منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16 - 06 - 2014, 08:19 AM   رقم المشاركة : ( 4551 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

قبول المـُر ..

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


كان لسليمان الحكيم عبد يسمى "لقمان" ،استدعاه للمثول أمامه وبادره بالقول : ((سآمرك أمراً هل تطيعه ؟))
فاستغرب العبد المُشترى بالمال و رد للفور : ((أنت السيد وأنا العبد ، أأمر وأنا أطيع ))فأخذ سليمان بطيخه صغيرة كانت أمامه وأعطاها لعبده

قائلاً : ((كـُل هذه البطيخه المـُرة بشرط ألا يظهر على وجهك أى امتعاض أو تبرم )).
فأخذها لقمان من يد سليمان وأكلها ، وفى أثناء مضغها إرتسمت إبتسامه عذبه على وجه لقمان ، فإندهش سليمان من إبتسامته

وقال له : هل البطيخه حلوة يا لقمان ؟؟...

فرد العبد : (( لا ياسيدى أنها مـُرة مرارة الصبر !))فراجعه سليمان ((ولماذا إذن تبتسم؟))

فأجاب العبد : ((أبتسم لأنى تذكرت يد سيدى التى قدمت لى سابقاً حلواًُ كثيراً فنسيت المرة الوحيد التى قدمت لى بطيخه مـُرة....

لما تذكرت ، ضاعت مذاقه المرارة ))

هذا عبد سليمان يا عزيزى ، أما أنا وأنت عبيد الله الحى الذى قال لنا : ((لا أعود أسميكم عبيداً لأن العبد لا يعلم ما يعمل سيده ، لكنى قد سميتكم أحباء لأنى أعلمتكم بكل ما سمعته من أبى "يو 15:15")) ....

نحن أحباء الله ، وإيماننا بمحبته ليس أنه قادر على كل شئ ، ولا يعسر عليه شئ ، بل هو أن نقبل من يديه كل شئ مهما كان مـُراً.

وقبول المـُر يحتاج إلى تذكر ... تذكر يا عزيزى إحسانات الرب تنسى مرارتك ، ومرارة الأحداث التى من حولك ، فإن إحساناته الجديده فى كل صباح .... تعلَّم أن تذكر خيرات الله فى وسط الآمك فتتعزى به ...

أبونا يوسف أسعد
 
قديم 16 - 06 - 2014, 08:23 AM   رقم المشاركة : ( 4552 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

اللاّوعي والإدانة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أبونا الراهب سارافيم البرموسي


الإدانة هي الحكم على الآخرين من خلال سلوكياتهم

وغضّ البصر عن دوافعهم

والغفران هو التماس العذر للدوافع

وغضّ البصر عن السلوكيات



إن الإنسان يحيا في الوجود من خلال وعيه بما حوله، ويتشكّل سلوكه وتصرفاته بقدر تفتُّح ونُضج وعيه في فهم الأشخاص والأشياء من حوله، إلاّ أنّ هناك عامل آخر شديد الأهمية يؤثِّر على سلوكك ويتحكَّم في تصرفاتك بشكلٍ غير ظاهر؛ إنّه اللاّوعي..

اللاّوعي هو المخزن الذي يتلقَّى كلّ خبرة يمرّ بها الإنسان، وكلّ موقف يجتازه، وكلّ معاملة يلقاها، بل إنّه يتأثّر بطريقة التربية التي يشبُّ عليها الشخص من أيام طفولته المُبكِّرة. وبعد أن يتلقَّى اللاّوعي هذا الكمّ الهائل المتراكم والمستمر من الأحداث والمفاهيم، يبدأ في إعادة تشكيلها ليصل من خلالها إلى رؤيا للحياة، وتتحوّل تلك الرؤيا إلى قوّة دفع غير منظورة تبدأ في ممارسة سلطانها على الإنسان وتصبغه بطابعها الخاص.



يقول أحدهم:

لا تقتصر المعرفة على ما نفكّر به في عقولنا

فليست الأحداث الخارجيّة هي التي تحثّنا على التحرُّك فقط

بل ذلك العالم المُظلِم والسرّي في لاوعينا



فقد تجد إنسانًا ما عدائيًّا، وتكتفي بأن تحكم عليه وتضعه في قائمة العدائيّين في حياتك، دون أن تُدْرِك أنّ عدائَه هذا قد يكون نتيجة خبرات متراكمة في اللاوعي، خبرات ترسّبت في وجدانه تحمل ذكريات الإهانة والسخرية. قد تكون عدوانيّته نتيجة تربية أبٍ قاسٍ استبدادي الرأي. قد تكون نتيجة عيب خِلقي دفعه إلى الهجوم المسبق والاستباقي خشيةً من تهكُّم الآخرين. كلُّ تلك العوامل والدوافع قد لا يعيها الشخص نفسه، ولا يُدركها، إلاّ أنها تظهر كرد فعل تلقائي أثناء علاقته مع الآخرين.

لذا فمن الضروري أن نلتمس العذر دائمًا للآخرين في تصرّفاتهم التي تبدو لنا غريبة وغير منطقيّة في بعض الأحيان، فخلف كلّ تصرُّف هناك تاريخ في اللاّوعي، وخلف كلّ موقف هناك عُقدة ما تدفعه لانتهاج هذا السلوك. من هنا كان تعليم المسيح لنا بعدم الإدانة، لأننا لا يمكننا أن نخترق حواجز النفس البشريّة لنرى دوافعها في العمل، فأي سلوكٍ لا يجب أنْ يُدان دون النظر إلى دوافعه. انطلاقًا من تلك الحقيقة، نقدر أن نعي تبرير المسيح للخطاة الذين دفعتهم ظروفهم القاسية للخطيئة بالرغم من استعدادهم الداخلي للحياة النقيّة. في المقابل كان كثيرًا ما يُلقي بالويلات على الكتبة والفريسيّين وقادة اليهود، الذين يبدون للناس وكأنّهم أبرارٌ، بيد أنْ خطاياهم كانت خفيّة، ودوافعهم كانت شريرة. الله ينظر إلى القلب، بينما لا يرى البشر سوى السلوكيات الخارجيّة التي لا تُعبِّر عن شيء، ولا نستطيع من خلالها الحُكم الصادق الموضوعي على أحدٍ.

ولعلّه إن قُدِّر لأحدٍ أن يعاصر القديس موسى الأسود قبل توبته، فهل كان يمكن أن يرصد في حياته بصيصًا من نورٍ؟! لا أعتقد!! فالجميع سيتعامل معه كمجرمٍ يستحق العقوبة، وليس كإنسانٍ يحتاج لمناخ جيّد ليُظْهِر الاستعداد المُختبِئ خلف مظهر الشرّ. لذا فإنّ أحد القدّيسين أثناء سيره مع تلاميذه، بكَى حينما رأى مجرمًا مساقًا إلى السجن، وحينما سُئل عن السبب، أجاب: “لولا نعمة الله لكنت مكان ذلك المجرم!!”



إنّ ليو تولستوي، الروائي الروسي الشهير، يقول في روايته “البعث”، على لسان بطل الرواية نكليودوف:

إنّ المساجين أحياناً ما يكونون مساكينَ،

وفي الأغلب تكون جناية المجتمع عليهم أفدح من جنايتهم على المجتمع.

فهم في الغالب قومٌ حُرموا من العطف والرعاية في صغرهم.

وكثر عليهم ضغط الظروف، حتى امتلأت قلوبهم بالحقد،

فلماذا يكون هؤلاء في غياهب السجون؟؟ ويكون سواهم طُلقاء، بل يكونون في موضع القضاة لهؤلاء؟!



إنّه الحُكم حسب المظاهر الخادعة، دون محاولة البحث في الدوافع لالتماس العذر للآخرين، ومن ثمّ محاولة تحريرهم من القيود التي يرصفون فيها والمقيدة كيانهم الداخلي.

لذا فإنّ المسيحية تؤمن بـ“خلقة الإنسان علي غير فسادٍ” كما نُصلّي في ليتورجيّة القديس باسيليوس -كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى- تؤمن بالخير الدفين في أعماقه، تؤمن أن مسلكه الخارجي المحكوم بدفع خبرات اللاّوعي يختلف عن كينونته الحقّة النقيّة التي تشكّلت على الصورة والمثال الإلهي. لذا فإنّ دور الروح القدس هو تحرير الإنسان من سطوة اللاّوعي، ليرى ويبصر نفسه البهيّة المخلوقة على صورة الله. ليُعاين الأصل في الإنسانيّة كحالة من البرّ، وليتيقّن أنّ الدخيل هو الشرّ، الذي “دخل بحسد إبليس”.

