![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 4581 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ما هو الفداء؟ ![]() لا سبيل للحصول على الغفران أو التمتع باللّه إلا إذا تم أولاً إيفاء مطالب عدالته وقداسته بوسيلة ما. لكن الذين لا يدركون هذه الحقيقة، أو يدركونها لكن يتغاضون عنها لعدم معرفتهم بكيفية إتمامها، يريحون ضمائرهم من جهة الغفران والتمتع باللّه، بترك الأمر إلى رحمته. ونحن وإن كنا نعتز برحمة اللّه كل الاعتزاز، ونؤمن أنه لا حد لها على الإطلاق، وأنها وحدها هي الكفيلة بالإتيان إلينا بالصفح والغفران، لكن لكيلا يكون الاعتماد عليها مؤسساً على مجرد الأمل، بل على الحق والواقع نقول: لنفرض أن قضية رُفعت إلى قاض مشهور بالرحمة والرأفة، لكنه إلى ذلك يقدّس العدل ولا يفرّط في حق، فهل يجوز للمذنب أن يُطمْئِن نفسَه بأن هذا القاضي سيبرئ ساحته لأن قلبه الرحيم الرؤوف لا يرضى بتوقيع العقوبة القانونية عليه؟ (الجواب) طبعاً لا. وعلى هذا النسق تماماً نقول: بما أن اللّه كما أنه رحيم رؤوف هو عادل وقدوس أيضاً، إذاً لا يجوز أن نُطَمْئِن نفوسنا بما هو عليه من رحمة ورأفة، قبل أن نعرف الوسيلة التي تؤهلنا للتمتع بها دون الإجحاف بمطالب عدالته وقداسته، فما هي الوسيلة يا ترى؟ الجواب: بما أننا لا نستطيع بالصلاة والصوم والتوبة والأعمال الصالحة أن نفي مطالب عدالة اللّه وقداسته التي لا حد لها.. وبما أن عدالة اللّه وقداسته لا تقلان في شيء عن رحمته ومحبته، بسبب كماله المطلق وتوافُق كل صفاته معاً كما ذكرنا. إذاً إن كان هناك مجال للتمتع بالغفران والقبول أمام اللّه (ومن المؤكد أن يكون هناك مجال للتمتع بهما، لأن صفتي الرحمة والمحبة في اللّه لا يمكن أن تكونا بلا عمل) ، لا بد من الفداء أو التعويض، أو بالحري لا بد من إيفاء مطالب عدالة اللّه وقداسته بواسطة كائن عوضاً عنا. وإيفاء هذه المطالب يستلزم طبعاً من هذا الكائن أن يقبل على نفسه القصاص الذي نستحقه بسبب خطايانا تنفيذاً لمطالب عدالة اللّه، وأن يهبنا أيضاً طبيعة روحية تجعلنا أهلاً للتوافق مع اللّه في صفاته الأدبية السامية تنفيذاً لمطالب قداسته. أما الفداء في اللغة العبرية فهو الترضية وإزالة الأحقاد بعد دفع التعويض. وفي اللغة العربية هو الإنقاذ وليس بدون مقابل، بل بعد تقديم التضحية اللازمة. وقد تكون هذه التضحية مالاً أو غير مال. جاء في القاموس المحيط فداه أي دفع شيئاً فأنقذه، ويكون قد اشتراه ثانية. أما في اللغات الأوروبية فيُراد بالفداء أربعة أمور:
نشأة الفداء أن آدم عندما أكل من الشجرة المنهي عنها ومات موتاً أخلاقياً، لم ينفذ اللّه فيه وقتها حكم الموت الجسدي الذي أنذره به في حالة العصيان، كما أنقذه من الموت الأبدي الذي هو العقاب الذي كان سيتعرض له في العالم الآخر، وذلك بتوقيع الموت على حيوان عوضاً عنه. وإن كانت هذه الذبيحة الحيوانية في حدّ ذاتها غير كافية للفداء، لكن لأنها كانت رمزاً إلى ذبيحة عظمى في نظر اللّه، لذلك اكتسبت وقتئذ شرعاً قوة الفداء. ولبيان هذا نقول: سجَّل الوحي أن اللّه بعدما اقتاد آدم وحواء للاعتراف بعصيانهما والندم عليه، صنع لهما أقمصة من جلد وألبسهما (تكوين ٣: ٢١) . وبما أن كل كلمة موحى بها تُستعمل في معناها الصحيح، لذلك لا بدّ أن اللّه لم يخلق هذه الأقمصة من العدم بل صنعها. ولما كانت صناعتها تستلزم وجود جلد وقتئذ تُصنع منه، واللّه لم يخلق جلداً بمفرده، بل خلق حيوانات يكسوها الجلد، إذاً فمن المؤكد أنه بوسيلة ما تمَّ ذبح حيوانين، ومن جلدهما صُنعت هذه الأقمصة. فإذا تأملنا الظروف المحيطة بهذا الموضوع، يتضح لنا أن الغرض من ذبح الحيوانين المذكورين لم يكن لمجرد الحصول على الجلد، بل للتكفير بهما (أو بالحري التعويض بهما) عن آدم وزوجته. وذلك للأسباب الآتية:
|
||||
