![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 45891 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الجوع والعطش الإنسان الجسدانى، الذى يهتم باحتياجات جسده فقط، يشعر بالجوع والعطش الجسدانى ويسعى باستمرار لإشباع هذا الجسد بكل الوسائل. ولكنه لا يشعر بأن روحه هى أيضاً تحتاج إلى الغذاء والشراب الروحى. ولهذا فهو يترك روحه بلا غذاء ولا شراب، وتضعف الروح ويضعف تأثيرها على الجسد وتفقد قدرتها على قيادته. فالسيد المسيح بقوله: “طوبى للجياع والعطاش إلى البر”، فإنه يمدح ويغبط ويطوّب أولئك الذين يشعرون بأهمية الجانب الروحى فى حياتهم، فلا ينشغلون باحتياجات الجسد عن احتياجات الروح. ولذلك فهم يمارسون الصوم مع الصلاة لكى تأخذ الروح فرصتها وغذاءها. الروح تغتذى بكلام الله، وترتوى من مياه النعمة، أى من سكيب الروح القدس. وتشتاق دائماً أن تنال نصيبها لتحيا وتنمو فى معرفة الله وفى محبته. وهذا هو معنى الجوع والعطش إلى البر الذى فى المسيح. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 45892 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() معنى البر البر المقصود فى كلام السيد المسيح، هو بر الله فى المسيح يسوع.. فليس هناك بر حقيقى بدون المسيح. ويتضح ذلك من كلام القديس بولس الرسول “بر الله بالإيمان بيسوع المسيح إلى كل وعلى كل الذين يؤمنون” (رو3: 22)، “الفداء الذى بيسوع المسيح الذى قدمه الله كفارة.. ليكون باراً ويبرر من هو من الإيمان بيسوع” (رو3: 24-26). فلا يوجد بر إلا بالإيمان بالمسيح.. أما أى بر آخر فيه اتكال على الذات فهو يعطل البر الذى فى الإيمان. مثلما قيل على اليهود الذين إذ أرادوا أن يثبتوا بر أنفسهم لم يدركوا البر الحقيقى. وهذا شرحه أيضاً القديس بولس الرسول بقوله: “إن الأمم الذين لم يسعوا فى أثر ناموس البر أدركوا البر. البر الذى بالإيمان. ولكن إسرائيل وهو يسعى فى أثر ناموس البر، لم يدرك ناموس البر. لماذا؟ لأنه فعل ذلك ليس بالإيمان، بل كأنه بأعمال الناموس” (رو9: 30-32). فالإنسان الذى يسعى لإثبات بر نفسه -بعيداً عن الإيمان بالمسيح- يفقد فرصة التمتع ببر المسيح. وقد لقب السيد المسيح بلقب “البار”، مثلما قال بطرس الرسول عنه لليهود بعد معجزة شفاء الأعرج عند باب الهيكل: “أنتم أنكرتم القدوس البار وطلبتم أن يوهب لكم رجل قاتل. ورئيس الحياة قتلتموه، الذى أقامه الله من الأموات ونحن شهود لذلك” (أع3: 14، 15). وكذلك القديس اسطفانوس رئيس الشمامسة وأول الشهداء قال نفس اللقب عن السيد المسيح أمام مجمع اليهود: “أى الأنبياء لم يضطهده أباؤكم وقد قتلوا الذين سبقوا فأنبأوا بمجيء البار الذى أنتم الآن صرتم مسلميه وقاتليه” (أع7: 52). كذلك حنانيا أسقف دمشق الذى عمّد بولس الرسول قال له وقت عماده: “إله آبائنا انتخبك لتعلم مشيئته وتبصر البار وتسمع صوتاً من فمه” (أع22: 14)، وكان السيد المسيح قد ظهر لشاول الطرسوسى الذى هو بولس الرسول وتكلم معه وهو فى طريقه إلى دمشق. وقد ورد هذا اللقب عن السيد المسيح أيضاً فى كتب العهد القديم وذلك فى نبوة أرميا النبى فى قوله: “ها أيام تأتى يقول الرب وأقيم لداود غصن بر فيملك ملك وينجج ويُجرى حقاً وعدلاً فى الأرض فى أيامه يخلص يهوذا ويسكن إسرائيل آمناً. وهذا هو اسمه الذى يدعونه به الرب برنا” (أر23: 5، 6). ومن الواضح أن