ولنتذكّر معًا كيف كان يرى يسوع، الإنسان، حينما نسترجع حادثة المرأة التي أُمسكت في الفعل المُشين، فقد رآها الجميع مدانة وتستحق الموت، بينما كان ينظر المسيح إلى أعماقها، كان يطالع النور الخافت الذي كان يومض بين جدران قلبها، وحينما رأى المسيح هذا النور، قال لها: “ولا أنا أدينك”.

لذا دعنا منذ الآن، ألاّ نحكم على الآخرين بحسب سلوكيّاتهم، فقد يكونون مرضَى بسطوّة اللاّوعي المثقَّل بخبراتٍ سلبيّةٍ. دعنا نرى الإنسان بعيني المسيح التي لا ترى سوى الشوق المُختبئ خلف السلوك الظاهر، وحينما نستطيع أنْ نرتدي منظار المسيح لنرى به الآخرين، نقول حينئذٍ لمن دانهم المجتمع: “أن لا أدينك”. وحينئذ سنسمع صوت المسيح الفَرِح يتردّد صداه في أعماقنا، ويقول:

“ولا أنا أدينَك”
 
قديم 18 - 06 - 2014, 04:23 PM   رقم المشاركة : ( 4553 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كيف نصلي 1

من سفر إشعياء النبي:
"عَلَى أَسْوَارِكِ يَا أُورُشَلِيمُ أَقَمْتُ حُرَّاسًا لاَ يَسْكُتُونَ كُلَّ النَّهَارِ وَكُلَّ اللَّيْلِ عَلَى الدَّوَامِ. يَا ذَاكِرِي الرَّبِّ لاَ تَسْكُتُوا، وَلاَ تَدَعُوهُ يَسْكُتُ، حَتَّى يُثَبِّتَ وَيَجْعَلَ أُورُشَلِيمَ تَسْبِيحَةً فِي الأَرْضِ" (سفر إشعياء 62: 6، 7).
مجدًا للثالوث القدوس الآب والابن والروح القدس.
الموضوع الذي سنتكلم فيه اليوم يا أحبائي بنعمة الرب هو موضوع الصلاة.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من أقوال ذهبي الفم عن الصلاة:


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في عظة للقديس يوحنا ذهبي الفم عن الصلاة:-
قال: "بالصلاة ننضم لطغمة الملائكة، الإنسان يرتفع من الأرض إلى السماء".
وقال: "إننا نتقدم للصلاة بمشاعر خوف شديد جدًا" (وهذا طبيعي لأن الإنسان سيقف في حضرة الله).
وقال: "أيضًا نتقدم بفرح عظيم جدًا، لأنه أي شرف أعظم من أن الإنسان يقف أمام الله".
وقال: "أنه بالصلاة ننتقل إلى الأبدية". الصلاة تجعل الإنسان يعيش في الأبدية من الآن.
وقال: "يستحيل أن تكون في حياتنا فضيلة بدون الصلاة".
وقال: "الصلاة هي دواء لكل أمراض نفوسنا" أي مشكلة، أي تعب، أي ضيقة علاجه كما قال ذهبي الفم هو الصلاة.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الصلاة هي الصفة المشتركة بين القديسين:

العجيب يا أحبائي أننا لو تأملنا في حياة القديسين، نجد أن بهم صفات متباينة كثيرة جدًا ولكن الصلاة هي الصفة المشتركة بين كل القديسين. فكمثال:
القديس الأنبا أرسانيوس: كان القديس الأنبا أرسانيوس محب جدًا للوحدة، لدرجة أن الأب البطريرك في ذلك الحين جاء لكي يلتمس بركته فهرب، وقال: "إذا فتحت الباب للبطريرك لن أستطيع أن أغلقه في وجه أي إنسان، وإذا فتحت الباب لكل أحد لن أستطيع أن أجلس هنا. فأنا حياتي وفرحي في السكون والوحدة".
لكن على الجانب الآخر:
القديس موسى الأسود: كان القديس الأنبا موسى يجد لذته وشبعه وفرحه في الحديث مع الآخرين عن المسيح.
أي أن لهذين القديسين صفتين متعارضتين تمامًا. فهذا يهرب من الناس محبة في المسيح وهذا يحب الجلوس مع الناس محبة في المسيح.
فالقديسين بهم صفات قد تبدو متضادة ولكن الشيء الذي اشترك فيه كل القديسين هو الصلاة. فعندما تقرأ حياة القديسين لن تجد قديس لم يكن أستاذًا في الصلاة. فهذه هي الفضيلة التي جمعت القديسين كلهم ورغم هذا عندما ننظر لأنفسنا وننظر للجيل الذي نعيشه، نجد أنفسنا قد تغربنا تمامًا عن هذا الطريق.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المسيح علمنا اللجاجة في الصلاة في مثل "قاضي الظلم" (إنجيل لوقا 18: 1-8):

الرب يسوع أراد أن يعلمنا اللجاجة في الصلاة لذلك ذكر لنا مثل "قاضي الظلم" والمرأة التي ظلت تلح عليه حتى أنصفها،وأريدكم أن تتأملوا تعليق السيد المسيح على المثل حيث قال: "أَفَلاَ يُنْصِفُ اللهُ مُخْتَارِيهِ، الصَّارِخِينَ إِلَيْهِ نَهَارًا وَلَيْلًا، وَهُوَ مُتَمَهِّلٌ عَلَيْهِمْ؟ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يُنْصِفُهُمْ سَرِيعًا! وَلكِنْ مَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ، أَلَعَلَّهُ يَجِدُ الإِيمَانَ عَلَى الأَرْضِ؟" (إنجيل لوقا 18: 7،8). وكلمة "الإيمان" في تساؤله الأخير يقصد بها الإيمان بأن الإلحاح في الصلاة مستجاب أمام الله. وكأن السيد المسيح كان يرى جيلنا ويتكلم عن حاله في هذا المثل، لأننا مقلين جدًا في الصلاة، والصلاة ثقيلة جدًا على أنفسنا، لذلك تساءل هل عندما سآتي سأجد الناس ما زال لديها الإيمان بفاعلية وقوة واقتدار الصلاة في فعلها؟!
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
محبتنا للصلاة ترمومتر نستطيع به قياس مدى محبتنا للحياة الأبدية:

تصور أم لديها ابن يرفض الأكل تمامًا مهما ألحت عليه ليأكل، مما أدخلها في حيرة شديدة فاحتارت الأم وخافت على ابنها، وذهبت به إلى الكثير من الأطباء دون جدوى. وأخيرًا أخذته إلى طبيب حكيم وواعي، فقال لها: مرض ابنك ليس له علاج، لأنه رافض الحياة ولذلك هو رافض الأكل.
بصدق يا أحبائي هذا هو حالنا، فنحن رافضين الحياة الأبدية، لذلك نرفض الصلاة، الإنسان المتعلق بالسماء يحب الصلاة جدًا، ويفرح بها. أما الإنسان الغير راغب في السماء أو الغير مهتم بها لا يحب الصلاة. فمحبة الصلاة هي الترمومتر الذي نقيس به مدى تعلقنا بالسماء. وقد كان هذا هو الدافع الذي جعلني أتكلم معكم في موضوع الصلاة.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 18 - 06 - 2014, 04:25 PM   رقم المشاركة : ( 4554 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما هي الصلاة؟

الصلاة هي الوقوف في حضرة الله وملء الشعور بذلك:

الصلاة هي اختبار لحضور الله. إنسان واقف في حضرة الله وشاعر بكل كيانه بذلك. فالصلاة ليست مجرد ترديد كلمات، بل هي إنسان يشعر بكل كيانه أنه واقف في حضرة الله.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الصلاة هي عمل المسيحي الأساسي والأول:

والصلاة هي عمل المسيحي الأساسي والأول، وأي شيء آخر يأتي في المرتبة الثانية. بل أن وجودنا على الأرض من أجل الصلاة.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الصلاة هي عمل إلهي وعطية من الله:

فالله هو الذي يجذبك ويشوقك للصلاة، وهو الذي يضع على لسانك كلمات الصلاة.
القديس أوغسطينوس قال: "الصلاة هي عمل الله داخل النفس" فهو عمل إلهي صرف ودعوة من الله.
بولس الرسول يقول: "وَكَذلِكَ الرُّوحُ أَيْضًا يُعِينُ ضَعَفَاتِنَا، لأَنَّنَا لَسْنَا نَعْلَمُ مَا نُصَلِّي لأَجْلِهِ كَمَا يَنْبَغِي. وَلكِنَّ الرُّوحَ نَفْسَهُ يَشْفَعُ فِينَا بِأَنَّاتٍ (بتنهدات) لاَ يُنْطَقُ بِهَا" (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 26).
ولذلك كان التلاميذ على حق عندما قالوا للسيد المسيح: "يَا رَبُّ، عَلِّمْنَا أَنْ نُصَلِّيَ" (إنجيل لوقا 11: 1). قالوا له هذا بالرغم من أنهم يهود ولهم صلوات ثابتة وذلك لأننا "لسنا نعلم ما نصلي لأجله كما ينبغي".
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الصلاة هي دعوة من المسيح لنأخذ من يده "شيء ما" أثناء هذه الصلاة:

ذكرت لي إحدى البنات الصغيرات في الاعتراف أنها تتذكر الصلاة ولكنها تُكسل ولا تصلي. فقلت لها إن تذكر الصلاة هو عبارة عن نداء من المسيح فهو يريد أن يعطيك شيئًا ما في هذه الصلاة. وإذا لم تستجيبي لهذه الدعوة أنتِ الخاسرة. صدقوني يا أحبائي في كل مرة نقف للصلاة المسيح ينادينا ليعطينا شيء ما. لذلك قال لنا بولس الرسول: "الْيَوْمَ، إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ" (رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 4: 7).

