منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16 - 07 - 2021, 03:11 PM   رقم المشاركة : ( 45801 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما هى الدينونة ؟



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أكمل السيد المسيح حديثه مع نيقوديموس حول الدينونة فقال: “وهذه هى الدينونة إن النور قد جاء إلى العالم وأحب الناس الظلمة أكثر من النور لأن أعمالهم كانت شريرة” (يو3: 19).
كانت البشرية غارقة فى الظلمة وظلال الموت. وقال إشعياء النبى: “ولكن لا يكون ظلام للتى عليها ضيق. كما أهان الزمان الأول أرض زبولون وأرض نفتالى يكرم الأخير طريق البحر عبر الأردن جليل الأمم. الشعب السالك فى الظلمة أبصر نوراً عظيماً، الجالسون فى أرض ظلال الموت أشرق عليهم نور” (إش9: 1، 2).
ليست المشكلة أن يجلس الإنسان فى أرض ظلال الموت منتظراً النور. بل المشكلة فى أن يبغض النور ويُسَّرْ بالظلام.
فالذين انتظروا مجيء المخلّص –كما قال يعقوب أب الآباء قبل موته مباشرة “لخلاصك انتظرت يا رب” (تك49: 18)- ذهب الرب إليهم فى ظلمة الجحيم، فى بيت السجن وبشرهم بالخلاص وأخرجهم من هناك. الذين رقدوا على رجاء الخلاص وصلت إليهم بشارة الخلاص بعد رقادهم..
ولكن الذين يحبون الظلمة أكثر من النور لا يمكنهم أن ينالوا الخلاص سواء كانوا قد رقدوا قبل مجيء المخلّص وإتمام الفداء، أو عاينوا المسيح الرب أو جاءوا بعد مجيئه إلى العالم وصعوده إلى السماوات.
الدينونة تنبع من واقع ميول الإنسان ورغباته. فهو الذى يحدد مصيره بما يشتاق إليه. كما قال السيد المسيح: “حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضاً” (مت6: 21).
الدينونة هى فى رفض محبة الخير.. فى رفض محبة الله.. فى رفض عطية النعمة والخلاص والتجديد.. فى رفض معانقة النور والإلتحاف به.. فى تفضيل حياة الخطية على حياة البر.. فى مقاومة عمل الروح القدس داخل القلب.. فى الفرح بالشر والابتهاج به وكراهية النور الذى يبعثه الله فى حياة الإنسان “لأن كل من يعمل السيآت يبغض النور، ولا يأتى إلى النور لئلا توبخ أعماله. وأما من يفعل الحق فيقبل إلى النور، لكى تظهر أعماله أنها بالله معمولة” (يو3: 20، 21).
إن مجيء المسيح نور العالم هو فرصة لتحرير من يريد الحرية، ولن ينتفع منه شيئاً رافضى الحق والنور والحياة ممن أحبوا الظلمة أكثر من النور.
 
قديم 16 - 07 - 2021, 03:12 PM   رقم المشاركة : ( 45802 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




