09 - 07 - 2021, 01:55 PM | رقم المشاركة : ( 45161 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إلى الأبد أمين نحن دائماً نربط الذوكصا (التمجيد) للثالوث وبين عبارة [الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين، آمين]. أى أننا نلتزم بتمجيده الآن وإلى الأبد. لا نتوقف عن تسبيحه وتمجيده إلى أبد الدهور. نذكّر أنفسنا بأن التمجيد سيستمر فى الأبدية وهو عمل القديسين فى الأبدية، يسبحون الرب من أجل محبته ويمجدونه لأجل رحمته غير الموصوفة مثلما نردد فى تسابيح الثلاث فتية فى شهر كيهك: {سبحوه مجدوه زيدوه علواً إلى الأبد رحمته. فهو المسبّح والممجد والمتعالى على الأدهار وإلى الأبد رحمته}. إذا كان ملك الله الآب وقوته ومجده هو إلى الأبد، فلماذا يبحث الإنسان عن أى مصدر آخر للوجود أو السعادة أو الخلود غير الله. إن خلود الإنسان فى الحياة الأبدية يتوقف على ارتباطه بهذا الإله الذى مُلكه وقوته ومجده إلى الأبد . لهذا قال السيد المسيح للآب: “وهذه هى الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقى وحدك ويسوع المسيح الذى أرسلته” (يو17: 3). إن تبعية أى إله آخر غير حقيقى لاشك أنها ستحرم الإنسان من الحياة الأبدية. فهناك الآلهة الوثنية وعبادتها التى هى عبادة الشياطين. وهناك الطمع ومحبة المال الذى هو عبادة الأوثان المحرّمة. وهناك عبادة الذات التى تحرم الإنسان من التمتع بحياة الشركة مع الله وملائكته ومع غيره من البشر. إن الإله الحقيقى وحده فى وسط الآلهة الأخرى الغريبة هو إله إبراهيم الذى أعلن عن نفسه لمختاريه ودخل معهم فى عهد وميثاق. أى هو إله الإعلان وإله العهد والوعد بالخلاص. هو الإله الذى هكذا أحب العالم “حتى بذل ابنه الوحيد الجنس لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية” (يو3: 16). إن معرفة الإله الحقيقى يجب أن ترتبط برفض الآلهة الأخرى الغريبة، كما يجب أن ترتبط بالإيمان بابنه الوحيد الجنس يسوع المسيح الذى أرسله من أجل خلاص العالم. لهذا قال معلمنا بولس الرسول: “فمن جهة أكل ما ذبح للأوثان، نعلم أن ليس وثنٌ فى العالم، وأن ليس إلهٌ آخر إلاّ واحداً. لأنه وإن وُجد ما يسمى آلهة، سواء كان فى السماء أو على الأرض، كما يوجد آلهة كثيرون وأرباب كثيرون. لكن لنا إلهٌ واحدٌ: الآب الذى منه جميع الأشياء، ونحن له. وربٌ واحدٌ: يسوع المسيح، الذى به جميع الأشياء، ونحن به” (1كو8: 4-6). فالآب هو الإله الواحد مع ابنه الوحيد الجنس والروح القدس، بين الآلهة الوثنية. والابن يسوع المسيح هو الرب الواحد مع أبيه الصالح والروح القدس، بين الأرباب الوثنية. وقد قيل فى سفر التثنية “اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا ربٌ واحدٌ” (تث6: 4). فإذا قيل “لنا.. ربٌ واحدٌ يسوع المسيح” فهذا معناه أن هذا الرب هو ما قيل عنه لإسرائيل “الرب إلهنا ربٌ واحدٌ” وهو الإله الحقيقى الذى أمر الرب موسى بعبادته وحده. إن معرفة هذه الحقائق أى أن الآب القدوس مع ابنه الوحيد الجنس والروح القدس هو الإله الحقيقى، وأن الله قد بذل ابنه الوحيد الجنس على الصليب عن حياة العالم.. هذه هى