هذا اللقب هو من ألقاب الله “الرب برنا” وذلك لأن السيد المسيح هو الله الظاهر فى الجسد، أى الله الكلمة المتجسد. فإذا كان السيد المسيح هو “الرب برنا”، فإن من يشتاق إلى البر – يشتاق إلى السيد المسيح. فالإنسان الذى يجوع ويعطش إلى البر، هو يجوع ويعطش إلى المسيح “البار” وإلى النعمة التى يمنحها للمؤمنين باسمه القدوس.. ومن يجوع إلى المسيح هو من يسعى ليغتذى بجسده المقدس حسبما قال “أنا هو الخبز الحى الذى نزل من السماء.. فمن يأكلنى فهو يحيا بى” (يو6: 51، 57). من يجوع ويعطش إلى البر، هو من يسعى للامتلاء بالروح القدس من خلال وسائط النعمة التى رتبها السيد المسيح فى كنيسته المجيدة. فالامتلاء بالروح القدس هو ما قال عنه السيد المسيح: “من آمن بى كما قال الكتاب تجرى من بطنه أنهار ماء حى. قال هذا عن الروح الذى كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه” (يو7: 38، 39). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 45893 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فإنهم يشبعون إن عطايا الله تنتظر من يريدها.. مثلما قال الآباء: [الفضيلة تريدك أن تريدها]. الجوع إلى البر يؤدى إلى الشبع. والعطش إلى البر يؤدى إلى الارتواء كقول الرب للمرأة السامرية عن الماء المادى “من يشرب من هذا الماء يعطش أيضاً ولكن من يشرب من الماء الذى أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد” (يو4: 13، 14). الله يمنح عطاياه لمن يرغب فيها.. لمن يشعر بقيمتها فيضحى للحصول عليها.. لمن يعرف أن كنوز العالم كله لا تساويها.. لأنها هى العطية الفائقة والعظمى.. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 45894 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() طوبى للرحماء فإنهم يرحمون بعد أن طوّب السيد المسيح الجياع والعطاش إلى البر لأنهم يشبعون قال “طوبى للرحماء فإنهم يرحمون” (مت5: 7). الرحمة الرحمة صفة من صفات الله الرحيم كما هو مكتوب عنه: “الرب الرب إله رحيم ورؤوف، بطئ الغضب وكثير الإحسان والوفاء” (خر34: 6). “الرب رحيم ورؤوف طويل الروح وكثير الرحمة. لا يحاكم إلى الأبد ولا يحقد إلى الدهر. لم يصنع معنا حسب خطايانا، ولم يجازنا حسب آثامنا. لأنه مثل ارتفاع السماوات فوق الأرض قويت رحمته على خائفيه. كبعد المشرق عن المغرب أبعد عنّا معاصينا. كما يترأف الأب على البنين يترأف الرب على خائفيه” (مز103: 8-13). “لأن الرب إلهك إله رحيم لا يتركك ولا يهملك ولا ينسى عهد أبائك الذى أقسم لهم عليه” (تث4: 31). “وأنت أيها الرب الإله، أنت رؤوف ورحيم. أنت طويل الروح وكثير الرحمة وصادق. انظر إلىّ وارحمنى. اعط عزّة لعبدك، وخلِّص ابن أمتك” (مز85: 15، 16). “الرب رحيمٌ وصدّيقٌ، وإلهنا يرحم. الذى يحفظ الأطفال هو الرب. اتضعت فخلصنى” (مز114: 5، 6). “جلال وبهاء عمله، وعدله دائم إلى أبد الأبد. ذكر جميع عجائبه. رحيم هو الرب ورؤوف” (مز110: 3، 4). “نور أشرق فى الظلمة للمستقمين. رحيمٌ الرب الله ورؤوف وبار” (مز111: 4). “الرب حنان ورحيم طويل الروح وكثير الرحمة. الرب صالح للكل ومراحمه على كل أعماله” (مز145: 8، 9). “من ثم كان ينبغى أن يشبه إخوته فى كل شئ لكى يكون رحيماً ورئيس كهنة أميناً فيما لله حتى يكفر خطايا الشعب” (عب2: 17). والرحمة عند الله لا تتعارض مع عدله وحقه، لأن الله