08 - 06 - 2014, 09:16 AM | رقم المشاركة : ( 4501 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تأمل في دعوة قلب يسوع الى جميع الناس اليه تعالو اليّ جميعاً ( متى 11 : 28 ) فأستمعوا بني البشر وتعجبوا من لطافة هذه الكلمات فرط حلاوتها حتى ان القديس باسيليوس السلوقي يقول في التعليق عليها : تعالوا الي جميعاً فأني لا أضع حداً لمواعيدي ، وقلبي ينبوع الجودة التي لا تنفذ، يمحو آثامكم وخطاياكم. تعالوا الي جميعاً فأريحكم ، أعرضوا علي أسقام خطاياكم فأعالجها ، اظهرو جروحاتكم فأضع عليها المرهم. تعالو الي جميعاً فأن قلبي رحب يسعكم جميعاً وبحار جودتي فسيحة لقبول اجواق الخطأة الذين كالأنهار يلقون نفوسهم فيها لكي يغرقوا زلاتهم ومآثمهم. تعالوا الي جميعاً إذ لابد لقولي من مفعول فأنه شبكة ألقيتها في بحر العالم لأصطاد البشر واقيدهم بها . تعالوا الي جميعاً. ياللصوت القدير الذي انتصر على جميع الأمم ويا للكلمة العلوية قد أسّرت المسكونة كلها تحت نير الأيمان بسلطتها واقتدارها. تعالو جميعاً الى قلبي، تعالو ايها الأطفال الى قلب يسوع فأن محبته أشد من محبة أمهاتكم لأن محبتهنّ ظل بجانب ما يحبكم هذا القلب الحبيب. تعالوا ايها الشيوخ الى قلب يسوع فأنه يرجع عليكم شبابكم لتصبحوا كالنسر. هلموا ايها الأبرار الى قلب يسوع حتى اذا ما تحصنتم في هذا الملجأ الأمين أرتقيتم يوماً فيوماً من فضيلة الى فضيلة. تعالوا ايضاً ايها الخطأة بأجمعكم الى قلب يسوع فأن كانت خطاياكم كالقرمز فيبيضها كالثلج (أشعيا 1 : 18) . فيا ايتها النعجة الضالة من بيت اسرائيل ، يا نفساً بائسة أعياها تعب طريق الآثام ، لعلكِ تقولين وانت في تلك الحالة التي أوصلتكِ اليها اضاليلكِ ، لقد خذلني الرب ونسيني سيدي ( أشعيا 49 : 14)، ولكن أسمعي ما قاله الرب للقديسة آنجلا: ان اولادي الذين عدلوا عن طريق ملكوتي بخطاياهم وصاروا عبيداً للشياطين، متى رجعوا اليّ أنا أباهم فأقبلهم ويفعمني ارتدادهم فرحاً وأمنح نفوسهم الخاطئة نعماً لا أمنحها دائماً لنفوس تقية، ولذا من أرتكب خطايا جسمية يمكنه ايضاً ان ينال نعمة عظيمة ويحظى برحمة كلية . خبر رسم أحد الكهنة الأفاضل صورة رأس يسوع مكلل بالشوك وعلقها في حجرته بجانب شباكه ، وكان كل يوم يقضي ساعات في التأمل فيها ، فأشرفت امرأة من حجرتها على مشاهدة الكاهن بحالة تأمله اليومي وظنت انه يشاهد صورته في المرآة كما كانت تفعل هي ، فقالت في نفسها : إن الكهنة ايضاً يتظرون الى صورة وجههم في المرآة فلماذا يلوموننا نحن النساء على فعلنا هذا؟ ثم ارادت ان تتحقق من ظنها فسألت الكاهن ذات يوم. فأجاب الكاهن للوقت الى سؤالها وأراها ما ظنتهُ مرآة ، واذا هي صورة وجه يسوع مكلل بالشوك والدماء تجري من جروح رأسه على خديه . ثم أنتهز الكاهن هذه الفرصة وقال للمرأة : عوض ان تنظري كل يوم الى وجهكِ في المرآة مدة ساعات بلا فائدة خذي لكِ مثل هذه الصورة وتأملي فيها كل يوم محبة يسوع الشديدة لكِ التي وصلتهُ الى قبول جميع هذه الآلام لأجل خلاصكِ. لا تكوني كاليهود الذين أراهم بيلاطس وجه يسوع مكللاً بالشوك فلم تلن قلوبهم بل زادت قساوة وطلبوا صلبه . فأنظري انتِ الى صورة وجه يسوع المشوه بالأحزان والآلام ولا تزيديه حزناً وألماً بوقوفكِ ساعات من الزمن امام مرآتكِ للتباهي والأعجاب بصورتكِ . أغسلي نفسكِ بدموع التوبة لا بعطور الأثم ، وأصرفي وقتكِ الثمين في الأهتمام بخلاص نفسكِ لا بأهلاكها وابادتها. كان كلام الكاهن قد أثر في قلب تلك الخاطئة فحملها على التوبة وتغيير سلوكها الماضي. إكرام لا تقاوم الروح القدس إذ دعاك الى عمل خير او أجتناب شر. نافذة (تقال ثلاث مرات دائماً) يا قلب يسوع مرني ان آتي اليك. |
||||
08 - 06 - 2014, 09:17 AM | رقم المشاركة : ( 4502 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تأمل في حاجتنا الى الله كل نفس تشعر بحاجة الى الله ، وحاجتها هذه لا يستطيع غير الله ان يسدها لأن لا شيء يقدر ان ينوب مناب الله. ولذا نرى الأنسان منذ بدء وجوده يطلب الله ويتوق اليه ولا يقدر ان يستغني عنه. إن الخلائق وخيرات الأرض تقدر ان تلهينا عن الله ولكنها لا تستطيع قط ان تمنع حاجتنا اليه. إن الملك سليمان الحكيم بعد كل ما إشتهى قلبه من خيرات الأرض وأفراح الدنيا اعترف في الآخر ان جميع هذه الخيرات وهذه الأفراح باطلة وكآبة للروح ( جامعة 2 : 11 ) . وسمعنا