31 - 05 - 2014, 02:58 PM | رقم المشاركة : ( 4411 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المطهر وحقيقة وجوده للأب/ يوسف رمزي [ عقيدة في الكنيسة نؤمن بها ] المقدمة: اطلعت أخيراً على كتاب " لماذا نرفض المطهر " لقداسة البابا شنودة الثالث بطريرك الأقباط الارثوذكس في مصر. اتهم فيه الكنيسة الكاثوليكية باختراع تعاليم شاذة منها "ما سمي بالمطهر وهو تعليم لا أساس له من الكتاب المقدس ولا من التقليد الكنسي ولا من كتابات القديسين وأوامر المجامع". وإني لأغتنم هذه الفرصة لأبين لأخواتنا الارثوذكس أن الفرق بينهم وبين الكنيسة الكاثوليكية الجامعة- فيما يتعلق بالمطهر- لا يتعدى أن يكون لفظياً. فهم يسلمون به عملاً وعقيدة وإن لم يعترفوا به لفظاً. + لقد شغلت هذه العقيدة أذهان العديد من المسيحين لدرجة أنها أصبحت نقطة اختلاف بينهم وللأسف نحن في الشرق نرفض أي عقيدة كاثوليكية لمجرد أنها نابعة أو أعلنها الغربيون دون أن نتقصى حقيقة إيماننا. ولذلك علينا أن نضع في الاعتبار إن هذه العقائد التي أُعلنت حديثاً ليست اختراعاً من اختراعات الكنيسة بل في الواقع هذه العقائد هي أساسات إيمانية نعيشها كل يوم في طقوسنا وعلاقاتنا بالله دون أن ندري وبمجرد إعلانها كعقيدة محددة تُقابل بالرفض. فتؤمن الكنيستان بمدى فائدة الصلاة لأجل نفوس الراقدين....ولكن عندما تعلنها الكنيسة الجامعة في صيغة عقائدية أو في لفظة المطهر ترفضها الكنيسة الارثوذكسية. + وانطلاقاً من عقيدة المطهر علينا أن نضع عدّة اعتبارات: 1-إن جوهر دعوتنا هو أن نشارك الله في حياته وملكوته. 2-إذا أردنا أن نعيش هذه الشركة يجب أن نكون كلنا محبة ولا توجد فينا خطيئة. 3-لا يستطيع أي منا أثناء ساعة موته أن يقول أنه قد وصل لكمال المحبة وبالتالي يستحق الملكوت مباشرة عدا العذراء مريم. 4-المطهر ضرورة تستوجبها دعوتنا كمسيحيين لكي نكون أهلاً للمشاركة التامة في ملكوت الله وحبه. لذا المطهر وهو هدية الله وسعيه الدائم لخلاص اولاده. & ما هو المطهر؟ هو ساعة الحقيقة التي فيها يقف الإنسان مع نفسه ليدرك عظم سمو محبة وقداسة الله وفظاعة وفساد الخطيئة التي إرتكبها ومن ثم يتألم الإنسان لأنه عاجز على أن يتحد بالمحبة وهذا الألم المُطهر هو ما نسميه " بالمطهر ". وفرح الألم يساعد الإنسان أن يقترب من الله فيصبح المطهر هو نار المحبة المطهرة التي تطهرنا لكي نصبح قادرين على الحب وبالتالي يدخل الإنسان في علاقة حب مع الله. & إن حقيقة وجود المطهر تشمل ثلاث حقائق وهي: 1-الدينونة الخاصة بعد الممات 2-وجوب صلاة الترحيم من أجل أنفس الأموات. 3-حقيقة وجود المطهر + والبرهان عن واحدة من هذه الحقائق الثلاثة يبرهن بلا شك عن الجميع. أولاً: حقيقة الدينونة الخاصة بعد الممات: إن حقيقة الدينونة الخاصة بعد الممات يكفينا شاهد الكنيسة باعتبار أنه يوجد بها قديسون وقديسات، إذن نحن نؤمن إن هؤلاء القديسون يتمتعون في ملكوت السوات بالهناء الدائم لأنهم قد وجدوا أبراراً وهذه البرارة لم تقرر إلا بعد دينونة خاصة، وإلا كيف دخلوا ملكوت السموات؟ لذا علينا نحن المؤمنون أن نرفض ونرذل البدعة التي تقول بأن جميع الأنفس في مكان مجهول ينتظرون الدينونة الأخيرة. ثانياً: الأدلة والبراهين لإثبات هذه الحقائق الثلاثة معتمدين على الكتاب المقدس، تعليم الآباء، التقليد الحي 1-الأدلة الكتابية على وجود المطهر: & قاعدة عامة:- إن مصير كل إنسان يتقرر بعد الموت مباشرة وهنا توجد ثلاث حالات:- الأولى:- ملكوت السموات للرسل والشهداء والقديسين. الثانية:- نار جهنم المعدّة لإبليس وجنوده والذين تبعوه( خطايا مميته). الثالثة:- من عليهم خطايا غير مميتة وهفوات. وهنا علينا أن نفرق بين الخطيئة المميتة والعرضية: المميتة هي بمعرفة كاملة وإرادة حرة وبفرح ومسرة وتخطيط سابق. أما غير ذلك من النسيان والشهوة وخطايا الإهمال والهفوات ....فهي تسمى خطايا غير مميتة ومن عليهم مثل هذه الخطايا لهم مكان ثالث أو حالة ثالثة: يتطهرون فيها بألم نار المحبة ألم داخلي تبكيت يغسل الداخل ندم حقيقي بذلك يتطهرون ويستطعون الدخول في ملكوت الله مع الشهداء والقديسين. ونشير أن في الأبدية لا يوجد زمن لأننا خارج الزمن، ولا يوجد مكان بالمعنى المادي لاننا سنكون خارج المكان والزمان. 1- هناك نص في العهد القديم في سفر المكابين الثاني ( 12: 43- 46 ) كان يهوذا قائد الجيش.....وقد مات منهم عدد كبير لأجل الخطيئة...فماذا فعل.. "43 جمع من كل واحد تقدمة فبلغ المجموع ألفي درهم من الفضة فأرسلها إلى أورشليم ليقدم بها ذبيحة عن الخطيئة. وكان ذلك من أحسن الصنيع وأتقاه لاعتقاده قيامة الموتى 44 لأنه لو لم يكن مترجياً قيامة الذين سقطوا لكانت صلاته من أجل الموتى باطلاً وعبثاً. 45 ولاعتباره أن الذين رقدوا بالتقوى قد ادّخر لهم ثواب جميل. 46 وهو رأي مقدس تقوي ولهذا قدّم الكفارة عن الموتى ليُحلوا من الخطيئة ". ولعل هذا ما نسميه بصلاة الترحيم. 2-متى 12/ 32 " من قال كلمة على ابن البشر يُغفر له وأما من قال على الروح القدس فلا يُغفر له لا في هذا الدهر ولا في الآتي". ومعنى ذلك أنه توجد خطايا تغفر على الأرض بواسطة سر التوبة وهناك خطايا يمكن أن تغفر أو لا تغفر في الدهر الآتي(بعد الموت). 3-فيلبي 2/10 "لكي تجثوا باسم يسوع كل ركبة مما في السموات وعلى الأرض وتحت الأرض" أي الذين في السموات هم الشهداء والقديسين والملائكة وعلى الأرض المؤمنون وتحت الأرض هم فئة تعي وتعرف أنه يجب أن يجثوا لاسم يسوع كل ركبة هؤلاء هم من يتطهرون بنار المحبة. 4-1يوحنا 5/16-17 " إن رأي أحد أخاه يرتكب خطيئة ليست للموت فليسأل فإن الحياة تعطى له كما تعطى للذين يخطئون لا للموت، ومن الخطيئة ما هو للموت ولست من أجل هذه أمر أن يطلب كل أثم خطيئة ومن الخطيئة ما ليست للموت" يوضح علماء الكتاب المقدس إن الخطيئة التي هي للموت هي التجديف على الروح القدس والهرطقة... والخطيئة المميتة بوجه عام تقود إلى فقدان الحياة الأبدية تماماً. ولكن توجد خطيئة عرضية لا تؤدي إلى الموت الروحي التام وصاحبها مات دون أن يعترف بها، فهذا بالطبع لا يذهب إلى السماء لأنها موطن ومسكن القدوس الطاهر، ولا يدخل النار الأبدية موضع إبليس وجنوده.... زمن هنا كان لابد من وجود المطهر! 5-أمثال 24/16 " الصديق يسقط سبع مرات، ويقوم " أي أن الصديق البار يسقط في الهفوات دون أن يفقد الاتحاد القوي بالله هذا الاتحاد يجعله يبكت نفسه ويقوم مرة أخرى، وفي نفس الوقت لم يتصل ويتحد كاملاً بالله على الأرض. ومن ثم يجب عليه أن يمر بحالة بعد موته حالة الالم الروحي والنفسي ( حرمان من الاتحاد بالله) حتى يتطهر ويصبح أهلاً للملكوت وهذا هو المطهر. 7-بولس 1كورنثوس 3/ 13-16 " فإن عمل كل واحد سيكون بيناً لأن الرب سيظهره إذ يعلن بالنار وستمتحن النار عمل كل واحد ما هو، فمن بقى عمله الذي بناه فسينال أجره، ومن احترق عمله فسيخسر إلاّ أنه سيخلص ولكن كما يخلص من يمر في النار" إذن يوم الرب ليس هو فقط يوم الدينونة الأخيرة بل هو يوم ملاقاة الرب مباشرة بعد الممات في الدينونة الخاصة أما عن هذه الحقيقة ( راجع لوقا 16/19-22, لوقا 23/42-43, 2كور 5/1-10, فيلبي 1/23, عبرانيين 9/27.....). 2- أدلة من تعليم الآباء على وجود المطهر:- أ- ق يوحنا فم الذهب(386-407م) " إن الرسل أمروا بأن يجرى ذكر المتنيحين في تلاوة الأسرار الرهيبة لأنهم يعرفون خير معرفة أنهم ينتفعون بهذا الذكر نفعاً كبيراً" ( عظة عن رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي الأصحاح الأول ). & " لو مات أحد وعليه خطايا لم يكفرعنها ينبغي أن نسعفه على قدر ما يستطاع بالصلوات والتضرعات وبالصدقات والقرابين فإن هذه الأمور بأسرها ليست من باب المخيلة والوهم وليس الغرض من ذكر الموتى خلال الأسرار الإلهية ألاّ لكي ينالوا منها التعزية... زما نصنعه لا يعتبر معاذ الله بمثابة فصول مسرحية ولكن يتم بأمر الروح القدس فلنساعد إذت المتوفين"( شرح الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس،فائدة الصلاة للمتنيحين ? ميمر 41 ). ب- ق اغسطينوس (354-430م)" إن الكنيسة تحافظ بوجه العموم على ما تناولته بالتقليد وإن ُسئلتُ عما تناولته بالتقليد قلت: قد تسلمت أن تصنع ذكراً للذين تنيحوا"( عظته عن أقوال الرسل). & وأيضاً قال "الكنيسة لم تملْ في تقدمة الصلوات لجميع الذين توفوا في شركتها لكن بما أنها أم حنونة تقوم بسد احتياجات من ليس لهم أقرباء ولا أصدقاء يهتمون بأمرهم"( كتاب الاهتمام بالموتي). & وأيضاً قال " إنه لا ينبغي أن نشك في أن الصلاة التي ترفعها الكنيسة المقدسة والذبيحة الإلهية والصدقات، تسعف المنتقلين الذين تُقدم من أجلهم لكي يكثر لهم الرب رحمته غير ناظرين على ما استحقته خطاياهم". & وأيضاً قال" ينبغي لمن أجل عمل أثمار التوبة إلى العالم الأخر بأن يطهر بالنار قبل دخوله السماء، فهذه النار وإن لم