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فعندما نتذكر الصلاة يكون السيد المسيح واقفًا وقارعًا على الباب ويريد أن يعطيك شيئًا، فحذار من أن تسمع صوت الرب يسوع يناديك للصلاة دون أن تلبي هذا النداء، ولو بغصب نفسك. صدقوني يا أحبائي في كل مرة يذكرنا روح الله بالصلاة، يكون هناك شيئًا ما سنأخذه من يد المسيح في هذه الصلاة. ثق في هذا. وإذا لم تصلي تكون كمن سمع صديقًا عزيزًا يدق بابه فلم يفتح له أو أغلق الباب في وجهه.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الصلاة هي اشتياق متبادل بين الله والمصلي:

وكما قال لنا القديس باسيليوس: حذار أن تقف أمام الله وتفكر فيما يجب أن تقوله، فالله لا يريد أن يسمع منك بلاغة أو شعر أو قصيدة، بل قل ما يخطر ببالك. فكما يفرح الأب بطفله الصغير عندما يقف ليكلمه حتى لو كان غير متمكن من الكلام (يتهته) ويأخذه في حضنه فرحًا، هكذا الرب يفرح بوقوفك أمامه في الصلاة بغض النظر عما ستقوله. فالصلاة نفس مشتاقة إلى الله. قف قل للرب: "يا رب أنا مشتاق إليك. اشتاقت نفسي إليك يا رب كالأرض العطشانة للمياه".
داود النبي يقول: "كَمَا يَشْتَاقُ الإِيَّلُ إِلَى جَدَاوِلِ الْمِيَاهِ، هكَذَا تَشْتَاقُ نَفْسِي إِلَيْكَ يَا اللهُ. عَطِشَتْ نَفْسِي إِلَى اللهِ، إِلَى الإِلهِ الْحَيِّ. مَتَى أَجِيءُ وَأَتَرَاءَى قُدَّامَ اللهِ" (سفر المزامير 42: 1، 2). أي يا رب أنا مشتاق إليك، أنا نفسي أقف أمامك، أنا لذتي يا رب وفرحتي وبهجة قلبي أنت.
"مَنْ لِي فِي السَّمَاءِ؟ وَمَعَكَ لاَ أُرِيدُ شَيْئًا فِي الأَرْضِ" (سفر المزامير 73: 25).
ويقول داود النبي أيضًا: "يَااَللهُ،إِلهِيأَنْتَ. إِلَيْكَأُبَكِّرُ. عَطِشَتْإِلَيْكَنَفْسِي،يَشْتَاقُإِلَيْكَجَسَدِي فِي أَرْضٍ نَاشِفَةٍوَيَابِسَةٍبِلاَ مَاءٍ" (سفر المزامير 63: 1).
الاشتياق للصلاة يكون كالاشتياق لرؤية عزيز، تصور أنك على موعد للقاء شخص عزيز عليك جدًا جدًا، قد لا تنام طوال الليل متمنيًا مرور الساعات سريعًا من كثرة اشتياقك لهذا العزيز،هذا هو شعور محب الصلاة. داود النبي كان بهذا الشكل لذلك قال "كما تشتاق الإيل إلى جدول المياه". يمكن أن نشبه اشتياق محب الصلاة لله باشتياق الإنسان العطشان جدًا لأن يرتوي بالمياه. هذا النهم والاشتياق للماء هو نفس إحساس الإنسان الذي يشتاق أن يقف أمام الله.
والعجيب أن هذه المشاعر لا تكون مشاعر المصلى فقط بل هي أيضًا مشاعر المسيح. فالسيد المسيح يشتاق لوقوفك أمامه، فهو الذي يقول: "أَرِينِي وَجْهَكِ، أَسْمِعِينِيصَوْتَكِ،لأَنَّصَوْتَكِلَطِيفٌ وَوَجْهَكِ جَمِيلٌ" (سفر نشيد الأنشاد 2: 14). فالصلاة اشتياقات من جهة الله إليك وإشتياقات من جهتك لله.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كثيرون لا يعرفون معنى الصلاة:

كنت أتكلم مع أب كاهن خدم في كندا، وعندما سألته عن أخبار الخدمة هناك روى لي ما أدهشني وأحزنني في نفس الوقت، قال أن أحد الشباب أثناء اعترافه قال ما يلي: "أنتم (يقصد الكهنة) كلما تتكلمون تذكرون لنا السماء على أنها غاية، فماذا سنفعل في هذه السماء؟! هل سيكون عملنا أن نصلي؟! إذا كان هذا فأنا لا أريد هذه السماء". كان هذا الكلام صعبًا جدًا على مسامعي، ولكني سألت نفسي: إذا وقفت في عظة لأقول للناس أن السماء عبارة عن صلاة هل سأجد الكثيرين يقولون لي مثلما قال هذا الشاب: "إذًا نحن لا نريد هذه السماء!" للأسف سأسمع هذه الإجابة من الكثيرين. بالطبع الذي يقول هذا لا يحب الصلاة ولا يفرح بها ولم يشعر بلذتها. والمشكلة أننا لا نعرف ما هي الصلاة؟
فالصلاة كما قلت لكم هي "اشتياق لله" وكما قال إشعياء: "إِلَى اسْمِكَ وَإِلَى ذِكْرِكَ شَهْوَةُ النَّفْسِ" (سفر إشعياء 26: 8). " بِنَفْسِي اشْتَهَيْتُكَ " (سفر إشعياء 26: 9).
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الصلاة ليست صفقة للمنافع (إنسان يصلي لينال طلب معين):

الصلاة ليست تبادل تجاري، أقف للصلاة عندما أريد شيئًا من الله وإذا لم يكن هناك ما أريده من الله لا أصلي! هذا فهم خاطئ للصلاة.
قبل أن أدخل الاجتماع قابلني أحد الأبناء (طفل صغير) وقال لي: "يا أبونا أنا عندما كنت أرتدي ملابسي لآتي الكنيسة كنت أبحث عن حزامي ولم أجده فصليت وطلبت من الرب أن أجد الحزام. ولكن ربنا لم يجعلني أجده. فما فائدة الصلاة إذًا؟". بالطبع هذا الابن يفهم معنى الصلاة فهم خاطئ. هو يظن أننا نصلي لأننا نريد من الرب شيء. الصلاة ليست أن نقف لنطلب من الرب طلبات.
مرات كثيرة نقف لنصلي لأن عندنا مشكلة ونريدها أن تحل. أو هناك مرض ونريد أن نشفى منه.
هذا الأب الكاهن الذي خدم في كندا روى لي أيضًا عن أحد الشباب الذي قال له: "يا أبونا عندما كنت في مصر كنا مضطهدين فكنت أصلي, ولكن في كندا لا يوجد اضطهاد أو متاعب وكل احتياجاتي موجودة فلماذا أصلي؟!". هذا الشاب أيضًا يظن أنه يصلي فقط إذا كان عنده مشكلة ليطلب من الرب أن يحل له المشكلة. فإذا لم يكن هناك مشكلة فلا داعي للصلاة. وهذا فهم خاطئ للصلاة.
مشكلتنا أننا نريد العطية ولا نريد العاطي. أقف أمام الله لأني أريد منه شيء ولا أريده هو شخصيًا. أريده أن يشفيني، أن ينجح أولادي، أن يسهل لي الدراسة، أن أجد الحزام كما قال هذا الطفل الصغير. بينما الصلاة ليست هكذا.
الصلاة إنسان يريد الله، يريد المسيح، يقول للرب: "يا رب أنا لا أريد شيئًا إلا أن صلاتي تدخل في حضرتك، لو ظللت طول حياتي أردد هذه الطلبة، فذلك يكفيني جدًا فأنا لا أريد شيئًا إلا أن أتكلم معك وكلامي يدخل إلى أذنيك ويكون لدي دالة عندك." فالصلاة ليست طلبات.
 