داؤد أباه يصرخ أكثر من أبنه بشوق نفسه الى الله فقال : (( اللهم أنت الهي واليك أبتكر ، عطشت نفسي اليك ، أشتاق اليك جسدي )) ( مز 62 : 2 ) فهذا الصوت هو صوت كل نفس ، وهذا العطش لا يرويه غير الله كما ان عطش الجسد لا يرويه غير الماء الزلال. وهذا ما يفهمنا اقبال كل انسان على عبادة الله في كل مكان وزمان منذ تكوينه على الأرض ، فأنه إذ جهل الله الحق ، عبد عوضه الأوثان ، حتى جاء المسيح فنادانا قائلاً : تعالوا الي ولا تعبدوا غيري انا الأله الذي لا يستطيع غيري ان يشبع جوعكم ويروي عطشكم. وفي هذه الأيام يرى الله الأنسان قد ظل عنه ويحب الأرضيات والماديات وبردت محبته له، فدعاه اليه بعبادة قلبه الأقدس ليهبنا ذاته ويسد عوزنت بقبولنا سر القربان المقدس الذي هو روح عبادة قلب يسوع غذاؤنا ، لأن هذه العبادة بدون القربان المقدس تكون كجسد بلا روح ولكل حي طعام وبدون هذا الطعام يكون ميتاً. فالجسد يحيا بالطعام ، والنبات يحيا بالطعام ، والحيوان يحيا بالطعام ، والطير يحيا بالطعام ، وكذلك العبادة لقلب يسوع الأقدس تحيا بالطعام وطعامها القربان المقدس. خبر روى أحد المرسلين في كولومبيا البريطانية ان احدى الفتيات لم يسمح لها ان تأخذ التناول الأول لصغر سنها ، وغير انها كانت تتلظى شوقاً الى قبول رب الأرباب . فذهبت يوماً الى الكاهن وقالت له : يا أبانا أني أشتهي ان آخذ التناول الأول. فأجابها الكاهن : لا يمكنكِ ان تتناول لأنك صغيرة السن ولا تعرفين ما التناول. فأعادت السؤال وألحت في الطلب. وحدث بعد ذلك ان الكاهن أجتاز يوماً وقت الظهر بجانب الكنيسة فدخلها للقربان المقدس فإذا بالفتاة جاثية أمام المذبح تناجي يسوع مناجاة عالية وتقول : ألا يا يسوع ، ان الكاهن يقول لي اني لا أعرفك أنت أبن الله ، أنت الطفل الذي ولد في مغارة بيت لحم وعشت في الناصرة وجلست بين العلماء في الهيكل ، ثم أخذت لك رسلاً وعلمتهم الصلاة وتألمت مُت على الصليب ، وقمت من القبر في اليوم الثالث ، فترى اتي أعرفك حسناً. فأطلب اذن منك ان تفتح عينيّ الكاهن حتى يعرف جلياً إني أعرفكَ )) . فأثر هذا الكلام في قلب الكاهن وسالت دموعه ، وفي المساء رجع الى الكنيسة وقد أجتمع فيها المؤمنون للصلاة فدعا الفتاة وقال لها : كم مرة زرتِ اليوم القربان الألهي ؟ أجابت : خمس عشر مرة. فقال لها : ان الرب يسوع أستجاب صلاتكِ وعرفتُ الآن وتحققتُ انكِ تعرفين حسناً ما هو سر القربان المقدس فأستعدي للتناول الأول حسب رغبة قلبكِ. إكرام تناول القربان المقدس في الجمعة الأولى من كل شهر. نافذة(تقال ثلاث مرات دائماً) كما يشتاق الأيل الى ينابيع المياه تتوق نفسي الى محبتك يا قلب يسوع الهي. |
||||
08 - 06 - 2014, 09:18 AM | رقم المشاركة : ( 4503 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تأمل في تناول القربان المقدس يسدُ حاجتنا ان العبادة لقلب يسوع الأقدس ليست من باب الأطلاق إلا ممارسة المحبة ، فاذا علمنا جيداً حقيقة التناول فهمنا كفاية انه ما من طريقة توقد في قلوبنا نار محبة يسوع اكثر من تقدمنا بتواتر لقبول سر محبته العجيب . قالت القديسة آنجلا دي فولينيو ( ايطاليا 1260 – 1309 ) : (( لو تأملت النفس وأنعمت نظرها فيما يجري في هذا السر الألهي لتحول جليد قلبها البارد الى لهيب حب وإمتنان اذ ترى ذاتها محبوبة حباً عجيباً )) . إن التناول يولينا حياة يسوع ( 2 بط 1 : 4 ) . وهذه الحياة كلها قداسة وبرارة وسلام وغبطة . بالتناول نسلم من فساد العالم ونخبر بفضائل ذلك الذي دعانا من الظلمة الى نوره العجيب ( 1 بط 2 : 9 ) . فيا للحزن العظيم الذي نسببه لقلب يسوع بإمتناعنا عن التناول وعدم التفاتنا الى سر القربان المقدس. إن هذا المخلص الإلهي قال يوماً لأمته الجليلة مرغريتا مريم : (( تناوليني ما أستطعتِ )) وقال لها أيضاً : (( تذوب نفسي عطشاً الى ان يحبني البشر ويكرمونني في سر محبتي ، ولكني لا أرى من يجتهد بتكميل رغبتي ويروي غليلي ويكافئني بعض المكافأة )). ولذا طلب منها ان يتناوله المؤمنون في كل أول جمعة من الشهر وليكن تناولهم إياه للتعويض عن الأهانات التي تصيبه في القربان المقدس ووعدها بأن الذين يمارسون هذا التناول بإتقان يهبهم نعمة التوبة عند الموت فلا يموتون بدون ان يقبلوا الأسرار الاخيرة. فغاية قلب يسوع الأقدس من وضعه التناولات التسعة المتوالية في كل أول جمعة من الشهر شرطاً للفوز بالحياة