السيد المسيح ومواجهته لليهود

أنتم من أسفل، أما أنا فمن فوق
قال السيد المسيح لليهود: “أنتم من أسفل، أما أنا فمن فوق. أنتم من هذا العالم، أما أنا فلست من هذا العالم” (يو8: 23).
من المعروف طبعاً أن السيد المسيح قد اتخذ من العذراء مريم طبيعة بشرية كاملة جسداً وروحاً بلا خطية وبدون زرع بشر. ولكن هذه الطبيعة البشرية التى اتخذها لم تنزل من السماء بل تم تكوينها من العذراء مريم بالكامل، بفعل الروح القدس.
فلماذا يقول السيد المسيح لليهود: “أنتم من أسفل أما أنا فمن فوق”؟
السبب الأول فى ذلك: أن السيد المسيح لم يكن ناسوتاً فقط، بل كان ناسوتاً متحداً باللاهوت، ومعلوم طبعاً أن الابن الوحيد هو مولود من الآب قبل كل الدهور بحسب لاهوته. ولذلك قال لليهود: “الحق أقول لكم: قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن” (يو8: 58). وبالطبع فإن شخص السيد المسيح كائن قبل كل الدهور بلاهوته. وهو حينما تجسد، لم يتخذ شخصاً من البشر ليسكن فيه، بل هو هو نفسه بنفس شخصه قد اتخذ طبيعة بشرية وصار إنساناً لأجل خلاصنا.
لذلك فحينما يقول كلمة “أنا” فإنه يتكلم عن شخصه الواحد الوحيد كقول القديس أثناسيوس [ لقد جاء كلمة الله فى شخصه الخاص
The Word of God came in His own Person]
وهذا الشخص الواحد الوحيد مرتبط أولاً وقبل كل شئ بطبيعته الإلهية، وحتى حينما أتى وتجسد من مريم العذراء فإنه ظل هو ابن الله الوحيد، كما نقول فى التسبحة {لم يزل إلهاً؛ أتى وصار ابن بشر؛ لكنه هو الإله الحقيقى؛ أتى وخلصنا} (ثيئوطوكية الخميس). وقال القديس بولس الرسول: “وبالإجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد” (1تى3: 16).
والسبب الثانى هو: كون اليهود يحبون العالم ويتمسكون به، فإنه يجعلهم من أسفل لهذا قال السيد المسيح عن تلاميذه القديسين: “ليسوا من العالم، كما أنى أنا لست من العالم” (يو17: 16). وقال لهم: “لو كنتم من العالم، لكان العالم يحب خاصته. ولكن لأنكم لستم من العالم، بل أنا اخترتكم من العالم لذلك يبغضكم العالم” (يو15: 19).
فبالرغم من ولادة التلاميذ من أبوين بحسب الجسد إلا أنهم بولادتهم الثانية من فوق سوف ينطبق عليهم قول السيد المسيح أن “المولود من الجسد جسد هو، والمولود من الروح هو روح” (يو3: 6). وليس معنى ذلك الكلام أن تلاميذ المسيح سوف يفقدون أجسادهم بالميلاد الفوقانى، ولكن سوف يسلكون بالروح وتكون اشتياقاتهم روحية سمائية غير خاضعة لشهوات الجسد الباطلة.
لذلك قال معلمنا بولس الرسول: “إذاً لا شئ من الدينونة الآن على الذين هم فى المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح.. فإن الذين هم حسب الجسد فبما للجسد يهتمون، ولكن الذين حسب الروح، فبما للروح يهتمون. لأن اهتمام الجسد هو موت، ولكن اهتمام الروح هو حياة وسلام” (رو8: 1، 5، 6).
لقد قدّم السيد المسيح نفسه قدوة للوضع المثالى لحياة الإنسان. وطالب تلاميذه أن يتبعوا أثر خطواته حاملين الصليب منكرين ذواتهم ليتمكنوا من السلوك بحسب الروح بمعونة من الروح القدس، وبهذا يتأهلون لميراث ملكوت السماوات.
وقد شرح القديس يوحنا الإنجيلى أيضاً هذا المفهوم بقوله: “أما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله، أى المؤمنون باسمه. الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد، ولا من مشيئة رجل، بل من الله” (يو1: 12، 13).
بالطبع فإن القديس يوحنا يتكلم عن الميلاد الثانى وتجديد الروح القدس، وذلك بالنسبة للمؤمنين بالمسيح. وهذا على سبيل عطية النعمة.
أما بالنسبة للسيد المسيح شخصياً فقد ولد من العذراء مباشرة كابن لله، كما قال الملاك للعذراء مريم “القدوس المولود منك يدعى ابن الله” (لو1: 35).
والسيد المسيح باعتباره الله الكلمة له ميلاد واحد بحسب إنسانيته وهو ميلاده من العذراء مريم. ولكن له ميلاد آخر ينفرد به وحده وهو ميلاده بحسب لاهوته من الآب قبل كل الدهور. لذلك دُعى السيد المسيح “ابن الله الوحيد” وليس “ابن الله” فقط.
وقد قال السيد المسيح فى حديثه مع نيقوديموس عن الفداء: “لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد الجنس لكى لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية” (يو3: 16).
إن بنوة السيد المسيح للآب السماوى هى بنوة طبيعية، أما بنوتنا نحن فهى بالتبنى على سبيل النعمة. وحينما ولد السيد المسيح من العذراء مريم فقط، ظل هو الابن الوحيد الذى لم يولد من العذراء مريم آخر سواه فى تجسده الفريد باعتباره الله الكلمة المتجسد الذى نمجده فى كل رفع بخور وقداس فى صلواتنا الكهنوتية قائلين: {يسوع المسيح هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد بأقنوم واحد نسجد له ونمجده} (الأرباع الخشوعية التى يقولها الكاهن بين الخورس الأول والثانى فى رفع البخور).
” فتشوا الكتب ” (يو5: 39)
حدثت مواجهات كثيرة بين السيد المسيح واليهود، لخّصها القديس يوحنا الإنجيلى فى عبارته المشهورة “إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله” (يو1: 11).
وقال السيد المسيح عن موقف اليهود الرافضين له: “هذه هى الدينونة إن النور قد جاء إلى العالم، وأحب الناس الظلمة أكثر من النور لأن أعمالهم كانت شريرة” (يو3: 19). أى أن رفض اليهود لرسالة السيد المسيح كان نابعاً أساساً من محبتهم للمال أو محبتهم للعالم، أو محبتهم لذواتهم، أو محبتهم للشهوات الجسدية، أو لغرورهم أو لكبرياء قلوبهم، أو لمحبتهم للسلطة، أو محبتهم للمجد العالمى، أو لرغبتهم فى إثبات بر أنفسهم، أو لرغبتهم فى مملكة أرضية ترضى تطلعاتهم الزمنية، أو لعدم اكتراثهم بحاجتهم للخلاص من عبودية الشيطان والخطية، أو لعدم إيمانهم بالقيامة من الأموات أو بالحياة الأبدية، أو من بعض أو كل هذه الأسباب مجتمعة.
لهذا قال السيد المسيح لليهود: “أنتم من أب هو إبليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا. ذاك كان قتالاً للناس من البدء” (يو8: 44).
كان اليهود يتكلمون على أنهم أبناء إبراهيم، ويتكلمون على أن موسى هو نبيهم وعلى الأسفار المقدسة التى كتبها لهم؛ أى على التوراة وباقى أسفار العهد القديم التى كتبها الأنبياء. بل كانوا يتكلمون على أن الله هو أباهم الواحد.
وقد رد السيد المسيح على كل هذه الأشياء موضحاً لهم أنها كلها كان المفروض أن تقودهم إلى الإيمان به وبرسالته، ولهذا فأنها ستشهد ضدهم لأنهم لم يؤمنوا به.
فحينما قالوا للسيد المسيح إن إبراهيم هو أبوهم، رد عليهم بقوله: “لو كنتم أولاد إبراهيم لكنتم تعملون أعمال إبراهيم” (يو8: 39).
وحينما قالوا له: “لنا أب واحد وهو الله” (يو8: 41). رد عليهم بقوله “لو كان الله أباكم لكنتم تحبوننى” (يو8: 42).
وبالنسبة لاتكال اليهود على أن لديهم التوراة وباقى الأسفار الإلهية، ويفتخرون بذلك قال لهم السيد المسيح: “فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية وهى التى تشهد لى. ولا تريدون أن تأتوا إلىّ لتكون لكم حياة” (يو5: 39، 40).
ونظراً لافتخارهم بأن نبيهم موسى الذى استلم الوصايا العشر وكتب التوراة أى الشريعة الإلهية، قال لهم السيد المسيح: “لا تظنوا أنى أشكوكم إلى الآب. يوجد الذى يشكوكم وهو موسى، الذى عليه رجاؤكم. لأنكم لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقوننى. لأنه هو كتب عنى. فإن كنتم لستم تصدقون كتب ذاك، فكيف تصدقون كلامى؟” (يو5: 45-47).
وقال لهم أيضاً: “أليس موسى قد أعطاكم الناموس وليس أحد منكم يعمل الناموس، لماذا تطلبون أن تقتلونى؟!” (يو7: 19).
 
