![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 45841 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الشهادة للحق جاء السيد المسيح إلى العالم ليشهد للحق. وقال: “كل من هو من الحق يسمع صوتى” (يو18: 37). وقد بذل حياته ثمناً لشهادته للحق. وفى وسط عالم يموج بالمتغيرات والصعوبات تكون الشهادة للحق ذات ثمن باهظ. مثلما حدث مع أرميا النبى الذى كانت رسالته لتوبيخ شعبه فى زمانه داعياً إياهم للتوبة -كما أوضح لنا قداسة البابا شنودة الثالث أطال الرب حياته. واحتمل أرميا النبى الكثير من أجل رسالته الصعبة، وهو الإنسان الوديع الباكى الذى كان يميل إلى البُعد عن المشاكل ولكن كانت إرادة الله له أن يتحمل هذه الأعباء التى تفوق طاقته. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 45842 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الجهاد ضد الخطية ![]() يقول معلمنا بولس الرسول: “لم تقاوموا بعد حتى الدم مجاهدين ضد الخطية. وقد نسيتم الوعظ الذى يخاطبكم كبنين: يا ابنى لا تحتقر تأديب الرب ولا تخُر إذا وبخك” (عب12: 4، 5). إن الجهاد ضد الخطية هو من لوازم حياة التلمذة الحقيقية للمسيح. لهذا قال الكتاب “أما المتنعمة فقد ماتت وهى حية” (1تى5: 6). لا يمكن أن يجتمع النور والظلمة معاً.. لهذا فالتوبة هى بداية الطريق إلى الله كقول السيد المسيح فى دعوته: “توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السماوات” (مت4: 17). فى وسط جهادات الحياة الروحية يختبر الإنسان عمل الروح القدس وهو يقوده إلى موكب النصرة.. ليفرح فى وسط صفوف الأبرار. ولكن دائماً يلزمنا أن نجاهد وأن “نحاضر بالصبر فى الجهاد الموضوع أمامنا ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمّله يسوع” (عب12: 1، 2). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 45843 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() مع العريس وهكذا نرى فى كل جوانب الحياة مع الله أن اللقاء مع المسيح يلزمه معانقة وقبول الصليب. وأن من يهرب من الضيقة يهرب من الله؛ لأنه يفقد فرصة اللقاء معه، فى وسط الضيقة يحمله ويعزّيه. كقول السيد المسيح لعروس النشيد عن عشرته معها فى طريق الألم المؤدّى إلى حلاوة التعزية: “قد دخلتُ جنتى يا أختى العروس. قطفتُ مُرّى مع طيبى. أكلتُ شهدى مع عسلى. شربتُ خمرى مع لبنى. كلوا أيها الأصحاب اشربوا واسكروا أيها الأحباء” (نش5: 1). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 45844 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() شهادة السيد المسيح للكتاب المقدس اهتم السيد المسيح بالكتب المقدسة وشهد لها فى مواضع ومناسبات عديدة. وشهادة السيد المسيح لهذه الكتب لم تكن شيئاً جديداً لأنها قد حفظت عبر الأجيال السابقة لظهوره فى الجسد وبالطبع كان هو أيضاً حافظها بعنايته الإلهية. مكتوب أول شئ نقرأ عنه فى الإنجيل المقدس عن استخدام السيد المسيح لآيات واضحة من الأسفار المقدسة هو رده القاطع بعدما جاع أخيراً فى التجربة على الجبل حينما قال له إبليس: “إن كنت ابن الله فقل أن تصير هذه الحجارة خبزاً” (مت4: 3). وكان الرد: “مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله” (مت4: 4). وحتى حينما حاول إبليس أن يلجأ إلى الخداع بالاستناد إلى آيات من الكتاب المقدس رد عليه السيد المسيح بآيات أخرى تكشف مكر إبليس وخداعه. وكان إبليس قد أخذه إلى المدينة المقدسة وأوقفه على جناح الهيكل وقال له: “إن كنت ابن الله فأطرح نفسك إلى أسفل، لأنه مكتوب: أنه يوصى ملائكته بك، فعلى أياديهم يحملونك لكى لا تصدِم بحجر رجلك” (مت4: 6). فرد عليه السيد المسيح وقال له: “مكتوب أيضاً: لا تجرب الرب إلهك” (مت4: 7). وبهذا أوضح السيد المسيح كيفية استخدام الآيات بطريقة سليمة وفى موضعها الصحيح. فى كل ذلك أكّد السيد المسيح أهمية الاستناد إلى كلام الله الموجود فى الأسفار المقدسة لمواجهة حروب إبليس. والعجيب أنه فيما استند إبليس إلى آيات الكتاب المقدس. فإنه قد حرك بمكره بعض الناس خاصة فى هذه الأزمنة الأخيرة للتشكيك فى الوحى الإلهى وفى أسفار الكتاب تحت اسم نقد الكتاب المقدس Bible Criticism. لأن الشيطان له وسائل وطرق كثيرة فى خداع الناس وتضليلهم. شهادة السيد المسيح للمزامير أشار السيد المسيح إلى أن المزامير قد كتبت بوحى من الروح القدس، وأن كاتبها هو القديس داود النبى والملك. وكان ذلك “فيما كان الفريسيون مجتمعين سألهم يسوع قائلاً: ماذا تظنون فى المسيح. ابن من هو؟ قالوا له: ابن داود. قال لهم: فكيف يدعوه داود بالروح رباً قائلاً: قال الرب لربى اجلس عن يمينى حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك. فإن كان داود يدعوه رباً، فكيف يكون ابنه؟ فلم يستطع أحد أن يجيبه بكلمة. ومن ذلك اليوم لم يجسر أحد أن يسأله بتّة” (مت22: 41-46). على الصليب أراد السيد المسيح أن يلفت نظر المحيطين به إلى ما ورد عن صلبه من نبوات واضحة فى سفر المزامير فقال: “إلهى إلهى لماذا تركتنى” (مت27: 46). وهو بهذا قد استخدم بداية المزمور الثانى والعشرين الذى يقول: “إلهى إلهى لماذا تركتنى بعيداً عن خلاصى عن كلام زفيرى.. كل الذين يروننى يستهزئون بى يفغرون الشفاه وينغضون الرأس قائلين: اتكل على الرب فلينجّه. لينقذه لأنه سر به.. أحاطت بى ثيران كثيرة، أقوياء باشان اكتنفتنى. فغروا علىّ أفواههم كأسد مفترس مزمجر.. يبست مثل شقفة قوتى ولصق لسانى بحنكى وإلى تراب الموت تضعنى. لأنه قد أحاطت بى كلاب. جماعة من الأشرار اكتنفتنى. ثقبوا يدىّ ورجلىّ. أحصى كل عظامى وهم ينظرون ويتفرسون فىّ. يقسمون ثيابى بينهم وعلى لباسى يقترعون” (مز22: 1، 7، 8، 12، 13، 15- 18). إنه وصف عجيب لأحداث