الأبدية ، ليست إلا ان يعودنا رويداً رويداً الإكثار من قبول سر القربان المقدس ، إذ ان قبوله مرة واحدة في السنة لا يجدي النفس نفعاً كما لو قبلته مراراً عديدة. ولما كنا في عبادة قلب يسوع الأقدس نمارس أفعال محبته ، كانت التناولات المتواترة أجدر من سواها بإعطائنا حياة الله وانمائها فينا لنظفر من ثمة بحياة الأبد قياماً بوعد قلب يسوع. خبر يحكى ان امرأة غير متدينة ، كانت تشعر في داخلها بشوق شديد الى العبادة وخبز القربان المقدس ، متأكدة ان النفس لا حياة لها بدون هذا الخبز السماوي ، غير انها لم تجد في حياتها ما يسكن لظى شوقها هذا ويريح نفسها . فعلمت بعد البحث الطويل انها لا تجد ضالتها إلا في الإنجيل المقدس ، فأخذت تبذل غاية جهدها لتعيش ايمانها المسيحي الذي يستطيع وحده ان يحقق رغبة قلبها ويعطيها ما هي بحاجة اليه ، فقامت في وجهها صعوبات كثيرة وموانع عديدة غير انها تغلبت على جميعها وتمكنت في الآخر ان تعيش حياة مسيحية مثالية مع لفيف اولادها وعائلتها وعدد كبير من النفوس العطشى مثلها الى المنّ السماوي الذي لا حياة لنا بدونه. إكرام حاول ان تتناول القربان المقدس كلما حضرت القداس الألهي. نافذة(تقال ثلاث مرات دائماً) يا قلب يسوع الأقدس زد إيماني بشدة حبك لي . |
||||
08 - 06 - 2014, 09:21 AM | رقم المشاركة : ( 4504 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تأمل مفاعيل التناول العجيبة قال الحكيم : (( أيأخذ الأنسان ناراً في حجره ولا تحترق ثيابه ؟ )) ( أمثال 6 : 27 ). وكذلك يمكننا ان نقول عمن يحسن تناول القربان المقدس فأنه يشعر بحرارته ومفاعيله التي لا تقف عند منعنا عن الخطيئة ، بل تحول حياتنا كلها فنصير أبناء الله ، كمايتحول الخبز بكلمات التقديس الى جسد يسوع المسيح نفسه وهذا التحويل يكون خاصة في عقولنا وارادتنا وقلبنا وشهوتنا الحسية . فالعقل يتغير بالأنوار السماوية والعلوية التي يفيضها علينا التناول ، فتزيح ظلمات الجهل وأضاليل الشهوات وترينا الحق حقاً والباطل باطلاً. والإرادة تتغير بالقوة التي يخولنا اياها التناول لنقهر عاداتنا السيئة ونظفر بالفضائل المخالفة لها. والقلب يتغير بالتناول لأنه يجعله يقمع الشهوات الرديئة ويرفع عواطفنا عن محبة الأرضيات والخلائق وبنقلها الى محبة الخيرات السماوية . والشهوة الحسية تتغير بالتناول لأنه يطفيء نيرانها لا دفعة واحدة بل تدريجياً وبقدر ما تزيد المحبة ، بموجب قول القديس أوغسطينس : (( كلما ارتفعت المحبة الى فوق هبطت الشهوة الى أسف وبادت )) . هذه هي مفاعيل التناول العجيبة التي نشاهدها في القديسين الذين كانو في اول امرهم ضعفاء ناقصين فأضحوا أشداء أقوياء ، وكانو أرضيين وخشني الأخلاق والطباع فأضحوا روحانيين وديعين. فاذا كان الأمر كذلك فلماذا نرى الآن كثيراً من المؤمنين يتناولون بإستمرار ومع ذلك لا يتغيرون ولا يصطلحون ؟ إنهم لا يتغيرون لأنهم لا يحسنون التناول ولا يفهمون مقاصدهُ ، فإن يسوع يأتي اليهم ليقدسهم ، وهم لا يريدون القداسة بل البقاء على رذائلهم وخطاياهم. لا يتناولون لكي ينموا في محبة يسوع فتضعف شهواته يوماً فيوماً بل يتناولون كما يتناولون طعاماً مادياً بدون نية ان يصلحوا سيرتهم ويغيروا عاداتهم الذميمة. وعلى هذه النفوس كان قلب يسوع الأقدس يُكلم القديسة مرغريتا مريم غالباً ويقول لها : (( أبكي ونوحي دائماً لأن دمي يسكب باطلاً على كثيرين يكتفون بقطع الحشيش الخبيث المرتفع في قلوبهم ولا يريدون ان يقلعوا اصوله )) . فكم من تناولات تعدها جيدة وهي في حكم الله غير ذلك ، وقد تكون لشجبنا لا لخلاصنا الأبدي. خبر ان القديسة أيملدة لمبرتيني من رهبانية القديس عبدالأحد ، أمتازت منذ حداثتها بحب شديد ليسوع عروسها السماوي ، وإذ علمت انه موجود حقاً في القربان المقدس كان شوقها الى قبوله يشتد يوماً بعد يوم ، ولا سيما عند مشاهدتا أخواتها الراهبات يتناولنه ، ومع ذلك لم تأذن لها رئيسة الدير بأن تقترب من المائدة المقدسة لصغر سنها. ولكن من يقدر ان يمسك يد الله عن العطاء متى أراد ان يجزل احساناته لنفس طاهرة. ففي عيد الصعود بينما كانت الراهبات يذهبن الواحدة تلو الأخرى ليتناولن ، وكانت أيملدة وحدها بعيدة عن المائدة المقدسة أستطاعت بكثرة تنهداتها وصلواتها ان تقرب الله منها ، فنزل قربان من السماء على مشهد من جميع الراهبات المتعجبات ووقف على رأس أيملدة . ففهم الكاهن إذ ذاك ارادة الله ، فجاء وأخذ القربان المقدس وناول الفتاة أيملدة . فلم يسعها هذه الفتاة المغبوطة ان تهبط فرحها فأطبقت عينيها وطارت نفسها الى الأخدار السماوية. إكرام ليكن تناولك للقربان المقدس وقبولك ليسوع في قلبك بشوق حميم ، ليقلع منه محبة الأرضيات وأباطيل الدنيا ويثبتك في محبته. نافذة(تقال ثلاث مرات دائماً) يا قلب يسوع الأقدس أرويني من دسم بيتك ومن بحر لذاتك أسقني.( مز 35 : 6 ). |