قديم 16 - 07 - 2021, 03:16 PM   رقم المشاركة : ( 45803 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




لذلك قال معلمنا بولس الرسول: “إذاً لا شئ من الدينونة الآن على الذين هم فى المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح.. فإن الذين هم حسب الجسد فبما للجسد يهتمون، ولكن الذين حسب الروح، فبما للروح يهتمون. لأن اهتمام الجسد هو موت، ولكن اهتمام الروح هو حياة وسلام” (رو8: 1، 5، 6).
لقد قدّم السيد المسيح نفسه قدوة للوضع المثالى لحياة الإنسان. وطالب تلاميذه أن يتبعوا أثر خطواته حاملين الصليب منكرين ذواتهم ليتمكنوا من السلوك بحسب الروح بمعونة من الروح القدس، وبهذا يتأهلون لميراث ملكوت السماوات.
وقد شرح القديس يوحنا الإنجيلى أيضاً هذا المفهوم بقوله: “أما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله، أى المؤمنون باسمه. الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد، ولا من مشيئة رجل، بل من الله” (يو1: 12، 13).
بالطبع فإن القديس يوحنا يتكلم عن الميلاد الثانى وتجديد الروح القدس، وذلك بالنسبة للمؤمنين بالمسيح. وهذا على سبيل عطية النعمة.
أما بالنسبة للسيد المسيح شخصياً فقد ولد من العذراء مباشرة كابن لله، كما قال الملاك للعذراء مريم “القدوس المولود منك يدعى ابن الله” (لو1: 35).
والسيد المسيح باعتباره الله الكلمة له ميلاد واحد بحسب إنسانيته وهو ميلاده من العذراء مريم. ولكن له ميلاد آخر ينفرد به وحده وهو ميلاده بحسب لاهوته من الآب قبل كل الدهور. لذلك دُعى السيد المسيح “ابن الله الوحيد” وليس “ابن الله” فقط.
وقد قال السيد المسيح فى حديثه مع نيقوديموس عن الفداء: “لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد الجنس لكى لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية” (يو3: 16).
إن بنوة السيد المسيح للآب السماوى هى بنوة طبيعية، أما بنوتنا نحن فهى بالتبنى على سبيل النعمة. وحينما ولد السيد المسيح من العذراء مريم فقط، ظل هو الابن الوحيد الذى لم يولد من العذراء مريم آخر سواه فى تجسده الفريد باعتباره الله الكلمة المتجسد الذى نمجده فى كل رفع بخور وقداس فى صلواتنا الكهنوتية قائلين: {يسوع المسيح هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد بأقنوم واحد نسجد له ونمجده} (الأرباع الخشوعية التى يقولها الكاهن بين الخورس الأول والثانى فى رفع البخور).
 
