منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17 - 07 - 2021, 04:57 PM   رقم المشاركة : ( 45881 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ففتح فاه وعلمهم
حينما فتح السيد المسيح فاه، انفتحت ينابيع الحكمة والحياة إلى أسماع البشر. وقيل عنه فى المزمور “انسكبت النعمة على شفتيك” (مز44: 2). كان السيد المسيح بالنسبة لتلاميذه مثل شجرة التفاح المثمرة. وقالت عنه عروس النشيد: “كالتفاح بين شجر الوعر كذلك حبيبى بين البنين. تحت ظله اشتهيت أن أجلس وثمرته حلوة لحلقى” (نش2: 3).
“تقدّم إليه تلاميذه ففتح فاه وعلّمهم”.. حقاً لقد تذوق التلاميذ حلاوة تعاليم السيد المسيح. تعاليماً لم يجسر أحد أن ينطق بها من قبل.. لأنها تعاليم شريعة الكمال التى لا يستطيع أن يقبلها إلا المدعوون إلى نعمة الخلاص والتجديد، بالإيمان بذبيحة الابن الوحيد وشركة الموت والقيامة مع المسيح.
ونظراً لأن الكنيسة باعتبارها عروس المسيح تنطق نفس كلامه وشريعته وتعاليمه السامية، قال الرب لها فى سفر النشيد: “شفتاكِ يا عروس تقطران شهداً. تحت لسانك عسل ولبن” (نش4: 11). أى أن كلام الكنيسة حلو مثل كلام السيد المسيح.
فكما قيل للعريس: “انسكبت النعمة على شفتيك”، هكذا قيل للعروس “شفتاك يا عروس تقطران شهداً”. إن الكنيسة لا يمكنها أن تُعلِّم تعليماً آخر بخلاف تعليم السيد المسيح.
وقد وعد السيد المسيح أن يرسل مواهب الروح القدس إلى الكنيسة لكى يأتى تعليمها موافقاً للحق الإلهى. وذلك لأن الروح القدس هو روح الحق الذى من عند الآب ينبثق. وعن هذا الوعد الذى تحقق فى يوم الخمسين قالت العروس: “استيقظى يا ريح الشمال وتعالى يا ريح الجنوب هبى على جنتى فتقطر أطيابها. ليأتِ حبيبى إلى جنته ويأكل ثمره النفيس” (نش4: 16).
 
قديم 17 - 07 - 2021, 04:57 PM   رقم المشاركة : ( 45882 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


التطوبيات

بدأ السيد المسيح تعليمه المقدس بمجموعة رائعة من التطويبات يغبط فيها الذين يسلكون بحسب قيادة الروح القدس ويتمتعون بعطاياه الغنية. وشرح السيد المسيح فى هذه التطويبات كيف يسلك الإنسان فى طريق الله حتى يصل إلى سعادة الملكوت بالرغم مما قد يعترض طريقه من صعوبات وآلام وأحزان.
كان جميلاً أن يبدأ السيد المسيح تعاليمه وتقديم شرائع الكمال التى للعهد الجديد بتطويب أولئك الذين سوف يقبلون شرائعه بفرح ومسرة ويسلكون فيها بشغف وطاعة ومحبة.
لم يذكر السيد المسيح فى بداية حديثه الويلات واللعنات التى تصيب الأشرار والخطاة إنما بدأه بالتطويبات. لأن الأصل فى علاقة الإنسان بالله هو أن الإنسان قد خلق على صورة الله ومثاله.. خلقه الرب ليحيا ويتمتع بحلاوة الشركة معه.. خلقه سعيداً طوباوياً ليحيا فى الفردوس ويتنعم بخيراته ويحيا فى عشرة مقدسة مع الخالق العظيم.
 