||||
08 - 06 - 2014, 09:26 AM | رقم المشاركة : ( 4505 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تأمل في ان المحبة لقلب يسوع تدعو الى نبذ الخطيئة واجتنابها لما ظهر ربنا يسوع لأمته القديسة مرغريتا مريم أراها قلبه الأقدس محاطاً بأكليل من الشوك، ليفهمنا ان الخطايا التي يفعلها الناس هي مثل أكليل من شوك يؤلم قلبه الأقدس من جميع اطرافه كما آلم رأسه الألهي ذلك الأكليل الذي ضفرته له أمتّه الخاطئة ، و سمعناه يتشكى كثيراً من الأهانات التي تصيبه من شعبه المسيحي خاصة ، وما هذه الأهانات سوى انواع الخطايا التي تتجدد كل يوم بل كل ساعة على وجه الأرض . فالخطيئة اهانة الله ومخالفة ارادته المقدسة ونواميسه الألهية ، وتعطل مقاصده الأزلية فينا وتجعل جميع استحقاقات آلام وموته على الصليب بدون فائدة. ولأن من أراد حقاً ان يحب يسوع ويتقدم في محبته عليه قبل كل شيء ان يتجنب الخطيئة ولا سيما خطيئة الدنيا التي تميت عواطف التقوى ، بل تميت الأيمان نفسه فيصير الأنسان جسدانياً ، مادياً وأرضياً لا يهم بأمور الروح ، ولا يستطيع ان يُقبل على عبادة قلب يسوع الأقدس لأنه لا يفهمها كما يؤيد لنا ذلك القديس بولس الرسول بقوله عن الأنسان الخاطيء : (( انه لا يقبل ما لروح الله لأن عنده جهالة ولا يستطيع ان يعرف )) ( 1 قور 2 : 14 ) . وفي الحقيقة ان ربنا يسوع يقصد بعبادة قلبه الأقدس ان يتخذ له احباء بين بني البشر ويعقد معهم صلة صداة وولاؤ ، ولكن الخطيئة تجعل النفس غير قابلة لهذه الصلة وهذا الأقتران ، لأنه كما يستحيل امتزاج الزيت بالماء والنور بالظلام ، كذلك يستحيل امتزاج قلب يحب الخطيئة بقلب يسوع الطاهر من كل خطيئة والمبغض لها. ولذلك كانت القديسة مرغريتا مريم تحرض كثيراً تلميذاتها على اجتناب الخطيئة قائلة لهن : (( كن على الدوام مستعدات لأجتناب كل ما يسيء الله تعالى لكي لا تخسرنّ الى الأبد صداقة قلبه الأقدس )). خبر ولدت القديسة مرغريتا الكرتونية في أواسط القرن الثالث عشر في احدى ابرشيات توسكانا في ايطاليا ( 1250 – 1297 ) ، ومنذ حداثتها استولى على قلبها الحب الدنيوي ، فتعلقت برجل برجل غني وعاشت معه في المنكرات تسع سنين حتى قُتل شر قتلة. وبعد اهتدائها الى محل قتله وجدتهُ قد أنتن والديدان تأكل لحماته ، فتأثرت من هذا المشهد المروعوشعرت للوقت بكل قباحة سلوكها وعزمت على ان تغير سيرتها وتكفر عن خطاياها . فرجعت الى أبيها نادمة وأنطرحت على قدميه كالأبن الشاطر وسألته باكية ان يغفر لها ويقبلها في بيته. فتحنن قلب الأب على أبنته الشقية وقبلها في بيته لتعوض عن شكوكها ، غير انه بعد حين طردها من بيته . فكانت هذه القساوة الأبوية تجربة شديدة لمرغريتة ، فأستولى عليها فكر الرجوع الى سلوكها الأول ولكن الرحمة الألهية قادتها الى دير راهبات القديس فرنسيس وقُبلت في الرهبانية الثالثة التوبية بعد ان امتحنوها مدة ثلاث سنين. و ختمت مرغريتا حياتها بميتة مقدسة تلتها عجائب كثيرة . ولا يزال جسدها سالماً من فساد القبر الى يومنا هذا . إكرام لا تتفرغ في اعترافاتك لفحص الضمير فقط ، بل أبذل اكثر جهدك في الندامة على خطاياك ، فقد أعلم قلب يسوع أمته القديسة مرغريتا مريم بأنه يريد ان نقبل سر الأعتراف بقلب منكسر متضع وهو يعوض عن بقية تقصيراتنا غير الأرادية . نافذة(تقال ثلاث مرات دائماً) يا قلب يسوع الحزين في بستان الزيتون أكسر قلبي ندامة على خطاياي. |
||||
