31 - 05 - 2014, 12:17 PM | رقم المشاركة : ( 4401 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وجود اللّه تعالى
قداسة البطريرك مار إغناطيوس زكا الأول عيواص يعجز عقل الإنسان عن إدراك طبيعة اللّه تعالى وجوهره وكيانه فهو تعالى أسمى من أن تحصره طبيعة مخلوقاته، فهو على حد قول الرسول بولس «الذي وحده له عدم الموت ساكناً في نور الكرامة والقدرة الأبدية. آمين»(1تي 6: 16). ولكن عقل الإنسان بنوره الطبيعي الذي وهبه إيّاه اللّه، يستنتج من المخلوقات وجود خالق لها، فكل معلول له علة، الأمر الذي يعد من بديهيات العقل، وشريعة المنطق، يقول أيوب الصدّيق «فاسأل البهائم فتعلمك وطيور السماء فتخبرك أو كلّم الأرض فتعلمك، ويحدثك سمك البحر، من لا يعلم من كل هؤلاء أن يد الرب صنعت هذا»(أي 12: 7) ويقول الرسول بولس: «لأن أموره غير المنظورة منذ خلق العالم مُدركة بالمصنوعات قدرته السرمدية ولاهوته حتى أنّهم بلا عذر»(رو 1: 20). فقد فطر اللّه الإنسان الناطق العاقل، على الاعتقاد بوجوده تعالى، وقد صار هذا الاعتقاد شبه غريزة في الإنسان، لذا نرى البشر في كل أجيالهم منذ بدء التاريخ على وجه هذه البسيطة، يبحثون عمن أبدع هذه الدنيا بما فيها وما عليها، وخلق الإنسان دون سائر الأحياء ناطقاً عاقلاً، فنور العقل الطبيعي، والشعور الغريزي في الإنسان يحمله على الاعتقاد بوجود كائن أزلي قدير واجب الوجود، لا علة له، وهو علة العلل كافة. كما أن العواطف الدينية راسخة في كيان الإنسان فهو ميّال إلى التعبّد وتقديم الخضوع لخالقه، ولذلك ففي كل أجيالهم عبد البشر إلهاً أو آلهة بغض النظر عن ماهية هذا الإله، وهم بعبادتهم حتى الأصنام برهنوا على أن في داخلهم وازعاً يدفعهم إلى الاعتقاد بوجود اللّه. وإذ أخفقوا في معرفة الإله الحقيقي، أعلن هو عن نفسه لآباء العهد القديم والأنبياء بالرؤى والأحلام وكلّم بعضهم فماً لفم حتى جاء مشتهى الأمم الرب يسوع الإله المتجسّد فكلّمنا اللّه به (عب 1: 1) وهو «الله ظهر بالجسد»(1تي 3: 16) وكما يقول الرسول بولس «الله لم يره أحد قط الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر»(يو 1: 18) لأنه بهاء مجده ورسم جوهره (عب 1: 3). استخدم الرسول بولس شعور الإنسان بوجود اللّه، ولئن جهل هذا الإله، استخدم ذلك وسيلة ناجحة ليبشر أهل أثينا بالإله الحقيقي. ويذكر لوقا في سفر أعمال الرسل، أنه فيما كان الرسول بولس يتجوّل بين تماثيل مدينة أثينا، مهد الحكمة وكعبة الفلسفة والفلاسفة يومذاك، وجد «مذبح الإله المجهول» فرأى تلك التسمية اعترافاً صادقاً من فلاسفة اليونان بعجزهم عن الوصول إلى معرفة الإله الحقيقي، مما دعاهم إلى إقامة العبادة على هذا المذبح (للإله المجهول) فانتهزها فرصة ذهبية سانحة ليعلن لهم أن ذلك الإله الذي يعبدونه ولا يعرفونه هو الإله الحقيقي الذي خلق العالم وكل ما فيه. هذا إذ هو رب السماء والأرض ولا يسكن في هياكل مصنوعة بالأيادي، ولا يخدم بأيادي الناس كافة كأنه محتاج إلى شيء، إذ هو يعطي الجميع حياة ونفساً وكل شيء... لأننا به نحيا ونتحرّك ونوجد (أع 17: 22 ـ 34). لقد كانت قلوب اليونانيين مهيّأة لقبول الإيمان الحق، لأن عقولهم التي كانت ثاقبة كانت كعقول سائر البشر تملك الميل الطبيعي الغريزي بوجود اللّه، ووجوب عبادته وكانت تمتاز عن غيرها باستنارتها بنور الفلسفة، فتلك الحكمة ألهمتهم الاعتراف بوجود الإله العظيم الذي يفوق أصنامهم ويمتاز بما وصفه به شعراؤهم وحكماؤهم بالحكمة والمقدّرة والحياة «لأننا به نحيا ونتحرّك ونوجد» فآمنوا على يد الرسول بولس بالله، الإله الحقيقي، وقبلوا الرب يسوع المسيح مخلصاً. والكتاب المقدس، الموحى به من اللّه، يشهد على وجود اللّه خالق الكون ومبدعه ومدبّره، والكتاب المقدس ينطوي على النبوات التي أوحى بها اللّه إلى أنبيائه الصادقين، وتمّت بحذافيرها في أوانها بعد أن أعطيت بمئات السنين، فهي أقوى حجة، وأوضح برهان على وجود اللّه تعالى الذي جعل الأوقات والأزمنة تحت سلطانه المطلق، فالماضي والحاضر والمستقبل معروفة لديه، بل الأكوان والأزمان كلها تحت أمرته وسلطانه، وهو قد وضع لها نظمها لتسير بموجبها، وهو يتصرّف بها بحسب مقاصده الإلهية. وقد تناول آباء الكنيسة القديسون عقيدة وجود اللّه بالدرس الدقيق، وتركوا لنا أبحاثاً نفيسة، ومن هؤلاء مار سويريوس يعقوب البرطلي مطران دير مار متى وأذربيجان (1241 +) الذي يقول: «إن اللّه غير مدرك، فالمدرك ـ كما يقول الفلاسفة ـ إنّما يدرك بأمرين: إما بالعقل وإما بالحواس الخمس فالذي يسمو عن حواس المخلوقات وفكرها لا يدرك البتة، إذن اللّه غير مدرك، وإننا نستدلّ على وجود اللّه من الطبيعة، والكتاب المقدس، فمن الطبيعة من البرهان الآتي وهو: إذا شاهدنا بناء نفهم أن بنَّاءً قد شيّده، ونحن نستدلّ على ذلك، ولئن كان البنّاء غائباً، هكذا عندما نتأمل المخلوقات نفهم أن اللّه قد خلقها (وإن كنا لا نتمكّن من رؤية اللّه وإدراك طبيعته). والكتاب المقدس يشهد (على وجود اللّه) فقد كتب موسى ما يلي: «في البدء خلق اللّه السموات والأرض»(تك 1: 1) وأيّد ذلك الأنبياء في أسفارهم، إذن اللّه موجود». وجوب الإيمان بوجود اللّه: فالله تعالى موجود ومن صفاته العامة أنه تعالى روح محض لا جسم له منزّه عن المادة وخواصها، غير منظور ولا يمكن أن يقع تحت الحواس الخمس وهذا ما قاله الرب يسوع للسامرية «اللّه روح والساجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا»(يو 4: 24) وهو تقدّس اسمه واجب الوجود وهو سرمدي أزلي أبدي، كان دائماً منذ الأزل فليس له بداية، وسيكون دائماً إلى الأبد فليس له نهاية وبهذا الصدد يقول صاحب المزامير «من قبل أن تولد الجبال وأبدأت الأرض والمسكونة منذ الأزل وإلى الأبد أنت اللّه»(مز 90: 2). واللّه واجب الوجود من ذاته، وعلة كل موجود فهو خالق السماء والأرض، وضابط الكل يصنع ما يشاء بحكمة وبمجرد إراداته. وهو غير محدود في وجوده وكمالاته «أإلى عمق اللّه تتصل أم إلى نهاية القدير تنتهي»(أي 11: 7) وقال سليمان الحكيم: «لأنه هل يسكن اللّه حقاً على الأرض هوذا السموات وسماء السموات لا تسعك فكم بالأقل هذا البيت الذي بنيت» (1مل 8: 27). وهو غير متغيّر في وجوده، وقدرته، وقداسته، وعدله، وجودته وحقه «لأني أنا الرب لا أتغير»(مل 3: 6) ويقول الرسول يعقوب : «كل عطية صالحة وكل موهبة تامة هي من فوق نازلة من عند أبي الأنوار الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران»(يع 1: 17). وهو رب الكل فلا يحدث شيء في الدنيا إلاّ بأمره أو بإذنه وهو موجود في كل مكان في السماء والأرض وفي جميع المواضع المنظورة وغير المنظورة، ويرى جميع الأشياء ويرى الماضي والحاضر ويعرف حتى ما في الأفكار. «وهكذا قال الرب السموات كرسيّ والأرض موطئ قدميّ»(إش 66: 1) «ألعلّي إله من قريب يقول الرب، أما أملأ أنا السموات والأرض يقول الرب»(إر 23: 23). «فاعلم وردّد في قلبك أن الرب هو الإله في السماء من فوق وعلى الأرض من أسفل ليس سواه»(تث 4: 39). «لأنه يجب أن الذي يأتي إلى اللّه يؤمن بأنّه موجود وأنّه يجازي الذين يطلبونه»(عب 11: 6). في توحيد ذات اللّه وتثليث أقانيمه: ليس بمقدورنا أن ندرك طبيعة اللّه وجوهره، ولكن عدم إدراكنا كنهه جلّ شأنه لا ينفي حقيقة وجوده. وإن ما نعرفه عنه تعالى نستمدّه من الوحي الإلهي المعلن في الكتاب المقدس بعهديه. وهو المصدر الأول لعقائدنا الدينية. كما نستقي هذه العقائد السمحة من التقليدين الرسولي والأبوي المستندين إلى تعاليم الكتاب المقدس والمفسِّرين والموضحين تلك التعاليم بشروحات صحيحة مبنية على شهادات الرسل وتلاميذهم وقوانين الإيمان التي كانت محفوظة في الكنائس بلغات شتّى، والتي تظهر خاصة واضحة بقرارات المجامع المسكونية الثلاثة المنعقدة في نيقية (325) وقسطنطينية (381) وإفسس (431). وحيث أن عقولنا محدودة ولا تقدر أن تدرك ذات اللّه غير المحدودة، علينا أن نؤمن بما أعلنه لنا اللّه عن ذاته في الكتاب المقدس: بأنه تعالى واحد ذو ثلاثة أقانيم الآب والابن والروح القدس، وأن هؤلاء الأقانيم الثلاثة طبيعة واحدة وذات واحدة وجوهر واحد، فالآب إله، والابن إله، والروح القدس إله، ومع ذلك ليسوا ثلاثة آلهة بل إله واحد، إلاّ أن الآب هو الجوهر ويتميّز بخاصة الأبوّة، فليس هو مولوداً ولا منبثقاً بل هو أب. وإن الابن هو نفس الجوهر للإله الواحد ويتميّز بخاصة البنوة من الآب أزلياً، وأن الروح القدس هو نفس الجوهر للإله الواحد ويتميّز بخاصة الانبثاق أي الانبعاث من الآب أزلياً، فليس هو والداً ولا هو ابناً ولا مولوداً بل هو منبثق من الآب. فهذه الأقانيم الثلاثة متحدة بلا انفصال ومنفصلة بالاتحاد، إله واحد بالجوهر وهي اللّه الآب وكلمته وروحه القدوس، وهي وإن كانت ثلاثة معان متميّزة بالخواص، إلاّ أن الذات واحدة إذ لا انفصال بين اللّه وكلمته وروحه القدوس في الجوهر، وأن لاهوت الأقانيم الثلاثة واحد وهم متساوون في الأزلية والأبدية والقداسة والمجد والصلاح والحكمة والقدرة وسائر الصفات والكمالات الإلهية وإن صفات اللّه تعالى الذاتية الثبوتية أو خواصه الثلاث لا شبيه لها في الخليقة، ويتّصف بها تعالى منذ الأزل وإلى الأبد. وهي الذات والنطق والحياة، وكل من هذه الأسماء هو غير الآخر، وبهذا الصدد يقول أحد الآباء: «إن الآب قائم بذاته، ناطق بابنه، حي بروح قدسه». وإن الابن قائم بالآب ناطق بذاته (لأنه هو الكلمة وهو النطق) حي بالروح القدس. وإن الروح القدس قائم بالآب ناطق بالابن حي بذاته (لأنه هو الحياة). ولكي يقربوا من أذهان البشر مفهوم هذه العقيدة، سمح آباء الكنيسة لأنفسهم أن يمثلوا اللّه تقدس اسمه بالشمس بقرصها وشعاعها وحرارتها، ومع ذلك فهي كوكب واحد وشمس واحدة وليست ثلاث شموس. وشبّهوا الثالوث الأقدس أيضاً بالمثلث المتساوي الأضلاع بخواصه المتعدّدة وهو مثلث واحد. كما مثّلوا الثالوث الأقدس بالنفس التي هي ذات حية ناطقة فإن ذاتها غير حياتها ونطقها، وإن حياتها غير ذاتها ونطقها، وإن نطقها غير حياتها وذاتها. ومع ذلك فهي نفس واحدة غير متعدّدة الذوات. عقيدة التثليث والتوحيد في الكتاب المقدس: إن الكتاب المقدس مملوء بالنصوص والشواهد الدالة على توحيد اللّه وتثليث أقانيمه. وبعض هذه روت عن كل من الأقانيم الثلاثة بمفرده. ففي العهد القديم عندما أعطى اللّه لوحَيْ الوصايا لموسى كليمه نصت الوصية الأولى على لسان الرب ما يأتي: «أنا الرب إلهك لا يكن لك آلهة أخرى أمامي»(خر 20: 2و3) والوصية الثالثة تقول: «لا تنطق باسم الرب إلهك باطلاً لأنه الرب إلهنا رب واحد»(تث 6: 4) وجاء في سفر إشعيا «لأني أنا اللّه وليس آخر»(إش 45: 22) و«هكذا يقول الرب أنا الأول وأنا الآخر ولا إله غيري»(إش 44: 8) وقال نحميا النبي وهو يخاطب الرب: «أنت هو الرب وحدك أنت صنعت السموات» (نح 9: 26). عندما سأل موسى الرب الإله عن اسم يطلقه عليه تعالى أجابه: «هكذا تقول لبني اسرائيل أهْيَهْ أرسلني إليكم» (خر 3: 14). أما عن عقيدة التثليث فقد أشير إليها في العهد القديم بورود اسم الجلالة بالعبرانية بصيغة الجمع، فالكلمة المترجمة (اللّه) هي بالعبرانية (إلوهيم) وهي جمع مذكر سالم. و«يم»هي علامة الجمع. وجاء في سفر التكوين قول اللّه تعالى «نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا»(تك 1: 26) ولم يقل «أعمل على صورتي» وقوله: «هوذا آدم صار واحداً منا»(تك 3: 2) وقوله: «ننزل ونبلبل هناك لسانهم»(تك 11: 7). والنبي أشعيا يقول عن السرافيم أنهم واقفون حول العرش يصرخون قائلين: «قدوس قدوس قدوس رب الصباؤوت»(إش 6: 3) فتثليث التقديس يشير إلى الثالوث، وبقولهم رب الصباؤوت إشارة إلى وحدة الطبيعة والجوهر. كما أن بعض آيات العهد القديم روت عن كل من الأقانيم الثلاثة بمفرده، وبذلك يتضح أن كل أقنوم من الأقانيم ذو وجود فعلي مستقل في معناه، ولكن الأقانيم الثلاثة واحد بالجوهر، ومن هذه الآيات: «الرب قال لي أنت ابني وأنا اليوم ولدتك» (مز 2: 7) ومنها «قال الرب لربي اجلس عن يميني» (مز 110: 1). وقوله «ويحلّ عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب» (إش 11: 2). وقوله: «مَنْ ثبت أطراف الأرض ما اسمه وما اسم ابنه إن عرفت»(أم 30: 4). إن ما لمحت إليه أسفار العهد القديم صرّح فيه الرب يسوع في الإنجيل المقدس، ورسله الأطهار في سائر أسفار العهد الجديد. والرب يسوع هو أجدر شخص يوضح لنا عن اللّه أبيه السماوي، فالرسول بولس يقول: «اللّه لم يره أحد قط الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر»(يو 1: 18) «لأنه بهاء مجده ورسم جوهره»(عب 1: 3). فالرب يسوع أعلن عقيدة تثليث أقانيم اللّه وتوحيده، ومساواة الأقانيم الثلاثة بالسلطان والقدرة ووحدتهم بالجوهر، بقوله لتلاميذه: «فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس»(مت 28: 19). وقد تجلّى ظهور الثالوث الأقدس حين عماد الرب يسوع إذ أنه له المجد «لما صعد من الماء انفتحت السموات فرأى روح اللّه نازلاً مثل حمامة وآتياً عليه وصوت من السماء يقول هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت»(مت 3: 16و17) فالابن كان يعتمد في نهر الأردن والآب شهد له من السماء والروح القدس حلّ عليه بشبه حمامة. كما تتّضح هذه العقيدة أيضاً من قوله له المجد لتلاميذه: «متى جاء المعزّي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق»(يو 15: 26) فالمتكلّم هو الابن والمعزّي هو الروح القدس والذي ينبثق منه الروح القدس هو الآب. ويصيغ الرسول بولس عبارة البركة بقوله: «نعمة ربّنا يسوع المسيح، ومحبة اللّه، وشركة الروح القدس مع جميعكم آمين»(2كو 13: 14) ويقول أيضاً: «لنا إله واحد»(1كو 8: 6) والرسول يعقوب يقول: «أنت تؤمن أن اللّه واحد حسناً تفعل» (يع 2: 19) فاللّه هو الإله الحقيقي وهو ثلاثة أقانيم ولكنه واحد بالجوهر. أما أقوال الآباء بهذا الصدد فلا يحصى لها عدد. قال الذهبي الفم (407 +) عن تساوي الأقانيم الثلاثة فيما بينهم أكمل تساوٍ: «فالابن ليس بأدنى من الآب والروح القدس غير المخلوق مثل الآب والابن يؤلف معهما وحدة غير منقسمة فما تقوله عن الآب قلته عن الابن وما تثبته بشأن الابن أثبته أيضاً بشأن الروح القدس. فليس بينهم إلاّ طبيعة واحدة وقوة واحدة وإرادة الآب هي إرادة الابن والروح القدس.. إن سر إعادة الولادة بالمعمودية يمثّل لنا بأوضح بيان صورة الثالوث الإلهي لأن مخلص البشر قال لرسله: «فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس»( مت 28: 19) أرأيتم كيف كرامة واحدة ووحدة كاملة وثالوث غير منقسم». وقال مار سويريوس يعقوب البرطلي مطران دير مار متى وأذربيجان (1241 +) في كتابه المسمّى (الكنوز): «إننا نعترف بإله واحد الآب الضابط الكل، وبرب واحد يسوع المسيح الإله الذي فوق الكل، وبرب واحد الروح القدس الذي منه الكل، الثالوث الأقدس، الآب والابن والروح القدس، ثلاثة أقانيم، جوهر واحد، طبع واحد، فعل واحد، لاهوت واحد، إرادة واحدة. وندعو هذه الثلاثة بالأقانيم: إذ نعطي لكل واحد اسماً خاصاً، وصفة خاصة متميزة لا من حيث الطبائع بل بالنسبة للأقانيم. فنقول: الآب والابن والروح القدس، مثلما نقول العقل والنطق والحياة، ولا نقول بثلاثة آلهة كما نقول بثلاثة أسماء، بل إله واحد له نطق وحياة، فندعو النطق ابناً، والحياة روحاً مضافاً إليها (القدس) تمييزاً عن بقية الأرواح. ونعطي الآب خاصة الأبوّة، والابن: البنوة، والروح: الانبثاق. ولا يمكننا أن نبدّل أو نفسد خواص هذه الأقانيم أي أن ندعو الآب مولوداً أو منبثقاً، والابن والداً، والروح القدس والداً أو مولوداً. لأن هذه الخواص هي أزلية لكل من الأقانيم الثلاثة فلا تتبدّل ولا تتغيّر. فنقول: الآب والد، والابن مولود غير والد، والروح منبثق لا والد ولا مولود: الواحد ثلاثة بالخواص، والثلاثة واحد بالألوهة، تمييز موحّد، وإضافة مميِّزة. إذ ليس ذلك الواحد دون الثلاثة ولا الثلاثة هم دون ذلك الواحد. فالأقانيم هم عين اللاهوت واللاهوت عين الأقانيم |
||||
31 - 05 - 2014, 12:19 PM | رقم المشاركة : ( 4402 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ملكوتُ الله من كتاب "السّائحان بين الأرض والسماء" - الله والإنسان - الجزء الثاني المطران بولس يازجي من أهمِّ العبارات التي نكرِّرها في صلواتنا الفردية وطقوسنا الجماعية هي عبارة "ملكوت الله". فنحن كلّ يومٍ نصلّي "أبانا" ونردِّد "ليأتِ ملكوتك"، ونفتتح القدّاس بـ"مباركةٌ هي مملكة (ملكوت) الآب والابن والرّوح القدس". لكن بمقدار ما هذه العبارة مهمة، بمقدار ما يُساءُ فهمها أحياناً. فالبعض منَّا، نحن المسيحيين، يَعتبر ملكوت الله مملكةً مثل "الطائفة"، نتجمَّع فيها في دنيانا لنشكّل قوةً تجاه شعوبٍ أو طوائفَ أخرى...،أوننتظر فيها من الله نصراً هنا على "أعدائنا"، أو...، والأوجه عديدة. البعضُ الآخرُ يعتبر مُلك الله مكاناً ليس "هنا" بل "هناك" في الحياة الآتية وليس الحاضرة، ونحن في الانتظار. فـ "هنا" و"الآن" هو للشيطان، الذي سمَّاه بولس الرسول "سيِّد هذا العالم"! لكنّ التأمل بهذه العبارة من خلال الكتاب المقدّس خيرُ طريقٍ لمعرفة معناها. اللهُ ملكٌ لكلّ الديانات والشعوب، وقبل المسيحيّة واليهودية! فهو من يحمي ويعدل، والقاضي الأعلى بين الخير والشر، وهو الأقوى! عند الشعوب القديمة، كان الملكُالأرضيُّ يستمدّ منه، كنائبٍ عنه، قدسيةً لمُلكه وطاعةً من شعبه. في الكتاب المقدّس، الله ملكٌ فوق كلّ الملوك، ليس كالآلهة الوثنيَّة. نظر الشعب في العهد القديم إلى الله كملكٍ دائماً، ولكن بنظراتٍ متفاوتةٍ خلال تاريخه الطويل. عندما جاء المسيح وتجسَّد كان التاريخ قد اختمر-عند البعض- لكنْ تمخَّض عن صورةٍ أرضيَّةٍ دنيويةٍ للمَلكِ الآتي من نسل داوود. هذا الملك سيأتي وينصرهم على الأمم التي حولهم ويقيم مُلْكاً ليس له نهايةٌ! وقلَّةٌ تقيةٌ كانت "تنتظر خلاص إسرائيل" بصورةٍ روحية. تجنَّب يسوع خلال حياته وبشارته لقب المَلك، وهرب من الجموع عندما أرادوا أن ينصِّبوه ملكاً، إثر عجيبةٍ كبيرة. شكّل دخول يسوع إلى أورشليم على "حمارٍ" وبتواضعٍ الصدمةَ الصاعقة التي قادت هؤلاء اليهود إلى القرار بقتل هذا الملك المتواضع، لأنه "خيرٌ أن يموت واحدٌ عن الأمّة"! كانت بشارة يسوع وكرازته بـ "ملكوت"، وبدأ هو يكرز "توبوا فقد اقترب ملكوت السماوات"، تماماً كالسّابق يوحنا المعمدان. ولكنّ الملكوت الذي دعا إليه يسوع كان مغايراً جداً للمملكة التي كان ينتظرها الرؤساء بين اليهود، لهذا أعلن لبيلاطس: "مملكتي ليست من هذا العالم". قبل آلامه صرخ يسوع بتلاميذه الذين سألوه: "متى يأتي الملكوت؟" "إنَّ بين الموجودين هنا مَنْ لا يرى الموت قبل أن يرى ملكوت الله آتياً بقوةٍ جليَّاً". يشرح الآباء القدّيسون هذه العبارة، أنّ يسوع كان يعني بـ "ملكوت الله" هنا حدث التجلِّي الذي تمَّ بعد قليل، أو أيضاً حدثَ موتِه وقيامته وتأسيس الكنيسة في العنصرة. الأمور التي شهدها الذين كانوا معه في جيله. ملكوتُ يسوع إذاً هو حالةُ "مجدِه" الظاهر للناس. وهذا ما أعلنه يوحنا الحبيب على لسان الرّب: "المجد الذي أعطيتني (يصلِّي للآب) سأعطيهم (للتلاميذ) إياه". وهذا المجد الظاهر لا يعني مجرَّد إعلانٍ، بل هبة. فالإنسان عندما "يُعاين" مجد الله لا يعني أنه يشاهده بل يختبره. عندما رأى بطرس مجدَ يسوع على ثابور، خَبِر منه خبرةً جعلته يصرخ "يا سيِّد ليتنا (حسناً أن) نبقى ههنا". ما نسميه رؤية مجد الله يعني اختبار حياة الله في سعادتها ووحدتها ومحبّتها، وذلك بالمقدار الذي نستطيعه، (أن يشاهدوا مجدك قدر ما استطاعوا - تقول ترنيمة العيد). المجد، هنا إذاً لا يعني كرامة الله أو سموّه، بل حياته. ومشاهدة هذا المجد هي اختبار شيءٍ من حياة الله في حياتنا. إذاً ملكوت الله ليس حالةً أو مكاناً هناك أو فيما بعد، بل هو حالة العشرة مع الله ومشاركته حياتَه في حياتنا هنا. "ليأتِ ملكوتك" عبارةٌ تعني أولاً أننا مسؤولون أن نحيا حياةً كحياة الله (على شبهه)، أي: "لتكن مشيئتك"، بكلمةٍ أخرى تعني اختبارَ ملكوت الله، أو حلوله بيننا الذي يتم باختبار النعمة الإلهية في حياتنا، وفي قلب كلٍّ منا. "ليأتِ ملكوتك" تعني أيضاً بالوقت ذاته حالة "الانتظار" والترقّب لحلول ملكوت الله بالكلّية عند المجيء الثاني. "ملكوت الله في داخلكم"، عبارةٌ تفسِّر معنى الملكوت بوجهيه، حالة الانتظار للمجيء الثاني وحالة حياة الإنسان في خبرة النعمة. حين يشرح الآباء القدّيسون هذه العبارة الغريبة: "ملكوت الله في داخلكم"، يشدّدون أولاً أنّ اختبار الملكوت هو مسألةٌ روحيةٌ داخلية تتمُّ في القلب وليس في بلدٍ أو بقعةٍ جغرافيةٍ أو فترةٍ زمنيَّةٍ محدَّدة... ملكوت الله حاضرٌ عندما نجعل يسوع مالكاً -وحده- في قلوبنا! "ملكوت الله طُهرٌ وبِرٌّ وسلام". وثانياً أنّ العبارة "في داخلكم" تعني: "فيما بينكم"، أي في اجتماع المؤمنين كـ "كنيسة". ملكوت الله في وسطنا، أي في محيطنا ومجتمعنا في طريقة حياتنا كـ كنيسةٍ حين نشهد ونصلّي، حيث شاء اللهُ لكلّ منا أن يصلّي ويشهد في حياته الفردية وجهاده الرّوحي وطهارته الداخلية: "أنتم هيكل الله الحي". ملكوت الله في قلب كلّ واحدٍ منّا وملكوت الله هو طريقة حياةٍ تمثِّلها وتُحضرها "الكنيسة". لهذا حين يجتمع المؤمنون، خاصةً في العشاء السري، حول الكأس المقدّسة، حول السيِّد الذبيح والذابح، يعلنون على الفور: مباركةٌ "مملكة الآب...". "ليأتِ ملكوتك"، تعني "لتكن مشيئتك". نحن إذاً أبناء الملكوت، الذين نحفظ وصيَّة السيِّد ونعمل مشيئته في حياتنا. "ليأتِ ملكوتك"، عبارةٌ توحي لنا على الفور حالة الشوق إلى "الإسختا" في الانتظار، لكنها تعني بالوقت ذاته حالةً يبدأ تحقيقها واختبارها "هنا"، أي كما تعني هذه العبارة حالة "الانتظار" تعني أيضاً حالة "إحضار"، آمين! |
||||
