24 - 02 - 2014, 05:45 PM | رقم المشاركة : ( 4301 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أبونا الراهب سارافيم البرموسي التبعيّة للمسيح: الماهيّة والغاية نتبعك بكلّ قلوبنا ونخافك ونطلب وجهك يا الله لا تخزنا عن مديح الثلاث فتية (تسبحة نصف الليل) مدخل هناك فكر سائد الآن في الكثير من بلدان أوروبا وأمريكا وهو فكر new age وهو بمثابة خليط من الأديان المختلفة تدعو لتبعيّة الأخلاقيات عوضًا عن تبعيّة المسيح.. والدعوة إليه تستند على إمكانيّة شخصيّة للوصول إلى نماذج أخلاقيّة كالتي لأتباع المسيح بدون المسيح؟؟ ولقد قالت إحدى المذيعات الشهيرات التي تتبنّى ذلك الاتجاه في العالم وهي oprah winfrey “أنا مسيحيّة ولكني أؤمن أن هناك طرق أخرى إلى الله غير المسيحيّة!!” كانت فكرتها مبنيّة على معيار الأخلاق.. ولكن.. هل تبعيّة المسيح هي تبعيّة أخلاقيّة فقط؟ هل هي محاولة لخلق مجتمع إنساني أفضل؟ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي (يو 14: 6) إنّ “الأخلاقيات الاجتماعية” في المسيحيّة هي بمثابة الخط الأوّل أو ما يمكن أن نسميه zero level نبدأ من عنده لنمتد إلى “الأخلاقيات المسيحيّة” والقائمة على المحبّة الباذلة والمضحيّة بكلّ شيء من أجل الآخر حتّى وإن كان من الأعداء.. التبعيّة للمخلِّص والتي تظهر في سلوكنا المسيحي، تلقي علينا بمسؤوليّة تجاه العالم.. أن نحبّه دونما شروط.. فالامتياز المسيحي الذي منحه لنا المسيح حينما نتبعه هو أن نكون قادرين على بذل ذواتنا من أجل الآخرين.. وقد يصل الأمر للموت من أجل الآخرين.. تلك هي أخلاقيات أتباع المسيح.. ولكن قبل شرح التبعيّة سنتعرّف على الثلاث دعوات الرقيقة التي يرسلها الله لثلاثة أنماط من البشر، إذ نقرأ كلمات القديس أنطونيوس: النوع الأوّل هم أولئك الذين دُعوا بناموس المحبّة التي غّرست فيهم من الصلاح الأصلي عند خلقتهم الأولى، وعندما جاءت إليهم كلمة الله، لم يشكّوا مطلقًا، بل قبلوها وتبعوها بكلّ استعداد ونشاط.. هذا أوّل نوع من الدعوة الدعوة الثانية هي هذه: يوجد أناس يسمعون الكلمة المكتوبة وما تشهد به عن الآلام والعذابات المعدّة للأشرار، والمواعيد المُعدّة لمن يسلكون بلياقة في مخافة الله، وبشهادة الشريعة المكتوبة تتيقّظ نفوسهم وتطلب الدخول إلى الدعوة.. الدعوة الثالثة هي هذه: توجد نفوس كانت سابقًا قاسية القلب مستمرة في أعمال الخطيّة ولكن الله الصالح في رحمته رأى أن يرسل عليهم تأديبات الآلام والضيقات حتّى يتعبوا، فيستفيقون وينتبهون ويتغيّرون ويتقرّبون من الله ويدخلون في معرفته ويتوبون من كلّ قلوبهم.. الدعوة الأولى لمن هم بالفطرة أنقياء، أولئك الذين لم تلوّثهم تعقيدات الحياة، فهم يتبعون المسيح عند أوّل كلمة يتلقونها ويسيرون خلفه.. بينما الدعوة الثانية هي للعقلاء الذي يقيّمون الأمور ويحسبون حساب النفقة، ويزنون ثقل وامتداد أمجاد الحياة الأبديّة بخفّة وقصر الزمان الحاضر، فيقتنعون بأن الربح لصالح الحياة مع المسيح وخلفه، فيسيرون وراءه.. أمّا الدعوة الثالثة هي دعوة لقساة القلوب والمعاندين الذين يجتذبهم الله من خلال تجارب وضيقات وعصا تأديب ممدودة على الدوام، وحينما يدركون ملاحقة الله لهم يأتون ليجرّبوا الحياة مع الله، وقتها يكتشفون عمق وغنى الحياة مع المخلِّص، فيسرون خلفه.. قناعة أم مشاعر لقد ظهر في الآونة الأخيرة نوع جديد من الدعوة لتبعيّة المسيح -تبنتها بعض الكنائس الأخرى- مستندة على المشاعر التي تغلِّف الخطاب الكتابي المسيحي، ولعلّ هذا الخطاب المستحدث يدخلنا في دائرة الخلط بين التبعيّة كقرار مدفوع بالنعمة وبين التبعيّة كحالة من البهجة والفرح على طوال الطريق، وكأنّ الطريق لا يعبر في بعض منحنياته بوادي الألم والدموع.. إن الخطاب القائم على المشاعر يعلم بأن الإنسان المعاصر في جوع لمن يداعب مشاعره لينسيه قسوة الحياة وتحدياتها المتلاحقة؛ فحركة المشاعر أشبه بقطرة المياه التي يشتهيها السائر في طريق قفر. ولكن مياه المشاعر لا تروي ظمأ الإنسان المعاصر طويلاً إذ أنّ المشاعر لا تكوِّن موقف إنساني واضح المعالم يشير إلى غاية الحياة. لذا إن كانت التبعيّة للمسيح مدفوعة بالمشاعر وحدها لن تصمد طويلاً على الطريق وسترتد سريعًا وكأنّها بناء على الرمال، فطبيعة المشاعر أن تكون متقلّبة ومتغيّرة. في المقابل علينا أن نكوِّن قناعة يوميّة بضرورة تبعيّة المسيح.. أن نجدد تعرُّفنا على الله يومًا بعد يوم لا ليداعب مشاعرنا ولكن ليكون لنا نصيب مع ذلك الكائن الذي يأسر النفس بمحبته؛ فجذب الحبّ الإلهي لنا يتجلّى في انفتاح بصائرنا على مدى محبّة الله لنا، وقتها سنسير خلفه لا لأننا نتمرّغ في مشاعر المحبّة بل لأنّه جدير بالمحبّة وبالسير خلفة لأنّه الوحيد الذي يقدِّم حبًّا مجّانيًّا. وإن اختفت المشاعر لبعض الوقت على الطريق لكي ما يختبر الله موقفنا من جهته، سنسير خلفه لأنه هو الطريق والحقّ والحياة. لذا علينا أن نبني موقفنا من المسيح وملكوت الله على صخر صلد لا يؤثِّر عليه رياح التجارب وعصف الشدائد وأمطار الشكوك وقسوة الوحدة على الطريق.. وحينما تكون قناعتنا بتبعيّة المسيح “قناعة ذهنيّة سرائريّة” حينها سنجد عونًا هائلاً من النعمة يثبِّت قرارنا بالسير على وقع خطوات المخلِّص طوال الطريق. وقد يتساءل البعض عن خطورة الاعتماد على المشاعر كبوصلة لمعرفة الطريق؟ هنا علينا أن ننتبه أن المشاعر هي هبة إلهيّة على الطريق نتلقاها في تسبيح وشكر وسجود ولكنها ليست وحدها مقياس صحّة الطريق. فقد تختفي المشاعر وتظهر غيوم الحيرة في سماء عالمنا حينها لن يتبقّى لنا سوى التزامنا الذهني المتّكئ على الإيمان الفاعل، بقرار تبعيّة المسيح.. من جهة أخرى، نجد أن المشاعر يمكن أن تُحرَّف، فالكثيرون يخلطون بين الفرح والسعادة.. بين السلام والخنوع.. بين الجرأة والتهوُّر.. الخ. فنحن على الدوام في حالة من التعرُّف على الذات وبالتالي إعادة صياغة تعريفنا لمشاعرنا الذاتيّة وهو أمر مرتبط بنضوجنا. ويبقى السؤال إن تبعنا مشاعرنا وحدها؛ هل يجب أن نتخبّط بين الطرق حتّى نصل إلى النضج؟؟ هنا تظهر قيمة وعينا العقلي وقناعتنا الذهنيّة بالطريق كموقف لا يتغيَّر لأنّه قائم على حسبة منطقية بالروح للعلاقة بين الله والعالم، ودور الروح أن يُذكِّرنا بقرارنا الذي اتخذناه أثناء مسيرتنا، فضلاً عن معونتنا طوال الطريق. إذن، التبعيّة القائمة على المشاعر وحدها تلقينا في بريّة التيه. بينما التبعيّة القائمة على موقفنا من الله، الذي يتكوّن يومًا بعد يوم، على الطريق، يصعد بنا إلى جبال الرّب لنعاين من هناك أرض الميعاد. على الطريق إنّ ما يعنينا اليوم هو المفهوم الباطني لتبعيّة الربّ.. إنه ارتحال من مدينة الإنسان القديم إلى مدينة الإنسان الجديد.. ارتحال في قفرٍ مهيب.. وديان وجبال ودروب محفوفة بالمخاطر.. دعوة المسيح لنا بتبعيّته هي دعوة لأن نكون مغامرين على دروب الربّ.. متّكلين ومستندين على عكاز إيماننا الذي نستند عليه عند الإعياء.. في النهار ستجد الطريق قفر والحرارة شديدة، فالبريّة «مكان حَيَّاتٍ مُحْرِقَةٍ وَعَقَارِبَ وَعَطَشٍ حَيْثُ ليْسَ مَاءٌ» (تث 8: 15).. ستجد أنك تتحرّك بصعوبة شديدة، فلفحات شمس الظهيرة قاسية.. ستفكر في العودة إلى مدينة الإنسان القديم وقد تأخذ بعض الخطوات للخلف ولكنك ستجد مظلّة على جاني الطريق يقطنها شيخ وقور يدعوك للحديث.. وحينما تدخل ستجد وجه حاني يقابلك ويدعوك لأن تشكو آلامك وأتعابك وأفكارك.. وحينما تتحدّث تشعر بارتياح سرائري عجيب.. وحينما تنتهي سيشير عليك بخيمة الحياة.. خيمة مكتوب علي قوائمها “من يأكلني يحيا بي”.. ستدخل لتجد كأسًا وخبزًا في انتظارك ودعوة رقيقة للحياة.. بعد أن ترتشف قطرة من الكأس وتأكل كسرة من الخبز ستجد الحياة تدب في أوصالك من جديد عوضًا عن الإعياء الذي طالك طوال الأيام السابقة.. ستخرج من الخيمة تسير على الطريق بقوة الحياة التي أخذتها.. فالكأس والخبز هما جسد ودم المخلِّص اللذين للحياة.. أثناء سيرك ستجد تفرعات في الطريق ستحتار وحينما تسأل من حولك ستتيه بالأكثر وقتها ستجد علامات إرشاديّة على الطريق هي كلمة الله للسائرين والحائرين، إن وثقت بها سترشدك إلى الطريق الذي تسلكه.. وحينما يلقي الليل بظلاله السوداء الحالكة وتجد أن الطريق أصبح بلون السماء الأسود، ستجد ضوءًا رقيقًا يقودك، لن يراه غيرك، فمن عال شعبه في البريّة قديمًا مازال يرشد بالروح أولئك السائرين على الطريق.. أَنْتَ بِرَحْمَتِكَ الْكَثِيرَةِ لَمْ تَتْرُكْهُمْ فِي الْبَرِّيَّةِ وَلَمْ يَزُلْ عَنْهُمْ عَمُودُ السَّحَابِ نَهَاراً لِهِدَايَتِهِمْ فِي الطَّرِيقِ وَلاَ عَمُودُ النَّارِ لَيْلاً لِيُضِيءَ لَهُمْ فِي الطَّرِيقِ الَّتِي يَسِيرُونَ فِيهَا (نح 9: 19) أثناء مسيرتك، ستجد الجموع العائدة إلى مدينة الإنسان العتيق تسخر منك وتنعتك بالجنون إنه قانون العالم تجاه السائرين على الطريق.. « قَابَلَهُ قَوْمٌ مِنَ الْفَلاَسِفَةِ الأَبِيكُورِيِّينَ وَالرِّوَاقِيِّينَ وَقَالَ بَعْضٌ: «تُرَى مَاذَا يُرِيدُ هَذَا الْمِهْذَارُ أَنْ يَقُولَ؟» وَبَعْضٌ: «إِنَّهُ يَظْهَرُ مُنَادِياً بِآلِهَةٍ غَرِيبَةٍ» لأَنَّهُ كَانَ يُبَشِّرُهُمْ بِيَسُوعَ وَالْقِيَامَةِ» (اع 17: 18) منهم من سيشير عليك بنظرة إلى الوراء نحو مدينة الإنسان القديم البرّاقة لكي ما يستميلك.. وآخر سيرتدي عباءة الناصح الحكيم مؤكِّدًا أن الطريق بلا نهاية وأنه طريق الهلاك لا ينجو منه أحد.. احْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ الَّذِينَ يَأْتُونَكُمْ بِثِيَابِ الْحُمْلاَنِ وَلَكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِلٍ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ! (مت 7: 15) ستجد الجموع المتدافعة تحملك إل الخلف حينما تكون قدماك منهكتان من المسير.. ولكن في كلّ هذا لن تفارق الطريق؛ اللاّفتات أو المظلّات أو خيمة الحياة.. ستجد أثناء الطريق رفقة لا تدرك من أين جاءتك، تسير معك.. ترشدك.. تشهد لك عن جمال مدينة الإنسان الجديد. وحينما تتساءل عن هويّة تلك الرفقة ستجد ملابسهم تتجلّى بضوء وهّاج.. وقتها ستدرك أن المدينة ترسل بمبعوثين لتشديد السائرين على الطريق.. سيزداد شوقك وحبّك لتلك المدينة ولسكّانها.. على الطريق ستجد من رأيتهم يتحرّكون بشوق شديد نحو مدينة الإنسان الجديد ولكنّك ستجدهم عائدين إلى الخلف.. ستحتار.. ستتألّم.. فهناك على الطريق دائمًا يوجد ديماس يحب ويحن للعالم الحاضر.. « لأَنَّ دِيمَاسَ قَدْ تَرَكَنِي اذْ احَبَّ الْعَالَمَ الْحَاضِرَ » (2تي4: 10) على الطريق ستجد رسائل تحمل اسمك وحينما تفتحها ستقرأ أن عليك مهمة عظمى وهي تحويل الراجعين إلى مدينة الإنسان القديم إلى طريق الحياة من جديد.. عليك مسؤوليّة عظمى وهي أن تشرح للقافلين إلى الخلف أنّ أمجاد المدينة الجديدة أبديّة بينما المدينة القديمة محوطة بالزمان الفاني إذ ستتلاشى يومًا ما على أنقاضه.. قانون المدينة الجديدة ألاّ يأتي أحد وحده بل عليه أن يدخل برفقة آخر.. فالبوابة لا تنفتح إلى فرد بل إلى جماعة.. وقد يكون جذبك للجماعة فقط من خلال صلاتك.. ولكن عليك أن تهتم بخلاص الجماعة كلّها وتسعى لعونهم.. على الطريق ستمر عليك أوقات ستشعر فيها بوحدة شديدة وكأنك وحدك السائر، ستنظر حولك لن تجد سوى العائدين إلى الخلف.. ستتوقّف وتتساءل هل الطريق حقيقة أم خدعة.. ستعيد طرح مرارتك أمام الله وكأنّك إيليا الجديد.. « وَدَخَلَ هُنَاكَ الْمَغَارَةَ وَبَاتَ فِيهَا. وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَيْهِ: مَا لَكَ هَهُنَا يَا إِيلِيَّا؟ فَقَالَ: قَدْ غِرْتُ غَيْرَةً لِلرَّبِّ إِلَهِ الْجُنُودِ، لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ تَرَكُوا عَهْدَكَ وَنَقَضُوا مَذَابِحَكَ وَقَتَلُوا أَنْبِيَاءَكَ بِالسَّيْفِ، فَبَقِيتُ أَنَا وَحْدِي. وَهُمْ يَطْلُبُونَ نَفْسِي لِيَأْخُذُوهَا. » (1مل19: 9-10) ولكنك ستجد لافتة على الطريق مكتوب عليها؛ “ تذكَّر أن هناك سبعة آلاف ركبة لم تنحن لبعل”.. ستتمنى لو تتاح لك الفرصة لتتعرّف عليهم، ولكن لكلّ شيء تحت السماء وقت، تلك هي أول نصيحة تلقيتها وأنت مبتدئ في المسير. على الطريق ستجد تساؤلات وحيرة تقبض على قلبك المنهك بالشك، ستطلب من المسيح حلولاً ولكنه سيعطيك المبادئ التي تسير عليها.. فقانون المسير هو أن يزوِّد خواصه بالمبادئ لا الحلول.. المادة الخام لا المنتج النهائي.. ستجد في الكثير من الأحيان جبال عالية تعترض طريقك عليك أن تعبرها.. وستسمع أصوات تقول لك: لم ينجو أحد من تسلُّق تلك المرتفعات.. وحينما تطرح لهم أسماء العابرين سيردون أنها خداعات الماضي وأساطيره والدليل أنه ليس من عابر الآن للجبال.. في ذات الوقت ستسمع صوتًا يقول لك: هيّا علّق كلاليبك ثبّت حبالك شدّ عضلاتك أوتر روحك وابدأ، جديًّا، مغامرة حياتك: ابدأ السير نحو الهدف كن راسخًا، ابق متعلّقًا، رغم ريح الشمال، رغم لامبالاة الجموع، رغم أصوات الجموع التي ستدعوك للنزول، رغم الإعياء الذي سينتابك في منتصف الطريق رغم الغيوم التي ستحجب عنك، طوال أيام، القمّة رغم المخاوف التي ستلاحقك حينما تزل قدماك كن ثابت القدم على دروب القمم.. وقتها سترفع ناظريك إلى العلاء وتقول مع المزمور: أَرْفَعُ عَيْنَيَّ إِلَى الْجِبَالِ مِنْ حَيْثُ يَأْتِي عَوْنِي (مز 121: 1) كلمات التشجيع ستدفعك لخوض المغامرة من جديد، وحينما تتحرّك ستجد أنّ مخاوفك تتبدَّد مع تبدُّد الغيوم.. ستجد القمّة أكثر وضوحًا.. ستجد الجبل ينحني لإرادتك وتصميمك.. ستجد رفقاء لم ترهم من قبل، يشاركونك تسلُّق الجبل.. ستجد أن أصوات المشكِّكين تتلاشي مع كلّ حركة إلى أعلى.. وكأنك تولد من جديد كل يوم.. من فوق.. وكأنّ هناك حبال ترفعك إلى القمة.. لا تراها ولكن تستشعرها.. وقتها ستدرك أن أول خطوات التبعيّة هو التصديق وبدء المسير.. لقد كانت تُحكى لنا قصة رمزيّة قديمة عن الآثار التي نراها على الطريق بجانبنا وفجأة نراها وقد انمحت من على الطريق.. لا تبقى سوى آثار قدمين فقط.. ونعلم من الله أنها للنعمة التي تحملنا وقت تجاربنا وآلامنا ومعاناتنا.. هذا ما يحدث ونراه كلّ يوم على طريق ارتحالنا نحو المدينة الجديدة.. أورشليم العليا.. |
||||
26 - 02 - 2014, 06:24 PM | رقم المشاركة : ( 4302 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
النعمة المؤلِّهة والسرّ الفائق المعرفة + اطلبوا الرب وعزه التمسوا وجهه دائماً (1أخبار 16: 11)بسبب عدم إدراكنا ووعينا المسيحي الحقيقي بما هو موهوب لنا من الله، أصبحت كل طلباتنا منه على مستوى العالم الحاضر الزائل والتي تخص حياتنا وكل احتياجاتنا على الأرض، وننتظر الاستجابة في الأشياء التي يطلبها الأمم، ولم نعد نُميَّز كمسيحيين في طلباتنا، لأن طلبتنا تكشف عن هويتنا ووضعنا الحقيقي بالنسبة لله، فمن السهل أن نظل نطلب أشياء صالحة كثيرة من الله لأنه هو الواهب الخليقة كل شيء صالح ونافع، ولكن من الصعب أن نطلب الله نفسه وبشخصه، كأن العطية هي الأفضل من العاطي، ناسياً كل مسيحي أن الله أعطانا ذاته في المسيح، انتسب إلينا حتى ننتسب إليه، الكلمة صار جسداً حتى كل ذو جسد يصير واحداً معه ويمتلئ من حياته الخاصة، لكي يخرج خارج إنسانيته الساقطة ليدخل في سرّ الخليقة الجديدة ممتلئاً من النعمة ويحيا بالأسرار الفائقة، أسرار ملكوت الله [ لكم قد أُعطي أن تعرفوا أسرار ملكوت الله وأما للباقين فبأمثال حتى أنهم مُبصرين لا يبصرون وسامعين لا يفهمون ] (لوقا 8: 10)، وبذلك يكون فرحه كاملاً، لأنه مكتوب: [ فرحاً أفرح بالرب، تبتهج نفسي بإلهي لأنه قد ألبسني ثياب الخلاص، كساني رداء البرّ، مثل عريس يتزين بعمامة ومثل عروس تتزين بُحليها ] (إشعياء 61: 10) فالمسيحية حياة فرح سماوي، لا بأعمال في برّ نعملها، ولا في سيرة عطرة وأخلاق حسنة وسلوك جيد ومعاملات جميلة مع الآخرين لمدحنا، مع أن كل هذا جيد جداً بل وضروري ومع ذلك ليس هذا المميز للحياة المسيحية، بل هي فرح في الرب قوتنا: [ أخيراً يا إخوتي افرحوا في الرب... افرحوا في الرب كل حين وأقول أيضاً افرحوا ] (فيلبي 3: 1؛ 4: 4)، ومع ذلك نجد كثيرين يحيون في هم وغم والطامة الكبرى أنهم خدام في الكنيسة !!! وللأسف لو سألنا أنفسنا أو أي شخص مسيحي عن النعمة والأسرار الفائقة، فأن جوابه يفضح قلبه، ويكشف عن أنه لم يتذوق النعمة في حياته الشخصية بل ولم يدخل في الأسرار الإلهية ليتعايشها ويستوعبها بالتذوق في حياته اليومية، مع أننا سنجده يفتخر بكونه مسيحي وعنده الأسرار الفائقة يُمارسها وهي تراث غالي ثمين استلمه من الآباء، وقد نجده ينبري في الدفاع المتعصب القوي ضد كل من يقول عنها شيئاً مضاد، مع أن في الواقع هو لا يدافع عن الحق بل عن ذاته وكبرياءه، لأن من تذوق السرّ الإلهي ويحيا بالنعمة، من المستحيل أن يتعصب أو يصارع أحد قط أو يفتخر كأنه لم يأخذ نعمة، بل في تواضع يقبل الكل ويقدم بسيرته المقدسة في الحق غنى مجد الأسرار الإلهية وعمل النعمة المُخلِّصة، حتى أن الكل يشتهي أن ينال كما هو نال أيضاً... _ معنى النعمة _ + ولكن ليس كالخطية هكذا أيضاً الهبة، لأنه ان كان بخطية الواحد مات الكثيرون فبالأولى كثيراً نعمة الله، والعطية بالنعمة التي بالإنسان الواحد يسوع المسيح قد ازدادت للكثيرين (رومية 5: 15)يا إخوتي اعلموا أن النعمة تعني العطية، والمُقدس يعني المؤلَّه، القدوس هو اسم الله في الكتاب المقدس، وبالتالي الذي يُقدس هو الله، أي هو العاطي أو الواهب القداسة، والمُقدّس هو الإنسان، لأن الله في البدء خلقه إناء له استعداد خاص لهذه العطية، لأنه أعطاه ما يؤهله لذلك، أي أعطاه كل السجايا الجديرة باللاهوت، أي في صميم كيانه أعطاه صورته لكي يستقبل باستمرار ودوام عطية التقديس، وكلنا تعلمنا أن هناك النعمة المُقدسة، ولكن للأسف أهملوا أن يقولوا الحقيقة كاملة وهو غاية النعمة: [ تأليهنا ]، لأن هذه هي المسيحية [ صار الله إنساناً لكي يصير الإنسان إلهاً بالنعمة ] + وتكونون لي