قديم 16 - 07 - 2021, 03:16 PM   رقم المشاركة : ( 45804 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


” فتشوا الكتب ” (يو5: 39)
حدثت مواجهات كثيرة بين السيد المسيح واليهود، لخّصها القديس يوحنا الإنجيلى فى عبارته المشهورة “إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله” (يو1: 11).
وقال السيد المسيح عن موقف اليهود الرافضين له: “هذه هى الدينونة إن النور قد جاء إلى العالم، وأحب الناس الظلمة أكثر من النور لأن أعمالهم كانت شريرة” (يو3: 19). أى أن رفض اليهود لرسالة السيد المسيح كان نابعاً أساساً من محبتهم للمال أو محبتهم للعالم، أو محبتهم لذواتهم، أو محبتهم للشهوات الجسدية، أو لغرورهم أو لكبرياء قلوبهم، أو لمحبتهم للسلطة، أو محبتهم للمجد العالمى، أو لرغبتهم فى إثبات بر أنفسهم، أو لرغبتهم فى مملكة أرضية ترضى تطلعاتهم الزمنية، أو لعدم اكتراثهم بحاجتهم للخلاص من عبودية الشيطان والخطية، أو لعدم إيمانهم بالقيامة من الأموات أو بالحياة الأبدية، أو من بعض أو كل هذه الأسباب مجتمعة.
لهذا قال السيد المسيح لليهود: “أنتم من أب هو إبليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا. ذاك كان قتالاً للناس من البدء” (يو8: 44).
كان اليهود يتكلمون على أنهم أبناء إبراهيم، ويتكلمون على أن موسى هو نبيهم وعلى الأسفار المقدسة التى كتبها لهم؛ أى على التوراة وباقى أسفار العهد القديم التى كتبها الأنبياء. بل كانوا يتكلمون على أن الله هو أباهم الواحد.
وقد رد السيد المسيح على كل هذه الأشياء موضحاً لهم أنها كلها كان المفروض أن تقودهم إلى الإيمان به وبرسالته، ولهذا فأنها ستشهد ضدهم لأنهم لم يؤمنوا به.
فحينما قالوا للسيد المسيح إن إبراهيم هو أبوهم، رد عليهم بقوله: “لو كنتم أولاد إبراهيم لكنتم تعملون أعمال إبراهيم” (يو8: 39).
وحينما قالوا له: “لنا أب واحد وهو الله” (يو8: 41). رد عليهم بقوله “لو كان الله أباكم لكنتم تحبوننى” (يو8: 42).
وبالنسبة لاتكال اليهود على أن لديهم التوراة وباقى الأسفار الإلهية، ويفتخرون بذلك قال لهم السيد المسيح: “فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية وهى التى تشهد لى. ولا تريدون أن تأتوا إلىّ لتكون لكم حياة” (يو5: 39، 40).
ونظراً لافتخارهم بأن نبيهم موسى الذى استلم الوصايا العشر وكتب التوراة أى الشريعة الإلهية، قال لهم السيد المسيح: “لا تظنوا أنى أشكوكم إلى الآب. يوجد الذى يشكوكم وهو موسى، الذى عليه رجاؤكم. لأنكم لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقوننى. لأنه هو كتب عنى. فإن كنتم لستم تصدقون كتب ذاك، فكيف تصدقون كلامى؟” (يو5: 45-47).
وقال لهم أيضاً: “أليس موسى قد أعطاكم الناموس وليس أحد منكم يعمل الناموس، لماذا تطلبون أن تقتلونى؟!” (يو7: 19).
 
قديم 16 - 07 - 2021, 03:17 PM   رقم المشاركة : ( 45805 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


معرفة اليهود لله
ظن اليهود أنهم يعرفون الله وأنه هو إلههم ولكن السيد المسيح أظهر لهم أنهم كاذبون لأنهم رفضوا رسالته والإيمان بأن الله قد أرسله. ولهذا قال لهم:
“لستم تعرفوننى أنا ولا أبى. لو عرفتمونى لعرفتم أبى أيضاً” (يو8: 19).
“إن لم تؤمنوا أنى أنا هو تموتون فى خطاياكم” (يو8: 24).
“متى رفعتم ابن الإنسان حينئذ تفهمون أنى أنا هو” (يو8: 28).
“من نفسى لم آت، بل الذى أرسلنى هو حق الذى أنتم لستم تعرفونه، أنا أعرفه لأنى منه وهو أرسلنى” (يو7: 28، 29).
“أبى هو الذى يمجدنى الذى تقولون أنتم إنه إلهكم ولستم تعرفونه، أما أنا فأعرفه. وإن قلت إنى لست أعرفه أكون مثلكم كاذباً” (يو8: 54، 55).
من هذا يتضح أن السيد المسيح قد أكّد مرارًا لليهود أنهم كاذبون فى ادعائهم أنهم يعرفون الله ويعبدونه. لأن من يرفض إرسالية السيد المسيح يكون قد رفض الله وهو واهم فى الإدعاء بأنه يعرف الله ويعبده.
ولكن هذا الكلام لم ينطبق على اليهود الذين آمنوا بالسيد المسيح بل قال لهم: “إنكم إن ثبتم فى كلامى فبالحقيقة تكونون تلاميذى، وتعرفون الحق، والحق يحرركم” (يو8: 31، 32).
 
