منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16 - 07 - 2021, 02:48 PM   رقم المشاركة : ( 45771 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة







وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


اختلائه مع التلاميذ ليستريحوا
يذكر أيضا معلمنا مرقس الإنجيلى الواقعة التالية:
“واجتمع الرسل إلى يسوع، وأخبروه بكل شئ، كل ما فعلوا وكل ما علموا، فقال لهم تعالوا أنتم منفردين إلى موضع خلاء واستريحوا قليلاً. لأن القادمين والذاهبين كانوا كثيرين. ولم تتيسر لهم فرصة للأكل. فمضوا فى السفينة إلى موضع خلاء منفردين” (مر6: 30-32).
وكان السيد المسيح يُقدِّر أهمية الراحة والخلوة بالنسبة لتلاميذه، وفى فترات الاختلاء بهم كان يحدثهم أحاديثاً خاصة، ويشرح ويفسّر لهم الكثير من تعاليمه. كما أنه قد اختارهم ليكونوا معه ليتتلمذوا على يديه، ويتمثلوا به، وبمحبته، ووداعته، وصفاته الجميلة التى كانوا هم فى أشد الاحتياج إليها. كان السيد المسيح يعلمهم بأفعاله أكثر مما يعلمهم بأقواله.
وما حدث بعد ذلك أن “رآهم الجموع منطلقين، وعرفه كثيرون، فتراكضوا إلى هناك من جميع المدن مشاة وسبقوهم واجتمعوا إليه. فلما خرج يسوع رأى جمعاً كثيراً فتحنن عليهم، إذ كانوا كخراف لا راعى لها” (مر6: 33، 34).
ضحى يسوع براحته بدافع من حنانه. ولكنه كان يميل إلى الاختلاء مع تلاميذه، بعيداً عن الجموع، التى كانت تلاحقه وهو لم يكن يمنع محبته عنها، ويعلم تلاميذه باستمرار، كيف أن المحبة لا تطلب ما لنفسها.


 
قديم 16 - 07 - 2021, 02:49 PM   رقم المشاركة : ( 45772 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



