منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03 - 07 - 2014, 06:23 PM   رقم المشاركة : ( 4571 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,340,984

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

صراخ نصف الليل

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
شبّه يسوع ملكوت الله بأمور مختلفة في سبعة امثال في انجيل متى 13، اما في متى 25، فيقول ان ملكوت السماء سوف يشبه، اذ قال "حينئذ"، ويقصد ما ستكون عليه المسيحية في آخر الايام..
ويؤكد يسوع بشكل نبوي على ما ستكون عليه المسيحية في الختام، ويشبهها بعشرة عذارى تنتظر العريس الذي سيعود ويأخذ الذين ينتظرونه... والفكرة السريعة الاولى باستخدام كلمة "عذارى ينتظرن العريس"، هي ان العلاقة بين الرب يسوع والمؤمنين به، هي علاقة عريس بخطيبته العذراء، اي انهاعلاقة محبة، وليست علاقة خارجية شكلية دينية. وهم عذارى، اي ان اهم ما يميزهن هو الامانة والولاء والاخلاص للعريس زمان غيابه... واللقاء بين كليهما هو لقاء فرح واحتفال وبهجة ابدية... لكن العريس عندما وصل، لم يأخذ جميع العذارى، بل ادخل الى العرس فقط خمسة منهن.. وعودة العريس المفاجئة وغير المتوقعة تؤكد على ولاء العذراء الدائم والمستمر، مع انها لا تعلم متى يعود عريسها..
ومع ان جميعهن عذارى وكن في انتظار العريس، لكن نصفهن لم يدخلن مع العريس، فليس جميع الذين ادّعين انهن ينتظرنه، قبلهنّ العريس، بل رفض بعضهن بشكل قاطع ونهائي... والكتاب يؤكّد ان جميعهن نعسن ونمنن اي ان جميع المسيحيين ضعفن وابتعدن عن الانجيل بسبب الليل الحالك .. ففترة غياب المسيح هي ليل، والليل كل مرة يزداد سوادا وظلاما من الناحية الادبية.. واليوم نحن نعاصر الليل في اشد لحظات ظلامه من الناحية الاخلاقية، فالمسيحية نامت وابتعدت عن المسيح، مع ان الجميع ما زال يتبعه بشكل خارجي .... وفي نصف الليل، اي في هذه الايام، حدث صراخ شديد " العريس مقبل! هلم اخرجن للقائه".... وهكذا نهض الجميع، واليوم نشهد انتفاضة روحية في كل ارجاء العالم المسيحي، الانجيلي والتقليدي، لكن بقي ويبقى الحد الفاصل بين مجموعتين متميزتين، قبِلَ يسوع احداها، ورفض الاخرى، رغم التشابه الكبير بينهن...
والان دعنا ننبّر عن اوجه الشبه واوجه الخلاف بين المجموعتين، ولماذا رفض يسوع قسماً، وقبِلَ الآخر؟!!.... تتشابه المجموعتان، في ان كلتيهما تتبعان المسيح، واسم المسيح كان على جميعهن.. فمن الناحية الشكلية الخارجية، لا يوجد اي فرق بين المجموعتين، فكلتاهما نامتا، وكلتاهما نهضتا عند الصراخ، وكلتاهما حملتا المصابيح، اي الشهادة الخارجية انهما من اتباع المسيح... فكلتا المجموعتين تحملان الشهادة المسيحية، وجميعهن ينادين بالمسيح، ويتكلّمن عن المسيح، ويستخدمن الانجيل، ويواظبن على الكنائس وينادين بالامانة للمسيح!!...
لكن الفرق هو داخلي فقط، وقرار المسيح برفض احدى المجموعتين، يعني ان المسيح هو الذي سيقرر، وهو لا يهمه كثيرا المنظر والمظهر والشكل والتدين التقليدي، وممارسة المسيحيين من الناحية الخارجية، والمعرفة الكتابية لا تكفي، ولا يهمه الانتماء الديني والتسمية الاجتماعية.. بل قرار يسوع الجدي والحاسم، مرة والى الابد، لخطير جدا، وقد قال يسوع هذا المثل كتحذير وتنبيه، لئلا يعتمد اتباعه على الشكل الخارجي ويكتفون بالمظهر الديني... والفرق بين المجموعتين كان فقط في الزيت في داخل المصباح، فاحدى المجموعتين، اكتفت بالمظهر بحمل االمصباح واقنعت ذاتها ومَن حولها ان ذلك كان كافيا للقبول الالهي... لكن قول يسوع يدعو الجميع ان الى الفحص الجدي لحقيقة اتّباعهم للمسيح، فأول علامة للذين سوف يرفضهم، هي انهم لا يفحصون ذواتهم في ضوء كلمة الله، بل هم مطمئنون من خلاصهم، مع ان المسيح دعانا الى تفتيش الكتاب المقدس لئلا نظن اننا نملك الحياة الابدية بشكل تلقائي وعفوي (يو 5). والمؤسف ان كل جماعة او كنيسة اليوم تبدي اليقين والتأكيد على حصولها على الحياة الابدية، وهي غير مستعدة لاعادة فحص ذاتها وافكارها وتعليمها في ضوء كلمة الله.... وانا ارى خطورة بالغة في ذلك، واني لعلى يقين ان كل جماعة لا تدعو اتباعها الى اعادة الفحص بكل جدية، لا بد ان تكون من االمخادعين الذين يخدعون الناس ويطمئنون الناس طمأنينة كاذبة...
ان الفرق هو فقط في امتلاك الزيت، لان المصباح او القنديل لا يمكن ان ينير في الظلمة الحالكة الا بوجود الزيت واشتعاله، والزيت هو ليس جزءا من الانسان، بل على الانسان امتلاكه وشراؤه، وهو ليس ذاتي، فالذي لا يفحص ذاته في نور كلمة الله، لا بد مخدوع، والذي يظن ان له حياة ابدية معتمدا على اعماله وطيب قلبه ونقاوة داخله، لا بد ان يكون مرفوضا من الله، بل علينا الذهاب الى الكتاب المقدس كلمة الله الحية، وامتلاك الزيت، والا فلن يفيد شيئا من الممارسات الدينية، حتى ولو كان الشخص واعظا رنّانا... ومن اسوأ الافكار الشائعة، ما قاله وكتبه احدهم ان الكتاب المقدس ليس المعتمد الوحيد للمسيحية، وهو ليس المرجع الكافي والوافي للمسيحيين. لا بد ان هذه الفكرة شيطانية ومضلة....
والزيت هو المحك الوحيد والفاصل الاكيد والبرهان الوطيد للقبول الالهي للانسان، اما باقي الامور لا شك انها ثانوية وغير اساسية.. والزيت بحسب الفكر الالهي هو الروح القدس في قلب الانسان، الذي يسكن في اعماق الانسان التائب والذي يطلب المسيح بكل قلبه وبكامل وعيه وبقرار شخصي حقيقي... والزيت هو طلب الانسان للامر الالهي اي ان الانسان الذي جُلّ غايته ايّ امر عالمي وجسدي، وليس الالهي، لا بد انه مرفوض في المحكمة الالهية... والزيت هو نتاج عصر الزيتون، ان اننا نحصل على الروح القدس، فقط من معصرة الزيت وليس من ذواتنا... وكلمة جتسيماني اي بستان الصليب تعني في اللغة العبرية معصرة الزيت وهي بلا شك الصليب... اي ان الانسان بكل بساطة وصدق، يشعر ويقتنع بحاجته المسيح، اي الى الزيت لينير في الظلمة، فيلجأ الى الصليب، ويتأمل في عصر المسيح المصلوب بالالام، بديلا عنه.. وعند اكتشافه مدى الام المسيح لاجله لان يسوع قدوس وكامل ولم يخطئ بل مات بديلا عنا لكي يفدينا ويخلصنا، هذا اللقاء الحي بين الشخص وبين المصلوب، ان كان حقيقيا، لا بد ان يسيل زيت الروح القدس الى قلبه ويملأ حياته وقلبه وعقله ومشاعره بالانارة الروحية والحب للمسيح والامانة لمَن مات لاجله وقام...واختار يسوع الرقم خمسة لانه رقم النعمة ورقم المسئولية... فالخلاص والحياة الابدية يتمّان باجتماع النعمة الالهية ومسؤولية الانسان لطلب تلك النعمة، وموقف الانسان يحدّد دخوله الى فرح سيده، ام اغلاق الباب في وجهه الى الابد... فمَن يكتفي بحمل المصباح في منتصف الليل من دون زيت الروح القدس المنسال من حول معصرة الصليب، لا بد انه قد حدّد مصيره الابدي، ولكن سيصاب بالصدمة الابدية..
لا بد ان المسيح نطق بهذا المثل ليوقظنا وليجنّبنا الصدمة، وليدعونا الى الفحص الصادق الذاتي، واعطاء المجال لكلمة الله، كنور كاشف لنسلطه على قلوبنا وحياتنا.. لا بد ان العريس يريد العشرة العذارى معه في الفرح الابدي، لكنه سيضطر الى رفض البعض، لانهم اكتفوا بأفكارهم، ولم يكونوا مستعدين بتواضع ووداعة الى اعادة فحص ذواتهم وتغيير مسار حياتهم...
 
