05 - 03 - 2014, 05:51 PM | رقم المشاركة : ( 4311 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الصفح والغفران
تتميز المسيحية وتمتاز عن كل الفلسفات والمعتقدات العالمية، بواحدة من اجمل الخصال واروع الشيم وابجل الفضائل، وهي المغفرة او المسامحة او الصفح او العفو.... وظهرت هذه الميزة بشكل ساطع على الصليب اذ صرخ يسوع قائلا :" يا ابت اغفر لهم، لا نهم لا يعلمون ما يفعلون".. وقد اطلق يسوع هذه العبارات للذين صلبوه وقتلوه ودقوا يديه ورجليه بالمسامير بوحشية وقساوة.. اعلن يسوع غفرانه للذي اهانه واذلّه واحتقره وبصق في وجهه وجلده وحكم عليه بالموت، واخيرا للذي صلبه وقضى عليه.. امام ظلم وظلمة البشر الحالكة، سطعت شمس الغفران والصفح والعفو من يسوع.. والغريب ان المصلوب المظلوم الذي غفر لصلبيه، لم يكن انسانا بسيطا محدودا وعاجزا، لكنه هو القدير، الذي صنع المعجزات، واثبت انه يستطيع كل شيء.. فالعفو كان عند المقدرة، ويسوع يغفر لاعدائه، بعد ان غمرهم بالاحسان والصلاح، فقد اطعم الجموع وشفى مرضاهم وفتح اعين عميانهم... لا نجد هذه المغفرة في اي كتاب آخر او فلسفة اخرى، فقد قال احدهم :"اني مستعد ان اغفر لعدوي بعد ان اشنقه!"... لكن المسيحية تبقى شامخة وسامية بتعاليمها وممارستها، فهي الوحيدة التي دعت الى الصفح والغفران.. ومَن دعا الى ذلك، فقد نسخ دعوته من الانجيل.. لكن المسيحية لم تكتفي بالتعليم السامي عن الصفح، بل ايضا اعطت المثال العملي والملموس للصفح والعفو والغفران، اولا في يسوع رئيس الايمان ومكمله الذي غفر لصالبيه وظالميه، واعطاهم العذر "اذ قال لانهم لا يعلمون ما يفعلون"... لكن الانجيل لا يعطي فقط مثالا واحدا بل الاف الامثلة من الذين سامحوا وغفروا لاعدائهم سواء في الانجيل او خارج الانجيل اي عبر التاريخ... ففي العهد القديم مثلا نجد مثالا رائعا للمغفرة في حياة داود..... كان الملك شاول يطارد داود من مكان الى اخر، محاولا قتله والتخلّص منه، مع ان داود لم يؤذِه بشيء. طارد شاول داود من دون سبب، اللهم الا الحسد والغيرة.. ويوما ما، كان الملك شاول غارقا في نوم عميق، واتى داود اليه، وكان يمكنه ان يقتله ويتخلّص منه، لكن داود مع ان الفرصة سنحت بابواب واسعة، لم يمد يده على شاول، ولم يؤذه بشيء.. لان داود كان قلبه مغمورا بالمحبة حتى لاعدائه... وفي العهد الجديد اظهر الرسول بولس في كتاباته ومواقفه كل محبة ومغفرة، لكل الذي طاردوه وحاولوا اطلاق الشكاوي ضده، وايضا قتله.. والتاريخ يتحدث عن كثيرين غفروا وصفحوا لألدّ اعدائهم.. وهنا في البرازيل التقيت بامرأة، كانوا قد قتلوا زوجها في ريعان شبابه، اذ اطلقوا النار في جبهته، وامام عيني زوجته الفتاة الجميلة... ذهبت الزوجة الارملة التي فقدت اغلى ما عندها، وطرقت باب القاتل لزوجها، واخبرته عن موقفها منه، اذ قالت له "انت قتلت زوجي او سلبت مني اعز ما عندي، وانا اتيت لاخبرك انني غافرة لك، وانا احبك وادعو الخير لك"...... والانجيل يتحدث عن غفران الله العجيب بشكل مدهش، لا يمكن لعقل بشري ان يدركه. مثلا يقول الكتاب المقدس "كبُعد المشرق عن االمغرب، هكذا ابعدت عنا معاصينا " (مز103). ولا يقول هنا كبُعد الشمال عن الجنوب، لان المسافة بين القطب الشمالي عن القطب الجنوبي معروفة ومحدودة، مع انها ليست بقريبة.. لكن الكتاب يقول كبُعد المشرق عن المغرب، لان البُعد بين الغرب والشرق غير محدود، بسبب كروية الارض، مما يعبّر عن مدى غفران الله غير المحدود للبشر المعتدين والاعداء... ويضيف، ان الله المحب "لم يجازنا بحسب خطايانا، ولم يعاملنا حسب معاصينا" (مز103).. لان صفحه الى الغمام... وهنا نهتف "مَن هو اله مثلك"، ويتميز بانه "غافر عن الاثم وصافح عن الذنب"... ويقول في مكان اخر ان "الله طرح خطايانا في اعماق البحر". واعماق البحر لا يتصوره منطق بشر، ولا يمكن الهبوط الى اعماق المحيطات، لرؤية خطايانا بعد، لان الله قادر ان يغفر لنا، ولا يريد ان نلتقي بها مرة اخرى، بل فصلنا عنها الى ابد الابدين ، حتى انه يقول "ان الله لن يذكرها بعد"، بل ازالها من امام وجهه الى الابد... واذا توقفنا للحظة،| وفكرنا قليلا بمعنى