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 4582 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() دعوة للتفكير.. المسيح هو الله الظاهر بالجسد ![]() قد يعترض البعض على هذه العقيدة ولكننا نؤكد أنها ليست من وحي أفكارنا الخاصة! بل بشهادة كتابنا المقدس نؤمن أن المسيح هو الله الذي ظهر في الجسد. وإن اعترض البعض بأن العهد الجديد تم تحريفه فيستحيل أن يكون العهد القديم تم تحريفه لأن اليهود اضطهدوا المسيحيين بلا سبب فكم يكون اضطهادهم أشد قسوة لو أن المسيحيين حرفوا التوراة؟! وما السبب الذي يجعلهم يقبلون التوراة وهى محرّفة ولا يدافعون عنها؟! وحتى الآن لم نسمع من اليهود أننا حرَّفنا التورارة... بل يقولون أن المسيح لم يأتِ حتى الآن. إذن عندما تتحق نبوة في العهد القديم فلابد وأن تكون صحيحة وفيما يخص تجسد الله تنبأ إشعياء النبي قائلاً: " لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابناً و تكون الرياسة على كتفه و يدعى اسمه عجيباً مشيراً إلهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السلام " (سفر إشعياء النبي9 : 6). وقد أكد معلمنا بولس الرسول حقيقة التجسد بقوله: " عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد " (رسالة بولس الرسول الأولي 3 : 16) والسؤال الحائر: هل يستطيع الله القادر على كل شيء أن يتجسد أم لا؟ من قال لا ينسب الضعف إلى الله!! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 4583 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الوصول للهدف
![]() تستطيع ان تربح السباق حتى اذا كنت الاسرع, اذا كنت تسير في الاتجاه المعاكس. الله لا يستجيب كل طلباتنا, لكنه يحقق كل وعوده. الله لم يعدنا برحلة هادئة, لكن ضمن لنا الوصول للهدف. النعمة لا يحصل عليها الانسان عن طريق الشراء او لانه يستحقها, النعمة هي عطية مجانية من الله للبشر. من المهم ان يحدد هدفنا الطريق, لا الطريق من يحدد الهدف. اشواقنا نحو الرب يسوع هي ما يحدد مصيرنا الابدي. بين الامور الكبيرة التي لا نستطيع ان نفعلها وبين الامور الصغيرة التي لا نفعلها, يكمن الخطر بان لا نفعل اي شيء. الكذب هو طريق الجبان للخروج من المآزق. افقر انسان هو من كان كل غناه المال. اذا كنت لا تستطيع عمل اشياء كبيرة, فافعل اصغر الاشياء باكبر الطرق. بالإمكان تجنب اكثر الخطايا, اذا ما تجنبنا المواقف التي تقود الى الخطيئة. الاعتراف بالذنب لا يجعل الانسان اقل قيمة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 4584 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الفتور الروحى ++++++++++++ حينما خاطب السيد المسيح تلاميذه المكرمين عن الروح القدس قال "واما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلّمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم" ( يو 14 : 26 )، فالتعليم و التذكير من وظائف الروح القدس داخلنا. و لذلك فهو كالمنخاس داخل كل واحد منا و يبكتنا حينما نخطئ، و يرشدنا دائماً للطريق الصحيح. و فى ذلك يقول رب المجد عن الروح القدس "ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة" ( يو 16 : 8 ). و الروح القدس الذى يحل على كل إنسان مسيحى فى سر اليرون يعمل داخله دائماً. و لذلك فوظائف الروح القدس تشتعل داخلنا و نستطيع أن نجملها فى التعزية، و التذكير، و التبكيت، و التعليم. و نحن قد صرنا أولاداً لله بحلول الروح القدس فينا "لان محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا" ( رو 5 : 5 ). و لكن المشكلة تكمن فينا حينما نخطئ لأننا بهذا نقاوم عمل الروح القدس فينا الذى يرشدنا للصلاح بينما نذهب نحن لنخطئ، فيخاطبنا لنا سفر الأعمال قائلاً "يا قساة الرقاب وغير المختونين بالقلوب والآذان انتم دائما تقاومون الروح القدس" ( أع 7 : 51 ). و الخطية هى إهانة لهيكل الله و روحه القدوس الساكن فينا كقول الوحى الإلهى "ام لستم تعلمون ان جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم الذي لكم من الله وانكم لستم لانفسكم" ( 1 كو 6 : 19 ). و الروح القدس لا يفتر أن يرشدنا و يبكتنا و يعملنا و يذكرنا بكل تعاليم الكتاب المقدس و لكن نحن الذين نقسى قلوبنا و نصم آذاننا عن سماع صوته، و لذلك يقول الكتاب "لذلك كما يقول الروح القدس اليوم ان سمعتم صوته فلا تقسّوا قلوبكم" ( عب 3 : 7 ، 8 ). و كثرة صم آذاننا يخلق داخلنا قساوة قلب تجاه عمل الروح القدس، فالانسان قد يستصعب أول مرة يخرج لفظاً شريراً من فمه، و لكنه حينما يبدأ فى ترديد هذا الكلام الشرير يصبح فى فمه كالماء. و كذلك فاللص حينما يسرق لأول مرة تكون أصهب سرقة و يكون تبكيت ضميره له