قديم 16 - 07 - 2021, 03:17 PM   رقم المشاركة : ( 45806 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




رغبة اليهود فى قتل السيد المسيح
أراد السيد المسيح أن يبين لليهود الفرق بينهم وبين إبراهيم الذى يفتخرون بأنه أبوهم فقال لهم: “أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرى يومى فرأى وفرح” (يو8: 56). فقال له اليهود: “ليس لك خمسون سنة بعد أفرأيت إبراهيم؟” (يو8: 57). أجابهم يسوع: “الحق الحق أقول لكم قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن” (يو8: 58). “فرفعوا حجارة ليرجموه أما يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مجتازًا فى وسطهم ومضى هكذا” (يو8: 59).
وقد ظلت المواجهات بين السيد المسيح واليهود مستمرة حتى وصلت إلى ذروتها، حينما أقام لعازر من الأموات وفى أحداث الأسبوع السابق لصلبه وبالفعل تآمروا عليه وصلبوه، ولكنه نقض تآمرهم بانتصاره الساحق على الموت بقيامته حياً من الأموات وصعوده إلى السماوات وإرساله الروح القدس لكى يشهد الرسل بقيامته ببرهان الروح والقوة.
 
قديم 16 - 07 - 2021, 03:18 PM   رقم المشاركة : ( 45807 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




