18 - 02 - 2014, 05:17 PM | رقم المشاركة : ( 4291 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ميلاديات أبونا الراهب سارافيم البرموسي
لم يكن ميلاد المسيح مجرّد حدث عظيم تناقلته البشريّة في مؤلفاتها التاريخيّة وسطرته أقلام المسيحيين في كتاباتهم التقويّة. ولم يكن مقدم المسيح هو إعلان عن مولد ملك يحمل الرفاهيّة لشعوب ترزح تحت سطوة الفقر والفاقة والمرض والشقاء. ولكنه كان الحدث الذي أدخل الفرح من جديد للكيان البشري المنهار من قسوة العبوديّة تحت سلطان الموت وإمرة الشيطان وأصفاد الخطيئة؛ فالشعب الجالس في الظلمة أبصر نورًا عظيمًا وتناقل الفضاء أصوات الملائكة بالفرح العظيم الذي لامس الأرض البشريّة الجدبة، وأصبحت الحياة -بعد مولد المسيح- هي احتفالية إنسانيّة / إلهيّة، بالتصالح الذي تمّ بتجسد الابن الوحيد، مخلِّص العالم. وهو ما دعا القديس كليمندس ليقول في كتابه المتفرقات (Strom. vii, 49) بأنّ: [كلّ هذه الحياة بمثابة احتفاليّة مقدّسةΑπας δὲ ὁ βὶος πανὴγυρις ἁγὶα]. إنّها احتفالية بالنور الذي بدَّد غياهب الظلمة والحق الذي حرَّر الوعي الإنساني من ضبابية الباطل وزيف المسلمات البشريّة. من هنا كان الفرح المسيحي هو التعبير الصادق عن الوعي بما تمّ بتجسُّد المسيح. إنّ ميلاد المسيح هو الحدث الذي رفع أعين البشريّة نحو الملكوت الغائب عن واقع البشر، وهو الذي دفعهم لتبني أعين اسخاطولوجيّة ترصد ببصيرة ممسوحة بالروح، ما لا تره عين، لأن قياسها تحرَّر من مركزيّة المادة والزمن، وأصبحت تشخص في الأبديّة كما لو كانت موطن سكناها الآني. لذا فإن هذا الميلاد قد قسَّم التاريخ إلى حقبتين؛ قبل الميلاد وبعد الميلاد، الحقبة الأولى هي حقبة الرموز والتساؤلات والحيرة، بينما الحقبة الثانية هي حقبة المعاينة والملامسة والسكنى الدائمة لله في الإنسان وللإنسان في ملكوت الله. |
||||
18 - 02 - 2014, 05:25 PM | رقم المشاركة : ( 4292 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ميلاديات أبونا الراهب سارافيم البرموسي
لم يكن ميلاد المسيح مجرّد حدث عظيم تناقلته البشريّة في مؤلفاتها التاريخيّة وسطرته أقلام المسيحيين في كتاباتهم التقويّة. ولم يكن مقدم المسيح هو إعلان عن مولد ملك يحمل الرفاهيّة لشعوب ترزح تحت سطوة الفقر والفاقة والمرض والشقاء. ولكنه كان الحدث الذي أدخل الفرح من جديد للكيان البشري المنهار من قسوة العبوديّة تحت سلطان الموت وإمرة الشيطان وأصفاد الخطيئة؛ فالشعب الجالس في الظلمة أبصر نورًا عظيمًا وتناقل الفضاء أصوات الملائكة بالفرح العظيم الذي لامس الأرض البشريّة الجدبة، وأصبحت الحياة -بعد مولد المسيح- هي احتفالية إنسانيّة / إلهيّة، بالتصالح الذي تمّ بتجسد الابن الوحيد، مخلِّص العالم. وهو ما دعا القديس كليمندس ليقول في كتابه المتفرقات (Strom. vii, 49) بأنّ: [كلّ هذه الحياة بمثابة احتفاليّة مقدّسةΑπας δὲ ὁ βὶος πανὴγυρις ἁγὶα]. إنّها احتفالية بالنور الذي بدَّد غياهب الظلمة والحق الذي حرَّر الوعي الإنساني من ضبابية الباطل وزيف المسلمات البشريّة. من هنا كان الفرح المسيحي هو التعبير الصادق عن الوعي بما تمّ بتجسُّد المسيح. إنّ ميلاد المسيح هو الحدث الذي رفع أعين البشريّة نحو الملكوت الغائب عن واقع البشر، وهو الذي دفعهم لتبني أعين اسخاطولوجيّة ترصد ببصيرة ممسوحة بالروح، ما لا تره عين، لأن قياسها تحرَّر من مركزيّة المادة والزمن، وأصبحت تشخص في الأبديّة كما لو كانت موطن سكناها الآني. لذا فإن هذا الميلاد قد قسَّم التاريخ إلى حقبتين؛ قبل الميلاد وبعد الميلاد، الحقبة الأولى هي حقبة الرموز والتساؤلات والحيرة، بينما الحقبة الثانية هي حقبة المعاينة والملامسة والسكنى الدائمة لله في الإنسان وللإنسان في ملكوت الله. |