31 - 05 - 2014, 12:20 PM | رقم المشاركة : ( 4403 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الله يتكلم الله يتكلم ! انه تكلم الى موسى في العهد القديم ويقول )اني قد رأيت مذلة الشعب وسمعت صراخهم اني علمت اوجاعهم (خر 2. ان الله يعرف ويعرف جيداً يهتم جداً حتى أنه يقول نزلت لانقذهم لقد أتى الله مرات ومرات ليتقابل مع الانسان في احتياجاته وأعظم مجيء في التاريخ كان في تجسده وموته وقيامته (الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته أيادينا نخبركم به (1 يو 1 هذه كانت شهادة يوحنا الرسول. وقال فيلبس ذات يوم للرب يسوع ارنا الآب وكفانا عندئذ سوف نؤمن، أما يسوع فانه وبخ فيلبس وقال له بتأثير قوى ان الله الآب سوف لا ينزل كل مره عند طلب كل انسان الله اعلن عن ذاته في التاريخ يا فيلبس والى الأبد في شخصي الذي رأني فقد رأى الآب (يو 14). الله حي ونحن نؤمن باله قائم هو رب حي سيد كلي القوة رفعه الله اعطاه اسماً فوق كل أسم لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض ويعترف كل لسان ان يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب (في 2 : 9). هو الملء الذي يملئ الكل وهو الذي يكمل الكل في الكل (أف 1 : 23.( انه رأى المسيح الحي الغالب المنتصر وهذه الرؤيا هي التي جعلت منه بطلاً شجاعاً انه رأى بعينيه الجسديتين رجالاً يرجمونه ولكن بأعين الروح رأى يسوع متوجاً وسيداً على العالم سيداً حتى على الرعب الحاضر.الله حي قائم ، الله غير ميت! ليس مسيحاً ضعيفاً هو الذي نتعامل معه هو مسيح القوة فبينما كان استفانوس يرجم حتى الموت فانه نظر الى السماء وابصر ابن الانسان قائماً عن يمين الله (اع 7) ان رؤية ربنا القائم وملك الخليقة هي التي تعطي لكل مؤمن مسيحي شجاعة ثقة وجرأه ورجاء وايمان ولا يمكن لأي انسان ان يجوزه فرؤيتنا له سيداً وحياً وحاكماً وضابطاً بمثل هذه الرؤية يمكننا ان نحتمل أي شيء لأننا نعلم ان آلالم الحاضر ليس هو شيئاً نهائياً ان ربنا سوف يهبنا النصرة . في مثل هذه الأيام العصيبة الى أين نذهب؟ اين نذهب؟ الى السلام في عالم لا يوجد فيه سلام؟ أين نجد البقاء في عالم نحيا فيه دقيقة بدقيقة؟ أين نجد مأوى في عالم لا نجد فيه مكاناً للاختباء لن نجد لنا ملاذاً في أي مكان سوى ذلك الذي هو صخرتنا وخلاصنا وحصننا يقول المرنم توكل عليه دائماً الله ملجأنا وقوتنا. الله غير ميت ، الله حي! ولكن في نظرك قد يكون ميتأً ان كنت تريده ان يكون كذلك وعندئذ انت نفسك سوف تموت سوف يموت احترامك لنفسك سوف يموت رجاؤك سوف تموت شجاعتك سوت تموت كرامتك سوف تموت قوتك سوف تموت حكمتك كلك بجملتك سوف تموت ان المشكلة في حياتنا ليست في موت الله بل بالحري موت الانسان الانسان يموت لأنه يحاول مرات عديده ان يحيا بدون الله. كتب داج همرشلد Dag Hammarsh Jold الأمين الاسبق للأمم المتحدة في كتابه العلامات ويقول:ان الانسان لا يموت في اليوم الذي نتوقف نحن فيه من ادعائنا لالوهيتنا الشخصية ولكننا نحن نموت عندما تتوقف حياتنا من الاستضاءه بتلك الاشعة الراسخة الثابتة التي تتجدد يوماً فيوماً، من ذلك المصدر الذي يفوق كل عقل , الله الحي الذي لا يموت. عندما ترك تلاميذ كثيرون يسوع ولم يعودوا يمشون معه فانه اتجه نحو الاثنى عشر وقال لهم اتريدون انتم أيضاً ان تمضوا؟ فاجاب سمعان : الى من نذهب وكلام الحياة الأبديه عندك (يو 6. لمثل هؤلاء ينادون بموت الله نحتاج ان نكرر لهم كلمات الملاك التي خاطب بها النسوة اللواتي ذهبن الى قبر يسوع لماذا تطلبن الحي بين الأموات، ليس هو ههنا لكنه قام اذكرن كيف كلمكن وهو بعد في الجليل (لو 24. قيامة الرب يسوع هي الضمان الاكيد والوحيد لتجديد حياتنا والاتحاد مع القائم من بين الأموات لأنه هو الطريق والحق والحياة ولا توجد حياة حقيقية بدونه من له اذنان للسمع فليسمع |
||||
31 - 05 - 2014, 12:22 PM | رقم المشاركة : ( 4404 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كيف نتعلّم محبة الرب عظة للقديس ثيوفانس الحبيس في الأسبوع الماضي علمتنا حاملات الطيب المحبة، واليوم يعلّمنا القديس يوحنا اللاهوتي الموضوع نفسه. فهو قد أحبّ الرب أكثر من كل الآخرين وكان محبوباً منه. فلنطبع في ذهننا صورة المحبة هذه، ولنبدأ بتحويل أحاسيسنا وموقفنا من الله بحسبها. كيف بلغ القديس يوحنا اللاهوتي إلى هذه المحبة النبيلة للرب وصار مثالاً للمحبة عندنا جميعاً؟ أظن أنّه قام بذلك بالطريقة ذاتها التي يتّبعها الناس ليحبّ أحدهم الآخر. إنهم يرون جمال شخص ما أو طيبته فينشدّون إليه بكل قلبهم. على المنوال نفسه، رأى القديس يوحنا جمال الرب وصار مشدوداً إليه. لقد أحسّ بمحبة الرب الخاصة له، وتالياً اشتعل بالمحبة إليه. لقد رأى أعمال الرب العظيمة الرائعة والمثمرة فتحرّك بتقوى متّقدة وصار مكرّساً فيها وارتاح إليها. هكذا هي طريق الصعود بمحبة الرب. فلنتبعها حتى نكتسبها في النهاية. أولاً: القديس يوحنا رأى حلاوة الرب وانشدّ إليها. على المنوال نفسه، تنشأ المحبة بين الناس. إنهم يرون جمال شخص ما، الجمال الروحي أو الجسدي، فتنشأ محبة بعضهم لبعض. إذا رفعنا فكرنا إلى معاينة جمال الرب، فبالتأكيد لن نبقى باردين لا مبالين به. جمال الرب هو مجموع كل كماله. يقول القديس تيخن الزادونسكي: "انظر وتمعنْ، ماذا ينقص الرب؟". كل ما تشتهيه موجود في ملءٍ لا يُوصف ولا يُحَد. أتطلب البركة؟ فعنده البركة الأبدية الحقيقية. أتطلب الجمال؟ فهو بهي بالحسن أكثر من بني البشر (مزمور 3:44). أتسعى إلى النبل؟ فمَن هو أكثر نبلاً من ابن الله؟ أتسعى إلى الشرف؟ فمّن هو الأشرف أو الأرفع من ملك السماوات؟ أتسعى إلى الحكمة؟ إنه أقنوم حكمة الله. أتسعى إلى السعادة؟ إنه فرح الأرواح المباركة ومختاري الله وسعادتهم. أتحتاج التعزية؟ مَن يستطيع أن يعزيك أكثر من الرب يسوع؟ أتسعى إلى الراحة؟ هنا الراحة الأبدية للنفوس التي تحبه. أتريد الحياة؟ إنه نبع الحياة. أتخشى الضياع؟ إنه الطريق. أتخشى الخديعة؟ إنه الحق. أتخاف الموت؟ إنه الحياة كما يؤكّد بذاته: "أنا الطريق والحق والحياة". باختصار، كل ما تحبه النفس البشرية، من الكمال والجمال والصلاح، موجود فيه. أرغِم فكرَك على إدراك هذا وسوف لن تستطيع ألاّ تحب الله. القديسة كاترينا الشهدة كانت وعدت بأن تحب مَن تجد عنده مقدار غناها وجمالها وحكمتها، متوقعةً أنها لن تجد هذا الشخص في كل العالم. رأت أن ما عندها ليس شيئاً بالمقارنة مع جماله وحكمته وغناه. فأعطته نفسها بالكلية متشبثة به ومقدمة نفسها إليه. ثانياً: عندما أحس القديس يوحنا اللاهوتي بمحبة السيد له، اشتعل بمحبته. عندما تُختَبَر المحبة الصادقة غير الأنانية عند الآخر توحي دائماً بشعور مماثل. فلنختبر محبة الرب ونزكِّ محبتنا له. يسأل القديس تيخن: "ما الذي لم يفعله ابن الله لنا؟ ما الذي لم يوصله إلينا؟ ما الذي لم يحتمله ويتعذب منه من أجل الأنفس الفقيرة المحتاجة؟ ما هي الأعمال والعذابات التي لم يحتملها بنفسه لكي يجلبنا إلى أبيه السماوي، نحن الذين ابتعدنا عنه؟ لقد نزل من السماء لكي يرفعنا نحن المطرودين من الفردوس والملكوت. لقد وُلد بالجسد من أجلنا حتى يأتي بنا إلى عنده عبر إعادة الولادة الروحية. لقد واضع نفسه من أجلنا حتى يرفعنا. لقد أصبح فقيراً لكي يغنينا نحن البائسين. لقد تحمّل الإهانة والجراح لكي يشفينا ويؤلهنا. لقد مات عنا لكي يعطينا الحياة نحن الذين كنا أمواتاً. انظر إلى أي تنازل واتضاع حملته محبته الكاملة ورحمته العطوفة. ألم يختبر كل منا هذه الحركة من محبة الله؟ كم مرة ابتعدنا عن هذه المحبة بالخطيئة؟ وفي كل مرة نعود إلى الاتحاد به عبر رحمته بعبارة واحدة "أنا مذنب ولن أعيدها". كم من المرات أغضبناه باستسلامنا لتجربة ملاذ هذا العالم. وعندما عدنا إليه مجدداً استقبلنا إلى مائدته لنشترك في جسده ونشرب دمه. أليس هذا حنان محبته الرحومة؟ المسيح بيننا في حياتنا اليومية. مَن منّا لم يختبر اهتمامه وقربه في إنقاذنا من المحن والمرض والحزن والأوقات الصعبة، وفي كل حاجاتنا الروحية والجسدية؟ أمن الممكن ألاّ نتجاوب مع هذه المحبة العظيمة ونتوجه إلى الذي يحبنا بلا كلل؟ أمن الممكن أن ننسى محبة الرب لنا بسبب الانشغال وعدم الانتباه؟ متى عرفنا محبته وتذكرناها، من المستحل ألاّ نختبر شعوراً من المحبة للرب مهما كان قلبنا قاسياً. مَن يسير دوماً في حضرة محبة الله، سوف يكون دائماً مستنيراً بمحبته له. هذه هي طبيعة المحبة. ثالثاً: تذوّق القديس يوحنا حلاوة المحبة للرب واتكأ على صدره بمنتهى السلام. المحبة بحد ذاتها هي عطية لا تُقارَن. إنها تجلب بركة أرفع من كل ما في السماء والأرض. يقول الرب: "الذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني. والذي يحبني يحبه أبي وأنا أحبه وأظهر له ذاتي... إن أحبني أحد يحفظ كلامي ويحبه أبي وإليه نأتي وعنده نصنع منزلاً" (يوحنا 21:14و23). كم من العزاء في هذه الكلمات! كم هي عظمة وسامية وعود ابن الله التي يعطيها لمحبيه: أن محبّ المسيح سوف يشارك الآب والابن بالصداقة. يعجز الفكر البشر عن سبر غور صلاح الله. الله العظيم الأبدي وغير المدرَك يشتهي أن يقيم صداقة مع الإنسان الذي خلقه والذي هو عبده. إنه يرغب بهذه الصداقة طالما أن الإنسان لا يرفضها... صداقة مع الآب ومع ابنه يسوع كما يكتب القديس يوحنا. حيث يكون الآب والابن فهناك الروح القدس أيضاً. انظر إلى ما يبلغ محب المسيح! مَن يحبه يستحق أن يكون مسكناً ومنزلاً للثالوث الفائق القداسة. الإله المثلث الأقانيم، الآب والابن الروح القدس، مستعد جداً لأن يسكن في الإنسان بالنعمة. "الله محبة ومَن يثبت في لمحبة يثبت في الله والله فيه" (1يوحنا 16:4). هذا القلب مبارك بالحقيقة! حتى هنا على الأرض سوف يحس الفرح المسكوب بوفرة في قلوب المختارين للحياة الأبدية. يتذوّق القلب جوهرَ صلاح الله ويمتلك ما يعبّر عنه في قول الرب "ملكوت الله في داخلكم". حيث يكون الله يكون كل ما له. إذا كان الله في داخلك بسبب محبتك، إذاً سوف يبررك من خطاياك، يحررك من أسرك، يهبك السلام بدل الضمير الشرير والفرح بدل بؤسك، التعزية بدل حزنك، التبرئة في يوم الرب، العون على أعدائك، الحكمة والمعرفة بدل التشوّش والجهل، والقوة في ضعفك (عن القديس تيخن). إذا سكن الرب بسبب محبتك، فمَن هو عليك، وأي أذى قادر أن يصيبك؟ إذا كان هو سلامك فمّن يستطيع أن يقلقك؟ إذا كان هو فرحك وعزاؤك فأي إنسان أو أي شيء يقدر أن يسبب لك الأسى؟ إذا كان هو قوتك فمَن يستطيع أن يغلبك؟ إذا كان هو مَلِكَك فمَن يستطيع أن يُخضعك؟ "إذا كان الله معنا فمَن علينا؟"، هكذا يصرخ الرسول بولس بقوة مع كل محبي الرب (روما 31:8). هذه هي المحبة وانظر ما تجلب معها! إن الذين يلجون إلى محبة الله يشعرون بأنهم أكثر كمالاً، لأن المحبة هي رباط الكمال (كولوسي 14:3). إذا رغبتَ بمحبة الرب، فجاهد إلى معاينة جماله أو ملء كماله بعقلك، اشعر بدفء محبته وتذوّق حلاوة المحبة بذاتها في قلبك. لا يمكن للمرء أن يتعلّم المحبة، إنها تتم في الأماكن المخبأة من القلب. إنها تُبذَر سريّاً وتنضج غير منظورة، كما البذور التي تقع دون علم الباذر فتتبرعم وينمو لها ساق وسنبلة وبذار في السنبلة. المحبة تُبذَر سرياً كما تأثيرها في المحبوب. أدِرْ فكرَك في قلبك إلى وجه الرب المشع المليء بالمحبة والمستحق لها، ومن عينيه سوف تنزل شرارة إلى قلبك وتضيئه بمحبة الرب. مَن يقف بجانب النار يستدفئ بها، ومَن يتوجه إلى الرب بفكره وقلبه يستدفئ بحرارة محبته، ويتهيأ باستعداد دافئ نحو الرب "محبة الله قد انسكبت في قلوبنا" (روما 5:5)، هكذا يعلّم الرسول بولس. المحبة هي هبة، ولكنها هبة مهيأة لكل مَن يسعى إليها. اشتهيها واطلبها وسوف تحصل عليها. كما أن الله يتقبل كل إنسان بسرور، هكذا من المستحيل ألاّ نحبه. في أي حال، وبما أن الله لا يحبه الجميع إذ لا يتوجهون نحوه ويسعون إليه جميعاً، فقد أحبنا هو أولاً وعلينا بالتالي أن نحبه. هذه هي الحال: لقد أحببنا شيئاً ما بدلاً منه، شيئاً لا يرضيه ولا هو يباركه، ونحن عاجزون عن محبته لأن لنا قلباً واحداً وليس اثنان. إذاً، لا نستطيع أن نعمل لله وللعالم. تذكروا أيها الإخوة أن محبة العالم عداوة لله (يعقوب 4:4). عداوة لله! هذا أمر رهيب! وأسوأ منه هذه الكلمات: "إن كان أحد لا يحب الرب يسوع المسيح، فليكن أناثيما، ماران أثا" (1 كورنثوس 22:16). هكذا كان تعبير الرسول بولس عن محبته الغيورة. فلنمعن النظر في هذه الأمور، أيها الإخوة، ونلزم أنفسنا على محبة الرب من كل قلوبنا وكل نفوسنا وكل قوتنا. بل ما هو أفضل هو أن نوقظ محبته النائمة فينا ونفعّلها حتى نراها ويراها كل إنسان. آمين. |