08 - 06 - 2014, 09:27 AM | رقم المشاركة : ( 4506 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تأمل في ان محبة يسوع لا تكون بدون محبة القريب والأحسان إليه ان شئنا ان نرى في حياتنا الأيام الصالحة التي تعدنا بها عبادة قلب يسوع الأقدس لا يكفي ان نحيد عن الشر باجتنابنا الخطيئة ، بل يجب علينا علاوة على ذلك ان نصنع الخير ونحسن الى قريبنا الذي جعله الله بمنزلة نفسه فقال لنا : (( ان ما تفعلونه بأحد إخوتي الصغار فبيّ تفعلونه )) ( متى 25 : 40 ) . وجعل محبة القريب بعد محبته بل جعلها شبيهة بمحبته فقال لمعلم الشريعة الذي سأله عن أعظم الوصايا : (( ان الوصية الأولى العظيمة هي ان تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ، والثانية تشبهها وهي ان تحب قريبك مثل نفسك . في هاتين الوصيتين سائر الناموس والأنبياء معلقون )) ( متى 22 : 37 – 40 ) . فلم يكتف ربنا يسوع بأن يحبنا بل أوصانا ايضاً بأن يحب أحدنا الآخر كما أحبنا هو ( يو 15 : 12 ). فمن أراد أن يحب الله من دون ان يحب قريبه ، فقد طلب المستحيل وكانت محبته لله كاذبة ، لأن محبة القريب لا تنفصل عن محبة الله كما لا يمكننا ان نفصل النفس عن الجسد إلا بالموت. وهذا ما صرح به القديس يوحنا الرسول بقوله لنا : (( ان قال قائل اني احب الله وهو يبغض اخاهُ فهو كاذب . ولنا هذه الوصية منه تعالى المحبة ، ان يكون المحب لله محباً لأخيه أيضاً )) ( 1 يو 4 : 20 – 21 ) . فالعبادة لقلب يسوع الأقدس لا تكون صادقة ان لم نبلغ فيها الى محبة قريبنا تلك التي هي ركن الحياة المسيحية ، لأن القلب الذي نعبده قد أحب جميع الناس على السواء وبذل نفسه عن كل انسان ولا يزال يشرق شمسه على كل الأخيار والأشرار ويمطر على الصديقينّ والظالمين ( متى 5 : 45 ) . فعلينا ان نقتدي به بكل جهدنا لنكون تلاميذ محقين له : (( بهذا يعرف كل احد أنكم تلاميذي ان كان فيكم حب بعضكم لبغض )) ( يو 13 : 35 ) ، ولذا أعلم قلب يسوع الأقدس ذات مرة أمته القديسة مرغريتا مريم انه يعاقب في المطهر عقاباً شديداً أخف هفوة مخالفة لمحبة القريب. وكانت هذه القديسة توصي كثيراً تلميذاتها بمحبة القريب ومن جملة ما قالت لهن : (( يا ليت علمتن كم يغتاظ القلب الأقدس من مخالفتكن لمحبة القريب ، فأنكن تمنعنهُ بهذه المخالفة ان يفيض عليكن نعمه بغزارة أعظم )). خبر جاء في حياة القديس مارتن الجندي الباسل انه أراد ذات شتاء قارس ان يعود الى مدينة أميان عاصمة بيكاردية في القرن الرابع ، فلم يكن لباسه هو غير رداء واسع مختص برتبته العسكرية ، وربما كان قد اعطى الفقراء بقية ثيابه. فلما وصل الى باب المدينة شاهدَ فقيراً عرياناً وسمعهُ يستغيث بالمارين دون ان يلتفت احد اليه. فأفتكر إذ ذاك الجندي المملوء قلبه حباً لله وللقريب بأن إغاثة هذا المسكين مُعدة له. وقد شاء الله ان يمتحن بها فضيلة عبده ويُظهر للملا درجة محبتهِ للإنسان المتألم. فلم يكن لمارتن غير الرداء المار ذكرهُ وهو لا يكاد يكفي لأثنين غير انه لم يتردد في عزمهِ فأستل سيفهُ وقطع رداءهِ شطرين ، أعطى الشطر الواحد للفقير وأبقى لهُ الشطر الثاني وإذ لم يكن كافياً ليستر جميع اعضاءهِ ، قرسهً البرد وألمه في أطرافهِ المعراة. فجعل الناس يستهزئون بهِ لقصر رداءهِ ولا يغطي جمسهُ كما يجب . لكن مارتن الذي لم يكن يكترث للمدح ولا للقدح ، ترك الناس وشأنهم ودخل بيتهِ وباتَ فيهِ ليلتهِ. وفي ليلتهِ ترأى له الرب يسوع في الحلم وهو لابس قطعة الرداء التي أعطاها للفقير المجهول وقال لهُ : أنظر إلى هذا الرداء فأنهُ رداؤكَ الذي اعطيتني إياه أمس ، ثم إلتفتَ نحو الملائكة المحدقين بهِ وقالَ لهم : إن مارتن الجندي هو الذي كساني بهذا الرداء. وأشارَ بكلامهِ هذا إلى قولهِ : (( إن كل ما تفعلونه بأحد أخوتي هؤلاء الصغار فبي تفعلونه )) . ( متى 25 : 4 ) . إكرام ما تحب ان يصنعهُ الناس بك ، إصنعهُ انت بهم فتكمل وصية المحبة . نافذة(تقال ثلاث مرات دائماً) يا قلبَ يسوع أتون المحبة إشعل قلبنا بنار محبتك ومحبة القريب . |
||||
08 - 06 - 2014, 09:28 AM | رقم المشاركة : ( 4507 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تأمل في محبة قلب يسوع تحمل على محبة الأعداء
إن شريعة موسى كانت تبيح للأنسان ان يبغض عدوهُ ويقاوم الشر بالشر. ولكن شريعة المسيح هي بخلاف ذلك ، لأنها اكمل بكثير من شريعة موسى . فقد علمنا ربنا يسوع المسيح ان نحب أعدائنا ونحن إلى من يبغضنا ونصلي لمن يضلمنا ويطردنا لأننا إن أحببنا من يحبنا فلا فضلٌ لنا ( متى 5 : 24 – 26 ). لأن هذه المحبة طبيعية في كل انسان. ولكننا ان احببنا من يبغضنا اي اعدائنا اذ ذاك ترتفع محبتنا الى ما فوق الطبيعة وتكون شبيهة بمحبة ربنا يسوع نفسه الذي احب اعدائهِ واحسنَ إليهم ولم يميزهم في إحساناتهِ عن احبائه وأصدقائهِ انفسهم. غسل قدمي يهوذا الأسخريوطي كما غسلَ أقدام