قديم 03 - 07 - 2014, 06:25 PM   رقم المشاركة : ( 4572 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,340,984

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

النمو والنضوج والبلوغ

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لا يولد أحد رجلا بالغا، بل جميعنا نولد اطفالا، ثم أولادا ثم أحداثا ثم شبابا ثم كهولا ثم رجالا وأخيرا شيوخا مسنين.... فالحياة نمو متواصل ومستمر إلى أن نبلغ مرحلة النضوج...
كما النباتات أيضا بذار ثم نبتة ثم أشجار شاهقة.... والنمو والنضوح هو جسماني وعاطفي وعقلاني إدراكي وأيضا نضوج روحي ونضوج إجتماعي...
كلنا نحب الاطفال والاولاد، لكن لا احد يقبل ان يبقى الاولاد صغارا غير ناضجين كل الوقت، بل نريدهم ان ينموا إلى يصلوا مرحلة البلوغ، فنفتخر بهم كثمار زواجنا.... والحياة بصعوباتها وتحدياتها وازماتها تعمل لدفع البشر من مرحلة إلى اخرى اكثر نضوجا وبلوغا... لا شك ان التوقف عن النمو وعدم الوصول إلى مرحلة النضوج كلاهما يشكّلان ازمة جدية للانسان، فليس من الطبيعي ان يبقى الانسان طفلا وطفيليا، معتمدا على غيره في كل احتياجاته... فالانسان الذي بعد اربعين عاما، ما زالا طفلا في التفكير والتصرف، لا بد ان يكون معاقا وغير طبيعي، ويدعو إلى القلق والتفكير والمعالجة....
ويمكننا ان نصنّف النضوج الروحي كالاهم في حياة البشر، ويمكن وضعه في اعلى سلم الاولويات... فالجانب الروحي للانسان هو الاسمى والاكثر اهمية، فليس العلم واللباس كل شيء.. ويأتي بعد النضوج الروحي، النضوع العقلي والادراكي والفهمي، وبعده يأتي النضوج العاطفي والشعوري، واخيرا النضوج الجسدي والجسماني في اسفل سلم الاولويات، وكل هذا يقود إلى النضوج الاجتماعي، اي المقدرة على التعايش مع الاخرين وامكانية التعامل والتكيف في حياة المجموعة، سواء كانت المجتمع او الكنيسة او اية جماعة يعيش فيها الفرد...
والنمو الجسماني لاجسادنا ينتقل من مرحلة الطفولة، التي فيها يحتاج الطفل إلى الاخرين خاصة امه واخواته، في تتميم كل مهام حياته وتسديد حاجاته اليومية، إلى ان يعبر إلى مرحلة الشباب، التي تبدأ في جيل المراهقة، التي فيها يشعر الانسان بتغييرات في جسمه.. وبعد ذلك يصل إلى مرحلة الرجولة اي النضوج المتكامل للجسم، ليتمكن من الاعتماد على نفسه والاتكال على ذاته.....وفي مرحلة المراهقة التي هي مرحلة تتوسط بين الطفولة والرجولة، يتخبط الانسان ليكوّن هويته الخاصة به، إلى ان يكوّن شخصيته التي يؤثر عليها التغييرات الجسمانية سواء كان شابا او فتاة... وفي هذه المرحلة يتكامل الجسم جنسيا، مما يؤهله للزواج وبناء عائلة مستقلة به...والنمو العقلاني او الادراكي يبنيه على اساس المعرفة المتزايدة من خلال الكتب وارشاد الاهل والمدرسة والكنيسة، مما يطوّر امكانياته وقدراته العقلية، لادراك اكثر واستيعاب اوسع.. اما النضوج العاطفي فينتقل الانسان من التعلق العاطفي باهله خاصة بامه واخوته واصدقائه إلى الاستقلال العاطفي الكامل والانفصال عاطفيا عن الاخرين، فيتمكن من الاستقرار العاطفي والهدوء النفسي، فتقل وتضعف الحاجة العاطفية القوية للاخرين...
واخيرا النضوج الروحي اي البلوغ إلى مرحلة من الفهم الروحي للعالم غير المنظور والاستقرار الروحي، وتكوين شخصية روحية قادرة، ليس فقط على الاخذ بل على العطاء والتضحية ومساعدة الاخرين وخاصة انجاز مشروع الهي وخطة سماوية في هذا العالم.... وكما نولد اطفالا في هذا العالم، هكذا من الناحية الروحية، نولد اطفالا. في البداية نحتاج إلى اللبن العقلي اي إلى كلمة الله التي تبنينا روحيا. وكما نجتاز مرحلة الطفولة ونصل إلى جيل المراهقة، هكذا نصل روحيا من مرحلة الطفولة الروحية المعتمدة على الاخرين إلى مرحلة المراهقة التي فيها نتخبط روحيا ونواجه صراعات عنيفة وشرسة بين الاهواء العالمية والميول الدنيوية من جهة، وبين الطموحات الروحية والحياة المرضية لله من جهة اخرى.. وعندما نخرج من مرحلة المراهقة، نكون قد كوّنّا شخصية روحية مستقلة تتسم بالهدوء الداخلي والاستقرار الروحي والنضوج الروحي التي فيها نكون قد تبنينا الرزانة والوقار والاكتمال الروحي.. لا نعني اننا صرنا كاملين بل مكتملي النضوج.... وعندما نكون ناضجين جسمانيا وعاطفيا وادراكيا وروحيا، نكون مؤهّلين واكفاء للتعايش مع الاخرين، ونكون اعضاء مساهمين لبنيان المجتمع وبنيان الكنيسة...... وكم تحتاج الكنائس خاصة، والمجتمعات عامة إلى اناس ناضجين وبالغين ومستقلّين عاطفيا وعقليا وروحيا....