قديم 17 - 07 - 2021, 04:58 PM   رقم المشاركة : ( 45883 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السماوات

وكما يبدأ المزمور الكبير الذى يتحدث كله عن وصايا الرب وأحكامه بالتطويب بعبارة “طوباهم الذين بلا عيب فى الطريق.. طوباهم الذين يفحصون عن شهاداته ومن كل قلوبهم يطلبونه” (مز118: 1، 2)، هكذا أيضاً بدأ السيد المسيح وصاياه بالتطويبات وقال: “طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السماوات” (مت5: 3). وكأن الموعظة على الجبل هى السجل العملى لما سبق أن أنبأ عنه المزمور الكبير بقوله “طوباهم الذين يفحصون عن شهاداته ومن كل قلوبهم يطلبونه”.
وقد اختار السيد المسيح أن يبدأ تطويباته الإلهية بتطويب المساكين بالروح.. لأن أساس كل فضيلة مقبولة عند الله هو الاتضاع والمسكنة بالروح. أو بمعنى آخر إن أى فضيلة تخلو من الاتضاع؛ لا تحسب فضيلة على الإطلاق.
أراد السيد المسيح أن يحارب الكبرياء التى كانت سبباً فى سقوط الإنسان ومعصيته، لهذا طوّب المسكنة بالروح قبل أن يطوّب باقى الفضائل مثل فضيلة الصبر على الأحزان أو فضيلة الشوق إلى البر أو فضيلة الرحمة .. إلخ.
 
قديم 17 - 07 - 2021, 04:59 PM   رقم المشاركة : ( 45884 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


المسكنة بالروح
المسكنة بالروح؛ مقصود بها الاتضاع الحقيقى النابع من الروح. أى ليس الاتضاع الظاهرى فى الجسد. لأن هناك من يتواضعون بأجسادهم -مثل أن يلبسوا الثياب الرثة أو المهلهلة- ولكنهم يستكبرون فى قلوبهم. الاتضاع الحقيقى هو الذى ينبع من القلب حيث ينسحق الإنسان أمام الله شاعراً بضعفه واحتياجه.
السيد المسيح ينطوى كلامه على تحذير من المسكنة التى ليست بالروح لأنها تضر أكثر مما تفيد. أى أن المسكنة تبدأ بالروح، ثم تؤثر على سلوك الإنسان فيتواضع أيضاً جسده مع روحه. وبهذا يزهد فى الأمور العالمية والمظاهر الخارجية بطريقة نابعة من القلب وليست تظاهراً أو تمثيلاً أو طلباً لمديح الناس.
المسكنة بالروح معناها أن يشعر الإنسان بفقره الشديد واحتياجه إلى الله. يشعر بالبؤس والعوز مثل أى مسكين يطلب صدقة. وهو بهذا يطلب إحساناً إلى روحه من قِبل الله القادر أن يعطى بسخاء ولا يعيّر.
لو عاش الإنسان كمسكين طوال حياته، فسيشعر بالاحتياج ولا يستغنى عن إنعامات الله وإحساناته.
وقد حذّر الرب فى سفر الرؤيا من الإحساس بالاكتفاء والاستغناء فقال لملاك كنيسة اللاودكيين: “هكذا لأنك فاتر ولست بارداً ولا حاراً، أنا مزمع أن أتقيأك من فمى. لأنك تقول إنى أنا غنى وقد استغنيت ولا حاجة لى إلى شئ، ولست تعلم أنك أنت الشقى والبَئِس وفقير وأعمى وعريان” (رؤ3: 16، 17).
من يشعر أنه بائس يكون غنياً بالنعمة فى نظر الله، ومن يشعر أنه غنى هو بائس فى نظر الله.
إن الله يقاوم المستكبرين ويرفع المتضعين كقول السيدة العذراء فى تسبحتها: “أنزل الأعزاء عن الكراسى ورفع المتضعين، أشبع الجياع خيرات وصرف الأغنياء فارغين” (لو1: 52، 53).
ليتنا نسلك فى طريق المسكنة بالروح، لأنه هو الطريق الآمن المؤدى إلى ملكوت السماوات.
 