رسله الأطهار ، ناولهُ جسدهُ ودمهُ الأقدسين كما ناولهما بقية رسلهِ . ان بطرس قطع اذن عبد عظيم الكهنة الذي كان الد أعدائهِ. اما هو فلم يرضَ على بطرس فعلهِ واخذَ الأذن واعادها الى صاحبهِ. ( لوقا 22 : 51 ) . وسمعناه على الصليب بعد ان احتملَ من اعدائه وصالبيه انواع التعييرات والأهانات والعذابات يطلب لهم المغفرة قائلاً : با أبتِ إغفر لهم ( لوقا 23 : 24 ) . واليوم كذلكَ يرى الرب يسوع اكثر المسيحين يعادونه ويقاومون ارادتهُ ويخالفون وصاياه ومع ذلكَ يدعوهم الى عبادة قلبهِ الأقدس ويكرر عليهم بلسان الرسل قائلاً لهم : (( انتم احبائي )) ( يو 15 : 14 ) . ها هو ذا القلب الذي يحبكم غاية الحب . تعالو إلي فأريحكم . توبوا عن خطاياكم فأغفرها لكم ولا اذكرها الى الأبد. فمن لا يذهل من هذه المحبة لأناس خطاة وأعداء له ؟ لا شك ان هذا المثال مثال ربنا يسوع في محبة اعدائه يفوق ضعفنا ، وكثيراً ما نرى المتعبدين انفسهم والورعين وخائفي الله يحقدون طويلاً على قريبهم إذا اساءَ إليهم ويصعب عليهم ان يسلمو عليهِ ، ولكن فضيلة المحبة تقوم على قهر الأرادة . فمن أحبَ حقاً ربنا يسوع ضحى لهُ للوقت بكل ما تهواهُ الطبيعة الفاسدة حباً لإرادتهِ المقدسة . قال الرب ذات يوم للقديسة آنجلا دي ولينيو (( أن العلامة الأصح على المحبة المتبادلة بيني وبين خدامي هي حبهم لكل من يهينهم )) . خبر روي ان رجلاً شريفاً أسمهُ يوحنا كًالبرت ( ايطاليا 993 – 1073 ) كان لهُ عدو وكان يطلب إغتيالهُ ، فصادهُ ذات يوم في البرية مجرداً من السلاح ، وكانَ هو مسلحاً فوجدَ الفرصة سانحة لينتقم منهُ ، ولكن ذلك اليوم كان يوم الجمعة العظيمة ، فتذكرَ يوحنا ان المسيح في مثل هذا اليوم صلى لأجل اعدائه وصالبيه وغفرَ لهم. فنزلَ اذ ذاكَ عن دابتهِ ودنا من عدوهِ فصافحهُ وغفرَ لهُ من كل قلبهِ ، ثم دخلَ الكنيسة في ذلك اليوم عينه وجثا امام المصلوب الألهي وسأله ان ينجز وعدهُ وقالَ له : (( يا إلهي حقاً اني قد أهنتك كثراً في شبابي ، ولكنكَ قد وعدتَ في انجيلكَ بأنكَ تغفر للذين يغفرون وتكيل لنا بالكيل الذي نكيل بهِ لغيرنا. فأنتَ تعلم بأني اليوم قد غفرت من كل قلبي لعدوي حباً لكَ. فأصبحتَ إذن ملزوما بحسب قولك ان ترحمني )) . فأحنى المصلوب رأسهُ إشارةً الى قبولهِ طلبتهِ. وفي الحقيقة انه نالَ منهُ في ذلك اليوم نعماً وافرة وبركات سماوية غزيرة جعلتهُ قديساً جليلاً ومؤسس رهباني عامرة . إكرام إن لاقيتَ عدوكَ في بيت ، فسلم عليه حباً لقلب يسوع الأقدس الذي احبَ أعدائهِ وغفرَ لهم. نافذة(تقال ثلاث مرات دائماً) يا قلب يسوع الأقدس لا تعاملني بموجب إستحقاقي بل بحسب رحمتك. |
||||
08 - 06 - 2014, 09:29 AM | رقم المشاركة : ( 4508 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تأمل في ان محبة قلب يسوع تكمل بمحبة الصليب يفزع الأنسان من كلمة الصليب ، والصليب لابد منه في هذه الحياة إذ بدونه لا يمكننا ان نكون تلاميذ المسيح ( لو 14 : 27 ) . عرف القديسون منفعة الصليب فأحبوه وتاقو اليه ، كالقديس اندراوس الرسول ، فإنه لما رأى الصليب المعد لعذابه وموته صرخ متهللاً : يا صليباً محبوباً لكم تقتُ اليك. يا صليباً قد طلبتُكَ بلا ملل ، وها قد أعددت الآن طبقاً لرغبتي. إني احييك بالسلام . وهتف مثله القديس بولس الرسول : (( أمتلأتُ عزاءاً وأزددتُ فرحاً جداً بجميع شدائدي )) ( 2 قور 7 : 4 ) وصرحت القديسة تريزيا الكرملية بمحبتها للصليب بقولها المشهور وهو : (( أما التألم وأما الموت )) . ومثلها القديس يوحنا الصليبي ( اسبانيا 1670 – 1734 ) فلم يطلب ولم يرد بعد محبة يسوع غير محبة صليبه لا غير. فمن أين للقديسين هذه المحبة للصليب ، خلافاً لنا نحن الذين نهرب منه ولا نقبله إلا كرهاً وغصباً ، نظير سمعان القيرواني. إن القديسين استقوا محبتهم للصليب من قلب يسوع الأقدس نفسه الذي أحب الصليب في حياته كلها ومات عليه شهيد حبه له ، ولذا لما ظهر لأمته القديسة مرغريتا مريم كان فوق قلبه صليب للاشارة الى شديد حبه له فإنه قد فضله على طيبات الدنيا ومسراتها ، كما شهد لنا بذلك القديس بولس الرسول فقال : (( ان المسيح قد أحبنا وتخلى عما عُرض عليه من هناء وتحمل الصليب مستخفاً بالعار )) ( عبر 12 : 2 ) . ومن أجل ذلك يجب علينا نحن تلاميذه ان نحب الصليب كما أحبه هو لأنه لا يليق برأس مكلل بالشوك ان تكون اعضاؤه في جنة ونعيم. وعلى