قديسين لأني قدوسٌ أنا الرب وقد ميزتكم من الشعوب لتكونوا لي (لاويين 20: 26)للأسف الشديد هذا لم يعد جوهر إيماننا الحي، في أن نكون إلهيين، آنية مخصصه لله، لأننا نرى أن في هذا الكلام مبالغة مفرطة، لأن فكرنا الساقط يقودنا لمفهوم التغير في الطبائع كما قلنا سابقاً، وهذا سخف الفكر الباطل المسيطر على كثير من الخدام والخادمات الذين لم يدخلوا بعد في سرّ التجسد خبرة وحياة، لأنهم لم يصيروا مسيحيين على مستوى عمل النعمة في القلب والتشرب من الأسرار الفائقة، فللأسف كثيرين جداً لازالوا ينظرون للتجسد على مستوى زيارة الله للأرض مثل الأساطير التاريخية، كأنه يتنزه وسطنا يرى أحوالنا ونراه حولنا، كأنه استعار لباسنا البشري ليظهر وسطنا لمدة من الزمن ويُبشرنا بأخلاقيات سامية نقول عنها أنها أفضل من جميع ما عرفته البشرية من مبادئ وأفكار دينية سامية عميقة وعظيمة، لذلك نفتخر أن المسيحية أعظم شريعة على وجه المسكونة كلها، وبعد ذلك عاد الرب إلى السماء وارتفع ليشاهدنا هل نحقق ونتمم الوصية بقدر طاقتنا أم أننا غير مستحقين للوصول إليه لأننا نهمل أو نضعف أو نسقط، وأصبحت المسيحية لنا عبارة عن شوية نُسك على أخلاق على صوم على أعياد وشوية واجبات نتممها وتأملات نكتبها ودراسات ووعظ وتعليم... الخ، وكل حديثنا الروحي أصبح عن كيف نتصرف في هذه الدنيا كمسيحيين وسفراء عن الله وسط الناس، لكي يكافئنا الله في النهاية أن مارسنا الفضائل المسيحية أو يُعاقبنا أن فَضَّلنا أن نسير في طريق الخطية، وبذلك فقدنا هويتنا المسيحية تماماً وأصبحنا اصحاب مبادئ الإنجيل والأخلاق الحسنة والصفات الحميدة مثل أي شعب من الشعوب السامية في فكرها، أو أي مبدأ ديني آخر... للأسف يا إخوتي نسمع من ناس كثيرين يتكلمون عن التقليد وأنهم تقليديين، يدافعون عن كل ما هو كنسي وتسليم الآباء الحق، لكن هل حقاً استلموا من الآباء القديسين شيئاً !!! هل يدافعون عن التقليد حقاً !!! هل يعرفون إنجيل المسيح الحي بشارة الحياة الأبدية !!! يا إخوتي هناك خلط كبير ومفارقة شاسعة ما بين التقليد الكنسي الحي الحقيقي، وبين تقليد العادة المترسخ في الفكر بالتربية والتعود على السماع من الخدام حسب رايهم وفكرهم ومعتقدهم هم، فما أبعد البعض عن التقليد الكنسي الحي النابض بروح الله المُقدس للنفس ومجددها على صورة خالقها في القداسة والحق، يا إخوتي علينا أن ننتبه بدقة وتدقيق وبوعي لعدم الخلط بين تقليد الكنيسة وما تعلمناه منذ الصغر وترسخ في فكرنا من الناس، وهو في أغلب الأحيان غريباً بل وبعيداً جداً عن تقليد الكنيسة الصحيح، فاحذروا لئلا يكون لنا قول الرب: [ فقد أبطلتم وصية الله بسبب تقليدكم ] (متى 15: 6)، لأن علينا اليوم أن نستفيق ونعود للنبع الحلو وذلك: [ لكي يثبت قلوبكم بلا لوم في القداسة أمام الله أبينا في مجيء ربنا يسوع المسيح مع جميع قديسيه ] (1تسالونيكي 3: 13) ولنأخذ ما قلناه سابقاً عن التجسد والتأله كمثال، فتجسد الله وتأليه الإنسان هما حقيقتان مترابطان أشد الترابط، وهذا أمر تقليدي كنسي حي أساسي خُط منذ القرن الأول وتوثق فيما بعد بقوة أعظم وأشمل على يد كل آباء الكنيسة المُعلمين، بل وكان هو نواة الإيمان والشيء الدائم والثابت الذي لا يتغير، وهذا الثابت عينه هو الذي رفضه الناس اليوم واعتبروه هرطقة، وانحرفوا به بحجة التقليد الزائف الذي تعلموه بفكر باطل سخيف مجنون وهو الادِّعاء أن من يقول هذا إنسان متكبر يريد أن يتحول ليصير الله ذاته !!! وبذلك اثبتوا حجتهم بفكر فلسفي لم يقوله أحد قط ولا الهراطقة أنفسهم، بل استخفوا بعقول البسطاء واقنعوهم أن كل من يُعلم بذلك هو منحرف مجنون أبله لا يفقه شيء متكبر وضد العقيدة والكنيسة ومهرطق، وبذلك هم أنفسهم سقطوا من النعمة واسقطوا معهم الآخرين من الحياة المسيحية برمتها وحرموهم من شركة الطبيعة الإلهية في المسيح يسوع، وفي النهاية يُقال انهم كنسيين تقليديين، مدافعين عن الإيمان في الحق المُسلم من جيل لجيل... وهكذا أصبح من يدافع عن التقليد فهو يدافع عن فكره المريض ولا يعرف شيئاً عن التقليد الحي، وهكذا لنقيس أشياء كثيرة يُقال عنها أنها من التقليد ويتم وضعها في إطار تعليمي وهي أبعد ما تكون عن الحياة المسيحية برمتها... والآن بل واليوم علينا معاً أن نستعيد معاني فقدناها في حياتنا التي نقول عنها أنها حياة مسيحية، ولم يعد لها وجود حقيقي في خبرتنا مع الله، لأن إلى الآن كثيرين لم يدخلوا في سرّ الحياة المسيحية الحقيقية، لذلك علينا لكي ندخل في الحياة المسيحية نفهم بعض التعبيرات الهامة للغاية، لأن بدونها لن يكون لنا هوية مسيحية من الأساس، بل مجرد فكر ديني أو مبدأ تشريعي نحيا به، ونعيش الأخلاق والفضائل مثل سائر الناس والأديان، ونمدح النسك وفضائل القديسين، ولكننا لا نرتفع للمستوى الإلهي قط، ولا نختبر الوجود في حضرته فنمتلئ منه شخصياً فنصير منه وله وفيه وبه نحيا، وصورته تنعكس علينا وفرحه الخاص يدخل قلبنا [ لا تحزنوا لأن فرح الرب هو قوتكم ] (نحميا 8: 10) التعبير الأول: الحياة الفائقة الطبيعة وأبناء الله + [ كان إنسان من الفريسيين اسمه نيقوديموس رئيس لليهود. هذا جاء إلى يسوع ليلاً وقال له: "يا معلم نعلم أنك قد أتيت من الله مُعلماً لأن ليس أحد يقدر أن يعمل هذه الآيات التي أنت تعمل أن لم يكن الله معه"؛ أجاب يسوع وقال له: "الحق الحق أقول لك أن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله". قال له نيقوديموس: "كيف يُمكن الإنسان أن يولد وهو شيخ ألعله يقدر أن يدخل بطن أمه ثانية ويولد". أجاب يسوع: "الحق الحق أقول لك أن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله، المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح، لا تتعجب إني قلت لك ينبغي أن تولدوا من فوق، الريح تهب حيث تشاء وتسمع صوتها لكنك لا تعلم من أين تأتي و لا إلى أين تذهب، هكذا كل من ولد من الروح.