التعليم عن الاتضاع فى خدمة السيد المسيح

كما سلك السيد المسيح فى اتضاع فائق وإخلاء ذات؛ هكذا علّم عن الاتضاع فى خدمته، إلى أن أتى إلى غسل الأرجل والآلام والصليب حيث رأينا الاتضاع يتألّق فوق قمة الجلجثة. ولهذا نستمع إلى تعاليم السيد المسيح باعتباره قد عمل وعلّم “جميع ما ابتدأ يسوع يفعله ويعلم به” (أع1: 1).
المتكآت الأولى
دُعى السيد المسيح إلى بيت أحد رؤساء الفريسيين فى يوم السبت ليأكل. ولاحظ كيف اختار المدعوون المتكآت الأولى، وتسابقوا متنافسين عليها.
لاحظ كيف ينهزم الإنسان داخلياً، حينما يسعى للتفوق على غيره، متجاهلاً مشاعر الآخرين، وبلا أى نفع يجنيه سوى محبته للظهور وإثبات الوجود الذى بلا ثمرة.
فقال للمدعوين مثلاً: “متى دعيت من أحد إلى عرس فلا تتكئ فى المتكأ الأول، لعلَّ أكرم منك يكون قد دُعى منه. فيأتى الذى دعاك وإياه ويقول لك أعطِ مكاناً لهذا. فحينئذٍ تبتدئ بخجل تأخذ الموضع الأخير. بل متى دعيت فاذهب واتكئ فى الموضع الأخير، حتى إذا جاء الذى دعاك يقول لك: يا صديق ارتفع إلى فوق. حينئذ يكون لك مجد أمام المتكئين معك. لأن كل من يرفع نفسه يتضع، ومَن يضع نفسه يرتفع” (لو14: 8-11).
بالرغم من بساطة المثل، إلا أنه ممتلئ بالحكمة، ويتميز بالتصوير الدقيق للمعنى الذى قصده السيد المسيح.
الإنسان المتضع يجد سهولة كبيرة فى أن يجلس فى المتكأ الأخير، أى فى الموضع الأخير. بل يعتبر أن هذا هو مكانه الطبيعى، وأنه لا يستحق مكاناً أفضل منه. كما أنه يفرح بتقديم غيره على نفسه “مقدمين بعضكم بعضاً فى الكرامة” (رو12: 10). حاسبين البعض أفضل من أنفسهم.
المثل الذى أعطاه السيد المسيح، أوضح بأجلى صورة كيف أن محب الكرامة يعرّض نفسه لمواقف يسئ بها إلى نفسه وكرامته. وكيف أن الكرامة الحقيقية هى فى الهروب من الكرامة.
محب الكرامة يتعب دائماً إذا لم يحصل على رغباته، ويتعب من إهمال الآخرين له.
محب الكرامة يتعب إذا لم يمدحه أحد، ويتعب إذا مُدح غيره.
محب الكرامة يستجدى المديح من الناس، فإذا لم يمدحه أحد يبدأ هو فى مديح نفسه، وفى الحديث عما يراه فى أعماله من أسباب العظمة ودواعى الشكر والمديح. مع أن الكتاب يقول: “ليمدحك الغريب لا فمك، الأجنبى لا شفتاك” (أم27: 2).
كل هذه المعانى نستطيع أن نتعلمها من المثل الذى قاله السيد المسيح. ونتعلم أيضاً أن من يهرب من الكرامة، تجرى خلفه وترشد جميع الناس إليه. فالناس بطبيعتهم يميلون إلى الإنسان المتضع، ويرتاحون للتعامل معه. لأنهم يشعرون بتحرره من الأنانية، والانحصار حول الذات، وأنه يقدّم الآخرين على نفسه مقدّراً إياهم، وشاعراً بأنهم أفضل منه.
المتضع يحبه الناس، والمتعالى يثير فيهم مشاعر الرفض وعدم الارتياح.
المتضع يشبه منحدراً متسعاً تجتمع إليه المياه وتملأه. والمتعالى يشبه قمة أو نتوءًا عالياً لا تستقر فوقه المياه، بل تتركه سريعاً منحدرة إلى أسفل. هكذا تملأ النعمة الإلهية قلوب المتضعين.
هناك من يحب الظهور فيظهر كبرياءه، وهناك من يختفى فيتألق اتضاعه ويجتذب إليه الجميع.
محبة المتكأ الأخير تحتاج إلى اقتناع داخلى، وتحتاج إلى تدريب، وتحتاج إلى يقظة روحية وعين ساهرة متطلعة نحو إشراق الملكوت على النفس، حيث ترى فى المسيح فرحها وسعادتها التى تغنيها عن كل مجد زائل وخادع.
سباق المظاهر
تكلّم السيد المسيح موجهاً تعليمه إلى الفريسى الذى دعاه: “إذا صنعت غذاءً أو عشاءً، فلا تدعُ أصدقاءك، ولا إخوتك، ولا أقربائك، ولا الجيران الأغنياء. لئلا يدعوك هم أيضاً فتكون لك مكافأة. بل إذا صنعت ضيافة فادع المساكين، الجدع، العرج، العمى. فيكون لك الطوبى إذ ليس لهم حتى يكافوك. لأنك تكافى فى قيامة الأبرار” (لو14: 12-14).
تصوّر رئيس الفريسيين الذى استضاف السيد المسيح ليأكل فى منزله، أن السيد المسيح سوف يفرح بكبار القوم والأغنياء والشخصيات المرموقة التى توافدت على البيت لحضور الوليمة.
ولكن السيد المسيح فى تواضعه كان يميل بالأكثر إلى مجالسة الفقراء والبسطاء، والمساكين.
لم يسترح الرب لتنافس المدعوين على المتكآت الأولى ومشاعر العظمة التى ملأت قلوبهم. كما لم يكن شخصياً تهمه الأمجاد العالمية ولا مجيء هؤلاء الأغنياء لمشاهدته، بل كان يهتم بغنى النفس فى المحبة والتواضع و”زينة الروح الوديع الهادئ” (1بط3: 4).
كل إنسان مثل ذلك الرجل يصنع وليمة، يفتخر بمن دعاهم من الأغنياء، ويبذل قصارى جهده لتظهر وليمته متفوقة على غيره من الأقران. وبهذا تنتشر مظاهر البذخ والترف فى الولائم وفى مناسبات الأفراح وغيرها. ويتسابق الناس فى دعوة الأغنياء الذين يتبادلون معهم إقامة مثل هذه الحفلات والولائم. وذلك فى الوقت الذى يعانى فيه الفقراء من العوز والجوع.
ولا يقيم مثل هذا الشخص مائدة بهدف إرضاء الله، بل هدفه الوحيد هو إرضاء الغرور، وإرضاء البشر، وتبادل المتعة والمنفعة.
لابد لكل عمل يعمله الإنسان أن يكون بدافع الخير والمحبة، ولخير المجتمع الذى يعيش فيه ولبناء ملكوت الله. ليتمجد الله فى كل شئ.
وينبغى أن يجعل الإنسان له هدفاً مقدساً لكل عمل يقوم به.
المحبة الباذلة
المتضع يستطيع أن يسلك فى المحبة بلا عائق. فالكبرياء تصنع حجاباً على عينى الإنسان فلا يبصر
حلاوة المحبة وجمالها الفائق الاتضاع.
كثير من الناس يشفقون على حال الفقراء، ويتمنون أن يخدموهم، ولكن خدمة المساكين تحتاج إلى من ينزل إلى مستواهم، ويشاركهم ما هم فيه من معاناة وعوز.
وقد قدّم السيد المسيح نصيحة ثمينة للرجل الذى دعاه، ولكل من سمعوا تعليمه الممتلئ بالحكمة الإلهية “إذا صنعت ضيافة فادع المساكين، الجدع، العرج، العمى. فيكون لك الطوبى” (لو14: 13، 14).
ألم يتنازل السيد الرب نفسه حينما تجسد إلى ذُلنا وتواضعنا، ليرفعنا إليه، لنتمتع بمجده فى ملكوته السماوى، ولنجلس معه على مائدته فى ملكوته.
هل نحن كنا أحسن حالاً من هؤلاء المساكين الجدع والعرج والعمى، حينما كنا مستعبدين لإبليس وللموت قبل أن يخلصنا السيد المسيح من خطايانا، ويصالحنا مع الله أبيه؟!
إن ما طالب به السيد المسيح فى مسألة الوليمة هو شئ يسير، وصورة مصغّرة جداً لما فعله هو معنا حينما دعانا إلى التمتع بمجده.
أليست محبته هى التى جعلته يحتمل الذل والهوان، فى اتضاع كبير، ليحررنا من مذلتنا وعبوديتنا المُرة، وليفتح أعين قلوبنا بعد العمى، وليحرك طاقات طبيعتنا بعد العجز الكامل والبؤس والضياع؟!.
حقاً إن المحبة تتشح بالاتضاع، والاتضاع يرافق المحبة، فاتحاً الطريق أمامها حتى تكمل عملها بفرح ومسرة.
 