||||
18 - 02 - 2014, 05:27 PM | رقم المشاركة : ( 4293 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مشكلة إيماننا اليوم وصرعنا القائم على الألفاظ - الجزء الأول
مشكلة إيماننا اليوم هي مشكلة واضحة في علاقتنا بالمسيح الحي، لأن ينبغي أن نمتحن أنفسنا كل يوم ونرى ونشاهد قلبنا: هل نحن في الإيمان الحي الذي قصده الرب نفسه حينما دعانا أن نؤمن به !!!؛ وأن قلنا أننا نؤمن حقاً به، فلماذا لا ننمو ونتأصل فيه ونخرج كل يوم عن ضعفنا وندخل في خبرة قوة الله ونحيا ببرهان الروح والقوة !!!! لماذا نخاف الموت إلى الآن وفقدان من نحب ونحن نؤمن بالمسيح أنه القيامة والحياة ومن آمن به ولو مات فسيحيا وكل من كان حياً لن يموت إلى الأبد !!! وكيف لا نصدق أن دمه يطهر من كل خطية ويمحو كل شيء تماماً حتى يجعلنا أبرياء في محضره فعلاً... مع أن يوجد من يصدق هذا فكراً لكن عملياً لا يصدق هذا بأفعاله وأعماله، وفكره الذي ينشره في كل مكان في نقاشاته وموضوعاته، لأنه مثلاً لا يصدق أن الإفرازات الجسدية الطبيعية لا تحرم الإنسان من المسيح الذي ذهب بنفسه لقبر لعازر الذي مكث ثلاثة أيام حتى أنتن وقال ارفعوا الحجر ورفع عنه نتانة جسده المهترئ وأعاده صحيحاً معافاً، وأيضاً لا يُريد أن يُصلي أو يذهب للكنيسة أو يقرأ كلمة الله لأنه بحجة التقوى الغاشة يضع عذر أنه غير مستحق، فللأسف كثيرين لا يصدقون قوة فعل عمل جسد الرب ودمه المُعطى لنا بالسرّ ولا كل مفاعيل الحياة الموهوبة لنا منه !!! للأسف الشديد المسيحية أصبحت لنا فكر وفلسفة وعمل إنساني ومحاولات بشرية على قدر طاقة كل واحد، وهذا واضح في فكر معظمنا في نقاشنا وعدم استيعابنا للأسرار الإلهية، وسأعطيكم أمثلة نتائجها خطيرة للغاية كشفت النقاب عن أننا لم نستوعب بعد سرّ التجسد ودخلنا فيه كخبرة في حياتنا الشخصية !!! كلام الناس (بعض الخدام والشعب) الشائع الذي وراءه ضربة في الإيمان خطيرة: + لا ينبغي بعد المناولة أن تسير حافي القدمين لئلا تتعور فينزل منك دم المسيح على الأرض، ولا ينبغي أن تمضمض فمك في المنزل لمدة 9 ساعات حتى صرف المناولة !!! + المرأة في حالاتها الخاصة لا تتناول (البعض قال لا يصح لأنه ينبغي أن تتطهر أولاً مثل شريعة طقس العهد القديم – والبعض قال أن هذا فطر). + لا يوجد شيء اسمه التأله والاتحاد بالمسيح إلا بالمعنى الرمزي، والبنوة في الله لقب تشريفي، فنحن لا نرتفع للمستوى الإلهي، والروح نفسه يحل علينا كمجرد نعمة لأجل المواهب + المسيح اتى إلينا مثال ينبغي أن نقلد أعماله كما كشفها لنا ونطيع الوصية على قدر طاقة ومقدرة كل واحد فينا... هذا الكلام شكلة يحمل تقوى وتواضع شديد، ومعظم الناس تقتنع به فكراً وأدباً، مع أنه ضد الإيمان ولا يليق بمسيحي حي في المسيح أن ينطق به أو يُعلِّمه لأنه ليس فكر الرب بل فكر إنساني لا يختلف عن أي فكر ديني آخر في الدنيا كلها حينما يفكر أن يسمو بفكر الإنسان !!!