تكن أبدية فهي مع ذلك شر عظيم جداً لأنها أقسى عذاباً مما يحتمله الإنسان من الأوجاع في هذا العالم فليجتهد إذن كل منا أن يفي عن إهاناته لئلا بعد وفاته يقاصص بمثل هذا القصاص"( من كتاب التوبة الحقيقية والتوبة الكاذبة). ج- العلاّمة ترتليانوس (160-220م)"إننا نقدم كل عام الذبائح عن الموتى يوم تذكار وفاتهم السنوي( إننا نقدم التقادم عن الموتى في اليوم المخصص لهم من السنة)" ( كتاب إكليل الجندية). & وأيضاً قال " إن كانت امرأة أرملة لا تهتم بتقدمة الذبيحة كل عام لراحة بعلها المتوفي يوم وفاته يجب أن تعد عارية من أثر الوداد والحنان لبعلها"(كتاب الإقتران بامرأة واحدة). د- ق ابيفانيوس( اسقف سلامين قبرص القرن الرابع الميلادي)" إن الكنيسة لم تخترع تلك العادة (ذكر الراقدين) الحميدة لا بل تسلمتها من قدمائها- إن الكنيسة تحافظ من باب اللزوم والوجوب على الطقس والعبادة اللذين أخذتهما من قدمائها"( كتاب رد على الهرطقات الكتاب الخامس عشر). هـ- ق كيرلس الأورشليمي (315-386م):" إننا نصلي أخيراً عن الذين توفوا من بيننا معتبرين أن نفوسهم تنال جزيل الإسعاف من ذبيحة مذابحنا الرهيبة ومن الصلوات المقترنة بها"(كتاب الموعوظين). & أيضاً قال"إننا نصلي لأجل جميع الذين كانوا منّا أحياء لأن في ذلك فائدة عظيمة لتلك النفوس التي تقدم الصلوات لأجلها خاصة الذبيحة الإلهية"( نفس المرجع السابق). و- كتاب الأعمال الرسولية (150 )" إننا نقدم التقادم عن الموتى في اليوم المخصص لهم من السنة". 4-أدلة من التقليد على وجود المطهر:- إن التقليد الحي هو المصدر الثاني بعد الكتاب المقدس للكنيسة. + في أغلب الطقوس المختلفة نجد تخصيص صلاة لأجل الموتي: & الليتورجيا اللاتينية[1 نوفمبر] في هذا اليوم من كل عام يقام القداس الإلهي خصيصاً لأجل الموتى، ويذكر الكاهن قداسه قائلاً:"أذكر يا رب أخوتنا الذين رقدوا على رجاء القيامة وجميع المتوفين في رحمتك، اجعلهم يتعمون بنور وجهك البهي". & الليتورجيا اليونانية( القسطنطنية)، الروم الكاثوليك والارثوذكس، جاء ما يلي في القداس الإلهي" افتقدنا يا الله وأذكر جميع الراقدين على رجاء القيامة والحياة الأبدية". & الليتورجيا القبطية، كاثوليك وارثوذكس، جاء في صلاة الترحيم بعد مجمع القديسين ما ياي:"أولئك يا رب الذين أخذت نفوسهم نيّحهم في فردوس النعيم في كورة الأحياء إلى الأبد.. ". + الاستنتاج: إن كل هذه الكنائس تتفق في أهمية الصلاة على الموتي والمنتقلين الذين يقضون حالة النقاء والتطهير استعداداً للدخول في ملكوت الله وفي هذه الحالة يمر هؤلاء بحالة تطهير تسمى "المطهر". وألاّ طُرح علينا تساؤل يفرض نفسه " لماذا نصلي لأجل الموتي؟". 4- كل ما ذكرناه لا يناقض إيمان الكنيسة القبطية المصرية، وإليكم البراهين لإثبات ذلك: & جاء في كتاب النقاب ص 70 ما يلي" الكنيسة لوثوقها بمراحم عريسها وختنها الوحيد الذي أظهر مزيد حبه بسفك دمه وبحسب ما تسلمت من الرسل تقدم عن نفوس المنتقلين تلك الذبيحة الإلهية كي تساعدهم وتعزيهم كما شهد بذلك الآباء". & جاء في كتاب الخولاجي المقدس، في قداس القديس باسيليوس بعد التقدمة" أذكر يا رب عبدك فلان ومُر له بموضع النياح والراحة والبرودة في مساكن القديسين في حضن آبائنا القديسين ابراهيم واسحق ويعقوب في فردوس النعيم". & وأيضاً جاء في المرجع السابق ( اوشية الراقدين)" تفضل يا رب ونيح نفوسهم أجمعين في حضن آبائنا القديسين إبراهيم واسحق ويعقوب علهم في موضع الخضرة على ماء الراحة في فردوس النعيم، الموضع الذي هرب منه الحزن والكآبة والتنهد في نور قديسيك". & جاء في كتاب السجدة ما يلي: فى ختام زمن المقدس يقدم الكاهن بخوراً عن نفس الموتى قائلاً : نياحاً وبرودة لأنفس عبيدك الذين رقدوا في الأمانة المسيحية المستقيمة منذ البدء إلى ألان يا رب نيحهم أجمعين في حضن إبائنا القديسين إبراهيم واسحق ويعقوب ... ولتكن نفوسهم في مظال النور اجعلهم مستحقين للغفران والسلامة. & وأيضاً جاء في كتاب الجنانيز ما يلي: جناز البطاركة, المرد: رءوف هو مخلصي على هذه النفس التي خرجت من هذه الحياة ويغفر لها خطاياها, اجعلها تتكئ في أحضان آبائنا الأولين إبراهيم واسحق ويعقوب في فردوس النعيم في كورة الأحياء . & نفس المرجع السابق جاء في نهاية الجناز ما يلي:هذه النفس التي اجتمعنا بسببها يا رب نيحها في ملكوت السماوات, افتح لها يا رب أبواب السماء واقبلها إليك كعظيم رحمتك افتح لها يا رب باب البر لكي تدخل وتتنعم هناك, افتح لها يا رب باب الفردوس كما فتحته لذاك اللص, افتح لها يا رب باب الملكوت لتشارك جميع القديسين ... اغفر لها خطاياها التي سبقت فصنعتها بغير معرفة وبمعرفة ... & نفس المرجع السابق في جناز الرجال الكبار: وان كان صنع شيئاً من الخطايا مثل البشر اغفر له وسامحه وليعبر كافة أماكن قصاصه لأنك لم تخلق الإنسان للفساد بل للحياة نيحه في ذلك الموضع. & أرسل أمامه ملاك الرحمة, ملاك البر, ملاك السلامة ليقدموه إليك بغير خوف. كافة غلطات لسانه وجميع آثامه اغفرها له ليهرب البوابون المتكلمون عنه بالخوف لتبطل مشورة المقاوم ليزيل حنق التنين, لتسد أفواه الأسود وتتفرق الأرواح الشريرة أتطفئ نار جهنم وليهدي الدود الذي لا ينام ولتضئ الظلمة المدلهمة ولتمشي أمامه ملائكة النور وليفتح له باب البر وليكن مشاركاً لمصاف السمائيين, ادخله في فردوس الفرح وأطعمه من شجرة الحياة. & نفس المرجع السابق في جناز النساء الكبار: نسألك يا محب البشر المتحنن كل حين ارحمها ونيحها وسامحها واغفر كثرة خطاياها وامحها لأنك لم تخلق الإنسان للشرور لكن للخيرات وهي ألان قائمة أمام منبر مسيحك فليكن لها نياحاً وبرودة وراحة وفرحاً. & في تذكار الموتى: ليكن وقوفه مستقيماً لديك وبصلاحك المملوء رحمة مُر له بموضع راحة وبرودة ونياح في المساكن التي لقديسيك إلى قيامة الصديقين ومجازاة كل العالم بمشيئتك وإعلان ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح". & جاء أيضاً في كتاب نزهة النفوس الباب السادس ما يلي:" أما نفوس المؤمنين التائبين بالاعتراف والصلاة التقي فإذا خرجت من الجسد فليس لسلاطين الظلمة لهم عليها حساب وإن الملاك يمضي بها إلى بحر النار تعدي فيها لحظة واحدة وتصعد لأجل طهرها وهذا البحر يسمى المطهر الذي يطهر النفس من أوساخها". & وأيضاً في نفس المرجع ص 192 :" رأى القديس انطونيوس الشيطان شيخاً طويلاً مقدار شيخ له ستين سنة على بحيرة النار التي تخوضها ساير الأنفس قبل أن تصل إلى الحاكم العادل أي جميع القديسين والخطاة المنافقين". & وأيضاً جاء في كتاب نياحة القديس يوسف ما يلي، وهو كتب بالقبطي البحيري والصعيدي وفيه يخاطب المسيح بهذا:"وإذا خرجت نفسه من جسده وفارق هذا العالم أنا أمزق صك خطاياه لئلا يناله تعب من شدائد الموت وبحر النار الموضوع أمام أبي المطّهر لكل نفس". + لا شك في أن إيمان الكنيسة القبطية واضح جداً من جهة الدينونة الخاصة والصلاة على الأموات والمطهر وهذا ما يفسر لنا عادة التمسك بالجنانيز والبخور على أنفس الأموات....لا سيما في ليلة الأعياد الكبيرة. إن الكنيسة تشارك دائماً أمواتها في جميع أفراحها وتتمنى لها الخلاص والسعادة في دار الخلود. الخاتمة: من كل هذه الشهادات، الكتاب المقدسة، تعاليم الآباء، التقليد الكنسي، نسطيع القول بأن المطهر عقيدة إيمانية تلزم المسيحيين الإيمان بها. أربعة ملاحظات هامة: 1-جميع الحقائق الإيمانية الفائقة الطبيعة" التجسد والثالوث..."لا يمكن إخضاعها تحت البرهان العلمي ومقاييس الزمان والمكان. 2-الألم الذي نعاني منه نتيجة تغلغل الخطيئة والصراع معها هو ألم مُطهر لذلك يمكن أن نقول أن المطهر يبدأ من على الأرض وسوف يكتمل بعد الموت حتى يوفي العدل الإلهي. 3-المطهر نتيجة حب الله العظيم لنا.. فهو ألم إختياري يدفعني إليه حب الله لي ورغبتي في الاتحاد به. 4-الله خارج حدود الزمان والمكان.. ومن ثم لا يمكن في كلامنا عن المطهر أن ندرج زمان ومكان التطهير. 5-كل ما يمكن أن يقال في النهاية هو أن عادة الصلاة لأجل الموتى ولّدت عقيدة المطهر |
||||
31 - 05 - 2014, 02:59 PM | رقم المشاركة : ( 4412 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الأخت فوستين تزور المطهر