ما معنى هذا الكلام الذي نحفظه حفظاً ونتكلم عنه بكونه سرّ المعمودية الفائق المعرفة، يا إخوتي انتبهوا لا تنظروا لهذا الكلام على أساس معرفتكم به، لأن كل واحد الآن في ذهنه سرّ المعمودية كطقس وليس خبرة حياة يومية يتعايشها بكل اتساعها الحلو، فما معنى أننا مولودين ولادة جديدة ليست من أبوينا حسب الجسد، هل تدركون هذا إدراكاً، هل عندكم الوعي أن رحم المعمودية الذي دخلنا إليه وخرجنا منه لا يمت بصلة بإنسانيتنا التي حسب الجسد المولود حسب الناس: [ مولودين ثانية لا من زرع يفنى بل مما لا يفنى بكلمة الله الحية الباقية إلى الأبد ] (1بطرس 1: 23) يا إخوتي انظروا عمل الله لنا، فالله دعانا بالمجد والفضيلة لنكون شركاء طبيعته الفائقة، لم يدعونا مجرد دعوة شرف، لأننا لن نكون ضيوف شرف عنده، بل صنع عملاً فائقاً عظيماً: [ لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة مولوداً تحت الناموس، ليفتدي الذين تحت الناموس، لننال التبني. ثم بما إنكم أبناء (صرتم ابناء الله في المسيح) أرسل الله روح ابنه إلى قلوبكم صارخاً يا أبا الآب. إذاً لست بعد عبداً، بل ابناً وأن كنت ابناً فوارث لله بالمسيح ] (غلاطية 4: 4 – 7) فقد صار لنا بسبب تجسد الكلمة ولادة جديدة ليست من هذا العالم، بل من فوق، لنا حياة فائقة الطبيعة، ليست لنا حياة حسب هذا العالم [ ويكون عوضاً عن أن يُقال لهم لستم شعبي، يُقال لهم ابناء الله الحي ] [ لأنكم جميعاً ابناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع ] (هوشع 1: 10؛ غلاطية 3: 26)، لذلك في البداية أظهرت لكم أن الطلبات التي حسب العالم ليست أساس لنا ولا هي حياة المسيحي الحقيقي، بل التي من العالم الآخر الذي نحن منه، لأن أصبحت لنا حياة أخرى – بسبب ولادتنا الجديدة – مختلفة عن إنسان هذا العالم الحاضر، فلنا حياة أخرى غير طبيعية، حياة جديدة تنتمي للعالم السماوي، وهذه هي الحياة الجديدة التي في المسيح الفائقة الطبيعة، وهي دعوة الإنسان العُليا، دعوة إلى المشاركة في حياة الله نفسها، أي دعوة للتألُّه... هل هذا الكلام تأليفي يا قارئي الإنجيل !!! فلننظر للإنجيل بشارة الحياة في المسيح ونقرأ لنفهم من نحن في حقيقة جوهرنا، لأن من يعرف نفسه يعرف الله، ومن يعرف الله يستحق أن يعبده بالروح والحق، ويكون شريك القديسين في المائدة الملوكية... [ في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله. هذا كان في البدء عند الله. كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان. فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس. والنور يُضيء في الظلمة والظلمة لم تدركه.الكلمة النور الحقيقي نور الإنسان المبدد الظلمة، اتخذ جسدنا، لبس إنسانيتنا، فانتسبنا إليه، وصرنا معه واحد لأنه هو من وَحدَّنا بنفسه، فصرنا معهُ واحد فعلاً، الناموس فكر الله الصالح وصل إلينا عن طريق موسى، ولكننا بسبب اننا اصحاب طبيعة ساقطة لم نستطع أن نحيا به، ولم ننتفع منه، مثل المريض الذي لم ينفعه الغذاء القوي بسبب مرضه، بل ادرك أنه لا يستطيع أن يستفيد لأنه مريض غير قادر على أن ينتفع بما هو صالح لجسده، وهكذا أُغلق على الجميع في العصيان لأن الناموس صار مرآة النفس كشف عورتها، وفضح مرض الإنسان فأعلن الدينونة بحكم الموت، إذ أظهر أن الكل ميت واقع تحت سلطان الظلمة، وأظهر أن الكل في حاجة لمجد الله الحي، لذلك فأن أعمال الجسد التي تخص تنفيذ مبادئ الناموس لا تستطيع أن تُنقذ الإنسان من الموت، لأن الإنسان بعيد عن الحياة، لأن الحياة في الله، وكل من هو خارج عن الله ميتاً في ذاته لذلك مكتوب: [ فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس ]، [ لأنكم كنتم قبلاً ظُلمة وأما الآن فنور في الرب، اسلكوا كأولاد نور ] (أفسس 5: 8) لذلك فالناموس لا ينفع الإنسان الساقط الميت ذو طبيعة فاسدة، بل الإنسان الحي في الله، ذو الطبيعة الجديدة، طبيعة سماوية مطبوع فيها فكر الله الحي: [ لأن هذا هو العهد الذي أعهده مع بيت إسرائيل بعد تلك الأيام يقول الرب: أجعل نواميسي في أذهانهم وأكتبها على قلوبهم وأنا أكون لهم إلهاً وهم يكونون لي شعباً ] (عبرانيين 8: 10) فيا إخوتي هذه هي الحياة الفائقة للطبيعة، التي تخص ابناء الله المولدين ثانية من فوق من عند ابي الأنوار في المسيح يسوع، أصحاب الخليقة الجديدة [ إذاً أن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديداً ] (2كورنثوس 5: 17)، فكل من آمن واعتمد ولد من الله، صار ابناً لله في الابن الوحيد، ومعنى انه صار ابناً لله، صار له حياة جديدة فائقة الطبيعة، ومعنى أنه صار له حياة جديدة، أي أنه يحيا بحياة الله، فالأب لا يهب الأولاد الحياة فقط، بل حياته هو شخصياً، وعندما نقول إننا ابناء الله، نقول أن الله يهب لنا حياته الخاصة، أي أنه يشركنا في الوهيته، في خلوده، في مجده، أي اننا متألهين، حياتنا نستمدها منه: [ من ملئه نحن جميعاً أخذنا ]، [ لأن غاية الناموس هي المسيح للبرّ لكل من يؤمن ] (رومية 10: 4)، [ لأن لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح ] (فيلبي 1: 21)، [ كما أرسلني الآب الحي وأنا حي بالآب فمن يأكلني فهو يحيا بي ] (يوحنا 6: 57)، [ بعد قليل لا يراني العالم أيضاً وأما أنتم فترونني إني أنا حي فأنتم ستحيون ] (يوحنا 14: 19). يا إخوتي [ وهذه هي الشهادة أن الله أعطانا حياة أبدية وهذه الحياة هي في ابنه ] (1يوحنا 5: 11)، لأن كل الذين قبلوه أعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله، أي المولدين منه على نحوٍ خاص للغاية، لذلك: [ انظروا أية محبة أعطانا الآب حتى نُدعى أولاد الله، من أجل هذا لا يعرفنا العالم لأنه لا يعرفه ] (1يوحنا 3: 1)، وكل من لم ينظر محبة الله ودخل في سر التبني خبرة وحياة، فأنه لا يعرف المسيحية الحقيقية بعد، ولم يدخل في هذا السر العظيم الذي للتقوى: [ وبالإجماع عظيم هو سرّ التقوى الله ظهر في الجسد تبرر في الروح تراءى لملائكة كرز به بين الأُمم اومن به في العالم رُفع في المجد ] (1تيموثاوس 3: 16) وهذه مشكلة من لا يقبل موضوع