![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 43461 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() تخصيص يوم الأحد للعبادة بدلاً من يوم السبت إن اليهود كانوا يقدسون يوم السبت بكل تدقيق (أو بالحري لا يشتغلون فيه على الإطلاق) ، وذلك بناء على الوصية الرابعة من الناموس الذي أعطاه اللّه لموسى النبي (خروج 20: 8-11) ، كما لا يزال يفعل كثيرون منهم إلى الوقت الحاضر. وقد سبق اللّه وأعلن عن أهمية هذه الوصية لديه في العهد القديم، فأمر برجم إنسان كان يجمع حطباً يوم السبت (العدد 15: 32-36) . كما نبه إلى وجوب حفظ اليوم المذكور بكل تدقيق كعهد بينه وبين اليهود (لاويين 19: 3 و30، حزقيال 22: 26) ، لأنه كان رمزاً إلى الراحة الحقيقية التي قصد اللّه أن يعطيها للبشر عامة، بإعتاقها من الخطيئة التي تردت فيها أحقاباً طويلة. لكن بالرجوع إلى التاريخ، نرى أن الذين اعتنقوا المسيحية من اليهود في القرن الأول، تحولوا عن تقديس السبت (على الرغم من التحذيرات التي تهدد بالعقاب الشديد لكل من يعمل عملاً في هذا اليوم) ، وأخذوا في تقديس الأحد (أو بالحري تخصيصه للعبادة) ، مع الذين اعتنقوا المسيحية من الوثنيين، الأمر الذي يدل على أنهم كانوا يعلمون علم اليقين أن المسيح قام في هذا اليوم، وأنه بقيامته فيه قد أسس عهداً جديداً أفضل بكثير من العهد القديم، الذي كانوا يعيشون فيه من قبل. ولذلك إذا رجعنا إلى القرون الثلاثة الأولى، نرى شهادات متعددة عن تقديس يوم الأحد. فقال برنابا إننا على العكس من اليهود، نقدس اليوم الثامن أو بالحري يوم الأحد . وقال أغناطيوس يوم الرب (أو بالحري يوم الأحد) هو الذي نهضت فيه حياتنا بواسطة قيامة المسيح من بين الأموات . وقال يوستينوس في يوم الأحد يجتمع الذين يعيشون في المدن والمقاطعات سوياً في مكان واحد، لقراءة مذكرات الرسل وكتابات الأنبياء، لأنه اليوم الأول من الأسبوع الذي قام فيه مخلصنا من الأموات . وقال إيريناوس إن سر قيامة المسيح لا يمكن أن نحتفل به في أي يوم غير يوم الرب، الذي هو يوم الأحد . وقال بابياس إننا نحفظ الأحد بدلاً من السبت، لأنه يوم القيامة . وفلافيوس جوستينوس (الذي كان فيما سلف من أعظم فلاسفة الوثنيين الذين يقاومون المسيحية، ولكن عندما اعتنقها، نادى بها بكل شجاعة في القرن الثاني) قال إننا نحن المسيحيين نجتمع معاً في يوم الأحد للعبادة ودراسة كلمة اللّه، لأن اللّه في مثل هذا اليوم خلق النور، وفيه أيضاً أقام من الأموات مخلصنا يسوع المسيح، الذي هو نور العالم . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 43462 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() عيد القيامة (أ) إن الذين اعتنقوا المسيحية من اليهود أهملوا أعيادهم التي أمرهم اللّه بالإحتفال بها في العهد القديم، وأخذوا يحتفلون بدلاً منها بعيد القيامة. وكانوا يطلقون عليه عيد الفصح، لأن الفصح اليهودي لم يكن إلا رمزاً إلى المسيح من جهة كونه فدية عن الذين يؤمنون به أيماناً حقيقياً (1 كورنثوس 5: 7) ، ولأن المسيح أيضاً قام من بين الأموات في أثناء العيد المذكور. وكانوا يفرحون في عيد القيامة فرحاً روحياً عظيماً، ويصرفونه في تقديم الشكر والتسبيح للّه. ثم أخذوا مع الذين اعتنقوا المسيحية من الوثنيين، يمثلون في هذا العيد قيامة المسيح، فيطفئون الشموع في اجتماعاتهم الدينية مثالاً للظلام الذي حدث عند موت المسيح، ثم