قديم 18 - 06 - 2014, 04:26 PM   رقم المشاركة : ( 4555 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أوقات وأوضاع وأماكن الصلاة

الصلاة تكون في أي مكان وفي أي وقت وبأي وضع. ففي أي وقت وأي مكان وبأي وضع ترفع قلبك لله بالصلاة تكون في حضرة الله. وسنتكلم عن ذلك من الكتاب المقدس فيما يلي:
الصلاة في أي مكان:

المسيح في حديثه مع السامرية قال لها "لاَ فِي هذَا الْجَبَلِ، وَلاَ فِي أُورُشَلِيمَ تَسْجُدُونَ لِلآبِ.... وَلكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ، وَهِيَ الآنَ، حِينَ السَّاجِدُونَ الْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ، لأَنَّ الآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هؤُلاَءِ السَّاجِدِينَ لَهُ" (إنجيل يوحنا 4: 21 و23). أي الصلاة ليس لها مكان معين.
المسيح صلى في البراري، صلى في الجبل، صلى في البستان، في كل مكان.
الرسل أيضًا صلوا في أماكن مختلفة، فعندما نرجع إلى بولس الرسول في سفر الأعمال، نجده صلى عند الشاطئ، وفي الهيكل، وفي السجن صلى.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الصلاة في أي وقت:

وقد قال لنا السيد المسيح أيضًا: صلوا كل حين ولا تملوا. وذكر لنا في ذلك مثل قاضي الظلم. ونص الآيات: "وَقَالَ لَهُمْ أَيْضًا مَثَلًا فِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ" (إنجيل لوقا 18: 1). وكلمة "كل حين" تعني أنه يمكنني الصلاة في أي وقت. إذًا يمكن أن أصلي في أي وقت وفي أي مكان (أثناء سيري في الشارع، أو أثناء وجودي بالبيت، أو أثناء ذهابي أو مجيئي) والمسيح نفسه كان يفعل هذا.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المسيح قبل أن يأكل صلى ثم أخذ الخبز وكسر. أيضًا الإنجيل قال عن المسيح أنه أمضى الليل كله في الصلاة. وفي مرة أخرى قال أنه: "قام باكرًا جدًا ليصلي". وصلى وهو على الصليب في الساعة السادسة، و الساعة التاسعة وصلى ليلًا في البستان.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الصلاة في أي وضع:

المسيح في البستان إنطرح على الأرض وصلى. وإيليا النبي وضع رأسه بين ركبتيه وصلى في انسحاق شديد وكأنه يحاول أن يضع نفسه في الأرض. المسيح جثا على ركبتيه أي ركع. والمسيح أوصانا قائلًا "وَمَتَىوَقَفْتُمْتُصَلُّونَفَاغْفِرُوا.... لِكَيْ يَغْفِرَ لَكُمْ" (إنجيل مرقس 11: 25). داود النبي صلى وهو جالس ففي سفر صموئيل الثاني وأخبار أيام الأول ذَكر أن داود النبي صلى وهو جالس،ونص الآيات: "فَدَخَلَ الْمَلِكُ دَاوُدُ وَجَلَسَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: «مَنْ أَنَا يَا سَيِّدِي الرَّبَّ؟ وَمَا هُوَ بَيْتِي حَتَّى أَوْصَلْتَنِي إِلَى ههُنَا؟" (سفر صموئيل الثاني 7: 18)، "فَدَخَلَ الْمَلِكُ دَاوُدُ وَجَلَسَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: «مَنْ أَنَا أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلهُ، وَمَاذَا بَيْتِي حَتَّى أَوْصَلْتَنِي إِلَى هُنَا؟" (سفر أخبار الأيام الأول 17: 16). إذًا يمكننا أن نصلى أثناء الجلوس في المواصلات مثلًا والله يسمع صلاتنا في كل وقت. فقول الرب: "صلوا في كل حين" وبما أننا لسنا واقفين طوال الوقت إذًا يمكن أن نصلي ونحن واقفين أو جالسين أو سائرين.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الصلاة في أي مكان لا تغني عن الوقوف أمام الله بخشوع في المخدع:

الله من محبته سمح لنا أن نصلى في أي مكان أو ونحن جالسين لأننا لا نستطيع أن نقف طوال الوقت، ولكن هذا لا يغنينا عن الوقوف أمام الله في المخدع، ففي احترام البنين لأبوهم السماوي نشعر بالخجل أن نصلى لله ونحن جالسين طالما ليس هناك ما يمنعنا من الوقوف. إذا كنا لا نستطيع أن نكلم مدير العمل ونحن جالسين فعلينا ألا نستهين بالله؟! فلنقف خشوعًا أمام الله في المخدع.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الصوت في الصلاة:

المسيح صرخ في البستان، فهناك أوقات يشعر فيها الإنسان بالرغبة في الصراخ، وكما قال بولس الرسول عن السيد المسيح "الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طَلِبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ" (رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 5: 7).
من الممكن أيضًا أن أصلي بدون صوت خالص مثل حنة أم صموئيل، وممكن أصلي بتسبيح: "مُكَلِّمِينَبَعْضُكُمْبَعْضًابِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَّ رُوحِيَّةٍ،مُتَرَنِّمِينَ وَمُرَتِّلِينَ فِي قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 5: 19).
 
قديم 18 - 06 - 2014, 04:27 PM   رقم المشاركة : ( 4556 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كيفية الصلاة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كيف اشتاق لله؟ وكيف أتعلم أن تكون غاية صلاتي المثول أمام الله؟ ما هي الخطوات العملية للوصول لهذا.
علينا أن نتعلم كيف نصلي من الآباء الذين احترفوا الصلاة:

يا أحبائي إذا أردنا أن نتعلم الصلاة فلنرجع للآباء الذين كانت حرفتهم وصنعتهم ومهارتهم الصلاة. فالذي يريد أن يتعلم النجارة، لا ينفعه قراءة كتاب عن النجارة ولكن عليه أن يتعلمها من نجار.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تعاليم القديس ثيئوفان الناسك عن الصلاة:

كل ما سأكلمكم به في هذه العظة هو من تعاليم القديس ثيئوفان الناسك عن الصلاة. القديس ثيئوفان الناسك عاش في روسيا في القرن الـ18. وكان أسقفًا ثم ترك الأسقفية وذهب ليتوحد. وكتب لنا عن: كيف نصلي؟
في تعلمك الصلاة تكون كالمسافر في طريق لكي يصل إلى مدينة معينة، هذه المدينة تسمى مدينة الصلاة. وكما أن أثناء سفرك هناك محطات وعلامات تدلك على عدد الكيلومترات المتبقية لك، كذلك هناك ثلاث محطات رئيسية لتصل إلى مدينة الصلاة.
 
قديم 18 - 06 - 2014, 04:30 PM   رقم المشاركة : ( 4557 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

صلاة الترديد


"الدرجة الأولى من الصلاة: صلاة الترديد"
يقول القديس ثيئوفان الناسك أن أول درجة في الصلاة (بداية تعلم كيفية الصلاة) هي ترديد الصلوات. وهناك أيضًا 3 أنواع من صلوات الترديد:
1- ترديد صلوات الأجبية.
2- ترديد صلوات القداس.
3- ترديد صلوات القديسين.
وبترديد صلوات القديسين نكون قريبين جدًا منهم وتكون معونتهم قريبة لنا جدًا.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مصادر صلوات القديسين:

هناك مصدرين لصلوات القديسين: الكتاب المقدس وتاريخ الكنيسة.
الكتاب المقدس ذكر لنا صلوات لقديسين كثيرين: فالعهد القديم به 222 صلاة، والعهد الجديد به 131 صلاة.
كذلك الكثير من صلوات القديسين وصلت لنا عن طريق تاريخ الكنيسة. مثل صلوات القديس باسيليوس، وصلوات القديس مار افرآم السرياني وغيرهم من القديسين.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
شروط صلوات الترديد طبقًا لتعاليم القديس ثيئوفان الناسك:

صلوات الترديد (صلوات الأجبية – صلوات القداس – صلوات القديسين) لها شرطين:
1- فهم كلمات الصلاة.
2- مشاعرنا أثناء الصلاة.
1- فهم كلمات الصلاة:

عليك أن تفهم ما تردده من صلوات. فلا تقل كلام دون أن تفهمه. لذلك بولس الرسول قال: أرتل بالفم وأرتل بالفهم أيضًا ونص الآية: "فَمَا هُوَ إِذًا؟ أُصَلِّي بِالرُّوحِ، وَأُصَلِّي بِالذِّهْنِأَيْضًا. أُرَتِّلُبِالرُّوحِ،وَأُرَتِّلُبِالذِّهْنِ أَيْضًا" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 14: 15). ويقول المزمور: رتلوا بفهم.
لذلك من النقاط الهامة أن تفتح كتاب الأجبية في غير أوقات الصلاة، وتتأمل في معاني الكلمات. لكي أثناء الصلاة ترددها بفهم. وكذلك في القداس.