الاتحاد بالله وشركة الطبيعة الإلهية، لأنه لم يتذوق بعد أن يمتلئ من الله، وكل مشكلته انحصرت في انه يصير إنسان ذو أخلاق وصاحب فضيلة، لكنه بعيد عن حياة الله وإناءه فارغ من النعمة المؤلهة، أي أنه لم يأخذ من ملء المسيح شيئاً قط: [ ملء الذي يملأ الكل في الكل ] (أفسس 1: 23)، [ الذي نزل هو الذي صعد أيضاً فوق جميع السماوات لكي يملأ الكل ] (أفسس 4: 10) إذاً معموديتنا ليست بالشيء البسيط كموضوع تم في حياتنا وانتهى، أو مجرد التخلص من الخطية، بل هي أعظم وأعمق من هذا التسطيح الفارغ من المضمون، لأن الرسول لم يقل جزافاً: [ لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح ] (غلاطية 3: 27)، المعمودية موت مع المسيح بالصيب، ثم قيامة معه نرتديه هو شخصياً، فحدث عمادنا أن نلبس المسيح، فيرانا الآب فيه ابناء فعلياً لأننا ارتديناه في المعمودية، لبسناه، صرنا مؤمنين أحياء بالله، لنا حياة هي المسيح، به نحيا ونتحرك ونوجد، لنا أن نرث معه، أي لنا كل ما له، لأنه هو أخذ كل ما لنا وأعطانا ما له، اتحد بنا اتحاد حقيقي بلا امتزاج ولا اختلاط ولا تغيير، بل اتحاد سري عظيم فائق بلا تبديل أو إلغاء وطمس إنسانيتنا، لأننا سنظل إنسان وهو يظل الله، لكننا لبلسناه لأنه ارتدى إنسانيتنا، صار معنا واحد، يملئنا من ملئه، ونحن نظل نتشرب منه، فتتحقق فينا إرادته في أن نكون مثله: [ أيها الأحباء الآن نحن أولاد الله ولم يظهر بعد ماذا سنكون، ولكن نعلم أنه إذا أُظهر نكون مثله لأننا سنراه كما هو ] (1يوحنا 3: 2) والآن يا إخوتي فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح (رومية 5: 1) الذي به أيضاً قد صار لنا الدخول بالإيمان إلى هذه النعمة التي نحن فيها مقيمون ونفتخر على رجاء مجد الله (رومية 5: 2)، عليكم أن تدخلوا وتحيوا هذه الحياة الشريفة المقدسة، وأن تُقدِّروا الهبة التي لنا من الله، فلا تنكرون عمل الله بسبب الفكر الباطل ولغو الجدل القائم على الانحياز العقيم للأشخاص، فلنترك كل جدل لنحيا هذا السرّ العظيم الفائق، لأن لنا الآن حياة جديدة نحياها في شخص ربنا يسوع، ولا ينبغي أن نضيع وقتنا وعمرنا في الجدل ونقض الألفاظ، بل علينا أن نفهم وندخل في السرّ المُعطى لنا، وهذا ينقلنا للمصطلح الهام للغاية وهو السرّ الفائق المعرفة، فما معنى كلمة سر ّ... !!! |
||||
26 - 02 - 2014, 06:26 PM | رقم المشاركة : ( 4303 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ماذا يخيف الشيطان !!؟؟؟
الوسائل التي تخيف الشيطان : ذكرها الكاهن الإيطالي المقسم ، حين طرد شيطانا من أحد النفوس :فقال له الشيطان : 1 : سر الإعتراف ، قال الشرير : يا له من اعتراف حقير سخيف ، انه يزعجني و يؤلمني بل يعذبني ، وهذا الدم : أي دم إلهكم الكاذب ، هذا الدم يطردني من نفوس الذين أسكنهم . يدمرني ، يغسل نفوسكم ، و يدفعني الى الهرب ، إنه عذابي الأكثر هولا ، ( هنا يسمع بكاء الشيطان ) 2 : سر القربان : المناولة التي تأكلونها فيها و تشربون جسد و دم هذا المصلوب ( يخاف أن يذكر اسم يسوع المسيح ) الذي أنا قتلته ، بواسطة عملائي ، هنا في هذه المائدة ، أنا أخسر معركتي ، و أمام هذه المائدة ، أجد نفسي مجردا من كل سلاح ، ولا أعود أجد القوة، لأن الذين يتغذون من هذا الجسد و يشربون هذا الدم ، يستحيل عليي أن اتغلب عليهم ، فيصبح لديهم قوة خارقة ، و يطردونني كأني أحد الكلاب. 3 : السجود أمام القربان : هؤلاء الأشخاص يجعلونني أتمزق غيظا و حنقا ، انهم يدمرون كل أعمالي التي أحصل عليها من المسيحيين المنافقين ، آه كم تؤلمني ساعة السجود هذه الخرقاء ، وتحرقني غيظا و كمدا . |
||||
26 - 02 - 2014, 06:31 PM | رقم المشاركة : ( 4304 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
" أحبوا أعدائكم " (لو 6 : 35) الانسان المسيحي اعطي غريزة الهجرة الداخلية الى الله من وطن أرضي و خيمة مطوية الى وطن سماوي دائم الى حياة تدوم نسمع في هذه الأيام عن شعارات كثيرة تدعو الى عدم التسلح ..فتبدأ معاهدات و اتفاقيات للحد من الأسلحة و نزع السلاح ...هذه كلها أوهام ...لأن الخوف من الآخر دخل الى الأعماق كغريزة له ... لذا لا يمكن أن يتخلى الانسان عن سلاحه أما الانسان المسيحي فان استطاع أن يلتفت لعمق هذه الآية " أحبوا أعدائكم" لصار آمنا ً و لا احتاج لسلاح أو عصا تسلح بسلاح المحبة لأني أقول لكم أن الرحلة هي وسط اللصوص ..و أخطر ما فيها هو استخدام القوة فقانون ملكوت السموات في الحقيقة هو ان الذي يحيا هو المظلوم ..الأمور معكوسة بصورة عجيبة جدا ..لماذا ؟؟؟ عندما يضربني انسان على خدي الأيمن أقول له " كتر خيرك " و أمضي في طريقي حتى أصل الى جهتي لأن هدفي ثمين و رحلتي خطيرة ان وقفت و تعاركت معه ستكون هذه نهايتي و نهاية الرحلة تذكر دوماً مهما كنت انساناً غنياً أو فقيراً راهباً أو موظفاً أو عالماً ..أنك انسان مهاجر ..هجرة غير منظورة الى قلب الله أبونا متى المسكين |
||||
01 - 03 - 2014, 05:07 PM | رقم المشاركة : ( 4305 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الشجرة الباسقة ************ إنها حبة الخردل الفقيرة الصغيرة التي أصبحت بعد الزرع أكبر الأشجار ،حتى أن طيور السماء كلها تجيء و تعشش في ظلها . حبة الخردل هي صورة لملكوت السماوات ، إنها صورة عن العذراء مريم . يسوع **** حبة الخردل هذه ،هي أنت يا أمي العذراء بفقرك في كل شيء ،بضعفك ، بصغرك ،و بشوقك إلى الله .. لقد كنت متواضعة و صغيرة في عين نفسك فصرت عظيمة و كبيرة في نظري ... لقد اخترت الفقر في كل شيء ،فاخترتُ حشاك لأجعلك سماءً أسكن فيها . لقد اخترت البتولية فقراً ،و حولت حاجاتك كلها إلي فقط ..فصرت غنيةً بي .. لقد كنت فقيرةً باللباس ،بالطعام و بالشراب ،فصرت غنيةً بكل شيء .. اتضعتِ فرفعتُك .. طلبتني من كل قلبك دون أي شيءٍ ،فسكنتُ في حشاكِ . عندها كبرتِ و عظُمتِ حتى غدوت شجرةً باسقةً كبيرةً ليس لها مثيلٌ على وجه الأرض . لقد جئتُ أنا الإله ،عصفوراً صغيراً ضعيفاً ، ألوذ بك في التجسد من برد الشتاء |