صلب السيد المسيح امتلأ به هذا المزمور ويعتبر ترديد السيد المسيح للعبارة الأولى فيه إشارة وشهادة لما يحويه المزمور من نبوات دقيقة وواضحة عن الصلب بما فى ذلك تعييرات اليهود للسيد المسيح بقولهم: “قد اتكل على الله فلينقذه الآن إن أراده” (مت 27: 43). وتسمير الجند له على الصليب ثاقبين يديه ورجليه بالمسامير واقتسامهم ثيابه بينهم وإلقائهم القرعة على لباسه “ولما صلبوه، اقتسموا ثيابه مقترعين عليها. لكى يتم ما قيل بالنبى اقتسموا ثيابى بينهم وعلى لباسى ألقوا قرعة” (مت 27: 35). وهنا نرى شهادة من القديس متى الإنجيلى لما ورد فى نفس المزمور وأن ما حدث فى اقتسام ثياب السيد المسيح وإلقاء القرعة على لباسه هو إتمام للنبوة الواردة فيه. وقد دعى السيد المسيح “ابن داود” (مت21: 9)، ودعيت مملكته “مملكة أبينا داود الآتية باسم الرب” (مر11: 10). وعلى جبل التجلى التقى الناموس والأنبياء مع صاحب المزامير الحقيقى وهو السيد المسيح فكان موسى ممثلاً للناموس، وإيليا ممثلاً للأنبياء، أما المزامير فقد تحققت فى شخص ابن داود. بل أن هوشع النبى يعطى لقب داود للسيد المسيح فى قوله: “لأن بنى إسرائيل سيقعدون أياماً كثيرة بلا ملك، وبلا رئيس، وبلا ذبيحة، وبلا تمثال، وبلا أفود وترافيم. بعد ذلك يعود بنو إسرائيل ويطلبون الرب إلههم وداود ملكهم ويفزعون إلى الرب وإلى جوده فى آخر الأيام” (هو3: 4، 5). ومن الواضح هنا أن عبارة “يطلبون داود ملكهم فى آخر الأيام” هى كناية عن عودة بنى إسرائيل إلى السيد المسيح بعد رفضهم له وعدم اعترافهم بملكه الذى قال عنه الملاك جبرائيل للسيدة العذراء “ويعطيه الرب الإله كرسى داود أبيه.. ولا يكون لملكه نهاية” (لو1: 32، 33). إن من يتغنى بالمزامير فإنما يتغنى بحياة السيد المسيح، أو يتغنى بعمل السيد المسيح فى حياة الإنسان. للمسيح تُقدَّم الصلاة، وبالمسيح تقدم الصلاة، وفى المسيح تقدم الصلاة. وعليه ينطبق قول المزمور “أما أنا فصلاة” (مز109: 4). لقد كان السيد المسيح هو الكاهن وهو الذبيحة وهو المُصعد وهو الصعيدة {هذا الذى أصعد ذاته ذبيحة مقبولة عن خلاص جنسنا فاشتمه أبوه الصالح وقت المساء على الجلجثة}. ما أجمل أن يكون السيد المسيح هو أنشودة حياتنا: نشدو به ونشدو بحبه ونتذوقه جديداً فى كل يوم. مع التلاميذ بعد القيامة حينما ظهر السيد المسيح لتلاميذه وهم مجتمعين بعد القيامة “قال لهم: هذا هو الكلام الذى كلمتكم به وأنا بعد معكم أنه لابد أن يتم جميع ما هو مكتوب عنى فى ناموس موسى والأنبياء والمزامير حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب. وقال لهم هكذا هو مكتوب وهكذا كان ينبغى أن المسيح يتألم ويقوم من الأموات فى اليوم الثالث” (لو24: 44-46)، وبهذا أوضح السيد المسيح أن ما ورد من نبوات فى سفر المزامير هو مكتوب بوحى من الله لهذا كان ينبغى أن يتم جميع ما هو مكتوب فى أسفار العهد القديم بما فى ذلك سفر المزامير. وكان فى حديثه مع تلميذى عمواس بعد القيامة قد “ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسّر لهما الأمور المختصة به فى جميع الكتب” (لو24: 27). فتح ذهنهم ليفهموا الكتب ورد فى نص قانون الإيمان الأرثوذكسى [ قام من الأموات فى اليوم الثالث كما فى الكتب ] وهذا النص مأخوذ مما ورد فى كلام السيد المسيح لتلاميذه بعد القيامة كما ذكرنا سالفاً ومستند على ما ورد فى الكتب المقدسة التى كتبت قبل مجيء السيد المسيح إلى العالم. ولكن الأمر الهام جداً هو أن السيد المسيح قد فتح ذهن التلاميذ ليفهموا الكتب. بمعنى أنه لم يكتفِ فقط بما شرحه وأوضحه لهم من معانى النبوات المختصة به فى جميع الكتب، بل فتح ذهنهم ليفهموا الكتب. ما أروع هذا الأمر أن يُرفع البرقع الذى وضعه موسى على وجهه رمزاً لأن الأسرار الإلهية التى لم يستطع عامة البشر أن يفهموها قد أصبحت واضحة ومعلنة وجلية فى العهد الجديد. وقد شرح معلمنا بولس الرسول هذا الأمر مبيناً السبب فى أن شعب إسرائيل حتى اليوم لا يفهمون الكتب أى أسفار العهد القديم كما فهمها تلاميذ المسيح فقال: “فإذ لنا رجاء مثل هذا نستعمل مجاهرة كثيرة. وليس كما كان موسى يضع برقعاً على وجهه لكى لا ينظر بنو إسرائيل إلى نهاية الزائل. بل أغلظت أذهانهم، لأنه حتى اليوم ذلك البرقع نفسه عند قراءة العهد العتيق باقٍ غير منكشف، الذى يبطل فى المسيح. لكن حتى اليوم حين يُقرأ موسى، البرقع موضوع على قلبهم. ولكن عندما يرجع إلى الرب يرفع البرقع” (2كو3: 12-16). إن شعب إسرائيل لسبب قساوة قلوبهم وعدم توبتهم حتى الآن، لا يقدرون أن يفهموا أسفار الكتاب المقدس العهد القديم الموجودة بين أيديهم والتى يقرأونها باستمرار فى مجامعهم. ولكن وجود هذه الأسفار فى أيديهم بنفس النصوص الموجودة فى أيدينا هى شهادة لصحة هذه الأسفار المقدسة واستمراريتها عبر الأجيال. سمعتم أنه قيل للقدماء فى الموعظة على الجبل انطلق السيد المسيح بكثير من وصايا العهد القديم إلى كمالها فى العهد الجديد كما سبق فقال: “لا تظنوا أنى جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل” (مت5: 17).وفى حديثه عن كمال الوصايا القديمة اقتبس من الكتب المقدسة. وفى قوله “قيل للقدماء” إشارة إلى أن كلامه التالى لذلك؛ هو وصايا العهد الجديد. وقد ورد فى كلام وتعليم السيد المسيح اقتباسات أخرى من العهد القديم وكلام كثير عن العهد القديم مثل أحاديثه عن أب الآباء إبراهيم وعن موسى النبى وعما ورد فى سفر دانيال عن نهاية العالم.. السيف الماضى ذو الحدين ورد فى سفر الرؤيا عن السيد المسيح قوله عن نفسه: “هذا يقوله الذى له السيف الماضى ذو الحدّين” (رؤ2: 12). وذلك كما رآه يوحنا الرسول “وسيف ماض ذو حدّين يخرج من فمه” (رؤ1: 16). فما معنى أن السيد المسيح هو الذى له السيف ذو الحدين أو أن سيفاً ماضياً ذا حدين يخرج من فمه؟ إن خروج السيف من فم السيد المسيح يشير إلى الكلام والوصايا والإعلانات والإنذارات التى نطق بها السيد الرب أثناء خدمته على الأرض، أو فى كلامه الذى سمعه يوحنا فى رؤياه بعد صعود السيد المسيح إلى السماء، أو عموماً فى كل ما تكلم به الرسل والأنبياء. وقد ورد فى فاتحة سفر الرؤيا العبارات التالية: “إعلان يسوع المسيح الذى أعطاه إياه الله ليُرى عبيده ما لابد أن يكون عن قريب وبيّنه مرسلاً بيد ملاكه لعبده يوحنا الذى شهد بكلمة الله وبشهادة يسوع المسيح بكل ما رآه” (رؤ1: 1، 2). وقد ربط القديس بولس الرسول كلمة الله بالسيف ذى الحدين فى قوله “لأن كلمة الله حيّة وفعالة وأمضى من كل سيف ذى حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميّزة أفكار القلب ونياته” (عب4: 12). إذن فهناك إصرار فى الكتاب المقدس فى أكثر من موضع على الربط بين كلمة الله وبين السيف الماضى ذى الحدين. والسر فى ذلك أن السيف الماضى ذا الحدين يستطيع أن يخترق الأجساد لا أن يقطع منها فقط. أى أنه يدخل إلى عمق العمق بلا عائق. أما السيف غير الماضى أى غير المسنون أو غير الحاد وكذلك السيف ذو الحد الواحد فإما أنه لا يدخل إلى العمق أو أنه يعمل بحد واحد فقط؛ فيقطع الأجزاء الظاهرة كالرقبة واليدين والرجلين ولكنه لا يدخل مخترقاً إلى العمق. لهذا قال معلمنا بولس الرسول عن كلمة الله أنها حيّة وفعالة وأمضى من كل سيف ذى حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزة أفكار القلب ونياته. بمعنى أن كلمة الله تستطيع أن تخترق كيان الإنسان نفسياً وروحياً. وتستطيع أن تكشف الخبايا الداخلية فى قلب الإنسان ونواياه. هناك فرق بين كلام البشر وكلام الله. كلام البشر قد يؤثر فى العاطفة وقد يقنع العقل بدرجات متفاوتة ولكنه لا يستطيع أن يخترق إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ويميز أفكار القلب ونياته. لهذا فهناك فرق بين عظة تعتمد على مهارة الواعظ وفصاحته، وبين عظة تعتمد على أقوال الكتاب المقدس التى هى أنفاس الله. العظة المشبعة حقاً هى التى تحوى كثير من الآيات المأخوذة من الكتاب المقدس، والتى تدخل إلى قلوب السامعين، إذ يشعروا أن الرب يكلمهم بكلامه الذى يطهر القلب ويمنح قوة للسامعين ويصل إلى أعماق قلوبهم ويوقظ ويهذب ضمائرهم، حتى يُنخسوا فى قلوبهم مثلما نُخست قلوب اليهود فى يوم الخمسين ثم آمنوا واعتمدوا وقبلوا عطية الروح القدس. إن قراءة الإنجيل فى صلوات الكنيسة هى عنصر هام فى العبادة الليتورجية، وفى إتمام الأسرار المقدسة. ويقترن بذلك قراءات من رسائل القديس بولس الرسول، ومن الرسائل الجامعة، ومن سفر أعمال الرسل. كما إن قراءة الإنجيل يسبقها أجزاء من المزامير المقدسة. بالإضافة إلى ذلك يُقرأ سفر الرؤيا بكامله فى طقس أبوغالمسيس بعد قراءة تسابيح الأنبياء. وتُقرأ أجزاء كثيرة من أسفار العهد القديم طوال الصوم الكبير، وفى طقس أسبوع الآلام، وفى طقس اللقان فى عيد الغطاس وفى خميس العهد وفى عيد الآباء الرسل. كما أن تسبحة نصف الليل تحوى أجزاء من الكتب المقدسة مثل تسبحة عبور البحر الأحمر من سفر الخروج لموسى النبى والمزامير 148و149و150. أما المزمور 151 فيُقرأ فى بداية سهرة ليلة السبت الكبير. كما أن سفر المزامير يقرأ بكامله فى نهاية طقس الجمعة العظيمة. كما أن مراثى أرميا تقرأ فى الجمعة العظيمة فى بداية صلوات الساعة الثانية عشر. بهذا نرى أمثلة لاهتمام الكنيسة بقراءة كلمة الله فى طقوسها، كما أنها بذلك تدعو الجميع أن يتعمّقوا فى دراسة الكتب المقدسة كقول المزمور الكبير “لأن شهاداتك هى درسى، وحقوقك هى مشوراتى” (مز 118: 24). من أمثلة السيف ذى الحدين: قول المزمور أن “الرحمة والحق تلاقيا” (مز84: 10) أى أن كلمة الله تجمع الرحمة مع الحق. فهى ذات حدين وليس حد واحد. أما البشر فقد يميلون أحياناً إلى الرحمة فقط أو إلى العدل فقط فى كلامهم أو فى حكمهم على الأمور. وصيته هى حياة أبدية قال السيد المسيح عن الآب “وأنا أعلم أن وصيته هى حياة أبدية” (يو12: 50). لذلك لا نعجب أن المزمور الكبير (مز118) يتجه نحو اشتهاء وصايا الله والطلب الحار المتكرر فى كل قطعة (ق.)، بأن يساعدنا الله على حفظ وصاياه. مثل قول المرنم: ïپ¶ “أنت أمرت أن تحفظ وصاياك جداً، فياليت طرقى تستقيم إلى حفظ حقوقك” (ق. 1). ïپ¶ “من كل قلبى طلبتك، فلا تبعدنى عن وصاياك” (ق. 2). ïپ¶ “اشتاقت نفسى إلى اشتهاء أحكامك فى كل حين” (ق. 3). ïپ¶ “فى طريق وصاياك سعيت عندما وسّعت قلبى” (ق. 4). ïپ¶ “ضع لى يا رب ناموساً فى طريق حقوقك، فأتبعه كل حين” (ق. 5). ïپ¶ “فهّمنى فأبحث عن ناموسك، وأحفظه بكل قلبى” (ق. 5). ïپ¶ “إهدنى فى سبيل وصاياك، فإنى إياها هويت” (ق. 5). ïپ¶ “ها قد اشتهيت وصاياك، فأحينى بعدلك” (ق. 5). ïپ¶ “لهجت بوصاياك التى أحببتها جداً، وتأملت فرائضك” (ق. 6). ïپ¶ “حقوقك كانت لى مزامير فى موضع مسكنى. ذكرت فى الليل اسمك يا رب، وحفظت شريعتك. هذا صار لى لأنى طلبت حقوقك” (ق. 7). ïپ¶ “حظى أنت يا رب فقلت: أن أحفظ وصاياك” (ق. 8). ïپ¶ “فى نصف الليل نهضت لأشكرك على أحكام عدلك.. من رحمتك يا رب امتلأت الأرض فعلمنى عدلك” (ق. 8). ïپ¶ “صالح أنت يا رب، فبصلاحك علّمنى حقوقك. كثر على ظُلم المتكبرين، وأنا بكل قلبى أبحث عن وصاياك” (ق. 9) ïپ¶ “يداك صنعتانى وجبلتانى، فهّمنى فأتعلم وصاياك” (ق. 10) ïپ¶ “حسب رحمتك أحينى فأحفظ شهادات فمك” (ق. 11). ïپ¶ “إلى الدهر لا أنسى وصاياك، لأنك بها أحييتنى يا رب” (ق. 12). ïپ¶ “ورثت شهاداتك إلى الأبد، لأنها بهجة قلبى. عطّفت قلبى لأصنع برّك إلى الأبد، من أجل المكافأة” (ق. 14). ïپ¶ “اصنع مع عبدك حسب رحمتك، وحقوقك علمنى. عبدك أنا فهمنى فأعرف