الأخت فوستين تزور المطهر "... في المساء التالي رأيت ملاكي الحارس الذي أمرني أن أتبعه. وصلت بعد حين إلى مكان غماميّ مليىء بالنار يتعذّب فيه جمع غفير من النفوس المتألّمة. قُدّمت الصلاة على نيّتهم الخاصة ولكن دون فائدة. نحن فقط نستطيع أن نمدّ لهم العون. النار التي كانت تلتهمهم لم تصلْ اليّ ابدًا. لم يغادرني ملاكي الحارس لحظة. وسألت تلك النفوس ما هو عذابها الأكبر؟ أجابتني كلّها بصوت واحد: "إنّ عذابها الأكبر هو توقها إلى الله". رأيت سيّدتنا تزور نفوس المطهر، تدعوها النفوس "نجمة البحر". حملت العذراء إليها المرطّبات. أردت أن أطيل الحديث معها ولكن أمرني ملاكي الحارس بالمغادرة. خرجنا من سجن العذاب هذا، سمعت صوتاً في داخلي يقول "لا تريد رحمتي هذا، لكن هذا ما توجبه العدالة". ومنذ ذاك الوقت صرت اكثر اتّحادًا بالنفوس المعذّبة". عقاب الملائكة "... لما كنت أتأمّل في خطيئة الملائكة وعقابهم الفوري سألت يسوع: "لماذا عوُقب الملائكة فور خطئوا" فسمعت هذا الصوت: "بسبب معرفتهم العميقة بالله. لا أحد على الأرض، حتّى ولا أكبر قدّيس، يعرف الله كما عرفه الملائكة". غير أنّك قد أظهرت لي رحمتك يا الله، مع كلّ حقارتي مرّة تلوَ الأخرى. ﺇنّك تحملني في حضن رحمتك وتسامحني في كلّ مرّة أطلب منك السماح بقلب منسحق". من كتاب :سر الرحمة الالهية - صلوات للرحمة الالهية |
||||
31 - 05 - 2014, 03:00 PM | رقم المشاركة : ( 4413 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الأنفس المطهرية * الكنيسة الجامعة: تنقسم الكنيسة الجامعة إلى ثلاثة أقسام: هناك الكنيسة المجاهدة وتمثل البشرية الحية المؤمنة والتي ما تزال تكافح يوميا في النفس والجسد وفي مختلف قارّات الأرض لعمل مشيئة الله. وهناك الكنيسة المنتصرة وتمثل الأنفس التي رقدت بسلام الرب, والمحررين من كل عداء وانقسام, يتنعمون إلى الأبد في السماء باتحادهم مع يسوع المسيح وحبه ونعمه, ويشاهدون المجد الأبدي لله وأبنائه المخلصين. وهناك أيضا الكنيسة المتألمة التي توفي أبناؤها وهم في حالة النعمة, ولكن قبل أن يكفـّروا عن كامل ذنوبهم التي اقترفوها على الأرض. هؤلاء الأنفس التي تتألم في المطهر لتتطهر مما كان عالقا بها من أوساخ الخطيئة عند انتقالها من هذا العالم, لتصبح نقية بلا شائبة, كي تتمكن من الإنتقال للأمجاد السماوية, والإتحاد مع خالقها. إن الروابط الوثيقة التي تجمعنا مع القديسين في السماء من جهة, ومع الأنفس المطهرية المعذبة من جهة أخرى, تفرض علينا واجبين: مع المختارين, الذين نفرح بدخولهم إلى نعيم الآخرة ونتضرع إليهم لكي يحمونا ويساعدونا على العيش حياة مسيحية حقيقية من جهة, ومع الأنفس المطهرية من جهة أخرى, لنعطيهم الراحة بصلواتنا وتقشفاتنا وحسناتنا, وخاصة بالذبيحة الإلهية. يحبّ القديسون عمل الرحمة هذا. فبكمال حبهم, يفرحون للراقدين المؤمنين الذين ينتقلون من عذابات المطهر التي استحقوها من جرّاء سيرة حياتهم الأرضية ليشاركوا أبناء الله في الحياة السماوية الخالدة. * رؤيةالمطهر: يتح الله لبعض النفوس, من جراء حكمته ورحمته, لزيارة النفوس المتألمة في المطهر. وتؤكد لنا كتابات قديسين لا حصر لهم عقيدة وجود المطهر التي تعترف وتقرُّ بها الكنيسة. ونذكر هنا ما حدثتنا به القديسة فوستين ( ١٩۰٥ ? ١٩٣٨ ) في كتابها الرحمة الإلهية عن رؤيتها للمطهر, حيث كتبت : في المساء, رأيت ملاكي الحارس الذي أمرني أن أتبعه. فوصلت بعد حين إلى مكان مغمّ مليء بالنار يتعذب فيه جمع غفير من النفوس المتألمة. يقوم البعض منهم بتقديم صلوات على نيّاتهم الخاصة ولكن دون فائدة. نحن فقط نستطيع أن نمدّ لهم العون. النار التي كانت تلتهمهم لم تصل إليَّ أبدا. أما ملاكي الحارس, فلم يغادرني لحظة. وسألت النفوس عن عذابها الأكبر, فأجابت بصوت واحد: إنَّ العذاب الأكبر هو توقها لله. رأيت القديسة مريم العذراء في زيارة للمطهر, وهي تلطف من عذابات النفوس المتألمة, حيث تدعوها هذه النفوس نجمة البحر. وهنا سمعت صوتا في داخلي ) المسيح ( يقول: لا تريد رحمتي هذا العذاب, لكن هذا ما توجبه العدالة الإلهية. ومنذ ذلك الوقت صرت أكثر اتحادا بالنفوس المعذبة. وبعد خروجي من سجن العذاب هذا, وفي وقت لاحق, تأملتُ في خطيئة الملائكة وعقابهم الفوري. فسألت يسوع: لماذا عوقب الملائكة, فور ما خطئوا, في نار جهنم الأبدية؟ فسمعت هذا الصوت: بسبب معرفتهم العميقة بالله. لا أحد على الأرض, ولا حتى أكبر قديس, يعرف الله كما عرفه الملائكة. غير أنك أظهرت لي رحمتك يا الله, مع كل حقارتي, مرة تلو الأخرى. إنك تحملني في حضن رحمتك وتسامحني كلما أطلب منك المغفرة بقلب منسحق. ثم تُكْمِل القديسة فوستين: جاء إليَّ الرب اليوم وقال لي: ساعديني يا ابنتي على خلاص النفوس. ستذهبين إلى قرب أحد المنازعين وستباشرين بتلاوة مسبحة الرحمة الإلهية, فتنالين له الثقة برحمتي, فهو الآن على حافة اليأس. رأيت نفسي فجأة في فندق غريب, حيث كان ينازع رجل في غمرة آلام مرهقة. تجمّع حول سريره مع أفراد عائلته, جماعة من الشياطين. ولمّا بدأت بتلاوة المسبحة, هربت أرواح الظلمة, موجِّهة إليَّ الصفير والتهديدات. اطمأنّ الرجل ووثق برحمة الله ورقد بالرب بسلام. * كيفيمكننامساعدةالأنفسالمطهرية -١ أولاً بتقديم ذبيحة القداس التي لا يمكن لأي شيء الحلول مكانها. -٢ بالعذابات التكفيرية: أيُّ عذاب جسديّ أو معنويّ يقدّم للأنفس يخفف من آلامها. -٣ صلاة الوردية, وصلاة مسبحة الرحمة الإلهية, هي الوسيلة الأكثر فعَّالية, بعد ذبيحة القداس لمساعدة الأنفس المتألمة. كل يوم ينال عددٌ كبير من الأنفس الخلاص بفضل هذه الصلوات, التي من دونها كانت لتتعذب سنوات أطول. -٤ ممارسة درب الصليب, في زمن الصوم أو غيره من أزمنة السنة الليتورجية, له فائدة كبيرة للأنفس المطهرية. فهي تقلل من عذاباتها الملتهبة, وتفتح أبواب السماوات والمجد الأبدي لنفوس أخرى. -٥ تقول الأرواح إنّ للمراحم قيمة لا تُقدَّر. إنها تخصيص للرضى الذي يقدمه يسوع المسيح إلى الله أبيه. من ينال, خلال حياته الأرضية, الكثير من المراحم للراقدين, سوف ينال هو أيضا الكثير عند ساعة مماته: نعمة نيل الغفران الكامل الذي يُمنح لكل مسيحيّ عند الممات. إذ إنه من القساوة ألا تستفيد النفوس المطهرية من كنوز الكنيسة وممارساتنا التقوية على نيَّتها. -٦ وكذلك الصلوات المخصصة لراحة الأنفس المتألمة والتساعيات والطلبات لها من الأهمية بمكان, وتحتل الصدارة في علاقتنا مع الكنيسة المتألمة. -٧ التصدّق على الفقراء والمحتاجين, وأعمال البرّ, وخاصة الهبات للإرساليات التي تعمل على نشر نور الخلاص بين الأمم, تساعد الأنفس المطهرية. -٨ إضاءة الشموع على نيتها لا تذهب هباء. أولا, لأنّ هذا العمل هو نظرة إهتمام وعربون محبة تجاهها, وثانيا, لأنّ الشموع مباركة وتُضيء الظلمات التي توجد فيها الأنفس. -٩ كما أن رشَّ المياه المباركة يخفف آلام الموتى. في يوم من الأيام رشت إحدى المؤمنات التقيات مياها مباركة للأنفس, فسمعت صوتا يقول لها: المزيد! إنَّ هذه الوسائل لا تساعد الأنفس بالدرجة ذاتها. فإذا كان القداس لا يعني الكثير لشخص ما, خلال حياته, فالقدّاس لا يساعده كثيرا وهو في المطهر. وإذا كان شخص ما قاسيا خلال حياته, ينال القليل من المساعدة. والذي كان في حياته يشنع في الكلام ويقذف به للأذى, يكفِّر عن ذنوبه بشكل قاسٍ أيضاً. أمّا من كان قلبه طيبا. فينال مساعدة أكبر. * مريمالعذراءوالأنفسالمطهرية إنّ القديسة مريم العذراء هي أمّ الرحمة بالنسبة إلى الأنفس المطهرية. عندما يدوّي اسمها في المطهر, تعتري الأنفس سعادة كبرى. قالت نفس مطهرية يوم عيد انتقال العذراء إلى السماء: إنّ مريم طلبت يوم رقادها وانتقالها إلى الأمجاد السماوية في أنْ تُخَلَّصَ جميع الأنفس التي كانت في المطهر, وأنّ يسوع حقَّقَ طلب والدته. رافقت هذه الأنفس مريم إلى السماء في يوم الإنتقال, وفي ذلك اليوم, تُوِّجت مريم أمّ الرحمة وأمّ النعمة الإلهية. في المطهر, توزِّع القديسة مريم النعم حسب مشيئة الله, وغالبا ما تزور أبناءها المتألمين في المطهر لتخفف من عذاباتهم. |
||||
31 - 05 - 2014, 03:02 PM | رقم المشاركة : ( 4414 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الروم الأرثوذكس والمطهر