فى إخفائه لاهوته
قد يخفى القديسون فضائلهم الروحية، بدافع الاتضاع، ولكن قدوس القديسين أخفى لاهوته فى مناسبات كثيرة. ولكن بالطريقة التى لا تتعارض مع الإيمان به، باعتباره المخلّص الحقيقى القادر على هزيمة الموت..
إثبات السيد المسيح لألوهيته لم يحدث إطلاقاً بدافع الافتخار بالنفس، أو حب الظهور، أو طلب المجد من الآخرين. بل سمح به الرب لإتمام رسالة الفداء والخلاص وغفران الخطايا وتأسيس الكنيسة المقدسة.
وقد احتارت الشياطين فى أمر السيد المسيح؛ الذى كان يخفى لاهوته عن الشيطان.. ولم يكن الشيطان قادراً أن يفهم معنى التواضع وإخلاء الذات. وبالاتضاع هزم السيد المسيح إبليس بكل فطنة وحكمة روحية كقول معلمنا بولس الرسول: “الذى فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غنى نعمته التى أجزلها لنا بكل حكمة وفطنة” (أف1: 7، 8).
تعالوا بنا لنرى كيف كان السيد المسيح يخفى لاهوته فى مواضع كثيرة:
1- فى إخراجه للشياطين
يذكر إنجيل معلمنا مرقس الوقائع التالية:
بعد أن “انصرف يسوع مع تلاميذه إلى البحر، وتبعه جمع كثير من الجليل، ومن اليهودية، ومن أورشليم، ومن أدومية، ومن عبر الأردن، والذين حول صور وصيداء، جمع كثير إذ سمعوا كم صنع (من المعجزات والأعمال الممتلئة حباً) أتوا إليه.. لأنه كان قد شفى كثيرين، حتى وقع عليه ليلمسه كل من فيه داء. والأرواح النجسة حينما نظرته خرّت له وصرخت قائلة إنك أنت ابن الله. وأوصاهم كثيراً أن لا يظهروه” (مر3: 7-12).
لم يكن السيد المسيح يرغب فى الإعلان عن نفسه بهذه الطريقة، كما إنه لا يقبل شهادة إبليس عنه وعن بنوته للآب السماوى. وقد حيّر السيد المسيح الشياطين برفضه لشهادتهم عن بنوته لله.. لأن الشيطان لا يفهم الاتضاع.
كان الشيطان يتخبط فى معرفته عن السيد المسيح. فتارة يقول له: “إن كنت ابن الله” (لو4: 3). وتارة يقول: “إنك أنت ابن الله” (مر3: 11).
عبارة “أوصاهم كثيراً أن لا يظهروه” تؤكد كيف حاول السيد المسيح أن يخفى لاهوته، كما أنه فى مناسبات كثيرة كان يتعمد إثبات حقيقة إنسانيته وتجسده.
ويذكر إنجيل معلمنا لوقا الأمور التالية:
حينما ذهب السيد المسيح إلى كفر ناحوم “وكان فى المجمع رجل به روح شيطان نجس، فصرخ بصوت عظيم قائلاً: آه مالنا ولك يا يسوع الناصرى. أتيت لتهلكنا. أنا أعرفك من أنت قدوس الله. فانتهره يسوع قائلاً اخرس واخرج منه. فصرعه الشيطان فى الوسط وخرج منه ولم يضره شيئاً” (لو4: 33-35).
ويلاحظ هنا أيضاً أن السيد المسيح قد انتهر الشيطان الذى قال “أنت قدوس الله” لأنه لا يقبل شهادة الشيطان عنه كما أنه لا يريد أن ينتشر هذا القول بين الناس فى وقت مبكر قبل قيامته من الأموات وصعوده إلى السماوات.
أما اعتراف التلاميذ “أنت هو المسيح ابن الله الحى” (مت16: 16). فقد طوّبه السيد المسيح لأنه هو أساس الإيمان فى الكنيسة. ولكن هذا الاعتراف كان بعيداً عن أسماع الجماهير، تماماً مثلما حدث مع المولود أعمى الذى آمن بأن المسيح هو ابن الله وسجد له.
كان السيد المسيح يقتاد الناس إلى الإيمان بألوهيته فى الوقت المناسب، حينما تكون أعين قلوبهم مفتوحة بالقدر الكافى، ومهيأة لمعرفة أسراره المقدسة “أظهر له ذاتى” (يو14: 21).
بعد الواقعة السابقة يذكر إنجيل معلمنا لوقا أن السيد المسيح “لما قام من المجمع..كانت الشياطين أيضاً تخرج من كثيرين وهى تصرخ وتقول: أنت المسيح ابن الله. فانتهرهم ولم يدعهم يتكلمون لأنهم عرفوه أنه المسيح” (لو4: 38، 41) شعرت الشياطين بقوة السيد المسيح وسلطانه عليهم، فعرفوا إنه هو المسيح ابن الله. لأنه لم يحدث قط أن أخرج أحد الأنبياء شيطاناً فى العهد القديم. ولهذا دهش الجميع وكانوا يخاطبون بعضهم بعضاً قائلين: ما هو هذا التعليم الجديد فإنه بسلطان وقوة يأمر حتى الأرواح النجسة فتطيعه وتخرج؟ (انظر لو4: 36). ولكن حينما كان السيد المسيح يسلك بمقتضى إنسانيته، فيتعب ويتألم ويحزن -كان الشيطان يعود فيشك فى ألوهيته ويتجاسر عليه، حتى تمم السيد المسيح الفداء على الصليب..
2- فى حديثه مع تلاميذه
حينما سأل السيد المسيح تلاميذه عما يقوله الناس عنه، ثم عن رأيهم هم فيه قالوا: “أنت هو المسيح ابن الله الحى” (مت16: 16)، “حينئذ أوصى تلاميذه أن لا يقولوا لأحد إنه يسوع المسيح” (مت16: 20) وذلك بعد أن أوضح أن الاعتراف بألوهيته قد جاءهم نتيجة إعلان الآب السماوى لهم. وهنا نرى كيف منع السيد المسيح تلاميذه من أن يكشفوا حقيقة لاهوته للناس، وذلك إلى أن يقوم من الأموات. ولذلك يكمل معلمنا متى الإنجيلى قوله السابق ويقول:
“من ذلك الوقت ابتدأ يسوع يُظهر لتلاميذه أنه ينبغى أن يذهب إلى أورشليم ويتألم كثيراً من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويُقتل وفى اليوم الثالث يقوم” (مت16: 21). كان من المناسب إخفاء ألوهية السيد المسيح حتى تتأكد بقيامته من الأموات منتصراً على الموت من أجل خلاص البشرية.
 
قديم 16 - 07 - 2021, 02:49 PM   رقم المشاركة : ( 45773 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