التعبير "انه محا خطايانا كغيم"، لان الغيمة السوداء، اذا غابت، غابت الى الابد، ولا يمكن اعادتها ابدا... دعنا نفكر بصدق بخطايانا واثامنا التي لا تحصى ولا تعد، بل هي اكثر من شعور رؤوسنا.. لو حاولنا جمع خطايا الفكر وآثام الفعل وزلات الكلام، لوجدنا كمّا هائلا من الشرور والاخطاء، التي تدعنا نصرخ امام الله، الذي عيناه اطهر من ان تنظرا الى الشر، وهو الذي يرى كل شيء وامام عينيه لا يخفى شيء،... لصرخنا نقول مع داود "يا رب اذا كنت تراقب الآثام، فمَن يقف!" (مزمور 130).... لكن الله عادل وبار، ومع انه غافر الاثم ومحب ورحوم وعطوف وشفوق ، لكن عدله وبره وحقه لا يدعوه يصفح ويغفر للجميع كل آثامهم، من دون ان يدفع احد ثمنا. لذلك فالقاضي الرحوم لا يقدر ان يغفر لانسان يحبه، والا لأثبت عدم عدله واعوجاجه، فالعدالة الالهية تتطلب ان يدفع احد الثمن، مقابل الحصول على الغفران، فغفران الله لا يمكن ان يتناقض مع عدالته... ولا يقدر الله بسبب صفحه الكامل ، ان يضرب بعرض الحائط عدله وكماله... ويقول الكتاب المقدس ان الله عندما "رأى انه لا شفيع، وانه لا يوجد احد يقدر ان يحل االمشكلة، قرّر ان يقوم بعمل الفداء بنفسه"....اعرف قصة احد القضاة من الناصرة، الذي وجد احد اقرباءه ماثلا امامه في المحكمة، مخالفا للقانون، فوقف محتارا، ماذا يفعل، اذا غفر له لا يكون عادلا، واذا تركه، لا يكون محبا له.. فاصدر قرارا صارما وحازما ضد قريبه، ثم دخل الغرفة الاخرى، ودفع من جيبه المبلغ للغرامة.... هكذا الهنا اراد ان يغفر لنا، دون ان يمس بعدله، فأتى بشرا، مثلنا واسلم نفسه ومات لاجلنا، وهكذا يمكن للقدير ان يغفر لنا ويبقى عادلا ومحبا في الوقت نفسه..... والان هل يقدر الله ان يغفر للجميع؟؟... يريد الله ان يغفر للجميع، لكنه لا يقدر ان يغفر الا للذين يقبلون عمله البديل عن الخاطي والكفاري للبشر... فاذا سأل القاضي الاعلى الانسان "ومَن دفع مقابل خطاياك؟". فيجيب "يسوع الكامل بذل حياته لاجلي". وعندها لا يقدر الله العادل، ان يأخذ حقّه مرتين...... فالله يغفر كل خطايانا ويبقى عادلا، لكنه يغفر فقط للذين يقبلون عمله الكفاري على الصليب .. اما الذين يعتقدون ان الاعمال الصالحة والنوايا الجيدة واتمام الواجبات الدينية من صوم وصلوات وصدقات، يمكنها ان تكفّر عن خطايا الانسان، فمن المؤكد انهم مخطئون.. لنفرض ان احدهم قتل انسانا، وهو مطلوب للعدالة، وبينما هو في طريقه الى المحكمة، انقذ غريقا... فهل تعفيه المحكمة من جريمته؟!!. ولنفرض ان القاضي ابن عمه، فهل يقدر ان يصفح عنه؟!. ولنفرض ان ماضيه جيد، فهل هذا يعفيه؟!.... واخيرا اريد ان اؤكد ان مَن تمتّع بالصفح الالهي، لا بد ان يُظهر قلبه الصافح والعافي والغافر للاخرين، وخاصة للذين يسيئون اليه ويؤذونه... ففي انجيل متى 18 ، يؤكد الانجيل ان مَن لا يقدر ان يغفر للاخرين، لا يقدر ان يأتي الى الله، طالبا الغفران، ولا يقدر ان يتمتع بالغفران الالهي.... كل الذين عرفوا واعترفوا بخطاياهم وزلاتهم وآثامهم واختبروا الغفران الالي الكامل والصفح السماوي العميق لا بد ان يغفروا ويصفحوا لالد اعدائهم ولاشر مقاوميهم... |
||||
05 - 03 - 2014, 05:53 PM | رقم المشاركة : ( 4312 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
العوامل السلبية التي تقتل خدمتك
قد يصمم بعضنا مع ابتداء السنة الجديدة على أخذ قرارات لتحقيق أهداف جديدة ومرامٍ أعلى في حياتنا الروحية. وربما تشعر أنت الآن بنوع من الرضا والاكتفاء بما أنجزته في العام الماضي. لا توجد أية مشكلة على وجه التحديد في أخذ قرارات لتطوير الخدمة والمسعى الروحي، لكن ينبغي أن يتم ذلك حسب توجيه الروح القدس، وفي ضوء كلمة الله، ومتطلبات الملكوت، والإدراك بالاحتياجات الحالية التي طرأت. غير أن الخطورة تكمن في أن تشعر بالرضا عمّا حققته في السنوات الماضية متغاضيًا عمّا كان ممكناً تحقيقه. أو ربما تكتفي بمديح الأصدقاء الذين يرضون بأي شيء تقوم به من دون تقييم حقيقي صادق لما أنجزته. فمن شأن هذا أن يفقدك الحماسة إلى إنجاز ما هو أفضل وأعمق وأكثر تأثيراً. هل تصارع مثل هذه الأمور؟ دعنا نتفق على شيء - يعمل الاكتفاء الذاتي على إحباط التقدم والتطور وتدميره، ويفقدك التأثير في الخدمة. قال رجل الله أ. و. توزر: "إن الرضا عن الذات عدو لكل نموّ روحي". والسؤال المطروح هو: كيف تعرف أن هذه العلة تعوق خدمتك؟ إليك الإجابة في هذه المؤشرات الستة: 1- أنت تعتمد على التقليد.ليس التقليد مجرد ممارسة طقوس كنسية معينة مثل ارتداء ملابس معينة أو إنارة الشموع وغيرها. بل هو "قوالب جاهزة" لأساليب الخدمة لا تجرؤ على كسرها مع أنها تحول دون الإبداع. فالقوالب ليست الخدمة. قد يتسلل التقليد إلى أية كنيسة ويقل فاعليّتها بغض النظر عن مذهبها اللاهوتي، واسمها البرّاق، وهويتها الطائفية. عندما تتمسك بالحرف والتقليد ربما تميل إلى تجاهل ما تعلّمه كلمة الله في الكتاب المقدس وروحها. وعندئذ تبدأ بالانحدار تدريجا في طريق الموت الروحي. وقد تصيب هذه العلّة أكثر الكنائس محافظةً والتزاماً بمواعيد الاجتماع والشكل الكنسي والتدين المظهري الخارجي كالنشاطات والشعارات والتفاخر بأمجاد الماضي. ربما لا يمثّل التقليد بحد ذاته مشكلة دائماً، لكن هناك خطورة عظمى على الاتكال على ما ورثناه فصار تقليدًا أعمى قاتلا للخدمة وبعيدًا عن حياة مسيحية حقة. 2- أنت تتساهل مع الخطية (الخطايا الصغيرة طبعًا).الخطية خطية مهما حاول صبغها فلا تراها كما تراها كلمة الله. فلا تتساهل معها. فهذه الخطايا تبعدك عن الشركة العميقة مع الرب وتفقدك محبتك الأولى. فلا توجد قيمة كبيرة لخدمتك إذا لم تكن مدفوعة بتلك المحبة الأولى. لا تدع الخطايا تؤثر في قراراتك في الخدمة. إن الكنيسة مكان للشفاء من الخطية. ولا يتساهل الله القدوس مع الخطية، بل دفع ثمناً باهضا لكي يحررنا من قبضتها. ولهذا السبب نحن نستقبل كل الخطاة والمجروحين في كنائسنا لنحتضنهم ونظهر محبة الله لهم، لأن المسيح مات من أجلهم أيضًا. ونحن نعجب عندما نرى كنائس ومؤسسات مسيحية لا توبّخ أعضاءها عندما يرتكبون الخطية خوفاً من انزعاجهم وإغضابهم، وتبدأ بالتساهل شيئا فشيئًا حتى تصبح الخطية جزءا من الكنيسة ومعطلاً لتقدمها. ومن شأن تساهلك مع الخطية أن يحجب الله البركة عن أعضاء كنيستك. وعندما تغض النظر عن تصرفات بعض الأشخاص غير السليمة، وعندما تحابي بالوجوه، فإنك تمنع السماء من أن تمطر بالخير على شعب الله. ولا يمكنك أن تدعو الآخرين بشجاعة وثقة إلى التوبة وأنت ما زلت تغازل خطاياك. 3- أنت لا ترى ثمر الخدمة.يجب أن تتعلم درسًا محوريًا في الخدمة من شجرة التين المذكورة في إنجيل مرقس 11: 12-14. تجسّد هذه الحادثة التدين الشكلي الخالي من الثمر الحقيقي. كانت شجرة مرتفعة يراها الجميع، لكنهم لا يرون ثمرها. يجوع الناس الذين حولها، لكن من المؤسف أنهم لا يأكلون منها. في ما يلي نصيحتي لك في هذا العام الجديد: قيّم نفسك. افحص ما حققته للرب في حقل الخدمة واعزم على أن تصنع ثمارًا تليق بالتوبة. هل ما زلت راضيا ومكتفيا بما أنت فيه، أم تشعر بأن هناك المزيد الذي ينبغي أن تفعله؟ لو قرأت الأعداد التي تلي حادثة التين، لوجدت يسوع في الهيكل يُخرج الذين كانوا يبيعون ويشترون. وصل الاكتفاء الروحي عند رجال الدين آنذاك إلى درجة التجارة وممارسة الشر في بيت الله ،حيث كانوا يقومون باستغلال الحجاج المسافرين إلى أورشليم لتقديم الذبائح ومحاولة بيعهم حيوانات الذبح لغرض الربح المادي الفاحش. فهل تنظر إلى كنيستك أو خدمتك على أنها تخدم مصالحك الشخصية بصورة أو أخرى؟ إذا شهدتَ ثمراً، فلا تتوهم أنك كنت قناةً صحية لعمل الله. فالله هو في نعمته وسيادته قادر على استخدام خدمتك الميتة. وبيت القصيد هو: ماذا يجد الرب يسوع لو دخل لكنيستك اليوم؟ هل سيجد دكاناً رخيصاً ومكتباً للصيرفة ومقبرة روحية، أم منبرًا ناريًا تنطلق من خلاله الترانيم والتسابيح وتتلى منه كلمة الله المقروءة والمسموعة والموعوظة ويُولد أشخاص كثيرون ويكتسبون جنسية سماوية؟ حذارِ من الاكتفاء الروحي الذي يوقفك عن إعطاء ثمر لملكوت الله. 4- أنت توقفت عن النمو الروحي.يجب أن يكون النمو الروحي محور اهتمامك اليومي والدائم. عندما تتوقف عن النمو الروحي ولو للحظة، فإنك تدخل منعطفاً يسلب منك فرحك وقوتك وسلامك. متى كانت آخر مرة رفعت فيها قلبك بالصلاة؟ متى كانت آخر مرة قرأت فيها كتابك المقدس؟ ربما تقضي ساعات وأياما في ترتيب أجمل المواعظ، لكنها خالية من القوة والتأثير مهما بذلت من جهد في تزيينها وتسمينها. والسبب بسيط. لا يوجد نمو روحي في حياتك. فما تعظه وتعلّمه نابع من معلومات ونظريات وليس من قلب مختبر. إن النمو الروحي هو شركة وطيدة مع المخلص ... إنه اتصال مباشر بالسماء. تمسك بوصية الكتاب "بَلْ صَادِقِينَ فِي الْمَحَبَّةِ، نَنْمُو فِي كُلِّ شَيْءٍ إِلَى ذَاكَ الَّذِي هُوَ الرَّأْسُ: الْمَسِيحُ" (أفسس 4: 15). فلا تتوقف إلى أن تصل إلى قياس قامة ملء المسيح كما ذكر الرسول بولس في الآيات السابقة من نفس الإصحاح. ولن يرتفع مستوى كنيستك أو مخدوميك الروحية أكثر من مستواك الروحي. ولا يمكنك أن تدعو إلى الانتعاش وأنت ممدد في قبرك. ينبغي أن تعظ بحياتك، أي بوزن حياتك الروحية من أجل ترسيخ مصداقيتك. وتذكّر أن توقّفك عن التقدم يعني تراجعاً لك. غير أن كلمة الله تطلب منا أن ننسى ما وراء – إنجازاتنا وفشلنا – وأن نتقدم إلى الأمام في أية ناحية إيجابية ممكنة. فبهذا يتمجد المسيح. 5- أنت تقوم بواجباتك فحسب.ربما لم تعد إلى خدمتك على أنها دعوة من الله. فمع مرور الزمن، انحطت الخدمة إلى وظيفة روتينية، حيث ينبغي لك أن تحضر عظة أو عظتين أسبوعياً للمحافظة على رضا الجمهور (المتفرجين) واستحسانهم. لم تعد تتوق إلى إعلان جديد من كلمة الله الحية لتقدم وجبة روحية طازجة، بل ترضى بالعودة إلى الطعام البائت في الثلاجة، إلى عظاتك القديمة أو إلى اقتراض عظات الآخرين كاملةً آملاً أن لا يكتشف الآخرون فعلتك. فإن فعلت هذا، تكون قد حكمت على نفسك بعدم فاعليتك وتوقُّف دورك. ربما تبذل جهدك لتمليح رسالتك وتمليعها، لكن رسالة الله لا تحتاج إلى ذلك. فهي كاملة. لكنك تحاول أن تثير إعجاب جمهورك. وفي هذا المسعى، فإن بلاغتك أو الأدوات المصطنعة المستخدمة لتقديم رسالتك فإنما تعوقها، لأنها فاقدة للحياة. وهي لا تسد مسد المضمون الكتابي أو الحياة التي يبثها الروح القدس فيها. 6- أنت تنظر نحو الداخل ولا تبالي بالخارج.يجب أن تضع المأمورية العظمى التي أوصى بها الرب يسوع نصب عينيك. انظر حولك وخارج أسوار كنيستك لتستدل على عمق الاحتياج للمسيح. فالعالم خارج الكنيسة يحتاج إلى يسوع ... يحتاج إلى من يقدم المسيح ليس بالكلمة المنطوقة فحسب، بل بالمحبة والمساعدة والتشجيع. تنشغل كنائس كثيرة بأمورها الإدارية وترتيب خدماتها، أو بحل بعض أزماتها، ناسيةً أنها موجودة لتعلن عن محبة الله للعالم كله. أوصانا الرب يسوع أن نكرز بالإنجيل للخليقة كلها (مرقس 16: 15). فكيف تنسى هذه الرسالة؟ يجب أن تضع نصب عينيك أن يسوع المسيح يستحق الأفضل. ولهذا ينبغي أن تكون خدمتك ذبيحة مقدسة مرْضية لديه. فكن على أفضل حالة روحياً وستكون خدمتك حية مقبولة ومؤثرة في الملكوت. إن صلاتي في هذا العام الجديد هي أن لا أكون مكتفيًا روحيًا وأن أكون رافضًا لكل تقليد لا يقربني من الله، وأن لا أتساهل مع الخطية. أصلي أيضًا أن تفيض حياتي بثمر يليق بملكوت الله وأن لا أتوقف عن النمو الروحي وألا أقوم بواجباتي فحسب بل ناظرًا إلى المأمورية العظمى والرسالة التي أخذتها من الرب يسوع المسيح، له المجد كله. |
||||
05 - 03 - 2014, 05:55 PM | رقم المشاركة : ( 4313 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وجهي يسير فأريحك
وقف موسى رجل الله القدير بين الشعب ناظرا إلى السماء حيث كان الله يقدّم له وصاياه وتعاليمه الأدبية والأخلاقية والروحية، فكان موسى متأهبا لوضع خيمة الإجتماع خارج المحلة بحسب أمر الرب، "فكان كل من يطلب الربّ يخرج إلى خيمة الإجتماع التي خارج المحلة" (خروج 7:33). ما أعظم هذا الحضور اذا كان الله يخيّم على خيمة الإجتماع بعمود السحاب الملىء بالقداسة والرهبة وأيضا المحبة النابعة من قلب الله مباشرة. ومن شدة هذه الصورة المميزة كان الشعب متيقظا ومحترِما لهذا المشهد الفائق للطبيعة، فانسحق بخضوع وتواضع. "وكان عمود السحاب إذا دخل موسى الخيمة ينزل ويقف عند باب الخيمة ويتكلم الربّ مع موسى. فيرى جميع الشعب عمود السحاب