلّى الكاهن القداس الإلهى يبدأ أولاً بصلاة الصلح. ليذكّرنا بأن السلام الكامل والمحبة والقبلة الطاهرة الرسولية هى أساس هام فى تقديم ذبيحة الشكر لله والتمتع ببركات الخلاص. والكنيسة تدعونا دائما إلى المصالحة. فخدمة الكنيسة هى خدمة المصالحة: المصالحة بين الإنسان والله، والمصالحة بين الإنسان وأخيه الإنسان. لكى تكمُل المحبة حسب الوصية المقدسة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 45922 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ميراث الأرض ![]() المحبة هى أساس الفضيلة كما شرحنا سابقاً فإن محبة الله ومحبة القريب تكملان إحداهما الأخرى وبهذا يكمل الناموس والأنبياء. وفى حديث السيد المسيح فى الموعظة على الجبل عن القربان المقبول أمام الله، يعود ليؤكّد أهمية أن تتكامل المحبة للقريب مع المحبة لله. عن هذا تكلّم القديس يوحنا الرسول فقال: “إن قال أحد إنى أحب الله، وأبغض أخاه فهو كاذب. لأن من لا يحب أخاه الذى أبصره، كيف يقدر أن يحب الله الذى لم يبصره؟!” (1يو4: 20). الله لا يحب العبادة التى يخدع الإنسان فيها نفسه، فيظن أنه يقدّم قرباناً لله، بينما هو يجرح وصية المحبة للقريب. إنها فى نظره عبادة شكلية أو عبادة غير مقبولة. فالله لا يقبل رشوة على حساب ظلم البشر المخلوقين على صورة الله ومثاله. لهذا دعانا السيد المسيح أن نصطلح مع إخوتنا ليصير قرباننا مقبولاً أمام الله. وقد وبّخ الرب شعب إسرائيل توبيخاً شديداً على فم نبيه إشعياء لأنهم يقدّمون العبادة والقرابين لله بينما هو يرى المظالم والشرور التى يرتكبونها فى حق إخوتهم من البشر. وقد تبدو كلمات الرب كأنها قاسية، ولكنها فى الحقيقة لتوبيخهم لعلهم يرجعون عن شرورهم التى تزعج قلب الله المحب القدوس. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 45923 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() توبيخات الرب لشعب إسرائيل “لماذا لى كثرة ذبائحكم يقول الرب. اتخمت من محرقات كباش وشحم مسمّنات. وبدم عجول وخرفان وتيوس ما أُسر. حينما تأتون لتظهروا أمامى من طلب هذا من أيديكم أن تدوسوا دورى؟! لا تعودوا تأتون بتقدمة باطلة. البخور هو مكرهة لى. رأس الشهر والسبت ونداء المحفل” (إش1: 11-13). وقد أوضح الرب السبب فى أنه لم يسر بذبائحهم ومحرقاتهم. وكيف صار بخورهم مكرهة له وأصوامهم لم يعد يطيقها، وأبغض أعيادهم فقال: “لست أطيق الإثم والاعتكاف. رؤوس شهوركم وأعيادكم بغضتها نفسى. صارت علىّ ثقلاً، مللت حملها. فحين تبسطون أيديكم أستر عينى عنكم. وإن كثَّرتم الصلوة لا أسمع. أيديكم ملآنة دماً. اغتسلوا تنقّوا اعزلوا شر أفعالكم من أمام عينى. كُفُّوا عن فعل الشر. تعلّموا فعل الخير” (إش1: 13-17). وشرح الرب أمثلة من المظالم التى كره تقدماتهم وعبادتهم بسببها داعياً إياهم إلى إصلاح مواقفهم بشأنها فقال: “اطلبوا الحق، انصفوا المظلوم، اقضوا لليتيم، حاموا عن الأرملة. هلمَّ نتحاجج يقول الرب. إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج. إن كانت حمراء كالدودى تصير كالصوف. إن شئتم وسمعتم تأكلون خير الأرض. وإن أبيتم وتمرّدتم تؤكلون بالسيف لأن فم الرب تكلّم” (إش1: 17-20). ولكن شعب إسرائيل تمادى فى خطاياه حتى أنهم صلبوا البار القدوس الذى تجسّد من العذراء لأجل خلاص العالم. وجّهوا إليه سهام كراهيتهم لأنه وبّخهم على خطاياهم مثلما وبّخهم من قبل على فم إشعياء النبى. وقد ذكر الرب مرثاة على مدينة أورشليم التى صار القتل فيها شيئاً عادياً، حتى انتهى الأمر إلى صلب السيد المسيح نفسه. فقال بفم إشعياء النبى: “كيف صارت القرية الأمينة زانية؟!! ملآنة حقاً، كان العدل يبيت فيها. وأما الآن فالقاتلون” (إش1: 21). حقاً قال معلمنا بولس الرسول: “وأما غاية الوصية فهى المحبة من قلب طاهر وضمير صالح وإيمان بلا رياء” (1تى1: 5). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 45924 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() العبادة المقبولة قال الرب عن الصوم كجزء من العبادة: “أليس هذا صوماً أختاره: حَلّ قيود الشر. فك عقد النير وإطلاق المسحوقين أحرارًا وقطع كل نير. أليس أن تُكسر للجائع خبزك، وأن تُدخل المساكين التائهين إلى بيتك. إذا رأيت عرياناً أن تكسوه وأن لا تتغاضى عن لحمك. حينئذ ينفجر مثل الصبح نورك.. حينئذ تدعو فيُجيب الرب. تستغيث فيقول هأنذا” (إش 58: 6-9). الصوم يصير مقبولاً حينما يقترن بأعمال الرحمة والمحبة والتوبة. وهكذا أيضاً كل ذبيحة وتقدمة وقربان يصير مقبولاً حينما تراعى وصية المحبة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 45925 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() كن مراضياً لخصمك بعدما أكدّ السيد المسيح أهمية الالتزام بوصية المحبة ليكون القربان مقبولاً أمام الله، قال: “كن مراضياً لخصمك سريعاً ما دمت معه فى الطريق. لئلا يسلمك الخصم إلى القاضى، ويسلمك القاضى إلى الشرطى فتلقى فى السجن. الحق أقول لك لا تخرج من هناك حتى توفى الفلس الأخير” (مت5: 25، 26). من الممكن أن تفسرّ عبارة “كن مراضياً لخصمك” على أساس أن الإنسان يجب أن يذهب ويصطلح مع أخيه إن تذكر أن لأخيه شيئاً عليه، لأن قربانه وعلاقته مع الله بصفة عامة لا يمكن أن تكون مقبولة إلا إذا أصلح ما أخطأ به أولاً مثلما فعل زكا الذى كان رئيساً للعشارين، وحينما دخل السيد المسيح بيته وقلبه وحياته، وقف وقال: “ها أنا يا رب أعطى نصف أموالى للمساكين، وإن كنت قد وشيت بأحدٍ أرد أربعة أضعاف” (لو19: 8). وهنا قال السيد المسيح: “اليوم حصل خلاص لهذا البيت إذ هو أيضاً ابن إبراهيم” (لو19: 9). أى أن علاقة زكا بالسيد المسيح قد ارتبطت بإصلاحه لما أخطأ به فى حق الآخرين ورد ما لهم عنده فى صورة أربعة أضعاف ما ظلمهم فيه من قبل. ولكن يمكننا أن نفسّر عبارة “كن مراضياً لخصمك” بصورة أوسع من مفهوم أن الخصم هو الأخ الذى نخطئ فى حقه، إلى مفهوم أن الخصم هو ضمير الإنسان المنقاد بروح الله أى الضمير الذى يقوم الروح القدس بتوجيهه فى الاتجاه السليم. فالضمير يختصم الإنسان حينما يخطئ، ويشعر أن قلبه يضربه، وأفكاره تخاصمه، بمعنى أن ضميره يوبخه حينما يخطئ بأية صورة: سواء فى حق الله أو فى حق القريب. عن هذا المعنى قال القديس يوحنا الرسول فى رسالته الأولى: “يا أولادى لا نحب بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحق. وبهذا نعرف أننا من الحق ونسكّن قلوبنا قدامه. لأنه إن لامتنا قلوبنا فالله أعظم من قلوبنا ويعلم كل شئ” (1يو3: 18، 19). فالقديس يوحنا يقصد أننا إن لم ننفذ وصايا المحبة مثل الرحمة بإخوة الرب المحتاجين أو أى جانب من جوانب المحبة لله والقريب فإن قلوبنا سوف تلومنا. ولا نستطيع أن نشعر بسلام قلبى أمام الله. وحينما تلومنا قلوبنا أى ضمائرنا فإن الله يعلم ذلك وهو الفاحص القلوب والكلى ولا يختفى عنه شئ. وسوف يحاسب الله الإنسان عن كل عناد مع ضميره أو مع صوت الروح