||||
01 - 03 - 2014, 05:17 PM | رقم المشاركة : ( 4306 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الايمان ايضا بدون اعمال ميت (يع 2 : 26) الايمان هنا هو الايمان بموت المسيح الكفاري عن الخطاة وقيامته لتبريرهم أمام الله الآب .. و أما العمل هنا فهو الجهاد ضد الخطية للسلوك بحسب القداسة .. الايمان و العمل لا يمكن فك ارتباطهما عن بعض .. و لكن الايمان بما عمله المسيح من أجلنا يتحول تلقائياً الى عمل و جهاد ضد الخطية لبلوغ القداسة .. الروح القدس يستخدم ايماننا بشخص المسيح لينفذ الى أعماق كيان الانسان الفكري و الارادي .. فيجعلها في حالة خضوع شديد لفكر المسيح و ارادته .. فيبدأ الانسان في الدخول الى حالة تغيير شديد ليصبح قادراًفي الحال على العمل ضد الخطية بسهولة و قوة فائقة على امكانياته السابقة .. مما يكشف حالة حلول للمسيح بالايمان داخل القلب و عن سيطرة الروح القدس على الفكر و الارادة .. و ما على الانسان بعد ذلك الا الخضوع المتواصل لعمل الروح القدس .. حتى يكمل الانسان بارادته و فكره الجديدين عمل الخلاص ضد كل خطية و شبه خطية أبونا متى المسكين |
||||
01 - 03 - 2014, 05:19 PM | رقم المشاركة : ( 4307 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله إن نقاوة القلب تجعلة قلبا بسيطا مملؤ بالبهجه والفرح لأن القلب فى حالة تسليم كامل للقدوس الساكن فية ويكون صاحب هذا القلب ناجح وموافق فى حياتة . إن الذى يسلب فرح الإنسان هى الخطية ولذا يهرب الفرح من حياتة . وإن كانت حياتة بعيدة عن إختيار الفرح لم يستطيع أن نعاين اللة . ولابد أن يتطهر القلب بالتوبة والرجوع إلى اللة وتسليم الأرادة لة وحينئذا يسير فى الطريق الذى يؤدى إلى نقاء القلب ولا نسمح للأحقاد أو الغضب تجعلان قلبك مظلما . فيليق بنا أن نقبل بفرح كل مايأتى علينا ويكون شعور قلوبنا ناقية فى كل حين . (أن أفعل مشيئتك ياإلهى سررت ) أعطينا يارب نقاء القلب الذى بة نعاينك ونراك . |
||||
03 - 03 - 2014, 01:54 PM | رقم المشاركة : ( 4308 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يوم الاثنين الأسبوع الثاني من الصوم مثل أرملة قاضي الظلم كمثل كلام الانجيل يحمل للوهلة الأولى صورة أقل و أبسط للسائرين في بداية الطريق ..لكنه يحمل ما هو أعمق و أعمق بكثير .. التفسير العميق يرتفع بالصلاة الى مستوى عميق جداً نخوض فيه اليوم .. " وَكَانَ فِي تِلْكَ الْمَدِينَةِ أَرْمَلَةٌ. وَكَانَتْ تَأْتِي إِلَيْهِ قَائِلَةً: أَنْصِفْنِي مِنْ خَصْمِي!. " الأمر هنا يفوق بالطبع الحديث عن خصومة على حق ضائع أموال أو أرض ..فهذه الأرملة لها خصم يجور عليها جوراً فائقاً "وَكَانَ لاَ يَشَاءُ إِلَى زَمَانٍ. وَلكِنْ بَعْدَ ذلِكَ قَالَ فِي نَفْسِهِ: وَإِنْ كُنْتُ لاَ أَخَافُ اللهَ وَلاَ أَهَابُ إِنْسَانًا، فَإِنِّي لأَجْلِ أَنَّ هذِهِ الأَرْمَلَةَ تُزْعِجُنِي، أُنْصِفُهَا، لِئَلاَّ تَأْتِيَ دَائِمًا فَتَقْمَعَنِي!»." الوضع هنا يظهر أن المسألة ليست خلافاً على اموال بل مسألة تهدد حياة الأرملة بالخطر " قَالَ الرَّبُّ:«اسْمَعُوا مَا يَقُولُ قَاضِي الظُّلْمِ. أَفَلاَ يُنْصِفُ اللهُ مُخْتَارِيهِ، الصَّارِخِينَ إِلَيْهِ نَهَارًا وَلَيْلاً، " نحن أخذنا المثل دوماً على أهمية اللجاجة ..لكن المعني يتضح جداً من كلمة " مختاريه " و "ينصفهم " ..من هم هؤلاء المختارين و هل لهم أعداء ؟؟ يقول مار اسحق " لاتطلب الحقيرات من العظيم لئلا تهينه " فهل يطلبون أموراً مادية ؟؟ مستحيل !! فهذا لا يتفق مع كلمة "صارخين " فهذا المختار الذي يفهم الله يستحيل أن يصرخ لأجل طلب مادي ..لكن صراخ المختار يكون لأمور تختص بالحياة الأبدية "وَهُوَ مُتَمَهِّلٌ عَلَيْهِمْ؟ " هل التمهل هنا بقصد أن يزيدوا الصلاة ؟؟ لا طبعاً فالله متمهل بطبعه لأنه طويل الآناة ...تمهل الله يختص بأمور هو يعرفها و ليس لأمور خاصة بنا كأن نتعلم الصلاة أو نزيد اللجاجة .. أما المختارون فانهم يشتكون ليلاً و نهاراً من عدو وحيد هو الشيطان الذي يشتكي عليهم ليلاً ونهاراً ... الله يتهمل و لكنه "ينصفهم سريعاً " كيف هذا ؟؟ تمهل الله يشمل العمر كله حتى توضع في القبر ...لكن كل مرة تصرخ لله سواء بالليل أو النهار يكون هناك استجابة بأن يعطيك الرب الروح القدس روح الحياة الأبدية كلها لكي تطمئن و تفرح و تأخذ تعزية كاملة ينتهي المثل بآية " وَلكِنْ مَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ، أَلَعَلَّهُ يَجِدُ الإِيمَانَ عَلَى الأَرْضِ؟ " فالمثل يختص بالحياة الأبدية ..فنحن مطالبون بألا ينقص ايماننا و لا نفتر نهاراً و ليلاً لينقذنا من العدو ..... لا لأن الله يحتاج لجاجتنا كأنه قاض ظالم بل لأن هذه هي طبيعة الدهر كما قال الأباء القديسون أننا سائرون كل يوم بين اللصوص الروحيين ومعرضين للسرقة في كل حين الله يستجيب لصلاتك ..فان صليت ليلاً يستجيب نهاراً و ان صليت نهاراً يستجيب ليلاً ..هكذا نصرخ ليلاً و نهاراً و هو يستجيب ليلاً و نهاراً الى ان نبلغ الوطن الآخر ..الوطن السماوي أبونا متى المسكين |
||||