فى إخراجه للشياطين
يذكر إنجيل معلمنا مرقس الوقائع التالية:
بعد أن “انصرف يسوع مع تلاميذه إلى البحر، وتبعه جمع كثير من الجليل، ومن اليهودية، ومن أورشليم، ومن أدومية، ومن عبر الأردن، والذين حول صور وصيداء، جمع كثير إذ سمعوا كم صنع (من المعجزات والأعمال الممتلئة حباً) أتوا إليه.. لأنه كان قد شفى كثيرين، حتى وقع عليه ليلمسه كل من فيه داء. والأرواح النجسة حينما نظرته خرّت له وصرخت قائلة إنك أنت ابن الله. وأوصاهم كثيراً أن لا يظهروه” (مر3: 7-12).
لم يكن السيد المسيح يرغب فى الإعلان عن نفسه بهذه الطريقة، كما إنه لا يقبل شهادة إبليس عنه وعن بنوته للآب السماوى. وقد حيّر السيد المسيح الشياطين برفضه لشهادتهم عن بنوته لله.. لأن الشيطان لا يفهم الاتضاع.
كان الشيطان يتخبط فى معرفته عن السيد المسيح. فتارة يقول له: “إن كنت ابن الله” (لو4: 3). وتارة يقول: “إنك أنت ابن الله” (مر3: 11).
عبارة “أوصاهم كثيراً أن لا يظهروه” تؤكد كيف حاول السيد المسيح أن يخفى لاهوته، كما أنه فى مناسبات كثيرة كان يتعمد إثبات حقيقة إنسانيته وتجسده.
ويذكر إنجيل معلمنا لوقا الأمور التالية:
حينما ذهب السيد المسيح إلى كفر ناحوم “وكان فى المجمع رجل به روح شيطان نجس، فصرخ بصوت عظيم قائلاً: آه مالنا ولك يا يسوع الناصرى. أتيت لتهلكنا. أنا أعرفك من أنت قدوس الله. فانتهره يسوع قائلاً اخرس واخرج منه. فصرعه الشيطان فى الوسط وخرج منه ولم يضره شيئاً” (لو4: 33-35).
ويلاحظ هنا أيضاً أن السيد المسيح قد انتهر الشيطان الذى قال “أنت قدوس الله” لأنه لا يقبل شهادة الشيطان عنه كما أنه لا يريد أن ينتشر هذا القول بين الناس فى وقت مبكر قبل قيامته من الأموات وصعوده إلى السماوات.
أما اعتراف التلاميذ “أنت هو المسيح ابن الله الحى” (مت16: 16). فقد طوّبه السيد المسيح لأنه هو أساس الإيمان فى الكنيسة. ولكن هذا الاعتراف كان بعيداً عن أسماع الجماهير، تماماً مثلما حدث مع المولود أعمى الذى آمن بأن المسيح هو ابن الله وسجد له.
كان السيد المسيح يقتاد الناس إلى الإيمان بألوهيته فى الوقت المناسب، حينما تكون أعين قلوبهم مفتوحة بالقدر الكافى، ومهيأة لمعرفة أسراره المقدسة “أظهر له ذاتى” (يو14: 21).
بعد الواقعة السابقة يذكر إنجيل معلمنا لوقا أن السيد المسيح “لما قام من المجمع..كانت الشياطين أيضاً تخرج من كثيرين وهى تصرخ وتقول: أنت المسيح ابن الله. فانتهرهم ولم يدعهم يتكلمون لأنهم عرفوه أنه المسيح” (لو4: 38، 41) شعرت الشياطين بقوة السيد المسيح وسلطانه عليهم، فعرفوا إنه هو المسيح ابن الله. لأنه لم يحدث قط أن أخرج أحد الأنبياء شيطاناً فى العهد القديم. ولهذا دهش الجميع وكانوا يخاطبون بعضهم بعضاً قائلين: ما هو هذا التعليم الجديد فإنه بسلطان وقوة يأمر حتى الأرواح النجسة فتطيعه وتخرج؟ (انظر لو4: 36). ولكن حينما كان السيد المسيح يسلك بمقتضى إنسانيته، فيتعب ويتألم ويحزن -كان الشيطان يعود فيشك فى ألوهيته ويتجاسر عليه، حتى تمم السيد المسيح الفداء على الصليب..
 
قديم 16 - 07 - 2021, 02:50 PM   رقم المشاركة : ( 45774 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



فى حديثه مع تلاميذه
حينما سأل السيد المسيح تلاميذه عما يقوله الناس عنه، ثم عن رأيهم هم فيه قالوا: “أنت هو المسيح ابن الله الحى” (مت16: 16)، “حينئذ أوصى تلاميذه أن لا يقولوا لأحد إنه يسوع المسيح” (مت16: 20) وذلك بعد أن أوضح أن الاعتراف بألوهيته قد جاءهم نتيجة إعلان الآب السماوى لهم. وهنا نرى كيف منع السيد المسيح تلاميذه من أن يكشفوا حقيقة لاهوته للناس، وذلك إلى أن يقوم من الأموات. ولذلك يكمل معلمنا متى الإنجيلى قوله السابق ويقول:
“من ذلك الوقت ابتدأ يسوع يُظهر لتلاميذه أنه ينبغى أن يذهب إلى أورشليم ويتألم كثيراً من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويُقتل وفى اليوم الثالث يقوم” (مت16: 21). كان من المناسب إخفاء ألوهية السيد المسيح حتى تتأكد بقيامته من الأموات منتصراً على الموت من أجل خلاص البشرية.
 