يشعلونها رمزاً إلى قيامته وظهوره. كما أن التحية التي كان يحيي بها كل واحد منهم صاحبه في هذا اليوم هي بي أخرستوس آنستي ، فيرد عليه صاحبه بالقول، اليثوس آنستي . ومعنى العبارة الأولى المسيح قام ، ومعنى الثانية حقاً قام . (ب) ومما يسجله لنا التاريخ بهذا الصدد أن أوسابيوس المؤرخ الشهير في القرن الرابع ذكر، في كتابه (تاريخ الكنيسة المسيحية) أن أسقف أزمير زار أسقف روما سنة 160 م، للتحدث معه بشأن تحديد موعد عام لعيد القيامة. وأن بطليموس الفرماوي الفلكي الذي عاش في القرن الثالث، وضع تقويماً يحدد موعد هذا العيد، وأن أساقفة روما وأنطاكية وأورشليم في ذلك الوقت، وافقوا على التقويم المذكور سنة 322 م، الأمر الذي يدل على أن خبر قيامة المسيح كان موضوعاً موثوقاً بصحته منذ القرون الأولى للمسيحية. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 43463 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() القبر الفارغ إن القبر الفارغ الذي دفن فيه المسيح لا يزال موجوداً إلى الآن، ويزوره كثير من المسيحيين منذ القرون الأولى في كل عام. وخلو القبر المذكور من جسد المسيح منذ اليوم الثالث لموته، وعدم العثور على أثر لهذا الجسد في أي مكان، على الرغم من الجهود الجبارة التي بذلها كهنة اليهود ورؤساء الرومان في هذا السبيل، للقضاء على إسم المسيح، دليل واضح على أن المسيح قام من الأموات، وصعد بعد ذلك إلى السماء، كما أعلن الكتاب المقدس. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 43464 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() نسخ الكتاب المقدس الأثرية هناك نسخ كثيرة من الكتاب المقدس يرجع تاريخها إلى القرون الأولى، وأهم هذه النسخ (أ) النسخة الأخميمية، ويرجع تاريخها إلى القرن الثالث. وقد اكتشفت في أخميم بالقطر المصري سنة 1945 م، بواسطة العلامة شستربيتي، وهي محفوظة الآن بلندن. (ب) نسخة سانت كاترين، ويرجع تاريخها إلى ما قبل القرن الرابع، وقد اكتشفتها بعثة أمريكية بمساعدة أساتذة مصريين من جامعة الإسكندرية (فاروق سابقاً) سنة 1950 م. (ج) النسخة السينائية، ويرجع تاريخها إلى القرن الرابع. وقد اكتشفها تشندروف سنة 1884 م، وأودعت في مكتبة بطرسبرج. ثم بيعت إلى المتحف البريطاني سنة 1935. (د) النسخة الفاتيكانية، ويرجع تاريخها إلى القرن الرابع. وكانت محفوظة بمكتبة الفاتيكان. لكن عندما اقتحم نابليون إيطاليا، نقل هذه النسخة إلى باريس ليدرسها علماؤه هناك. (ه ) النسخة الإسكندرانية، ويرجع تاريخها إلى القرن الخامس، ومودعة الآن بالمتحف البريطاني. (و) النسخة الإفرائمية، ويرجع تاريخها إلى القرن الخامس، ومودعة بمتحف باريس. وقد قارن كثير من العلماء هذه النسخ بالكتاب المقدس الموجود بين أيدينا، فلم يجدوا اختلافاً في موضوع ما، الأمر الذي يدل على أن حادثة قيامة المسيح من الأموات الواردة بهذا الكتاب حادثة حقيقية. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 43465 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الصور والنقوش القديمة هناك آثار متعددة من صور زيتية ونقوش، على قطع من الخشب والحجر، يرجع تاريخها إلى القرنين الأول والثاني، تدل على أن المسيح قام من بين الأموات، وصعد بجسده حياً إلى السماء. وقد نشر كثير من العلماء الصور الفوتوغرافية لهذه الصور والنقوش، مثل السير وليم رمزي، وذلك في كتابه الإكتشافات الحديثة وصحة وقائع العهد الجديد . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 43466 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() المعموديات الأثرية إن كل كنيسة من الكنائس القديمة التي يرجع تاريخها إلى القرون الأولى وصاعداً، بها معموديات. كان يغطس في مائها كل من يريد اعتناق المسيحية (كما يحدث لغاية الآن) ، عند الصلاة لأجله، وذلك للدلالة على موته مع المسيح عن أهواء العالم، ثم يصعد بعد ذلك من مائها للدلالة على أنه بالإيمان الحقيقي بالمسيح، قد قام معه بحياة روحية جديدة (كولوسي 2: 12-13) ، يستطيع بها التوافق مع اللّه في صفاته الأدبية السامية، الأمر الذي يدل على أن المسيحيين كانوا منذ نشأتهم يؤمنون ليس بموت المسيح فحسب، بل وبقيامته أيضاً من الأموات. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 43467 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أدلة عقلية على قيامة المسيح بالإضافة إلى الأدلة العقلية التي ذكرناها في الباب الأول عن صدق شهادة الكتاب المقدس الخاصة بقيامة المسيح، نأتي فيما يلي بأدلة متنوعة غيرها تؤيد هذه الحادثة. 1 - شجاعة التلاميذ وسرورهم: لو أن المسيح لم يقم من الأموات، لبدت على تلاميذه علامات اليأس والفشل، بل ولتشتت شملهم وانقطعت أواصر الصلة بينهم، بعد أن بدد موت المسيح الآمال الدنيوية التي كانوا يرجون الحصول عليها من وراء تتلمذهم له، ولعاد كل منهم إلى قريته وإلى حرفته كما تشهد بذلك تصرفاتهم في أول الأمر (يوحنا 20: 3) - ولكن بالرجوع إلى التاريخ نرى أنه في اليوم الثالث لموت المسيح، ظهرت عليهم علامات الفرح ولازمهم هذا الفرح كل حياتهم، على الرغم من الإضطهاد الذي كان ينزل بهم من وقت لآخر (أعمال 5: 38-41) . فضلاً عن ذلك، فقد استعادوا وحدتهم وأخذوا ينادون بقيامة المسيح بكل جرأة أمام اليهود والرومان وغيرهم من الناس، حتى أن التلميذ الذي بسبب خوفه وجبنه كان قد أنكره أمام جارية (يوحنا 18: 17) ، أصبح ينادي بأعلى صوته أمام رؤساء الكهنة بأنهم أجرموا بصلبهم المسيح، ومع ذلك فقد أقامه اللّه من الأموات (أعمال 2: 22-24)، الأمر الذي يدل على أن المسيح لا بد أنه قام فعلاً بعد موته، وأن كهنة اليهود أنفسهم كانوا يعرفون هذه الحقيقة كل المعرفة. 2 - إصرارهم على الشهادة بقيامة المسيح: كما أنه لو كانت قيامة المسيح أمراً مختلقاً كما يقول المعترضون، لكانت عبارات الشك والتلعثم قد ظهرت في حديث التلاميذ عنها، شأن الذين يعرفون الحقيقة لكن يخفونها لغرض في نفوسهم. أو كانوا قد لجأوا في مناداتهم بقيامته إلى الأدلة التي يرونها كافية لإقناع الناس بها، لكن بالرجوع إلى أقوالهم، نراها في غاية اليقين والصراحة، وخالية أيضاً خلواً تاماً من أية محاولة لإثبات صدق قيامة المسيح، الأمر الذي يدل على أن قيامته حقيقة واقعة عرفها كل الناس وقتئذ، حتى أنه لم يكن هناك داع لإثبات صدقها بأي دليل أو برهان. 3 - وضعهم قيامة المسيح أساساً للإيمان المسيحي: إن الرسل وقفوا إزاء قيامة المسيح موقفاً حاسماً قاطعاً. فقال أحدهم لبعض المؤمنين: وَل كِنْ إِنْ كَانَ المَسِيحُ يُكْرَزُ بِهِ أَنَّهُ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ، فَكَيْفَ يَقُولُ قَوْمٌ بَيْنَكُمْ إِنْ لَيْسَ قِيَامَةُ أَمْوَاتٍ؟ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ قِيَامَةُ أَمْوَاتٍ فَلَا يَكُونُ المَسِيحُ قَدْ قَامَ! وَإِنْ لَمْ يَكُنِ المَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلَةٌ كِرَازَتُنَا وَبَاطِلٌ أَيْضاً إِيمَانُكُمْ، وَنُوجَدُ نَحْنُ أَيْضاً شُهُودَ زُورٍ لِلّه، لِأَنَّنَا شَهِدْنَا مِنْ جِهَةِ اللّهِ أَنَّهُ أَقَامَ المَسِيحَ وَهُوَ لَمْ يُقِمْهُ - إِنْ كَانَ المَوْت ى لَا يَقُومُونَ. لِأَنَّهُ إِنْ كَانَ المَوْت ى لَا يَقُومُونَ فَلَا يَكُونُ المَسِيحُ قَدْ قَامَ. وَإِنْ لَمْ يَكُنِ المَسِيحُ قَدْ قَامَ فَبَاطِلٌ إِيمَانُكُمْ. أَنْتُمْ بَعْدُ فِي خَطَايَاكُمْ! إِذاً الذِينَ رَقَدُوا فِي المَسِيحِ أَيْضاً هَلَكُوا!,,, فَإِنَّهُ إِذِ المَوْتُ بِإِنْسَانٍ، (وهو آدم) ، بِإِنْسَانٍ أَيْضاً (الذي هو المسيح من الناحية الناسوتية) قِيَامَةُ الأَمْوَاتِ. لِأَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ الجَمِيعُ هكَذَا فِي المَسِيحِ سَيُحْيَا الجَمِيعُ (1 كورنثوس 15: 12-22) ، إذا آمنوا به إيماناً حقيقياً، الأمر الذي يدل على أن الرسل كانوا متأكدين تماماً من قيامة المسيح من الأموات. 4 - شهادة بولس الرسول: إن بولس الرسول الذي كان من أشهر علماء الفلسفة والدين عند اليهود، قد صار كما ذكرنا في الباب الأول، من أكبر أنصار المسيحية والمجاهدين في سبيلها. وبما أن شخصاً مثله لا يمكن أن يكون قد تحول عن عقيدته الأولى دون فحص أو تدقيق، لأنه كان مثقفاً ثقافة عالية، كما كانت له مكانة مرموقة في أمته. إذن فشهادته عن قيامة المسيح بناء على ظهوره له بمجده السماوي في رابعة النهار، هي شهادة يوثق بها ويعّول عليها. ولو فرضنا جدلاً أن بصره قد خدعه كما يدعي بعض النقاد، فهل من المعقول أن يكون بصر رفاقه الذين كانوا معه وقتئذ، قد خدعهم هم أيضاً؟ طبعاً كلا، لأن هؤلاء قد شهدوا جميعاً أنهم أبصروا نوراً وهاجاً، وسمعوا صوت صاحب هذا النور (وإن كانوا لم يتبينوا حقيقته أو يفهموا معنى أقواله) ، فسقطوا على وجوههم خوفاً وارتعاباً. وعندما نهضوا رأوا بولس أعمى لا يبصر، كدليل ملموس على تأثره بالنور الباهر الذي سطع من الشخص الذي ظهر له. فاقتادوا بولس بأيديهم ودخلوا به إلى دمشق (أعمال 9: 3-9) . فإذا أضفنا إلى ذلك، أنه لم يستطع واحد من اليهود أو الرومان أن يخطئ بولس الرسول في شهادته، مع أن ذلك كان ميسوراً لهؤلاء وأولئك لو كان مخدوعاً (إذ كان من الممكن أن يستدعوا رفاقه المذكورين ويستجوبوهم أمامه، عن السبب في العمى الذي قال إنه أصابه عند ظهور المسيح له في نوره الباهر) ، اتضح لنا أن شهادته عن قيامة المسيح وصعوده إلى السماء، وظهوره له بمجده من هناك، لا بد أنها شهادة صادقة. 5 - كمال المسيح وتقوى تلاميذه ونزاهتهم: إن المسيح كما نعلم كان كاملاً كل الكمال، ولذلك ليس من المعقول أن يكون قد أدخل في روع تلاميذه أنه قام من الأموات بجسده الذي صلب، لو لم يكن قد قام فعلاً به. كما أن تلاميذه كانوا على درجة عظيمة من التقوى حتى استطاعوا بكرازتهم بالمسيح مماتاً ومقاماً، أن يجعلوا الوثنيين الفجار، أشخاصاً قديسين أمناء، ولذلك ليس من المعقول أيضاً أن يكونوا قد لفقوا حادثة قيامة المسيح، بل لا بد أنها حادثة حقيقية. 