قديم 16 - 07 - 2021, 03:18 PM   رقم المشاركة : ( 45808 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




المتكآت الأولى
دُعى السيد المسيح إلى بيت أحد رؤساء الفريسيين فى يوم السبت ليأكل. ولاحظ كيف اختار المدعوون المتكآت الأولى، وتسابقوا متنافسين عليها.
لاحظ كيف ينهزم الإنسان داخلياً، حينما يسعى للتفوق على غيره، متجاهلاً مشاعر الآخرين، وبلا أى نفع يجنيه سوى محبته للظهور وإثبات الوجود الذى بلا ثمرة.
فقال للمدعوين مثلاً: “متى دعيت من أحد إلى عرس فلا تتكئ فى المتكأ الأول، لعلَّ أكرم منك يكون قد دُعى منه. فيأتى الذى دعاك وإياه ويقول لك أعطِ مكاناً لهذا. فحينئذٍ تبتدئ بخجل تأخذ الموضع الأخير. بل متى دعيت فاذهب واتكئ فى الموضع الأخير، حتى إذا جاء الذى دعاك يقول لك: يا صديق ارتفع إلى فوق. حينئذ يكون لك مجد أمام المتكئين معك. لأن كل من يرفع نفسه يتضع، ومَن يضع نفسه يرتفع” (لو14: 8-11).
بالرغم من بساطة المثل، إلا أنه ممتلئ بالحكمة، ويتميز بالتصوير الدقيق للمعنى الذى قصده السيد المسيح.
الإنسان المتضع يجد سهولة كبيرة فى أن يجلس فى المتكأ الأخير، أى فى الموضع الأخير. بل يعتبر أن هذا هو مكانه الطبيعى، وأنه لا يستحق مكاناً أفضل منه. كما أنه يفرح بتقديم غيره على نفسه “مقدمين بعضكم بعضاً فى الكرامة” (رو12: 10). حاسبين البعض أفضل من أنفسهم.
المثل الذى أعطاه السيد المسيح، أوضح بأجلى صورة كيف أن محب الكرامة يعرّض نفسه لمواقف يسئ بها إلى نفسه وكرامته. وكيف أن الكرامة الحقيقية هى فى الهروب من الكرامة.
محب الكرامة يتعب دائماً إذا لم يحصل على رغباته، ويتعب من إهمال الآخرين له.
محب الكرامة يتعب إذا لم يمدحه أحد، ويتعب إذا مُدح غيره.
محب الكرامة يستجدى المديح من الناس، فإذا لم يمدحه أحد يبدأ هو فى مديح نفسه، وفى الحديث عما يراه فى أعماله من أسباب العظمة ودواعى الشكر والمديح. مع أن الكتاب يقول: “ليمدحك الغريب لا فمك، الأجنبى لا شفتاك” (أم27: 2).
كل هذه المعانى نستطيع أن نتعلمها من المثل الذى قاله السيد المسيح. ونتعلم أيضاً أن من يهرب من الكرامة، تجرى خلفه وترشد جميع الناس إليه. فالناس بطبيعتهم يميلون إلى الإنسان المتضع، ويرتاحون للتعامل معه. لأنهم يشعرون بتحرره من الأنانية، والانحصار حول الذات، وأنه يقدّم الآخرين على نفسه مقدّراً إياهم، وشاعراً بأنهم أفضل منه.
المتضع يحبه الناس، والمتعالى يثير فيهم مشاعر الرفض وعدم الارتياح.
المتضع يشبه منحدراً متسعاً تجتمع إليه المياه وتملأه. والمتعالى يشبه قمة أو نتوءًا عالياً لا تستقر فوقه المياه، بل تتركه سريعاً منحدرة إلى أسفل. هكذا تملأ النعمة الإلهية قلوب المتضعين.
هناك من يحب الظهور فيظهر كبرياءه، وهناك من يختفى فيتألق اتضاعه ويجتذب إليه الجميع.
محبة المتكأ الأخير تحتاج إلى اقتناع داخلى، وتحتاج إلى تدريب، وتحتاج إلى يقظة روحية وعين ساهرة متطلعة نحو إشراق الملكوت على النفس، حيث ترى فى المسيح فرحها وسعادتها التى تغنيها عن كل مجد زائل وخادع.
 