قديم 17 - 07 - 2021, 05:00 PM   رقم المشاركة : ( 45885 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


طوبى للحزانى لأنهم يتعزون

“طوبى للحزانى لأنهم يتعزون. طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض..” (مت5: 4، 5) فى هذا التطويب كشف السيد المسيح بُعداً عميقاً من أبعاد الحياة المسيحية. وهو أن الصليب هو طريق المجد.
الحزن المقصود فى هذا التطويب هو نوع من التعبير عن المحبة نحو الله أو نحو الآخرين.
فمن يحزن على خطاياه مثلاً فقد بدأ طريق التوبة والرجوع إلى الله. لأن “الحزن الذى بحسب مشيئة الله ينشئ توبة لخلاص بلا ندامة” (2كو7: 10).
ومن يحتمل الأحزان، يشارك السيد المسيح فى أحزانه بدلاً من أن يقول له الرب: “انتظرت من يحزن معى فلم أجد” (انظر مز69: 20).
ربما تقترن الأحزان بالآلام وعن هذا يقول معلمنا بولس الرسول “إن كنا نتألم معه لكى نتمجد معه أيضاً” (رو8: 17).
الحزن واحتمال الآلام من أجل الرب هى من الوسائل الفعّالة للامتلاء من الروح القدس.
لهذا يقول معلمنا بطرس الرسول: “إن عُيرتم باسم المسيح فطوبى لكم لأن روح المجد والله يحل عليكم” (1بط4: 14). والامتلاء بالروح القدس يمنح التعزية فى الحزن.
الحزن مع المسيح هو أحد وسائل الالتقاء بالمسيح، لهذا فهو يؤدى إلى تعزيات روحية جزيلة.
مع المسيح يكتشف الإنسان الكثير من أسرار الحياة الروحية والحياة الإلهية.. أى يعرف الله ومقاصده الإلهية بصورة أعمق بكثير.
لاشك أن إبراهيم أب الآباء قد عرف الكثير عن الله وتدابيره ومقاصده حينما وضع إسحق على المذبح ليذبحه كمحرقة للرب حسب أمر الله له. هناك فهم إبراهيم حب ومقاصد الله الآب فى بذل ابنه الوحيد الجنس من أجل خلاص البشرية.
لهذا قال السيد المسيح: “أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرى يومى فرأى وفرح” (يو8: 56).
وكيف رأى إبراهيم يوم السيد المسيح إلا عندما شارك بمشاعره المقاصد الإلهية فى تقديم ذبيحة الابن الوحيد.
إن الحزن الذى طوّبه السيد المسيح هو حزن المحبة التى تبذل نفسها وبلا حدود. والتى لا تستطيع أن تتجاهل الآخر، لأن الصليب هو منهجها المؤدى إلى مجد القيامة.
الحزن الذى طوّبه السيد المسيح هو التخلى عن أفراح العالم الباطلة والزائلة لكى يفرح الإنسان بالرب. لهذا قال الكتاب إن “الذهاب إلى بيت النوح خير من الذهاب إلى بيت الوليمة” (جا7: 2).
والحزن الذى طوّبه هو التعب من أجل ملكوت الله. مثل التعب فى الخدمة والتعب فى الجهاد الروحى واحتمال كل أنواع المعاناة من أجل الرب.
ألم يقل الكتاب إن “الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج” (مز125: 5).
إن التعب هو علامة الجدية والالتزام وتقدير المسئولية سواء فى الزراعة أو فى الجهاد الروحى أو فى خدمة ملكوت الله.
لهذا وضع قداسة البابا شنودة الثالث منهجاً للرعاة فى الخدمة هو شعاره المشهور [ إذا تعبنا فى الخدمة يستريح الشعب، وإذا استرحنا نحن يتعب الشعب ].
 
قديم 17 - 07 - 2021, 05:01 PM   رقم المشاركة : ( 45886 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


الأحزان تفيد الإنسان
قال الآباء القديسون [ إن كنا خطاة فبالأحزان نؤدّب. وإن كنا قديسين فبالأحزان نُختبر].
لا ينبغى أن يتذمر الإنسان لسبب ما يصيبه من أحزان. بل ينبغى أن يشكر الرب عليها لأنها لفائدته ومنفعته.
إن الحزن هو الطريق إلى التعزية ولهذا فمن يرفض الحزن يرفض ما تجلبه الأحزان من تعزيات [والذى يهرب من الضيقة يهرب من الله] كما قال الآباء.
التعزية التى يجلبها الحزن هى راحة حقيقية ومتعة غير زائلة كقول المرنم للرب فى المزمور “عند كثرة همومى فى داخلى؛ تعزياتك تلذذ نفسى” (مز94: 19).
إن الإنسان الحزين هو موضع اهتمام الرب وانشغاله “كإنسان تعزّيه أمه” (إش66: 13).
هكذا يعمل الرب فى تعزية كل إنسان حزين متكل على الله وملتصق بالرب المصلوب.
 