رحيم فى عدله وعادل فى رحمته. فصفات الله كلُّ لا يتجزأ. ونحن نتكلم عنها على سبيل التفاصيل وليس على سبيل الفصل، كما قال قداسة البابا شنودة الثالث -أطال الرب حياة قداسته. لهذا كما أوردنا قول المزمور “عدله دائم إلى الأبد.. رحيم هو الرب ورؤوف” (مز110: 3، 4). وقيل أيضاً عن الخلاص العجيب الذى صنعه الرب على الصليب، “لأن خلاصه قريب من جميع خائفيه. ليسكن المجد فى أرضنا. الرحمة والحق تلاقيا. والعدل والسلام تلاثما. الحق من الأرض أشرق، والعدل من السماء تطلع” (مز84: 9-11). وعن تلازم الرحمة والحق قيل “لا تدع الرحمة والحق يتركانك. تقلدهما على عنقك. أكتبهما على لوح قلبك فتجد نعمة وفطنة صالحة فى أعين الله والناس” (أم3: 3، 4). وقيل أيضاً “أما يضل مخترعو الشر. أما الرحمة والحق فيهديان مخترعى الخير” (أم14: 22). وأيضاً “بالرحمة والحق يستر الإثم وفى مخافة الرب الحيدان عن الشر” (أم16: 6). وعن الملك قيل “الرحمة والحق يحفظان الملك وكرسيه يُسند بالرحمة” (أم20: 28)، وكذلك قيل عن تلازم العدل والرحمة “التابع العدل والرحمة يجد حياة حظاً وكرامة” (أم21: 21). وهذه نصيحة ثمينة يقدّمها الكتاب: “قد أخبرك أيها الإنسان ما هو صالح. وماذا يطلبه منك الرب إلا أن تصنع الحق وتحب الرحمة وتسلك متواضعاً مع إلهك” (مي 6: 8). فكما أن الرحمة هى صفة من صفات الله، ينبغى أيضاً أن يتصف بها أولاده كما قال السيد المسيح: “فكونوا رحماء كما أن أباكم أيضاً رحيم” (لو6: 36). الرحمة تقترن بالعطف والحنان والرأفة وطول الروح وتدل على المحبة وطيبة القلب. ونحن فى صلواتنا الكنسية نطلب الرحمة باستمرار قائلين: [يا رب ارحم أو كيرياليسون]. كذلك عندما نتذكر الدينونة الأبدية نصرخ قائلين: [كرحمتك يا رب ولا كخطايانا]. الرحمة تطرد القساوة من القلب، وتجعل الإنسان مستحقاً لمراحم الرب الكثيرة والفائقة. وينبغى أن يتدرب الإنسان على ممارسة أعمال الرحمة المتنوعة متذكراً تطويب الرب للرحماء. ولا يمكن أن ينتظر الإنسان أن يعامله الرب برحمة إن لم يرحم غيره ويرحم المساكين والضعفاء {فإنه ليس رحمة فى الدينونة لمن لم يستعمل الرحمة} (قطع نصف الليل-الخدمة الثالثة). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 45895 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() مثل السامرى الصالح ![]() سأل رجل ناموسى السيد المسيح: “من هو قريبى؟” فحكى له السيد المسيح قصة السامرى الصالح الذى صادف رجلاً يهودياً “كان نازلاً من أورشليم إلى أريحا فوقع بين لصوص فعرّوه وجرّحوه، ومضوا وتركوه بين حىٍّ وميت.. ولكن سامرياً مسافراً جاء إليه ولما رآه تحنن. فتقدم وضمد جراحاته وصب عليها زيتاً وخمراً وأركبه على دابته وأتى به إلى فندق واعتنى به”.. وسأل السيد المسيح الرجل الناموسى عمن صادفوا الرجل المجروح “أى هؤلاء.. ترى صار قريباً للذى وقع بين اللصوص؟ فقال (الناموسى): الذى صنع معه الرحمة. فقال له يسوع: اذهب أنت أيضاً واصنع هكذا” (انظر لو10: 29-37). وقد أشار الكتاب إلى أهمية الرحمة بالمساكين لكى ينال الإنسان رحمة وغفراناً عن خطاياه لسبب ممارسته للرحمة ودخوله فى مراحم الرب. فقيل فى سفر دانيال للملك بلطشاصر “لذلك أيها الملك فلتكن مشورتى مقبولة لديك وفارق خطاياك بالبر وآثامك بالرحمة للمساكين لعله يطال اطمئنانك” (دا4: 27). وبالطبع من المفهوم أن غفران الخطايا يلزمه توبة ولكن التوبة لا تصير مقبولة إذا كان القلب قاسياً وغير رحيم، لأن الرب يستخدم الرحمة مع القلوب الرحيمة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 45896 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الرحمة بالمساكين فى الصوم الكبير المقدس تبدأ قراءات الكنيسة فى أحد الرفاع بفصل من الإنجيل عن الصلاة والصدقة والصوم، يبرز فيه أهمية اقتران الصوم بالصلاة وبالرحمة بالمحتاجين والمتضايقين. ولذلك ترتل الكنيسة فى ألحان الصوم الكبير طوال الصوم الكلمات التالية: طوبى للرحماء على المساكــين فإن الرحـمة تحل عليهم والمسيح يرحمهم فى يوم الدين ويحل بروح قدسه فيهم هناك أناساً يصومون أصواماً عنيفة ولا يتذكّرون أن الصوم هو فرصة لمشاركة المساكين وللتحنن عليهم. الصوم يقترن بالمسكنة والاتضاع والتوبة والصلاة والرحمة لهذا قال الرب فى سفر إشعياء: “أليس هذا صوماً أختاره؟.. أليس أن تكسر للجائع خبزك. وأن تُدخل المساكين التائهين إلى بيتك. إذا رأيت عرياناً أن تكسوه وأن لا تتغاضى عن لحمك” (إش58: 6، 7). من الواضح أن الصوم المقبول من الله هو الذى يقترن بالرحمة على الضعفاء والمساكين. وقد وردت إنذارات فى الكتاب المقدس للأغنياء الذين لا يستعملون الرحمة مع المحتاجين مثل قول يعقوب الرسول: “هلّم الآن أيها الأغنياء ابكوا مولولين على شقاوتكم القادمة. غناكم قد تهرأ وثيابكم قد أكلها العث. ذهبكم وفضتكم قد صدئا، وصدأهما يكون شهادة عليكم. ويأكل لحومكم كنار. قد كنزتم فى الأيام الأخيرة. هوذا أجرة الفعلة الذين حصدوا حقولكم المبخوسة منكم تصرخ وصياح الحصادين قد دخل إلى أذنى رب الجنود. قد ترفهتم على الأرض وتنعمتم، وربيتم قلوبكم كما فى يوم الذبح” (يع5: 1-5). ما أصدق قول داود النبى فى كلام النشيد الذى قال للرب: “مع الرحيم تكون رحيماً. مع الرجل الكامل تكون كاملاً. مع الطاهر تكون طاهراً، ومع الأعوج تكون ملتوياً. وتخلص الشعب البائس وعيناك على المترفعين فتضعهم” (2صم22: 26-28). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 45897 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله بعد أن طوّب السيد المسيح الرحماء قال: “طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله” (مت5: 8). نقاوة القلب النقاوة هى عطية من الله يمنحها لمن يطلبها بلجاجة، يجاهد من أجل الحصول عليها. ففى صلاة المزمور الخمسين يتضرع المرنم “قلباً نقياً اخلق فىّ يا الله، وروحاً مستقيماً جدد فى أحشائى” (مز50: 10). والكتاب يقول: “إن كان أحد فى المسيح فهو خليقة جديدة” (2كو5: 17)، الله يخلق للإنسان قلباً جديداً بالولادة الجديدة فى المعمودية، ويلزم أن يجاهد الإنسان ليحفظ لهذا القلب نقاءه بعدما استنار بالنعمة وصار أهلاً لفهم الأسرار والمقاصد الإلهية. نقاوة القلب هى خلوه من الشر، ومن نوازع الشر، ومن محبة الخطية، ومن الميل إليها. ولن يصل القلب إلى هذه الحالة إلا إذا امتلأ من محبة الله، ومحبة البر.. أى إذا امتلأ من الروح القدس. فليست نقاوة القلب هى فقط خلوه من محبة الخطية والميل إليها، بل من الناحية الإيجابية ينبغى أن يمتلئ القلب من محبة الله وبالتالى من محبة البر. كان القديس الأنبا أبرآم أسقف الفيوم يظل طوال الليل يردد هذه العبارة فى صلاته: “قلباً نقياً اخلق فىّ يا الله، وروحاً