قديم 16 - 07 - 2021, 03:21 PM   رقم المشاركة : ( 45809 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


سباق المظاهر
تكلّم السيد المسيح موجهاً تعليمه إلى الفريسى الذى دعاه: “إذا صنعت غذاءً أو عشاءً، فلا تدعُ أصدقاءك، ولا إخوتك، ولا أقربائك، ولا الجيران الأغنياء. لئلا يدعوك هم أيضاً فتكون لك مكافأة. بل إذا صنعت ضيافة فادع المساكين، الجدع، العرج، العمى. فيكون لك الطوبى إذ ليس لهم حتى يكافوك. لأنك تكافى فى قيامة الأبرار” (لو14: 12-14).
تصوّر رئيس الفريسيين الذى استضاف السيد المسيح ليأكل فى منزله، أن السيد المسيح سوف يفرح بكبار القوم والأغنياء والشخصيات المرموقة التى توافدت على البيت لحضور الوليمة.
ولكن السيد المسيح فى تواضعه كان يميل بالأكثر إلى مجالسة الفقراء والبسطاء، والمساكين.
لم يسترح الرب لتنافس المدعوين على المتكآت الأولى ومشاعر العظمة التى ملأت قلوبهم. كما لم يكن شخصياً تهمه الأمجاد العالمية ولا مجيء هؤلاء الأغنياء لمشاهدته، بل كان يهتم بغنى النفس فى المحبة والتواضع و”زينة الروح الوديع الهادئ” (1بط3: 4).
كل إنسان مثل ذلك الرجل يصنع وليمة، يفتخر بمن دعاهم من الأغنياء، ويبذل قصارى جهده لتظهر وليمته متفوقة على غيره من الأقران. وبهذا تنتشر مظاهر البذخ والترف فى الولائم وفى مناسبات الأفراح وغيرها. ويتسابق الناس فى دعوة الأغنياء الذين يتبادلون معهم إقامة مثل هذه الحفلات والولائم. وذلك فى الوقت الذى يعانى فيه الفقراء من العوز والجوع.
ولا يقيم مثل هذا الشخص مائدة بهدف إرضاء الله، بل هدفه الوحيد هو إرضاء الغرور، وإرضاء البشر، وتبادل المتعة والمنفعة.
لابد لكل عمل يعمله الإنسان أن يكون بدافع الخير والمحبة، ولخير المجتمع الذى يعيش فيه ولبناء ملكوت الله. ليتمجد الله فى كل شئ.
وينبغى أن يجعل الإنسان له هدفاً مقدساً لكل عمل يقوم به.
المحبة الباذلة
المتضع يستطيع أن يسلك فى المحبة بلا عائق. فالكبرياء تصنع حجاباً على عينى الإنسان فلا يبصر
 
قديم 16 - 07 - 2021, 03:21 PM   رقم المشاركة : ( 45810 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


حلاوة المحبة وجمالها الفائق الاتضاع.
كثير من الناس يشفقون على حال الفقراء، ويتمنون أن يخدموهم، ولكن خدمة المساكين تحتاج إلى من ينزل إلى مستواهم، ويشاركهم ما هم فيه من معاناة وعوز.
وقد قدّم السيد المسيح نصيحة ثمينة للرجل الذى دعاه، ولكل من سمعوا تعليمه الممتلئ بالحكمة الإلهية “إذا صنعت ضيافة فادع المساكين، الجدع، العرج، العمى. فيكون لك الطوبى” (لو14: 13، 14).
ألم يتنازل السيد الرب نفسه حينما تجسد إلى ذُلنا وتواضعنا، ليرفعنا إليه، لنتمتع بمجده فى ملكوته السماوى، ولنجلس معه على مائدته فى ملكوته.
هل نحن كنا أحسن حالاً من هؤلاء المساكين الجدع والعرج والعمى، حينما كنا مستعبدين لإبليس وللموت قبل أن يخلصنا السيد المسيح من خطايانا، ويصالحنا مع الله أبيه؟!
إن ما طالب به السيد المسيح فى مسألة الوليمة هو شئ يسير، وصورة مصغّرة جداً لما فعله هو معنا حينما دعانا إلى التمتع بمجده.
أليست محبته هى التى جعلته يحتمل الذل والهوان، فى اتضاع كبير، ليحررنا من مذلتنا وعبوديتنا المُرة، وليفتح أعين قلوبنا بعد العمى، وليحرك طاقات طبيعتنا بعد العجز الكامل والبؤس والضياع؟!.
حقاً إن المحبة تتشح بالاتضاع، والاتضاع يرافق المحبة، فاتحاً الطريق أمامها حتى تكمل عملها بفرح ومسرة.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 07:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025