6 - انتشار المسيحية: كما أنه لو لم يكن المسيح قد قام من بين الأموات، لما قامت للمسيحية قائمة (إذ ليس من المعقول أن تقوم على آراء شخص قال إنه سيقوم بعد موته لكنه لم يقم) بل ولما فكر في اعتناقها إنسان على الإطلاق (وذلك لعدم توافقها مع ميول البشر وغرائزهم الجسدية، وتعرض أتباعها للإضطهاد والآلام في الحياة الدنيا) ، لذلك فانتشار المسيحية دليل واضح على أن المسيح قام من الأموات، ودليل أيضاً على أنه يبعث في أتباعه حياة جديدة تسمو بهم فوق الأهواء والشهوات، وتقدرهم على احتمال الإضطهاد والآلام بكل فرح وسرور. 7 - شهادة بعض علماء اليهود وغيرهم عن قيامة المسيح: إن عدداً كبيراً من العلماء والفلاسفة والمؤرخين الذين كانوا ينكرون فيما سلف قيامة المسيح، قد درسوا الوقائع الخاصة بها دراسة دقيقة فانتهى بهم الأمر (مع اختلاف مبادئهم وعقائدهم) إلى الإعتراف بصدقها. ويعوزنا الوقت إذا حاولنا الإتيان بأقوالهم جميعاً، لذلك نكتفي بما يأتي: قال الحبر اليهودي كاوزنر في كتابه يسوع الناصري : من المحال أن نفترض وجود خدعة في أمر قيامة المسيح، لأنه لا يعقل أن تظل خدعة 19 قرناً - هذا لأن كاوزنر عاش في القرن التاسع عشر. وقال وستكوت: لا توجد حادثة تاريخية واحدة دعمتها أدلة أقوى من تلك التي تدعم قيامة المسيح . وقال دكتور ديني: لا مجال للشك في قيامة المسيح، بعد أن غيرت يوم الراحة الذي كان اليهود يتمسكون به بكل شدة . وقال تيودور: لو كان حماس تلاميذ المسيح هو الذي ولد الإعتقاد بقيامته لديهم، لكان هذا الحماس قد برد شيئاً فشيئاً حتى وصل إلى درجة الخمول والجمود. لكن إن كان ظهور المسيح لهم بعد موته، هو الذي بعث فيهم النشاط المتواصل في ميدان خدمة الإنجيل، فلا ندحة من التسليم بأن ظهوره كان أمراً حقيقياً وليس خيالياً . وقال ستروس أحد أرباب النقد، ما ملخصه: لو كان المسيح قد أنزل عن الصليب قبل أن يموت (كما يدعي بعض الناس) ، ثم استطاع بعد دفنه أن يخرج من القبر بوسيلة ما، لاحتاج إلى مدة طويلة من الزمن للعلاج. ولعجز أيضاً عن بعث الإيمان في تلاميذه بأنه انتصر على الموت، وعن توليد القدرة فيهم على المناداة بالإنجيل في كل مكان، على الرغم من الإضطهاد الذي كان يحيط بهم من جراء هذا العمل . وقال دكتور توماس الذي كان أستاذاً للتاريخ في جامعة إكسفورد: لما طلب مني أن أقوم بتدريس التاريخ القديم، وأفحص أدلة المؤرخين على صدق ما جاء به من أخبار، لم أجد خبراً، أجمع على صدقه كل الأشخاص المحايدين مثل خبر قيامة المسيح . وقال السير إدوار كلارك أحد كبار رجال القانون: إذا كان الشاهد الصادق هو الذي يتجلى في بساطته وثباته، وترفعه عن التأثر بالحوادث المحيطة. فإن شهادة الإنجيل عن القيامة تبلغ هذه المرتبة من الصدق. وإني كمحام أقبلها دون قيد كشهادة رجال صادقين، على حوادث أمكنهم إثباتها بحجج لا سبيل إلى التشكك فيها . أخيراً نقول: حقاً إن قيامة المسيح من الأموات تتعارض مع ما ألفه البشر من أحداث، لكنها لا تتعارض مع العقل بل تسمو فوق إدراكه. وهناك فرق عظيم بين الأمور الأولى وبين الأمور الثانية. فالأولى لا تتفق مع العقل إطلاقاً، أما الثانية فتتفق معه في أسبابها، لكن لسموها يعجز عن الإحاطة بها، ومن ثم فإنه لا يعترض عليها بل يرضخ أمامها. وقيامة المسيح من الأموات هي من هذه الأمور كما اتضح لنا مما سلف، وكما يتضح بأكثر تفصيل فيما يلي من فصول. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 43468 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() شجاعة التلاميذ وسرورهم لو أن المسيح لم يقم من الأموات، لبدت على تلاميذه علامات اليأس والفشل، بل ولتشتت شملهم وانقطعت أواصر الصلة بينهم، بعد أن بدد موت المسيح الآمال الدنيوية التي كانوا يرجون الحصول عليها من وراء تتلمذهم له، ولعاد كل منهم إلى قريته وإلى حرفته كما تشهد بذلك تصرفاتهم في أول الأمر (يوحنا 20: 3) - ولكن بالرجوع إلى التاريخ نرى أنه في اليوم الثالث لموت المسيح، ظهرت عليهم علامات الفرح ولازمهم هذا الفرح كل حياتهم، على الرغم من الإضطهاد الذي كان ينزل بهم من وقت لآخر (أعمال 5: 38-41) . فضلاً عن ذلك، فقد استعادوا وحدتهم وأخذوا ينادون بقيامة المسيح بكل جرأة أمام اليهود والرومان وغيرهم من الناس، حتى أن التلميذ الذي بسبب خوفه وجبنه كان قد أنكره أمام جارية (يوحنا 18: 17) ، أصبح ينادي بأعلى صوته أمام رؤساء الكهنة بأنهم أجرموا بصلبهم المسيح، ومع ذلك فقد أقامه اللّه من الأموات (أعمال 2: 22-24)، الأمر الذي يدل على أن المسيح لا بد أنه قام فعلاً بعد موته، وأن كهنة اليهود أنفسهم كانوا يعرفون هذه الحقيقة كل المعرفة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 43469 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() إصرارهم على الشهادة بقيامة المسيح كما أنه لو كانت قيامة المسيح أمراً مختلقاً كما يقول المعترضون، لكانت عبارات الشك والتلعثم قد ظهرت في حديث التلاميذ عنها، شأن الذين يعرفون الحقيقة لكن يخفونها لغرض في نفوسهم. أو كانوا قد لجأوا في مناداتهم بقيامته إلى الأدلة التي يرونها كافية لإقناع الناس بها، لكن بالرجوع إلى أقوالهم، نراها في غاية اليقين والصراحة، وخالية أيضاً خلواً تاماً من أية محاولة لإثبات صدق قيامة المسيح، الأمر الذي يدل على أن قيامته حقيقة واقعة عرفها كل الناس وقتئذ، حتى أنه لم يكن هناك داع لإثبات صدقها بأي دليل أو برهان. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 43470 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وضعهم قيامة المسيح أساساً للإيمان المسيحي إن الرسل وقفوا إزاء قيامة المسيح موقفاً حاسماً قاطعاً. فقال أحدهم لبعض المؤمنين: وَل كِنْ إِنْ كَانَ المَسِيحُ يُكْرَزُ بِهِ أَنَّهُ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ، فَكَيْفَ يَقُولُ قَوْمٌ بَيْنَكُمْ إِنْ لَيْسَ قِيَامَةُ أَمْوَاتٍ؟ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ قِيَامَةُ أَمْوَاتٍ فَلَا يَكُونُ المَسِيحُ قَدْ قَامَ! وَإِنْ لَمْ يَكُنِ المَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلَةٌ كِرَازَتُنَا وَبَاطِلٌ أَيْضاً إِيمَانُكُمْ، وَنُوجَدُ نَحْنُ أَيْضاً شُهُودَ زُورٍ لِلّه، لِأَنَّنَا شَهِدْنَا مِنْ جِهَةِ اللّهِ أَنَّهُ أَقَامَ المَسِيحَ وَهُوَ لَمْ يُقِمْهُ - إِنْ كَانَ المَوْت ى لَا يَقُومُونَ. لِأَنَّهُ إِنْ كَانَ المَوْت ى لَا يَقُومُونَ فَلَا يَكُونُ المَسِيحُ قَدْ قَامَ. وَإِنْ لَمْ يَكُنِ المَسِيحُ قَدْ قَامَ فَبَاطِلٌ إِيمَانُكُمْ. أَنْتُمْ بَعْدُ فِي خَطَايَاكُمْ! إِذاً الذِينَ رَقَدُوا فِي المَسِيحِ أَيْضاً هَلَكُوا!,,, فَإِنَّهُ إِذِ المَوْتُ بِإِنْسَانٍ، (وهو آدم) ، بِإِنْسَانٍ أَيْضاً (الذي هو المسيح من الناحية الناسوتية) قِيَامَةُ الأَمْوَاتِ. لِأَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ الجَمِيعُ هكَذَا فِي المَسِيحِ سَيُحْيَا الجَمِيعُ (1 كورنثوس 15: 12-22) ، إذا آمنوا به إيماناً حقيقياً، الأمر الذي يدل على أن الرسل كانوا متأكدين تماماً من قيامة المسيح من الأموات. |
||||