||||
31 - 05 - 2014, 12:27 PM | رقم المشاركة : ( 4405 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في عناية اللـه و محبته للبشر و استعداد النفس للدينونة للقديس مار افرام السرياني ملفان الكنائس السورية هلموا يا إخوتي فأسمعوا مشورة إفرآم الخاطئ الفاقد الأدب ؛ فها قد بلغ إلينا يا أحبتي ذلك اليوم المخوف المرعب ؛ ونحن بما أننا متوانون نتنزه غير مؤثرين أن نتفطن في عبور هذا الزمان اليسير ؛ ونحرص أن نستغفر اللـه ؛ لأن الأيام والشهور تعبر كمنام، ومثل ظلال مسائي ليوافي بإسراع ورود المسيح المرهوب العظيم ؛ لأن ذلك اليوم بالحقيقة مرهوب للذين لم يؤثروا أن يعملوا مشيئة اللـه ويخلصوا. فأتضرع إليكم يا إخوتي هلموا فلنطرح هنا الاهتمام بالأمور الأرضية ؛ لأن كافة الأشياء تزول كلها وتبيد، لا ينفعنا في تلك الساعة سوى الأعمال الصالحة التي اكتسبناها من هنا، لأن كل واحد مزمع أن يحمل أقواله وأعماله قدام مجلس قضاء الحاكم المقسط. فالقلب يرتعد والكليتين تتغيران إذا صار هناك إشهار الأعمال وتحقيق الفحص عن الأفكار والأقوال ؛ خوف عظيم يا إخوتي ؛ رعدة عظيمة يا خلاني، من ترى لا يرتعد من لا يبكي من لا ينتحب، لأن هناك تُشهر الأفعال التي عملها كل واحد في السر والظلمة. أفهموا يا إخوتي هذا المعنى الذي أقوله لكم ؛ إذ أمنح مودتكم إقناعاً حقيقياً. الأشجار المثمرة من باطنها تبرز الثمر مع الورق في أوان الإثمار، ولا تكتسي الشجر من خارجها جمالها حسن بَهائها لكن من باطنها بأمر اللـه تينع الثمر، كل واحدة منها بطباعها. هكذا في ذلك اليوم المرهوب تبرز كافة أجسام الناس، وتينع كل الأشياء التي عملتها إن كانت صالحة أو خبيثة، ويحمل كل واحد قدام مجلس قضاء الحاكم المهول عمله كثمر، وكلامه كورق. فالصديقون يحملون ثمراً جيداً ومطرباً، القديسون يحملون الثمر العطر نضارته، الشهداء يحملون فخر اصطبارهم على العذابات والعقوبات، النساك يحملون النسك والحمية والسهر والصلاة. والناس الخطاة المدنسون المنافقون يحملون هناك ثمراً قبيحاً متهرياً ؛ ويكونون مملوءين نحيباً وحزناً وعبرات حيث دود لا يرقد ونار لا تخمد. مهول يا إخوتي مجلس القضاء لأن كافة الأشياء تظهر بغير شهود، الأفعال، الكلام، الأفكار، النتائج، وبمحضر الماثلين ربوات ربوات، وألوف ألوف، ملائكة ورؤساء ملائكة، الشاروبيم والساروفيم، الصديقون والقديسون، الأنبياء والرسل، الجماهير التي لا تحصى. فلِمَ نتوانى يا إخوتي الأحباء فإن الأوان قد حان، واليوم قد بلغ. حين يبدي الحاكم المرهوب مكتوماتنا إلى النور. فلو عرفنا يا إخوتي ما أستعد لنا لبكينا كل حين في النهار والليل متضرعين إلى اللـه أن ينجينا من ذلك الخزي والظلمة المدلهمة، لأن فم الخاطئ ينسد أمام الموقف، والبرية كلها ترتعد، ومواكب الملائكة القديسين ترهب من ذلك المجد مجد وروده. ماذا نقول له يا إخوتي في يوم الدينونة إن توانينا في هذا الوقت ؟ لأنه هو تمهل وجذبنا كلنا إلى ملكه، وسيطالبنا بجواب عن التواني في هذا الزمان اليسير. فيقول لنا بذاته: من أجلكم تجسدت، من أجلكم مشيت على الأرض ظاهراً جهاراً، من أجلكم جُلدت، من أجلكم بُصق عليَّ، من أجلكم لُطمت، من أجلكم صُلبت مرفوعاً على خشبة، من أجلكم أنتم الأرضيين سُقيت خلاً لكي أجعلكم قديسين سمائيين. وَهَبت لكم الملك الذي لي، أعطيتكم الفردوس، سميتكم إخوة لي، قربتكم إلى الآب، أرسلت إليكم الروح القدس، فأية أشياء أكثر من هذه لم أصنعها لتخلصوا أنتم، سوى أني لست أشاء أن أقتسر النية لكي لا يكون لكم الخلاص بشدة وإلزام. قولوا لي أيها الخطاة والمائتون بالطبع، ماذا أصابكم من أجلي أنا السيد المتألم من أجلكم. فها الآن قد أستعد المُلك والجائزة والنياحة والفرح، العذاب الخالد في ظلمة قصوى، فأين ما شاء كل واحد يسلك في ذات سلطانه. هلموا فلنسجد له باتفاق، ولنبكِ كلنا أمام الرب الذي خلقنا قائلين: يا سيدنا هذه كلها إنما صبرت عليها من أجلنا بما أنك إله، ونحن بما أننا خطاة نجحد كل وقت إحساناتك، وأنت بما أنك لم تذل إلهاً لابدَّ لك بالطبيعة غير مدرك بلا لوم غير محتاج. أثرت بألم صليبك أن تخلص مجاناً الخطاة الذين لم يعرفوك، وأعطيتهم نور المعرفة بك، فبماذا نجازيك نحن جنس الخطاة ؟ وبماذا نكافئ الإله الذي لا يدرك الصالح المتحنن ؟ نحن الذين صرنا بالنية منافقين لا بالطبيعة، لأنه من قبل أن نخلص كان جنسنا منافقاً. ونحن الآن بعد هذه الإحسانات كلها خطاة بالنية، أنت أيها السيد كل حين صالح ومتحنن ومرهوب وممجد ؛ خالق الدهور محتمل منذ القديم صعوبة أمرنا برأفاتك الجزيلة التي أوضحتها فينا نحن البشر، فغلبت من محبتك ورأفاتك وعانقت الصليب من أجل خلاص المسكونة كلها. فهذا لائق أن يقال من قبل نعمتك أمام مجدك، لأنه لو لم تغلب أيها المسيح من قبل تحنناتك، لما كنت بذلت ذاتك ذبيحة وقرباناً عن الخطاة. قد شبع عقل عبدك أيها السيد، وامتلأ من حلاوة نعمتك البهية ؛ ومحبتك النفيسة، فلذلك أيها المحب للناس فيما هو يزداد حلاوة، ويستنير متواتراً، ويتأيد دائماً، يخالف كل حين ويعود وينتقل إلى مرارته غير مؤثر أن تكون له حلاوة سيده دائماً. أيها الابن الوحيد الجنس، يا شعاع الآب الساكن في الضياء الذي لا يدنى منه، النور الذي لا يدرك، المنير كافة المسكونة، أضئ الناظر المظلم الذي فيَّ، لأنه قد خفي فيَّ ناظر مظلم فائضة بنعمتك ورأفاتك لئلا يدلهم العدو الغاش، لأن عقلنا المريض يضاهي النصبة الجديد نصبها التي تحتاج إلى سقي الماء دائماً. هكذا ذهننا هو ضعيف مريض محتاج بلا انقطاع إلى الاستنارة من نعمتك، قولك يارب فتح عين المكفوف منذ مولده، عجب عظيم صار أيها السيد بسلوام، إذ الضرير حين أبصر بعينيه الجسدانيتين، أضاء ناظر ذهنه للحين ليبشر بلا خوف بخبره إنه إله الكل. أضئ أيها السيد أعين قلبنا لنحبك، ونكمل بشوق مشيئتك دائماً، وإذ عين سلوام نائية عنا بعيداً، فها كأس دمك الرهيبة موعوبة نوراً وحياة فهبها لنا للفقه وللاستنارة. فلنتقدم إليها بأمانة وشوق وقداسة، لتصير لنا تمحيصاً للخطايا لا للدينونة، لأن من يتقدم للأسرار الإلهية بنفس غير مستحقة يشجب ذاته، إذ لم ينظفها ليقبل الملك في حجلته. فنفسنا هي عروس مقدسة للختن الذي لا يموت، والعرس هو الأسرار الإلهية، مأكولة بتقوى ومشروبه بجزع في النفس المقدسة. فأصغِ إلى ذاتك حافظاً حجلتك بلا دنس، وكن مشتاقاً أن تقبل الختن السمائي المسيح الملك، لكي في يوم وروده يصنع فيك منزلاً مع أبيه، فيكون مديحاً كبيراً قدام الملائكة ورؤساء الملائكة القديسين، وتدخل إلى الفردوس فرح عظيم. أيها الأخ ماذا يلتمس اللـه منك سوى خلاصك، فإن توانيت ولم تؤثر أن تخلص، ولم تسلك في طريق اللـه الممهدة، ولم تشاء أن تكمل وصاياه، فإنك تقتل نفسك، وتُخرج ذاتك من الخدر السمائي. فإن الإله القدوس والغير خاطئ وحده لم يشفق من أجلك على ابنه الوحيد، وأنت يا شقي لا ترحم ذاتك. فُقْ من نومك قليلاً يا مسكين، أفتح فمك مستغيثاً به، أطرح عنك ثقل الخطايا، ارحم نفسك، تضرع دائماً، أبكِ متواتراً، أهرب من الاسترخاء، أمقت الخبث، أرفض الرذيلة، حب الوداعة، تُقْ إلى الحمية، أدرس الترنم. أحرص أيها الأخ ما دام يوجد وقت، حب اللـه من كل نفسك كما أحبك هو، صر هيكلاً للـه فيسكن فيك الإله العلي، فإن النفس الحاوية اللـه في ذاتِها هي هيكل للـه مقدس ونقي، تخدم فيها الأسرار العالية الإلهية أي مجد اللاهوت ويتبادر إلى افتقادها موكب الذين لا أجسام لهم. فمنذ يسكن الرب في النفس، فالملائكة السمائيون يبتهجون بِها، ويحرصون أن يوقروها لأنَها هي هيكل سيدهم. مغبوط الإنسان الذي أحبك من كل قلبه، ومقت العالم والأشياء التي فيه كلها ليقتنيك وحدك أيها الإله الكلي الطهارة، الدرة النفيسة، كنز الحياة. فمن أحب اللـه هكذا حباً صافياً، وذهنه ليس على الأرض بل في العلا أبداً، حيث أحب واشتهى أن ينال، من هناك يتحلى، من هناك يستضىء، ومن هناك يشبع من محبة اللـه، بالحقيقة هي مملوءة سروراً وحلاوة، ومغبوط من ذاقها. فمن يستطيع أن يصف حلاوة محبة اللـه وصفاً كما يجب، فإن بولس الرسول الذي ذاقها وشبع منها يهتف قائلاً: لا العلو بما معناه الذي فوق، ولا العمق الذي أسفل، ولا هذه الحياة نفسها، ولا الموت المنتظر، ولا جماعة الملائكة الرؤساء والسلاطين، ولا خليقة أخرى، فهذه كلها لا تستطيع أن تفصل من محبة اللـه النفس التي ذاقت حلاوته. نار لا تموت، محبة اللـه في النفس المشتاقة إليه، فإنَها تجعل حواسها متلألئة الضياء، فترفعها من الأرض لتبغض الأرضيات وتعاين الإله الذي أحبته. والشهداء والقديسون يعلموننا الذين ذاقوها وتملوا منها، أن محبة اللـه قيد لين ناعم، ولا يمكن السيف ذو الحدين أن يقطعها، فالأمراء قطعوا أعضاء القديسين، فأما محبتهم فما استطاعوا أن يقطعوها. يا لقيد محبة اللـه الناعم الذي لا يمكن أن يفك، إن المحبة لا يقطعها سيف، ولا تطفئها نار. قطعوا الأعضاء والمحبة ما صرموها، حرقوا الأعضاء وقيود المحبة لم يفكوها، حرقوا أجساد القديسين أيضاً ومحبتهم لم يحرقوها، قيدوا أعضاء الأبرار ولم يقيدوا محبتهم. من ماذا ترى لا يتعجب من قيد المحبة اللين الترف الذي لا ينقطع قط ولا ينفك أبداً، من أحب اللـه حباً صافياً فقد أقتنى مثل هذه المحبة، لأن هذه المحبة أعطاها المسيح لكنيسته أن تتزين دائماً بِهذه المحبة، لأن هذه المحبة عربون اللـه للنفس. المحبة قاعدة راسية في النفس القديسة، هذه المحبة أنزلت الابن الوحيد إلينا، بِهذه المحبة تأنس الإله، بِهذه المحبة شوهد من لا يرى، بِهذه المحبة فُتح الفردوس، بِهذه المحبة قُيد القوي، بِهذه المحبة صارت النفس عروساً للختن الذي لا يموت، لكي ترتأي حسن نَهاية في ذاتِها دائماً. من أجل هذه المحبة تألم الختن الطاهر الذي لا يتألم، لأن النفس إن كانت مصفرة من المحبة لا يرضى بِها السيد السماوي، ولا يشاء أن يظهر بالكلية اختيار نيتها. فلذلك خولها سلطاناً دفعة أن تسير دائماً كما تشاء وترتأي، أفترى من يستطيع ومن يكون كفواً أن يمجد ويسبح الإله المخلص عن الموهبة التي أخذناها كلنا بنعمة اللـه. المجد