قديم 16 - 07 - 2021, 02:50 PM   رقم المشاركة : ( 45775 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




فى زهده فى المناصب
بالرغم من أن السيد المسيح هو ملك الملوك ورب الأرباب، وبالرغم من أنه هو رئيس الكهنة الأعظم.. إلا أنه عاش بعيداً عن المناصب المختصة بالمُلك، والمختصة بالكهنوت. لم يمجّد نفسه، ولم يُنافس الناس فى مناصبهم، بل كان بعيداً عن كل هذه الأمور..
أولاً: فيما يختص بالمُلك
عاش السيد المسيح تحت سلطة الملوك والأباطرة والحكام.. لم تكن له أية وظيفة، ولا رئاسة، ولا سلطان ينافس به الحكام فى سلطتهم.
خشى هيرودس الملك من ولادة السيد المسيح ملك اليهود، وأراد أن يتخلّص منه، وذبح جميع أطفال بيت لحم.. ولكنه لم يفهم طبيعة مُلك السيد المسيح الذى قال للوالى الرومانى بعد ثلاثين عاماً: “مملكتى ليست من هذا العالم” (يو18: 36).
لم يستخدم السيد المسيح حقه الإلهى فى أن يسود على الجميع، بل وضع نفسه تحت الكل، وكان خاضعاً لسلطان البشر.
دَفَعَ الجزية للحكام، ورفض أن تجعله الجموع ملكاً ينتزع ما اعتبروه حقوقاً لهم. ولم يقاوم الذين ألقوا القبض عليه، و”ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه، كشاه تساق إلى الذبح” (إش53: 7)، ولم يقاوم اللطم والإهانات وجلد السياط، ولا ما اقترن بالصليب من إهانات وآلام متنوعة.
رفض السيد المسيح الملك الزمنى، وكل أمجاده، لأنه كان يريد أن يملك على القلوب بمحبة إذ قال: “أنا إن ارتفعت.. أجذب إلىّ الجميع” (يو12: 32)، بمعنى أنه حينما يرتفع معلقاً على خشبة الصليب، فسوف يجتذب إليه محبة وإيمان الكثيرين. وفى موضع آخر تكلم عن الصلب فقال: “متى رفعتم ابن الإنسان” (يو8: 28).
حقاً “إن الرب قد ملك على خشبة” (مز95: 10).. ملك على قلوب الذين افتداهم وخلصهم من سلطان الخطية وعبوديتها.
عاش السيد المسيح فى عالم ممتلئ بالمشاكل والاضطرابات.. ولم يحاول إطلاقاً أن يدخل فى خضم هذا البحر المتلاطم. بل عالج مشكلة الإنسان الداخلية.. وأراد أن يحرر الإنسان من الداخل؛ عملاً بقول الكتاب أن “مالك روحه خير ممن يأخذ مدينه” (أم16: 32).
إن فى تحرير الإنسان من الخطية، وفى تحريره من ذاته ومن الأنانية، الحل الحقيقى لمشاكل البشرية ولكل معاناة الإنسان.
كانت الحرية فى نظر البشر شيئاً، وفى نظر السيد المسيح شيئاً آخر.. لهذا قال: “إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارًا” (يو8: 36).
أن يتحرر الإنسان من الداخل معناه أن يحيا فى حرية مجد أولاد الله فى الحياة الأبدية، فى شركة مقدسة مع الله. أما التحرر من العبودية الخارجية للبشر، فلا يؤثر فى مصير الإنسان الأبدى.. بل هو وضع مؤقت لا يمكن أن يدوم.
وبهذا فقد اهتم السيد المسيح بأن يملك على قلوب الذين اشتراهم من حمأة الخطية والموت الأبدى.
لم يأخذ السيد المسيح مُلكاً أرضياً، ولكن فى السماء له ملكوت أبدى. فهو الملك الذى لا نهاية لملكه.
ثانياً: فيما يختص بالكهنوت
ترك السيد المسيح لكهنة اليهود وظائفهم فى خدمة الكهنوت الهارونى بتقديم الذبائح الحيوانية فى الهيكل.
لم يطلب منصباً كهنوتياً، ولا خدمة طقسية فى ذلك الهيكل الذى هو المسكن الأول. بل جعل من جسده هيكلاً لتقديم الذبيحة الحقيقية “وأما المسيح وهو قد جاء رئيس كهنة للخيرات العتيدة، فبالمسكن الأعظم والأكمل غير المصنوع بيد، أى الذى ليس من هذه الخليقة. وليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداءً أبدياً” (عب9: 11، 12). لقد دخل السيد المسيح إلى الأقداس السمائية ليشفع فينا أمام الآب السماوى.
لم يزاحم السيد المسيح أحداً فى منصبه الكهنوتى، بل جاء كهنوته، بحسب تدبير الله، كشئ ملازم لتقديم ذاته كذبيحة خلاص حقيقية مقبولة من الآب السماوى.
لم يأخذ السيد المسيح رئاسة الكهنوت كوظيفة أو منصب خارجى، بل نبع ذلك من صميم قدرته على تقديم ذاته ذبيحة عن حياة العالم.
كان هو الكاهن، وهو الذبيحة. كما أنه هو الهيكل، وهو القربان. وهو الحمل وهو الراعى فى آنٍ واحد.
كان الآب هو الذى اختاره ليكون رئيس كهنة إلى الأبد على رتبة ملكى صادق. وقد دفع السيد المسيح حياته ثمناً لعمله الكهنوتى.. فما أمجد كهنوت مثل هذا؟.. أو هل كان ممكناً لمثل هذا أن لا يصير كاهناً؟!
حقاً قال معلمنا بولس الرسول: “ولا يأخذ أحد هذه الوظيفة بنفسه بل المدعو من الله كما هارون أيضاً. كذلك المسيح أيضاً لم يمجد نفسه ليصير رئيس كهنة، بل الذى قال له أنت ابنى أنا اليوم ولدتك. كما يقول أيضاً فى موضع آخر أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكى صادق” (عب5: 4-6).
 