قديم 17 - 07 - 2021, 05:03 PM   رقم المشاركة : ( 45887 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

حزنكم يتحول إلى فرح



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




ليست المسيحية دعوة إلى الكآبة ولكنها دعوة إلى الفرح الذى لا يستطيع العالم أن ينزعه.
وقد أكدّ السيد المسيح هذه الحقيقة بقوله للتلاميذ قبيل الصليب: “إنكم ستبكون وتنوحون والعالم يفرح، أنتم ستحزنون ولكن حزنكم يتحول إلى فرح” (يو16: 20).
وقال لهم أيضاً: “المرأة وهى تلِد تحزن لأن ساعتها قد جاءت، ولكنها متى ولدت الطفل لا تعود تذكر الشدة لسبب الفرح لأنه قد وُلد إنسان فى العالم” (يو16: 21).
وكان السيد المسيح بكلامه هذا يقصد ما سوف يصيبهم من أحزان بصفة عامة، وما سوف يحزنون به لسبب صلبه بصفة خاصة، ولهذا استطرد قائلاً: “أنتم كذلك عندكم الآن حزن. ولكنى سأراكم أيضاً فتفرح قلوبكم ولا ينزع أحد فرحكم منكم” (يو16: 22).
وكان يقصد أنهم بعد أحزان الصليب سوف يرون الرب بعد قيامته ويفرحون فرحاً لا يستطيع العالم أن ينزعه.
إن أفراح القيامة تعقب دائماً أحزان الصليب. ومن يحزن مع المسيح لابد أن يفرح ويتعزى، ويفرح فى الأبدية حيث لا حزن ولا دموع حيث “يمسح كل دمعة من عيونهم” (رؤ21: 4).
هناك أفراح من يد الرب ينالها الإنسان فى حياته على الأرض ويتعزى بها. وهناك أفراح أخرى مجيدة ينتظرها الإنسان فى الحياة الأبدية. ولهذا يقول الكتاب “فرحين فى الرجاء” (رو12: 12).
إن الروح القدس يمنح رجاءً للإنسان المؤمن، وهذا الرجاء يعزيه فى وسط أحزانه. لهذا يقول الكتاب “لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم” (1تس4: 13).
“أما الآن فيثبت الإيمان والرجاء والمحبة هذه الثلاثة، ولكن أعظمهن المحبة” (1كو13: 13).
 
قديم 17 - 07 - 2021, 05:04 PM   رقم المشاركة : ( 45888 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض

كانت الوداعة من الصفات المميزة فى حياة السيد المسيح فى خدمته. وكان يدعو تلاميذه لاقتناء هذه الفضيلة. فقال لهم: “تعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم” (مت11: 29).
الوداعة وتواضع القلب لا يمكن فصلهما عن بعضهما البعض، وذلك فى المفهوم السليم لحياة الفضيلة.. كل وديع حقيقى هو متواضع القلب، وكل متواضع قلب حقيقى هو وديع.
فهناك من يتصرف خارجياً بأسلوب وديع، ولكن قلبه فى الداخل غير متضع. وربما تمدحه أفكاره بصورة تقود إلى العظمة الداخلية.. ولهذا فوداعته ليست حقيقية.
وهناك من الجانب الآخر من يفتكر أن قلبه متضع، ولكنه لا يسلك بوداعة، فاتضاعه ليس حقيقياً.
فالوداعة الكاملة هى وداعة المتواضعين فى قلوبهم، كما أن الاتضاع القلبى الكامل هو الذى يتشح بالوداعة ويتحلى بها.
الإنسان الوديع يكون مريحاً فى معاملاته، محبوباً من الناس .. ومحبوباً من الله.
لهذا قال الآب عن السيد المسيح فى سفر إشعياء: “هوذا فتاى الذى اخترته، حبيبى الذى سُرت به نفسى لا يخاصم، ولا يصيح، ولا يسمع أحد فى الشوارع صوته. قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة مدخنة لا يطفئ” (مت12: 18-20 ، انظر إش42: 1-3).
ونفس الكلمات نطق بها الآب السماوى أثناء عماد السيد المسيح: “هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت” (مت3: 17). فكلمة “ابنى” التى وردت فى الإنجيل هى نفسها كلمة “فتاى” التى وردت فى سفر إشعياء.
وقد سر الآب به لأنه “لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع أحد فى الشوارع صوته” وكلها علامات الوداعة.
وقد جاء السيد المسيح إلى العالم معلِّماً للوداعة، بعد أن فقدت البشرية الصورة الجميلة التى خلقهم عليها “على صورة الله.. ذكراً وأنثى خلقهم” (تك1: 27).
بدأ العنف يدخل إلى العالم بعد سقوط الإنسان. وقام قايين على أخيه الصديق هابيل وقتله. وبدأت الحروب والمخاصمات والكراهية تنتشر فى العالم. وفقد الإنسان صورته الهادئة الوديعة التى خلقه الله ليحياها.
وتفاقم العنف فى حياة الإنسان حتى أصبح أحياناً يتلذذ بتعذيب أخيه الإنسان.. وصار الأباطرة ومن حولهم يتمتعون برؤية المصارعة الدموية فى حلبات المصارعة. وأحياناً كان الإنسان يتغنى ويعزف الألحان على صوت أنين الآخرين وعذاباتهم.
كانت البشرية فى أشد الاحتياج لرؤية ذلك الوديع المتواضع القلب.. الذى بالرغم من قوته وقدرته الإلهية، لم يستخدم العنف فى رسالته على الأرض.
كان السيد المسيح ذا طلعة بهية مهابة، ولكنه كان وديعاً بصورة تفوق الوصف. وقد كُتِبَ عنه: “ظُلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه” (إش53: 7).
حينما كُلل بالشوك، وحينما جردوه من ثيابه ومدوه للجلد بالسياط، وحينما سخروا منه ولطموه قائلين تنبأ من لطمك، وحينما وضعوا عليه خشبة الصليب وخرج وهو حامل صليبه، وحينما مدوه على الصليب وسمروا يديه ورجليه، وحينما استهزأوا به وهو معلّق على الصليب وفغروا عليه أفواههم.. فى كل هذا كان وديعاً مسالماً مثل الحمل فلم يفتح فاه، بل كان يشفع أمام الآب من أجل خلاص العالم، ومغفرة خطايا البشرية بما فى ذلك صالبيه، لكى يعلن أن الطريق إلى المغفرة بالتوبة مفتوح أمام الجميع بقوة الدم الزكى الذى سفك على الصليب.
فهو بحق قد صار كاهناً لأنه غفر خطايا كثيرين وشفع فى المذنبين، مدعواً من الله رئيس كهنة إلى الأبد على رتبة ملكى صادق.
كان مجيء السيد المسيح إلى العالم هو نقطة تحول من العنف إلى الوداعة، ومن الكراهية إلى المحبة، ومن العداوة إلى المصالحة والسلام.
 
قديم 17 - 07 - 2021, 05:05 PM   رقم المشاركة : ( 45889 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ميراث الأرض