الحياة الأبدية التى يتمتع بها كل من يؤمن ويسلك فى وصايا السيد المسيح ومحبته على الدوام. الحياة الأبدية كانت عند الآب وأظهرت لنا “بظهور مخلصنا يسوع المسيح الذى أبطل الموت وأنار الحياة والخلود” (2تى1: 10). هذه الحياة الأبدية نذكِّر أنفسنا بها كلما ذكرنا فى الصلاة الربانية هذه العبارة “لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد آمين”. ليتنا نتمسك برجاء الحياة الأبدية.. ونسعى دائماً لتمجيد المالك إلى الأبد آمين. |
||||
09 - 07 - 2021, 01:55 PM | رقم المشاركة : ( 45162 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نحن دائماً نربط الذوكصا (التمجيد) للثالوث وبين عبارة [الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين، آمين]. أى أننا نلتزم بتمجيده الآن وإلى الأبد. لا نتوقف عن تسبيحه وتمجيده إلى أبد الدهور. نذكّر أنفسنا بأن التمجيد سيستمر فى الأبدية وهو عمل القديسين فى الأبدية، يسبحون الرب من أجل محبته ويمجدونه لأجل رحمته غير الموصوفة مثلما نردد فى تسابيح الثلاث فتية فى شهر كيهك: {سبحوه مجدوه زيدوه علواً إلى الأبد رحمته. فهو المسبّح والممجد والمتعالى على الأدهار وإلى الأبد رحمته}. إذا كان ملك الله الآب وقوته ومجده هو إلى الأبد، فلماذا يبحث الإنسان عن أى مصدر آخر للوجود أو السعادة أو الخلود غير الله. إن خلود الإنسان فى الحياة الأبدية يتوقف على ارتباطه بهذا الإله الذى مُلكه وقوته ومجده إلى الأبد . لهذا قال السيد المسيح للآب: “وهذه هى الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقى وحدك ويسوع المسيح الذى أرسلته” (يو17: 3). |
||||
09 - 07 - 2021, 01:56 PM | رقم المشاركة : ( 45163 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إن تبعية أى إله آخر غير حقيقى لاشك أنها ستحرم الإنسان من الحياة الأبدية. فهناك الآلهة الوثنية وعبادتها التى هى عبادة الشياطين. وهناك الطمع ومحبة المال الذى هو عبادة الأوثان المحرّمة. وهناك عبادة الذات التى تحرم الإنسان من التمتع بحياة الشركة مع الله وملائكته ومع غيره من البشر. إن الإله الحقيقى وحده فى وسط الآلهة الأخرى الغريبة هو إله إبراهيم الذى أعلن عن نفسه لمختاريه ودخل معهم فى عهد وميثاق. أى هو إله الإعلان وإله العهد والوعد بالخلاص. هو الإله الذى هكذا أحب العالم “حتى بذل ابنه الوحيد الجنس لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية” (يو3: 16). إن معرفة الإله الحقيقى يجب أن ترتبط برفض الآلهة الأخرى الغريبة، كما يجب أن ترتبط بالإيمان بابنه الوحيد الجنس يسوع المسيح الذى أرسله من أجل خلاص العالم. |
||||
09 - 07 - 2021, 01:57 PM | رقم المشاركة : ( 45164 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قال معلمنا بولس الرسول: “فمن جهة أكل ما ذبح للأوثان، نعلم أن ليس وثنٌ فى العالم، وأن ليس إلهٌ آخر إلاّ واحداً. لأنه وإن وُجد ما يسمى آلهة، سواء كان فى السماء أو على الأرض، كما يوجد آلهة كثيرون وأرباب كثيرون. لكن لنا إلهٌ واحدٌ: الآب الذى منه جميع الأشياء، ونحن له. وربٌ واحدٌ: يسوع