شهاداتك” (ق. 16). ïپ¶ “لأجل هذا أحببت وصاياك أفضل من الذهب والجوهر” (ق. 16). ïپ¶ “أضئ بوجهك على عبدك، وعلمنى حقوقك” (ق. 17). ïپ¶ “عادلة هى شهاداتك إلى الأبد، فهمنى فأحيا” (ق. 18). ïپ¶ “صرخت من كل قلبى فاستجب لى يا رب، إنى أبتغى حقوقك” (ق. 19) ïپ¶ “سبقت عيناى وقت السَحر لألهج فى جميع أقوالك، فاسمع صوتى يا رب كرحمتك وبحسب أحكامك أحينى” (ق. 19). ïپ¶ “رأفتك كثيرة جداً يا رب، فحسب أحكامك أحينى” (ق. 20). ïپ¶ “أبتهج أنا بكلامك كمن وجد غنائم كثيرة” (ق. 21). ïپ¶ “فلتدنُ وسيلتى قدامك يا رب كقولك فهمنى. لتدخل طلبتى إلى حضرتك، ككلمتك أحينى” (ق. 22). كذلك فإن المزمور الكبير (118) يحوى الكثير من النصوص التى يطلب فيها المرنم الخلاص من خلال حفظ وصايا الله أو من خلال مواعيده. ومن أمثلة ذلك: ïپ¶ “لتأت علىّ رحمتك يا رب وخلاصك كقولك” (ق. 6). ïپ¶ “فلتأت علىّ رحمتك لتعزينى، نظير قولك لعبدك. ولتأتنى رأفتك فأحيا. فإن ناموسك هو درسى” (ق. 10) ïپ¶ “تاقت نفسى إلى خلاصك، وعلى كلامك توكلّت. كلّت عيناى من انتظار أقوالك قائلتين متى تُعزينى” (ق. 11). ïپ¶ “لو لم تكن شريعتك تلاوتى، لهلكت حينئذ فى مذلتى. وإلى الدهر لا أنسى وصاياك، لأنك بها أحييتنى، يا رب. لك أنا فخلصنى” (ق. 12). ïپ¶ “أعنى فأخلص، وأدرس فى وصاياك كل حين” (ق. 15). ïپ¶ “عيناى قد ذبلتا من انتظار خلاصك، وقول عدلك” (ق. 16). ïپ¶ “صرخت إليك فخلِّصنى، لأحفظ شهاداتك” (ق. 19). ïپ¶ “انظر إلى تواضعى وأنقذنى، فإنى لم أنس ناموسك، أحكم لى فى دعواى ونجنى من أجل كلامك أحينى. بعيد هو الخلاص من الخطاة، لأنهم لم يطلبوا حقوقك” (ق. 20). ïپ¶ “توقعت خلاصك يا رب، ووصاياك حفظتها” (ق. 21). ïپ¶ “لتكن يدك لخلاصى، لأننى أشتهيت وصاياك. اشتقت إلى خلاصك يا رب وناموسك هو لهجى” (ق. 22). تقريباً لا تخلو جملة من المزمور الكبير من الإشارة إلى وصايا الله بعبارات: وصاياك، شهاداتك، حقوقك، كلامك، شهادات فمك، قولك، أحكامك، أقوالك، فرائضك، عدلك، برّك. حقاً إنه مزمور حفظ الوصية والسلوك فيها لأنها حياة أبدية كما قال السيد المسيح. ومن المؤكد أن ما أورده يوحنا الرسول فى إنجيله، هو نفس ما أورده فى رسالته الأولى. لأن الكاتب واحد والفكرة التى شرحها فى إنجيله بالتفصيل أوردها فى رسالته بالاختصار. ولتوضيح ذلك نقول أن القديس يوحنا قد أورد فى إنجيله ما يثبت أن الشهود للابن المتجسد هم: الآب عن ابنه، والابن عن نفسه، والروح القدس عن الابن.. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 45845 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() شهادة السيد المسيح للكتاب المقدس اهتم السيد المسيح بالكتب المقدسة وشهد لها فى مواضع ومناسبات عديدة. وشهادة السيد المسيح لهذه الكتب لم تكن شيئاً جديداً لأنها قد حفظت عبر الأجيال السابقة لظهوره فى الجسد وبالطبع كان هو أيضاً حافظها بعنايته الإلهية. مكتوب أول شئ نقرأ عنه فى الإنجيل المقدس عن استخدام السيد المسيح لآيات واضحة من الأسفار المقدسة هو رده القاطع بعدما جاع أخيراً فى التجربة على الجبل حينما قال له إبليس: “إن كنت ابن الله فقل أن تصير هذه الحجارة خبزاً” (مت4: 3). وكان الرد: “مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله” (مت4: 4). وحتى حينما حاول إبليس أن يلجأ إلى الخداع بالاستناد إلى آيات من الكتاب المقدس رد عليه السيد المسيح بآيات أخرى تكشف مكر إبليس وخداعه. وكان إبليس قد أخذه إلى المدينة المقدسة وأوقفه على جناح الهيكل وقال له: “إن كنت ابن الله فأطرح نفسك إلى أسفل، لأنه مكتوب: أنه يوصى ملائكته بك، فعلى أياديهم يحملونك لكى لا تصدِم بحجر رجلك” (مت4: 6). فرد عليه السيد المسيح وقال له: “مكتوب أيضاً: لا تجرب الرب إلهك” (مت4: 7). وبهذا أوضح السيد المسيح كيفية استخدام الآيات بطريقة سليمة وفى موضعها الصحيح. فى كل ذلك أكّد السيد المسيح أهمية الاستناد إلى كلام الله الموجود فى الأسفار المقدسة لمواجهة حروب إبليس. والعجيب أنه فيما استند إبليس إلى آيات الكتاب المقدس. فإنه قد حرك بمكره بعض الناس خاصة فى هذه الأزمنة الأخيرة للتشكيك فى الوحى الإلهى وفى أسفار الكتاب تحت اسم نقد الكتاب المقدس Bible Criticism. لأن الشيطان له وسائل وطرق كثيرة فى خداع الناس وتضليلهم. شهادة السيد المسيح للمزامير أشار السيد المسيح إلى أن المزامير قد كتبت بوحى من الروح القدس، وأن كاتبها هو القديس داود النبى والملك. وكان ذلك “فيما كان الفريسيون مجتمعين سألهم يسوع قائلاً: ماذا تظنون فى المسيح. ابن من هو؟ قالوا له: ابن داود. قال لهم: فكيف يدعوه داود بالروح رباً قائلاً: قال الرب لربى اجلس عن يمينى حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك. فإن كان داود يدعوه رباً، فكيف يكون ابنه؟ فلم يستطع أحد أن يجيبه بكلمة. ومن ذلك اليوم لم يجسر أحد أن يسأله بتّة” (مت22: 41-46). على الصليب أراد السيد المسيح أن يلفت نظر المحيطين به إلى ما ورد عن صلبه من نبوات واضحة فى سفر المزامير فقال: “إلهى إلهى لماذا تركتنى” (مت27: 46). وهو بهذا قد استخدم بداية المزمور الثانى والعشرين الذى يقول: “إلهى إلهى لماذا تركتنى بعيداً عن خلاصى عن كلام زفيرى.. كل الذين يروننى يستهزئون بى يفغرون الشفاه وينغضون الرأس قائلين: اتكل على الرب فلينجّه. لينقذه لأنه سر به.. أحاطت بى ثيران كثيرة، أقوياء باشان اكتنفتنى. فغروا علىّ أفواههم كأسد مفترس مزمجر.. يبست مثل شقفة قوتى ولصق لسانى بحنكى وإلى تراب الموت تضعنى. لأنه قد أحاطت بى كلاب. جماعة من الأشرار اكتنفتنى. ثقبوا يدىّ ورجلىّ. أحصى كل عظامى وهم ينظرون ويتفرسون فىّ. يقسمون ثيابى بينهم وعلى لباسى يقترعون” (مز22: 1، 7، 8، 12، 13، 15- 18). إنه