لا شك اننا نتفق ان في هذه الايام المجتمعات تتخبط وتهتز وتسير بين الامواج والعواصف من كل جانب، ولا يمكن ان نخفي أيضا ان الكنائس أيضا تعاني من الاهتزاز والتخبط والتشويش والصراعات... نظرة فاحصة سريعة تثبت بشكل دامغ انه لو كان البشر افرادا ناضجين بكل معنى الكلمة، لما تخبطت المجموعات...والمجتمع سواء كان الكنيسة او المجتمع العام مكوّن من اناس من مختلف مراحل النضوج، ففيها الرجال الناضجون والشباب في مرحلة النمو وأيضا الاطفال غير الناضجين. لكن تصوّروا معي، لو كانت الكنيسة مكوّنة فقط من اطفال غير ناضجين روحيا ولا ناضجين عاطفيا ولا فكريا ... ماذا يحدث لمجتمع كله اطفال؟؟... تخيل لو انك ترى فقط اطفالا غير ناضجين في المدارس والبيوت والمصانع والكنائس وفي كل مكان!.... ماذا يحدث لمجتمع كل افراده من الاطفال الحلوين، لكن غير الناضجين؟.. رغم الجانب الايجابي، لكنهم حتما سيقودون المجتمع إلى الدمار والضياع او على الاقل إلى التيهان وعدم انتاج اي شيء حتى ولو سادت النوايا الجيدة.... لو كان الجميع اطفالا، لاختلفوا على كل شيء وتخاصموا على كل امر، وتنازعوا بخصوص كل فكرة، وتصادموا لاتفه الاسباب وتشاجروا لاسخف الامور، ولامتلأت المستشفيات بالمصابين ولما انجزوا اي انجاز ولما حققوا اي مشروع.....رغم الدوافع النقية والنوايا الصالحة، لكن لنعترف ان المجتمعات عامة بما فيها الكنائس تعيش التخبط اليومي، مما يدل على ان معظم اعضاءها وقسم لا بأس به من القادة، هم من الاطفال غير الناضجين، فلا يعلمون كيف يتصرفون في مختلف المواقف، فهذا يقترح شيئا وذلك يقترح امرا اخرا، ويبدو ان كثيرين ما زالوا في مرحلة المراهقة، فمعظمهم غير ناضجين روحيا فليس لهم التمييز الروحي للحكم الصحيح والتشخيص السليم للامور، وليسوا ناضجين عاطفيا، فهم ما زالوا متعلّقين عاطفيا بالماضي وبالاخرين، فالرعب يسيطر على قلوبهم والخوف يعتريهم خاصة عند اتخاذ القرارات المتنوعة. وكثيرون ليسوا ناضجين ادراكيا، فمعرفتهم محدودة، رغم انهم ربما يكونون ناضجين جسمانيا..... ففي الظاهر ترى رجالا ونساءا، وليس اولادا واطفالا، ولكن عند الكلام والتحليل والتفكير والتصرف والمواقف وردود الفعل، لا تجد امامك الا اطفالا في التفكير، واولادا في المسؤولية واولادا في القيادة، فالوعظ بدائي والصلوات لا تتغير والتفاهم والتعايش مع الاخرين شبه معدوم، فأقل الامور تسبب الخصومات، ومعظم الناس يركضون كالاطفال باحثين عن منبر للظهور والتباهي، فهدف الكلام اناني وهدف الخدمة والوعظ ذاتيان وهدف كل التحركات تافه لا معنى له.... فكثيرون يركضون ويعملون، والنشاطات في اوجها والتحركات في غايتها، لكن الانجاز معدوم، فلا نصل الي شيء... بل نبقى قعودا في نفس المكان، وفي احس الاحوال نستمر في الدوران حول نفس الموضوع سنوات طويلة...
من اهم سمات النضوج الروحي، الاستعداد لمواجه الواقع والمقدرة على تحمّل مسؤولية ما يحدث، والجرأة على اكتشاف ذواتنا، والشجاعة على الاعتراف اننا اطفال، نحتاج إلى رحمة الهية لكي لا نبقى بعد اطفالا، بل ننضج عاطفيا وروحيا... واليوم نواجه تحديات تاريخية ومصيرية اساسية وهامة، ولا يقدر الاطفال على مواجهتها، وربما يدّعي الطفل الكثير، وانه قادر على كل شيء، لكن عند بزوغ اول ازمة، تراه يقبع في زاوية الغرفة، ويلجأ إلى العويل والنحيب والبكاء، ويهرب صارخا طالبا النجدة. اما الناضجون فيواجهون كل الازمات برباطة جأش وهدوء ورزانة واتّزان، ويكونون كالاسود لا يخشون شيئا، واثقين ان القدير إلى يمينهم والعلي معهم... العالم اليوم يتخبط اكثر من اي وقت مضى، ولا يحتاج إلى كنيسة مكوّنة من اطفال غير ناضجين، بل يحتاج إلى رجال في الايمان، مستعدين ان يواجهوا التحديات بحكمة وهدوء، ويعرفون كيف يتصرفون في كل ظرف، ويحققون المأمورية الروحية العظمى للتأثير على المجتمع من حولهم.... الرب قادر على شيء وهو قادر ان يحوّل الاطفال إلى رجال بالغين وناضجين، لا يخشون جيل المراهقة، بل يجتازونها بنجاح، واثقين بالرب الههم، ثقة الاولاد بآبائهم وامهاتهم...
 
قديم 04 - 07 - 2014, 09:49 AM   رقم المشاركة : ( 4573 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,340,984

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

العودة للنفس ومعرفة الله
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

من المستحيل على أي إنسان مهما كانت إمكانياته ومهما ما بلغ من مقدرة ومعرفة، بعد أن تشتت وانقسم على ذاته أن يقدر على أن يعود إلى نفسه ويتعرف على الله المنعكس على قلبه بحسب خلقته التي خُلق عليها، لأن الإنسان هو الوحيد الذي نال نفخة الله، لأن الخليقة كلها خُلقت بأمر من الله [ كن فكان ] أما الإنسان هو الوحيد، والوحيد فقط، لم يخلقه الله بأمر بل أخذ تراباً من الأرض ونفخ فيه فصار الإنسان نفساً حية ... وبعد السقوط وخبرة أوجاع الخطية اختفى سرّ الإنسان وطُمست فيه ملامح الله وتاهت نفسه عن مصدر وجوده وحياته لأن الخطية أعمت عينيه، لذلك حينما نُخطئ وعلى مستوى الخبرة نجدنا نُتمم شهوة الجسد، فتسود علينا الخطية فتعمينا عن الحق ونفقد توازننا النفسي وكأننا بلا عقل فنتورط فيها أكثر وأكثر حتى تفقدنا معرفة الله بالتمام، ولا نستطيع أن نُبصره أو نرى حنانه ورأفته، فنبتعد أكثر ونصير أشد تيهاً مما كنا عليه، لأن الخطية تطرح النفس بعيداً في صحراء جفاف الموت إذ تُعمي البصيرة، فأن لم تستفيق النفس سريعاً وتنال من الأعالي لمسة الله المُحيية، فحتماً ستصير كجيفة الجثة الميتة التي بلا روح، وكما قالت مريم عن لعازر الميت [ قد أنتن ] فتخرج منها رائحة الفساد والموت...