المسيح، الذى به جميع الأشياء، ونحن به” (1كو8: 4-6). فالآب هو الإله الواحد مع ابنه الوحيد الجنس والروح القدس، بين الآلهة الوثنية. والابن يسوع المسيح هو الرب الواحد مع أبيه الصالح والروح القدس، بين الأرباب الوثنية. وقد قيل فى سفر التثنية “اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا ربٌ واحدٌ” (تث6: 4). فإذا قيل “لنا.. ربٌ واحدٌ يسوع المسيح” فهذا معناه أن هذا الرب هو ما قيل عنه لإسرائيل “الرب إلهنا ربٌ واحدٌ” وهو الإله الحقيقى الذى أمر الرب موسى بعبادته وحده. إن معرفة هذه الحقائق أى أن الآب القدوس مع ابنه الوحيد الجنس والروح القدس هو الإله الحقيقى، وأن الله قد بذل ابنه الوحيد الجنس على الصليب عن حياة العالم.. هذه هى الحياة الأبدية التى يتمتع بها كل من يؤمن ويسلك فى وصايا السيد المسيح ومحبته على الدوام. الحياة الأبدية كانت عند الآب وأظهرت لنا “بظهور مخلصنا يسوع المسيح الذى أبطل الموت وأنار الحياة والخلود” (2تى1: 10). هذه الحياة الأبدية نذكِّر أنفسنا بها كلما ذكرنا فى الصلاة الربانية هذه العبارة “لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد آمين”. ليتنا نتمسك برجاء الحياة الأبدية.. ونسعى دائماً لتمجيد المالك إلى الأبد آمين. |
||||
09 - 07 - 2021, 01:57 PM | رقم المشاركة : ( 45165 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بعد أن علّم تلاميذه الصلاة، قال السيد المسيح فى الموعظة على الجبل: “ومتى صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين. فإنهم يغيّرون وجوههم لكى يظهروا للناس صائمين. الحق أقول لكم إنهم قد استوفوا أجرهم. وأما أنت فمتى صمت، فادهن رأسك واغسل وجهك. لكى لا تظهر للناس صائماً بل لأبيك الذى فى الخفاء. فأبوك الذى يرى فى الخفاء يجازيك علانية.” (مت6: 16-18). الصوم هو أحد وسائل العبادة وتنشيط الحياة الروحية وضبط الجسد. هو ذبيحة حب لله إذا اقترن بالصلاة والعبادة بالروح والحق. هو فرصة لتغذية الروح، كما أن الأكل هو وسيلة لتغذية الجسد. عن هذا قال السيد المسيح: “ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله” (مت4: 4). فالروح تحتاج إلى غذاء روحى وإلى تغذية تماماً مثلما يحتاج الجسد إلى الخبز وسائر أنواع الطعام الجسدى. لو اهتم الإنسان بتغذية جسده فقط، فسوف تبقى الروح بلا غذاء، إلى أن يتمرد الجسد عليها، فلا تستطيع الروح أن تضبطه أو تسيطر عليه. وفى الصوم فرصة للتشبه به، حينما يعطى الإنسان من خبزه للجوعان أثناء اختباره لجوع الصائم، وحينما يعطى من ملبسه للعريان أثناء اختباره لمذلة لابسى المسوح، إذا أُتيحت له فرصة لبس المسوح فى الخفاء. |
||||