2- مشاعرنا في الصلاة:


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قال القديس ثيئوفان أن الشرط الآخر لترديد الصلوات هو مشاعري أثناء الصلاة. أي أكلم الرب من قلبي. فمثلًا عندما أقول: يا رب طهرني، "إنضح علي بزوفاك فأطهر" أكون شاعرًا بكل كياني أنني نجس وأنني غير قادر على التقدم أمام الله. أشعياء النبي قال: "وَيْلٌ لِي! إِنِّي هَلَكْتُ، لأَنِّي إِنْسَانٌنَجِسُالشَّفَتَيْنِ" (سفر إشعياء 6: 5)، ومع إحساسي بنجاستي يكون لدي رجاء كبير أن المسيح سيطهرني،وعندئذ أشكر الرب من كل قلبي.
كذلك عندما أقول له: يا رب لتكن إرادتك يجب أن أقولها وكل فكري خاضع للرب. أنا يا رب تحت أمرك افعل بي ما شئت.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تداريب عملية على صلوات الترديد (صلوات الأجبية، والقداس، والقديسين):

1- القانون الروحي:

يجب أن يكون لديك قانون روحي ثابت متفق فيه مع أب اعترافك لا تحيد عنه، أي حد أدنى للصلاة بالأجبية وقراءة المزامير، و حد أدنى في عدد مرات حضور القداس في الأسبوع. ولا بد من الالتزام التام بهذا القانون الروحي. لا يخضع هذا القانون الروحي لتوافر وقت من عدمه. فهو قانون ثابت أستطيع أن أزيد عليه ولكن لا أقل عنه أبدًا.

2- ركن الصلاة:

احرص أن يكون لديك في البيت ركن خاص للصلاة، تضع فيه أمامك صورة للصلبوت أو للعذراء والدة الإله. هذا يساعد على تجميع المشاعر أثناء الصلاة.

3- طريقة الصلاة:

صلي بهدوء وبدون تسرع، وصلي بصوت خفيض مسموع، ورتل أثناء تلاوة الصلوات. فالترتيل يلهب المشاعر.

4- إعداد النفس للصلاة:

عد نفسك للصلاة بأن تضع في ذهنك أنك ستقف في حضرة الله (رب الجنود) الذي يستر الملائكة أنفسهم أثناء الوقوف أمامه (يغطون وجوههم وأرجلهم)، فلا بد أن أقف أمامه بخشوع، وأضع في قلبي هذا الخشوع.
أيضًا قف لعدة دقائق قبل الصلاة لتهدئة نفسك من إزعاج العالم، فإذا ترك كوب الماء المعكر بالرمل قليلًا دون حركة، سيركد الرمل في القاع وتصفوا المياه. ويمكن أن تستغل هذه الدقائق في ترديد ترتيلة أو قراءة جزء بسيط من كتاب روحي فتهدأ النفس وتستفيد بالصلاة.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نصائح القديس ثيئوفان الناسك لنا أثناء ترديد الصلوات:

* ينصحنا القديس ثيئوفان الناسك بأن نحفظ كلام الصلاة الذي نردده. فمن الجيد في بداية تعلمنا الصلاة أن نقرأ في الأجبية، هذا يساعد على تجميع الحواس لأن العين تقرأ، والفم يردد، والأذن تسمع، فنكتسب من ذلك التركيز في الصلاة. ولكن عندما نتقدم في هذه الجزئية، يكون من الأفضل أن نغمض أعيننا ونردد ما نكون قد حفظناه من صلوات فهذا يعطينا عمق أكثر في الصلاة.
* أيضًا ينصحنا ثيئوفان الناسك أن تتذوق ما تقوله من كلام. فعندما تجد آية معينة جذبتك (شدت قلبك) قف عندها، واشبع من الفكر الذي يعطيه إليك الروح في هذه الآية، اسرح فيه وتأمل وتلذذ به كمن يضع قطعة حلوى في فمه ويحاول أن يستطعمها ببطيء، إلى أن تشعر بتمام الشبع من هذا الفكر عندئذ انتقل للجملة التي تليها.
هذا قد يحدث وأنت تصلي بالأجبية أو أثناء حضورك القداس أو أثناء القراءات التي تسبق القداس. فقد تجذبك أثناء القداس آية معينة تظل تفكر فيها وتتأمل حتى نهاية القداس. لأن أثناء تأملك في هذه الآية سيعطيك الروح شيء معين أنت تحتاجه.
* أيضًا بعد الصلاة قف لبضع دقائق حتى تشعر أنك شبعت من الصلاة.
نحن نضيع أوقات ودقائق كثيرة بلا فائدة. الأوقات التي نضيعها في العالم أوقات ضائعة لن تستفيد بها، ولكن وقت الصلاة هو وقت محسوب لك في السماء لا يضيع أجره فلا تبخل على وقت الصلاة.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أسباب السرحان في الصلاة ونصائح لتجنبها:

قال القديس ثيئوفان الناسك أن مشكلة هذا النوع من الصلوات -صلوات الترديد- هو السرحان. وقد ذكر لنا بعض أسباب السرحان حتى نتفاداها ومنها:
1- امتلاء البطن
2- كثرة الهموم
فقد يكون السرحان نتيجة كثرة الهموم أو انشغال الذهن بشيء معين. ففي هذه الحالة أطلب من الرب أن يحمل عنك هذا الحمل الذي يثقل كاهلك. كل فكر يأتي إليك أثناء الصلاة ارفعه إلى الله.
فمثلًا إذا كنت تحمل هم أولادك، قل له يا رب هؤلاء أولادك دبر حياتهم، وإذا كنت تحمل هم عملك فأطلب من الرب أن يعطيك حكمة ونعمة في أعين من حولك. كل فكر يأتيك في الصلاة القي به على الرب.
3- تعب الجسد
أيضًا من أسباب السرحان في الصلاة تعب الجسد. فإذا كنت مجهد لن يكون لديك طاقة للصلاة ولن تستطيع التركيز في الصلاة.
أبونا بيشوي كامل في أيامه الأخيرة عندما اشتد عليه المرض، كان يقول: الذي يحزنني أن الآلام جعلتني غير قادر على التركيز في الصلاة.
فأعطي للرب أحسن أوقاتك ولا تنتظر حتى تصبح متعب وغير قادر على الصلاة.
* أيضًا ينصحنا القديس ثيئوفان الناسك إذا سرحنا أوقات الصلاة أن نرجع إلى الجملة التي سرحنا عندها ونعيد قراءة الجزء الذي لا نتذكر أننا قلناه. أيضًا نصحنا أن نقول قدر معين من الصلوات ولو قدر قليل بفهم وتركيز أفضل من ترديد صلوات كثيرة بدون تركيز.
هذه هي المحطة الأولى وقد أطلت في الكلام عنها لأنها تهم معظمنا. وسنمر على المراحل الأخرى أيضًا لأنها ضرورية.
 