شديداً و لكن مع التكرار تصبح السرقة مثل الأكل فى سهولته. و خطية الزنا فى أول مرة تكون صعبة و مرة على النفس جداً، و لكن بالتكرار تصبح كالهواء الذى لا يتنفسه الانسان بلا أى صعوبة. و قد يصل الحال ببعض الناس أنهم يتباهون بخطاياهم أيضاً دون أن يشعروا بأى تبكيت من الروح القدس داخلهم. و هؤلاء الناس قد أطفأوا عمل الروح القدس داخلهم و لذلك يقول الكتاب "لا تطفئوا الروح" ( 1 تس 5 : 19 ). و ما بين إشتعال الروح القدس يوم حلوله فى سر الميرون، و إنطفاؤه داخلنا يمر الانسان بمرحلة الفتور الروحى. فما هو الفتور الروحى؟! يقول يوحنا كاسيان "الفاتر هو المتردد بين الفضيلة والرذيلة، يريد الفضيلة لكن يجبن عن الجهاد، ويكره التعب من أجلها"، و يقول الأسقف فيكتورينوس عن الفاتر روحياً "إنه ليس بغير مؤمن ولا مؤمن، بل هو كل شيء لكل أحد". و أيضاً يقول القديس أغسطينوس "أنني أتجاسر فأقول أنه خير للمتكبرين أن يسقطوا في عصيان واضح مشهور حتى يحزنوا في نفوسهم لأن سقوطهم هو بسبب فرحهم بذواتهم. فبطرس كان في حال أفضل حين بكى وهو غير مكتفٍ بذاته عما كان عليه حين كان متجاسرًا معتدًا بذاته". و كمثال تطبيقى فى الكتاب المقدس عن الفتور الروحى يذكر لنا سفر الرؤيا ملاك كنيسة لاودوكية و الذى خاطبه الله قائلاً "أنا عارف أعمالك، أنك لست باردًا ولا حارًا. ليتك كنت باردًا أو حارٌا. هكذا لأنك فاتر ولست باردًا ولا حارًا أنا مزمع أن أتقيأك من فمي" ( رؤ 3 : 15 ، 16 ). و هنا العقاب الإلهى شديداً إذ إنه سيتقيأ الفاتر روحياً من فمه - أى سيطرده من أمامه و يرفضه. فالله لا يقبل هذا الوضع الفاتر الذى لا هو بالحار روحياً و لا البارد المبتعد صراحة عن الله. إن مثل الفاتر روحيا يمكن أن يكون يعيش كإنسان مسيحى و لكن فى مظهره فقط الذين يقول عنهم بولس الرسول "لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوّتها" ( 2 تى 3 : 5 ). فقد يكون الفاتر روحياً واعظاً فى الكنيسة مشهود له بالحكمة، و قد يكون كاتب هذه السطور، و لكنه كما قال عنه الكتاب "نحاسا يطن او صنجا يرن " ( 1 كو 13 : 1 ). و المصيبة الكبرى فى الفتور الروحى أن علاجه صعب و هو أقرب لحالة البرود الروحى - الذى يقود لإنطفاء الروح - منه لحراراة التوبة، و يقول فى هذا يوحنا كاسيان "رأينا كثيرين من الباردين رهبانًا وعلمانيين تحولوا إلى حرارة روحية، لكننا لم نرى فاترين صاروا حارين". و من خطورة الفتور الروحى يقول القديس أيرونيموس "بينما لا يشاء الله موت الخاطئ بل أن يتوب ويحيا فإنه يبغض الفاترين ويسببون له قيئًا سريعًا". و علاج الفتور الروحى يتم بعدة خطوات: 1- الوقوف مع النفس وقفة صريحة لمعرفة أين أنا من الله فعلياً و ليس ظاهرياً. 2- محاسبة النفس بتدقيق. 3- الاتضاع فلا يقنع الانسان نفسه بأنه أقرب ما يكون من القديسين حينما يقارن نفسه بالخطاة، بل أن يقتنع بأنه خاطئ و لا يستحق أن يكون إبناً لله حينما يقارن نفسه بالقديسين. 4- إشعال الروح القدس داخلنا و ذلك بالسماع إلى صوته حينما يذكرنا و يعلمنا أقوال الكتاب المقدس، و يبكتنا على كل خطية. 5- الاعتراف الذى نفضح و ندين فيه أنفسنا أمام أب الاعتراف فلا يدخلنا ذلك الفكر المتكبر الذى يقنعنا بما نحن فيه. 6- السعى دائماً لما هو قدام و عد الاكتفاء بالحالة الروحية التى نحن فيها. فالنار إن لم نزدها إشتعالاً لن تبق على ما هى عليه، بل ستخبو حتى تنطفئ. 7- ممارسة كل ما هو نافع لإشعال الروح من وسائط النعمة كالتناول و الاعتراف و التوبة و الأعمال الصالحة و قراءة الكتاب المقدس. 8- قراءة سير القديسين كثيراً حتى نعرف أين نقف نحن الآن. 9- اليقظة الروحية. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 4585 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() من أنت أيها الكائن الفريد؟ ============== ![]() ولدت من عذراء دون أن تعرف رجلاً وهذا لم يحدث لأحد من البشر! علَّمت تعاليم جديدة لم يعلّمها أحد من البشر! صنعت معجزات باهرة لم يصنعها أحد من الأنبياء!... عشت حياتك دون أن تفعل خطية واحدة! كيف ونحن نولد وفي داخلنا جرثومة الخطية؟! مت وقمت قبل أن يقوم البشر! وفي يوم الدينونة سوف تدين البشر! قولوا لنا من هو هذا الكائن الفريد؟! هل مجرد إنسان ولد وعاش وأخيراً قد مات؟ أم فقط معلم قدّم لنا تعاليم جديدة؟ أم مجرد نبي حمل لنا رسالة إلهية؟ أم أنت هو الله الذي ظهر في الجسد ولا يحق أن نشبهك بأحد من البشر؟! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 4586 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الأربعة الكائنات الحية الحاملة عرش الله (سفر حزقيال 1: 10). ![]() هى ترمز إلى الأربعة أناجيل أو المسيح كما جاء في الأربعة أناجيل ولها وجوه تعبر عنها فالأول له وجه إنسان والثانى وجه أسد والثالث وجه ثور والرابع له وجه نسر ... الذي له وجه كوجه إنسان يرمز لانجيل معلمنا متى لأنه أكثر من تكلم عن التجسد والمسيح كابن للإنسان وذكر سلسلة أنساب المسيح. وإنجيل مرقس مهتم بإبراز قوة المسيح للرومان ولهذا يُرمز لانجيله بوجه الأسد ولهذا بدأ إنجيله بعبارة: صوت صارخ في البرية. ويُرمز لإنجيل لوقا بوجه الثور لأن لوقا البشير تحدث عن المسيح خادم البشرية ولهذا يبدأ إنجيله بالكهنوت، كهنوت زكريا الذي ظهر له الملاك عند مذبح البخور يبشره بميلاد يوحنا المعمدان بعد أن قدم ذبيحته علي مذبح المحرقة. وإنجيل يوحنا يُرمز له بوجه النسر إذ يحدثنا عن لاهوت المسيح لأن النسر يرمز للصعود والتحليق في الأعالي والقديس يوحنا ذكر لاهوت المسيح أكثر من غيره وافتتح الانجيل بعبارة: في البدء كان الكلمة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 4587 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() التجارة بأجساد القديسين _ أثناسيوس الرسولي
![]() أطلب إليكم أن تحتملوني إذا نبَّهت بكلمات قليلة لأنني حقاً أغار عليكم غيرة الله ... عندما سقط المتملِّقون والمتطفِّلون على هرطقتهم من الميليتيين في هذه الأفكار، صاروا بؤساء، ليس فقط لأنهم استبدلوا اسم الرب يسوع المسيح باسم أريوس، وصاروا أريوسيين بدلاً من أن يكونوا مسيحيين، كما سبق وقلتُ، لكن لأنَّهم، كالوثنيين، يعبدون المخلوق بدلاً من الله خالق كل شيء، قائلين لإن ابن الله الوحيد مخلوق. لأنَّ أفعالهم تشبه أقوالهم، مثل الجاهل الذي تكلَّم عنه المرتل قائلاً: "قال الجاهل في قلبه: ليس إله. فسدوا ورَجسوا في تعدياتهم" (مز 53: 1). لأنهم عندما يردِّدون أباطيل، مثل بيلاطس وهيرودس في ذلك الزمن، تجرَّؤوا هم أيضاً أن يقاوموا الرب ويزدروا بالقديسين الذين رقدوا في اسمه، كما لو أنهم حانقون أنَّ مَن ينكرونه هم قد اعترف به هؤلاء. لأنَّ أجساد الشهداء الذين جاهدوا حسناً لم يدفنوها في الأرض، بل يشرعون في وضعها في توابيت وعلى محفات خشبية لكي يراها مَن يريد. وهم يفعلون هذا بشكلٍ كما لو أنه من أجل كرامة الشهداء، لكنَّ الأمر في الحقيقة هو ازدراء بالشهداء. وهم يفعلون ذلك بسبب أمر مشينٍ، لأنه على الرغم من أنهم ليس عندهم أجساد شهداء في مدينتهم، ولا يعرفون ما هو الشهيد، تآمروا على سرقة أجسادهم وأخذها من جبَّانات الكنيسة الجامعة. وهم يستولون على أجساد الشهداء الذين دُفِنوا بالفعل وينقلونها لكي يجدوا الوسيلة بواسطة أجسادهم ليخدعوا هؤلاء الذين أضلُّوهم. لكن نصيب إسرائيل ليس هو ضلال، ولم يسلِّمنا آباؤنا هذا، لكنهم حسبوا عملاً مثل هذا تَعَدٍّ للناموس. في الزمن القديم قرَّر الله على آدم يحُكمٍ قائلاً: "أنت تراب وإلى التراب تعود". وسَرَت هذه الكلمة على الجميع، سَرَت على كلِّ واحدٍ في آدم. وكُّل الذين يموتون في كل مكان يُدفَنون. هكذا فعل إبراهيم واشترى المغارة من عفرون، وهناك دفن زوجته سارة. بعد ذلك دَفَنَ إسحق إبراهيم، وفي المغارة نفسها دُفِنَ جسد يعقوب. أمَّا يوسف وهو يموت، فأوصى من أجل عظامه ودُفِنَ في ذلك المكان. وكذلك مكتوب عن كل واحدٍ من الذين فارقوا أجسادهم أنَّهم دُفِنوا في مقابر. وقد تكلَّمت الأسفار المقدسة عن الأنبياء في موضعَين أنهم دُفِنوا، قائلة: "ويل لكم، أيها الكتبة والفريسيون المراؤون، لأنكم تبنون قبور الأنبياء، وتزيِّنون مدافن الصدّيقين". وكل هؤلاء قبورهم موجودة عندنا إلى هذا اليوم، مثلما رأينا قبور بطرس وبولس في المدينة العُظمى روما، وقبر يوحنا في أفسس، وقبور آخرين في كل مكان حيثما رقدوا. لذلك، لن نتعجَّب والمكان الخارجي سيشهد عن جسد الربِّ أنَّه وُضِعَ في قبرٍ، وأيضاً أنَّ القبور تفتَّحت وقام كثيرٌ من أجساد القدِّيسين الذين رقدوا، وبعد أن قاموا دخلوا المدينة وظهروا لكثيرين". ... من ذا الذي سيقدر أن يقول أنه شاهد جسد بولس أو بطرس أو آخرين من القدِّيسين غير مدفونين؟ هؤلاء المتهورين في كل أمر فليقولوا إن كانوا قد رأوا جسد اسطفانوس أوَّل الشهداء، لكنهم لن يستطيعوا أن يقولوا. لقد سبق وتكلَّمنا عن قبورهم. لذلك، يمكن للواحد أن يسمِّى مثل هؤلاء بأي اسم إلآَّ اسم المسيحيين، لأنهم أغاظوا الرب، وصاروا أنجاساً أمام الشهداء، وقاوَموا الكتاب المقدس. لأنهم صاروا عُصاةً للصوت القائل: "لا تَمَسُّوا مُسَحَائي ولا تُسِيئوا إلى أنبيائي" (مز 15:105). لأنه إثمٌ صارخٌ التسوُّل وسرقة مقابر الشهداء، وألاَّ يُدفَنوا مثل القديسين - وقبل كل أحد مثل الرب - وأن يتشبَّهوا هم أنفسهم بالأنبياء الكَذبة. لأنَّ مثل هؤلاء الناس، هم وأتباعهم، سيصيرون مطروحين على الطرقات أمام السيف والجوع، ولن يكون هناك من يدفنهم ،كما قال إرميا النبي. وعن الذين أخطأوا من الشعب قال: "لن يُندَبوا ولن يُدفَنوا، ويكونون عِبرَة على وجه الأرض". أمَّا عن يهوياقيم، ملك يهوذا، هذا الذي أكثر الخطيئة، فقال: "لن يندبوه قائلين: آه يا أخي، ولن يبكوا عليه قائلين: الويل لي يا سيِّد، الويل لي يا أخي. سيُدفَن دَفنَة حمارٍ، ويتحلَّل، ويُلقى خارج بوابة أورشليم" (إر 22). مَن سيقدر أن يمقت الهراطقة كاستحقاقهم؟ مَن سيرغب في أن يقابلهم وهم يهينون أجساد القديسين مثل الأنبياء الكذبة؟ مَن شاهد أجساد الشهداء والأنبياء مطروحةً ومكشوفةً دون أن يرتعد؟ هذا ليس من شيم المسيحيين. لم يسلِّمنا بولس هذا. لم يفعل البطاركة ولا الأنبياء هذا في أي زمنٍ، ولكنهم الميليتيون الذين تآمروا على هذا بسبب التجارة. لأنَّ هذا نوعٌ من احتيال يربعام، هذا الذي كان يبيع الحمام ويقوم بالصرافة في بيت الله، كما هو مكتوب. لكن الأمر ظاهرٌ دون ارتيابٍ، أنَّ الرب قال للذين تعدوا الناموس في ذلك الزمان وطُردوا بالسوط: "لا تجعلوا بيتَ أبي موضعَ تجارةٍ". هؤلاء أيضاً سيسمعونه بالتأكيد قائلاً: "لا تبيعوا أجساد الشهداء، ولا تجعلوا اعترافهم الحسن تجارةً من أجل محبة المال". لأنَّ من سيقترفون مثل هذه الآثام حتماً سينالون هذا القصاص عنه. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 4588 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() دفن الاجساد أم وضعها في مزارات للتبرك بها ؟ ![]() وجدير بالذكر أن أقص عليكم كيف كان موته لكي تسمعوا هذا كرغبتكم. لأن نهايته هذه تستحق الإقتداء بها. فإنه كعادته زار الرهبان في الجبل الخارجي، وإذ عرف من العناية الإلهية أن نهايته قد اقتربت، قال للأخوة: "هذه آخر زيارة أقوم بها لكم، وإن رأينا بعضنا بعضاً مرة أخرى في هذه الحياة كان ذلك مثار للدهشة. أخيرا قد قرب وقت ارتحالي، لأنني أشرفت علي المائة وخمسة أعوام". وعندما سمعوا هذا بكوا وعانقوا الشيخ وقبلوه. أما هو فتكلم بفرح. كأنه مسافر من مدينة غريبة إلى وطنه. ونصحهم بأن لا يتكاسلوا في عملهم، ولا يخوروا في تدريبهم، بل ليعيشوا كأنهم مماتون كل يوم، وكما قال لهم سابقا يجب أن يحرصوا كل الحرص علي حفظ النفس من الأفكار الدنسة، وأن يقتدوا بالقديسين بكل نشاط ، ولا تكون لهم أية خلطة "بالمانيين"[139]المنشقين، لأنكم تعرفون أخلاقهم الشريرة الفاسدة. ولا تكن لكم أية شركة مع الأريوسيين لأن كفرهم واضح للجميع ولا تنزعجوا إن رأيتم القضاة يحمونهم، لأن دفاعهم عنهم له نهاية. وعظمتهم زائلة ولمدة قصيرة، لذلك ابذلوا حرصا أوفر لحفظ أنفسكم بلا دنس منهم، ولا حظوا تقاليد الآباء سيما الإيمان المقدس بربنا يسوع المسيح الذى تعلمتموه من الكتب ، والذى طالما ذكرتكم به. 90. ولما ألح الأخوة ليمكث معهم ويموت هناك رفض لأسباب كثيرة كان ينم عنها التزامه الصمت، وكان أخصها هذا السبب: أن المصريين معتادون إكرام أجساد الصالحين ـ سيما أجساد الشهداء ـ بالخدمات الجنائزية، ولفها بالأقمشة الكتانية عند الموت، وعدم دفنها تحت الأرض بل وضعها علي أرائك، وحفظها في منازلهم، ظانين أنهم بهذا يكرمون الراحلين. وطالما حث أنطونيوس الأساقفة لأعطاء النصائح للشعب في هذه الناحية. كذلك علم العلمانيين ووبخ النساء قائلا: "إن هذا الأمر لا هو شرعي ولا هو مقدس علي الإطلاق ، لأن أجساد الأباء البطاركة الأولين والأنبياء محفوظة إلى الآن في مقابر. ونفس جسد الرب أودع قبراً وضع عليه حجر، وبقي مختبئا إلى أن قام في اليوم الثالث.