هذا تقول لنا القديسة مرغريتا مريم : (( من اراد ان يحب اللله من دون ان يحب التألم ايضاً ضل في ارادته هذه فلا يملُك الحب الصادق الا في التألم. فلنحب اذن قلب معلمنا الصالح المحبوب بكل قوتنا ولنحب حباً له جميع صلباننا اليومية من حر وبرد وجوع وعطش وتعب ومرض وغير ذلك )) . خبر ترهبَ رجل من ذوي الحسب والنسب في أحد أديرة القديس فرنسيس. ولما لم يجد في الرهبانية تلك الملذات والرفاهية التي تركها ، عزم على الرجوع الى العالم . فاشتدت فيه المحنة حتى انه لم يوقفه شيء عن اجراء عزمه. ولكن عند مفارقته الدير رأى صليباً ، فجثا أمامه ملتمساً مراحم فادي البشر. فيا لعظم رأفة قلب يسوع ويا لغزارة جودته الألهية ، فإن ذلك الرجل لم يكن قد انتهى من الصلاة ، اختطفَ من ساعته وظهر له السيد المسيح ووالدته الطوباوية وسألاه عن سبب خروجه من الدير. فأجاب : أنه إذ كان معتاداً عيشة رفاهية ، لا يمكنه احتمال شدة قوانين الرهبانية. فعند ذلك أراه المخلص جرح جنبه وعزاهُ قائلا : هات يدك يا ابني وضعها في جنبي والطخها بدم جروحي فيسهل عليك ويلذ لك كل شيء تراه صعباً . فأطاع ذلك المبتديء أمر مولاهُ . ولما كانت تداهمهُ التجارب وتلم به الشدائد كان يتذكر آلام أبن الله الحبيب فتتحول حالاً الى عذوبة ولذة مقدسة. إكرام اذا قدم لك يسوع مخلصك صليباً في محنك واوجاعكَ فاقبله بسرور واحمله صابراً حباً ليسوع الذي مات على الصليب حباً لك. نافذة(تقال ثلاث مرات دائماً) سلام عليكَ ايها الصليب رجائي الوحيد. |
||||
08 - 06 - 2014, 09:30 AM | رقم المشاركة : ( 4509 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تأمل في العمل حسب ارادة الله من أحب الله أحب ارادته المقدسة ايضاً وخضع لها في كل أمر وان شقَ عليه هذا الأمر وصعب ، لأن ارادة الله هي قداستنا ( 1 تسا 4 : 3 ) . أما ارادتنا فتطلب دائماً ما يخالف القداسة ويناقضها ويرضي الجسد وأهواءه. فالعمل اذن بأرادتنا ضلال يبعدنا عن القداسة ويقودنا الى الهلاك الأبدي ، أما العمل بإرادة الله في كل حين فيرشدنا الى كل بر وصلاح وقداسة . وهذا ما أراد ربنا يسوع ان يعلمنا ويُفهمنا اياه بخضوعه هو أولاً لإرادة أبيه السماوي في كل أمر وفي كل حين حتى موته على الصليب. تخلف يسوع ذات يوم عن أبويه في هيكل أورشليم ، ولما عاتباهُ عن تغيبه هذا عنهما وقد عذب نفسهما قال لهما : (( ألم تعلما انه ينبغي ان أكون في ما لأبي ، ثم نزل معهما وكان يخضع لهما )) ( لو 2 : 49 – 50 ) ، وواصل خضوعه هذا في حياته كلها فلم يفعل شيئاً بمجرد ارادته بل كان طائعاً لإرادة أبيه السماوي ، كما صرح لنا بذلك مراراً عديدة فقال : (( طعامي أنا أن اعمل مشيئة من أرسلني وأتم عمله )) ( يو 4 : 43 ) ، واني نزلت من السماء ليس لأعمل بمشيئتي بل بمشيئة من أرسلني ( يو 6 : 38 ) ، وفي بستان الزيتون لما فرغ من ذكر الموت ومن العذابات المعدة له أراد ان تعبر عنه هذه الكأس الشديدة المرارة ولكنه قدم ارادة أبيه على ارادته الذاتية فقال ثلاث مرات : (( يا ابتاه ان كان يستطاع فلتعبر عني هذه الكأس ولكن ليس كإرادتي بل كإرادتكَ )) ( متى 26 : 39 ) . فإن كان الرب يسوع قد أحبنا وبينَ لنا محبته هذه بطاعته الى الموت وجب علينا كذلك ان نبين لهُ محبتنا بخضوعنا لإرادته المقدسة وحفظنا وصاياهُ وشرائع كنيستهِ. فالطاعة لإرادة الله في جميع الأمور هي الدليل الأكيد على محبتنا له كما أكد لنا ذلك هو نفسه بقوله لنا : (( إن كنتم تحبوني فاحفظوا وصاياي . من كانت عنده وصاياي وحفظها فذاك هو الذي يحبني. من يحبني يحفظ كلمتي )) ( يو 14 : 15 و 21 ) . خبر جاء في حياة القديس مكاريوس المصري انه بعد ان صرف سنين كثيرة في الحياة النسكية حتى بلغ فيها الى درجة سامية من الكمال أهلته لقبول موهبة صنع العجائب . . فسمع ذات يوم صوتاً من السماء يقول لهُ : (( مكاريوس انك لم تصل بعد في كمالك الى فضيلة أمرأتين عائشتين معاً في المدينة المجاورة لك )) وإذ كان القديس يعد ذاته أحقر الكل وأنقص من الكل لم يتعجب من هذا الصوت السماوي ، لكنه أراد ان ينتفع منه ، فقام وطلب المرأتين ، ولما وجدهما سألهما عن كيفية حياتهما. فأجابتاهُ : ليس في حياتنا شيء خارق العادة ونحن عائشتان بمقتضى واجباتنا بلا تقصير. فلم يكتفِ الناسك القديس بهذا الجواب بل ألح عليهما بالسؤال طالباً منهما ان تفصلا له كلامهما و تشرحا له أعمالهما الصالحة