قديم 18 - 06 - 2014, 04:31 PM   رقم المشاركة : ( 4558 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الصلاة العقلية

الدرجة الثانية من الصلاة: هي الصلاة العقلية
ترديد الصلوات (الأجبية – القداس – صلوات القديسين) يقودنا للدرجة الثانية من الصلاة وهي الصلاة العقلية.
فتعلم الصلاة كتعليم اللغة فالذي يتعلم اللغة عليه أن يحفظ بعض الكلمات، ثم عن طريق حفظ الكلمات يستطيع أن يركب بعض الجمل، فترديد الصلاة كأنك تحفظ كلمات والدرجة الثانية هي تكوين الجمل أو الصلاة العقلية حيث يكون لديك القدرة أن تتحدث مع الله بما بداخلك.
إذا صليت صباحًا وليلًا فقط ستكون طوال اليوم بعيد عن المسيح، وقد يأتي الليل فيكون تركيزك ضعيف وغير قادر على الصلاة. لذلك يقول القديسين أن الذي يصلي في أوقات الصلاة فقط فهو لا يصلي. فأثناء النهار هناك نوع آخر من الصلوات هي الصلاة العقلية لا بد أن تمارسه حتى تستطيع أن تقف للصلاة في الليل.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ثلاثة أنواع من الصلاة العقلية:
1- الصلاة السهمية
2- تمجيد الله في أعمال اليوم
3- التأمل في صفات الله
1- الصلاة السهمية:

طلبة صغيرة من القلب تعبر عن الحالة التي أنت فيها أو الظرف الذي تمر به. وسميت سهمية لأن السهم يصيب الفريسة بسرعة. ففي أثناء النهار ارفع قلبك لله بإحساس الوقت الذي أنت فيه.
أحيانًا وأنا أسير في الشارع تتصارع الأفكار في ذهني بطريقة مزعجة (دوشة شديدة جدًا) فأردد من قلبي قائلًا: "أَخْرِجْمِنَالْحَبْسِنَفْسِي" (سفر المزامير 142: 7) حيث أشعر أن الأفكار حبستني فأطلب من الرب أن يخرجني منها. وأحيانًا عيني تقع على منظر يسيئني فأقول له: "يا رب أردد عيني لئلا أعاين الأباطيل" أي أكلم الله بما أشعر به في نفس اللحظة. وهناك طلبات أخرى صغيرة أعبر بها عما بداخلي مثل: يا رب سامحني، يا رب ارحمني. المهم أن تكلم الله من قلبك. وتجعل هذه الصلوات على فمك طوال اليوم. وإذا لم يكن في ذهنك شيء معين ردد صلاة يسوع: "يا رب يسوع المسيح ارحمني أنا الخاطي" أو "اللهم التفت إلى معونتي".

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أو إذا وجدت نفسك بدأت تسير في طريق خطأ قل: يا ربي أرددني إلى طريقك (رجعني يا رب لا تتركني أكمل في هذا الطريق السيئ).
هذه صرخات على مدار اليوم.
2- صلاة تمجيد الله:

تدريب:
اتخذ لك هذا التدريب في حياتك: قبل أن تبدأ أي عمل كلم الرب قائلًا: "يا ربي مجد هذا العمل، اجعله لمجد اسمك، وبارك".
يقولون عن أبونا ميخائيل إبراهيم أنه كان بمجرد أن يصل مكتبه في الصباح كان يرشم الصليب على الدوسيهات ويقول: "يا رب بارك العمل" وبعد أن ينتهي يضع الدوسيهات ويرشم الصليب ويقول له: "يا رب اجعل العمل الذي عُمل اليوم لمجد اسمك".
جرب هذا التدريب، قبل أن تضع يدك في أي شيء قل: "يا رب بارك" وبعد أن تنتهي من العمل قل: "يا رب اجعل هذا العمل لمجد اسمك".
قبل أن تأكل قل: "يا رب كثر خيرك أنك أعطيتني لآكل بينما هناك من لا يجدون الطعام".
وعندما ترتدي ملابسك في الصباح قل: "كثر خيرك يا رب هناك من ليس لديه ملابس". وهناك آية جميلة في الكتاب المقدس عن ذلك: "فَإِذَا كُنْتُمْ تَأْكُلُونَأَوْتَشْرَبُونَأَوْتَفْعَلُونَ شَيْئًا،فَافْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ لِمَجْدِ اللهِ" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 10: 31). درب نفسك أن تمجد الله في أعمال اليوم.
3- التأمل في صفات الله أثناء اليوم:

تأمل إبداع الله في الطبيعة وتأمل في كل ما حولك، وكلما تقع عينك على شيء تذكر السماء،قد يأخذ هذا لحظات ولكن هذه اللحظات ستجعل قلبك يلتهب بحب الله.
كمثال: تأمل جمال الطبيعة في الطريق أثناء سفرك مثلًا أو عندما تنظر حركة الناس في الشوارع والعربات تأمل في قدرة الله الذي يضبط كل هؤلاء ويرعاهم.
فهذه وصية المسيح الذي قال: تأملوا طيور السماء وزنابق الحقل.
أحد الآباء في الدير قال كلمة لطيفة: كان هناك بئر ماء وهناك طبق يتجمع فيه الماء فجاءت عصفورة ومدت رأسها في المياه وأخذت نقطتين ثم رفعت رأسها لتبلع الماء. فعندما رأى هذا الأب ذلك المنظر قال: المسيحي يفعل مثل هذه العصفورة -كل حاجة يحولها للسماء- عندما يفتح الإنجيل ليأخذ آية ثم يرفع رأسه للسماء ويتأمل في جمال هذه الآية (يهز في الآية).
الخلاصة:

تكلمنا عن أنواع الصلاة:
أول نوع: ترديد الصلوات (أجبية – وقداس – وصلوات القديسين) وهذه تكون صباحًا وليلًا.
النوع الثاني: أثناء النهار هناك نوع آخر من الصلاة لا بد أن تمارسه، وهو الصلاة العقلية وهي أن أناجي اسم يسوع طوال اليوم، وأطلب طلبات تتناسب مع حالتي، أي عمل أقوم به أرشم عليه الصليب وأعمله لمجد المسيح. أي شيء عيني تقع عليه أجعله يربطني بالسماء. اجلس واسرح في صفات الله. القديس أوغسطينوس كلم الرب في مرة قائلًا: "دعني أتحدث إلى رأفاتك" كلمة جميلة تدل على مدى تأمله في رحمة الله.
 
قديم 24 - 06 - 2014, 11:31 AM   رقم المشاركة : ( 4559 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

معرفة الثالوث القدوس إشراقة نعمة


وما معنى مولود ومنبثق

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


في الواقع الروحي اللاهوتي، أن كل ما كُتب وقيل عن الثالوث القدوس، هو مجرد إشراقات من النعمة تُستعلن في لغتنا البشرية المحدودة للتعبير عن علاقتنا الاختبارية بشخصه القدوس، لذلك لم يُكتب أو يقال كل شيء عن الثالوث بوضوح شديد ومطلق من جهة أعماق طبيعته، أي من جهة كيانه الخاص في المطلق، أو من جهة ذاته في مُطلق معرفته، لأن ستظل معرفتنا محدودة وقاصرة من جهة أننا لازلنا في هذا الجسد الضعيف، وحسب عقلنا المحدود في الإدراك، لأن الله يستحيل إدراكه في كمال ذاته من جهة معرفتنا الشخصية به لأننا لا نستطيع أن نفحص أعماقه ونبحر في اتساع شخصيته، فنحن نؤمن ونصدق ما أُعلن لنا بالروح في قلوبنا سراً كفعل نعمة موهوب لنا من الله، وكل الأفعال التي تصلنا من الإعلانات الإلهية تخص العلاقة التي بيننا وبينه من جهة الشركة...

ومن جهة موضوع الولادة والانبثاق هو ما أُعلن لنا من خلال الكتاب المقدس وذلك لكي لا يحدث خلط بين الأقانيم، وندخل سراً في معرفة الله القدوس الحي والمُحيي بالروح القدس الذي يُعلمنا كل شيء ويُذكرنا بكلام المسيح الرب، بالرغم من أن كل التعبيرات التي وصلتنا تُعبر عن علاقة جوهرية بين الأقانيم لا نفهمها في مطلقها، بل نفهمها بطريقة ما، وذلك حسب الإدراك الروحي لكل واحد فينا وما ناله من نعمة، [ الذي وحدهُ له عدم الموت ساكناً في نور لا يُدنى منه، الذي لم يره أحد من الناس ولا يقدر أن يراه ] (1تيموثاونس 6: 16)، [ الله لم يره أحد قط، الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر ] (يوحنا 1: 18)، [ لأن الله الذي قال أن يُشرق نور من ظلمة هو الذي أشرق في قلوبنا لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح ] (2كورنثوس 4: 6)…