فالنفس تدخل في هذه الحالة إلى قبر الشهوة وتفقد كل شعور بالحياة ولا تدرك قيمتها ووضعها السليم والصحيح، لأن الشيطان ضحك عليها وأفقدها توازنها وجعلها تحت سلطانه التي يجعلها تخاف على الخروج منه لأنها تعيش في وهم اسمه الخطية والموت ورفض الله: [ فدعي اسم ذلك الموضع قبروت هتأوة (أي قبور الشهوة) لأنهم هناك دفنوا القوم الذين اشتهوا ] (عدد 11: 34)

وحينما يشعر الإنسان بأنين تحت ثقل سُلطان الخطية المُدمر للنفس، يحاول أن يخرج منها ويتحرر من سطوتها، فيُصيغ لنفسه معرفة خاصة ليتخلص من ثقل الخطية التي يحملها، فينشأ لنفسه منهج تدريبي شخصي ليتخلص من ثقل الضمير وتعب الخطية المتسلط على نفسه ويظن أن هذه هي طريق الخلاص، وتنشأ عنده توبة مريضة تدخله يا إما في الكبرياء لو كانت إرادته قوية وانتصر على ذاته وكف عن فعل الشر، يا إما تدخله في حزن ضميره الإنساني الذي يصل به إلى الفشل واليأس من رحمة الله وحنانه الفائق !!!
ويقول القديس أثناسيوس الرسولي: [ لأن كل من يدير ظهره مبتعداً عن "كلمة" الله الكائن والموجود (في العالم) ويُصيغ لنفسه معرفة أخرى هي في الحقيقة ليست كائنة، فإنه يسقط حتماً إلى العدم ]
  • والسؤال الذي سيُطرح ما هو المطلوب من الإنسان لكي يدخل في سر معرفة الله الحقيقية ويتخلص من الموت الذي ساد عليه بالخطية ؟!!!
في الحقيقة أن الإنسان لا يستطيع ان يتعرف على وجهه ومدى اتساخه إلا في النور واقفاً أمام المرآة، لأن الأعمى والسالك في الظلمة لا يستطيع أحد منهم أن يعرف مدى اتساخه بل حتى أنه لا يعرف شكل وجهه، وبالمثل فأننا لن نعرف الله ولن نتحرر من الخطية إلا إذا التقينا معه شخصياً فيفتح أعيننا ونراه حاضراً معنا، وأن أردنا أن نرى الله حقاً، فلابدَّ من أن نراه حيث يكون سكناه ولا نبحث عنه بعيداً !!!؛ وأين يا تُرى مكان سكنى الله !!!
في الحقيقة الله لا يسكن إلا في هيكله الخاص والذي هو صنعة يديه لا صنعة إنسان، لأنه لا يسكن في هياكل مصنوعة بيد بشر: [ الإله الذي خلق العالم وكل ما فيه، هذا إذ هو رب السماء والأرض لا يسكن في هياكل مصنوعة بالأيادي ] (أعمال 17: 24)، فنحن صنعة يديه ومقرّ سُكناه الحقيقي الذي شوهته الخطية وأفسدته، ووضعت غشاوة على أعيننا فلم نعد نُبصر الله ولا نشعره حتى لو كان قريب منا جداً، ولكننا نَحِنْ إليه ونشعر أن هناك شيء عظيم جداً ينقصنا في داخلنا، لذلك نظل في قلق واضطراب عظيم كل أيام عُمرنا ولا يُشبعنا شيء في هذا العالم من مال أو جاه أو شهوة أو حتى خير نصنعه وأعمال حسنة نسلكها، أو تجربة حب نعيشها، لأننا نشعر أن كل هذا ناقص وغير مُشبع لأنفُسنا بل هو جوع لنا أكثر ويُسبب حزن لنا عظيم مع كل اضطراب وعدم راحة، لأننا لم نجد سرّ شِبعنا الحقيقي وراحة نفوسنا الذي هو الرب وحده !!!

وكيف يُمكننا أن نرى الله إن لم يُزال عن أعيُننا الغشاوة أو البرقع الحاجز للنور !!! وكيف يُمكننا أن نلتقي مع الله إذا لم نفتح قلبنا لاستقباله !!! لأن القلب هو مكان اللقاء الحقيقي، وقد دلنا الرب يسوع بفمه الطاهر على الطريق لمعاينته ورؤيته الحقيقية حين قال: [ طوبى لأنقياء القلب فأنهم يُعاينون الله ] (متى 5: 8)
  • ومن منا لم يحاول وسعى بكل قوته أن يُنقي قلبه بكل طريقة يراها ممكنه ولم يفشل !!!
لقد حاول الإنسان عَبر التاريخ الإنساني كله، أن يعود إلى نفسه ويُنقي قلبه، لكي تعود له الصورة الأولى من البراءة والحُرية الحقيقية، ولكنه ضلَّ وصار من تيه لتيه، ومن ضعف لموت، إذ أنه حينما عاد إلى نفسه، عاد بمعزل عن الله، وحاول أن يصلح نفسه بنفسه بكثير من الأعمال الحسنة لكي يُرضي الله الذي وضع معرفته في قلبه حسب ما توصل إليه من معلومات وأفكار، فسار إلى ضلالٍ أشد، لأن ما يجمعه الإنسان عن الله ويضع له صورة في عقله لكي يصل إليها ويحياها، فأن هذه هي الوثنية عينها، لأنه يحاول أن يصل للإله المصنوع في فكره الشخصي حسب رأيه ومعلوماته وأفكاره ومعتقداته هوَّ وليس الله الحي الذي يُعلن عن ذاته بنفسه، لذلك حاول الإنسان جاهداً أن يعود لله [ بعمل ] شخصي يقوم به، ففشل فشل شديد [ فكل أعماله وتقواه مرفوضة أمام الله، لأنها ليست على المستوى الإلهي الفائق ] فكان يستحيل على الإنسان - مهما ما صنع - أن يصل لله الحي: [ اتبعوا السلام مع الجميع والقداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب ] (عبرانيين 12: 14)

لأن النفس الميتة لا تستطيع أن تقوم من تلقاء ذاتها بعمل الأحياء، فهل رأينا ميت يموت ويفسد ثم يقوم من تلقاء ذاته ويعمل الأعمال التي تليف بالأحياء!!! هذا بالطبع مستحيل مهما ما صنعنا له، بل ومهما ما وضعنا عليه أغلى العطور وأثمنها، بل وحتى لو تم تحنيطه في ناووس من الذهب والفضة والحجارة الكريمة، وهكذا هي أعمالنا، لأنها هي التابوت الخارجي الجميل الذي يحوي ممات نفوسنا الشقية في داخله، كقبور مُبيَّضة من الخارج ومن الداخل مملوءة عفونة وعظام نخرة يأكلها السوس !!!

ولكن الحل الحقيقي أتانا من فوق مُتجسداً [ والكلمة صار جسداً وحل فينا (حسب النص اليوناني) ] (يوحنا 1: 14)، لقد عَبَرَ المسيح كلمة الله المتجسد الفرقة والعُزلة التي بين الإنسان ونفسه، وبين الإنسان والله، فقد وَحَدَّ الكل في نفسه مع الله، ويقول القديس أثناسيوس الرسولي: [ أنهُ منذ التجسد الإلهي لم يعُد الإنسان يُعرف بمعزل عن الله، ولا الله بمعزل عن الإنسان، لأن الكلمة صار جسداً]
وهذه الحقيقة التي يقولها القديس أثناسيوس الرسولي ليست فكرة نفرح بها ولكنها تحتاج لأن تتحقق فينا ونتذوقها على المستوى العملي بقبولنا لسرّ التجسد الإلهي على مستوى الخبرة !!!