09 - 07 - 2021, 01:58 PM | رقم المشاركة : ( 45166 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الإيجابية فى الصوم الذى يشعر بثقل الصوم يكون قد اكتفى بالصوم وحده، ولكن هناك لذة روحية فى الصوم تفوق لذة التنعم بالطعام الجسدى. فى تذوق هذه اللذة الروحية فى الصلاة: فى السجود بانسحاق (الميطانيات).. فى مشاعر التوبة.. فى الارتفاع بالروح نحو السمائيات.. فى القراءات الروحية فى الخلوة وإحساس الوجود مع الله.. فى ضبط الجسد.. فى التحرر من محاربات الشياطين.. فى قوة الروح وحرارة العبادة.. فى كل ذلك يشعر الإنسان بلذة تعوضه عن تعب الجسد، وتعوضه عن خسارة التلذذ بالأطعمة الشهية. هذه اللذة الروحية بدونها لن ينتفع الإنسان من صومه شيئاً ويكون كمن يلاكم الهواء. أراد السيد المسيح بقوله عن الصوم فى الخفاء بعيداً عن مشاعر التباهى بالصوم؛ أن يلفت نظرنا إلى أن الآب السماوى الذى يرى فى الخفاء هو يجازى الإنسان ويكافئه. وما أجملها مكافأة حينما يتلذذ الإنسان بالحياة مع الله كعربون للأبدية، حيث لا أكل ولا شرب جسدانى، بل غذاء الروح لكل من الروح والجسد الروحانى الذى يستطيع أن يحيا فى ملكوت السماوات. |
||||
09 - 07 - 2021, 02:00 PM | رقم المشاركة : ( 45167 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لا تكنزوا لكم كنوزاً على الأرض واصل السيد المسيح تعاليمه السامية، فتحدث عن علاقة قلب الإنسان بالكنز الخاص به، فكلما كنز على الأرض ارتبط بالأرض، وكلما كنز فى السماء ارتبط بالسماء. لذلك قال: “لا تكنزوا لكم كنوزاً على الأرض حيث يفسد السوس والصدأ وحيث ينقب السارقون ويسرقون. بل اكنزوا لكم كنوزاً فى السماء حيث لا يفسد سوس ولا صدأ وحيث لا ينقب سارقون ولا يسرقون. لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضاً” (مت6: 19-21). الإنسان الحكيم هو الذى يجعل كنزه فى السماء لأن هذا سوف يساعده على الاشتياق للسماء، ويجعل ارتباطه بالأرض ضعيفاً. فلا يخشى الموت، بل يفرح بانطلاقه من هذا العالم، ويضحى بما يملكه هنا على الأرض، من أجل محبته للمسيح، مقدماً الحب للجميع.. أى أنه يعطى بسخاء للمحتاجين ولا يبخل عليهم.. ولا يكترث بزيادة ممتلكاته، بل على العكس يفرح بأن يبيع ممتلكاته ويعطى صدقة كما أوصى السيد المسيح: “لا تخف أيها القطيع الصغير لأن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت. بيعوا ما لكم وأعطوا صدقة. اعملوا لكم أكياساً لا تفنى وكنزاً لا يفندُ فى السماوات” (لو12: 32، 33). إن أفضل وسيلة لتحويل الأموال إلى السماء هو توزيعها على المحتاجين لأن من يقرض المسكين يقرض الرب. كذلك قال السيد المسيح لبطرس حينما قال له: “ها نحن قد تركنا كل شئ وتبعناك” (مت19: 27، مر10: 28) “ليس أحد ترك بيتاً أو إخوة أو أخوات أو أباً أو أماً أو امرأة أو أولاداً أو حقولاً لأجلى ولأجل الإنجيل، إلا ويأخذ مئة ضعف الآن فى هذا الزمان.. وفى الدهر الآتى الحياة الأبدية” (مر10: 29، 30). بمعنى أن الترك لا يتعلق فقط بالأموال والممتلكات، ولكنه يتعلق أيضاً بالارتباط العائلى وكل ما يشغل الإنسان عن الحياة مع السيد المسيح وتبعيته وخدمته، خاصة فيما يتعلق بالكرازة بالإنجيل والسعى من أجل خلاص الآخرين. لهذا كان معلمنا بولس الرسول يتذكر كنزه فى السماء، من خلال محبته لمخدوميه الذين ولدهم فى المسيح فيقول: “ألستم أنتم عملى فى الرب” (1كو9: 1).. “يا سرورى وإكليلى” (فى4: 1). بمعنى أن الذين قام بخدمتهم سيكونون هم أنفسهم أكاليل له فى المجد السمائى، ولن ينسى له الرب تعبه وعمله من أجل انتشار الإنجيل. ومن