مستقيماً جدد فى أحشائى” إدراكاً منه لأهمية نقاوة القلب فى السعى نحو ملكوت السماوات. وقد مدح الكتاب أيضاً نقاوة القلب فى المزمور بقوله: “من يصعد إلى جبل الرب، أو من يقوم فى موضع قدسه. الطاهر اليدين، النقى القلب” (مز23: 3، 4). وحينما أوصى الرب قائلاً: “فوق كل تحفظّ احفظ قلبك، لأن منه مخارج الحياة” (أم4: 23)، كان يقصد أن يحفظ الإنسان قلبه نقياً وطاهراً، لأن منه مخارج الحياة. والحواس هى أبواب القلب. فلكى يحفظ الإنسان قلبه الداخلى، ينبغى أن يحفظ حواسه الخارجية. لهذا قال السيد المسيح: “سراج الجسد هو العين. فإن كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيراً. وإن كانت عينك شريرة فجسدك كله يكون مظلماً، فإن كان النور الذى فيك ظلاماً، فالظلام كم يكون؟” (مت6: 22، 23). والعين هى إحدى الحواس الخمس فى الإنسان. ويلزم لاقتناء نقاوة القلب أن يقتنى الإنسان نقاوة الحواس. وأن يحفظ حواسه الجسدية من العثرات والشرور.. وأن يمتلئ بالروح القدس وتتقوى حواسه الروحية وتنمو، وتصير قادرة على التطلع نحو السماويات. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 45898 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يعاينون الله الأنقياء القلب يعاينون الله، يعاينونه بأعين قلوبهم.. لأن حواسهم الروحية قد استنارت بالنعمة. يعاينونه بالإيمان وقد وعد السيد المسيح قائلاً: “الذى عنده وصاياى ويحفظها، فهو الذى يحبنى. والذى يحبنى يحبه أبى وأنا أحبه وأظهر له ذاتى” (يو14: 21). الذين يولدون من الماء والروح بالميلاد الفوقانى، قال عنهم السيد المسيح إنهم هم الذين يدخلون ملكوت السماوات ويعاينونه (انظر يو3: 5). فالميلاد الفوقانى هو الذى يجدد طبيعة الإنسان، ويمنحه نقاوة القلب حتى يؤهل لمعاينة مجد الله وملكوته السماوى.. يؤهل لمعاينة السيد المسيح فى مجده. أنقياء القلب يعاينون الله، لأنهم سوف يعاينون السيد المسيح فى مجده، ويتمتعون برؤيته إلى أبد الدهور. القلب النقى لا يشتهى شراً، بل يشتهى معرفة الله. ولا يحمل ضغينة أو كراهية، بل يمتلئ بالحب. شهوته دائماً هى الخير مثل قول الكتاب “شهوة الأبرار خير فقط” (أم11: 23). إن تطويب السيد المسيح لأنقياء القلب، يدعونا للسعى نحو النقاوة التى تؤهلنا أن نراه بالإيمان. وأن نراه فى مجده.. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 45899 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() طوبى لصانعى السلام بعد أن طوّب السيد المسيح أنقياء القلب قال التطويب السابع: “طوبى لصانعى السلام، لأنهم أبناء الله يدعون” (مت5: 9). دُعى السيد المسيح “رئيس السلام” (إش9: 6)، و”ملك السلام” (عب7: 2). وقيل عنه: “لنمو رياسته وللسلام لا نهاية” (إش9: 7). وسبب هذه التسمية أن السيد المسيح قد صالحنا مع الله أبيه بدم صليبه مثلما كتب معلمنا بولس الرسول للأمم “أنتم الذين كنتم قبلاً بعيدين، صرتم قريبين بدم المسيح. لأنه هو سلامنا الذى جعل الاثنين واحداً، ونقض حائط السياج المتوسط أى العداوة. مبطلاً بجسده ناموس الوصايا فى فرائض. لكى يخلق الاثنين فى نفسه إنساناً واحداً جديداً صانعاً سلاماً. ويصالح الاثنين فى جسد واحد مع الله بالصليب قاتلاً العداوة به” (أف2: 13-16). فكما صالح السيد المسيح الإنسان مع الله، صالح الإنسان مع أخيه الإنسان. وأعطى تلاميذه