القدس فى داخله إن كان ضميره ليس قادراً أن يشعر وأن يفهم الحق أو الصواب. وقد أوضح القديس بولس هذه الحقيقة بقوله: “الذين يظهرون عمل الناموس مكتوباً فى قلوبهم شاهداً أيضاً ضميرهم وأفكارهم فيما بينها مشتكية أو محتجة. فى اليوم الذى فيه يدين الله سرائر الناس حسب إنجيلى بيسوع المسيح” (رو2: 15، 16). والإنسان حينما لا يلومه قلبه -إذ يسلك بإرشاد الروح القدس- تصير له دالة أمام الله. فيستجيب الله لطلباته وتُقبل قرابينه. كقول المرنم: “لتستقم صلاتى كالبخور قدامك. ليكن رفع يدى كذبيحة مسائية” (مز140: 2). وقد أكد القديس يوحنا الرسول أهمية أن يشعر الإنسان بسلام قلبه إزاء تصرفاته فى ضوء مشورة الروح القدس الذى ينقى قلبه وضميره من الشوائب والتأثيرات الخارجية. وفى هذه الحالة تصير صلاته مقبولة أمام الله فقال: “أيها الأحباء إن لم تلمنا قلوبنا فلنا ثقة من نحو الله، ومهما سألنا ننال منه لأننا نحفظ وصاياه ونعمل الأعمال المرضية أمامه. وهذه هى وصيته أن نؤمن باسم ابنه يسوع المسيح ونحب بعضنا بعضاً كما أعطانا وصية. ومن يحفظ وصاياه يثبت فيه وهو فيه وبهذا نعرف أنه يثبت فينا من الروح الذى أعطانا” (1يو3: 21-24). إن الروح القدس يقودنا إلى الإيمان بالمسيح بقبول محبة الله المعلنة فى الصليب وإلى محبة القريب. أى إلى حفظ وصايا محبة الله ومحبة القريب التى بها يكمل الناموس والأنبياء. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 45926 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ما بين الروح القدس والضمير الضمير بالطبع ليس هو الروح القدس. بل كما شرح قداسة البابا شنودة الثالث- أطال الرب حياته- فإن الضمير هو المحكمة التى تحاكم الإنسان وتحاسبه على تصرفاته. وهو جزء من طبيعة الإنسان.. وضعه الله فى الإنسان ليراجع الإنسان ويحاسبه كما ذكرنا.. ولكن الضمير كمحكمة يستلم قواعد أو قوانين يسلك بمقتضاها. فإذا استلم قوانين غير سليمة، فإن أحكامه فى ضوء هذه القواعد والقوانين لا تكون سليمة بناءً على ذلك. ولهذا فإن الضمير من الممكن أن يخطئ فى أحكامه، كما أنه يتأثر بالعوامل التربوية والتأثيرات الخارجية. أما الروح القدس فإنه يرشد إلى جميع الحق (انظر يو16: 13). والروح القدس لا يمكن أن يخطئ. وهو يمكنه أن يصحح للضمير ما استلمه من قواعد بعيدة عن الحق الإلهى. لهذا قال السيد المسيح لشاول الطرسوسى قبل أن يصير بولس الرسول: “شاول شاول لماذا تضطهدنى.. صعب عليك أن ترفس مناخس” (أع9: 4، 5). كان شاول الطرسوسى يضطهد الكنيسة بجهل. ولهذا تدخل الله ليصحح له ولضميره ما كان يعتقد أنه صواب وهو خطأ وهو اضطهاد تلاميذ الرب يسوع المسيح. وقد استجاب بولس لنداء السيد المسيح ولم يرفس مناخس ضميره الذى استنار بالنعمة الإلهية. من الجانب الآخر نرى بيلاطس البنطى وهو يحاكم السيد المسيح إذ لم يجد فيه علة واحدة للموت وعلم أن رؤساء اليهود قد أسلموه حسداً.. وأثناء المحاكمة أرسلت إليه امرأته تقول: “إياك وذلك البار لأنى تألمت اليوم كثيراً فى حلم من أجله” (مت27: 19). جاء إليه الإنذار أن يقتل البار وهو حاكم بإطلاقه، ولكنه خالف ضميره بعد الإنذار وحكم عليه بالموت صلباً إرضاءً لليهود، وخوفاً على منصبه ولن يجديه على الإطلاق أن أحضر ماءً وغسل يديه أمام الجميع قائلاً: “إنى برئ من دم هذا البار” (مت27: 25). كانت خطية اليهود أعظم من بيلاطس. ولكن بيلاطس لم يتبرر بغسل يديه لأنه لم يحكم بالحق والصواب. وإذ رفض الحق الأصغر لم يحدثه السيد المسيح عن الحق الأعظم حينما تساءل قائلاً: “ما هو الحق” (يو18: 38). كان الحق ماثلاً أمامه فى شخص السيد المسيح ولكنه لم يتمكن من قبوله لأن قلبه كان مائلاً بعيداً عن الحق. لهذا قال السيد المسيح “كل من هو من الحق يسمع صوتى” (يو18: 37). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 45927 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() القاضى والشرطى والسجن القاضى هو الله ديان الجميع، والشرطى هو أحد الملائكة أجناد العلى، والسجن هو موضع الدينونة للأشرار. وطالما أن الإنسان لم يصطلح مع الله قبل الدينونة بالتوبة فلن يستطيع أن يوفى الدين الذى عليه. وسيقع فى دينونة أبدية كما قال السيد المسيح عن الذين عن اليسار “اذهبوا عنى يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته.. فيمضى هؤلاء إلى عذاب أبدى، والأبرار إلى حياة أبدية” (مت25: 41، 46). إن دم المسيح هو الذى يفى ديون الإنسان الروحية. وبدون التوبة والاغتسال بدم المسيح فإنه لن يوفى الفلس الأخير، بل يقع فى دينونة أبدية، كقول السيد المسيح: “إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون” (لو13: 3). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 45928 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() التحرر من الخطية ![]() عالج السيد المسيح الخطية من جذورها. لأن خطية الزنا لا تبدأ بممارسة فعل الزنا، بل تبدأ بنظرة الاشتهاء أو بقبول أى حاسة من حواس الإنسان لما يثير الشهوة مثل حاسة اللمس أو الشم أو السمع.. وهكذا. لذلك قال القديس يعقوب الرسول: “كل واحد يجرب إذا انجذب وانخدع من شهوته. ثم الشهوة إذا حبلت تلد خطية، والخطية إذا كملت تنتج موتاً” (يع1: 14، 15). فالمرحلة الأولى هى انجذاب الإنسان نحو الشهوة، والمرحلة الثانية هى استقرار الشهوة ونموها فى فكر وقلب الإنسان، والمرحلة الثالثة هى ممارسة الخطية بالفعل بكل ما يمكن أن ينتج عنها من نتائج مدمرة قد يصعب إصلاحها. اعتبر السيد المسيح أن قبول الشهوة الجنسية فى داخل القلب هو نوع من أنواع الزنا وكسر للوصية.. فالإنسان لكى يصل إلى حياة القداسة، لا يكفيه أن يمتنع عن فعل الخطية، بل ينبغى أن يكره الخطية من عمق قلبه لسبب محبته القوية لله، وشدة التصاقه به. وقال السيد المسيح: “سراج الجسد هو العين. فإن كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيراً. وإن كانت عينك شريرة فجسدك كله يكون مظلماً” (مت6: 22، 23). الحواس هى الأبواب التى تدخل منها الشهوات إلى القلب. لذلك حذّر السيد المسيح من عدم الاحتراس فى حفظ الحواس طاهرة ونقية. كما أن القلب من الداخل ينبغى أن يقاوم كل تأثير قادم من خارج الحواس، مما قد يؤثر فى كيان الإنسان إن تجاوب مع هذا التأثير. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 45929 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() خطورة خطية الزنا ![]() خطورة خطية الزنا حذّر الكتاب المقدس من خطية الزنا فى مواضع كثيرة موضحاً أنها تدخل إلى الكيان الجسدى للإنسان وتدمّره. فقال معلمنا بولس الرسول: “اهربوا من الزنا.