أجل رعايته للمخدومين. لهذا قال أيضاً: “لأن من هو رجاؤنا وفرحنا وإكليل افتخارنا. أم لستم أنتم أيضاً أمام ربنا يسوع المسيح فى مجيئه. لأنكم أنتم مجدنا وفرحنا” (1تس2: 19، 20). وفى تحذيره لنا من أن نكنز كنوزاً على الأرض، أوضح السيد المسيح أن الكنوز الأرضية تتعرض للسوس والصدأ أو تتعرض للنقب والسرقة. ومن الممكن أن تضيع. كما أنها تصير عبئاً على حياة مالكها وتسبب له الكثير من الأحزان فى حال فقدانه لها. لهذا فإن أفضل طريقة للمحافظة على أموال الإنسان، أن يضعها بين يدى الرب.. أن ينقلها إلى السماء.. أن ينقذها من الضياع.. أن يتاجر ويربح بها لحساب الملكوت السمائى.. أن لا يدفنها فى الأرض. ومهما حاول الإنسان أن يحافظ على أمواله، فلن يقدر أن يأخذها معه بعد الوفاة، مثلما قال قداسة البابا شنودة الثالث أطال الرب حياته فى قصيدته المشهورة: وسأهدم فى المخازن ثم أبنى وأجمع فضتى وأضم تبرى وأغرس لى فراديساً كبــــــارًا بأطياب وأطيار وزهـــــر وماذا بعد هذا ليت شعرى؟! سأترك كل أموالى لغيرى وأفنى مثلـما يفنـى فقــــــــير وأرقد مثله فى شـبر أرض وقد أكّد السيد المسيح على أهمية إعداد الإنسان نفسه لميراث ملكوت السماوات مضحياً بكل غالٍ وثمين “ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه، أو ماذا يعطى الإنسان فداءً عن نفسه” (مت16: 26). المسألة تحتاج من الإنسان أن يتبصر فى مصيره الأبدى.. وما يمكن أن تشكله الكنوز الأرضية من معوقات لخلاص نفسه.. وفى نفس الوقت ما يمثله الميراث الأبدى والحياة السمائية من سعادة حقيقية غير زائلة. يحتاج الأمر إلى تذوق حلاوة الحياة مع الله والشركة مع ملائكته وقديسيه.. يحتاج إلى ممارسة الصلاة والتسبيح كوسيلة لتذوق الحياة السمائية.. إلى اختبار حياة الإيمان والاتكال على الله، والغنى الكبير لمن يسلك بالإيمان.. كيف تتدفق الخيرات بين يديه وهو لا يملك شيئاً. مثلما قال معلمنا بولس الرسول: “كفقراء ونحن نغنى كثيرين. كأن لا شئ لنا ونحن نملك كل شئ” (2كو6: 10). أولاد الله يتركون كل شئ، وهم يملكون كل شئ لأن “للرب الأرض وملؤها، المسكونة وجميع الساكنين فيها” (مز23: 1). يتركون كل شئ لأن كنوزهم هى فى السماء، ويملكون كل شئ لأنهم يحيون بالإيمان، وكل شئ مستطاع للمؤمن. فلا يعسر عليه شئ.. مثلما عاش القديس الأنبا ابرآم أسقف الفيوم بخزانة خاوية وكانت الأموال تجرى بين يديه. وأكثر من هذا كانت المواهب والمعجزات الفائقة للطبيعة تجرى على يديه نفعنا الرب ببركة صلواته آمين. |
||||
09 - 07 - 2021, 02:00 PM | رقم المشاركة : ( 45168 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
واصل السيد المسيح تعاليمه السامية، فتحدث عن علاقة قلب الإنسان بالكنز الخاص به، فكلما كنز على الأرض ارتبط بالأرض، وكلما كنز فى السماء ارتبط بالسماء. لذلك قال: “لا تكنزوا لكم كنوزاً على الأرض حيث يفسد السوس والصدأ وحيث ينقب السارقون ويسرقون. بل اكنزوا لكم كنوزاً فى السماء حيث لا يفسد سوس ولا صدأ وحيث لا ينقب سارقون ولا يسرقون. لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضاً” (مت6: 19-21). الإنسان