والسجود لمسرته. فإذ قد سمعتم يا إخوتي مشورة حقارتي النافعة، فلنحرص دائماً ما دام لنا زمان أن نسير بطهارة، وبما هو أهل للـه ليسكن فينا الروح القدس، وتتكاثر محبة اللـه فينا، مكملين مسرته كل حين. لا نقتني يا إخوتي سوى هذا الاهتمام، وهو أن نجد نفوسنا في النور، وأن لا نطفأها بأحد الأمور الأرضية، والهموم العالمية، والقنية والأموال. ولنزينها بالصلوات والأصوام والأسهار والدموع، حتى تجد النفس دالة يسيرة أمام منبر المسيح المرهوب، حيث تقف النفوس كلها بخوف، حيث يصير تمييز المختارين من الخطاة، ويقف الخراف عن اليمين، والجداء عن اليسار. فأيقنوا يا أولادي أن ورود المسيح قريب ليعطي كل واحد نظير عملة، ويسكن مختاريه في الضياء والسرور الخالد، والخطاة الذين أغاظوه يقطنهم في الظلمة. فمغبوط الإنسان الذي يجد في تلك الساعة دالة ويسمع ذلك الصوت السعيد القائل: تعالوا يا مباركي أبى، ويا جماعة مختاري رثوا مملكتي. حينئذ يشاهد كل واحد ذاته في النور، ويتأمل بذاته مجداً لا يقاس قدره، فيتعجب متفكراً في ذاته قائلاً: أترى أنا هو، فكيف وجدت هكذا أنا الحقير مستحقاً. وحينئذ تتقدم الملائكة بسرور يشرفون القديسين ويمجدونَهم ويشرحون ويصفون لهم سيرتِهم، وهي النسك، الحمية، السهر، الصلاة، الفقر الاختيارى، هجر القنية الكامل، الصبر في العطش، الثبات في الجوع، الدوام في الصلاة، الفرح في العري من أجل المحبة التامة التي للمسيح. تقول هذه الملائكة للصديقين بفرح، فيجيبهم الصديقون قائلين: يوماً واحداً من أيامنا على الأرض لم نصنع فيه تقويماً حسناً. فتذكرهم الملائكة أيضاً بالموضع والوقت، فإذا تعجبوا في ذاتِهم يمجدون اللـه ناظرين أجسام القديسين ألمع من النور، لأنَهم حزنوا على الأرض باختيارهم، وبصبرهم خبئوا فيهم الدرة النفيسة، وصنعوا لهم حلة لا دنس فيها للعرس. وجدوا في الحقل كنزاً، فباعوا كل الموجودات التي لهم على الأرض، واقتنوا ذلك الكنز. تعب النسك قليل يا إخوتي، والراحة عظيمة، تعب النسك زمان قصير، وراحته في جنة النعيم إلى أبد الدهر. فمن عرف ذاته أنه أخطأ إلى اللـه، وتراخى بنيته، وأخطأ عمداً، فما دام يجد زماناً؛ فليبكِ باشتياق، ولينتحب بلا انقطاع، ليجذب الدموع إلى قلبه سروراً، وليقتنِ تخشعاً، ويحمِ جسمه بالدموع والزفرات. هل اختبرتم يا إخوتي الدموع ؟ هل استضاء أحدكم بنعمة الدموع من أجل اللـه ؟ فأيقنوا يا إخوتي أن ليس على الأرض ألذ حلاوة من الفرح والتخشع في تلك الساعة. إذا صلي الإنسان ورأى الإله جالساً في قلبه دائماً، من منكم أختبر هذا، أو أستطعم الدموع حين صلى بارتياح وشوق، وأرتفع من الأرض وصار بجملته خارج الجسم، أليس يصير خارج هذا الدهر كله، ولا يكون على الأرض، لأنه يناجي الإله نفسه، ويستضئ بالمسيح، ويتقدس بالروح القدس. يا إخوتي عجب عظيم أن يخاطب إنسان ترابي في صلاته الإله الذي لا يُرى، مغبوط الرجل الذي له كل وقت تخشع من أجل اللـه. التخشع يا إخوتي هو شفاء النفس، الخشوع هو استنارة النفس، التخشع يفيد دائماً غفران الخطايا، التخشع يجذب إليه الروح القدس، الخشوع يُسكن فينا الابن الوحيد إذا صبونا إليه، وإني لخائف أن أصف لكم اقتدار الدموع. حنة بالدموع أخذت من اللـه صموئيل النبي بسمو وفخر لقلبها، المرأة الخاطئة في منزل سمعان أخذت من المسيح غفران خطاياها حين بكت وبلت رجليه المقدستين. عظيمة قوة الدموع وتقتدر كثيراً، الدموع التي من أجل اللـه تُجلى دائماً النفس من الخطايا، وتنظفها من الأثام، العبرات تمنح دالة لدى اللـه القدوس، والأفكار الدنسة لا تقدر قط أن تقارب النفس الحاوية التخشع. فماذا ترى يكون أعلى سمواً من هذه الحلاوة ؟ وأي شيء يكون مأثوراً أكثر من تطويبها إذا ما حوت الإله الذي تصلي وتبتهل إليه ؟ أيها الإخوة إذا صبت النفس إلى اللـه تبصره دائماً في صلاتِها وتدرس في الليل والنهار، التخشع هو كنز لا يُسلب، النفس الحاوية التخشع تفرح فرحاً لا ينطق به، وقلت التخشع لا يوماً واحداً فقط بل إنما أعني التخشع الصائر دائماً باطناً في النفس ليلاً ونَهاراً. التخشع في النفس هو كعين صافية، تسقي أغصانِها المثمرة فيها، وقلت أغصانَها المثمرة، أعني بذلك الفضائل التي تسقى دائماً بالدموع والزفرات، فتثمر ثمراً رائقاً نضارته في نفسك نافعاً أبداً. فلتكونن غروسك مختارة وبَهية، أسقِ أيها الأخ غروسك بلا انقطاع مبتهلاً بدموع حتى إذا سقيت تنمو وتثمر يوماً فيوماً، لا تصر متشبهاً بي أنا المسترخي الخاطئ الذي أقول كل يوم ولا أعمل ألبته. لا تصر هكذا متوانياً بنيتك مسترخياً باختيارك، فإنه لا يكون لك خشوع ولا صلاة نقية، فأنني أعرف نفسي كل حين خاطئاً، وأنا متخوف دائماً من الدينونة المنتظرة، وليس لي اعتذار عن جرائمي. فأطلب إليكم يا إخوتي القديسين الخائفين من اللـه، والعاملين دائماً الأفعال التي ترضيه، أن تشفعوا إليه عني أنا الحقير لتوافي إليَّ نعمة بصلاتكم، وتخلص نفسى في تلك الساعة المخيفة المرعبة إذا جاء المسيح ليكافئ كل واحد نظير أعماله. المجد للإله وحده القدوس الذي لا يموت، الصالح المرهوب الطاهر المتحنن، الجاعل لساننا الحقير بنعمته مترنماً بألفاظ العدل والمحبة والتخشع لإبتناء النفس، وإنارة القلب، ومنفعة الذهن، حتى تتحلى النفس بتلاوة هذه الأقوال، وتجتذب إلى الحياة الأبدية بربنا يسوع المسيح. الذي له المجد والعز والقدرة الآن ودائماً وإلى آباد الدهور آمين |
||||
31 - 05 - 2014, 12:48 PM | رقم المشاركة : ( 4406 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الخير صفاته وأعماقه ليس الخير عملاً مفرداً أو طارئاً، إنما هو حياة: فالشخص الرحيم مثلاً، ليس هو الذى تظهر رحمته أحياناً فى حادث معين. إنما الرحيم هو الذى تتصف حياته كلها بالرحمة. وتظهر الرحمة فى كل أعماله وفى كل معاملاته، وفى أقواله وفى مشاعره، وفى أحكامه على تصرفات الناس. بل تبدو الرحمة أيضاً فى ملامح وجهه... الخير هو اقتناع داخلى بحياة القداسة، مع ارادة مثابرة على عمل الخير وتنفيذه. هو حب صادق للفضيلة، تعبر عنه حياة فاضلة.. ** والذى يحب الخير، يسعد بأن جميع الناس يعملون الخير، بدون غيره من أحد. فالذى يغار يدل على أن فيه شئ من الذاتية. أما محب الخير، فإنه يفرح حتى لو رأى أن جميع الناس يفوقونه فى عمل الخير.. ويكون بذلك سعيداً. المهم عنده أن يرى الخير، وليس المهم أن يتم الخير بواسطته أو بواسطة غيره، بعيداً عن كل مشاعر الحسد... ** والانسان الخيرّ يقيم تناسقاً فى حياته بين فضائله. فلا تكون واحده على حساب الأخرى! خدمته مثلاً للمجتمع، لا تطغى على اهتمامه بأسرته. ونشاطه لا يطغى على أمانته لعمله. كما أن أمانته تجاه كل مسئولياته لا تعطل شيئاً من صلاته وعبادته... وهو يدرك أن الفضيلة التى تفقده فضيلة اخرى، ليست هى فضيلة كاملة أو خيرّة. لأن الفضائل تتعاون معاً، ويتداخل بعضها فى البعض... فهكذا نتعلم من الله نفسه تبارك اسمه: فعدل الله مثلاً لا يمكن أن يتعارض مع رحمته، بل ولا ينفصل عنها. عدل الله عدل رحيم. ورحمته رحمة عادلة. عدل الله مملوء رحمة. ورحمة الله مملوءة عدلاً. ولا نستطيع أن نفصل بينهما. وعندما نقول عدل الله ورحمة الله، فلسنا من جهة الفصل بينهما نتكلم، إنما من جهة التفاصيل، لكى نفهم... ** والخير ليس هو فضبلة سلبية، بل ايجابية: ليس هو سلبية تهدف الى البعد عن الشر، إنما هو إيجابية فى عمل الصلاح ومحبته. فالإنسان الخيرّ ليس هو فقط الذى لا يؤذى غيره، بل هو بالحرى الذى يبذل ذاته عن غيره. ليس هو فقط من لا يرتكب خطيئة، بل هو الذى يعمل براً. ** والانسان الخيرّ هو الذى يصنع الخير مع الجميع. حتى مع الذين يختلفون معه فى الجنس أو اللون أو اللغة أو المذهب أو العقيدة. إنه كالينبوع الصافى يشرب منه الكل. وكالشجرة الوارقه يستظل تحتها الكل. إن الينبوع والشجرة لا يسألان أحداً: ما هو جنسك؟ أو ما هو لونك أو ما هو مذهبك. وهكذا الخير يعطى دون أن يتفرس فى وجه من يعطيه. ويحب دون أن يحلل دم من يحبه.. ** والانسان الخيرّ يعمل باستمرار على توسيع طاقاته فى عمل الخير... ولا يرضى على الخير الذى يعمله من أجل اتجاهه نحو خير أكبر. وفى اشتياقه الى اللامحدود، يشعر أن هناك آفاقاً فى الخير أبعد بكثير مما يفهمه حالياً.. ويقيناً أننا عندما ندخل الى عالم الروح فى الأبدية، سننظر الى ما عملناه من خير فى العالم، فنذوب خجلاً ونتوارى فى حياء!. ** على أن كل ما نعمله من خير، إنما هو نتيجة لعمل نعمة الله فينا، أو هى نتيجة لتسليم إنفسنا الى عمل نعمة الله. لذلك فالانسان يبعد عن الخير، عندما يعلن انفصاله عن نعمة الله. أى عندما يرفض أن تقود النعمة حياته، وتبدأ ارادته البشرية أن تعمل منفردة!!. حياة الخير اذن، هى حياة تسليم الارادة لله، أى حينما يسلّم الانسان لله كل فكره وكل مشاعره وكل عمله. ولعل هذا الانسان حينما يقف فى يوم الدينونة أمام الله، يقول فى دالة الحب لله: على أى شئ سوف أدان يارب وأنا من ذاتى لم أعمل شيئاً! وإنما حياتى كلها كانت بين يديك. وكل شئ بك كان. وبغيرك لم تكن شئ مما كان!!. فهل أعمالك أيها القارئ العزيز هى كذلك أى هى مجرد عمل النعمة فيك. أم هى أعمال بشرية بحتة، قابلة للزلل وللخطأ والسقوط؟!. ** واعلم أن الخير كالماء، الذى هو دائماً يمشى ولا يقف... فإن وقف أصابه الركود... لذلك فإن الخير، باستمرار يمتد الى قدام، يتحرك نحو الله ونحو الناس. فهو لا ينتظر حتى يجئ الناس اليه، يخطبون ودّه، بل هو الذى يتحرك اليهم دون أن يطلبوه. ولذلك فلأنه الخير فيه دائماً عنصر المبادرة... ** وعمل الخير، على الدوام فيه لذة. حتى إن كان أحياناً مملوءاً من الآلام. فآلامه حلوة المذاق، تريح القلب وتريح الضمير... فالذى ينقذ غريقاً يشعر بلذة فى انقاذه. والتى ترضع طفلها، تشعر بلذة فى إرضاعه. والذى يحسن الى فقير، يشعر بسعادة فيما يسعده. والذى يضحى فى سبيل وطنه، يجد كل المتعة والفخر فى تضحيته... ** والخير لا يشترك اطلاقاً مع الشرّ. لأنه أية شركة بين النور والظلمة! لذلك نحن لا نوافق إطلاقاً على المبدأ المكيافيللى القائل بأن الغاية تبرر الواسطة. أى أن الغاية الخيرة يمكن أن تكون تبريراً للوسيلة الخاطئة! فوسيلة الخير ينبغى أن تكون خيراً مثله. والخير لا يقبل أية وسيلة شريرة توصل اليه. إذ كيف يجتمع الضدان معاً؟!. فالذى يلجأ الى الكذب لكى ينقذ إنساناً، والذى يلجأ الى القسوة والعنف لكى ينشر بهما الحق أو ما يظنه حقاً.. والذى يلجأ الى الرشوة لكى يحقق لنفسه خيراً. والذى يلجأ الى الإجهاض لكى يستر سمعة فتاة... كل اولئك قد استخدموا وسائل شريرة، لكى يصلوا بها الى الخير، أو الى ما يظنونه خيراً!. ** ولعل البعض يسأل: ماذا نفعل اذا كنا مضطرين الى هذه الوسائل؟ نجيب بأن هذه كلها وسائل سهلة وسريعة، يلجأ اليها الإنسان بطريقة تلقائية، دون أن يحاول بذل مجهود للوصول الى الخير، ودون أن يبذل تضحية، ودون أن يتعب أو يحتمل... فالكذب مثلاً حلّ سريع وسهل. أما الانسان الحكيم الخيرّ، فإنه يفكر ويجتهد ذهنه بعيداً عن هذه الوسيلة. ويقيناً انه سيصل الى وسيلة اخرى تريح ضميره. كذلك العنف والقسوة، كل منها حلّ سهل يلجأ اليه انسان لا يريد أن يتعب فى الوصول الى حل آخر يكون وديعاً ولطيفاً... ** إن الخير يريدك أن تتعب من أجله، ولا تلجأ الى الحلول السهلة السريعة ولكنها خاطئة... وبقدر تعبك من أجل الخير، تكون مكافأتك عند الله.. وبهذا المقياس تقاس خيريتك. إن الحل السهل يستطيعه كل انسان. أما الذى يكد ويتعب للوصول الى تصرف سليم، فإنه يدل على سلامة ضميره وحبه للخير. عليك اذن أن تفحص الوسائل التى تستخدمها للوصول الى الخير، وتتأكد أنها وسائل خيرّة. إن الشيطان حينما يفشل فى إقناعك بطريق الشر، ويجدك مصراً على الخير. فإذ يفشل فى السيطرة على الهدف أو نوع العمل، قد يقنع بالسيطرة على الوسيلة، فيقدم لك خططاً للوصول... فاحذر اذن، ولا تجعله يكسب أية جولة فى صراعه معك. ** أخيراً، اطلب من الله أن تكون نتائج عملك خيراً أيضاً: لاشك أنك قد لا تستطيع أن تتحكم فى النتائج. وقد تتدخل فى الأمر عوامل شريرة خارجة عن ارادتك، محاولة أن تفسد نتائج مجهوداتك الخيرّة... إنك كما تجاهد بكل قوتك أن تعمل خيراً، فإن الشيطان من جهته يعمل بكل قوته لكيما يعرقل عملك. ولكن لا تيأس، فإن الله يتدخل لإعانتك. لهذا قلت لك إن العمل الخير تكون نتائجه بقدر الامكان خيراً. |