[140] وإذ قال هذا بين لهم أن من لم يدفن أجساد الموتى بعد الموت تعدى الوصية حتى وأن كانت الأجساد مقدسة، لأنه أي جسد أعظم أو أكثر قداسة من جسد الرب؟ ولما سمع هذا الكثيرون دفنوا الموتى منذ ذلك الوقت تحت الأرض. وشكروا الرب إذ تلقوا التعليم الصحيح. 91. أما هو، فإذ كان يعرف العادة، ويخشى أن يعامل جسده بتلك الطريقة، أسرع بدخول الجبل الداخلي الذى أعتاد الإقامة فيه، بعد أن ودع الرهبان في الجبل الخارجي. وبعد شهور قليلة حل به المرض. فدعا الراهبين اللذين كانا قد بقيا في الجبل خمسة عشر عاماً يمارسان النسك، ويخدمان أنطونيوس بسبب تقدمه في السن، وقال لهما: "إنني كما هو مكتوب[141] ذاهب في طريق الآباء، لأنني أرى أنني دعيت من الرب. فكونوا ساهرين، ولا تفسدوا نسككم الطويل، بل كأنكم مبتدئون الآن حافظوا علي عزمكم بغيرة، لأنكم تعلمون خداع الشياطين وكيف أنها متوحشة ولكنها قليلة القوة. لذلك لا تخافوها، بل بالحرى تنسموا المسيح دواماً، وثقوا فيه، عيشوا كأنكم تموتون كل يوم، التفتوا إلى أنفسكم، تذكروا النصائح التى سمعتموها منى. لا تكن لكم شركة مع المنشقين، ولا أية خلطة علي الإطلاق مع الأريوسيين الهراطقة لأنكم تعلمون كيف أنني تجنبتهم بسبب عداوتهم للمسيح وتعاليم هرطقاتهم الغريبة. لذلك كونوا أكثر غيره علي الدوام لأتباع الله أولا ، ثم التمثل بالقديسين، حتى يقبلونكم أيضاً بعد الموت كأصدقاء معروفين ، في المظال الأبدية، تأملوا في هذه الأمور وفكروا فيها. وإن كنتم تحترمونني وتهتمون بي كأب فلا تسمحوا لأى شخص يأخذ جسدى إلى مصر، لئلا يضعوني في البيوت، لأنني دخلت الجبال وأتيت هنا لأتفادى هذا. " أنتم تعرفون كيف أنني كنت دواما أوبخ من تمسكوا بهذه العادة ونصحتهم ليكفوا عنها، لذلك ادفنوا جسدى، وخبئوه تحت الأرض بأنفسكم وحافظوا علي كلمتي حتى لا يعرف المكان أحد سواكما. لأنني في قيامة الأموات سأتقبله بلا فساد من المخلص. ووزعوا ثيابي، لأثناسيوس الأسقف أعطوا جلد خروف والرداء الذى أنا مضطجع عليه، والذى أعطانيه هو جديدا، ولكنه عتق معي، ولسابيون الأسقف أعطوا الجلد الآخر، واحتفظوا لنفسكم بالثوب المصنوع من الشعر[142] أما الباقي فخذاه يا ولدى. لأن أنطونيوس راحل ولن يبقى معكما فيما بعد". 92. وإذ قال هذا قبلاه، ثم رفع رجليه، وكأنه رأى أصدقاء قادمين إليه وفرح بهم، لأنه إذ رقد بدت طلعته باشة، وعندئذ مات وضم إلى الآباء. أما هما فبناء علي وصيته لفاه ودفناه مخبئين جسده تحت الأرض، ولا يعرف أحد حتى اليوم أين دفن سوى هذين الاثنين والذى تقبل جلد الغنم من المغبوط أنطونيوس، والذى تقبل الثوب الذى كان يلبسه، حسبا ذلك كنزا نفيساً، لأن مجرد التطلع إلى هذين الرداءين كان يعتبر تطلعا إلى أنطونيوس. وكل من لبسهما كان يبدوا كأنه حامل نصائحه بفرح. 93. هذه هي نهاية حياة أنطونيوس في الجسد. أما الوصف الذى تقدم فهو لمحة عن نسكه، وأن كان هذا الوصف أقل مما يستحقه. فإنك بهذا يمكنك أن تدرك كيف كان أنطونيوس رجل الله عظيما. ذاك الذى منذ شبابه إلى سن متقدمة كهذه، احتفظ بغيرة ثابتة نحو النسك، ولم ينغلب بسبب تقدم سنة من شهوة الأطعمة الفاخرة، ولا غير طريقة ملابسه بسبب ضعف جسمه. ومع ذلك ظل سليما من كل أذى، لأن عينيه لم تظلما، بل بقيت سليمتين تماما، وكان يرى بوضوح، أما أسنانه فلم يفقد واحدة منا، بل زادتها شيخوخته ثباتا من اللثة. وظل قوى اليدين والقدمين. وبينما كان كل الناس يستعملون أطعمه منوعة وثيابا متعددة كان هو يبدو أكثر انشراحا وأوفر قوة (ببساطة طعامه وملبسه). أما ذيوع شهرته في كل مكان، واحترام الجميع له بإعجاب، واشتاق الذين لم يروه لمشاهدته، فكل هذا برهان واضح علي فضيلته ومحبه الله لنفسه. لأن أنطونيوس لم يشتهر بسبب كتاباته أو بسبب أية حكمة عالمية أو أي فن ، بل بسبب تقواه نحو الله فقط. وليس من ينكر أن هذه كانت موهبة من الله لأنه من أين كان ممكنا أن يسمع عن ذلك الرجل في أسبانيا وبلاد الغال. فى روما وأفريقيا، لولا الله الذى يجعل أخصاءه معروفين في كل مكان، والذى وعد أيضا أنطونيوس بهذا في البداية؟ لأنهم حتى إن عملوا في الخفاء، وأرادوا أن يبقوا متوارين، إلا أن الرب يظهرهم كمصابيح لإناره الجميع لكي يعرف كل من يسمعون أن وصايا الله قادرة علي أن تقود الناس إلى النجاح، فيزدادوا غيرة في طريق الفضيلة. 94. لذلك إقرأوا هذه الكلمات لسائر الأخوة لكي يعرفوا ماذا يجب أن تكون عليه حياة الرهبان، ولكي يؤمنوا أن ربنا ومخلصنا يسوع المسيح يمجد الذين يمجدونه، ويقود الذين يخدمونه إلى النهاية، ليس فقط إلى الملكوت، بل هنا أيضا يجعلهم ظاهرين (حتى ولو خبئوا أنفسهم وأرادوا الاعتزال عن العالم) ومعروفين تمام المعرفة في كل مكان، بسبب فضيلتهم والمساعدات التى يقدمونها للآخرين. وإن لزم الأمر إقرأوا هذا بين الوثنيين، حتى يعرفوا أن ربنا يسوع المسيح ليس فقط إلهاً وابن الله، بل أيضا أن المسيحيين الذين يخدمونه بالحق ويؤمنون به عمليا لا يبرهنون فقط علي عدم ألوهية الشياطين التى يظنها الوثنيون أنفسهم آلهة، بل أيضا يدوسونها تحت أقدامهم، ويطاردونها كمضللة ومفسدة للبشر. وذلك بيسوع المسيح ربنا الذى له المجد إلى ابد الآبدين أمين. ----------- [139] أنظر الحاشية رقم 115 ---- كو 12 – 2 [140] يو 19 : 41 ، مت 27 : 60 [141] يش 23: 14 [142] قال جيروم أن أنطونيوس تقبل من بولس الطيبى (نسبة إلى طيبة ) بدله كهنوتية مصنوعة من أوراق النخيل، وكان يلبسها دواما في الأعياد، فلو كان لهذه التركة وجود وهى الأثمن من أرجوان الملوك لما كان قد غفل عنها أنطونيوس في الوصية بممتلكاته العالمية. ولذلك فإن عدم ذكر شئ عن هذه الحلة الكهنوتية في هذا الكتاب قد يلقى الشك علي رواية جيروم. حياة أنطونيوس بقلم أثناسيوس الرسولي (ترجمة القس مرقص داود فصل ٩٠) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 4589 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() لا ياًس في المسيحية فربنا موجود
![]() |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 4590 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الصليب والمحبة الأب انطونيوس مقار ابراهيم ![]() المحبة الحقيقية والصافية، الشفافة والنقية، هي المحبة التي تدخل القلب وتحترق بنار الصليب والالآم. تماماً كمحبة يسوع للانسان على عود الصليب "احبنا حتى الموت موت الصليب". إذاً كي يعرف الانسان ذاته أن يحب حقيقة ام لا؟ عليه أن يدخل في اختبار الالام مع الرب المتألم على الصليب وتصبح المحبة الحقيقة هي في قمة الصليب وتعليق الذات حُباً بالأخرين، والمقصود بتعليق الذات أي تعليق الأنانية والطلبات والرغبات التى تعوق التقدم والسير نحو الرب في حمل الصليب بشكرٍ وفرح، وهنا تكون الدعوة الى أن يكون الحب من دون قيود ولا شروط وللنظر الى المسيح القائل لنا "ها أن اعطيتكم المثل، أفعلوا انتم أيضاً بعضكم ببعض، أحبوا بعضكم بعض كما أنا أحببتكم"، فيسوع دعانا الى أن نحب اعداءنا، ونصلي لأجل من أساء الينا، ولنبارك مضطهدينا. وقال لنا تعلموا مني أنا الوديع المتواضع القلب، فهو قد أحب الأنسان الى المنتهى وقد أحب بشكل خاص كل مَن أهانه، وضربه وبصق عليه، وجلده، لذا علينا اخوتي كي نشفى تماماً من جراحنا أن ننظر إلى المسيح يسوع المسحوق لأجل آثامنا والمسحوق لأجل معاصينا. نحن بطبعنا البشري ميالون الى الأنانية والكبرياء والبخل في عطاء الذات، والشك واليأس أما هو فقد بذل ذاته وسفك دمه "هذا هو دمي الذي يسفك عنكم وعن الناس أجمعين. يُعطى لمغفرة الخطايا وللحياة الابدية". من منا وقف أمام الرب وقال له يارب أختبربني واعرف قلبي، إفحصني، ونجني من ذاتي، قليلون هم من تميزوا بهذه الشجاعة وطلبوا بارداتهم أن يدخلوا الى إلامتحان، وما أصعب لحظات الأمتحان كم هى قاسية؟ وتوحي بالفشل والارتباك وإلاضطراب وإلانزعاج،لإن في الامتحان أظهار للحقيقة والمقدرة وكشف عن الذات. للنجاح في الامتحان عليك أن تستعد وتبني ذاتك من الداخل على أسس قوية ومتينة. كمن يبني بيته على الصخرة لذا العذراء مريم تقول لنا ابنوا محبَتكم على صليبكم اليومي. المحبّة التي بدون ألم هي محبَّة زائفة. لأن المحبَّة لا تطلب ما لنفسها المحبة تعطي وتبذل ذاتها وتطرح الخوف خارجاً ترفق وتتأنى، محبة فائقة الحدود وتعطي دون قيود ودون شروط، محبة مبذولة لأجل الأخر، يمكن في الامر صعوبة ولكن عيشه يتم بالتمرس في الصلاة والتأمل والإرتواء من نبع المحبة الحقيقية ومن رحمته، وفهو قد قال لي "أريد رحمة لا ذبيحة" وفي قلب المحبة الصافية هنال الرحمة والمغفرة، فتعلّموا أن ترحموا، وتغفروا، "إغفروا يغفر لكم"، كونوا رحماء بعضكم تجاه بعض، إفرحوا ولا تحزنوا روح الله فيكم فتنالون الشفاء الحقيقي والمسامحة على جميع افعالكم. بصلاة المسبحة يمكنكم المثابرة وعيش المحبَّة ونزع الانانية، والشهوات والرغبات والطمع والجشع والتخلق بفكر المسيح. انظروا دائماً الى يسوع المملؤة بالحب والشفقة والرحمة انتم يامن تدعونه وتطلبون منه قائلين "يارب اجعل قلبنا مثل قلبك" إذا إخوتي لاتهتموا بشيء ولا تطلبوا شيء ولا تفكروا في شيء سوى عيش المحبة كي نستحق الدخول الى قلب يسوع الذي هو الرحمة بعينيها لنستقي منها ونغرفها ونغوص في أعماقها كي تولد فينا الثقة الكاملة والإيمان الراسخ والثابت الغير متزعزع. فعندما نقول "يا رب أننا نثق بك"، هل ننظر إلى أنفسنا، ونثق فيه وفي رحمته الامتناهية؟ الرب يريد منا الثقة الواثقة في ذاتها الثقة الكاملة لأن بها نستطيع أن نربح نفوسنا فهو قد أعطنا سر السماء حينما قال لنا "لا تخافوا ثقوا أنا هو، لا تخف أيها القطيع الصغير فإن أباكم أعطاكم الملكوت" تعالوا اليه وإرتموا في حضنه وهو قادر أن يشفيكم، "تعالوا إلي ياجميع المتعبين وأنا أريحكم"، إذا اخوتي المهم في بناء علاقة صحيحة مع يسوع، لابد من الثقة، والحب، والرحمة، والايمان والصلاة، وكشف الذات امامه أي فحص الضمير. أناجيل الشفاءات، تظهر لنا أناساً مرضى، يعرفون مرضهم، وبالتالي يطلبون الشفاء.إشفني يارب فإن عظامي قد جفت، وإن المرارة في حلقي، ومفسي إضطربت جداً. هل نحن متواضعين لمواجهة المنطقة المظلمة في داخلنا، ونعترف بمرضنا؟ كفاية لنتجرّئ النظر إلى داخلنا في نواحيها المظلمة، فنعترف أننا مرضى، وإننا لا شيء ولا نملك شيئاً سوى الخطيئة؟ أم لا نبصر سوى الخير الذي فينا لنفتخر به، والشر الذي في قريبنا لنحتقره وندينه، فنزيد ظلامنا ظلاماً بفعل كبريائنا وقساوة قلوبنا؟ كنظرة الفريسي لذاته ونظرته الى العشار. 1. هل نبصر أمراضنا على ضوء نور الله (كلمة الحياة)، أم لا نبصر سوى أمراض الآخرين؟ كالفريسيين؟ 2. هل أنا متكبر، فأسعى لتجاهل أمراضي، لأنها تواضعني وتزعجني؟ 3. بعد أن أتواضع وأعترف بأمراضي العديدة، هل أثق بالرحمة الإلهية التي تشفي نفسي وجسدي وروحي؟ "يا يسوع الوديع والمتواضع القلب، إجعل قلبي مثل قلبك". "أيها الدم والماء الذين تدفقا من قلب يسوع كنبع رحمة لنا، إننا نثق بكما"!، إن الله يأتي إلي دوماً، وهو قربي وفيَّ.. دائما يعطيني قلبه. هل أنا أفتح له قلبي على مصراعيه وأقول له " إفعل بي ما تشاء". هل أدعه يعمل فيَّ، ما أتى من أجله؟ صلاتي ليسوع: يا ربنا وإلهنا ومخلصنا وحبيبنا يسوع المسيح إبن الله الحي، نرفع إليك نحن البشر كأخوة بعضنا لبعض صلاتنا المشتركة لأجل سلامة نفوسنا وقلوبنا وأرواحنا ،ولأجل حفظنا في الايمان الواحد. ومع اخوتي في الايمان أقول لك: أظهر لي عن عظم محبتك فكم أن بحاجة للغوص فيها أكثر. أقدّم لك قلبي، وأخصصه مكاناً لسكناك يخرج منه كل روح فاسد وشرير. أقصد بكل عزيمة ثابتة للإخلاص لحبك الإلهي وأن لا أعود لإهناتك مجدداً بسبب خطاياي. • يا يسوع، أنا ضعيف وأنت والقوي فامحني قوتك. • يا يسوع، أنا فقير وأنتَ الغني ولديك كل الكنوز فهبني أن اغتني بك. • يا يسوع، أنا مريض، وأنت طبيبُ الشافي والقادر فامنحتي الصحة والعافية. • يا يسوع، أنا جائع، وأنت خبز الحياة فأعطني نعمة التقدم من مائدتك المقدسة. • يا يسوع، أنا عطشان وأنت الماء الحيّ فإروني بماء محبّتك الذي لاينضب. • يا يسوع، أنا خاطئ وأنت الغافر، فإغفر لي خطاياي. • يا يسوع، أنا العبد وانت المحرر، فحررني من عبوديتي لذاتي والاستعباد للأخرين. • يا يسوع، أنا واحد من القطيع ،وانت الراعي فضمني الى حظيرتك. • يا يسوع، أنا المتكبر، وانت المتواضع فهبني من تواضعك. • يا يسوع، أنا التائه والضائع وانت الطريق والحق والحياة فسيرني على دربك. تعال الآن ياربنا وأملك على حياتنا، فإننا نوكل الى دم الطاهر وقلبك الأقدس عائلاتنا وجماعتنا، وندعوك أن تفعل فينا ما يؤهلنا للاشتراك في الحياة الابدية. |
||||