الحكيم هو الذى يجعل كنزه فى السماء لأن هذا سوف يساعده على الاشتياق للسماء، ويجعل ارتباطه بالأرض ضعيفاً. فلا يخشى الموت، بل يفرح بانطلاقه من هذا العالم، ويضحى بما يملكه هنا على الأرض، من أجل محبته للمسيح، مقدماً الحب للجميع.. أى أنه يعطى بسخاء للمحتاجين ولا يبخل عليهم.. ولا يكترث بزيادة ممتلكاته، بل على العكس يفرح بأن يبيع ممتلكاته ويعطى صدقة كما أوصى السيد المسيح: “لا تخف أيها القطيع الصغير لأن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت. بيعوا ما لكم وأعطوا صدقة. اعملوا لكم أكياساً لا تفنى وكنزاً لا يفندُ فى السماوات” (لو12: 32، 33). |
||||
09 - 07 - 2021, 02:01 PM | رقم المشاركة : ( 45169 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إن أفضل وسيلة لتحويل الأموال إلى السماء هو توزيعها على المحتاجين لأن من يقرض المسكين يقرض الرب. كذلك قال السيد المسيح لبطرس حينما قال له: “ها نحن قد تركنا كل شئ وتبعناك” (مت19: 27، مر10: 28) “ليس أحد ترك بيتاً أو إخوة أو أخوات أو أباً أو أماً أو امرأة أو أولاداً أو حقولاً لأجلى ولأجل الإنجيل، إلا ويأخذ مئة ضعف الآن فى هذا الزمان.. وفى الدهر الآتى الحياة الأبدية” (مر10: 29، 30). بمعنى أن الترك لا يتعلق فقط بالأموال والممتلكات، ولكنه يتعلق أيضاً بالارتباط العائلى وكل ما يشغل الإنسان عن الحياة مع السيد المسيح وتبعيته وخدمته، خاصة فيما يتعلق بالكرازة بالإنجيل والسعى من أجل خلاص الآخرين. لهذا كان معلمنا بولس الرسول يتذكر كنزه فى السماء، من خلال محبته لمخدوميه الذين ولدهم فى المسيح فيقول: “ألستم أنتم عملى فى الرب” (1كو9: 1).. “يا سرورى وإكليلى” (فى4: 1). |
||||
09 - 07 - 2021, 02:02 PM | رقم المشاركة : ( 45170 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بمعنى أن الذين قام بخدمتهم سيكونون هم أنفسهم أكاليل له فى المجد السمائى، ولن ينسى له الرب تعبه وعمله من أجل انتشار الإنجيل. ومن أجل رعايته للمخدومين. لهذا قال أيضاً: “لأن من هو رجاؤنا وفرحنا وإكليل افتخارنا. أم لستم أنتم أيضاً أمام ربنا يسوع المسيح فى مجيئه. لأنكم أنتم مجدنا وفرحنا” (1تس2: 19، 20). وفى تحذيره لنا من أن نكنز كنوزاً على الأرض، أوضح السيد المسيح أن الكنوز الأرضية تتعرض للسوس والصدأ أو تتعرض للنقب والسرقة. ومن الممكن أن تضيع. كما أنها تصير عبئاً على حياة مالكها وتسبب له الكثير من الأحزان فى حال فقدانه لها. لهذا فإن أفضل طريقة للمحافظة على أموال الإنسان، أن يضعها بين يدى الرب.. أن ينقلها إلى السماء.. أن ينقذها من الضياع.. أن يتاجر ويربح بها لحساب الملكوت السمائى.. أن لا يدفنها فى الأرض. ومهما حاول الإنسان أن يحافظ على أمواله، فلن يقدر أن يأخذها معه بعد الوفاة، مثلما قال قداسة البابا شنودة الثالث أطال الرب حياته فى قصيدته المشهورة: وسأهدم فى المخازن ثم أبنى وأجمع فضتى وأضم تبرى وأغرس لى فراديساً كبــــــارًا بأطياب وأطيار وزهـــــر وماذا بعد هذا ليت شعرى؟! سأترك كل أموالى لغيرى وأفنى مثلـما يفنـى فقــــــــير وأرقد مثله فى شـبر أرض |
||||