  • وقبول تجسد الرب ليس هو فقط مجرد الإقرار به، بل هو:
* قبول تحولنا إلى صورة الابن بالروح القدس الذي يعمل في داخلنا سراً حتى به نعمل كل شيء صالح إذ يغرس فينا كلمته فتثمر فينا حسب قصده.
* وأيضاً هو قبولنا لمعمودية الرب وتحقيقها فينا بمعموديتنا التي تتجدد فينا بالتوبة، ومعموديتنا هي قبولنا مسحة يسوع لكي نصير مسيحيين ولكي يقودنا الروح القدس إلى البرية، وإلى الجلجثة، بل وإلى القبر لنموت مع المسيح الرب عن إنسانيتنا القديمة، وندخل في سرّ القيامة معه، وهي قيامة النفس التي هي القيامة الأولى، التي تجعلنا ننتظر - طبيعياً - بسهر دائم على حياتنا خاضعين للنعمة مستعدين للقيامة الثانية والأخيرة، قيامة الجسد وتمجيده.


ومن صميم هذه العلاقة الجديدة في المسيح الرب نتذوق حضور الله في القلب، ومن هُنا نُدرك سرّ كرامتنا في المسيح، ويقول القديس مقاريوس الكبير: [ أعرف أيها الإنسان سموك وكرامتك وشرفك عند الله، لكونك أخاً للمسيح (من جهة أنه اتخذ بشريتنا)، وصديقاً للملك، وعروساً للعريس السماوي، لأن كل من استطاع أن يعرف كرامة نفسه، فأنه يستطيع أن يعرف قوة وأسرار اللاهوت، وبذلك ينسحق ويتضع أكثر.. ] (عظة 27: 1)


 
قديم 05 - 07 - 2014, 04:18 PM   رقم المشاركة : ( 4574 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,340,984

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما هو إذن صلاح الإنسان؟

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صلاح الإنسان لا يكمن في الغنى حتى نخاف الفقر، ولا في الصحة البدنية فنرهب المرض، ولا في نظرة الناس إليك حتى تحذر ما يقوله الناس عنك بشرٍ، ولا في الحياة هنا في ذاتها حتى ترتعب من الموت... إنما يكمن صلاحه في التمسك بالتعاليم الحقيقية، والاستقامة في الحياة، الأمر الذي لا يستطيع أحد، حتى الشيطان نفسه، أن يسلب الإنسان إياه طالما كان حريصًا عليه كما ينبغي.



وهذا الأمر يدركه تمامًا حتى أخبث الشياطين وأشدهم.

لهذا جرد الشيطان أيوب من مادياته لا ليجعله فقيرًا، إنما ليلزمه أن ينطق بكلمة تجديف على الله.

وعذب جسده لا ليذله بالمرض، بل ليحبط صلاح نفسه.

لكنه عندما نفذ كل حيله، وجعل هذا الغني فقيرًا... وحرمه من أبنائه... ومزق جسده بوحشية لا يقدر الجلادون أن يفعلوها، لأن أدوات التعذيب لا تقدر أن تمزق كل جانب من جوانب الجسد كما يفعل الدود الذي كان في جسده، وأفسد الشيطان سمعته حتى أعلن أصدقاؤه الحاضرون معه أن هذا جزاء له عن خطاياه التي يستحقها، موجهين ضده اتهامات كثيرة، وطرده من مدينته وبيته لا إلى مدينة أخرى، بل صارت مزبلة مدينته بيته...

كل هذا لم يؤذِ أيوب بل بالعكس تمجد بالأكثر على حساب هذه المكائد التي صبها ضده.

لقد أخذ الشيطان منه كثيرًا لكنه لم يسلبه شيئًا من صلاحه. بل دفعه بالأكثر لتزداد قوة صلاحه. لأنه بعد ما حدثت له هذه الأمور تمتع بثقة أعظم بقدر ما حاربه خصم قوي.

والآن إن كان الذي كابد آلامًا مثل هذه، التي ليست من عمل إنسان، بل من عمل الشيطان الأكثر شرًا من كل البشرية، هذا لم يصبه أي ضرر، فهل تقول أنت بأن إنسانًا ما قد أضرك أو حطمك...

إن كان الشيطان، المملوء مكرًا عظيمًا هذا مقداره، بعدما صب كل ما في حقيبته، واستخدم كل أسلحته، وصب كل شروره ضد إنسان ذي مركز سامٍ عائليًا، وبار، ومع هذا لم يسبب له أذى، بل بالحري كما قلت إنه أفاده، فكيف تقدر أن تتهم إنسانًا أو آخر أنه يحمل في يديه ضررًا، لغيره، وليس لنفسه؟!

القديس يوحنا الذهبي الفم
 
قديم 05 - 07 - 2014, 04:24 PM   رقم المشاركة : ( 4575 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,340,984

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عندما نتناول جسد ودم ربنا يسوع المسيح

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هل نحن بالصدفة نذهب للكنيسة ايام احاد معينة ولا نذهب ايام احاد اخرى لانشغالنا بامور العالم لتناول جسد ودم ربنا يسوع المسيح له كل المجد هل تشتاق نفوسنا وارواحنا اليه كما يشتاق الظبي الى عين المياه في الصحراء هل ذابت احشائنا ونحن في الكنيسة للقاء بخالقها وتناول جسده ودمه الاقدسين بخشوع وسجود هل عندما نتناولهما نتغير ويضئ المسيح الذي فينا في وجوهنا ويملئ وجوهنا سلامه الروحي وتنبعث من اجسادنا رائحته الزكية ام ندخل الكنيسة ونخرج مثلما دخلناها ولا شئ يتغير فينا هل تتجدد فينا روح الله القدوس كلما تنناول جسده ودمه الاقدسين هل نذهب للكنيسة للقاء فلان وعلان او لاظهار ملابسنا واناقتها للاخرين ام نذهب للقاء ربنا يسوع المسيح في بيته كنيسته والتمتع بسر الافخارستيا اي رتبة التناول
 
قديم 05 - 07 - 2014, 04:25 PM   رقم المشاركة : ( 4576 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,340,984

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما هي الولادة الجديدة ؟


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما معنى كلمات الرب يسوع لنيقوديموس: ".... إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله".؟ (يوحنا 3: 5).

إن الرب يسوع هنا كان يتكلم مع نيقوديموس عن الميلاد وليس عن العماد. لأن المعمودية لا ترمز إلى الولادة بل إلى الدفن. (رومية 6: 4 وكولوسي 2: 12). والمعمودية هي ليست من الماء بل بالماء... ويوضح لنا يوحنا الرسول عن الولادة الروحية بقوله: "كلّ من يؤمن أن يسوع هو المسيح فقد ولد من الله،..." (1 يوحنا 5: 1) ثم يقول بولس الرسول: "...، لأني أنا ولدتكم في المسيح يسوع بالإنجيل". (1 كورنثوس 4: 15) ثم يقول أيضاً "لأنكم جميعاً أبناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع" (غلاطية 3: 26). ثم يقول الرسول يوحنا عن المسيح "إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله. وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه، الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله" (يوحنا 1: 11 _ 13).