عموماً استخدام كلمة مولود ومنبثق يلزمنا أولاًً اننا نعلم أن كلتا الكلمتين تصفان العلاقة بين الأقانيم الثلاثة ولا تصف عمليات بيولوجية أو فيزيوكيميائية لأن الله القدوس الحي منزّه أصلاً عن هذه العمليات التي تأتي للذهن فور سماعها بدون وعي وإدراك عميق للحق حسب إعلان الله في قلبنا بالروح القدس نفسه، لأن حينما نسمع أي صفة أو كلام عن الله يتبادر لذهننا فور سماعها بما يتناسب وما ينطبق على البشر، ويأتي في الذهن فوراً المعنى القاموسي للكلمة وحسب ثقافة كل واحد فينا ومعرفته الشخصية وما تربى عليه، غير عالمين أنها قيلت وكُتبت لتقرب لنا الصورة التي لن تكون في كمالها المُطلق، لأن الكمال يُعلن لنا منه إشراقات نورانية حسب قامة كل واحد فينا ومدى انفتاحه على الله على الأخص في الصلاة، ويتم إعلانها بالسرّ في داخل القلب، فنؤمن بها ونفرح ونُسرّ جداً، لأن معرفة الله التي تدخلنا في شركة معه تشع فرح خاص يملأ حياتنا بهجة، ولكننا - مع ذلك - لا نستطيع أن نُعبر عنها في كمالها المطلق الإلهي لأنه فائق وأعظم من كل إدراكاتنا وطاقتنا…

والمقصود من جهة الخبرة في حياتنا أن كل شيء كامل بالثالوث، أن كل شيء من الآب بالابن في الروح القدس [ لكن لنا إله واحد الآب الذي منه جميع الأشياء ونحن له، ورب واحد يسوع المسيح الذي به جميع الأشياء ونحن به ] (1كورنثوس 8: 6)، [ لأن به (المسيح الرب) لنا كلينا قدوماً في روح واحد (الروح القدس) إلى الآب ] (أفسس 2: 18) ((كل شيء من الآب بالابن في الروح القدس))
  • فالابن خرج من عند الآب:
– [ فقال لهم يسوع لو كان الله أباكم لكنتم تحبونني لأني خرجت من قبل الله ] (يوحنا 8: 42)
– [ لأن الآب نفسه يحبكم لأنكم قد أحببتموني وآمنتم إني من عند الله (الآب) خرجت ] (يوحنا 16: 27)
– [ لأن الكلام الذي أعطيتني قد أعطيتهم وهم قبلوا وعلموا يقيناً إني خرجت من عندك ] (يوحنا 17: 8)

وفي هذه الأيات نرى شخص ربنا يسوع استعمل فعل ” خرج ” لوصف حقيقة صدوره من جوهر الآب أقنومياً كما يوضح إرساليته من جهة التجسد، وهذا الفعل يقابه باليونانية εξηλθον والذي تمت ترجمته للغة الإنكليزية بفعل Come out from وللفرنسية بفعل sortir. وهذا كله يعني خروجاً قام الآباء القديسون بتوضيحه أنه مثل خروج [ النور من النور ] بمعنى عدم انقسام وعدم انفصال، لأن الآب نور فالابن نور، ولكنه نور غير منفصل ولا متصل مجرد اتصال، بل نور من نفس ذات جوهر النور عينه، نور من نور. إله حق من إله حق، مساوي له في الجوهر مساواة مُطلقة، وهذا التفسير الآبائي له ما يسنده في الكتاب المقدس كقول الرب يسوع لفيلبس [ من رآني فقد رأى الآب ] و[ أنا في الآب والآب فيّ ] (يوحنا 14: 9 – 11) وأيضاً يقول الرسول: [ الذي هو (شخص الكلمة) صورة الله غير المنظور ] (كولوسي 1: 15)، [ الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة (أو يسرق أو يغتصب) أن يكون معادلاً للّه ] (فيلبي 2: 6)، أي أنه لم يختلس أو يدَّعي أن يكون مساوي لله، لأنه فعلاً خارج من الآب كخروج النور من النور، أو ولادة النور من النور، والولادة هنا ليست بشرية بل مستمرة إلى الدهر، نور من نور، يعني نور صادر باستمرار وتواصل من نفس ذات جوهر النور الواحد عينه ومساوي له بكل ما في الكلمة من معنى المساواة، وهو نور مستمر في الخروج بدوام، لأن النور حي فعال بيولد نور باستمرار بلا توقف، لأن لو توقف أصبح ليس نور…

عموماً انبثاق الروح القدس من الآب هو خروج الفيض من منبعه ومصدره الذاتي، أي شخص الآب. أما ولادة الابن من الآب هو أيضاً خروج، ولكن خروج كل الملء من منبعه الذاتي أي مصدره، وهو شخص الآب الذي هو النبع، فانبثاق الروح القدس من الآب هو انبثاق لشركة، لأن الفيض شركة بين النبع والملء الذي في المصب، فالنبع هو الآب، والملء الذي يملأ الكل في الكل هو الابن الحبيب [ الذي نزل هو الذي صعد أيضاً فوق جميع السماوات لكي يملأ الكل ] (أفسس 4: 10) [ (الكنيسة) التي هي جسده، ملء الذي يملأ الكل في الكل ] (أفسس 1: 23) . فليس الفيض هو الملء، وليس خروج الفيض هو قبول كل الملء.

باختصار شديد لكي لا أُطيل في الموضوع، الانبثاق هو الاستعلان الشخصي للطبيعة الروحية التي للألوهة. والولادة هي الاستعلان الشخصي لقبول كل ملء الألوهة، فالانبثاق هو هوية أقنوم الروح القدس كفيض. الولادة هي هوية أقنوم الابن كملء، والولادة ليست مجرد خروج عادي، ولكنها خروج كل الملء الذي لايُنتقص قط، فهي خروج الكل منطوقاً في الابن. والانبثاق ليس مجرد خروج عادي، ولكنه خروج الكل كشركة بين الآب والابن، لأن الروح القدس هو روح الآب وروح الابن بآن واحد، ومن هنا تظهر وحدة الثالوث القدوس، مثل الدائرة، ولكنها دائرة غير منغلقه أو ضيقه، بل متسعه جداً فوق ما نتصور أو نظن، ومن هذا الاتساع الفائق والغير مُدرك حدثت شركة عجيبة غريبة عن الإنسانية، وهو دخول الإنسان في حياة الشركة الإلهية كالتدبير بالابن الوحيد الجنس الذي اتخذ جسم بشريتنا ليوحدنا بشخصه ليدخلنا لدائرة المجد الإلهي الفائق، لذلك وهبنا روح الشركة الروح القدس الرب المُحيي حسب وعد الآب، الذي كان يستحيل أن نناله بدون تجسد الابن الوحيد، لأنه هو روح التبني الذي به نصرخ أبا أيها الآب، لأننا صرنا ابناء لله في الابن الوحيد...

واعلموا يا إخوتي علم اليقين أن أي شرح للثالوث القدوس من جهة ذاته بدون إعلان الشركة ودخولنا فيها، هو تزييف، واعتقاد الإنسان أنه يعرف عن شخص الله وطبيعة وهو لم يدخل في هذه الشركة، فهو كاذب وقد زيف التعليم دون أن يدري، لأن الله لا يُعرف إلا بإعلان ذاته لنا في شركة معه، لذلك قال الرسول يوحنا في رسالته الأولى: (الحياة أُظهرت.. وقد رأينا ونشهد.. الذي رأيناه وسمعناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة نُخبركم به لكي تكون لكم شركة معنا)، لذلك فأن كل من يدَّعي معرفة الله وهو ليس في شركة معه لا تصدقوه ولا تأخذوا منه تعليماً، حتى لو كان صحيح، لأن الله لا يقصد أن نملأ عقولنا بمعلومات عنه، لأنها لن تنفع حياتنا ولا أبديتنا، لأن قصده من معرفته أن يكون لنا شركه معه، لذلك اتحد بنا ليس فكرياً، بل اتحد بنا اتحاد حقيقي لنكون واحداً معه، ويُقيم شركة معنا وندخل داخل الله فتكون أبديتنا مضمونه، لأننا صرنا أبناء وليس عبيد:
  • [ لا أعود أُسميكم عبيداً، لأن العبد لا يعلم ما يعمل سيده، لكني قد سميتكم أحباء لأني أعلمتكم بكل ما سمعته من أبي ] (يوحنا 15: 15)
  • [ لأنكم جميعاً أبناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع ] (غلاطية 3: 26)
  • [ ثم بما إنكم أبناء أرسل الله روح ابنه إلى قلوبكم صارخاً يا أبا الآب ] (غلاطية 4: 6)
 
قديم 24 - 06 - 2014, 11:34 AM   رقم المشاركة : ( 4560 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

سر الثالوث
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس جيروم


جاء لعلمي، أيها الأخوة، أن بعض الأخوة قد أثاروا هذه المسألة فيما بينهم، وكانوا يتجادلون عن كيف يكون الآب والابن والروح القدس ثلاثة وواحد في نفس الوقت. أنتم تدركون مدى خطورة مثل هذا النقاش. أناء ترابي مصنوع من طين الفخاري، لا يستطيع حتى أن يصل إلى منشأ طبيعته الخاصة، يتجادل عن الخالق ويسعى بفضول للتعرف على سر الثالوث، الذي لا تفهمه الملائكة في السماء. في الحقيقة، ماذا تقول الملائكة؟ "من هو هذا ملك المجد؟ رب الجنود هو ملك المجد" (مز 24)، وبالمثل في سفر إشعيا: "من ذا الآتي من أدوم بثياب حُمر؟" (إش 63). لاحظ ما تفعله الملائكة: فهي تُعلن وتنادي بجماله لكنها تلتزم الصمت تجاه جوهره.