المطهر عقيدة كاثوليكية. أول ظهورها كان في النصف الثاني من القرن الثاني عشر. قبل ذلك، وفقاً للمؤرِّخ الكاثوليكي جاك غوف، لم يكن لها وجود. محاولة نسبتها إلى الكتاب المقدّس وإلى الآباء القدماء أمثال القدّيس أمبروسيوس والقدّيس أوغسطينوس والقدّيس غريغوريوس الكبير حجّتها ضعيفة بالنظر إلى لَبْس الكلام لدى هؤلاء في الموضوع الذي تطرحه. هذا وفق العديد من المؤرّخين الكاثوليك أمثال أ. ميشال و إ. غونغار و ج. غوف. غونغار، في هذا الشأن، يدعو الكاثوليك إلى مراجعة مواقفهم في شأن ما هو غير أصيل وغير عميق في تقليدهم. ما خلاصة عقيدة المطهر؟ بالموت تتعرّض النفس لدينونة خاصة. نفوس الصالحين الذين لم تلوّثهم الخطيئة، بعد المعمودية، تحلُّ في السماء، فيما نفوس الذين لم يعتمدوا ولا زالوا يحملون الخطيئة الأصلية، أو الذين ارتكبوا خطايا مميتة، تنحدر إلى الجحيم (Enfer). أما الذين ليسوا بصالحين تماماً ولا بأشرار بمعنى الكلمة وخطاياهم طفيفة (veniels)، فهؤلاء إن لم يَحظوا، قبل موتهم، بالحلّ من خطاياهم أو سومحوا ولم يكن لهم متّسع من الوقت للتوبة إرضاءً للعدالة الإلهيّة، بمعنى مكابدة الجزاء التكفيري اللازم لله عن خطاياهم، فهؤلاء يُجعَلون في موضع مميَّز عن السماء والجحيم يُعرف بـ "المطهر". في هذا الموضع يطهرون من هذه الخطايا ويتنقّون بجزاء النار. هذه النار المطهِّرة، التي هي مصدرُ عقاب تنقوي وتكفيري في آن، هي مؤقّتة، تزول بحلول الدينونة الأخيرة، كما هي مادية. هذه النفوس يجري التخفيف من وطأة عذاباتها بصلوات الأحياء وذبيحة القدّاس الإلهي، وكذلك بمشيئة البابا الذي يهب سماحاً يُصفح، بنتيجته، كلياً وفورياً، عن راقد أو فئة من الراقدين. هذا والصلوات وذبيحة القدّاس الإلهي لا تنفع الأبرار الذين هم في السماء ولا المدانين في الجحيم، لأنّ هؤلاء وأولئك بلغوا، في النفس، ملء الحالة التي سوف تكون نصيبهم بعد الدينونة الأخيرة. فالأبرار حظوا بالغبطة في رؤية الجوهر الإلهي فيما يعاقَب المدانون بالنار الجحيمية الأبدية. الفرق بين حالة هؤلاء قبل الدينونة الأخيرة وبعدها أنّهم بعد الدينونة الأخيرة يكابدون ما هم فيه في أجسادهم. أما الذين يكونون في المطهر، فإنّ تنقيتهم بالقصاص الذي يقضونه يكون قد اكتمل فينضمّون إلى الأبرار. بالنسبة للروم الأرثوذكس لا عقيدة رسمية بشأن ما بعد الموت. فقط أراء آبائية ورؤى فيها الكثير من التلاقي على شيء من التباين. ما بالإمكان تأكيده أنّ "المطهر" لا وجود له ولا هو مقبول عندهم. ما بإمكاننا أن نستخلص من الآراء الأرثوذكسية يُختصر بالتالي: بعد الوفاة هناك مكانان تذهب إليهما نفوس الراقدين، قبل الدينونة الأخيرة: الفردوس والهاوية (Hadès). نفوس الأبرار تستقرّ في الفردوس ونفوس الخطأة في الهاوية. كلا الحالين جزئي ومؤقت قياساً بالحال في الدينونة الأخيرة. أما الأبرار فيكونون في غبطة غير مكتملة وأما الخطأة ففي عقاب غير مكتمل. ملء هذا وذاك يُبلَغ إليه أبدياً في الدينونة الأخيرة. لا في الكتاب المقدّس ولا عند الآباء مكان ثالث بين الاثنين. أما نفوس المدانين بخطايا طفيفة، وهو ما يدعوه اللاتين بالأجنبية (veniels)، فإن تابوا عنها قبل موتهم وسومحوا فإنّ خطاياهم تُبيَّض بدم الحمل ولا حاجة لا لتنقيتهم بعد الموت ولا لمعاقبتهم. ينضمّون إلى نفوس الأبرار في الفردوس. في الفردوس، وهو غير ملكوت السموات، هناك منازل عديدة يستقر فيها الأبرار على درجات متباينة. ينعمون بالحرية والراحة ويكونون بجوار الله ويعاينونه بمقدار نقاوتهم. أما نفوس الذين ارتكبوا خطايا طفيفة ولمّا يتوبوا عنها ولا سومحوا فإنّهم ينضمّون إلى كبار الخطأة في الهاوية. ولكن في الهاوية، أيضاً، منازل عديدة. نفوس الخطأة الكبار غير التائبين تستقرّ في الدرجات الدنيا من الهاوية، أما نفوس الذين ارتكبوا خطايا صغيرة فيكونون في درجات عليا. تتمثّل معاناة النفوس في الهاوية في الانحباس في مواضع خربة حزينة حيث يكابدون خوف الحكم والحال الآتية عليهم وكذا عذاب الضمير. غير أنّ النفوس الخاطئة تعاني هذه العذابات بدرجات مختلفة باعتبار الخطايا التي ارتكبتها والتي لم تُسامَح عنها. هذه العذابات ليست، بحال، عذابات قصاصية أو بقصد إرضاء العدالة الإلهية. هذا مفهوم غريب عن التراث الأرثوذكسي. كذلك ليست هذه العذابات تطهيرية بحال. هنا لا بد أن نأخذ في الاعتبار الطابع المجازي للتعابير المستعملة كالنار والدود وصرير الأسنان وما سوى ذلك. فأما النار فهي القوة الإلهية غير المخلوقة التي تتمثّل كعذاب للمحرومين منها بسبب حال الخطيئة التي هم فيها. غير أنّ القوة الإلهية عينها تُدرَك كنور ومصدر للفرح للأبرار في الفردوس. أما الجوهر الإلهي فلا يُرى. هذا ولا طاقة للراقدين، من بعد، على تحقيق خلاصهم ولا سبيل لديهم إلى التوبة. غير أنّ صلوات الأحياء والذبيحة الإلهية في القدّاس الإلهي والحسنات تنفعهم. هذه متى قُدِّمت تنفع جميع الراقدين بلا استثناء. أما الخطأة الذين عانوا خطايا جسيمة فإنّ ما تقدمه الكنيسة لهم يزوّدهم، من الله، بنعمة تخفِّف عنهم بعض الشيء ثقلهم وتعزّيهم دون أن تفضي بهم بالضرورة، إلى خلاص كامل، بعامةٍ. وثمّة أمثلة قليلة في التراث الأرثوذكسي، عن حالات في الهاوية نجا منها خطأة كبار بصلوات بعض القدّيسين. مثل ذلك صلوات القدّيس غريغوريوس الكبير التي استأصلت من الهاوية الأمبراطور ترايان الروماني وصلوات القدّيسة تقلا التي نجّت امرأة وثنية اسمها فالكونيلا. وفي سيرة القدّيس بائيسيوس الكبير كلام عن إخراج زان مات في الزنى وأُلقي في الهاوية، ثمّ أُخرج من هناك بنعمة يسوع المسيح وصلاة القدّيس بائيسيوس. أما النفوس التي ارتكبت خطايا أقلّ جسامة فيمكنها أن تنتفع كثيراً من تدابير الكنيسة، المذكورة أعلاه، وأن تُضمّ إلى الأبرار حتى قبل الدينونة الأخيرة. أما نفوس الأبرار فتنتفع هي أيضاً من صلوات الكنيسة حتى لو كانت بارّة لأنّها لم تبلغ بعد الغبطة الكاملة. غنيٌّ عن القول إن ما يحرزه الراقدون من تقدّم لا يتمّ بصورة آلية ولا قانونية بل هو من عمل رحمة الله استجابة لأدعية المؤمنين وصلواتهم في الكنيسة. من هنا أهمية الصلوات الخاصة والمشتركة للمؤمنين الأحياء لخير الذين رقدوا. لافتة: هذه الملاحظات جمعناها من أكثر من مصدر. على أنّ المصدر الأول الذي اقتبسناها منه هو كتاب "الحياة بعد الموت وفق التراث الأرثوذكسي" لجان كلود لارشيه |
||||
01 - 06 - 2014, 02:52 PM | رقم المشاركة : ( 4415 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
رحلة العائلة المقدسة الى ارض مصر من مصر دعوت ابنى مبارك شعبى مصر وقصة هروب العائلة المقدسة كما وردت في انجيل متي أن ملاك الرب ظهر في حلم ليوسف النجار وقال له "خذ الصبي وأمه وأهرب إلي مصر ؛ وكن هناك حتي أقول لك . لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكه . فقام وأخذ الصبي وأمه ليلا وأنصرف إلي مصر. وكان هناك إلي وفاة هيرودس ( متي 2 : 13 ؛14 ) . ولعل أول وصف مكتوب لرحلة العائلة المقدسة إلي أرض مصر هو ما جاء في ميمر " ميمر كلمة سريانية معناها سيرة " العائلة المقدسة الذي وضعه البابا ثيؤفيلس( 385- 412 ) البطريرك رقم 23 من سلسلة بابوات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ؛وهذا الميمر يوجد منه ثلاث مخطوطات باللغة العربية ؛المخطوط الأول محفوظ في مكتبة الفاتيكان ؛والمخطوط الثاني محفوظ في المكتبة الوطنية بباريس ؛ أما المخطوط الثالث فمحفوظ في دير السيدة العذراء المحرق . كذلك يوجد ميمر آخر وضعه الانبا زاخارياس أسقف سخا (نهاية القرن السابع وبداية القرن الثامن ) ؛والانبا قرياقوس أسقف البهنسا(غير معروف علي وجه الدقة متي عاش ومتي توفي )حول رحلة العائلة المقدسة إلي أرض مصر . .أما عن المحطات الرئيسية في رحلة العائلة المقدسة حسب نص المخطوط فهي :- 1- الفرما ؛ وكانت قديما تعرف بالبيليزيوم (Pelusium ) وهي المدينة الواقعة بين مدينتي العريش وبور سعيد . 2- تل بسطا بالقرب من الزقازيق ؛وبسطة هي النطق الهيروغليفي لكلمة "باستت " ومعناها بيت الإله باستت ؛وهو القط حاليا ؛ومن هنا جاء النطق العامي للقطة ب"بسبس" ؛ولقد سقطت أصنام المدينة أمام جلال العائلة المقدسة ؛لذلك لم يقبل أهل المدينة وجودهم بينهم ؛وهناك أنبع السيد المسيح عين ماء.وهناك حمت العذراء الطفل يسوع ومن هنا عرف المكان ب"المحمة" ؛اي مكان الاستحمام ؛وتعرف حاليا بأسم مسطرد ؛ولقد بنيت فيها كنيسة علي أسم السيدة العذراء في عام 1185 م الموافق 901 للشهداء ؛ويحتفل بعيد تكريسها في يوم 8 بؤونة ؛وهي مازلت قائمة حتي الآن وتقام فيها احتفالات ضخمة خلال موسم صوم العذراء وأعيادها . 3- بلبيس وتوجد بها شجرة استظلت تحتها السيدة العذراء ؛يجلها المسلمون والمسيحيون علي السواء .وتذكر بعض كتب التاريخ أن جنود الحملة الفرنسية عندما مروا ببلبيس أرادوا أن يقتطعوا من خشبها لاستعمالها كوقود وبمجرد لمسها بالفأس خرج منها دم فأرتعب الجنود ولم يجرأوا أن يمسوها بعد ذلك . 4- منية جناح وهي منية سمنود حاليا ومنها عبروا البحر إلي سمنود؛ وبوجد في سمنود حاليا بئر ماء ووعاء فخاري قيل أن العائلة المقدسة شربت منه ومكانه حاليا كنيسة الشهيد أبنوب . 5- البرلس 6- سخا ايسوس ؛وهي مدينة سخا حاليا في محافظة كفر الشيخ ؛ ويقال في التقليد أن الطفل يسوع وضع رجله علي حجر فأنطبع كعبه عليه ومن هنا عرف المكان ب"سخا ايسوس "ومعناها كعب يسوع باللغة القبطية . 7- ثم اتجهت العائلة غربا نحو وادي النطرون "والذي صار بعد ذلك مركز تجمع رهباني كبير تحت أسم برية شيهيت " 8- عين شمس أو مدينة أون ؛وقد سماها اليونان بأسم "هليوبوليس " ورد ذكرها في سفر اشعياء (اشعياء 19 :18 ) وهي مدينة المطرية حاليا ؛وكانت قديما مركزا ضخما لعبادة الإله رع إله الشمس عند المصريين القدماء . ويوجد بها حاليا شجرة مريم ؛وهناك انبع الطفل يسوع عين ماء وشرب منه وباركه ؛ ثم غسلت العذراء ملابس الطفل وصبت الغسيل علي الأرض ؛فنبت نباتا عطريا ذو رائحة جميلة عرف بنبات البلسم أو البلسان . وفي طريق العودة مروا علي منطقة الزيتون وفي نفس المكان الذي يوجد به حاليا كنيسة العذراء بالزيتون .