وصف عجيب لأحداث صلب السيد المسيح امتلأ به هذا المزمور ويعتبر ترديد السيد المسيح للعبارة الأولى فيه إشارة وشهادة لما يحويه المزمور من نبوات دقيقة وواضحة عن الصلب بما فى ذلك تعييرات اليهود للسيد المسيح بقولهم: “قد اتكل على الله فلينقذه الآن إن أراده” (مت 27: 43). وتسمير الجند له على الصليب ثاقبين يديه ورجليه بالمسامير واقتسامهم ثيابه بينهم وإلقائهم القرعة على لباسه “ولما صلبوه، اقتسموا ثيابه مقترعين عليها. لكى يتم ما قيل بالنبى اقتسموا ثيابى بينهم وعلى لباسى ألقوا قرعة” (مت 27: 35). وهنا نرى شهادة من القديس متى الإنجيلى لما ورد فى نفس المزمور وأن ما حدث فى اقتسام ثياب السيد المسيح وإلقاء القرعة على لباسه هو إتمام للنبوة الواردة فيه. وقد دعى السيد المسيح “ابن داود” (مت21: 9)، ودعيت مملكته “مملكة أبينا داود الآتية باسم الرب” (مر11: 10). وعلى جبل التجلى التقى الناموس والأنبياء مع صاحب المزامير الحقيقى وهو السيد المسيح فكان موسى ممثلاً للناموس، وإيليا ممثلاً للأنبياء، أما المزامير فقد تحققت فى شخص ابن داود. بل أن هوشع النبى يعطى لقب داود للسيد المسيح فى قوله: “لأن بنى إسرائيل سيقعدون أياماً كثيرة بلا ملك، وبلا رئيس، وبلا ذبيحة، وبلا تمثال، وبلا أفود وترافيم. بعد ذلك يعود بنو إسرائيل ويطلبون الرب إلههم وداود ملكهم ويفزعون إلى الرب وإلى جوده فى آخر الأيام” (هو3: 4، 5). ومن الواضح هنا أن عبارة “يطلبون داود ملكهم فى آخر الأيام” هى كناية عن عودة بنى إسرائيل إلى السيد المسيح بعد رفضهم له وعدم اعترافهم بملكه الذى قال عنه الملاك جبرائيل للسيدة العذراء “ويعطيه الرب الإله كرسى داود أبيه.. ولا يكون لملكه نهاية” (لو1: 32، 33). إن من يتغنى بالمزامير فإنما يتغنى بحياة السيد المسيح، أو يتغنى بعمل السيد المسيح فى حياة الإنسان. للمسيح تُقدَّم الصلاة، وبالمسيح تقدم الصلاة، وفى المسيح تقدم الصلاة. وعليه ينطبق قول المزمور “أما أنا فصلاة” (مز109: 4). لقد كان السيد المسيح هو الكاهن وهو الذبيحة وهو المُصعد وهو الصعيدة {هذا الذى أصعد ذاته ذبيحة مقبولة عن خلاص جنسنا فاشتمه أبوه الصالح وقت المساء على الجلجثة}. ما أجمل أن يكون السيد المسيح هو أنشودة حياتنا: نشدو به ونشدو بحبه ونتذوقه جديداً فى كل يوم. مع التلاميذ بعد القيامة حينما ظهر السيد المسيح لتلاميذه وهم مجتمعين بعد القيامة “قال لهم: هذا هو الكلام الذى كلمتكم به وأنا بعد معكم أنه لابد أن يتم جميع ما هو مكتوب عنى فى ناموس موسى والأنبياء والمزامير حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب. وقال لهم هكذا هو مكتوب وهكذا كان ينبغى أن المسيح يتألم ويقوم من الأموات فى اليوم الثالث” (لو24: 44-46)، وبهذا أوضح السيد المسيح أن ما ورد من نبوات فى سفر المزامير هو مكتوب بوحى من الله لهذا كان ينبغى أن يتم جميع ما هو مكتوب فى أسفار العهد القديم بما فى ذلك سفر المزامير. وكان فى حديثه مع تلميذى عمواس بعد القيامة قد “ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسّر لهما الأمور المختصة به فى جميع الكتب” (لو24: 27). فتح ذهنهم ليفهموا الكتب ورد فى نص قانون الإيمان الأرثوذكسى [ قام من الأموات فى اليوم الثالث كما فى الكتب ] وهذا النص مأخوذ مما ورد فى كلام السيد المسيح لتلاميذه بعد القيامة كما ذكرنا سالفاً ومستند على ما ورد فى الكتب المقدسة التى كتبت قبل مجيء السيد المسيح إلى العالم. ولكن الأمر الهام جداً هو أن السيد المسيح قد فتح ذهن التلاميذ ليفهموا الكتب. بمعنى أنه لم يكتفِ فقط بما شرحه وأوضحه لهم من معانى النبوات المختصة به فى جميع الكتب، بل فتح ذهنهم ليفهموا الكتب. ما أروع هذا الأمر أن يُرفع البرقع الذى وضعه موسى على وجهه رمزاً لأن الأسرار الإلهية التى لم يستطع عامة البشر أن يفهموها قد أصبحت واضحة ومعلنة وجلية فى العهد الجديد. وقد شرح معلمنا بولس الرسول هذا الأمر مبيناً السبب فى أن شعب إسرائيل حتى اليوم لا يفهمون الكتب أى أسفار العهد القديم كما فهمها تلاميذ المسيح فقال: “فإذ لنا رجاء مثل هذا نستعمل مجاهرة كثيرة. وليس كما كان موسى يضع برقعاً على وجهه لكى لا ينظر بنو إسرائيل إلى نهاية الزائل. بل أغلظت أذهانهم، لأنه حتى اليوم ذلك البرقع نفسه عند قراءة العهد العتيق باقٍ غير منكشف، الذى يبطل فى المسيح. لكن حتى اليوم حين يُقرأ موسى، البرقع موضوع على قلبهم. ولكن عندما يرجع إلى الرب يرفع البرقع” (2كو3: 12-16). إن شعب إسرائيل لسبب قساوة قلوبهم وعدم توبتهم حتى الآن، لا يقدرون أن يفهموا أسفار الكتاب المقدس العهد القديم الموجودة بين أيديهم والتى يقرأونها باستمرار فى مجامعهم. ولكن وجود هذه الأسفار فى أيديهم بنفس النصوص الموجودة فى أيدينا هى شهادة لصحة هذه الأسفار المقدسة واستمراريتها عبر الأجيال. سمعتم أنه قيل للقدماء فى الموعظة على الجبل انطلق السيد المسيح بكثير من وصايا العهد القديم إلى كمالها فى العهد الجديد كما سبق فقال: “لا تظنوا أنى جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل” (مت5: 17).وفى حديثه عن كمال الوصايا القديمة اقتبس من الكتب المقدسة. وفى قوله “قيل للقدماء” إشارة إلى أن كلامه التالى لذلك؛ هو وصايا العهد الجديد. وقد ورد فى كلام وتعليم السيد المسيح اقتباسات أخرى من العهد القديم وكلام كثير عن العهد القديم مثل أحاديثه عن أب الآباء إبراهيم وعن موسى النبى وعما ورد فى سفر دانيال عن نهاية العالم.. السيف الماضى ذو الحدين ورد فى سفر الرؤيا عن السيد المسيح قوله عن نفسه: “هذا يقوله الذى له السيف الماضى ذو الحدّين” (رؤ2: 12). وذلك كما رآه يوحنا الرسول “وسيف ماض ذو حدّين يخرج من فمه” (رؤ1: 16). فما معنى أن السيد المسيح هو الذى له السيف ذو الحدين أو أن سيفاً ماضياً ذا حدين يخرج من فمه؟ إن خروج السيف من فم السيد المسيح يشير إلى الكلام والوصايا والإعلانات والإنذارات التى نطق بها السيد الرب أثناء خدمته على الأرض، أو فى كلامه الذى سمعه يوحنا فى رؤياه بعد صعود السيد المسيح إلى السماء، أو عموماً فى كل ما تكلم به الرسل والأنبياء. وقد ورد فى فاتحة سفر الرؤيا العبارات التالية: “إعلان يسوع المسيح الذى أعطاه إياه الله ليُرى عبيده ما لابد أن يكون عن قريب وبيّنه مرسلاً بيد ملاكه لعبده يوحنا الذى شهد بكلمة الله وبشهادة يسوع المسيح بكل ما رآه” (رؤ1: 1، 2). وقد ربط القديس بولس الرسول كلمة الله بالسيف ذى الحدين فى قوله “لأن كلمة الله حيّة وفعالة وأمضى من كل سيف ذى حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميّزة أفكار القلب ونياته” (عب4: 12). إذن فهناك إصرار فى الكتاب المقدس فى أكثر من موضع على الربط بين كلمة الله وبين السيف الماضى ذى الحدين. والسر فى ذلك أن السيف الماضى ذا الحدين يستطيع أن يخترق الأجساد لا أن يقطع منها فقط. أى أنه يدخل إلى عمق العمق بلا عائق. أما السيف غير الماضى أى غير المسنون أو غير الحاد وكذلك السيف ذو الحد الواحد فإما أنه لا يدخل إلى العمق أو أنه يعمل بحد واحد فقط؛ فيقطع الأجزاء الظاهرة كالرقبة واليدين والرجلين ولكنه لا يدخل مخترقاً إلى العمق. لهذا قال معلمنا بولس الرسول عن كلمة الله أنها حيّة وفعالة وأمضى من كل سيف ذى حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزة أفكار القلب ونياته. بمعنى أن كلمة الله تستطيع أن تخترق كيان الإنسان نفسياً وروحياً. وتستطيع أن تكشف الخبايا الداخلية فى قلب الإنسان ونواياه. هناك فرق بين كلام البشر وكلام الله. كلام البشر قد يؤثر فى العاطفة وقد يقنع العقل بدرجات متفاوتة ولكنه لا يستطيع أن يخترق إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ويميز أفكار القلب ونياته. لهذا فهناك فرق بين عظة تعتمد على مهارة الواعظ وفصاحته، وبين عظة تعتمد على أقوال الكتاب المقدس التى هى أنفاس الله. العظة المشبعة حقاً هى التى تحوى كثير من الآيات المأخوذة من الكتاب المقدس، والتى تدخل إلى قلوب السامعين، إذ يشعروا أن الرب يكلمهم بكلامه الذى يطهر القلب ويمنح قوة للسامعين ويصل إلى أعماق قلوبهم ويوقظ ويهذب ضمائرهم، حتى يُنخسوا فى قلوبهم مثلما نُخست قلوب اليهود فى يوم الخمسين ثم آمنوا واعتمدوا وقبلوا عطية الروح القدس. إن قراءة الإنجيل فى صلوات الكنيسة هى عنصر هام فى العبادة الليتورجية، وفى إتمام الأسرار المقدسة. ويقترن بذلك قراءات من رسائل القديس بولس الرسول، ومن الرسائل الجامعة، ومن سفر أعمال الرسل. كما إن قراءة الإنجيل يسبقها أجزاء من المزامير المقدسة. بالإضافة إلى ذلك يُقرأ سفر الرؤيا بكامله فى طقس أبوغالمسيس بعد قراءة تسابيح الأنبياء. وتُقرأ أجزاء كثيرة من أسفار العهد القديم طوال الصوم الكبير، وفى طقس أسبوع الآلام، وفى طقس اللقان فى عيد الغطاس وفى خميس العهد وفى عيد الآباء الرسل. كما أن تسبحة نصف الليل تحوى أجزاء من الكتب المقدسة مثل تسبحة عبور البحر الأحمر من سفر الخروج لموسى النبى والمزامير 148و149و150. أما المزمور 151 فيُقرأ فى بداية سهرة ليلة السبت الكبير. كما أن سفر المزامير يقرأ بكامله فى نهاية طقس الجمعة العظيمة. كما أن مراثى أرميا تقرأ فى الجمعة العظيمة فى بداية صلوات الساعة الثانية عشر. بهذا نرى أمثلة لاهتمام الكنيسة بقراءة كلمة الله فى طقوسها، كما أنها بذلك تدعو الجميع أن يتعمّقوا فى دراسة الكتب المقدسة كقول المزمور الكبير “لأن شهاداتك هى درسى، وحقوقك هى مشوراتى” (مز 118: 24). من أمثلة السيف ذى الحدين: قول المزمور أن “الرحمة والحق تلاقيا” (مز84: 10) أى أن كلمة الله تجمع الرحمة مع الحق. فهى ذات حدين وليس حد واحد. أما البشر فقد يميلون أحياناً إلى الرحمة فقط أو إلى العدل فقط فى كلامهم أو فى حكمهم على الأمور. وصيته هى حياة أبدية قال السيد المسيح عن الآب “وأنا أعلم أن وصيته هى حياة أبدية” (يو12: 50). لذلك لا نعجب أن المزمور الكبير (مز118) يتجه نحو اشتهاء وصايا الله والطلب الحار المتكرر فى كل قطعة (ق.)، بأن يساعدنا الله على حفظ وصاياه. مثل قول المرنم: ïپ¶ “أنت أمرت أن تحفظ وصاياك جداً، فياليت طرقى تستقيم إلى حفظ حقوقك” (ق. 1). ïپ¶ “من كل قلبى طلبتك، فلا تبعدنى عن وصاياك” (ق. 2). ïپ¶ “اشتاقت نفسى إلى اشتهاء أحكامك فى كل حين” (ق. 3). ïپ¶ “فى طريق وصاياك سعيت عندما وسّعت قلبى” (ق. 4). ïپ¶ “ضع لى يا رب ناموساً فى طريق حقوقك، فأتبعه كل حين” (ق. 5). ïپ¶ “فهّمنى فأبحث عن ناموسك، وأحفظه بكل قلبى” (ق. 5). ïپ¶ “إهدنى فى سبيل وصاياك، فإنى إياها هويت” (ق. 5). ïپ¶ “ها قد اشتهيت وصاياك، فأحينى بعدلك” (ق. 5). ïپ¶ “لهجت بوصاياك التى أحببتها جداً، وتأملت فرائضك” (ق. 6). ïپ¶ “حقوقك كانت لى مزامير فى موضع مسكنى. ذكرت فى الليل اسمك يا رب، وحفظت شريعتك. هذا صار لى لأنى طلبت حقوقك” (ق. 7). ïپ¶ “حظى أنت يا رب فقلت: أن أحفظ وصاياك” (ق. 8). ïپ¶ “فى نصف الليل نهضت لأشكرك على أحكام عدلك.. من رحمتك يا رب امتلأت الأرض فعلمنى عدلك” (ق. 8). ïپ¶ “صالح أنت يا رب، فبصلاحك علّمنى حقوقك. كثر على ظُلم المتكبرين، وأنا بكل قلبى أبحث عن وصاياك” (ق. 9) ïپ¶ “يداك صنعتانى وجبلتانى، فهّمنى فأتعلم وصاياك” (ق. 10) ïپ¶ “حسب رحمتك أحينى فأحفظ شهادات فمك” (ق. 11). ïپ¶ “إلى الدهر لا أنسى وصاياك، لأنك بها أحييتنى يا رب” (ق. 12). ïپ¶ “ورثت شهاداتك إلى الأبد، لأنها بهجة قلبى. عطّفت قلبى لأصنع برّك إلى الأبد، من أجل المكافأة” (ق. 14). ïپ¶ “اصنع مع عبدك حسب رحمتك، وحقوقك علمنى. عبدك