واقفا عند باب الخيمة ويقوم كل الشعب ويسجدون كل واحد في باب خيمته" (خروج 10:32). إنه موسى الذي هرب من مصر على أثر قتله للمصري حيث أصبح راعيا للغنم لمدة أربعين سنة، ثم عاد بأمر من الرب ليخرج شعبه من تحت يدي فرعون ومن ثم عبر في البحر الأحمر ودخل بالشعب إلى البرية وهو نفسه وقف متأهبا لكي يقود شعب الله بكل عزم وقوّة وتواضع، فالكتاب المقدس يصفه بأنه كان قائدا حليما، وقد كلمه الله وجها لوجه "ويكلم الربّ موسى وجها لوجه كما يكلم صاحبه" (خروج 11:33). علم موسى أهمية حضور الله في المكان وقيادته لهذه الرحلة الطويلة حيث انهمرت الإختبارات اليومية التي لا يمكن تعلمها في مكان آخر، فشدّ موسى العزم على المثابرة في الوصول إلى أرض الموعد وكان عالما بأنه لن يستطيع ذلك من دون الله ولن يستطيع التقدم إلا بأمر الجالس على العرش فقال موسى "فالآن إن كنت قد وجدت نعمة في عينيك فعلمني طريقك حتىّ أعرفك لكي أجد نعمة في عينيك. وأظهر أن هذه الأمة شعبك" (خروج 13:33). عندما نستسلم بين أحضان الله إلى النهاية، تفتح كل الأبواب المغلقة "أنا عارف أعمالك. هنذا قد جعلت أمامك بابا مفتوحا ولا يستطيع أحد أن يغلقه لأن لك قوّة يسيرة وقد حفظت كلمتي ولم تنكر اسمي" (رؤيا 8:3)، ففي ذلك الحين تقدّم موسى كالرجل الذي يقف في الثغر أمام الله "فقال له إن لم يسر وجهك فلا تصعدنا من ههنا" (خروج 15:33)، وما كان من الله القدير والمحب سوى الرد على هذا الإستسلام والخضوع من موسى والشعب له "فقال وجهي يسير فأريحك". عزيزي القارى: إذا كنت تريد أن تحيا حياة الإنتصار والسلام والتقدّم لكي تنمو على ضوء كلمة الله، تعلّم أن تطلب قيادته في كل شيء وهو حاضر لكي يرفع وينقذ، فهل أنت مستعد لذلك؟ |
||||
10 - 03 - 2014, 11:03 AM | رقم المشاركة : ( 4314 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صفات الصوم
إن الصوم لا يكون مقبولاً لدى الله إلاّ إذا اقترن بصفات تحببه إليه تعالى . وهذا ما اشار إليه السيد المسيح عندما قال : " وإذا صمتم فلا تُعبسوا كالمرائين، فإنهم يُكلِّحون وجوهَهُم ليظهرَ للناسِ أنهم صائبون . الحقَّ اقولُ لكم أنهم اخذوا أجرهم . أما أنت فإذا صمت َفأدهن رأسك واغسل وجهك لكي لا يظهر للناس أنك صائم بل لأبيك الذي في الخفية . وأبوك الذي يرى في الخفية يجازيك "(متى 5: 16- 18) ١ - الصوم إذلال للنفس : أجمل الصوم وأحسنه الإبتعاد عن المظاهر والمناظر والتبجج والرياء . ولذلك رذل السيد المسيح صوم الفريسيّ لبعد هذا الأخير عن البساطة وإغراقه في المباهاة " اللهم ، شكرا لك لأني لستُ كسائر الناس السّراقين الظالمين الفاسقين.. " ( لوقا 1 8: 11- 12 ) . ونحن نعرف أن الصوم ، إذا فقد معناه ، رذله الله . والصوم هو إذلال النفس في حضرة خالقها ، وتعبيراً عن توبة صادقة . لذلك يعتبر الصوم رمزاً إلى الإقرار الباطني لسيادة الله المطلقة علينا ودليلاً على أسف لإمتهان كرامته ، ويجب أن يتصف بالتواضع وإنسحاق القلب والايمان العميق والابتعاد عن الكبرياء والرياء . ولا يظن أحد أن الله يجني فائدة عن رؤيتنا ونحن نصوم أو يُسر لرؤيتنا ونحن نتعذب بالانقطاع عما لذّ وطاب من المأكل والمشرب ، وما كان الله ظالماً بحق عباده . فهو قد أراد الصوم وسيلة لا غاية . فإذا كانت هناك وسيلة أُخرى ، فهو يرضاها ، ولذلك قال على لسان أشعيا النبي : " أليس الصوم الذي فضَّلتُه هو هذا : حلُّ قيود الشر وفَكُّ رُبُط النّير وإطلاق المسحوقين أحراراً وتحطيم كُلَّ نير ؟ اليس هو أن تكسِرَ للجائع خُبزك وأن تُدخِلَ البائسين المطرودين بيتكَ وإذا رأيتَ العريان أن تكسوه وأن لا تتوراى عن لحمِكَ . ( أشعيا 58 : 6 ،7 ). اي ذويك واقرباءك واصحابك ، وقد برّر السيد المسيح تجاه تلاميذ يوحنا مسلك تلاميذه الذين لا يصومون بقوله : " أيستطيع اهل العُرس أن يحزنوا أو يصوموا مادام العريس بينهم ؟ " (متى 9: 15) . لانه لا يقصد الصوم للصوم . وإن مثل هذا الصوم له قدرة استشفاع لا تردّ . 