كل خطية يفعلها الإنسان هى خارجة عن الجسد، لكن الذى يزنى يخطئ إلى جسده. أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذى فيكم الذى لكم من الله وأنكم لستم لأنفسكم” (1كو6: 18، 19). والقديس بولس بهذا يضع كل الخطايا فى جانب، وخطية الزنا فى جانب آخر باعتبار أن الخطايا الأخرى التى يفعلها الإنسان هى خارجة عن الجسد. أما الذى يزنى يخطئ إلى جسده، ويهين الأعضاء التى تقدست بدم المسيح وصارت ملكاً له. ولهذا قال: “ألستم تعلمون أن أجسادكم هى أعضاء المسيح. أفآخذ أعضاء المسيح وأجعلها أعضاء زانية. حاشا. أم لستم تعلمون أن من التصق بزانية هو جسد واحد. لأنه يقول يكون الاثنان جسداً واحداً. وأما من التصق بالرب فهو روح واحد”(1كو6: 15-17). ولعل كلام معلمنا بولس الرسول يوضح الفرق بين الزنا فى الفكر والزنا بالفعل. فلا ينبغى أن يقول شاب أننى طالما نظرت بشهوة نحو امرأة فيمكننى أن أفعل الشر معها لأن الخطية واحدة فى كلتا الحالتين!!.. ولكن ليس الأمر هكذا. الشهوة فى القلب نحو امرأة هى خطية زنا كما قال السيد المسيح. أما الذى يمارس الفعل فيقع فى متاعب كثيرة وقد يصعب عليه الخروج منها. فخطية الفعل لها نتائجها الخطيرة داخل كيان الإنسان. وتحتاج إلى جهادات كثيرة للتخلص من آثارها. كذلك قد تنتج عنها أمور أخرى تؤثر على سمعة الإنسان وأوضاعه الاجتماعية. مثل الطلاق بالنسبة للمتزوجين واحتمالات الإنجاب لغير المتزوجين.. وهكذا. هذا إلى جوار ما يمكن أن يصيب جسد الإنسان من أمراض فتاكة أو قاتلة.. فيالها من خطية مدمِّرة لحياة الإنسان. ومقاومة هذه الخطية يحتاج إلى سهر واتضاع وانسحاق قلب. فالكتاب يقول عن هذه الخطية المريعة أنها “طرحت كثيرين جرحى وكل قتلاها أقوياء. طرق الهاوية بيتها، هابطة إلى خدور الموت” (أم7: 26، 27). لهذا يحذّر قداسة البابا شنودة الثالث كل إنسان لكى يتضع فى قلبه ويحترس من هذه الخطية بأن يردد فى قلبه هذه العبارة قائلاً لنفسه [ أنا لست أقوى من شمشون، ولا أطهر من داود، ولا أحكم من سليمان ] فكل هؤلاء أسقطتهم خطية الزنا أو أغوتهم الشهوة نحو النساء بالرغم من قوة شمشون وطهارة داود وحكمة سليمان. وقد ورد فى سفر الأمثال تحذيرات قوية من خطية الزنا نورد منها ما يلى: “يا ابنى اصغ إلى حكمتى. أمل أذنك إلى فهمى. لحفظ التدابير ولتحفظ شفتاك معرفة. لأن شفتى المرأة الأجنبية تقطران عسلاً وحنكها أنعم من الزيت. لكن عاقبتها مُرة كالأسفنتين. حادة كسيف ذى حدين. قدماها تنحدران إلى الموت، خطواتها تتمسك بالهاوية. لئلا تتأمل طريق الحياة. تمايلت خطواتها ولا تشعر” (أم5: 1-6). “رأيت بين الجهال لاحظت بين البنين غلاماً عديم الفهم. عابراً فى الشارع عند زاويتها وصاعداً فى طريق بيتها.. وإذا بامرأة استقبلته فى زى زانية وخبيثة القلب.. فأمسكته وقبلته. أوقحت وجهها وقالت له.. بالديباج فرشت سريرى.. عطرت فراشى بمر وعود وقرفة. هلم نرتو وداً إلى الصباح، نتلذذ بالحب.. أغوته بكثرة فنونها بملث شفتيها طوحته. ذهب وراءها لوقته كثور يذهب إلى الذبح أو كالغبى إلى قيد القصاص. حتى يشق سهم كبده. كطير يسرع إلى الفخ ولا يدرى أنه لنفسه” (أم7: 7-23). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 45930 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الهروب من الخطية ![]() الهروب من الخطية كما هرب يوسف الصديق من امرأة سيده فوطيفار. هكذا قال معلمنا بولس الرسول: “اهربوا من الزنا” (1كو6: 18). وقال لتلميذه تيموثاوس: “أما الشهوات الشبابية فاهرب منها” (2تى2: 22). هذه الخطية أفضل وسيلة لمحاربتها هو الهروب منها بدءًا من إغلاق جفون العين بسرعة عن أى منظر يقود إلى الشهوة. مع صلاة القلب السرية {يا ربى يسوع المسيح خلّصنى} التى يرددها الإنسان فيجد النجاة.. |
||||