||||
31 - 05 - 2014, 12:53 PM | رقم المشاركة : ( 4407 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في الدينونة الرهيبةوالعذاب الدائم للقديس أفرام السرياني أيها الإخوة الأحباء بالمسيح- إنّ سليمَانالحكيم قال: “باطلة هي الأباطيل كل شيء باطل” (جامعة 1: 2) والملك داود رنَّم: “إنما يسلك الإنسان في الظل باطلاً يعجون” (مز 38: 7) حقاً ان الذين يحبّون الأشياءالباطلة يعجون والذين يحرصون على المال وغيره سرعان ما يزولون ولا يقدرون أن يأخذوامعهم شيئاً من حطام الدنيا، ولذلك لا يرتاحون. سنترك كل شيء هنا ونذهب عراة كماخلقنا، سنذهب إلى الأبدية، إلى أمام الديّان الرهيب، سننتقل إلى الحياة الآتية،عُراة بكآبة قلب، وبانسحاق النفس، وبرعدة وخوف، وبالتنهّدات العميقة، نقف أمامالمحكمة المخيفة حيث لا محاباة، ولا استرحام ولا شفاعة ولا دفاع، حيث يتحتّم على كلمنا أن يؤدّي الحساب عن أعماله وأقواله وأفكاره. حقاً! أيها الإخوة سيكون خوف ورهبة لم يسبقمثيلهما منذ بدء العالم. القوات والسارافيم والشاروبيم وكل ما في السماوات وماتحتها يظهر. وكل من على الأرض ومن فيها يهتزّ ويرتجف. القبور تنفتح والأموات تنهض،والأحياء تنتصب. وإذا كان في الله دانيال قد ارتعد خوفاً لما رأى الدينونة الآتيةفماذا يحدث لنا نحن، عندما نقف جميعاً للدينونة الرهيبة من شروق الشمس إلى غروبهامثقلين بخطايانا؟ أين الأصدقاء والأقرباء حينئذٍ؟ أين الذخائر الغالية الثمن؟ أينأولئك الذين ازدروا الفقراء وطردوا الأيتام والبؤساء ونسبوا كل حسنة لنفوسهم مدّعينأنهم المتّقون المفضّلون؟ أين أولئك الذين لم يكن خوف الله في قلوبهم ولم يؤمنوابالعذاب الآتي ووعدوا أنفسهم بالخلود على الأرض؟ أين أولئك القائلون: “لنأكل ونشربفإناً غداً نموت” (أشعيا 22: 13) لنلتذّ بخيرات هذه الحياة ونشاهد ماذا يكون بعد؟إن الله رحيم فهل يسامح الخطأة؟ إن الذين يُدانون يُطردون من المحكمة العادلةويُساقون إلى محل العذاب حيث البكاء وصرير الأسنان فيلتفتون إلى الوراء ليرواالصديقين المفصولين عنهم فيبصرون نوراً سماوياً لا يوصف وجمال الفردوس والهباتالعظيمة التي نالوها من ملك المجد مقابل جهادهم في أعمال البر. ثم يبتعد الخطأة،رويداً رويداً، عن الجميع، عن الأبرار، عن الأقارب، عن الأصحاب والمعارف، حتىيتواروا عن الله تعالى فاقدين كل إمكان وأمل بأن يروا السعادة والنور الحقيقي غيرالمسائي. حينئذٍ يرون أنهم تركوا نهائياً، وأن كل أمللهم قد هلك، فلا أحد يقدر أن ينفعهم، أو يشفع بهم فيبكون بمرارة ويقولون: آه! كم منالزمن أضعناه بالتهامل! وكم خدعنا قلبنا الأعمى! إن الله كلَّمنا بالكتاب المقدّسفلم نسمع له. لذلك نصرخ الآن وهو يحوِّل وجهه عنا. فنحن الذين قُدنا نفوسنا إلى هذهالتعاسة لأننا عرفنا هذا ولم نسمع، وأُنذِرنا ولم نرتدع، ووُعِظنا ولم نهتدِ،وأُسمِعنا كلام الله ولم نصدّق. فما أعدل حكم السيّد. إننا نُدان الآن بحق وعدل. اننا نُكافأ حسب أعمالنا. اننا نقاسي العذاب عن الملذّات الوقتية، ونُدان عنالإهمال بالنار التي لا تُطفأ، حُرمنا من المجد الحقيقي لأجل اهتمامنا بالمجدالباطل، وحُرمنا من مسرات الفردوس إلى الأبد لاندفاعنا وراء الملاهي الوقتية. وحُرمنا من الفخر الدائم من أجل الغنى الزائل فلا سبيل لنا إلى المعونة. لقد تركَناالجميع: الله والقديسون، وفات وقت التوبة، ولا منفعة بعد من الدموع. أنصرخ خلِّصونا أيها الأبرار! خلِّصونا أيهاالرسل، أيها الأنبياء، أيها الشهداء! خلصنا أيها الصليب الطاهر المحيي “خلصيناأيتها السيّدة والدة الإله! يا أُم الله المحب البشر! نصرخ، ولكن لا أحد يسمعنا. وإذا سمع فلا منفعة لنا، لأن كل شفاعة قد انتهت. ولذلك يوجّه الخطأة إلى جهنم حيث “النار الدائمة وحيث الدود الذي لا يموت” (مرقس 9: 43). تمرُّ الأجيال وكل ساعة هناك كأنها جيل. وصوتالله الحق يدوي فوق سكان جهنم- انني لم أزل ساخطاً. تمرُّ الأجيال، والكلمات نفسها: -انني لم أزل ساخطاً- تطرق مسامع أولئك التعساء. ان أذهان الملائكة تعجز عن إحصاءالأجيال والمعذّبون ينسون متى كان بدء عذابهم. وسيبقى الصوت من لدن الحق مسموعاً: إني لا أزال ساخطاً! ان الأنبياء والرسل القديسين تنبّأُوا عن يومالدينونة الرهيب. والكتاب المقدّس، ما زال ينذر بيوم الدينونة وساعته في جميع أنحاءالمسكونة، وفي جميع الهياكل، حتى تلين قلوب الجميع. “فتأملوا واسهروا وانتبهواواعتدلوا وصلُّوا وتوبوا وكونوا على استعداد تام لأنكم لا تعلمون اليوم والساعةالتي يأتي فيها ابن البشر” (متى 25: 13) واحترسوا لأنفسكم حتى لا تثقل قلوبكم فيالخلاعة والسكر والهموم المعاشية فيقبل عليكم بغتة ذلك اليوم (توما 21: 34). انالقديس النبي والملك داود كان يذكر دائماً يوم الدينونة الرهيب فيبلّل مضجعهبالدموع كل ليلة مبتهلاً إلى الله وقائلاً: “ولا تأخذ عبدك إلى القضاء إن شئت أنتفعل هذا فانه لا يبرّر أمامك أحد من الأحياء” (مز 142: 2). لنقبل نحن على هذا الجهاد قبل أن يأتي ذلكاليوم، لنهتم لنفوسنا حتى نقف في المحكمة الرهيبة في تلك الساعة الهائلة بدوندينونة. لنبادر إلى وجه ربنا بالاعتراف والصوم والصلاة والدموع! لنبادر قبل أنيأتي. ستفاجئنا بغتة ساعة الموت المحتومة التي يخافها الجميع والكل في انتظارها،وقلّمَا يفكّرون فيها. ان تلك الدقيقة التي تفارق فيها النفس الجسد لهائلة. وذلكاليوم رهيب جداً عندما يقف الكلام على الشفاه ويخرس اللسان. انه لمنظر يدعو إلىالبكاء، عندما يحتضر الإنسان: نقلب الطرف وقتئذٍ فلا نعرف أصدقاءنا ولا اخوتنا، وإنعرفناهم فلا نستطيع أن نكلِّمهم. نرى حولنا الأولاد يشتكون، ونفارقهم بقلب ملؤهالحزن. لا يهمّنا في تلك الساعة لا أصحاب ولا أقارب. إن الخطايا تعذِّب ضميرناوالذي يقلقنا بنوع خاص كيفية ظهورنا أمام وجه الديّان العظيم كيف نتبرّر؟ وكيف نحصلعلى المسامحة، وإلى أين يكون مصيرنا؟ إذن! ألا نخدع نفوسنا لنؤمن بأنه توجد دينونةويوجد قصاص دائم. توجد نار لا تُطفأ، ودود لا يموت، وظلام وجحيم، وصرير أسنان،وبكاء أبدي. فإن الله تعالى قال في إنجيله: “السماء والأرض تزولان وكلامي لا يزول” (متى 24: 35) لنُبعِد عنا الهلاك الأبدي، لنفطن لعدوّ نفوسنا، لنهتم بإصلاح ذواتناقبل فوات الوقت، لنذرف دموع التوبة، لننهض من خمول الكسل، لنرفع أيدينا. ان من يقدرأن ينقذنا هو الرب فلنصرخ إليه من أعماق القلب، يا رب نجِّنا فقد هلكنا (متى 8: 25) لنسرع إليه قبل أن تغرب الشمس وقبل أن توصد أبواب رحمة السيّد، لِنَسِرْ بنشاط نحوجهادنا حتى لا نسمع ذلك الصوت الهائل “إني لا أعرفكن” (متى 25: 12) سوف يأتي الوقت،سوف يقترب اليوم الذي فيه نؤدّي الحساب عن كل حياتنا، وسرعان ما نفتش عن الوقت ولانجده. لنمقت حياة الخطيئة. ولنذكر غالباً يوم الدينونة الحقّة، حتى نستحق أن نكونفي مصفّ الملائكة بواسطة التوبة ولنمسك نفوسنا عن الأشياء غير المشروعة حتى لا نبكيبحرارة. لنتعب طوال الحياة حتى لا نعرِّض ذواتنا للعذاب الدائم، لنجاهد قليلاً حتىنتخلَّص من القصاص الأبدي! احذروا أن يقول أحدكم خطيئتي عظيمة فلا عفوَ ليإنني قاتل والله لا يقبلني. إنني زانٍ والله لا يسمع لي: ألا يعلم من يقول هذا أنالسيد قد “أتى على الأرض ليدعو الخطأة إلى التوبة وليس الصدّيقين” (لوقا 5: 32) احذروا أن يتجاسر أحد فيقول: أنا لم أُخطئ إن من يقول هذا أعمى لأنه ليس أحد سالماًمن الرجس أو منزَّهاً عن الخطيئة إلا الله الصالح وحده. لذلك لا يجوز أن نبرّرأنفسنا أو نيأس من الخلاص إذا كنا نعترف بخطايانا. إذا خطئنا فلنتب، وإن تعدّدتالخطيئة فلتتعدَّد التوبة. إن الله يفرح بكل عمل مبرور وخاصة بالنفوس التائبة لأنمن يأتيه بحمله الثقيل يتقبَّله بيديه ويدعوه قائلاً: “تعالوا إليَّ يا جميعالمُتعبين والمُثقلين وأنا أُريحكم” (متى 11: 28) في الأخدار السماوية حيث يرتاحجميع أبراري. تعالوا إليَّ أيها المُثقلون، أسقطوا عنكم الخطايا وانبذوها لأنكم إذاالتجأتم إليَّ فلا يبقى مثقل فيكم. اطرحوا كل عادة شريرة واتركوا الشرّ الذي سبّبهالشيطان وتعلّموا الصلاح مني. إن المجوس لما أتوا أليَّ تركوا السحروتعلَّموا معرفة الخالق. إن العشّارين تركوا عملهم وجعلوا منهم كنيسة. المضطهدونتركوا الاضطهاد وأرادوا أن يكونوا مضطهَدين. الزناة أبغضوا الزنى وأحبّوا العفاف. اللص ترك القتل وقبل الإيمان الحق وصار من سكان الفردوس. “تعالوا إليَّ لأن منيُقبل عليَّ لا أخرجه خارجاً” (يوحنا 6: 37) فمن رأى أباً محباً بهذا المقدار؟ منرأى طبيباً صالحاً مثلي؟ إذاً لا نتهاون أيها الأحباء بل لنتب ونصرخ إلى السيّد،خلِّصنا أيها السيّد، نحن الخطأة غير المستحقين لأجل اسمك المقدس، وافتح لنا أبوابرحمتك وأهِّلنا لمجدك وملكوتك السماوي فإنك أنت إله التائبين ورجاء الذين لا رجاءلهم. ولك نرسل المجد أيها الآب والإبن والروح القدس الآن وكل أوان وإلى دهرالداهرين آمين |
||||