2- قدرة الصوم : في العهد القديم نرى الله أنقذ اليهود زمن غضب الملك احشورش بفضل ما تمرسوا به من أصوام ( راجع سفر استير 4 : 16 - 17 ) ، وجنب نينوى الدمار لإنقطاع أهلها إلى الصوم والصلاة ( يونان 3 : 5 - 9 ) و وهب يوحنا المعمدان الجرأة على الجهر بكلام الله والإستشهاد في سبيله لأنه قضى حياته في تقشف واصوام ، وبدأ يسوع حياته ورسالته بالصوم أربعين يوماً وأربعين ليلةً ( متى 4ً : 2 ) ليعطينا مثلاً في التمرس بهذا العمل التقوي ، وأوضح لنا أن هناك انواع من الشياطين والأرواح النجسة لا تخرج إلاّ بالصوم والصلاة " إن هذا الجنس لا يخرج إلاّ بالصوم والصلاة " (مرقس 9 : 29 ) . وهذا ما تمرس به الرسل ولاسيما القديس بولس الرسول الذي كان يفاخر بما تحمل من : " الشدائد والمضايق والمشقات والجلد والسجن والفتن والتعب والسهر والصوم " ( قورنتوس الثانية 6 : 4 - 5 ). وقد إتبع اولياء الله وقدّيسوه هذه الطريقة في كل عصر ومكان منذ بداية المسيحية حتى يومنا هذا، لأنها تسعف على كبح الاجيال والعادات وترويض الأهواء وتطهير النفوس وتسهيل الإتصال بالله والتقرب منه. ولقد أثرَّ الصوم على الكثيرين من كبار رجال الدنيا حتى من غير المؤمنين ، انهم كانوا يستعينون بالصوم لتصفية أذهانهم وتنقية أفكارهم ممّا يكون قد علق بها من شوائب. أفما يليق بنا أن نصوم إقتداءً بالسيد المسيح ورسله وقدّيسه فنستخدمه وسيلةً من وسائل العبادة الحقة والتقوى الراسخة ؟ اللهم أعطنا أن نصوم بفرح وتهلل ومحبة ، وألاَّ نعبس ونحزن لكي لا يظهر صيامنا إلاّ لك ، أنت الذي تجازي المؤمنين وتكافئهم في العلن عما يأتونه من اعمال مبرورة فى الخفية. |
||||
11 - 03 - 2014, 08:17 PM | رقم المشاركة : ( 4315 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أنتم ملح الأرض، أنتم نور العالم الأنبا مكاريوس الأسقف العام الإنسان يمكنه أن يحيا في بِر وسط عالم شرير، مثل سفينة تسير في البحر دون أن تخترقها المياه وتغرقها، كما كان داود بركه لجيله "لأن داود بعدما خدم جيله بمشورة الله رقد و انضم إلى أبائه .."(أعمال36:13). بينما ينجرف شخص آخر في التيار، فتصبح أيامه شريرة, يُضفي على حياته سمة الشر فيصير هو شريرًا، وهكذا نقابل نوعان من الناس: + نوع يعاني بسبب بره لأن الأيام شريرة. + ونوع يعاني الأبرار منه لأنه شرير! والعجيب أن الناس يئنّون ويتألمون متعللين بأن الأيام شريرة، ولكن هل سألوا أنفسهم لماذا هي شريرة، وإن كان لهم دور في هذا الشر أم لا ؟ فشخص واحد يمكن أن يجعل الحياة من حوله خيرًا وسلامًا مُضفيًا جوًا من البهجة، والعكس جائز أيضا. وقد جاء عن لوط البار أنه كان يتعذّب بسبب الشرور التي تحيط به "إذ كان البار بالنظر والسمع وهو ساكن بينهم يعذب يومًا فيومًا نفسه البارة بالأفعال الأثيمة" (2بط 2: 8). ولكنه احتفظ ببره، جاهد بصبر فكلّله الله. |
||||
11 - 03 - 2014, 08:18 PM | رقم المشاركة : ( 4316 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كورنثوس الاولى 13 :4 -8 >المحبة تتأنى وترفق. المحبة لا تحسد. المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ. ولا تقبح ولا تطلب ما لنفسها. ولا تحتد و لا تظن السوء ولا تفرح بالأثم بل تفرح بالحق. وتحتمل كل شيء وتصدق كل شيء وترجو كل شيء وتصبر على كل شيء. المحبة لا تسقط أبدا." بلرغم من ان المحبة لاتحسد لاكن محبة رفقا لي يعقوب اكثر من عيسو جعل عيسو ابو الادوم ان يحسد و يحقد على يعقوب مما جعل يعقوب مضطر للهرب الى بيت اخو امه لابان. وكما احب يعقوب لى يوسف ادى الى انه اخوتهو قد حسدوه و باعوه عبدآ ومن امثال ذلك في العالم الحاضر المحبة الضارة، أن الوالدين يوحبون اولادهم الواحد اكثر من الثاني فيضع الحسد و العداوا ضد الاخوه حتا الورده اذا سقيتها اكثر من الاخريات سوفه تموت كذلك الطفل.الهنا اله العدل و الحق و ايضآ هوه ابو المراحم مكتوب في مزمور 89 : 14العدل والحق قاعدة كرسيك.الرحمة والامانة تتقدمان امام وجهك. انضر يا اخي العزيز رغم ان الله الملك ابو المراحم الغير المحدود الازلي الابدي مراحمه كثيره ولاكن يعطي العلوف في حينها الكل حسب الاحتياج. انضر الى الكون كيف هو مخلوق كل شيئ بقياسات دقيقه و موزونه الا يستحق هذا الاله العضيم ان ابحث عنهٌ بكل قوتي واعطيه كل وقتي من لى فى السماء ومعك لا اريد شيئا على الارض شكرآ الرب يحبك الرب يباركك نعمةربنا يسوع المسيح ومحبة الله وشركة الروح القدس تكن معكم |
