616 - هل تشعر احيانا ً ان الله بعيد ؟ هل تتصوره يجلس على عرشه المجيد في السماء ؟ هو فعلا ً يجلس على عرشه العظيم المجيد في السماء ، لكن السماء بعيدة عن الارض . أحيانا ً ونحن في ضيق او تعب او مأزق او احتياج نرفع رؤوسنا الى السماء ، ونرى السماء عالية ، بعيدة ً جدا ً ، تفصلنا عنها ملايين الاميال ، والله القادر في السماء في المجد والقوة ، ونحن عاجزون في الارض في الضيق والالم . ونصرخ كما صرخ داود النبي في المزمور العاشر : " يَا رَبُّ ، لِمَاذَا تَقِفُ بَعِيدًا ؟ " والوقوف عدم حركة ، والبعد هجر ٌ وترك ٌ وعدم مبالاة . هل تشعر بذلك احيانا ً ؟ نعم نشعر بذلك حين يلم بنا ضيق ٌ أو شدة أو مرض . نتصوره يتفرج علينا ، لا يتدخل ، بعيـــــد . قال احدهم :
هاجمني هذا الاحساس وانا في غرفة العمليات أجري جراحة ، وقت قاس ٍ مكان ٌ موحش جدا ً . الاطباء حولي ملثمون ، وايديهم مختفية في القفازات . صامتون طبعا ً . الاطباء دائما ً صامتون أو هامسون ، همس ٌ اقسى من الصمت . تحركت أيديهم نحوي ، خفت ُ جدا ً ، شعرت ُ بالوحدة ، شعرت ُ بنفسي متروكة ، والله بعيــــــد ، ليس موجودا ً بالغرفة ، ووعيي يفارقني ، وأنا أغيب في اللاوعي بسبب العقاقير المنومة حتى لا اشعر بالالم ، لكنني اريد ان اشعر بالله قريب مني . طلبت ُ من الاطباء حولي أن يصلّوا معي ، يدعوا الله معي ليقترب مني . اندهشوا طبعا ً ، هذا ليس في برنامج عملهم ، لكنهم تجاوبوا معي ، وصليتُ بالحاح ٍ وأيمان ونمت تحت تأثير المخدر ، لم أرى شيئا ً ، لم أحس بشيء ٍ الا به ، الله ، رأيته قريبا ً ، احسست به بجواري ، وقتها استرحت وبعدها تعافيت لأن الله ، الهي قريب ، ليس بعيدا ً . السماء بعيدة عن الأرض ، لكن الله قريب ٌ مني .