من الرسل القديسين خدمة المصالحة بحسب قصد الآب السماوى وتدبيره. وقد أشار القديس بولس الرسول إلى ذلك فقال: “ولكن الكل من الله الذى صالحنا لنفسه بيسوع المسيح، وأعطانا خدمة المصالحة. أى أن الله كان فى المسيح مصالحاً العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم، وواضعاً فينا كلمة المصالحة. إذاً نسعى كسفراء عن المسيح كأن الله يعظ بنا. نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله” (2كو5: 18-20). فبعدما قدّم السيد المسيح ذبيحة الفداء على الصليب، وقام من الأموات وظهر للأحد عشر وهم مجتمعون فى عشية يوم أحد القيامة قال لهم: “سلام لكم. ولما قال هذا أراهم يديه وجنبه. ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب. فقال لهم يسوع أيضاً سلام لكم. كما أرسلنى الآب أرسلكم أنا. ولما قال هذا نفخ وقال لهم: اقبلوا الروح القدس، من غفرتم خطاياه تغفر له، ومن أمسكتم خطاياه أمسكت” (يو20: 19-23). لقد بشرهم بالسلام، وأعطاهم السلطان أن ينشروه لكل من يرغب. وبهذا حقق السيد المسيح وعده لتلاميذه بأن يمنحهم عطية السلام الفائقة للطبيعة إذ قال: “سلاماً أترك لكم. سلامى أعطيكم” |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 45900 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() عطية السلام عطية السلام التى منحها “رئيس السلام” لتلاميذه هى عطية فائقة للعقل.. لهذا قال معلمنا بولس الرسول لأهل فيليبى: “وسلام الله الذى يفوق كل عقل، يحفظ قلوبكم وأفكاركم فى المسيح يسوع” (فى4: 7). إن عطية السلام هى عطية إلهية يمنحها الآب السماوى باستحقاقات دم ابنه الوحيد بواسطة الروح القدس. لهذا فإن السلام هو من ثمار الروح القدس فى حياة المؤمنين كقول الكتاب: “وأما ثمر الروح، فهو محبة فرح سلام ..” (غل5: 22). من يمتلئ من الروح القدس يمتلئ من السلام، ويستطيع أن يصنع السلام ويستحق أن يُدعى ضمن أبناء الله، ويستحق التطويب. كانت إرسالية السيد المسيح إلى العالم هى إرسالية صلح وسلام، ومن أراد أن يتشبه بابن الله ينبغى أن يكون من صنّاع السلام.. السلام المبنى على الحق كقول المزمور “العدل والسلام تلاثما” (مز84: 10). وقد أوصى بولس الرسول باتباع السلام فقال: “اتبعوا السلام مع الجميع، والقداسة التى بدونها لن يرى أحد الرب” (عب12: 14). كما أوضح يعقوب الرسول أهمية السلام كعلامة للحكمة الممنوحة من الله “أما الحكمة التى من فوق فهى أولاً طاهرة، ثم مسالمة، مترفقة، مذعنة، مملوءة رحمة وأثمارًا صالحة، عديمة الريب والرياء. وثمر البر يزرع فى السلام من الذين يفعلون السلام” (يع3: 17، 18). الذى يزرع الخصومات بين الإخوة المتحابين يصير مكروهاً من الله. كقول الكتاب “هذه الستة يبغضها الرب. وسبعة هى مكرهة نفسه. عيون متعالية، لسان كاذب، أيدٍ سافكة دماً بريئاً، قلب ينشئ أفكارًا رديئة، أرجل سريعة الجريان إلى السوء، شاهد زور يفوه بالأكاذيب، وزارع خصومات بين إخوة” (أم6: 16-19). ولكى يتحاشى الإنسان تهييج الخصام يحتاج إلى اقتناء الاتضاع والبعد عن الغضب لأن الكتاب يقول “المنتفخ النفس يهيج الخصام” (أم28: 25) وأيضا “الغضوب يهيج الخصام” (أم29: 22). كان الرسل صانعى سلام وكانوا دائماً يطلبون السلام للتلاميذ “لتكثر لكم النعمة والسلام” (1بط1: 2، 2بط1: 2). لقد نشروا سلام المسيح على الأرض.. |
||||