ثم بعدها توجهوا إلي :- 9- مدينة الفسطاط بمصر القديمة حيث سكنوا بالمغارة التي توجد حاليا تحت كنيسة أبو سرجة ؛ ويبلغ طولها حوالي 20 قدما وعرضها حوالي 15 قدما كما تناولت العائلة المقدسة من ثمار الأشجار الموحودة مكانها كنيسة المعلقة حاليا . 10- المعادي وفي نفس المكان المقام مكانه حاليا كنيسة السيد العذراء بالمعادي ؛وكانت قديما تعرف بكنيسةودير العذراء بالعدوية "ويقال أنها سيدة مغربية سكنت هذه المنطقة في القرن العاشر الميلادي ".ثم ركبوا من هناك مركبا وتوجهوا إلي 11- البهنسا بمركز بني سويف حاليا ؛وكانت تعرف بالمصري القديم بر –مز أي بيت الإله مز ؛ ثم سميت في العصر اليوناني ب"اوكسيرنكيس " (Oxyrhynchus )؛وكانت من أشهر الأسقفيات في العصر المسيحي . 12- منطقة جبل الطير بسمالوط ؛ ويروي ابو المكارم أنهم وهم في مركبة بالنيل كادت أن تسقط عليهم صخرة كبيرة من أعلي الجبل ؛ولكن الطفل يسوع مد يده ومنع الصخرة من السقوط ؛فأنطبع عليها كفه ؛وصار الجبل يعرف أيضا بجبل الكف ؛وقد قامت الملكة هيلانة ببناء كنيسة علي أسم السيدة العذراء كانت تعرف بكنيسة "سيدة الكف " ومكانها حاليا دير العذراء جبل الطير ؛وهذا الدير يؤمه سنويا الألوف من الزوار مسلمين وأقباطا بل وزوار أجانب في مواسم وأعياد العذراء 13- الأشمونين ؛وهي تقع علي بعد 300 كيلو من القاهرة ؛وكانت تعرف قديما بمدينة "خمنو" أي الثمانية وذلك بالنظر إلي عدد إلهتها الثمانية . 14- مدينة فيليس ( Philes ) وهي مدينةديروط الشريف حاليا 15- القوصية ومنها إلي ميرة ثم هربوا منها إلي 16- جبل قسقام : وفي نفس المكان المقام فيه حاليا دير السيدة العذراء الشهير بالمحرق ؛ولقد مكثت العائلة المقدسة في هذه البقعة أطول مدة قضتها في مصر كلها "حوالي 6 شهور و 10 أيام تقريبا " ومن هناك تلقي يوسف النجار الأمر الإلهي بالعودة مرة ثانية إلي فلسطبن لأنه قد مات الذين يريدون قتل الصبي . ويفتخر الأقباط أن هذا الدير بالذات قد وردت عنه نبؤة بالكتاب المقدس في سفر أشعياء حيث تقول النبوة "يكون مذبح للرب في وسط أرض مصر وعمود للرب عند تخومها ؛فيكون علامة وشهادة لرب الجنود في أرض مصر "( أش19: 19 ؛20 ) . ,المذبح الذي في وسط أرض مصر هو مذبح دير المحرق . ويقال أن هذا المذبح يقع جغرافيا في منتصف أرض مصر تماما . ومن التقاليد المتوارثة عن رهبان دير المحرق أن هذا المذبح لا بد أن تقام عليه القداسات يوميا مهما كانت الظروف ؛ ولابد أن تقام الصلوات في هذا المذبح بالذات باللغة القبطية . ولقد كتب عن هذا الدير كثير من الرحالة والمؤرخين نذكر منهم أبو المكارم والمقريزي وفانسليب وعلي باشا مبارك ..... الخ . وبحسب التقليد القبطي أن العائلة المقدسة مرت علي المنطقة التي يوجد بها حاليا دير السيدة العذراء بجبل الدرنكة بأسيوط ؛ حيث يوجد بها المغارة التي سكنت بها العائلة المقدسة ؛ وهي أصلا محجر فرعوني قديم يرجع تاريخ بنائه إلي حوالي 250 سنة قبل الميلاد ؛ ولقد أسس الرهبنة في هذه المنطقة القديس يوحنا الأسيوطي في القرن الرابع الميلادي ؛ وله مغارة شهيرة تبعد عن دير الدرنكة بحوالي 250 متر تقريبا ؛ ولقد أشتهر رهبان هذه المنطقة بالمهارة الشديدة في الخط والنسخ .حتي عرف هذا الدير في كتب التاريخ بدير "كرفونة" أو ""أغرافونة " وهي كلمة يونانية معناها النساخة . وجاءت منها كلمة Graphy ومعناها "كتابة" باللغة الإنجليزية . وتوجد أماكن أخري يوجد بها تقليد شفوي حول مرور العائلة المقدسة بمنطقتها مثل كنيسة العذراء بحارة زويلة وكنيسة العذراء حارة الروم ولقد تم اكتشاف يردية أثرية ترجع إلي القرن الرابع الميلادي مكتوبة باللغة القبطية اللهجة الفيومية قامت جامعة كولونيا الألمانية بترجمتها ونشرها باللغة الألمانية عام 1997 ؛وأشرف علي تحقيق البردية مجموعة من كبار علماء القبطيات الألمان ؛ والبردية عبارة عن شريحتين عثر عليهما في مدينة الفيوم ؛ويبلغ طولها حوالي 31,5 سم ؛ ويبلغ عرضها حوالي 8,4 سم . والشيء الجميل في هذه البردية أنها قدمت أنشودة رائعة في حب مصر نذكر منها (كل أنواع الشجر التي في الفردوس سوف تزرع فيك " يا أرض مصر " ؛اثنا عشر شعاعا للشمس سوف ينير عليك ؛طفولة ابني سوف تكون فيك ثلاث سنين واحد عشر شهرا ) ولقد قام نيافة الحبر الجليل الانبا ديمتريوس أسقف ملوي والأشمونين بترجمة هذه البردية إلي اللغة العربية ونشرها في كتاب ضمن مطبوعات مطرانية ملوي . وتبقي كلمة أخيرة عن الاحتفالات الشعبية التي تقام في معظم هذه المزارات المقدسة ؛ ففي المعادي تقام السهرات الروحية في ليلة 1 يونية ؛ ونفس الأمر يتكرر في مسطرد وفي جبل الطير والمحرق والدرنكة ؛ويشارك في هذه الاحتفالات اجميع أفراد الشعب المصري تغمرهم سعادة كبيرة ببركة زيارة العائلة المقدسة لبلادنا المصرية ومن المدائح الشعبية الجميلة التي يسمعها زوار الأديرة خلال احتفالات عيد دخول أرض مصر هذه المديحة :- علي دير العدرا وديني اوفي ندري والرب راعيني يا مراكبي وديني للعدرا واعطيك من ندري شمعة توضعها في بيتك بركة علي دير العدرا وديني امدح فيك يا أم النور مهما يكون قلبي مكسور امدح فيك يا أم يسوع يا شفيعة كل الجموع ومكانك علي جبل مرفوع علي دير العدرا وديني في صيامك تخف الضيقات وتزيد النعمة مع البركات دي صلاتك أحلي الصلوات وطلباتك أحلي الطلبات |
||||
01 - 06 - 2014, 02:54 PM | رقم المشاركة : ( 4416 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
رسالة خاصة - خبرة أقدمها للجميع
فيض غنى النعمة ووافر السلام تنسكب سكيباً في قلوبنا جميعاً من الله أبينا بربنا يسوع المسيح في روح الحياة، الروح القدس، روح الشركة والمحبة المتدفقة بكل غنى، الذي يقدس أوانينا الخزفية ويطبع صورة المسيح الرب فينا حسب مسرة مشيئة الآب المعلنه لنا في الإنجيل...أكتب إليكم يا إخوتي خبرة صغيرة لعل أحد يتحسس موضوعه فيها، ليشعر بيد الله ويتلامس معه ويلتقيه في سر حبه العظيم، فيا إخوتي الأحباء، حينما نبحث عن الله بجدية ونقترب منه ونُناديه كأطفال صغار مُجهدين من مشقة مرار ألم الخطية ووجعها المؤلم الشديد المرار الذي نشعره في أنفسنا ونصرخ طالبين التحرر والفكاك منها، لأننا تعبنا جداً ونشتهي أن نتعرف على الله الحي الذي أعلن نفسه في ملء الزمان كطبيب للمرضى ومُقيم الساقطين ومُحيي الموتى، والذي تلامس معه الرسل ولمست هدب ثوبة نازفة الدم فشُفيت في الحال، وفرح به كثيرين وسمع صوته الجموع وشبعوا من يده، وفي كل هذا نجد أننا بحنين شديد ننجذب نحوه ونُريده بكل ما فينا من قوة برغبة جامحة تجتاح نفوسنا بشدة، وربما لا نعرف السبيل، ولكننا نُذهل تماماً حينما نجده هو من يلتقينا ويقرب إلينا ويشدنا بقوة إليه !!! عموماً - حسب خبرتي الصغيرة - حينما بدأت أشعر أن هناك حنين قوي في داخلي وشوقٍ جامح لله القدوس الحي، ولا أعلم من أين أتاني هذا الشعور القوي الدفين الذي ملك قلبي وتفكيري وأصبح ذات سلطان عليَّ، بل ويفوق كل إمكانياتي كلها، وجدت نفسي أبحث عن الله وأطلبه كطفل صغير مشتاق لوالديه جداً ولحضنهم الدافئ، شاعراً أني في نفسي، عن صدق وحق، لا أستحق أن يسمع أو يصغي لي إطلاقاً، ولكني وجدته هو من وجدني وليس أنا من وجدته: + فقلت ويل لي إني هلكت لأني إنسان نجس الشفتين وأنا ساكن بين شعب نجس الشفتين لأن عيني قد رأتا الملك رب الجنود (إشعياء 6: 5)وإذ فرحت بلقاؤه المُحيي ووجدت فيه شفاء نفسي وأردت أن أكتب عن الحياة معه هو القدوس الحي، والشركة الحلوة معه لأقدمها للجميع حتى يتذوقوا نفس ذات الحلاوة، وأخذت أبحث عن الكلمات التي تليق وتُعَبَّر عن هذه الحقائق الإلهية الرائعة لكي أضعها في المنتدى وفي كل خدمة، وجدت أن الكلمات هي من وجدتني، وانتابني مخافة عظيمة تفوق إمكانياتي، مع فرح غامر يكاد أن يفجر قلبي الصغير ... ووجدت نفسي أدرك الاندهاش – مع المفارقة الشاسعة طبعاً – الذي أندهشه القديس يوحنا الرسول في رؤيته العظيمة، وأدركت كتابات الآباء التي كتبوها بروح الإلهام حسب خبرتهم الروحية وشعورهم بالحياة المقدسة مع الله، والذي قطفت وسأقطف من ثمارها كثيراً وأضعه لكم على صفحات المنتدى كل وقت لأن الله أعطاني الكثير والذي لم أكن أتصوره قط، وليس لي أن أحجبه لأنه ليس ملكي على الإطلاق، ولا أكتب لأني بعالم ولا مفكر أو لي قدرات خاصة أو بكوني أفضل من اي أحد قط، لأن ليس لي أن أفتخر إلا بكوني: [ الخاطي الذي أحبه يسوع ]... يا إخوتي في كنيسة الله الحي، شركاء المجد الذي للإله الواحد الحي الذي يلمسنا ويظل ينادي الجميع ليأتوا إليه ويغرفوا من دسم حلاوة نعمته ليشبعوا ويفرحوا، أن كل كلامنا عن الله ليس جزافاً وليس كلام قواميس وفهارس ومعاجم وعلوم وأفكار وفلسفات ولا دفاعيات وحوار وجدل، بل لابد من أن نشعره ونتحسس موضوعنا فيه فنحن في حاجة شديدة إليه وتذوق قوة حضوره المحيي للنفس، لأن الكلام عن الله من الخارج وبعيداً عنه هو إعلان عن وثن اخترعناه بتفكيرنا وعقلنا وفلسفاتنا الفانية، لأني أرى كثيرون يتحدثون عن الله الفكر والمعلومة والقاموس والجدل والتاريخ، مع أننا لا نتكلم عن الله من خارج الله، بل من داخل الله الثالوث القدوس، ننطق باسمه وبروحه، فالرسول يوحنا بل وكل الرسل، لو لم يشاهدوا المسيح الرب ويلتقوه في سرّ المحبة والتقوى ويلمسوه من جهة كلمة الحياة بالإيمان، ولم يتربوا عند قدميه وينالوا منه نعمة وإعلان، ما كانوا شهدوا عنه وقالوا نخبركم به لكي يكون لكم شركة معنا، لأن من يتكلم عن الله القاموس والفكر والمنطق والدفاع عن الحق والجدل مع الناس، فهو يتحدث من داخل قاموس وعلم موسوعي أو كتاب تاريخ، ولا يتكلم عن الله الحي الذي فيه يحيا برباط الصلح معه بدم الحمل رافع خطية العالم وموحدنا بشخصه ليدخلنا داخل الله فيكون لنا شركة حيه معه بالروح في الحق...