أنا فهمنى فأعرف شهاداتك” (ق. 16). ïپ¶ “لأجل هذا أحببت وصاياك أفضل من الذهب والجوهر” (ق. 16). ïپ¶ “أضئ بوجهك على عبدك، وعلمنى حقوقك” (ق. 17). ïپ¶ “عادلة هى شهاداتك إلى الأبد، فهمنى فأحيا” (ق. 18). ïپ¶ “صرخت من كل قلبى فاستجب لى يا رب، إنى أبتغى حقوقك” (ق. 19) ïپ¶ “سبقت عيناى وقت السَحر لألهج فى جميع أقوالك، فاسمع صوتى يا رب كرحمتك وبحسب أحكامك أحينى” (ق. 19). ïپ¶ “رأفتك كثيرة جداً يا رب، فحسب أحكامك أحينى” (ق. 20). ïپ¶ “أبتهج أنا بكلامك كمن وجد غنائم كثيرة” (ق. 21). ïپ¶ “فلتدنُ وسيلتى قدامك يا رب كقولك فهمنى. لتدخل طلبتى إلى حضرتك، ككلمتك أحينى” (ق. 22). كذلك فإن المزمور الكبير (118) يحوى الكثير من النصوص التى يطلب فيها المرنم الخلاص من خلال حفظ وصايا الله أو من خلال مواعيده. ومن أمثلة ذلك: ïپ¶ “لتأت علىّ رحمتك يا رب وخلاصك كقولك” (ق. 6). ïپ¶ “فلتأت علىّ رحمتك لتعزينى، نظير قولك لعبدك. ولتأتنى رأفتك فأحيا. فإن ناموسك هو درسى” (ق. 10) ïپ¶ “تاقت نفسى إلى خلاصك، وعلى كلامك توكلّت. كلّت عيناى من انتظار أقوالك قائلتين متى تُعزينى” (ق. 11). ïپ¶ “لو لم تكن شريعتك تلاوتى، لهلكت حينئذ فى مذلتى. وإلى الدهر لا أنسى وصاياك، لأنك بها أحييتنى، يا رب. لك أنا فخلصنى” (ق. 12). ïپ¶ “أعنى فأخلص، وأدرس فى وصاياك كل حين” (ق. 15). ïپ¶ “عيناى قد ذبلتا من انتظار خلاصك، وقول عدلك” (ق. 16). ïپ¶ “صرخت إليك فخلِّصنى، لأحفظ شهاداتك” (ق. 19). ïپ¶ “انظر إلى تواضعى وأنقذنى، فإنى لم أنس ناموسك، أحكم لى فى دعواى ونجنى من أجل كلامك أحينى. بعيد هو الخلاص من الخطاة، لأنهم لم يطلبوا حقوقك” (ق. 20). ïپ¶ “توقعت خلاصك يا رب، ووصاياك حفظتها” (ق. 21). ïپ¶ “لتكن يدك لخلاصى، لأننى أشتهيت وصاياك. اشتقت إلى خلاصك يا رب وناموسك هو لهجى” (ق. 22). تقريباً لا تخلو جملة من المزمور الكبير من الإشارة إلى وصايا الله بعبارات: وصاياك، شهاداتك، حقوقك، كلامك، شهادات فمك، قولك، أحكامك، أقوالك، فرائضك، عدلك، برّك. حقاً إنه مزمور حفظ الوصية والسلوك فيها لأنها حياة أبدية كما قال السيد المسيح. ومن المؤكد أن ما أورده يوحنا الرسول فى إنجيله، هو نفس ما أورده فى رسالته الأولى. لأن الكاتب واحد والفكرة التى شرحها فى إنجيله بالتفصيل أوردها فى رسالته بالاختصار. ولتوضيح ذلك نقول أن القديس يوحنا قد أورد فى إنجيله ما يثبت أن الشهود للابن المتجسد هم: الآب عن ابنه، والابن عن نفسه، والروح القدس عن الابن.. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 45846 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أول شئ نقرأ عنه فى الإنجيل المقدس عن استخدام السيد المسيح لآيات واضحة من الأسفار المقدسة هو رده القاطع بعدما جاع أخيراً فى التجربة على الجبل حينما قال له إبليس: “إن كنت ابن الله فقل أن تصير هذه الحجارة خبزاً” (مت4: 3). وكان الرد: “مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله” (مت4: 4). وحتى حينما حاول إبليس أن يلجأ إلى الخداع بالاستناد إلى آيات من الكتاب المقدس رد عليه السيد المسيح بآيات أخرى تكشف مكر إبليس وخداعه. وكان إبليس قد أخذه إلى المدينة المقدسة وأوقفه على جناح الهيكل وقال له: “إن كنت ابن الله فأطرح نفسك إلى أسفل، لأنه مكتوب: أنه يوصى ملائكته بك، فعلى أياديهم يحملونك لكى لا تصدِم بحجر رجلك” (مت4: 6). فرد عليه السيد المسيح وقال له: “مكتوب أيضاً: لا تجرب الرب إلهك” (مت4: 7). وبهذا أوضح السيد المسيح كيفية استخدام الآيات بطريقة سليمة وفى موضعها الصحيح. فى كل ذلك أكّد السيد المسيح أهمية الاستناد إلى كلام الله الموجود فى الأسفار المقدسة لمواجهة حروب إبليس. والعجيب أنه فيما استند إبليس إلى آيات الكتاب المقدس. فإنه قد حرك بمكره بعض الناس خاصة فى هذه الأزمنة الأخيرة للتشكيك فى الوحى الإلهى وفى أسفار الكتاب تحت اسم نقد الكتاب المقدس Bible Criticism. لأن الشيطان له وسائل وطرق كثيرة فى خداع الناس وتضليلهم. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 45847 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() شهادة السيد المسيح للمزامير أشار السيد المسيح إلى أن المزامير قد كتبت بوحى من الروح القدس، وأن كاتبها هو القديس داود النبى والملك. وكان ذلك “فيما كان الفريسيون مجتمعين سألهم يسوع قائلاً: ماذا تظنون فى المسيح. ابن من هو؟ قالوا له: ابن داود. قال لهم: فكيف يدعوه داود بالروح رباً قائلاً: قال الرب لربى اجلس عن يمينى حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك. فإن كان داود يدعوه رباً، فكيف يكون ابنه؟ فلم يستطع أحد أن يجيبه بكلمة. ومن ذلك اليوم لم يجسر أحد أن يسأله بتّة” (مت22: 41-46). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 45848 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() على الصليب أراد السيد المسيح أن يلفت نظر المحيطين به إلى ما ورد عن صلبه من نبوات واضحة فى سفر المزامير فقال: “إلهى إلهى لماذا تركتنى” (مت27: 46). وهو بهذا قد استخدم بداية المزمور الثانى والعشرين الذى يقول: “إلهى إلهى لماذا تركتنى بعيداً عن خلاصى عن كلام زفيرى.. كل الذين يروننى يستهزئون بى يفغرون الشفاه وينغضون الرأس قائلين: اتكل على الرب فلينجّه. لينقذه لأنه سر به.. أحاطت بى ثيران كثيرة، أقوياء باشان اكتنفتنى. فغروا علىّ أفواههم كأسد مفترس مزمجر.. يبست مثل شقفة قوتى ولصق لسانى بحنكى وإلى تراب الموت تضعنى. لأنه قد أحاطت بى كلاب. جماعة من الأشرار اكتنفتنى. ثقبوا يدىّ ورجلىّ. أحصى كل عظامى وهم ينظرون ويتفرسون فىّ. يقسمون ثيابى بينهم وعلى لباسى يقترعون” (مز22: 1، 7، 8، 12، 13، 15- 18). إنه وصف عجيب