ففي اللحظة التي يتوب فيها الخاطئ ويقبل المسيح مخلصاً لنفسه ورباً على حياته ينال بذلك غفراناً لخطاياه ويصير ابناً لله إذ يولد من الله بالإيمان ميلاداً ثانياً.

فالولادة من الماء لا يمكن أن تعني المعمودية لأن الماء يشير إلى كلمة الله كما ورد في الكتاب المقدس في الآيات التالية:

"لأنه كما ينزل المطر والثلج من السماء ولا يرجعان إلى هناك بل يرويان الرض ويجعلانها تلد وتنبت وتعطي زرعاً للزارع وخبزاً للآكل هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي، لا ترجع إليّ فارغة بل تعمل ما سررت به وتنجح في ما أرسلتها له". (أشعيا 55: 10 _ 11).

"شاء فولدنا بكلمة الحق لكي نكون باكورة من خلائقه" (يعقوب 1: 18)

"مولودين ثانية لا من زرع يفنى بل مما لا يفنى بكلمة الله الحية الباقية إلى الأبد. لأن كل جسد كعشب وكل مجد انسان كزهر عشبٍ، العشب يبس وزهره سقط، وأما كلمة الرب فتثبت إلى الأبد، وهذه هي الكلمة التي بشرتم بها". (1 بطرس 1: 23 _ 24).

"أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضاً الكنيسة واسلم نفسه لأجلها لكي يقدسها مطهراً إياها بغسل الماء بالكلمة". (أفسس 5: 25 _ 26).

"أنتم الآن أنقياء لسبب الكلام الذي كلمتكم به". (يوحنا 15: 3).

"والله العارف القلوب شهد لهم معطياً لهم الروح القدس كما لنا أيضاً، ولم يميز بيننا وبينهم بشيء إذ طهر بالإيمان قلوبهم". (أعمال 15: 8 _ 9).

"أيها العطاش جميعاً هلموا إلى المياه.... استمعوا لي استماعاً... أميلوا آذانكم وهلموا إليّ، اسمعوا فتحيا أنفسكم...." (أشعيا 55: 1_ 3).

"لأني أسكب ماء على العطشان وسيولاً على اليابسة، اسكب روحي على نسلك وبركتي على ذريتك، فينبتون بين العشب مثل الصفصاف على مجاري المياه". (أشعيا 44: 3_ 4).

لقد نفى بولس الرسول نفياً باتا بأن المعمودية هي وسيلة الميلاد الثاني بقوله: "اشكر الله أني لم أعمد أحداً منكم الأكريسبس وغايس حتى لا يقول أحد أني عمّدت باسمي. وعمدت أيضاً بيت استفانوس، عدا ذلك لست أعلم هل عمدت أحداً آخر. لأن المسيح لم يرسلني لأعمّد بل لا بشر، لا بحكمة كلام لئلا يتعطل صليب المسيح". (1 كورنثوس 1: 14 _ 17) وقال لهم أيضاً: ".... لأني أنا ولدتكم في المسيح يسوع بالإنجيل". (1 كورنثوس 4: 15) ويعرف الإنجيل بقوله: "واعرفكم أيها الخوة بالإنجيل الذي بشرتكم به وقبلتموه وتقومون فيه وبه أيضاً تخلصون... فإنني سلمت إليكم في الأول ما قبلته أنا أيضاً أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب، وأنه دفن وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب". (1 كورنثوس 15: 1_ 4).
 
قديم 05 - 07 - 2014, 04:28 PM   رقم المشاركة : ( 4577 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,340,984

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

فى الألم أعذرونى ... وفى الفرح أذكرونى !!!

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وَكَذَلِكَ الرُّوحُ أَيْضاً يُعِينُ ضَعَفَاتِنَا لأَنَّنَا لَسْنَا نَعْلَمُ مَا نُصَلِّي لأَجْلِهِ كَمَا يَنْبَغِي . وَلَكِنَّ الرُّوحَ نَفْسَهُ يَشْفَعُ فِينَا بِأَنَّاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا . وَلَكِنَّ الَّذِي يَفْحَصُ الْقُلُوبَ يَعْلَمُ مَا هُوَ اهْتِمَامُ الرُّوحِ لأَنَّهُ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ يَشْفَعُ فِي الْقِدِّيسِينَ . وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعاً لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ . ( رو 8 : 26 – 28 )

* التعب في الحياة مؤلم ... والنجاح فيها فرح

* عمل الخبز أمام نار الفرن مؤلم ... ولكن الشبع به بعد الجوع فرح

* طرق الحديد مؤلم ... ولكن تشكيله كما يحلو لنا فرح

* تسخين الذهب والفضة مؤلم ... ولكن لمعانهم وبريقهم للعين فرح

* الحقن بالإبرة مؤلم ... والشفاء بسبب دوائها فرح

* الإبرة مؤلمة ... والثوب الجديد فرح

* النار مؤلمة ... والطعام اللذيذ فرح

* النظام مؤلم ... ونجاح العمل به فرح

* الفراق مؤلم ... ونجاح العزيز فراقه فرح

* السفر مؤلم ... والوصول لنهاية الرحله فرح

* الجهاد فى الحياه الروحية مؤلم ... وثماره فرح

* التجربة مؤلمة ... ويد الله خلالها وعبورها فرح

* المرض مؤلم ... تزكيته بسبب الشكر فى السماء فرح

* الموت مؤلم ... ولكن العشرة مع المسيح للأبد فرح

♡♤♡♤♡♤

فالروح القدس الساكن فينا نفسه يعلم ما هو إحتياج الروح ... فكل نعمة من السماء تعتبر زيارة غير عادية هى عطية تفوق إمكانياتنا لعمل اشياء لا يعتاد عليها الشخص تفوق طبيعته وتوقعاته ... ولكن دائما مع زيارة النعمة بأفكارها العفيفة السلامية يتبعها محن بأفكارها النجسة الوحشية لئلا يتفاخر الإنسان ويتعظم ويظن أن النعم من ذاته ... ولكن لن نحصل على سلام وفرح النعمة إلا بعد أن نتذكى بألم وحزن المحنة ... فثق أن يد الله عادلة وسخية لبنى البشر فلو ذادت النعمة لتكبر البشر وإن نقصت لتذمروا ... ولكى نشعر بحلاوة عطية الله وإهتمامه بنا لابد أن نشعر باﻷلم فعندما نذوق الفرح نشعر بقيمته وغلاوته ﻷننا نعرف كيف أتى وهذه حكمة من الله ... فهكذا الحال أيضا مع الخطية فهى لذيدة جدا ومذاقها جميل ولكن نهايتها وعاقبتها الموت الأبدى فما نتيجة لذتها إذن وفرحتها ... وزيارة النعمة أشكال وألوان فقد تكون فى الصلاة أو فى عمل الخير أو فى خدمة الفقراء والمساكين والأرامل أو إحتمال الظلم والإهانة ... وزيارة النعمة تكون كالمنهج الدراسى أى حسب المستوى فمثلا طالب أولى إبتدائى لا يأخذ منهج ثانويه عامه فهكذا ايضا النعمة تتعامل معنا بحسب مستوانا لندركها ونفرح بها وهذه حكمة الله .

فهل أختار الألم بالتجربة لنوال النعمة وأفرح بها أفضل ... أم أختار الخطية وفرحها لننال مجازاتها الحزن الأبدى .