قديم 16 - 07 - 2021, 02:51 PM   رقم المشاركة : ( 45776 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




فى رفضه للتعصب العرقى

عند بئر يعقوب
التقى السيد المسيح بالمرأة السامرية عند بئر ماء وهو صاحب الينبوع الحى الذى يمنح الماء الحى لمن يطلبه.
كانت المرأة تعيش فى مشكلتين فى علاقتها بالله:
المشكلة الأولى: مشكلة عرقية لها صلة بالدين وحرفيته والتعصب فيه.
والمشكلة الثانية: مشكلة داخلية تخص انقيادها لرغبات الجسد وشهواته.
وفى الحقيقة أن السيد المسيح قد جاء إلى العالم ليحل هاتين المشكلتين فى حياة البشر جميعاً. وإن كان اللقاء مع السامرية هو وسيلة لإيضاح هاتين الحقيقتين المريرتين فى طبيعة البشر.
اليهود لا يعاملون السامريين
قالت المرأة للسيد المسيح “كيف تطلب منى لتشرب وأنت يهودى وأنا امرأة سامرية؟! لأن اليهود لا يعاملون السامريين” (يو4: 9).
كان اليهود يحتقرون السامريين لاختلاطهم بالأمم بعد أن انقسمت المملكة، وصار ملوك السامرة يقيمون شعائر العبادة فى هيكل آخر فى جبل السامرة بخلاف هيكل اليهود فى جبل صهيون، وذلك لكى يمنعوا أفراد شعوبهم من الذهاب إلى أورشليم للسجود هناك. وفى هيكل السامريين اختلطت عبادة الله بالعادات والممارسات الوثنية أحياناً. وتفاقم الصراع بين المملكتين، وتداخلت العوامل الدينية مع العوامل السياسية لتزداد العداوة بين اليهود والسامريين.
وجاء السيد المسيح ليزيل العداوة، وليحرر اليهود من التعصب العرقى والدينى.
فبدأ هو بالمبادرة نحو السامريين متخطياً الحواجز التى فصلت بين الشعبين. وتكلّم مع المرأة السامرية طالباً منها أن تعطيه ليشرب.
وحينما قالت له المرأة السامرية متسائلة: “آباؤنا سجدوا فى هذا الجبل، وأنتم تقولون إن فى أورشليم
الموضع الذى ينبغى أن يُسجد فيه” (يو4: 20). أجابها السيد المسيح “يا امرأة صدقينى إنه تأتى ساعة لا فى هذا الجبل ولا فى أورشليم تسجدون للآب، أنتم تسجدون لما لستم تعلمون، أما نحن فنسجد لما نعلم” (يو4: 21، 22).
وقد قصد السيد المسيح أن يوضح لهذه المرأة عدم تمسكه بمكان معيّن للسجود للآب السماوى.. لا فى جبل السامرة، ولا فى جبل صهيون بأورشليم. لأن الله هو فوق حدود المكان.
ثم بدأ يوضح لها أن الموقف الأهم هو مفهوم العبادة ونقاوة العقيدة، ومعرفة الله المعرفة الحقيقية لكى تقدم له العبادة المقبولة.
وشرح لها أن الخلاص يُبنى على المعرفة السليمة، وأقوال الكتب المقدسة التى هى أنفاس الله، والتى حُفظت فى أورشليم إلى مجيء المخلّص. ولهذا قال لها: “لأن الخلاص هو من اليهود” (يو4: 22)، أى من وسطهم سوف يأتى المسيح مانحاً الخلاص والبنوة للذين يقبلونه.
وأوضح لها أيضاً أن العبادة المقبولة أمام الآب هى “بالروح والحق” (يو4: 24).
ليس بعتق الحرف.. أى ليس بالعبادة الحرفية الناموسية التى يفتخر بها المتزمتون من اليهود، بل بالروح الجديد (بجدة الروح).. أى بالعبادة الروحانية التى يتمتع بها أولاد الله الذين يتمتعون بشركة الروح القدس، ويستنيرون ويبتهجون ويشبعون بعمل الروح فيهم. عبادة تتحرر من الارتباط بالمكان والشكليات.. بل حيث يعمل الروح القدس فى الكنيسة بقوة من أقاصى المسكونة إلى أقاصيها.. يقود ويرشد ويعلم ويمنح سلطان الخدمة الكهنوتية بالخلافة الرسولية، وبها يتم مسح الخدام والمؤمنين والكنائس كما تتم جميع الأسرار المقدسة لخلاص المؤمنين.
وهى ليست عبادة يتمتع فيها الإنسان روحياً فقط، بل تمتلئ بالحق والاستقامة. أى لا يكفى أن يشعر الإنسان بنشوة روحية مبهمة فى العبادة بل ينبغى أن يستوعب بعقله الإيمان وما فيه من حق.. لأن الروح القدس يعلن الحق فى داخلنا.. يعلن المسيح الذى قال: “أنا هو الطريق والحق والحياة” (يو14: 6).
والحق الذى يعلنه الروح القدس هو الإيمان المستقيم.. الإيمان المسلّم مرة للقديسين.. الإيمان الذى يخلو من البدع ومن الخرافات ومن الهرطقات. الحق الذى قال عنه السيد المسيح: “كل من هو من الحق يسمع صوتى” (يو18: 37).