لأحداث صلب السيد المسيح امتلأ به هذا المزمور ويعتبر ترديد السيد المسيح للعبارة الأولى فيه إشارة وشهادة لما يحويه المزمور من نبوات دقيقة وواضحة عن الصلب بما فى ذلك تعييرات اليهود للسيد المسيح بقولهم: “قد اتكل على الله فلينقذه الآن إن أراده” (مت 27: 43). وتسمير الجند له على الصليب ثاقبين يديه ورجليه بالمسامير واقتسامهم ثيابه بينهم وإلقائهم القرعة على لباسه “ولما صلبوه، اقتسموا ثيابه مقترعين عليها. لكى يتم ما قيل بالنبى اقتسموا ثيابى بينهم وعلى لباسى ألقوا قرعة” (مت 27: 35). وهنا نرى شهادة من القديس متى الإنجيلى لما ورد فى نفس المزمور وأن ما حدث فى اقتسام ثياب السيد المسيح وإلقاء القرعة على لباسه هو إتمام للنبوة الواردة فيه. وقد دعى السيد المسيح “ابن داود” (مت21: 9)، ودعيت مملكته “مملكة أبينا داود الآتية باسم الرب” (مر11: 10). وعلى جبل التجلى التقى الناموس والأنبياء مع صاحب المزامير الحقيقى وهو السيد المسيح فكان موسى ممثلاً للناموس، وإيليا ممثلاً للأنبياء، أما المزامير فقد تحققت فى شخص ابن داود. بل أن هوشع النبى يعطى لقب داود للسيد المسيح فى قوله: “لأن بنى إسرائيل سيقعدون أياماً كثيرة بلا ملك، وبلا رئيس، وبلا ذبيحة، وبلا تمثال، وبلا أفود وترافيم. بعد ذلك يعود بنو إسرائيل ويطلبون الرب إلههم وداود ملكهم ويفزعون إلى الرب وإلى جوده فى آخر الأيام” (هو3: 4، 5). ومن الواضح هنا أن عبارة “يطلبون داود ملكهم فى آخر الأيام” هى كناية عن عودة بنى إسرائيل إلى السيد المسيح بعد رفضهم له وعدم اعترافهم بملكه الذى قال عنه الملاك جبرائيل للسيدة العذراء “ويعطيه الرب الإله كرسى داود أبيه.. ولا يكون لملكه نهاية” (لو1: 32، 33). إن من يتغنى بالمزامير فإنما يتغنى بحياة السيد المسيح، أو يتغنى بعمل السيد المسيح فى حياة الإنسان. للمسيح تُقدَّم الصلاة، وبالمسيح تقدم الصلاة، وفى المسيح تقدم الصلاة. وعليه ينطبق قول المزمور “أما أنا فصلاة” (مز109: 4). لقد كان السيد المسيح هو الكاهن وهو الذبيحة وهو المُصعد وهو الصعيدة {هذا الذى أصعد ذاته ذبيحة مقبولة عن خلاص جنسنا فاشتمه أبوه الصالح وقت المساء على الجلجثة}. ما أجمل أن يكون السيد المسيح هو أنشودة حياتنا: نشدو به ونشدو بحبه ونتذوقه جديداً فى كل يوم. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 45849 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() مع التلاميذ بعد القيامة حينما ظهر السيد المسيح لتلاميذه وهم مجتمعين بعد القيامة “قال لهم: هذا هو الكلام الذى كلمتكم به وأنا بعد معكم أنه لابد أن يتم جميع ما هو مكتوب عنى فى ناموس موسى والأنبياء والمزامير حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب. وقال لهم هكذا هو مكتوب وهكذا كان ينبغى أن المسيح يتألم ويقوم من الأموات فى اليوم الثالث” (لو24: 44-46)، وبهذا أوضح السيد المسيح أن ما ورد من نبوات فى سفر المزامير هو مكتوب بوحى من الله لهذا كان ينبغى أن يتم جميع ما هو مكتوب فى أسفار العهد القديم بما فى ذلك سفر المزامير. وكان فى حديثه مع تلميذى عمواس بعد القيامة قد “ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسّر لهما الأمور المختصة به فى جميع الكتب” (لو24: 27). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 45850 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فتح ذهنهم ليفهموا الكتب ورد فى نص قانون الإيمان الأرثوذكسى [ قام من الأموات فى اليوم الثالث كما فى الكتب ] وهذا النص مأخوذ مما ورد فى كلام السيد المسيح لتلاميذه بعد القيامة كما ذكرنا سالفاً ومستند على ما ورد فى الكتب المقدسة التى كتبت قبل مجيء السيد المسيح إلى العالم. ولكن الأمر الهام جداً هو أن السيد المسيح قد فتح ذهن التلاميذ ليفهموا الكتب. بمعنى أنه لم يكتفِ فقط بما شرحه وأوضحه لهم من معانى النبوات المختصة به فى جميع الكتب، بل فتح ذهنهم ليفهموا الكتب. ما أروع هذا الأمر أن يُرفع البرقع الذى وضعه موسى على وجهه رمزاً لأن الأسرار الإلهية التى لم يستطع عامة البشر أن يفهموها قد أصبحت واضحة ومعلنة وجلية فى العهد الجديد. وقد شرح معلمنا بولس الرسول هذا الأمر مبيناً السبب فى أن شعب إسرائيل حتى اليوم لا يفهمون الكتب أى أسفار العهد القديم كما فهمها تلاميذ المسيح فقال: “فإذ لنا رجاء مثل هذا نستعمل مجاهرة كثيرة. وليس كما كان موسى يضع برقعاً على وجهه لكى لا ينظر بنو إسرائيل إلى نهاية الزائل. بل أغلظت أذهانهم، لأنه حتى اليوم ذلك البرقع نفسه عند قراءة العهد العتيق باقٍ غير منكشف، الذى يبطل فى المسيح. لكن حتى اليوم حين يُقرأ موسى، البرقع موضوع على قلبهم. ولكن عندما يرجع إلى الرب يرفع البرقع” (2كو3: 12-16). إن شعب إسرائيل لسبب قساوة قلوبهم وعدم توبتهم حتى الآن، لا يقدرون أن يفهموا أسفار الكتاب المقدس العهد القديم الموجودة بين أيديهم والتى يقرأونها باستمرار فى مجامعهم. ولكن وجود هذه الأسفار فى أيديهم بنفس النصوص الموجودة فى أيدينا هى شهادة لصحة هذه الأسفار المقدسة واستمراريتها عبر الأجيال. سمعتم أنه قيل للقدماء فى الموعظة على الجبل انطلق السيد المسيح بكثير من وصايا العهد القديم إلى كمالها فى العهد الجديد كما سبق فقال: “لا تظنوا أنى جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل” (مت5: 17).وفى حديثه عن كمال الوصايا القديمة اقتبس من الكتب المقدسة. وفى قوله “قيل للقدماء” إشارة إلى أن كلامه التالى لذلك؛ هو وصايا العهد الجديد. وقد ورد فى كلام وتعليم السيد المسيح اقتباسات أخرى من العهد القديم وكلام كثير عن العهد القديم مثل أحاديثه عن أب الآباء إبراهيم وعن موسى النبى وعما ورد فى سفر دانيال عن نهاية العالم.. |
||||