31 - 05 - 2014, 02:49 PM | رقم المشاركة : ( 4408 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صيبة العين الاب انطوان ملكي عندما يفاجئ المرض أو التوعك أحد الأطفال نرى أمه تحملنه إلى شيخ أو عجوز من الجيران طلباً للرقية أو ما نسمّيه بالعامية "الرقوة" دفعاً للعين الحاسدة لأن الاعتقاد السائد بأن المرض المفاجئ هو "صيبة عين". وهذه ظاهرة تأتي ضمن عملية طرد الأرواح، وللكنيسة تعليم واضح ومحدد في هذا الشأن. لكي نفهم نظرة الكنيسة وممارستها لطرد الأرواح الشريرة او النجسة يجب أن نفهم أولاً نظرتها للشر والشيطان. تعليم الآباء يؤكد أن مصدر الشر في العالم هو الشيطان الذي خلقه الله كملاك وأعطاه الحرية، ومن ثم كمخلوق حر اختار أن يتصدى لمشيئة الله. إذاً الشيطان هو ملاك ساقط غير شرير بطبيعته إنما بإرادته وفعله، ليس فيه أي حق إنما هو مليء بالخطأ والخديعة. كما أنه ليس مجرد غياب للخير إنما هو قوة فاعلة حرة تختار الشر دائماً. وللشيطان القدرة على معرفة القوى الإلهية كما يخبرنا الكتاب المقدس في أكثر من مكان. ومع هذا فقد حاول خديعة السيد المسيح بعد صومه الأربعين يوماً. لهذا هو يعرف المسيحيين ويهاجمهم لكن المجاهدين منهم يميزون خططَه. إذ أنه يستعمل مختلف وسائل الخديعة ليخضع الإنسان ويزرع التمرد على الله. أما الله فهو أزلي وغير مخلوق وقد خلق المخلوقات أحراراً وسيبيد قوى الشر بقيامة الأموات وتجديد الخليقة. التحرر من كل شر يكون بالطاعة لله ومشيئته. هذا العالم هو أرض معركة بين قبول الخير والشر مع تشديد الكنيسة على أن العالم كخليقة لله ليس شراً إنما الشر هو عمل الشيطان الذي هو قوة طفيلية تهاجم العالم والتي سوف تُدمَّر بقوة الصليب وقيامة السيد في اليوم الأخير إذ ليس من حل وسط بين الشر والخير. السيد المسيح أرسل تلاميذه ليخرجوا الشياطين (متى 8:10، لوقا 17:10-20) وأوصى بأن لا يمنعوا من يخرج الشياطين باسمه (لوقا 49:9). إضافة إلى هذا هو أخرج كثيرين منها (الرجل في مجمع كفرناحوم في مرقس 23:1-27، الولد الممسوس في لوقا 38:9-43، المجنون في كورة الجرجسيين في متى 28:8 وغيرها). والعهد الجديد واضح جداً في رفض الممارسات الشعبية المستندة إلى تعويذات أو طقوس مستندة إلى طقوس سحرية لإخراج القوى الشيطانية من الناس لأنها تقوم على تديّن خرافي يوهم الناس. نعرف من حادثة اليهود الطوافين في أعمال الرسل 13:19 أنهم أرادوا استعمال اسم يسوع والرسول بولس لكن الأرواح لم ترهبهم وفضحتهم. نحن نؤمن بأن اسم يسوع يخرج الشياطين ويبيد القوى الشريرة. آباء الكنيسة قبلوا هذا التعليم وتوسعوا فيه وكتبوا عنه مثل أغناطيوس الأنطاكي ويوستينوس الشهيد واكليمنضس الإسكندري والذهبي الفم وباسيليوس الكبير وغيرهم. في ممارسة الكنيسة الأرثوذكسية صلوات لطرد الأرواح الشريرة من الناس والأشياء والأماكن، أهمها ثلاث: استقسامات المعمودية، صلاة العين الحاسدة والصلاة للمتسلط عليهم روح نجس. في العصور الأولى للكنيسة كان يقوم بصلاة طرد الأرواح شخص مفروز لهذا العمل. ابتداءً من القرن الرابع صارت هذه المهمة من أعمال الكاهن الذي يصلي لطرد كل شر وروح شرير كعبادة الأوثان والحسد والكذب وكل عمل خبيث ناشئ من تعليم الشيطان. من هنا أن رفض الشيطان هو جزء ثابت في كل معمودية أرثوذكسية. أما العين الحاسدة فهي ظاهرة كانت الناس يقبلونها كحقيقة إذ أنهم آمنوا بأن لبعض الأفراد أحاسيس قوية من الحسد والغيرة لدرجة أنهم إذا نظروا شيئاً جميلاً أو شخصاً مميزاً يجلبون عليه الأذى. لا نعرف تحديداً متى أُضيفت صلاة العين الحاسدة إلى كتاب صلوات الكاهن لكن الأكيد أنها دخلت استجابة لعدم نضوج عدد من المؤمنين وعدم تخليهم عن عاداتهم السابق. فالكنيسة عمّدت هذه الظاهرة وعلّمت الناس أن العين الحاسدة هي أن يستغل الشيطان حسد بعض الأفراد نحو نِعَم لا يملكونها كالجمال والشباب والشجاعة والصحة وغيرها، فيسبب الأذى لمن يملكها. أي تعليم غير هذا لم تتبناه الكنيسة لأنه ينافي إيمانها بالعناية الإلهية. والكنيسة منعت وتمنع أبناءها من الالتجاء إلى الرقاة (الذين يمارسون الرقية والتعاويذ) الذين يستغلون ضعف الناس نحو الخرافات وبالتالي يسيئون إليهم روحياً ومادياً باللعب على مخيلتهم. الكنيسة تقصد هنا الذين أسلموا أنفسهم للشيطان فأضحوا كهنة له يعبثون بأفكار الناس موهمين إياهم بأنهم قادرون من خلال تعويذاتهم على رفع الضرر أو إنزاله بمَن يشاؤون، فالكنيسة توصي بالابتعاد عن هؤلاء والصلاة من أجلهم حتى يتوبوا. لكن هناك أفراد نعرفهم توارثوا الرقية في القرى والأحياء فهم ليسوا مشعوذين عن قصد، لكن ينبغي أن يفهموا تعليم الكنيسة الصحيح. هنا لا بد من التوقف عند الصلوات التي تُقال والطقوس التي تمارَس في الرقية كصب الرصاص مثلاً. قد تحتوي بعض هذه الصلوات على ذكر لبعض القديسين أو والدة الإله أو حتى المسيح نفسه، لكنها لا تستدعيه كإله ولا تجابه الروح الشرير بقوته وبالتالي هذه الصلوات ليست إلا شكلاً من أشكال الخديعة التي يمارسها الشيطان على الناس. أما صب الرصاص فهو طقس مجاور للسحر ويتثبت هذا من الصلوات التي يقولها ممارس الطقس. كل هذا إضافة إلى القوانين المرافقة لهذه الطقوس كاستعمال ورق شجر محدد وأن لا يتمكن الرجل من تعليم الرقية لرجل آخر إنما لامرأة وغيرها. قد يحلو للبعض أن يدّعي بأن الكنيسة لا تسمح بالرقية والتعويذات لكي يحتكر الكهنة هذه الممارسة. هذا كلام مغلوط إذ أن الكنيسة، استناداً إلى الكتاب المقدس، تشجع المؤمنين على أن يصلوا لبعضهم البعض "أمريض أحد بينكم فليدعُ شيوخ الكنيسة فيصلوا عليه ويدهنوه بزيت باسم الرب. وصلاة الإيمان تشفي المريض والرب يقيمه وإن كان فعل خطيئة تُغفر له? صلوا بعضكم لأجل بعض لكي تشفوا" (رسالة يعقوب 14:5-16). ختاماً يسوع المسيح هو المبيد الأول والوحيد للأرواح الشريرة لأنه الوحيد القادر على غلبة الشيطان وأي كلام آخر هو شعوذة. أي التجاء إلى غير المسيح هو تعامل مع الشيطان واعتراف بسلطته وإخراج له ببعلزبول. أي صلاة أو رقية لا تستدعي إسم يسوع المسيح وتعلنه إلهاً وملكاً ليست منه. كل مؤمن هو طارد للأرواح في جهاده لتنقية نفسه من خطاياه الشخصية ومنع الشر. من هنا أن على المؤمن الواعي بأن المسيح هو سيد الخليقة المطلق على المسيحي أن يفهم أنه ليس هناك عين حاسدة إنما هناك شيطان مترصد بالإنسان ليؤذيه ويحرضه على الآخرين متهماً إياهم بالحسد وإضمار الشر. |
||||
31 - 05 - 2014, 02:50 PM | رقم المشاركة : ( 4409 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
السحر من كتاب الجهاد الروحي للأب المغبوط باييسيوس الآثوسي الجزء الاول + ايها الشيخ الذي يضرب بالرمل ماذا يكون ؟ جواب الشيخ : انهم السحرة . هناك مشعوذون يستعملون كتاب المزامير واسماء القديسين ويخلطونها باستدعاء للارواح الشريرة . بينما نحن نقرأ المزامير كي نطلب معونة الله ونقبل النعمة الالهية اما هم باستعمالهم هذه الطريقة فانهم يشتمون الله ، رافضين النعمة الالهية . وهكذا يعملون هذا بحسب رغبة الارواح الشريرة . اخبروني عن فتى كان قد ذهب إلى احد السحرة لكي يحقق امرا ما . فقرأ له الساحر شيئا من المزامير وحقق الفتى ما اراده وبعد مرور فترة قليلة من الزمن ابتدأ هذا الفتى المسكين بالانحلال والانطفاء ترى ماذا كان قد فعل هذا الساحر ؟ تناول بيده بعضا من المكسرات وابتدأ يقرأ للفتى المزمور الخمسين . عندما وصل الى الاية " فالذبيحة لله " قام برمي المكسَرات من يده مقدَما اياها للارواح الشريرة ، كي تعمل معه معروفا . هذا قام بشتم الله مستخدما كتاب المزامير الشريف . + ايها الشيخ : البعض من الذين يتعاملون يستخدمون بالسحر الصليب والايقونات . جواب الشيخ: نعم ، من هنا نفهم اي خداع يخفون وراء كل اعمالهم بهذه الطريقة يخدع الناس المساكين ، يرونهم يستعملون الشموع والايقونات .. فيثقون بهم . لقد قال لي احدهم انه يوجد في مدينته امراة تركية قد وضعت ايقونة للعذراء على صخرة وهي تقول : " الصخرة التي تساعد العالم " لا تقول " العذراء " بل " الصخرة " . فالمسيحيون يتعلّقون بها لانهم ينظرون ايقونة العذراء . والبعض منهم، الذين عندهم مشاكل صحية يتراكضون الى هناك في فكرهم انهم سينالون العون . لكن الشيطان سوف يعذّبهم فيما بعد . ايها الشيخ هل تقتدر دائما الاعمال السحرية ؟ جواب الشيخ : كي تؤثر اعمال السحر على احد يجب ان يعطي حجة للشيطان ان يعطي للشيطان سببا اكيدا وان لا يكون عنده علاقة مع التوبة والاعتراف . اما بالنسبة للانسان الذي يعترف فلو ألقوا عليه الاشياء السحرية بواسطة الرفش ، فانها لا تؤذيه . لانه عندما يعترف وينقّي قلبه لا يستطيع المشعوذون ان يتعاملوا مع الشيطان كي يؤذوه . مرة جاء الى المنسك انسان متوسط العمر، وحالما رايته من بعيد فهمت ان عنده تأثيرا شيطانيا. قال لي : " جئت كي تساعدني ، صلي من اجلي ، اني اعاني منذ سنة من آلام مخفية في راسي ولم يشخص الاطباء شيئا" قلت له :" عندك روح شريرة لانك اعطيت حجة للشيطان بذلك " . قال لي : " انا لم افعل اي شيء" قلت له : " لم تفعل شيئا ؟ ألم تخدع احدى الفتيات ؟ ( هذه ذهبت وعملت سحرا ) . اذهب لتعترف وليقرأوا لك صلوات طرد الارواح الشريرة حتى تستعيد صحتك . إن لم تدرك الخطأ الذي ارتكبته وتتب عنه فان اجتمع الاباء كلهم الروحيون في العالم ليصلوا لاجلك فان الروح الشرير لن يذهب " . شخص اخر قال لي : " ان زوجتي عندها روح شريرة . فهي تخلق دائما ازعاجات في البيت. تنهض عند المساء وتوقظ من في البيت وتقلب كل الاشياء راسا على عقب " قلت له : " هل تذهب انت للاعتراف ؟ " قال : " لا " قلت له : " لا بد انك اعطيت حجة للشيطان . هذا لم يحصل من لا شيء " . اخيرا وجدنا انه قد ذهب عند احد شيوخ الاسلام واعطاه هذا الاخير سائلا يجلب الحظ لكي يرشه في البيت ، فتسير اعماله بشكل جيد . ولانه لم يعط هذا اية اهمية قلب الشيطان له البيت . الجزء الثاني + ايها الشيخ كيف ينحل اذا امسك احد ؟ - جواب الشيخ : بالتوبة والاعتراف . لا بد اولا ان نجد الانسان الذي لاجله اقتدر عمل السحر ، لا بد ان يدرك الانسان خطأه ، ان يتوب عنه . وان يعترف به عند الكاهن . كثيرون من الذين يأتون الى المنسك يشقون لان آخرين عملوا سحرا، ويقولون لي : " صلي من اجلي خاضة كي اتحرر من هذا العذاب " يطلبون من العون من دون ان يبحثوا كي يجدوا ما الذي حرَك الشر ضدهم حتى يصلحوه . اي ان يجدوا اين اخطأوا حتى اقتدر السحر ثم يتوبوا ويذهبون للاعتراف كي يتوقَف شقاؤهم . + ايها الشيخ عندما يصل الانسان له سحرا الى مثل هذه الحالة اي لا يستطيع ان يساعد نفسه اي يعرف خطاه ويعترف عتد الكاهن .. هل يستطيع الاخرون ان يساعدوه ؟ جواب الشيخ : يستطيع الاخرون ان يستدعوا الكاهن الى البيت ليعمل صلاة تقديس الزيت او صلاة تقديس الملء . وان يعطوا المتضررماء مقدسا ليشرب كي يتراجع الشر قليلا ويدخل المسيح داخله . احدى الامهات عملت هكذا مع ابنها واعانته . كانت اخبرتني ان ابنها عانى الكثير لانهم عملوا له سحرا . قلت لها : " ليذهب ليعترف " . قالت لي :" كيف يذهب للاعتراف وهو في هذه الحالة قلت لها : "اذا اخبري أباك الروحي كي يأتي الى البيت ويعمل صلاة تقديس الماء واعطي ابنك من الماء المقدس ليشرب . هل تعتقدين انه سيشرب ؟ قالت لي :" سيشربه " قلت لها : " ابداي بالماء المقدس ، ثم لاحقا حاولي ان تتكلمي مع ابنك والكاهن فاذا اعترف تكوني قد رميت الشيطان بعيدا " . وفي الحقيقة استعمت المراة لكلامي وساعدت ابنها بعد فترة قصيرة استطاع ان يعترف وتعافى . امرا اخرى فقيرة ترى ماذا فعلت ؟ كان زوجها قد تورط مع سحرة ولم يرض ان يحمل في عتقه الصليب . ولكي تساعده قليلا اخاطت له على حافة سترته صليبا صغيرا . وفي احد المرات اضطر ان يعيبر من ضفة نهر الى الاخرى ، ماشيا على جسر وحالما وطئت قدمه الجسر سمع صوتا يقول له : " تاسو اخلع سترتك كي نعبر الجسر سويا " . ومن حسن الحظ كان الجو باردا فقال : " وكيف اخلعها سوف ابرد " وسمع الصوت نفسه ثانية يقول له : " اخلعها اخلعها , كي نعبر سويا " . اراد الشرير ان يرميه الى الاسفل في النهر لكنه لم يقدر بسبب وجود الصليب الصغير في السترة ، اخيرا رماه هناك عند احد الضفاف ، وفي هذه الاثناء بحث عنه ذووه طوال الليل فوجوده ، المسكين واقعا عن الجسر . لو لم يكن الطقس باردا وخلع سترته ، لرماه الشيطان في النهر . لقد حفظه الصليب المخاط في داخل سترته . لقد كانت زوجته الفقيرة مؤمنة لانها لو لم يكن عندها ايمان هل كنت تفعل مثل هذا ؟ الجزء الثالث + ايها الشيخ : ايستطيع احد السحرة ان يشفي انسانا مريضا ؟ جواب الشيخ : ساحر ويقدر ان يشفي مريضا ؟! انه يستطيع ان يريح انسانا متأذيا من الرواح الشريرة بارسالها الى شخص اخر . لان الساحر هو شريك الشيطان . فعندما يقول الشيطان : " اخرج من ذاك الانسان واذهب الى فلان " فيخرج عندها الروح الشرير من ذاك ويرسله مباشرة الى احد الاقارب ومعارفه الذي يكون قد اعطى الحجة للشيطان . لذلك الذي كان عنده الروح الشرير يقول فيما بعد :" لقد تعذبت كثيرا لكن فلانا جعلني معافا " وهكذا يصبح الساحر مشهورا . لنفترض ان احدا كان منحنيا بسبب تأثير شيطاني عليع ، يستطيع الساحر ان يبعد الروح الشريرة عنه مرسلا اياه الى مكان اخر فينهض منتصبا الشخص المنحني اما اذا كان الانحناء عنده بسبب اعاقة جسدية فلا يقدر الساحر ان يجعله معافا . اخبروني عن امراة انها تشفي الناس مستعملة اشياء مقدسة متنوعة . عندما سمعت كيف تشتغل بقيت مدة مذهولا من مهارة الشيطان . تمسك صليبا بيدها وترتل طروباريات مختلفة . مثلا ترتل " افرحي يا والدة الاله " وعندما تصل الى " مبارك ثمر بطنك " تبصق بقرب الصليب مجدَفة على المسيح ، لذلك يساعدها ابليس فيما بعد . وهكذا فان بعض المرضى الذين عندهم كآبة بسبب تأثير الشرير لا يستطيع الاطباء ان يشفوهم . هذه المراة تشفهيم لانها تطرد الروح الشريرة الذي بسبب الثقل مرسلة اياه الى شخص اخر . وهكذا يتحرر اولئك من الحزن والغريب ان الككثرين يعتبرونها قوية يسألونها النصح والارشاد وهكذا شيئا فشيئا تتحطم نفوسهم . الانتباه الكثير مطلوب . ليهرب كل منا بعيدا عن اولئك السحرة وعن الاشياء السحرية . كمن يهرب من النار والافاعي ولا نتعلَقن بمثل هذه الاشياء . لا يستطيع الشيطان ابدا ان يصنع الخير . + ايها الشيخ : هل ممكن للكبرياء ان تقدونا الى حالات شيطانية ؟ جواب الشيخ : نعم . انفترض ان احدا ما يرتكب خطأ ويبرر نفسه . فاذا تحدث معه اخرون كي يساعدوه يقول لهم انهم يظلمونه . يؤمن انه افضل منهم ويدينهم . بعدها يبدئ شيئا فشيئا بالحكم على القديسين ، اولا القديسين الجدد ولاحقا القدماء : " هذا لم يصنع عجائب ، وذاك فعل كذا .." وبعد قليل يتابع ليحكم على المجامع " زايضا المجامع بالطريقة التي اخذت قراراتها .. لذلك فالمجامع بحسب رايه ، ليس عندها دقة . واخيرا يصل كي يقول : " ولماذا يصنع الله ذلك هكذا؟ " عندما يصل الانسان الى مثل هذه الحالة لا يجنَ بل يكون قد اقتبل ارواحا شريرة . جاء الى ابيه الى المنسك ، احد الممسوسين مدعيا انه اله . كان قد ذهب عند احد الاباء الروحيين في المدينة . هذا الاخير خاف ان يهاجمه الشيطان فاعتذر منه . وفيما بعد قال لابيه : " سوف ترى ان حتى الأب باييسيوس يقرَ بانب اله " . ووضع رهانا مع ابيه بكل ما يجملونه من نقود ، انه سوف يجعل الأب بايسيوس يقر انه اله . للحال عندما بدأت اصلي المسبحة انتفض واقفا وصرخ : " ماذا تعمل بهذه ؟ انا قد عملت كل انواع الخطايا . عملت الخطية الفلانية والخطية الفلانية ؟؟ واملك الشيطان في داخلي وقد تألهت . يجب ان تعترف انت بأني اله . انت لم تعمل شيئا ، فقط بهذه التي في يدك هب التي تزعجني " وتفوَه باشياء مختلفة مهينة ! قلت له : " ارحل من هنا ايها الضائع " . ودفعته بعصا المكنسة ، فاهتاج واصبح كالوحش واخرج النقود من جيبه ورماها تجاه ابيه وقال : " خذها لقد خسرت الرهان " . الجزء الرابع +ايها الشيخ كيف يستطيع الواحد ان يميز بين الممسوس بالارواح الشريرة والمضطرب عقليا ؟ جواب الشيخ : هذا الامر يستطيع طبيب بسيط تقيَ ان يفهمه . كل الذين يعانون من الارواح الشريرة عند اقترابهم من شيء مقدس ينتفضون . بهذه الطريقة يظهر بوضوح ان عندهم روحا شريرة . عندما تعطيهم ماء مقدسا ليشربوا ، او اذا رسمت الصليب عليهم بواسطة رفات القديسين يظهرون ردة فعل لان الارواح الشريرة مجتمعة في دواخلهم . وايضا اذا كان معك صليب واقتربت منهم ، يضطربون ويرتعدون بينما اذا كان عندهم مجرد اضطراب فانهم لا يظهرون اية ردَة فعل . مرة من المرات اعطيت احد الاولاد الممسوسين قطعة من الحلوى ليأكلها كي يعطش كثيرا . وبعدها قدَمت له ماء ليشرب ، هذا الماء كنت قد غطست فيه قطعة من رفات قديس . قلت له : " سوف اعطي يانَي الصغير مائ لذيذا" وحالما شرب منه قليلا حتى ابتدأ بالصراخ :" ان هذا الماء يحرقني ، ماذا يوجد فيه " . قلا له : " لا شيء ". صرخ : " ماذا تصنع بي ؟ " . انه يحرقني " . قلت له : " انه لا يحرقك أنت ، يحرق احدا آخر " . ثم رسمت علامة الصليب على راسه . فانتفضت يداه ورجلاه . لقد كان الولد يعاني من تسلط ارواح شريرة . أتذكرون ذاك الطالب الجامعي الذي جاء قديما ؟ قال لي : " يوجد داخلي شيطان ويضطههدني كثيرا . حياتي استشهاد لانه يجبرني على التفوه بكلمات قذرة وقد وصلت الى اليأس واشعر انه يضغط عليَ من الداخل ويقبض عليَ مرة هنا ومرة هناك ". كان المسكين يشير الى احشائه ، صدره ، جنبه الى يديه . لانه كان انسانا شديد الحاساسية . ولكي لا اجرحه بل لاعزيه قلت له :" انظر ليس في داخلك شيطان ، بل عليك بعض التأثيرات الشيطانية الخارجية " . عندما دخلنا الكنيسة قلت لاخوات الدير اللواتي تواجدن ان يصلين لاجل خليقة الله هذا البائس . وانا اخذت من الهيكل قطعة صغيرة من رفات القديس ارسانيوس الكبادوكي واقتربت منه وسألته مرة ثانية : " في اي منطقة يضغط عليك الشيطان ويعذبك ؟ اين تعتقد انه يوجد ؟ " فاشار لي عندها الى جنبه . فسالته :" اين هنا ؟ ومررت بيدي القابضة على الرفات المقدسة على المكان . فاصدر للحال صوتا كالعواء وصرخ : " لقد احرقتني ، لقد احرقتني !لن ارحل ... لن ارحل ! وشتم وتفوه بكلمات قذرة . عندها ابتدات اصلي في داخلي واقول : " ايها الرب يسوع المسيح اطرد الروح النجس من خليقتك . واخذت ارسم اشارة الصليب بواسطة الرفات الشريفة . استمر هذا حوالي العشرين دقيقة . وبعدها مزَقه ورماه ارضا . فتدحرج عدة مرات وتمرَغت ثيابه بالغبار . حاولنا ان ننهضه عن الارض فارتجف بكليته وقام بحركات عنيفة سببَت له السقوط فتمسك بالايقونسطاس ليتكئ عليه . وتندَت يداه بعرق بارد مثل ندى العشب . وبعد قليل رحل الشيطان وهدأ الشاب . اصبح معافا والان هو في حالة جيَدة . |
||||
31 - 05 - 2014, 02:57 PM | رقم المشاركة : ( 4410 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المطهر
في الكتاب المقدس : العهد القديم: سفر المكابين الثاني (12: 46)، الحملة على جرجياس قائد أرض أدوم، تقديم ذبيحة من أجل الموتى جراء المعركة لكي تمحى الخطايا "ثم أخذوا يصلون ويبتهلون أن تمحى الخطيئة المرتكبة محوا تاما". العهد الجديد: متى (12: 32) "ومن قال كلمة على ابن الإنسان يُغفر له، أما من قال على الروح القدس، فلن يُغفر له لا في هذه الدنيا ولا في الآخرة". الرسالة الأولى إلى أهل قرنتس (3: 14- 15) "فمن بقي عمله الذي بناه على الأسس نال أجره، ومن احترق عمله كان من الخاسرين، أما هو فسيخلص، ولكن كمن يخلص من خلال النار" التطهير من خلال اجتياز ألسنة النار. 1 بطرس (1: 7) " تهتزون له فرحا، مع أنه لا بد لكم من الاغتمام حينا بما يصيبكم من مختلف المحن، فيمتحن بها إيمانكم وهو أثمن من الذهب الفاني الذي مع ذلك يمتحن بالنار" عند الآباء: الوثائق الكنسية: الجلسة الرابعة، 6 حزيران 1274، رسالة الإمبراطور البيزنطي ميخائيل باليولوغوس إلى البابا غريغوريوس (شهادة إيمان الإمبراطور) رقم 856 : مصير الموتى، لئن ماتوا في البرارة، بعد توبة حقيقية، وقبل القيام بالتكفير المثمر عما اقترفوه أو أهملوه، فنفوسهم تطهر بعد الموت بعقوبات مطهرة ومبررة، ويمكن التخفيف عنهم شفاعة المؤمنين الأحياء، أي الذبيحة المقدسة، الصلوات الصدقات وأعمال البر. (كما شرحها باراسترون الفرنسيسكاني). مجمع فلورنس (المسكوني السابع عشر) : 26 شباط 1439، براءة في الاتحاد مع اليونانيين Lactentur coeli رقم 1304: كذلك إذا كان الذين يتوبون توبة صحيحة، يموتون في محبة الله، قبل التكفير عن خطاياهم التي اقترفوها بالفعل أو بالإهمال، بثمار جديرة بتوبتهم، فإن نفوسهم تتطهر بع موتهم بالآم تطهيرية، ولكي يتخلصوا من مثل هذه الآلام تفيدهم معونات المؤمنون الأحياء، قداديس صلوات أعمال تقوى.." متابعة المجمع التردنتيني. الجلسة25 كانون الأول 1563، مرسوم في المطهر، رقم 1820: "بوحي من الروح القدس وانطلاقا من الكتاب المقدس وتقليد الآباء القديم، والمجامع المقدسة وأخيرا في هذا المجمع، أنه يوجد مطهر، والنفوس المقيمة فيه تجد عونا لها، هي موضع إيمان، يحفظونه، وتكون منتشرة ومعلنة في كل مكان. في التعليم المسيحي الكنسي: رقم 1030: الذين يموتون في نعمة الله وصداقته، ولكنهم لم يتطهروا كاملا، وإن بعد تطهيرا كاملا، وإن كانوا على ثقة من خلاصهم الأبدي، يخضعون من بعد موتهم لتطهير، يحصلون به على القداسة الضرورية لدخول فرح السماء. رقم 1031: يتكلم عن التمييز بين عذاب المطهر المؤقت وعذاب جهنم. رقم 1471: ضمن عقوبات الخطيئة، المفعول المزدوج للخطيئة، الحرمان من الشراكة مع الله"حالة النعمة الإلهية"، غير أهل للحياة الأبدية "بالعقاب الأبدي"، كمان التنقية المزدوجة في هذا العالم أو بعد الموت، هذه التنقية تعفينا مما يسمى "بالعقاب الزمني" للخطيئة. القديسون : القديس غريغوريوس الكبير، حوارات 4، 41، 3. في الذنوب التي تمحى في هذا العالم والأخرى في العالم الآخر. القديس توما: الينبوس الحدود من السعادة الأبدية في الملكوت، يفرحون بحسب حالتهم، لا يرون وجه الله. غير متبنى به من قبل الكنيسة الكاتوليكية. كتاب ل Chanoine Jean Michel " La vie, La mort, Les Morts P119" : وحدة شركة القديسيين"المؤمنون هنا والذين في السماء، من النقاط المحرجة في الإيمان، بسبب عدم وضوح العقيدة، العقيدة هي انعكاس إيمان الكنيسة التي هي ثمرة الإيمان، عدم جاهزية كاملة للأرواح للقاء الله، بحاجة للنعمة، ومتطلب لطبيعة الله وتطهير النفس الإنسانية، انتهاء الوقت لكي تكفر النفس، ثقة بنعمة ورحمة الله، نتائج الخطيئة، بحكم طبيعة الإنسان والإرادة التي رغبت بالخطيئة، فرصة أخيرة، الآلام المطهرة الناتجة عن تأخر الرؤيا السعيدة لله. المطهر في اللاهوت الشرقي ليس بنفس مفهوم الغربي، ليست نار المطهر قصاصا أو جزاءا لما اقترفه الإنسان. موضوع استحقاقات شركة القديسين الشرقي: امتداد للشركة الإفخارستيا، تتحقق بالروح القدس سر وحدة الجسد، والغربي أعمال الصالحين الأحياء تستحق للأموات مغفرة الخطايا؟ التقديس في العرف الشرقي ليس تكفير بل تأليه، والفترة بين الموت والدينونة هي فترة تنقية وتحرير من الخطيئة، الصلوات من أجل الموتى ليست تكفير عن الخطايا بل تجديد الطبيعة الإنسانية، فلا عذابات للانتقام بل نضوج للتنقية من كل الشوائب التي تلوث صفاء الروح . |
||||