فلكى يا نفسى حرية الإختيار إما طريق الألم لنوال النعم ... أو طريق البذخ والترف الوهمى ونوال الندم ...

فهل سنعذر الألم إذن ثم نذكر الفرح ؟؟؟؟
 
قديم 05 - 07 - 2014, 04:29 PM   رقم المشاركة : ( 4578 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,340,984

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الله موجود

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لو كنت وحيدا ولو وحدتك خانقاك ولو البيت لا تحس به الراحة والجو فيه خانقك ولو العمل مش مرتاح فيه فلا تخف في كل هذه الظروف فان الله موجود معاك يرافقك كظلك حتى لو انت مش حاسس بيه وبوجوده في حياتك وحاسس بيك وبالامك وبمعاناتك وبمشاعرك فهو اغلى رفيق واوفى صديق ليك لا يتركك ولا للحظة ولو الناس عاملة ليك اوجاع وتزيد صراعاتها معاك وتحاربك اينما تذهب فلا تخف فان الله موجود معاك حتى في هذه الظروف يحارب عنك بطرقه الخاصة لا تحس به وهو يحارب عنك يخفف الامك واحزانك ويلطفها لك ويجعلها لك قابلة لتحملك لها ولو كنت مريض والدكاترة قالوا انك حتظل طول عمرك مريض ولو قالوا انه مفيش امل في شفائك لا تخف فان شفائك بيد الله هو شافيك هو صديقك هو ابوك السماوي معه لا تحتاج انسانا او رفيقا او طبيبا هو خالقك السماوي عارف بيك وبظروفك كلها يحبك محبة ابدية كما انت وناقش اسمك على كفيه وشايلك على كفيه وحافظك في نن عينيه واللي يمسك يمسه هو بشخصه لانك ابنه وموصي ملائكته بيك يحملوك على ايديهم طوال حياتك يحفظوك في تجاربك ولا يطلب منك ازاء كل هذه النعم سوى قلبك الصغير فافتحه له ليعيش فيه وتكون انت ملكا ليه ويكون جسدك هيكلا لروحه القدوس ان كان هو الله مركز حياتك وهدفها الرئيسي وان تعيش انت لتكسب رضاه عنك وان تكنز لك كنوزا في ملكوته الابدي هو يريد خلاصك وتمتعك بنعمه في غربتك كما في ملكوته السماوي والمجد لله دائما وابدا امين



 
قديم 07 - 07 - 2014, 12:23 PM   رقم المشاركة : ( 4579 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,340,984

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

+ ماذا نفعل بالتحديد +
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



يقول القديس أغسطينوس: [
عُد إلى نفسك مما هو خارج عنها، ثم سلِّم نفسك إلى خالقك الذي بحث عنك ضائعاً، ووجدك ضالاً، وردك إليه... عُد إلى نفسك وكمل سيرك إلى خالقك ] وهنا يلزمنا شيئين:

  • أولاً العودة إلى النفس مما هو خارج عنها:
أي ما هو ليس من طبعها الأصلي، أي كل ما هو دخيل عليها وغريب عنها، وهناك مثل قوي يشرح لنا هذه الحقيقة وهو مثل الابن الضال، الذي عاد إلى نفسه بعد أن رأى المزلة التي يعيشها بعد ما أفلس من كل ما كان له من أبيه، ويقول الشيخ الروحاني القديس يوحنا سابا: [ لا يقدر إنسان أن ينظُر الحُسن الذي داخله، قبل أن يُهين ويرذل كل حُسن (باطل) خارجه. ولا يُمكنه التمتع بالله قبل أن يحتقر العالم كله (طبعاً يقصد الشر والفساد وكل رغبة في غناه الزائل والاعتماد عليه) ]
ويقول القديس مقاريوس الكبير: [ إن الكتاب المقدس يقول: " من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته "، وذلك من أجل حفظ كيان المحبة الجسدية، فكم يكون علينا إذا أردنا أن نشترك مع الله في حياة الحب الإلهي والعِشرة معه، يتحتم علينا أن نتجرد من كل حب العالم وكل الأمور الخارجية المنظورة ]
ولنصغي لوصية القديس الأنبا أنطونيوس الكبير: [ وأنا أطلب إليكم باسم ربنا يسوع المسيح أن لا تتوانوا عن حياتكم وخلاصكم، ولا تَدعوا هذا الزمان الزائل يسرق منكم الحياة الأبدية، ولا هذا الجسد اللحمي الفاني يُبعدكم عن المملكة النورانية. ولا هذا الكرسي الفاني (المراكز العالمية) الهالك يُنزلكم عن كراسي محفل الملائكة. بالحقيقة يا أولادي إن نفسي لمندهشة، وروحي مُنزعجة، لأننا أُعطينا كُلنا الحرية أن نكون قديسين، ونحن بعمانا سكرنا بأوجاع هذا العالم ]

فبالرغم من دعوتنا للقداسة في المسيح، ومع ذلك نحن لا نهتم بها ونشرب من كأس خمر العالم الذي يتسبب في الأوجاع الداخلية للنفس ويُدمرها تماماً حتى تصير حِطاماً مثل الجيفة التي لا حياة فيها، لأننا نمس فيه كل رجس ونجس وننجرف بتيار الفساد والشرّ ونشرب من نبع الغم ونحمل الهم والقلق ونحيا بالاضطراب في عدم سلام…


لذلك واجب علينا أولاً أن نعرف حالنا تمام المعرفة بفحص أنفسنا بأمانة وإخلاص أمام مرآة الوصية، ونواجه أنفسنا بكل شجاعة تامة معترفين بهول مشكلتنا أمام محبة الله وحده، وهذا يقودنا للشيء الثاني الذي ينبغي أن نعمله…
  • ثانياً: أو الشيء الثاني كما قال القديس أغسطينوس: [ سَلِم نفسك إلى خالقك ]:
أي يستودع الإنسان نفسه في يد خالقه، أي يعطي نفسه ويقدمها لخالقه، أي بمعنى أدق بتسليم ذاته لله، أي يستسلم كاملاً لإرادة الله ويخضع له، أولاً يتركها (يترك نفسه) ليعمل الله فيها، متكلاً عليه طالباً أن يتدخل في حياته ليُصلحها ويقيمه إنساناً جديداً روحياً، ويثق فيه ثقة تامة (ثقة إيمان حي) مستودعاً نفسه في يد خالقه الأمين، قابلاً كل شيء من عنده، مطمئناً وغير قلق مما حدث وفيما سيحدث في حياته وما حوله، ويحيا دون قلق أو تزمر أو يأس مكتفياً بما عنده لأن الذي معه اقوى من الذي عليه، لا بمعنى أن يُبطل جهاده لحل المشاكل ودفع الأضرار بقدر إمكانه، بحسب ما وهبه الله من حكمة وفطنة ومعالجة الأمراض وحسم المواقف بمشيئة روحية يقظة مستمدة من الله الحي بإلهام الروح وحكمة عقل واعي مستنير…