فأشعروه معي يا إخوتي، وستجدونه قوة حياة تشدنا بقوة وتعبر بنا فوق كل ضعف الجسد وهوانه، ويصير لنا قوة شفاء وقيامة وسلام أبدي لا يزول... وأتحدى أحد يشده الله ولا ينسى نفسه بكل إخفاقتها وإمكانيتها الضعيفة وينسى كل تفكير ويعبر على كل شك بسهولة ويسقط أمامه كل ما يعيق تقدمه نحو الله، بل يطير قلبه بجناحي حمامة أي بروح الوداعة، إذ أن الروح القدس هو من يحملنا بجناحي نار الحب، الذي يمسنا بها فيلهبنا ويشعل قلوبنا ناراً فنشعر بدفئ حب سماوي يشملنا يفوق كل طاقتنا، فننطلق نحو الله بلا عائق أو مانع، لأن كل الموانع تذوب وترفع أعاقة النفس؛ لأن الداعي هو الله، والذي يشد هو رب المجد يسوع، والذي يرفع هو الروح القدس الرب المحيي وحقاً نطق الرسول بالصدق والحق: [ الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به لكي يكون لكم أيضا شركة معنا وأما شركتنا نحن فهي مع الآب و مع ابنه يسوع المسيح ] (1يوحنا 1: 3) يا إخوتي أخبركم بكل هذا لكي تنظروا حياتكم في المسيح الرب وتدخلوا في شركة حقيقية مع الله والقديسين مرتبطين بأشد الوثق بالله الحي ليكون لكم فرح كامل مع كنيسة الله المقدسة في المسيح الرب مجداً وإكراماً للثالوث القدوس الواحد في الجوهر المخوف المملوء مجداً آمين |
||||
02 - 06 - 2014, 03:35 PM | رقم المشاركة : ( 4417 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سلاسل الشيطان أجابهم يسوع: الحق الحق أقول لكم: إن كل مَنْ يعمل الخطية هو عبد للخطية.. (ولكن) إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارًا ( يو8) ما أكثر القيود التي يربط بها الشيطان ضحاياه، وما أكثر تنوعها! وفي الحقيقة أقسى السلاسل وأصعبها، هي التي بدون صوت، ولذلك فإن الضحية لا تشعر بها، ولا تسمع صوتها. كانت سلسلة قايين "الحَسَد". فهو لم يستطع أن يحتمل رؤية أخيه هابيل مقبولاً أمام الله بدون أي مجهود، ورغم أنه لم يتعب ويعمل مثله. وكانت سلسلة بلعام «أجرة الإثم» التي أوقعت نفسه في حبائلها. كان مشتاقًا أن يموت "موت الأبرار"، ولكنه لم يرغب في أن يعيش حياة الأبرار التي تقتضي كسر القيود التي أحبها كثيرًا. وهكذا هلك بدون رجاء. أما هيرودس، فكانت "الشهوة" هي القيد الذي ربط نفسه وكبَّلها، مع أن عمل الضمير في حياته كان عميقًا حتى أنه «كان يَهَاب يوحنا عالمًا أنه رجلٌ بارٌ وقديس، وكان يحفظه، وإذ سمعه، فَعَل كثيرًا، وسمعه بسرور» ( مر 6: 20 ) وقد بدا لفترة وكأنه أطاع صوت ضميره، ولكن السلسلة التي قيدت نفسه بقوة وبلا صوت، كانت قوية جدًا حتى أنه لم يرغب في كسرها. وكانت النتيجة أنه قطع رأس يوحنا المعمدان لكي يُسرّ امرأة فاسدة. يا له من أمر مُظلم ومُحزن للقلب! ويهوذا الإسخريوطي أحب المال؛ وكان "الطمع" هو السلسلة التي بلا صوت التي ربطت قلبه. وقد ازداد تعلقًا بالمال إلى أن ذهب «ابن الهلاك» إلى مكانه. وبالنسبة للرئيس الشاب الذي أحبه الرب، كانت ممتلكاته هي التي ربطت قلبه بمشهد هذا العالم، إلى أن وضع الرب يسوع إصبعه على السلسلة، وكانت النتيجة أنه : (مضى حزينًا لأنه كان ذا أموالٍ كثيرة) أما بالنسبة لفيلكس، فكان "التأجيل والتسويف" هو السلسلة التي قيدت نفسه . أما شاول الطرسوسي فكانت السلسلة هي "بره الذاتي".. وهكذا. ونظرًا لشدة التصاق هذه السلاسل بالقلب، فإن الشخص المُقيد لا يشعر بها، إلى أن يتدخل الرب في رحمته، وحينئذ يشعر بكل شيء. فهل هناك ـ أيها القارئ العزيز ـ بعض السلاسل عديمة الصوت تقيِّدك؟ إن الرب يسوع يستطيع أن يقطع القيود والسلاسل التي تربط قلبك، فتكون مثل الحبال التي كانت على ذراعي شمشون، وتصبح كالكتان الذي أُحرق بالنار ( قض 15: 14 ). اطلب منه التحرير، وهو سيُحررك "صَغِيرٌ أَنَا وَحَقِيرٌ، أَمَّا وَصَايَاكَ فَلَمْ أَنْسَهَا" (سفر المزامير 119: 141) "مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ الَّتِي فِي وَسَطِ فِرْدَوْسِ اللهِ" (سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 2: 7) "ضَلَلْتُ مِثْلَ الخَرُف الْضَال، فاطْلُبْ عَبْدَكَ، لأَنِّي لِوَصَايَاكَ لَمْ أَنْسَ" (سفر المزامير 119: 176) "مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَجْلِسَ مَعِي فِي عَرْشِي، كَمَا غَلَبْتُ أَنَا أَيْضًا وَجَلَسْتُ مَعَ أَبِي فِي عَرْشِهِ" |
||||
02 - 06 - 2014, 03:42 PM | رقم المشاركة : ( 4418 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
خطة الشيطان - الجزء الأول
ثق ياحبيبي ان السيد المسيح الذي انكرته مازال يحبك ويطلبك والكنيسة التي جحدتها مازالت تذرف الدمع عليك مرارا، ولاتكف عن الصلاة من أجلك .. فقط ارجوك ان تطيل اناتك علي حسبما يعيد قارب حياتك اتزانه، ويدير اتجاهه من نار الجحيم الي شاطيء الأبديه.. وحيث اننا صرنا كره في ملعب الشياطين فأرجو ان تساعدني لكي مانكشف معا النقاب عن لعبة الشياطين الثلاث: اولا:الشيطان المدبر ثانيا:الشيطان المشعلل ثالثا:الشيطان المسلسل اولا - الشيطان المدبر ياصديقي.. لقد دبر لك الشيطان كل أمور سقوطك..اليس كذلك..؟ حقا أن مملكة الشياطين مملكة منظمة جدا ومرتبه ومتعاونة..لا تكف عن شن الحروب علي أولاد الله، يبدأ الشيطان المدبر مع معاونية وجنوده في ارسال طلائع الاستطلاع ليحدد الهدف جيدا ويدرسه من جميع جوانبه واتجاهاته، كما يدرس أرض المعركة المتسعة التي تشمل أماكن السكن والعمل والدراسه حتي سبل المواصلات. دعنا ياصديقي نتحدث عن هذه الأمور بشيء من الاختصار اولا:مملكة الشيطان: مملكة الشيطان بأعدادها الغفيرة وقوتها الرهيبة تتمتع بنظام قوي محكم، وتنسيق كامل في العمل وتعاون مع سرعه في الحركة والانتشار وخبره الاف السنين في القتال والصبر وطول الاناة. ومنذ ان سقطت هذه المملكة من السماء وهي تقاوم أعمال الله ولن تكف الا في اليوم الاخير حين يطرح ابليس وكل جنوده مع أعوانه في بحيرة النار والكبريت. الا تذكرون موسي عندما عبر بشعب الله البحر الاحمر وقد غرق فرعون وكل جنوده ومركباته.. هل انتهي الامر عند هذا الحد ؟ لقد ظهر الشيطان في شكل عماليق يهجم علي شعب الله ويريد ابادته. لم يكن لبنو اسرائيل درايه بالحروب فهو شعب طال استعباده واذلاله فكيف يصد هجوم عمالقه؟ وماذا تفعل يا موسي الا أن ترفع يديك لاله السماء وبالصليب تنال النصرة ومازال الموقف يتكرر يوما فيوما " للرب حرب مع عماليق من دور فدور". ويصف قداسه البابا شنوده في كتاب حروب الشياطين، الشيطان بانه: قتال، لا يهدأ، قوي (بالسقوط فقد مرتبته ولم يفقد قوته)، ذكي صاحب حيله، كذاب وابو كذاب ، لحوح ، مشتكي ، كثير المواهب ، قاس لايرحم، خبيث في تظاهره بالعطف علي الانسان، حسود، نهاز فرص، غير مخلص وغير امين. فلن تخلص نفس منه الابقوة الله، لهذا يبذل الشيطان قصاري جهده في الضربه الأولي لك "فصل النفس عن الله"، فان نجح في ضربته الأولي هذه حينئذ يقوي علي النفس بسهولة ويقتنصها له. لذا لابد من التركيز في الالتصاق بالله الذي يحميها ويعبر بها كل المخاطر والمعارك الي الابديه السعيده. ثانيا: طلائع الاستطلاع : يبدأ الشيطان المدبر عمله بتحديد الفريسه، ويرسل جنوده لمراقبه جميع تصرفات هذه النفس ماضيها وحاضرها قوتها واسبابها ضعفاتها وسقطاتها اشتياقاتها وشهواتها صلواتها واصوامها طباعها ميولها ..... الخ وعندما تكتمل كل المعلومات والبيانات يعقد الشيطان المدبر جلسة خاصة مع جنوده للمداولة، ووضع الخطة المحكمة للنفس وترتيب كافه الضمانات حتي لاتفلت الفريسة. فاذا ما احست الفريسه ما لاتحمد عقباهوتنبهت الي طريق الهلاك الذي تسير فيه فتصرخ الي الله الذي يرسل ملائكته يكسرون الفخاخ وينقذون الفريسة ... لاتتصور ياصديقي مدي حزن الشيطان حتي صوره البعض مثل انسان جلس يلطم علي وجهه وينتف شعر لحيته ويندب حظه العاثر ويبكي فشله الذريع. ومع ذلك فهو لاييأس بل لديه الخطط البديلة فهوليس لديه اي مشكله غير الاستنجاد بالمعونة الالهية: ومن ضمن الفرص التي ينتهزها هذا القتال : 1- الجوع العاطفي : عندما يكتشف الجوع العاطفي عند الفريسة يهيء امامها الظروف التي تغريها وتجذبها بعيدا بعيدا عن الحضرة الالهية. ويسأل النفس المسكينة ماذا تطلبين ايتها النفس الجائعه؟ هلتطلبين الكلمات الحلوة الناعمة التي تشعل العاطفة. مااكثرها انني سانطلق بها علي لسان الطرف الاخر كما نطقت بها في القديم علي لسان الحية واسقطت حواء ... هل تريدين لمسات لطيفة التي تلهب العاطفة ؟ايضا لن ابخل عليك مادمت تسمع لكلامي هل تحبين الجمال، في سلطاني ان اصور لك القردغزالا والاسد حملا الا تعلمين انني استطيع ان اظهر في شكل ملاك نوراني وهكذا يظل الشيطان يتسامر مع النفس وينتقل بها من مرحلة الي اخري حتي نهاية المطاف. وبحكمه بالغة، لايعطيها كل ماتشتهيه دفعة واحده.. لكنه يستمر في تجويعها ولايلقي بها الا الفتات لضمان استمرارها معه. والجوع العاطفي لايتوقف علي حاله الانسان الاجتماعية ان كان اعزبا او متزوجا فكثيرون من المتزوجين يصطادهم الشيطان بشباك العاطفة. علاج الجوع العاطفي باختصار شديد: - احضان الحب الالهي: لايجعلك تشعر بجوع عاطفي بل حاله من الشبع - احضان الاسرة : الاسرة عامل امان ضد الضياع، وجلوس افراد الاسرة معا تضفي السعادة والدفء وتطعن السريه واخفاء الامور - احضان الكنيسة: نتفاعل مع الصلوات والالحان والطقوس والاصوام ونشارك في الخدمة ... الخ 2 الاحتياج المادي : يستغل الشيطان الاحتياج المادي للشباب والشابات والاسرة، يوجد فرق بين الاحتياج المادي للشباب والاسرة. فالشاب احتياجه ناتج عن ضعف او انعدام الامكانات وعدم وجود مصدر للدخل. فبعد ان ينتهي من دراسته فلا يجدعملا يناسبه الا بعد سنوات طويلة وحتي بعد ان يجده عليه ان يتصدي للمعادله الصعبة اذ كيف يجد سكن بالاف وهو راتبه بالجنيهات. اما احتياج الاسرة يمكن ان يكون بسبب سوء تصرف احد الطرفين. ويستغل الشيطان العوز المادي لأولاد الله، بان يقدم لهم حلولا غير مرضيه للرب، كما نسمع عن اولاد الكنيسه وهروبهم مع اشخاص غير مسيحيين بسبب العوز العاطفي او المادي وقد لاتعاني هذه النفوس من الجوع العاطفي او المادي ولكن تعيش في جو اسري غير مستقر يضطرها للهروب. |
||||
02 - 06 - 2014, 03:42 PM | رقم المشاركة : ( 4419 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
خطة الشيطان - الجزء لثاني في الجزء الأول تكلمنا عن الشيطان المدبر الذي يرمي شباكه حول الفريسه حتي تقع في يده، بدراسه حياتها ودخولها وخروجها وكل شيءعنها. ثم يبدأ في كيفيه اقتناصها وما الطريقه المناسبه التي تصلح لكل شخصعلي حدي. وتكلمنا ايضا ماهي انواع السهام الملتهبه التي يستخدمها في اقتناص الفريسه، ومن امثلتها العوز العاطفي والمادي. وبانتهاء هذه المرحله نكون قد تكلمنا عن الشيطان المدبر. في هذا الجزء سوف نتكلم عن الشيطان المشعلل: يبدأ الشيطان في اشعال النار في فكر تلك النفس المسكينة التي بدأت طريق السقوط بالفعل ويصحبونها في زفه شيطانية صاخبة تصم الأذان وتفقدها القدرة علي الاتزان وكم تكون فرحته بهذه العروس البلهاء. وفي اثناء هذا الضجيج قد يتحرك روح الله داخل تلك النفس ويحرضها علي ترك كل شيء والهروب الي مساكن النور، ولكن تلك النفس المتجبرة تسكت هذا الصوت ولا تعطيه اذان صاغية .. ولايعطيها الشيطان الفرصه علي الهروب ويظل ينفخ في النار ويسكب الوقود عليها بغزارة حتي تشتعل النيران اكثر فاكثر. ومن امثلة الوقود الشيطانية مايلي: 1- وقودالسرية يبذل الشيطان قصاري جهده لكي يقنع الفريسة بالاحتفاظ بالسرية وانها لم تعد صغيرة تحتاج الي ارشادات ونصائح الغير بل اصبحت كبيرة ومسئوله عن نفسها. وبعد ان يشوه صور المحيطين بها من اهلها واقاربها والذين يخافون عليها. يسألها لمن سوف تبوحين بسرك ؟؟؟ هل لأبيك ؟ كلا انه قاسي لايحب الا نفسه ولايبحث الا عن راحته. ويستمر في تشويه صورة الأب .. فاذن ليس من الحكمة ياحبيبتي ان تطلعيه علي سرك الدفين ... هل تقولي لأمك انها؟؟ ام رجعية تعيش في هذا الجيل بافكار ومباديء الجيل الماضي ولاتدرك روح العصر. كم هي متزمته ولاتحترم الحريه الشخصية انظري اليها يا حبيبتي لقد انحنت بفعل سنين الانغلاق والنطواء. هل للأب الكاهن؟؟ كلا والف كلا .. فهو لن يحس بأحاسيسك ولن يشعر بمشاعرك انه متجمد من كثرة ما عبر عليه من مشاكل ومتاعب الشعب ثم انه دائما مشغول .. وماذا سوف يقول لك غير صلي يا ابنتي.. او يرسل لك احدي الخدمات لتلاحقك ولن تحصدي غير الملل والضجر. رغم ان الفريسه تقتنع بنظرة الشيطان المشعلل وتحاول جاهدة الاحتفاظ بالسرية .. لكن الدنيا علي رغم اتساعها فهي صغيرة والاخبار سريعه الانتشار والرائحه لابد ان تفوح لتدل علي مكان الجريمة. 2- وقود التعمية تأثير هذا الوقود خطير جدا علي الفريسة .. فهو يفقدها الرؤيا الصحيحه والفكر يصبح مظلم و مضطربا ولا تعد تنظر الا في اتجاه واحد فقط وهو طريق الهلاك. واحسرتاه اين التمييز والحكمة والفهم والادراك ؟ لماذا تشبهت بالحيوان فصرت مثل ثور عصب الجزار عينيه لكيما يقوده الي الذبح. الي اين تسيرين ايتها المسكينة ؟؟ ومثال علي ذلك: طالبة من اسرة ميسورة الحال الاب والام يكرسان كل وقتهما الي اولادهما البنت والولد. وكان طالب غير مسيحي يأخذ درس مع الابنة وتولدت بينهم عاطفة غير مقدسة وجاءت البنت لتحكي الي اب اعترافها. فجلس معها اب الاعتراف وقت طويل يشرح لها ان ذلك ليس حبا ولكنه ذاتية وانانية. لأن الحب يبني ويطلب فائده الغير اما هذا الشخص فيريد فقط ان يمتع نفسه هو ولا يهتم بسمعتك. فهي علاقه تهدم نفسك وبيتك واسرتك وابديتك ايضا. انه فقط يريد ان ينهش في جسدك ويهيج مشاعرك واحاسيسك فلا تجدين الراحه .. اليس كذلك؟ استراحت الابنة لكلام ابونا الذي كشف لها الواقع وانه لاتوجد نفس تنكر مسيحها وتطرح صليبها وتجد راحه ابدا في حياتها. الست تري معي ايها القاريء ان مصارحتها لأب الاعتراف ولم تستخدم وقود السريه انقذها من مخالب الشيطان ... 3- وقود قلب الحقيقة : عندما يستعمل الشيطان هذا الوقود علي الفريسه تنقلب فينظرها كل الموازين، المحبون والمخلصون يظهرون اعداء و خونة اما المتأمرون فهم الأحباء المخلصون. وعندما تنقلب الموازين يصبح نظرة النفس سوداوية فالعلاقه مع الكنيسة والاسرة صارت منفرة والمنزل اصبح سجنا 4- وقود فقد التوازن : يسكب الشيطان هذا الوقود في صورة كلمات مديح واطراء ونظرات تشجيع وتظن النفس انها اصبحت شيئا عظيما ترتفع وترتفع وتطير وراء السراب وبينما هي منهمكه في الطيران والارتفاع تفقد اتزانها وتدخل في مرحلة التوهان. وقد تحاول هذا امام الناس بان تصير اجتماعية وتتحدث كثيرا وكأنها صاحبة قكر ولكن امام ذاتها فهي مشوشه تماما ولم تعد قادرة علي التمييز بين الحقيقة والسراب. يصف ابونا لوقا سيداروس هذه المرحله فيقول: تتعرض النفس البشريه لحروب ضارية تحاول ان تهلكها وفي احيان كثيرة تكون النفس علي حافة الهلاك اذ تكون وقعت فعلا في فخ ابليس واقتناصها لارادته وتكون هذه النفوس في خطر فقد ابتلعت بالكامل وباعت نفسها للشر والتعامل معها كالمجنون اخرس واعمي .. هذا هو الحال لمن يسقطون في فخ شهوات الجسد ويرتبطون بعلاقات جسدية في خطية الدنس .. وتشعر هذه النفوس انها مقيدة برباطات اقوي منها وتفقد حريتها واخيرا تبيع ايمانها وتجحد مسيحها. |
||||
02 - 06 - 2014, 05:04 PM | رقم المشاركة : ( 4420 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الصليبُ طَريقُ القِيامَة المطران بطرس مراياتي في مساء يوم الأحد، أحد قيامته، جاء يسوع ووقف بين تلاميذه "وأراهم يدَيه وجنبه ففرح التلاميذ لمشاهدتهم الربّ" (يو 20/19-20). هكذا يصف لنا يوحنّا الرسول ترائي يسوع. وكأنّي به يجعل من جروحات المسيح دليلاً إلى حقيقة شخصيّته. فهو المسيح المصلوب الذي قام من بين الأموات وليس غيره. ويذكر يوحنّا أنّ توما أحد الاثني عشر لم يكن معهم حين جاء يسوع. فقال له سائر التلاميذ: "رأينا الربّ". فقال لهم: "إذا لم أُبصر أثر المسمارَين في يدَيه، وأضع إصبعي في مكان المسمارَين، ويدي في جنبه، لن أؤمن". كان توما من أولئك الأشخاص الذين لا يؤمنون من دون أن يروا أو يلمسوا. وقد أصبحت جروحات المسيح، بالنسبة إليه، علامات فارقة. فإن قام حقّاً، ولم تكن الترائيات ضرباً من الهذيان، فليكن كلام الفصل لآثار المسامير في يدَيه ورجلَيه والحربة في جنبه. وهكذا كان. فجاء يسوع بعد ثمانية أيّام ووقف بين التلاميذ وقال لتوما: "هاتِ إصبعك إلى هنا فانظرْ يدَيّ، وهاتِ يدك فضعها في جنبي، ولا تكُنْ غير مؤمن بل كُنْ مؤمناً". فأجابه توما: "ربّي وإلهي". لقد عرف توما يسوعَ وآمن بقيامته من خلال آثار جروحات الصلب وطعنة الحربة. ويذكر لوقا الإنجيليّ أنّ يسوع قال للتلاميذ لمّا تراءى لهم: "ما بالكم مضطربين، ولِمَ ثارت الشكوك في قلوبكم؟ انظروا إلى يدَيّ ورجلَيّ. أنا هو بنَفْسي. المسوني وانظروا، فإنّ الروح ليس له لحم ولا عظم كما ترون لي". قال هذا وأراهم يدَيه ورجلَيه" (لو 24/38-40). ولم ينسَ يوحنّا الحبيب هذا المشهد. ولذلك نراه قد سجّله في رسالته الأُولى بقوله: "ذاك الذي كان منذ البدء، ذاك الذي سمعناه، ذاك الذي رأيناه بعينَينا، ذاك الذي تأمّلناه ولمسته يدانا... نبشّركم به..". (1يو 1/1-3). من الآلام إلى المجد لم تلغِ القيامة جروح المسيح، بل بقي جسده موسوماً بها ليؤكّد أنّ "المحبّة أقوى من الموت". كما أنّ آثار المسامير، وطعنة الحربة لم تشوّه منظره، بل جعلته أكثر إشراقاً. حتّى إنّ أحد اللاهوتيّين يشبّه هذه السمات "بالأوسمة التي زيّنت جسده بعد انتصاره على الخطيئة والشرّ". وسيحمل الفادي جراحه إلى السماء لأنّها هي التي ستكون أبلغ شاهد لشفاعته لدى الله الآب من أجل الخطأة. كما جاء على لسان بطرس الرسول: "هو الذي حَمَل خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن خطايانا فنحيا للبِرّ. وهو الذي بجراحه شفيتم" (1بط 2/24). ومرّة أُخرى سيحمل السيّد المسيح معه جراحه يوم الدينونة العظيم، الذي فيه يأتي ليدين الأحياء والأموات ويجازي كلّ واحد بحسب أعماله! وقد أطلق الفنّانون العنان لمخيّلاتهم في رسم صُوَر المسيح الديّان العادل. فنجد في جميع لوحاتهم آثار الجروح في يدَيه وجنبه تأكيداً لهذه الحقيقة اللاهوتيَّة: إنّه لولا العذاب لما كان الفداء، ولولا إكليل الشوك لما كان إكليل المجد. فبهذه السمات سيُعرف المصلوب القائم عن يمين الآب في السماء، والممجَّد من سائر الملائكة السماويّين. وسماته هذه لن تكون الشاهدة على قسوة الإنسان، بقدر ما تكون الشهادة على أنّ يسوع، من خلال الألم والمعاناة، قد حقّق الخلاص والفداء، وأقام البَشَريَّة إلى حيـاة جديدة. وهكذا، شرح المسيح نَفْسه حقيقة هذا الأمر لمّا قال لتلميذَي عمّاوس: "يا قليلَي الفَهم وبطيئَي القلب عن الإيمان بكلّ ما تكلّم به الأنبياء. أما كان يجب على المسيح أن يعاني تلك الآلام فيدخل في مجده؟" (لو 24/25-26). ومثلما دخل يسوع بآلامه إلى المجد، هكذا كان نصيب رُسُله من هذه الآلام التي أصبحت دالّتهم لدخولهم، هم أيضاً، إلى المجد السماويّ. "فما كان الخادم أعظم من سيّده" (يو 15/20). ولا يزال نصيب الآلام، حتّى يومنا هذا، طريق المؤمن إلى ملكوت السماوات. "لأنّنا إذا شاركناه في آلامه، نشاركه في مجده أيضاً" (روم 8/17). فكم من الجروحات نعاني، الجسديَّة منها والنَفْسيَّة، المادّيَّة منها والمعنويَّة، حتّى من أقرب الأقرباء وأعزّ الأصدقاء؟!.. فهذا يجرحنا في كرامتنا وذاك يؤذينا في عملنا، وهذا يعيبنا في غيابنا وذاك يشوّه سمعتنا، وهذا ينسى معروفنا وذاك يفرّق بيننا، وهذا يسلب أموالنا وذاك ينكر علينا حقّنا.. فالعين تدمع والقلب يدمى والأعصاب تنهار والجسم يتداعى.. نحن أيضاً سنحمل معنا إلى يوم الدِين جميع هذه الجروحات وسيعرفنا الله من خلالها. "أرني جراحك"، سيقول لنا الربّ الديّان. وسننال المكافأة إذا كنّا حوّلنا ما حلّ بنا إلى ينابيع نُور وصبر ومسامحة وتكفير. لم يأتِ المسيح لينهي الألم ويزيل الجروح، بل جاء ليعلّمنا كيف نتغلّب على الألم ونجعل منه طريقاً إلى الملكوت. وكيف نداوي الجراح بزيت الغفران وبلسم المحبّة. كما يقول بطرس الرسول: "فلهذا دُعيتم، فقد تألّم المسيح أيضاً من أجلكم وترك لكم مثالاً لتقتفوا آثاره" (1بط 2/21). والأثرُ الأكبر الذي تركه لنا محبّتُه الكُبرى التي أوصلته إلى بذل ذاته على الصليب. وقد طلب إلينا أن يحبّ بعضنا بعضاً، كما أحبّنا هو، لننتقل معه من الموت إلى الحياة. يوضح ذلك القدِّيس يوحنّا في رسالته الأُولى قائلاً: " نحن نعلم أنّنا انتقلنا من الموت إلى الحياة لأنّنا نُحبّ إخوتنا. مَن لا يحبّ بقي رهن الموت" (1يو 3/14). من الحزن إلى الفرح ما يشدّ الانتباه في حادثة ظهور يسوع لتلاميذه أنّهم فرحوا لمشاهدته بعد أن أراهم يدَيه وجنبه. فلم يكن فرحهم بخبر القيامة بقدر ما كان الفرح بشخص القائم من بين الأموات الحامل علامات الصليب. وهذه إشارة إلى أنّ العذاب ليس طريق المجد وحسب، بل هو أيضاً طريق الفرح إذا ارتضيناه مع المسيح ومن أجله. كما أنّ الرُسُل انصرفوا من المجلس فرحين بأنّهم وُجدوا أهلاً لأن يُهانوا من أجل اسم يسوع (رُسُل 5/41). يدعو بطرس الرسول إلى فرح الاشتراك في عذابات المسيح: "افرحوا بقدر ما تشاركون المسيح في آلامه حتّى إذا تجلّىكنتم في فرح وابتهاج" (1بط 4/13). ويعبّر بولس الرسول عن فرحه بالعذابات التي يتحمّلها: "يسرّني الآن ما أعاني لأجلكم فأتمّ في جسدي ما نقص من شدائد المسيح في سبيل جسده الذي هو الكنيسة" (قول 1/24)، "قد امتلأت بالعزاء وفاض قلبي فرحاً في شدائدنا كلّها" (2قور 7/4). ويُشيد بولس أيضاً بكنائس مَقْدونِيَة التي "مع كثرة الشدائد التي امتحنوا بها قد فاض فرحهم العظيم" (2قور 8/2). وقد أنبأ السيّد المسيح بهذا الفرح الناتج من العذاب لمّا قال لتلاميذه في أثناء العشاء الأخير: "الحقّ الحقّ أقول لكم: ستبكون وتنتحبون، وأمّا العالَم فيفرح. ستحزنون، ولكنّ حزنكم سينقلب فرحاً. إنّ المرأة تحزن عندما تلِد لأنّ ساعتها حانت. فإذا وضعت الطفل لا تذكر شدّتها بعد ذلك لفرحها بأنْ قد وُلِدَ إنسان في العالَم. فأنتم أيضاً تحزنون الآن ولكنّي سأعود فأراكم فتفرح قلوبكم وما من أحد يسلبكم هذا الفرح" (يو 16/20-22). عندما يُطلب إلى المؤمن أن يفرح، حتّى في عذاباته، لا يعني ذلك إنكار الإحساس البَشَريّ والشعور الإنسانيّ، أو الاستكانة الراضخة لصروف الدَهر وأنواء القدر، أو التلذّذ المرضيّ بالألم والتعبّد الخاطئ بإذلال الجسد. إنّما الفرح في العذاب عند المؤمن يأتي من التسامي فوق الألم، فلا يرزح تحت وطأته، بل يجعله باباً للدخول في المجد السماويّ فإنّ "آلام الزمن الحاضر لا تعادل المجد الذي سيتجلّى فينا" (روم 8/18). ويفرح المسيحيّ في عذاباته لأنّه يتمثّل بالمسيح الذي تحمّل الآلام والصليب. فمَن لا يحمل صليبه كلّ يوم ويتبعه ليس أهلاً له (متّى 10/38). ومَن يتشبّه به لا بدّ من أن يقوم معه لحياة خالدة، كما يقول بولس الرسول: "فأتمثّل به في موته، لعلّي أبلغ القيامة من بين الأموات" (فل 3/10-11). كما أنّ الفرح في العذاب ينتج من قناعة المؤمن بأنّ الله يمتحن إيمانه كما يُمتحن الذهب في النار. فيظلّ على يقين بالفوز بالخلاص، ممّا يجلب له فرحاً لا يوصف هو مقدّمة فرح المجد الأبديّ (1بط 1/3-9) "فأنتم تعلمون أنّ امتحان إيمانكم يلد الثبات، وليكن الثبات فعّالاً على وجه كامل، لتكونوا كاملين سالمين لا نقصَ فيكم" (يع 1/3 و4). من الخوف إلى السلام أمّا الأمر اللافت الثاني في ظهورات يسوع لتلاميذه بعد قيامته أنّه يُبادرهم بالسلام: "السلام عليكم". ثلاث مرّات منح يسوع سلامه. وإذا أمعنّا في الدراسة في إنجيل يوحنّا نجد أنّ حضور يسوع، في حدّ ذاته، ينبوع السلام وجوهره. فعندما يخيّم الحزن على التلاميذ في أثناء العشاء السرّيّ بسبب قرب فراق معلَّمهم، يسكّن يسوع روعَهم بقوله: "السلام أستودعكم وسلامي أمنحكم" (يو 14/27). وبعد موته ودفنه، عندما يسيطر عليهم الخوف ويختبئون في دار ويغلقون الأبواب خشيةً من اليهود.. ها هو يحضر بينهم ليهدّأ اضطرابهم، وينفخ فيهم روحه القُدّوس، ويعطيهم السلطان على غفران الخطايا. "السلام عليكم". تحيَّة ردّدها يسوع أكثر من مرّة ليعلّمنا أنّنا بالسلام نستطيع أن نقهر الشرّ ونمحو الخوف ونـزرع الوفاق. قولوا: "السلام عليكم".. قولوها لكلّ قريب وبعيد..... قولوها مع المسيح القائم من بين الأموات. "وأيّ بيت دخلتم، فقولوا أوّلاً: السلام على هذا البيت. فإن كان فيه ابن سلام، فسلامكم يحلّ به، وإلاّ عاد إليكم" (لو 10/5 و6)، كما أرشدنا السيّد المسيح. خاتمة ودعاء قد يتساءل بعضكم: كيف نتداول معاني الفرح والسلام.. ونحن نعيش في ظروف لا فرحَ فيها ولا سلام؟!.. كيف نفرح.. وأطفالٌ في العراق وفلسطين لا يعرفون في هذه الأيّام طعم العيد؟! كيف نتحدّث عن السلام.. ولا تزال أبواب كنائسنا في العراق وفلسطين موصدةً يحاصرها الغزاة والمحتلّون؟! مَن لا يشعر بالأسى العميق، لدى مشاهدته مظاهر القتل والتهجير والتدمير، التي توقعها الأسلحة الفتّاكة بالناس الذين خلقهم الله لينعموا، في دنياهم، بالعيش الكريم والطمأنينة والسلام؟! ومَن لا يتألّم عندما يرى، عبر وسائل الإعلام المرئيَّة، أولاداً وشبّاناً بترت القنابل المُحرِقة بعضاً من أعضائهم، فحُكم عليهم بأن يعيشوا معاقين ما امتدّت أعمارهم؟! ومَن لا يتأثّر لبكاء الأُمّهات ونحيب الأرامل، وقد فقدنَ أطفالاً ورجالاً، ودُمّرت منازلهنّ فوق رؤوسهنّ.. والعـالَم ينظر وما من مكترث، ودعاة السلام يستنكرون وما من مجيب؟! لن تكون للحقد ولا للعنف ولا للدماء والموت الكلمة الأخيرة.. إنّنا نريد في هذه الأوضاع الخاصّة أن نـزفّ إلى كلّ مَن يعيش في المحنة رسالة القيامة. فالفرح يولد في الشدّة، والسلام يحلّ في أوقات المِحن، مثلما أنّ النُور وُلِدَ من جوف القبر، والحياة انتصرت على الموت، والأمل غلب الألم |
||||