دعونا الآن نضع هذا السؤال بلغة عادية. هل تريد أن تعرف طبيعة الله؟ هل تريد أن تعرف ما هية الله؟ أعرف هذا: أنك لا تعرف. لا تحزن بكونك لا تعرف، لأن هذا الأمر غير معروف حتى للملائكة، ولا لأي خليقة أخرى. قد يعترض أحد قائلاً: لماذا أؤمن إذاً بما لا أستطيع إستيعابه؟ بما أني لا أعرف كيف صرت مسيحياً، فلماذا أنا مسيحي؟ سوف أجاوب بشكل مباشر قبل أن نُقدم أي مقاطع من الكتاب المقدس. يا رفيقي المسيحي، لماذا يبدو لك أنك لا تعرف شيئاً؟ لأنه إذا كنت تعرف هذه الحقيقة ذاتها، أنك لا تعرف شيئاً، تكون على العكس لديك الكثير من المعرفة؟ فالوثني يرى حجراً ويعتقد أنه إلهه، والفلاسفة ينظرون إلى السماء ويظنون إنها إلههم، وآخرين ينظرون إلى الشمس ويعتقدون أنها إله. تأمل الآن حقاً مقدار المعرفة التي لديك وكيف تفوقهم جداً، أنت الذي تقول: الحجر لا يمكن أن يكون إله، الشمس التي تتحرك على عجل بأمر آخر لا يمكن أن تكون إله. هكذا ترى أن هناك معرفة عظيمة مخفية ومتضمنة في اعترافك ذاته بنقص معرفتك. أما الوثنيين فعلى العكس، فهم لا يعرفون ما يقولوا أنهم يعرفوه، لأن معرفتهم باطلة.

في الوقت نفسه، فكر ملياً كيف تُدعى: أنت تُدعى مؤمناً لا مُفكراً. وبعد قبول سر المعمودية نقول: قد إنضم خادم مؤمن لله، أو أنا قد صرت خادماً أميناً لله، فما لا يمكنني فهمه أؤمن به. لذا، أنا لدي معرفة، لأني مدرك بنقصاني للمعرفة.

إلا أنه قد يقول قائل: هذا ليس تفسير بل تهرب ومراوغة، إلى جانب ذلك، نحن ندرك بالفعل ونعرف أننا لا نعرف شيئاً فيما يخص هذا الأمر، علّمنا حتى يمكننا معرفة ما هو مخفي عن أفهامنا.

أليس من الأفضل أن نعلن عن جهلنا صراحة، من أن نتظاهر بمعرفة عن كبرياء؟

في يوم الدينونة، لن أدان بسبب قولي: أنا لا أعرف جوهر وطبيعة خالقي. لكن إذا قدمت أي تصاريح طائشة، لنتذكر، أن التهور له عقوبة أما الجهل فيستحق العفو. دعونا نذكر دليلاً من الكتاب المقدس، ولنتبع لا المنطق والعقل بل سلطان الرب المخلص. عندما كان الرب على وشك الصعود إلى السماء، ماذا قال لرسله - كسيد ورب - وهو يعطيهم الوصايا والتعليمات؟ لا يستطيع أحد أن يتكلم هكذا عن طبيعته ذاتها، سوى هو ذاته، الذي هو نفسه الله. وليكن كافياً بالنسبة لنا، أن نعرف فقط عن الثالوث ما قد تكرم هو بكشفه وإعلانه. ماذا قال للرسل؟ "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم. وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس" (مت 28)

أني أسمع ثلاثة اسماء، لكن أجد "اسم" بالمفرد، فهو لم يقل "باسماء" بل "باسم". لقد ذكر ثلاثة اسماء، لماذا إذاً يستخدم المفرد، ويقول: "باسم الآب والابن والروح القدس"؟ لأن اسم الآب والابن والروح القدس هو اسم واحد، لكنه الاسم الذي يخص الثالوث. عندما يقول، باسم الله الآب، باسم الله الابن، باسم الله الروح القدس، إذاً هناك اسم واحد للاهوت يخص الآب والابن والروح القدس.

هل ما زلت تسألني كيف يُدعى الثلاثة باسم واحد؟ أنا لا أعرف، وبكل صراحة أعترف بجهلي، لأن المسيح لم يرغب في الكشف عن أي شيء حيال ذلك. هذا فقط ما أعرفه: أنا مسيحي، لأنني اعترف بالله واحد في ثالوث. إذا قلت بغير ذلك، أن الآب والابن والروح القدس شخص واحد فقط، أكون تابع لسابيليوس، وأبدأ في أن أكون يهودياً لا مسيحياً، لأن اليهودي يقول أن هناك إله واحد، ولكونه لا يعرف عن الآب والابن والروح القدس، لا يؤمن بسر الثالوث. لذلك، إذا تكلمنا عن إله واحد بطريقة نستبعد فيها الآب والابن والروح القدس من سر الثالوث، نصبح يهوداً.

أعترف بصراحة - بناءً على بيان المخلص وليس على كلامي الشخصي - أنه قد ينشأ هناك عائق في نفس المستمع، أعني مسألة "كيف يمكن أن يكون هناك واحد في ثلاثة؟"، كيف يمكن أن يكون الآب والابن والروح القدس واحد غير مجزأ في اللاهوت؟ عندما أستخدم مصطلح "أشخاص"، أتوسل إليكم أن لا تعتقدوا أنني أعني أشخاص بشر. فأنا لا أتكلم عن أشخاص في الآب والابن والروح القدس باعتبارهم بشر، بل كأشخاص وفقاً للتمايز. أقول شخص الآب لأنه يوجد آب، أقول شخص الابن لأن يوجد ابن، أقول شخص الروح القدس لأنه يوجد روح قدس. الآب ليس هو الابن، ولا الابن الآب، ولا الروح القدس هو الآب أو الابن، متمايزين من جهة خواصهم الصحيحة، لكن متحدين في طبيعتهم. هذا هو العائق الذي كان أمام فيلبس الرسول عندما قال للرب: "يا سيد أرنا الآب وكفانا" (يو 14). أجابه الرب قائلاً: يا فيلبس، أنا معكم زماناً هذه مدته، ولا تعرف الآب؟ "من رآني فقد رأى الآب". من الخطأ أن نقول أن الآب هو نفسه الابن، لكن عندما تسمع كلمة "ابن" فكر أيضاً في الآب، لأن الابن لا يمكن أن يدعى ابناً، إن لم يكن لديه آب. ومن الناحية الأخرى، اسم الآب يكون بلا معنى إن لم يكن له ابناً.

هناك أشياء كثيرة تقال، لكن يكفي للمؤمنين أن يسمعوا فقط قليلاً عن سر الثالوث. أتوسل إليكم، لتكن هناك منافسة في البحث أكثر فيما بيننا بالدير، عن معرفة كيف يمكننا الإنتصار على الشيطان، وكيف نصوم، وكيف نتوب عن خطايانا، وكيف نمنع أفكارنا من سحبنا نحو عبودية الشهوة، وكيف نتحلى بالصبر عند كل جرح، وكيف لا نشتم عندما يُخطئ أحد فينا، بل وكيف نجاهد للتغلب عليه بالتواضع الذي تعلمناه من المسيح: "الذي إذ شُتم لم يكن يشتم عوضاً" (1 بط 2).

وإذا جاء الفكر واستمر: "ما هو الله؟ وما هي طبيعة الثالوث؟ لنكن قانعين بالإيمان بحقيقة وجود الثالوث. لا يجب أن نكون متجاسرين في البحث لمعرفة الطبيعة والعلة، لكن يجب علينا أن نصلي للرب بخوف بلا إنقطاع. ولنظهر كل مهاراتنا ومعرفتنا في التمجيد والتسبيح للثالوث نهاراً وليلاً، الذي له المجد والسلطان إلى أبد الآبدين آمين.




 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 06:31 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024