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما الذى قصده السيد المسيح بقوله إن الودعاء يرثون الأرض؟
إن الإنسان الوديع إذ يكتسب محبة الآخرين فإنه يملك قلوبهم وهذا هو ميراث للأرض.. بل إن ذكراه تبقى إلى الأبد. وتحيا فى قلوب الذين يسمعون بسيرته. مثل سير القديسين التى هى شهية وحلوة ومحبوبة من الناس، حتى إنهم يطلقون أسماءهم على الكنائس والأديرة ويتسمون بأسمائهم.
كذلك فإن كرازة الودعاء تستطيع أن تجتذب الكثيرين من الظلمة إلى النور ومن عدم الإيمان إلى الإيمان الحقيقى ليتمتعوا بخيرات الحياة الأبدية. وقد أوصى الرسول بالوداعة فى عمل الكرازة حينما قال: “مستعدين دائماً لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذى فيكم بوداعة وخوف” (1بط3: 15). وحينما يخلص البعض بكرازة الودعاء فإن الودعاء يكونون قد ورثوا الأرض. ونفس هذه العبارة قالها الآب للسيد المسيح كمخلص للأمم: “اسألنى فأعطيك الأمم ميراثك” (مز2: 8).
والودعاء الذين يتشبهون بالسيد المسيح ويستحقون أن ينالوا قيامة الأبرار يرثون الأرض أيضاً.
فالإنسان حينما أخطأ قال له الرب: “لأنك تراب وإلى تراب تعود” (تك3: 19) بمعنى أن الأرض هى التى ترث الإنسان عند موته.
ولكن السيد المسيح إذ انتصر على الموت وصار باكورة الراقدين “فكذلك الراقدون بيسوع سيحضرهم الله أيضاً معه” (1تس4: 14)، وبهذا يعود الجسد الذى ابتلعته الأرض إلى الحياة مرة أخرى.. الروح تأخذ جسدها معها إلى حياة أبدية وبهذا يكون الإنسان البار الذى سلك بالروح، قد استطاع أن يأخذ جسده المأخوذ منها أو المدفون فيها.. أخذه معه إلى ملكوت السماوات.
أيضا يشير كلام السيد المسيح عن ميراث الأرض إلى الأرض الجديدة كقول الكتاب فى سفر الرؤيا “رأيت سماءً جديدة وأرضاً جديدة، لأن السماء الأولى والأرض الأولى مضتا” (رؤ21: 1). هذه الأرض الجديدة هى ميراث للأبرار للحياة الأبدية. وعن مثل هذه الأرض تكلّم السيد المسيح لأن الأرض الحالية سوف تزول.
 
قديم 17 - 07 - 2021, 05:06 PM   رقم المشاركة : ( 45890 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