عموماً القصد الحقيقي للاستسلام لإرادة الله هو: [ الرضا بكل النتائج النهائية – مهما كانت – بعد أن يبذل الإنسان قصارى جهده حسب حكمة الله باستنارة الفكر وتحكيم العقل، على أن يتحقق دائماً وباستمرار من إن إرادته وفق إرادة الله، ولا يعمل شيئاً بكبرياء أو حماقة أو تسرع واندفاع بمشيئته الخاصة، بدون معرفة مشيئة الله ]، أما إن كان هُناك جهل بمشيئة الله وإرادته، فعلاجه في الإنجيل والصلاة المستمرة
  • ثالثاً: أو الشيء الثالث كما قال القديس أغسطينوس: [ كمل سيرك إلى خالقك ]:
الإنسان عموماً حينما يبدأ يعي نفسه يُدرك أنه مرتبط بالله لأنه منه وبه وله خُلق، لذلك تظل نفسه في حالة قلق واضطراب إلى أن يجد راحته فيه، وبذلك يبدأ المسيرة نحو الله، وكل يوم يحيا مُشابهاً له حينما يتطلع لنور وجهه في كلمته، فتُغرس فيه بالنعمة وهو يسقيها بالصلاة مهتماً بالتعليم الإلهي لكي يكون سماد قلبه القوي لتنمو الكلمة وتأتي بالثمر المطلوب وتنطبع فيه ملامح خالقه في داخله، وهذه مسيرة تحتاج أن تُكتمل، لذلك ففي النهاية لازم يحيا في هذه المسيرة بلا توقف إلى القبر، لذلك اكتمال المسيرة هي نتيجة ما قبلها - كما سبق وقلنا في النقاط السابقة - وعليها تعتمد، لأن بدون أن يسير وفق الخطوات التي سبق ذكرها فأنه لن يستطيع أن يسير نحو خالقه، وبذلك تتعطل حياته كلها ويخسر نفسه...

  • ملحوظة مهمة للغاية:
الخضوع لله والتسليم الكامل لمشيئته وتدبيره، هو في الواقع هبة ونعمة، لذلك فهو يحتاج إلى صلاة وتوسل مع ثقة الإيمان في نوال هذه الموهبة

+ كلمة في الختام +

عموماً إذا أردنا فعلاً أن نصل لهذه النتيجة، يلزمنا أولاً أن نعرف أنفسنا المُزيفة لنرفضها، أي لا بُدَّ أولاً من مواجهة النفس وكشف ضعفها وجهلها وفقرها الروحي واللاهوتي من جهة الخبرة وليس المعرفة وأيضاً مقدار عماها الداخلي وتورطها في الفساد الذي في العالم بالشهوة، وبعد أن نعرف هذا كله نقرّ بذلك معترفين أمام الله دون خوف من هول ما قد نكتشفه، ولنصغي لقول الله في هذه الحالة: [ لا تخف يا دودة يعقوب، يا شرذمة إسرائيل، أنا أُعينك يقول الرب، وفاديك قدوس إسرائيل ] (إشعياء 21: 14)
ولننظر للابن الضال وكيف عاقبه أبوه: عوض العقوبة = أعطاه قبله [ رآه أبوه فتحنن، ووقع على عنقه وقبله ] (لوقا 15: 20)
وعوض الفرقة = فتح له حضنه واحتضنه
يقول القديس مقاريوس الكبير: [ فلنقبل إذاً إلهنا وربنا – الشافي الحقيقي – الذي يستطيع وحده أن يأتي ويشفي نفوسنا... فأن طعامه وكساءه ومأواه وراحته، هي في نفوسنا، لذلك فأنه دائماً يقرع طالباً الدخول إلينا. فلنقبله إذن وندخله إلى داخل نفوسنا، لأنه هو طعامنا وشرابنا وحياتنا الأبدية ] (عظة 30: 9)

وبذلك نستطيع أن نحيا في مسيرة مقدسة، لأن الطريق الإلهي لا ينتهي، بل هو مسيرة النفس المُحبة لله، والإنسان الذي يتوقف سعيه نحو إلهه الحي، تتوقف مسيرته، وأي توقف كفيل أن يُصيب الإنسان بالشلل الروحي التام، وبخاصة لو اعتاد على حالة الجمود، لأن التوقف يعني الجمود، والجمود هو موت روحي يصيب النفس بالعطب، فتتعطل مسيرتها وتظل تفكر في الماضي وتنسى الحاضر ولا تتطلع لمستقبلها الأبدي، واستمرارها في هذه الحالة يجعلها تفقد كل شيء حتى نفسها فتتغرب عن الله، وقد تصل لحد المرض النفسي حتى تصل لليأس وتبتعد عن الله تماماً، وهذه هي مشكلة الكثيرين في الطريق الروحي، وهو حالة الجمود والشلل التام والاعتماد على المضي فقط بدون استكمال المسيرة والاكتفاء بالذي كان عنده، مثل من افلس وعايش في قصر وظل لا يسعى لكي يعمل ليغتني مرة أخرى، فيصير لحالٍ أردأ، لأن بعد ذلك بسبب الإهمال سيصير القصر في حالة من الفوضى ويمتلئ من الحشرات الضارة ثم الروائح الكريهة.. الخ، ويصبح جحيماً لا يُطاق... لذلك علينا أن نحذر يا إخوتي من اي توقف أو جمود ونستمر في مسيرتنا، وحتى لو كنا سقطنا فلنذكر من أين سقطتنا ولنتب ونعود لنبدأ مسيرتنا مرة أخرى بلا توقف...
 
قديم 09 - 07 - 2014, 10:54 AM   رقم المشاركة : ( 4580 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,340,984

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ا تثقلوا على الراجعين من الأمم


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في حديث لقداسة البابا شنودة الثالث بخصوص برامج مدارس التربية الكنسية، وكان في مدينة لوس أنجيلوس، في مايو عام 1997 روى القصة التالية:



أثناء خدمته وهو شاب في التربية الكنسية تعرف على شابٍ بعيدٍ كل البعد عن معرفة اللَّه؛ لا يحب الحديث عن اللَّه، ولا عن الكنيسة، ولا عن الحياة الأبدية.



بدأ معه بتكوين علاقة صداقة قوية؛ واجتذبه بالحب، نحو اللقاء مع اللَّه والتمتع بالخلاص والشركة في العبادة الكنسية. وكان الشاب متهللًا وصار له أصدقاء يتسمون بالروحانية.



فجأة لاحظ غياب الشاب عن اجتماع الشباب وانقطاعه عن الكنيسة، وإذ افتقده قال له:



"لا أستطيع العودة إلى الكنيسة.



لقد جلس معي الخادم (فلان) وتحدث معي، فأحسست بأن كل ما أصنعه خطأ.



إنني لا أستطيع أن أكون معكم، ولا أن أصير مثلكم.



لكم طريقكم ولي طريقي".



بمحبة بدأ الأستاذ نظير جيد (قداسة البابا) يتحدث معه عن بساطة الإيمان، وعذوبة الطريق الروحي.. وبدأ معه الطريق من جديد بعد أن أعثره هذا الخادم الذي أراد أن يلقي عليه بأثقال فوق حمله.



علق قداسة البابا على هذه القصة التي حدثت معه، مطالبًا الخدام أن يترفقوا بالغير، خاصة حديثي المعرفة باللَّه .. إذ ينبغي ألا نثقل على الراجعين من الأمم!



طريقك مفرح يا مخلصي!



تدعوني لأسير معك في الطريق الضيق،



لكنني أراك تحمل معي الصليب.



فأنسى ضيق الطريق وانشغل بك!



هب لي ألا أثقل على أخوتي،



بل بالحب والرحمة أحملهم إليك،



يا من بحبك تحمل العالم كله!
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 01:08 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025