لهذا كله قال السيد المسيح للمرأة السامرية: “تأتى ساعة وهى الآن حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق. لأن الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له. الله روح، والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغى أن يسجدوا” (يو4: 23، 24).
لم تعد العبادة لله قاصرة على أورشليم وحدها مثلما كان الأمر فى العهد القديم قبل مجيء السيد المسيح. ولم يعد هيكل سليمان هو المكان المختار للعبادة. بل قال معلمنا بولس: “أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم” (1كو3: 16).
اتسع الهيكل فى العهد الجديد، ليكون هو الكنيسة المقدسة الممتدة من أقاصى المسكونة إلى أقاصيها.
وصار هيكل الله الآب هو المكان (فى الكنيسة) الذى يحضر فيه السيد المسيح بجسده ودمه الأقدسين بفعل الروح القدس فى سر الإفخارستيا ليمنح المؤمنين باسمه الاشتراك فى الحياة الأبدية التى منحت لنا بموته عوضاً عنا على الصليب.
حقاً صار حضور المسيح بذبيحته المقدسة -بكل ما تُعلن عنه فى الموت والقيامة والصعود والمجيء الثانى- حقيقة واقعة فى كنيسته المحبوبة، إعلاناً مبكراً للعرس بين المسيح وعروسه الكنيسة التى اقتناها بدمه الكريم، وعربوناً للحياة الأبدية التى وعد بها جميع قديسيه.
لم يفهم اليهود فى نظرتهم الضيقة للعبادة هذه الحقائق الثمينة، وجعلوا يتمسكون بهيكل مبنى بالحجارة وربما يحلمون بإعادة بنائه بعد خرابه، حسبما قال لهم السيد المسيح: “هوذا بيتكم يُترك لكم خراباً” (مت23: 38). وحينما يقولون: “مبارك الآتى باسم الرب” (مت23: 39) فسوف يفهمون المعنى الحقيقى للهيكل.
ألم يقل لهم السيد المسيح عن جسده: “انقضوا هذا الهيكل وفى ثلاثة أيام أقيمه” (يو2: 19). أما هم فلم يفهموا أنه كان يُكلمهم عن هيكل جسده المقدس بل صاروا يعترضون ويسخرون من كلامه قائلين عن هيكل الحجارة: “فى ست وأربعين سنة بنى هذا الهيكل أفأنت فى ثلاثة أيام تقيمه؟” (يو2: 20).
بعد مجيء المسيح لم يعد هناك لزوم للهيكل القديم
لأن الذبائح الحيوانية قد أبطلتها ذبيحة الصليب وقد شرح القديس بولس الرسول هذه الحقيقة بقوله للعبرانيين (أى لذوى الأصل اليهودى) “لأن الناموس إذ له ظل الخيرات العتيدة، لا نفس صورة الأشياء، لا يقدر أبداً بنفس الذبائح كل سنة التى يقدمونها على الدوام أن يكمّل الذين يتقدمون.. لأنه لا يمكن أن دم ثيران وتيوس يرفع خطايا. لذلك عند دخوله إلى العالم يقول ذبيحة وقرباناً لم تُرد، ولكن هيأت لى جسداً.. فإذ لنا أيها الإخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع، طريقاً كرّسه لنا حديثاً حياً بالحجاب أى جسده. وكاهن عظيم على بيت الله” (عب10: 1، 4، 5، 19-21).
اذهبى وادعى زوجك (يو4: 16)
أراد السيد المسيح أن يقود المرأة السامرية إلى التوبة، حتى يأتى بها إلى العبادة بالروح والحق. فلم يكن من الممكن أن تبدأ علاقتها مع الله فى العبادة، بينما هى تحيا فى سيرة خاطئة ومشاعر خاطئة.
لهذا طلب منها أن تذهب وتدعو زوجها “أجابت المرأة وقالت: ليس لى زوج. قال لها يسوع: حسناً قلت ليس لى زوج لأنه كان لك خمسة أزواج، والذى لك الآن ليس هو زوجك. هذا قلتِ بالصدق” (يو4: 17، 18).
بدأت المرأة من خلال كشف المسيح لها، تدرك أنها أمام شخصية غير عادية. فقالت: “يا سيد أرى أنك نبى” (يو4: 19). قالت ذلك معترفة بخطئها.
ولما تكلم السيد المسيح معها عن السجود لله بالروح والحق، وعدم التقيد بجبل السامرة ولا جبل صهيون فى السجود للآب، أرادت أن تجد مرجعاً يتفق فيه اليهود والسامريون. فقالت له: “أنا أعلم أن مسيا الذى يقال له المسيح يأتى. فمتى جاء ذاك يخبرنا بكل شئ” (يو4: 25).
كان بالنسبة لها مجيء السيد المسيح هو الحل لجميع مشاكلها الروحية والفكرية وقد اشتاقت بالفعل أن تعرف من محدثها الذى لم تكن تعرفه، أن يخبرها متى يأتى المسيا المنتظر.
عند هذه النقطة كشف لها السيد المسيح عن شخصيته الحقيقية، وقال لها: “أنا الذى أكلمك هو” (يو4: 26).
فتركت المرأة جرتّها إلى جوار البئر، وذهبت إلى أهل السامرة لتدعوهم لرؤية السيد المسيح. وآمن الكثيرون بسبب كلامها- ثم بالأكثر بسبب رؤيتهم للمسيا مشتهى الأجيال.
 