03 - 03 - 2014, 01:56 PM | رقم المشاركة : ( 4309 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"مَنْ لي في السماء. ومعك لا أريد شيئاً في الأرض" (مز 73: 25 ) * إن الانغماس في العالم لا يجعل للأمور الأبدية تقديراً, أما عمق الشركة مع الرب فتجعل العالم أمام عيوننا حقيراً ,, * لقد قال الرب : ليسوا من العالم كما أنى أنا لست من العالم (يو 17: 14 ) , عبارة لا ندركها إلا في الشركة الروحية مع الرب يسوع المسيح , والذي يعبر عنها بحبه للإنسان ,,, * إن العالم قد وضع في الشرير، وكل ما فيه من شأنه أن يطوّح بنا بعيداً عن الرب والاشتراك معه ، حتى وإن كان تافهاً لا يزيد عن الخيط أو شراك النعل , ولا سبيل لحفظنا إلا في الشركة التي فيها نشبع من محبة الرب , والتي تعلمنا كيف نسلك في حياتنا مع المسيح , للوصول إلى السماء ,,, اخي العزيز : إن العالم والشركة شيئان متضادان , انظر ما تقوله كلمة الله : - ( فإن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الآب (1يو 2: 15 ) ومحبة العالم عداوة لله (1يو 2: 15 ) ... * إن أكثر قديس تكلم عن العالم هو يوحنا ، وهو أيضاً أكثر قديس تكلم عن الشركة الروحية .... * إن العالم له أفراحه وهى إلى لحظة زمنية محدودة , ( أى20: 15) . أما المؤمن ففرحه كل حين , ( فى4: 4) ، بل يكتب يوحنا إلى القديسين عن الفرح الكامل في المسيح , (1يو1: 4) وذلك لن يكون إلا بالشركة الروحية معه , فهل تريد أن تفرح أخي المؤمن وتكون لك شركة روحية مع المسيح .؟ * إن هناك فرحاً ينبع من إعلان الله عن نفسه للقلب وهو فرح لا يُنطق به ومجيد ، لكننا لا نختبره إلا في الشركة معه , نجعله يتدخل في شؤوننا وحياتنا صغيرة كانت أم كبيرة , لكي يسلحنا هو أيضا ويعطينا الحق في استعمال ما كان للمسيح يوم كان على الأرض , القوة , الحكمة , المعرفة , السلطان , الانتصار , التحرر من سلطة إبليس وانتهاره ... * قد ننفض أيدينا من العالم ونرفض عطاياه ونعتبرها لا تزيد عن خيط أو شراك نعل (تك 14: 23 ) . وقد يبدو للذين حولنا أننا خسرنا الكثير، لكننا في الشركة نستطيع أن نرى الرب يعلن قائلاً : ( " أنا ترس لك. أجرك كثيرٌ جداً" (تك 14: 23 ) . فيا له من غنى لا يُستقصى ، ولا يعرفه العالم ,,, * لقد قال سيدنا " ليس كما يعطى العالم أعطيكم أنا " (يو 14: 27 ) , فالعالم قد يعطى ولكنه وهو يعطى لابد أن يأخذ ثمناً فادحاً وتكون المحصلة الخسارة التي لا تعوّض , قد يبدو أن لوطاً أخذ مركزاً عند باب سدوم ، لكن ماذا كانت النتيجة ، لقد كان يعذب نفسه البارة ، وخسر كل ما له في سدوم , وتحولت امرأته إلى عمود ملح ، وتصرفت بناته معه بطريقة يندى لها الجبين , ويبدو أن تصرفهما هذا كان ناتجاً عن خبرتهما في سدوم , والأمرّ من ذلك أنه كان كمازح في أعين أصهاره , لقد فقد شركته وخسر شهادته , ولذلك يوجه أسئلة إيمانية إلى كل مؤمن , ليطرح جوابها عند التقائه مع الله في الصلاة , حادث الله إن كنت تريد أو لا تريد , كي يساعدك على الخروج من مأزقك , فهل : * فهل تريد أن تكون أنت مثل لوط وتخسر شركتك مع الله .؟ * هل تريد الفرح الأرضي الزمني الزائل , أم فرح السماء الأبدي ..؟؟ * هل تريد الشركة مع يسوع أم مع إبليس .؟ لأنه لا يوجد ثالث بينهما !!! * هل تحب العيش على الأرض وتترك السماء .؟ القرار يعود لك , فضفض ما تشعر به أمام ربك عند صلاتك واطلب منه ما تريد , فهو يسعده أن يعطيك أكثر مما تطلب !!! يا رب اجعل هذا الموضوع بركة لكل من يقراه أو يشترك فيه باسم الفادي يسوع اطلب آمين,,, |
||||
03 - 03 - 2014, 02:00 PM | رقم المشاركة : ( 4310 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الباب الضيق و الباب الواسع هل خطر على بالك ان تدخل من الباب الضيق في احد ايام حياتك؟ الكل يفضل الباب الواسع المريح و يقل لماذا اضيق الخناق على نفسي ولاكن انضر ماقال السيد و المعلم يسوع المسيح في انجيل متى 7 : 13 ادخلوا من الباب الضيق ،لأنه واسع الباب ورحب الطريق الذي يؤدي إلى الهلاك ، وكثيرون هم الذين يدخلون منه14 >ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدي إلى الحياة ، وقليلون هم الذين يجدونه.هل تعلم انك من الداخلين للملكوت ام الذاهبين الى....... لا اضن انه يخفا عليك يوجد طريقان ولا ثالث لهما في متى 20 :16 يقل رب المجد يسوع ان المدعوين كثيرون ولاكن المختارين قليلون. من الخطر على حياتك الابدية ان تتجاهل هذا الامر. الكثير يقول انا مسيحي انا مسيحي ولاكن هل الكل هم اولاد الملكوت؟ الجواب عندك.المسيحية ليست دين او ديانة او مثهب المسيحية هي يسوع المسيح لهو كل المجد و الكرامة هي الطريق و الحق و الحيات. الجواب هو كما قلت عندك. هل تعرف السيد و المخلص يسوع المسيح لهو كل المجد معرفة شخصيه هل قابلته و قبلت الروح القدس ان يسكن في قلبك هل قبلته ان يسكن. اذن انته تعرف الرب يسوع المسيح والروح القدس ساكن فيك اذن الان انت تعلم الى اين انت ذاهب هو امين و عادل هو يرشدك و يعلمك كيف تعيش ثمار الروح التي هي المحبة- فرح- سلام- طول اناة- لطف- صلاح-ايمان-وداعة-تعفف و خلاف ذالك ليسة حيات. لا يمل قلبك الى طريق اخر مكتوب في اعمال الرسل 4 :12 وليس باحد غيره الخلاص.لان ليس اسم اخر تحت السماء قد اعطي بين الناس به ينبغي ان نخلص. مين غير المسيح قال تعالو الي يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم انضر الى الصوره وتئمل رب الارباب منتضرك ملك الملوك لي يكللك بعد العناء ويقل لك نعما أيها العبد الصالح والأمين كنت أمينا في القليل فأقيمك على الكثير متى 25 : 21 . تئمل الباب الثاني الواسع كم هو سهل و رحب للوصول. و من هو في استقبالك هو الكذاب و ابو الكذب و ماهي الجائزة. البحيره المتقده بلنار و الكبريت و الوحش. الخطيئ سهل جدآ للقيام بها. لاكن هل تعرف عاقبتها لو كنت تدرك بلحقيقة كم هي صعبه لم تفعلها. صلاتي لك اخي الحبيب ان تقبل الرب يسوع المسيح ربآ و الهن على حياتك قل هذه الكلمات البسيط و سلم حياتك لي ابوك السماوي لتحيا انت و اهل بيتك ايها الاب السماوي اشكرك على محبتك لي ,والتي اعلنتها في شخص الرب يسوع المسيح لانك هكذا احببت العالم حتى بذلت ابنك الوحيد من اجل خطاياي لان كل من يؤمن به له الحياة الابدية , وانا اؤمن ان خلاصي هو بنعمتك وليس بأعمالي. انا اؤمن بك ايها الرب يسوع المسيح انك مت على الصليب من اجل خطاياي. واؤمن انك دفنت وقمت من بين الاموات في اليوم الثالث .اسالك ان تغفر لي خطاياي وانا الان اتوجك رباً وسيداً على حياتي , واعلن امام الاب السماوي وامام الملائكة الابرار انني الان اصبحت ابناً لله وانتقلت الى الحياة الابدية لان جميع خطاياي قد غفرتها لي بأسم الرب يسوع المسيح. امين نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم |
||||