طوبى للجياع والعطاش إلى البر، فإنهم يشبعون

بعد أن طوب السيد المسيح الودعاء قال: “طوبى للجياع والعطاش إلى البر، فإنهم يُشبعون” (مت5: 6).
ونريد أن نشرح معنى الجوع والعطش المقصود ومعنى البر الذى قصده السيد المسيح بكلامه.
الجوع والعطش
الإنسان الجسدانى، الذى يهتم باحتياجات جسده فقط، يشعر بالجوع والعطش الجسدانى ويسعى باستمرار لإشباع هذا الجسد بكل الوسائل. ولكنه لا يشعر بأن روحه هى أيضاً تحتاج إلى الغذاء والشراب الروحى. ولهذا فهو يترك روحه بلا غذاء ولا شراب، وتضعف الروح ويضعف تأثيرها على الجسد وتفقد قدرتها على قيادته.
فالسيد المسيح بقوله: “طوبى للجياع والعطاش إلى البر”، فإنه يمدح ويغبط ويطوّب أولئك الذين يشعرون بأهمية الجانب الروحى فى حياتهم، فلا ينشغلون باحتياجات الجسد عن احتياجات الروح. ولذلك فهم يمارسون الصوم مع الصلاة لكى تأخذ الروح فرصتها وغذاءها.
الروح تغتذى بكلام الله، وترتوى من مياه النعمة، أى من سكيب الروح القدس. وتشتاق دائماً أن تنال نصيبها لتحيا وتنمو فى معرفة الله وفى محبته. وهذا هو معنى الجوع والعطش إلى البر الذى فى المسيح.
معنى البر
البر المقصود فى كلام السيد المسيح، هو بر الله فى المسيح يسوع.. فليس هناك بر حقيقى بدون المسيح.
ويتضح ذلك من كلام القديس بولس الرسول “بر الله بالإيمان بيسوع المسيح إلى كل وعلى كل الذين يؤمنون” (رو3: 22)، “الفداء الذى بيسوع المسيح الذى قدمه الله كفارة.. ليكون باراً ويبرر من هو من الإيمان بيسوع” (رو3: 24-26).
فلا يوجد بر إلا بالإيمان بالمسيح.. أما أى بر آخر فيه اتكال على الذات فهو يعطل البر الذى فى الإيمان. مثلما قيل على اليهود الذين إذ أرادوا أن يثبتوا بر أنفسهم لم يدركوا البر الحقيقى. وهذا شرحه أيضاً القديس بولس الرسول بقوله: “إن الأمم الذين لم يسعوا فى أثر ناموس البر أدركوا البر. البر الذى بالإيمان. ولكن إسرائيل وهو يسعى فى أثر ناموس البر، لم يدرك ناموس البر. لماذا؟ لأنه فعل ذلك ليس بالإيمان، بل كأنه بأعمال الناموس” (رو9: 30-32).
فالإنسان الذى يسعى لإثبات بر نفسه -بعيداً عن الإيمان بالمسيح- يفقد فرصة التمتع ببر المسيح.
وقد لقب السيد المسيح بلقب “البار”، مثلما قال بطرس الرسول عنه لليهود بعد معجزة شفاء الأعرج عند باب الهيكل: “أنتم أنكرتم القدوس البار وطلبتم أن يوهب لكم رجل قاتل. ورئيس الحياة قتلتموه، الذى أقامه الله من الأموات ونحن شهود لذلك” (أع3: 14، 15). وكذلك القديس اسطفانوس رئيس الشمامسة وأول الشهداء قال نفس اللقب عن السيد المسيح أمام مجمع اليهود: “أى الأنبياء لم يضطهده أباؤكم وقد قتلوا الذين سبقوا فأنبأوا بمجيء البار الذى أنتم الآن صرتم مسلميه وقاتليه” (أع7: 52).
كذلك حنانيا أسقف دمشق الذى عمّد بولس الرسول قال له وقت عماده: “إله آبائنا انتخبك لتعلم مشيئته وتبصر البار وتسمع صوتاً من فمه” (أع22: 14)، وكان السيد المسيح قد ظهر لشاول الطرسوسى الذى هو بولس الرسول وتكلم معه وهو فى طريقه إلى دمشق.
وقد ورد هذا اللقب عن السيد المسيح أيضاً فى كتب العهد القديم وذلك فى نبوة أرميا النبى فى قوله: “ها أيام تأتى يقول الرب وأقيم لداود غصن بر فيملك ملك وينجج ويُجرى حقاً وعدلاً فى الأرض فى أيامه يخلص يهوذا ويسكن إسرائيل آمناً. وهذا هو اسمه الذى يدعونه به الرب برنا” (أر23: 5، 6). ومن الواضح أن هذا اللقب هو من ألقاب الله “الرب برنا” وذلك لأن السيد المسيح هو الله الظاهر فى الجسد، أى الله الكلمة المتجسد.
فإذا كان السيد المسيح هو “الرب برنا”، فإن من يشتاق إلى البر – يشتاق إلى السيد المسيح.
فالإنسان الذى يجوع ويعطش إلى البر، هو يجوع ويعطش إلى المسيح “البار” وإلى النعمة التى يمنحها للمؤمنين باسمه القدوس.. ومن يجوع إلى المسيح هو من يسعى ليغتذى بجسده المقدس حسبما قال “أنا هو الخبز الحى الذى نزل من السماء.. فمن يأكلنى فهو يحيا بى” (يو6: 51، 57).
من يجوع ويعطش إلى البر، هو من يسعى للامتلاء بالروح القدس من خلال وسائط النعمة التى رتبها السيد المسيح فى كنيسته المجيدة. فالامتلاء بالروح القدس هو ما قال عنه السيد المسيح: “من آمن بى كما قال الكتاب تجرى من بطنه أنهار ماء حى. قال هذا عن الروح الذى كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه” (يو7: 38، 39).
فإنهم يشبعون
إن عطايا الله تنتظر من يريدها.. مثلما قال الآباء: [الفضيلة تريدك أن تريدها]. الجوع إلى البر يؤدى إلى الشبع.
والعطش إلى البر يؤدى إلى الارتواء كقول الرب للمرأة السامرية عن الماء المادى “من يشرب من هذا الماء يعطش أيضاً ولكن من يشرب من الماء الذى أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد” (يو4: 13، 14).
الله يمنح عطاياه لمن يرغب فيها.. لمن يشعر بقيمتها فيضحى للحصول عليها.. لمن يعرف أن كنوز العالم كله لا تساويها.. لأنها هى العطية الفائقة والعظمى..
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 11:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025