الإعتيادية. فأجابتاهُ إذ ذاك قائلتين : اننا أمرأتان غريبتان لا قرابة بيننا غير اننا قد تزوجنا أخوين نسكن معهما في بيت واحد منذ خمس عشرة سنة ، وفي كل هذه المدة لم يوبخنا ضميرنا على مشاجرة بيننا او كلام غير لائق ، وقد طلبنا غالباً من رجلينا ان يأذنا لنا بالذهاب الى أحد الأديار ، فلم يجيبا الى طلبتنا ، فخضعنا إذ ذاك لإرادة الهنا ووعدناهُ بأن نقضي بقية أيام حياتنا في بيتنا هذا ونعيش فيهِ كأننا في دير من دون ان نبحث عن أمر من أمور العالم ، واننا بعونه تعالى قد حفظنا حتى الآن عهودنا للرب الهنا. فرجع الناسك القديس الى مسكنه مستفيداً ومباركاً الرب الذي لا يلتفت الى اختلاف الأحوال بين الناس بل يفيض نعمه وروحه على كل صنف منهم. إكرام انظر في جميع الحوادث ارادة الله وأخضع بطيبة نفس متيقناً ان الله لا يريد بجميع حوادث الزمان سوى خيرك وخلاص نفسك. نافذة(تقال ثلاث مرات دائماً) يا قلب يسوع ان تعزيتي في احزاني هي خضوعي لإرادتك المقدسة. |
||||
08 - 06 - 2014, 09:31 AM | رقم المشاركة : ( 4510 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تأمل في ان محبة قلب يسوع تحمل على التجرد من محبة الخلائق إن الأنسان خليقة ناقصة ولذلك يشعر بميل شديد الى ثانِ يكمله ويسد عوزهُ. وهذا الثاني نظنهُ في جهلنا احدى الخلائق او أحد خيرات الدنيا فنتعلق به كل التعلق بالخليقة او بأحدى خيرات الأرض أمسى بالخطيئة الأصلية وبالاً على الأنسان لأنه يبعدهُ عن الله ويحرمهُ الخيرات الأبدية لأن النفس البشرية مخلوقة على صورة الله ومثاله فلا يستطيع ان يكملها ويسد عوزها غير الله وحدهُ. ولذا سمعنا ربنا يسوع يقول لنا في أنجيله الطاهر : (( لا تظنوا اني جئت لألقي سلاما على الأرض ، ما جئتُ لألقي سلاماً لكن سيفاً ، فأني أتيتُ لأفرق الأنسان من الخليقة )). ( متى 10 : 34 ) . على ان الله يريد قلبنا كله او لا شيء من ، ولا يكون قلبنا كله لله اذا تعلق ولو تعلقاً خفيفاً بأحدى الخلائق . فلم يتعلق أحد بخليقة إلا ضلّ وشقى ، ولذا كان جميع القديسين مجردين كل التجرد من الخليقة ليملأ الله وحده قلوبهم وهذا هتافهم : (( من لي في السماء وماذا أردت سواك على الأرض انت اله قلبي ونصيبي الى الدهر )) ( مز 72 : 25 – 26 ) . وكان القديس بولس الرسول يعد جميع الخلائق نفاية ليربح المسيح ( فيلبي 3 : 8 ) . فلا يمكننا بدون هذا التجرد ان نحب حقاً قلب يسوع الأقدس ونكون متعبدين مخلصين لهُ. ولذا كانت القديسة مرغريتا مريم تحث كثيراً تلميذاتها على التجرد من الخلائق بقولها لهنّ : (( ان قلب يسوع لا يسر بقلب منقسم فأنه يطلب قلبكم كله او لا شيء منه ، فاذا لا تنزعوا منه حب الخلائق حرمكم هو محبته وترككم على شأنكم )) وقالت ايضاً : (( ان ما يضعف نعمة الحب الألهي في قلبنا هو تعلقنا الشديد بالخليقة وتسلياتها ، فينبغي لنا اذن ان نموت عن كل ذلك لكي يملك علينا الحب الطاهر )). فلنقلع اذن من قلبنا كل تعلق منحرف بالخليقة ليملك عليه قلب يسوع وحده ويجعله نعيمه. إن نفسنا أرفع من ان تكون مقيدة بمحبة خليقة حقيرة فانية وهي مختارة لتكون عرش الله. خبر كان القديس فرنسيس دي بورجيا في اول امره احد أشراف مملكة أسبانيا ، وكان لهذا الأمير امرأة تدعى ايزابيل ، فاقت نساء عصرها بحسنها وجمالها ، فتعلق بها قلب فرنسيس تعلقاً شديداً بهذه الخليقة وأحب جمالها حباً أشغل جميع أفكاره وعواطفه . فأراد الله في جزيل رحمته ان يُظهر لفرنسيس بُطلان هذا الجمال المخلوق ليستولي هو وحده على قلبه عوض هذه الخليقة ويرشدهُ الى محبة الجمال الأزلي غير المخلوق ، ، فأنتظر لهذا التغيير موت ايزابيل الملكة . فأراد فرنسيس ان يرافق الجثة الى قبر الملوك في غرناطة ، ولما بلغ النعش مقرهُ وأزيح عنه لتحقيق الجثة وجدها فرنسيس في غاية السماجة والقباحة فضلاً عن نتانتها الكريهة ، فأنتبه إذ ذاك من سباته وعرف بطلان الجمال الأرضي وندم غاية الندم على ترك قلبه يتعلق بخليقة حقيرة لا تولي محبتها سلاماً وراحة. ثم عزم عزماً مكيناً على هجران الدنيا وتخصيص قلبه بمحبة يسوع لا غير وبهذه المحبة أضحى قديساً جليلاً وظفر بالسعادة الدائمة. إكرام اذا أغوتكَ خليقة بجمالها الفاني والباطل اجتنب معاشرتها ومكالمتها لئلا تستولي على قلبك فتحرمك محبة قلب يسوع الغالية. نافذة(تقال ثلاث مرات دائماً) يا قلب يسوع الأقدس لا تدعني أحب أحداً سواك. |
||||