||||
11 - 03 - 2014, 08:18 PM | رقم المشاركة : ( 4317 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يا رب إلى من نذهب و كلام الحياة الأبدية عندك رومة 14 :8 > لأننا إن عشنا فللرب نعيش وإن متنا فللرب نموت. فإن عشنا وإن متنا فللرب نحن. يارب انت هو النور العالم من ينير طريقي ان لم تكن انت والى اي باب اطرق و انت هو باب الخراف و الطريق و الحق والحيات هل هناك احضان احن من احضانك لي لنرتمي من قال غيرك تعالو الي يا جميع المتعبين وا لثقيلي الاحمال و انا اريحكم هل انت تعبان و احمالك ثقيله تعال لي سيدك و خالقك الرب يسوع المسيح هو امين و عادل. واي اسم اخر مستحق ان يتمجد غير اسم رب المجد يسوع مكتوي في اعمال الرسل 4 :11 >ليس بأحد غيره الخلاص.لان ليس اسم اخ تحت السماء قد اعطي بين الناس به ينبغي ان نخلص. هوالابرع جمالآ من بني البشر هو بينجني من كل خطر سلام المسيح معكم الرب يبارك حياتكم |
||||
11 - 03 - 2014, 08:23 PM | رقم المشاركة : ( 4318 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فكونوا أنتم كاملين نيافه الأنبا بيشوي السيد المسيح يدعونا إلى الكمال متشبهين بالآب السماوي. ولكن هذا الكمال هو نسبى وليس كمال مطلق مثل كمالات الله. قال السيد المسيح: "فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل" (مت5: 48). والمزمور يقول: "طوباهم الكاملين طريقًا" (مز118: 1). وبطرس الرسول يقول: "نظير القدوس الذي دعاكم كونوا أنتم أيضًا قديسين في كل سيرة" (1بط1: 15). إن الدعوة إلى الكمال هي دعوة مفتوحة لكي ينطلق الإنسان بلا حدود من كمال إلى كمال، ومن درجة في الفضيلة إلى درجة أعلى منها. ولكن عليه دائمًا أن يتذكر شعار بولس الرسول: "أنسى ما هو وراء وأمتد إلى ما هو قدام.. ليس أنى قد نلت أو صرت كاملًا، ولكنى أسعى لعلى أدرك الذي لأجله أدركني أيضًا المسيح" (فى3: 13، 12). إن من يريد أن يعيش حياة الكمال عليه أن يشعر باستمرار إلى احتياجه إلى الكمال، وبعدم الرضا عما هو فيه. وإنه محتاج دائمًا إلى عطية النعمة التي تسعى به إلى طريق الكاملين. |
||||
11 - 03 - 2014, 08:24 PM | رقم المشاركة : ( 4319 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مفتاح المسيحية هو أن "الله محبة" الأنبا بيشوي "الله محبة" (1يو4: 8، 16). من كان الآب يحب قبل أن يخلق العالم والملائكة والبشر؟ إذا أحب الله الآب نفسه، يكون أنانيًا ego-centric؛ وحاشا لله أن يكون هكذا. إذن لابد من وجود محبوب، كما قال السيد المسيح في مناجاته للآب قبل الصلب "لأنك أحببتنى قبل إنشاء العالم" (يو17: 24). وبوجود الابن يمكن أن نصف الله بالحب أزليًا وليس كأن الحب شيء حادث أو مستحدث بالنسبة لله. فالأبوة والحب متلازمان، طالما وجدت الأبوة فهناك المحبة بين الآب والابن. ولكن الحب لا يصير كاملًا إلا بوجود الأقنوم الثالث. لأن الحب نحو الأنا، هو أنانية وليس حبًا. والحب الذي يتجه نحو الآخر الذي ليس آخر سواه (المنحصر في آخر وحيد) هو حب متخصص رافض للاحتواء exclusive love بمعنى إنه حب ناقص. ولكن الحب المثالى هو الذي يتجه نحو الآخر وإلى كل من هو آخر inclusive love. وهنا تبرز أهمية وجود الأقنوم الثالث من أجل كمال المحبة. وإذا وجدت الخليقة في أي وقت وفي أى مكان فهى تدخل في نطاق هذا الحب اللانهائى لأن مثلث الحب هنا هو بلا حدود ولا مقاييس. هذا الحب الكامل يتجه أيضًا نحو الخليقة حيثما وحينما توجد. كما قال السيد المسيح للآب "ليكون فيهم الحب الذي أحببتنى به وأكون أنا فيهم" (يو17: 26). إن الحب الكامل هو الحب بين الأقانيم الثلاثة وهذا هو أعظم حب في الوجود كله. لكن قد يسأل سائل لماذا لا تكون الأقانيم أربعة أو خمسة؟ وللرد نقول أن أي شيء ناقص في الله يعتبر ضد كماله الإلهى، كما أن أي شيء يزيد بلا داعى يعتبر ضد كماله الإلهى. إن مساحة هذا المثلث ما لا نهاية، أي أن مساحة الحب بين الأقانيم الثلاثة هي ما لا نهاية، ومثلث الحب هذا يتسع حتى يشمل كل الخليقة، فأى كائن يقع داخل نطاق المثلث يشمله هذا الحب فما الداعى لنقطة رابعة أو خامسة. إذا كان المثلث نقطة أو مستقيم تكون مساحته صفر كما قلنا، حتى إذا كان طوله ما لا نهاية، لكن حين صار مثلثًا صارت له مساحة. . فإن كانت المساحة ما لا نهاية فإنها تشمل كل الخليقة، فلا يحتاج الأمر إلى مربع أو مسدس. يكفى لكي تكون هناك مساحة أن يكون مثلث. مثال توضيحى: إذا اشتريت خط مستقيم من القاهرة إلى بنها ولكن ليس له عرض فأنت لم تشترى أرض على الإطلاق. لكنك تعتبر نفسك اشتريت مساحة أرض فقط إذا كان لها طول وعرض. فالخط إذا كان عرضه صفر حتى وإن كان طوله ما لا نهاية فهو يؤول إلى صفر. |
||||
12 - 03 - 2014, 01:14 PM | رقم المشاركة : ( 4320 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هي هذه المشيئة؟ أن تكون الأرض مثل السماء؟
"لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض" ****************** كلمات بسيطة نكررها يومياً، لكنها تحمل معان كثيرة وكما نعلم أنها جزء من تلك الصلاة التي علمها الرب يسوع لتلاميذه. فيا ترى هل تأملنا بها؟ هل سألنا أنفسنا ما هي هذه المشيئة؟ لماذا يريد الله أن تكون الأرض مثل السماء؟ إن المشيئة الإلهية معناها تنفيذ إرادة الآب تشبها بملائكة السماء الذين سماهم الكتاب برسل الله وخدامه، هؤلاء مع علمنا طاقاتهم الجبارة لا يعملون بحسب إرادتهم بل بحسب المشيئة الإلهية، لهذا نرى الله يرسلهم حيث يشاء ويأمرهم بما يريده وما عليهم سوى الطاعة الكاملة، وبسبب هذه الطاعة نرى السلام والوئام في السماء. إن الرب يسوع لم يكتف من ترديد هذه الكلمات بل قد مارسها بشكل واضح أثناء عمله الخلاصي على الأرض، ومع كونه إلهاً وبكر الآب وبكر كل الخليقة أطاع وعمل حسب مشيئة الآب مع أنها في النهاية قادته إلى الصليب، وشعاره دائما كان "لكن ليس كما أريد انا بل كما تريد أنت" (مت 26 : 39). "ارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ نَحْوَ الْقُدْسِ، وَبَارِكُوا الرَّبَّ" (سفر المزامير 134: 2) الإنسان إلى اليوم معرض لأن يسقط بإرادته وإن مشيئة الله في الأرض هي أن يرجع إلى منزلته الأولى فيعيش من جديد حياة الطهر والقداسة كما كان في السابق. هذا ما أكده الوحي الإلهي على لسان الرسول بولس قائلاً: "يريد الله أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون". لذا فإن عالم الخطيئة ينهار بأسره ساقطاً إلى الهاوية بمجرد الاتكال على المشيئة الإلهية. كل من ينظر إلى العالم الحاضر يرى البعض من الناس يتهافتون لتنفيذ رغباتهم فيركضون نحو المال، ويتهافتون وراء نيل المناصب والرئاسات، جعلوا عيشهم بالكذب والخداع وإلى غيرها من الأمور العالمية الأخرى، فكيف يريد الإنسان السلام في العالم الحاضر وهو الذي يدمره ويدوسه بقدميه. إن السلام في عالمنا الحاضر يكاد يكون معدوماً وكل من يبحث عنه قد لا يجده قط وإن كنا نريد عودته علينا أن نسلم مشيئتنا إلى الآب ونكرس انفسنا بعمل إرادته المقدسة. ."نَحْنُ أَيْضًا.. لَمْ نَزَلْ مُصَلِّينَ وَطَالِبِينَ لأَجْلِكُمْ أَنْ تَمْتَلِئُوا مِنْ مَعْرِفَةِ مَشِيئَتِهِ، فِي كُلِّ حِكْمَةٍ وَفَهْمٍ رُوحِيٍّ، لِتَسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلرَّبِّ، فِي كُلِّ رِضىً، مُثْمِرِينَ فِي كُلِّ عَمَل صَالِحٍ، وَنَامِينَ فِي مَعْرِفَةِ اللهِ، مُتَقَوِّينَ بِكُلِّ قُوَّةٍ بِحَسَبِ قُدْرَةِ مَجْدِهِ، لِكُلِّ صَبْرٍ وَطُولِ أَنَاةٍ بِفَرَحٍ، شَاكِرِينَ الآبَ الَّذِي أَهَّلَنَا لِشَرِكَةِ مِيرَاثِ الْقِدِّيسِينَ فِي النُّورِ، الَّذِي أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ، وَنَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ، الَّذِي لَنَا فِيهِ الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا" (رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 1: 8-14) "لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ، لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ، لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ" (إنجيل متى 6: 9، 10؛ إنجيل لوقا 11: 2) |
||||