قديم 16 - 07 - 2021, 02:52 PM   رقم المشاركة : ( 45777 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




حينما قالت له المرأة السامرية متسائلة: “آباؤنا سجدوا فى هذا الجبل، وأنتم تقولون إن فى أورشليم
الموضع الذى ينبغى أن يُسجد فيه” (يو4: 20). أجابها السيد المسيح “يا امرأة صدقينى إنه تأتى ساعة لا فى هذا الجبل ولا فى أورشليم تسجدون للآب، أنتم تسجدون لما لستم تعلمون، أما نحن فنسجد لما نعلم” (يو4: 21، 22).
وقد قصد السيد المسيح أن يوضح لهذه المرأة عدم تمسكه بمكان معيّن للسجود للآب السماوى.. لا فى جبل السامرة، ولا فى جبل صهيون بأورشليم. لأن الله هو فوق حدود المكان.
ثم بدأ يوضح لها أن الموقف الأهم هو مفهوم العبادة ونقاوة العقيدة، ومعرفة الله المعرفة الحقيقية لكى تقدم له العبادة المقبولة.
وشرح لها أن الخلاص يُبنى على المعرفة السليمة، وأقوال الكتب المقدسة التى هى أنفاس الله، والتى حُفظت فى أورشليم إلى مجيء المخلّص. ولهذا قال لها: “لأن الخلاص هو من اليهود” (يو4: 22)، أى من وسطهم سوف يأتى المسيح مانحاً الخلاص والبنوة للذين يقبلونه.
وأوضح لها أيضاً أن العبادة المقبولة أمام الآب هى “بالروح والحق” (يو4: 24).
ليس بعتق الحرف.. أى ليس بالعبادة الحرفية الناموسية التى يفتخر بها المتزمتون من اليهود، بل بالروح الجديد (بجدة الروح).. أى بالعبادة الروحانية التى يتمتع بها أولاد الله الذين يتمتعون بشركة الروح القدس، ويستنيرون ويبتهجون ويشبعون بعمل الروح فيهم. عبادة تتحرر من الارتباط بالمكان والشكليات.. بل حيث يعمل الروح القدس فى الكنيسة بقوة من أقاصى المسكونة إلى أقاصيها.. يقود ويرشد ويعلم ويمنح سلطان الخدمة الكهنوتية بالخلافة الرسولية، وبها يتم مسح الخدام والمؤمنين والكنائس كما تتم جميع الأسرار المقدسة لخلاص المؤمنين.
وهى ليست عبادة يتمتع فيها الإنسان روحياً فقط، بل تمتلئ بالحق والاستقامة. أى لا يكفى أن يشعر الإنسان بنشوة روحية مبهمة فى العبادة بل ينبغى أن يستوعب بعقله الإيمان وما فيه من حق.. لأن الروح القدس يعلن الحق فى داخلنا.. يعلن المسيح الذى قال: “أنا هو الطريق والحق والحياة” (يو14: 6).
والحق الذى يعلنه الروح القدس هو الإيمان المستقيم.. الإيمان المسلّم مرة للقديسين.. الإيمان الذى يخلو من البدع ومن الخرافات ومن الهرطقات. الحق الذى قال عنه السيد المسيح: “كل من هو من الحق يسمع صوتى” (يو18: 37).
 