والنقطة المهمة والأخيرة، في الموضوع اللي مدوخ الناس ومش قادرة تفهمه وهو كلام القديس إيريناوس: [ الله صار إنساناً لكي يصير الإنسان إلهاً ] وهذه العبارة دوخت الناس اليوم بين مؤيد ومعارض، ووقف هذا ضد ذاك، وذاك ضد هذا، وانقسم الكثيرين وهرطقوا بعض وفقدوا الحس الروحي واصبحنا في صراع بين من هو القادر أن يغلب الآخر في الكلام والإثبات، واصبحنا في حلقة صراع قوى ومين اللي يغلب في النهاية، وضاع منا الإيمان وأصبحنا معلمين كثيرين وضيعنا أنفسنا والآخرين وفقدنا إيماننا كله واشتهى الأخ أن يحرم أخيه من الكنيسة لأنه يستحق القطع لأنه هرطوقي وضد الحق !!!! أرأيتم مصيبتنا أمام الله، ويصرخ الناس ويشتكون لماذا لا نشعر بعد حضور الله، لماذا لا أقدر أن أعرف ماذا يُريد مني، ولماذا لا يستطيع أن يُخاطبني وهو قال خرافي تسمع صوتي !!! واعلموا يا إخوتي نحن لا نستحضر صوت المسيح، ولا نقول لما نقرأ كتاب ولا حتى الإنجيل اني سمعت صوته وخلاص كده لأني قريت الكلمة، صوت الرب صوت قوة تسري منه حياة تفيض في الإنسان فتمسه داخلياً وتقدسه وتطرد الظلمة منه وتبدد فعل عمل الخطية فيه، فيتقدس ويمتلئ من الله، فيرتفع للمستوى الإلهي بالنعمة وتنطبع فيه ملامح صورة الرب يسوع كما هو مكتوب:
أفهمتم الآن ما معنى هذه اللفظة التي أصبحت محل صراع فكري لا خبرة، أأدركتم فداحة خسارتنا العظمى ومُصيبتنا الكبرى، أننا لم نعد نمتلئ من الله على هذا المستوى بل ولا نسعى إليه بكل طاقتنا، بل بددنا كل طاقتنا على صراع من هو على صواب ومن هو على خطأ، وسأذكركم قريباً أن كثيرين سيدخلون هذا الموضوع ولن يستفيدوا شيئاً قط، بل سيدخلون في نفس ذات الصراع ليقلبوا الموضوع لجدل بلا طائل، لأن هدف الدخول كان غير صحيح، بل للنقد والانتقاد كما هو الحال الذي أصبح عليه معظم الناس اليوم وهو الدخول لفحص كل الكلام للنقد، لأن كل واحد ظن في نفسه – للأسف – أنه معلم وحامي حمى العقيدة والإيمان ومحافظ على التراث الحي المُسلم في الكنيسة من جيل لجيل، لأنه الآن خادم وتعلم الخدمة الحقيقية، مع أن للأسف لم يدخل في شركة مع الله قط وهذا واضح في حياته العملية وهو يعلمها جيداً جداً ولكنه يهرب منها... عموماً لموضوعنا بقية مهمة للغاية فيها سأكشف عن الإيمان الحي المسيحي الحقيقي، وسبب أني لم استكمل الموضوع الآن، هو إني أترك فرصة لحركة قلب كل واحد نحو الله الذي أتى إلينا لكي يجدد طبعنا الفاني ويعطينا طبعه السماوي ليكون لنا حياة أبدية وليست مجرد حياة هزيلة تخص هذا العالم، ولكي انبه ايضاً على كل واحد يقرأ هذا الموضوع، أن هذا الموضوع لم أضعه للجدل ولا لكي أتناقش مع أحد أو اقنع أحد، لأني لن اقنع أحد بشيء ولن ادخل في هذا الحوار لأثبت شيء قط، بل ولن أدخل في صراع الكلام الفارغ الذي ضيع كل طاقتنا على مشاكل الأشخاص والتمسك بالألفاظ من عدمها، فأن أراد أحد ان يدخل في هذا الجدل ليترك الموضوع فوراً ولا يدخل الجزء القادم لأنه لا يخصه بل يخص فقط من يُريد أن يدخل في سرّ عمل الله ويحيا الإيمان الحقيقي عملياً في حياته الشخصية، فيكفينا كلام وإهدار لوقتنا وحياتنا في صراعات أوصلتنا كلنا لطريق مسدود وقسمت الكنيسة بين فرق ومجموعات فأهنا الرب وكسرنا الوحدة، بل وصنعت خدام بارعين في الكلام ولكن ما أسوأ أن نكون فلاسفة في الكلمات لا في الأعمال .... انتبهوا الرب قريب، كونوا معافين |
||||