قديم 16 - 07 - 2021, 02:52 PM   رقم المشاركة : ( 45778 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




قال السيد المسيح للمرأة السامرية: “تأتى ساعة وهى الآن حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق. لأن الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له. الله روح، والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغى أن يسجدوا” (يو4: 23، 24).
لم تعد العبادة لله قاصرة على أورشليم وحدها مثلما كان الأمر فى العهد القديم قبل مجيء السيد المسيح. ولم يعد هيكل سليمان هو المكان المختار للعبادة. بل قال معلمنا بولس: “أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم” (1كو3: 16).
اتسع الهيكل فى العهد الجديد، ليكون هو الكنيسة المقدسة الممتدة من أقاصى المسكونة إلى أقاصيها.
وصار هيكل الله الآب هو المكان (فى الكنيسة) الذى يحضر فيه السيد المسيح بجسده ودمه الأقدسين بفعل الروح القدس فى سر الإفخارستيا ليمنح المؤمنين باسمه الاشتراك فى الحياة الأبدية التى منحت لنا بموته عوضاً عنا على الصليب.
حقاً صار حضور المسيح بذبيحته المقدسة -بكل ما تُعلن عنه فى الموت والقيامة والصعود والمجيء الثانى- حقيقة واقعة فى كنيسته المحبوبة، إعلاناً مبكراً للعرس بين المسيح وعروسه الكنيسة التى اقتناها بدمه الكريم، وعربوناً للحياة الأبدية التى وعد بها جميع قديسيه.
لم يفهم اليهود فى نظرتهم الضيقة للعبادة هذه الحقائق الثمينة، وجعلوا يتمسكون بهيكل مبنى بالحجارة وربما يحلمون بإعادة بنائه بعد خرابه، حسبما قال لهم السيد المسيح: “هوذا بيتكم يُترك لكم خراباً” (مت23: 38). وحينما يقولون: “مبارك الآتى باسم الرب” (مت23: 39) فسوف يفهمون المعنى الحقيقى للهيكل.
ألم يقل لهم السيد المسيح عن جسده: “انقضوا هذا الهيكل وفى ثلاثة أيام أقيمه” (يو2: 19). أما هم فلم يفهموا أنه كان يُكلمهم عن هيكل جسده المقدس بل صاروا يعترضون ويسخرون من كلامه قائلين عن هيكل الحجارة: “فى ست وأربعين سنة بنى هذا الهيكل أفأنت فى ثلاثة أيام تقيمه؟” (يو2: 20).
 
قديم 16 - 07 - 2021, 02:53 PM   رقم المشاركة : ( 45779 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




بعد مجيء المسيح لم يعد هناك لزوم للهيكل القديم
لأن الذبائح الحيوانية قد أبطلتها ذبيحة الصليب وقد شرح القديس بولس الرسول هذه الحقيقة بقوله للعبرانيين (أى لذوى الأصل اليهودى) “لأن الناموس إذ له ظل الخيرات العتيدة، لا نفس صورة الأشياء، لا يقدر أبداً بنفس الذبائح كل سنة التى يقدمونها على الدوام أن يكمّل الذين يتقدمون.. لأنه لا يمكن أن دم ثيران وتيوس يرفع خطايا. لذلك عند دخوله إلى العالم يقول ذبيحة وقرباناً لم تُرد، ولكن هيأت لى جسداً.. فإذ لنا أيها الإخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع، طريقاً كرّسه لنا حديثاً حياً بالحجاب أى جسده. وكاهن عظيم على بيت الله” (عب10: 1، 4، 5، 19-21).
اذهبى وادعى زوجك (يو4: 16)
أراد السيد المسيح أن يقود المرأة السامرية إلى التوبة، حتى يأتى بها إلى العبادة بالروح والحق. فلم يكن من الممكن أن تبدأ علاقتها مع الله فى العبادة، بينما هى تحيا فى سيرة خاطئة ومشاعر خاطئة.
لهذا طلب منها أن تذهب وتدعو زوجها “أجابت المرأة وقالت: ليس لى زوج. قال لها يسوع: حسناً قلت ليس لى زوج لأنه كان لك خمسة أزواج، والذى لك الآن ليس هو زوجك. هذا قلتِ بالصدق” (يو4: 17، 18).
بدأت المرأة من خلال كشف المسيح لها، تدرك أنها أمام شخصية غير عادية. فقالت: “يا سيد أرى أنك نبى” (يو4: 19). قالت ذلك معترفة بخطئها.
 
قديم 16 - 07 - 2021, 02:54 PM   رقم المشاركة : ( 45780 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




لما تكلم السيد المسيح مع المراة السامرية عن السجود لله بالروح والحق، وعدم التقيد بجبل السامرة ولا جبل صهيون فى السجود للآب، أرادت أن تجد مرجعاً يتفق فيه اليهود والسامريون. فقالت له: “أنا أعلم أن مسيا الذى يقال له المسيح يأتى. فمتى جاء ذاك يخبرنا بكل شئ” (يو4: 25).
كان بالنسبة لها مجيء السيد المسيح هو الحل لجميع مشاكلها الروحية والفكرية وقد اشتاقت بالفعل أن تعرف من محدثها الذى لم تكن تعرفه، أن يخبرها متى يأتى المسيا المنتظر.
عند هذه النقطة كشف لها السيد المسيح عن شخصيته الحقيقية، وقال لها: “أنا الذى أكلمك هو” (يو4: 26).
فتركت المرأة جرتّها إلى جوار البئر، وذهبت إلى أهل السامرة لتدعوهم لرؤية السيد المسيح. وآمن الكثيرون بسبب كلامها- ثم بالأكثر بسبب رؤيتهم للمسيا مشتهى الأجيال.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 08:30 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025