18 - 02 - 2014, 05:28 PM | رقم المشاركة : ( 4294 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أبونا الراهب سارافيم البرموسي ليتورجيتنا وإبداعات الإيمان قليلاً ما نتحدّث حول الجمال اللّيتورجي في كنيستنا السكندريّة الثقافة، المرقسيّة التسليم، القبطيّة التاريخ، الأرثوذكسيّة الإيمان. كثيرًا ما نختزله في نغمةٍ! إلاّ أنّ الجمال اللّيتورجي يتعدّى نغمة تهتز لها النفس طربًا إلى معنى مُرتّل يُغيّر النفس لتلتقي المسيح في حضرة سمائيّة تشعر بألفة معها كما لعائلة بيت الله كما يكتب القديس بولس. أن نكون معًا في الحضور الإلهي هذا هو المعنى الأصيل للّيتورجيّة. وحينما نجتمع بقلب واحد وعلى إيمانٍ واحد بل متطلّعين إلى الرجاء الواحد، يأتي الله الذي يتناغم حضوره مع الوحدانيّة. فالله لا يُقدِّس التشرذم الإيماني ولا يُبارِك على الانقسام الجماعي بحضوره الفاعل؛ إنّه إله الوحدانيّة التي يتناغم فيها أقانيم الثالوث في حبِّ. نجتمع معًا ولا يملك علينا سوى شوق التغيُّر إلى تلك الصورة عينها صورة يسوع محبوب النفس الذي بإمكانه وحده أن يُجمِّل كلّ قبحٍ رسمه العالم والشرير على صورتنا الأصليّة الإلهيّة. نجتمع معًا في تضرُّع أن يسكب علينا الروح الواحد فنتّحد في الحبّ لنخرج للعالم في وحدانيّة الحب نكرز لهم بجمالٍ لا يمكن استحضاره من بيوت التجميل؛ هو جمال الروح الوديعة الهادئة الصافية المحدِّقة في شوقٍ إلى العلاء تتنسّم رائحة المسيح الذكيّة التي يجلبها الروح القدس وتعيد انتاجها في العالم حيّة بشهادة الفضيلة. في عالمٍ لم يَعُد فيه من إمكانيّة توحُّد ولو حول مائدة عائليّة، تدعونا الكنيسة لنتّحد معًا في خبز التسبيح الذي يرفعنا فوق العالم الحاضر ويثبِّت وجوهنا إلى أورشليم العليا أمّنا جميعًا. وبينما نتغذّى معًا على خبز التسبيح الذي يتحوَّل إلى شهد العسل في القلوب التائبة والمنكسرة تحت أقدام المُخلِّص، يقدِّم الله لنا أثمن ما في الوجود، يقدِّم ذاته، ليرفعنا فوق الوجود المادّي. يقدِّم ذاته في كسرةٍ من خبزٍ ورشفةٍ من كأسٍ، تحمل سرّ الحياة، وتُغيّر الحياة. خبز التسبيح اللّيتورجي لا ينفصل عن خبز الحياة المأكول في شوق الحبّ. ليتورجيتنا يستشعرها القلب المترّجي الله في توبة. كلّ كبرياء وذاتية تأنف من الحضور للاجتماع اللّيتورجي جملةً إذ يضع الإنسان أمام حالة من السكينة الضاغطة على قلب الإنسان المعاصر والذي يفرّ بكلّ ما يملك من تلك القوة ليتجنّب تلك السكينة المؤلمة. نعم السكينة مؤلمة لأنّها فاضحة لخواء الإنسان. هي أشبه بتوقُّف المُخدِّر لمريض جراحه متقيّحة، يغيب الألم مع المخدِّر ولكن توقُّف المخدِّر يجعل من أنينه صدّاحًا حتى إلى عنان السماء. السكينة اللّيتورجيّة ليست نتاج نغمات خارجيّة بقدر ما هي سكينة حضور روح الله الوديع للروح الإنسانيّة والذي يجعلها تنصت لصوت الله الشافي العذب الذي يأتي كما من نسيمٍ رطب على وجهٍ لفحته شمس الظهيرة. كلّ صخبٍ ليس من اللّيتورجيّة القبطيّة في شيء؛ فإن جاز لنا أن نشير إلى ميزة رئيسة للّيتورجيّة القبطيّة عن الكثير من ليتورجيات الكنائس الأخرى، نجد أنّ الخشوع الصوتي واللّحني الذي يستحضر اتّضاع الإنسان أمام الله لينال منه ملء قوّته فيخرج من الصلاة اللّيتورجيّة مسيحيًّا فتيًّا بالمسيح لا بذاته. إلاّ إننا كثيرًا ما نتوقّف عند اللّحن اللّيتورجي وجماله لأنّ الصوت بطبيعته تستقبله إحدى الحواس الأكثر تأثيرًا في النفس؛ حاسّة السمع. بيد أنّه علينا بنفس القدر أن نكتشف الجمال اللّيتورجي في النصّ وما به من مدلولالات ومعانٍ وجمالات ترفع النفس إلى مواجهة الحبّ مع الله الثالوث. هذا يتطلّب فقط أن يكون الإنسان في حالة احتياج لله شاعرًا بهشاشته ويكون في الوقت عينه غير مكتفٍ بذاته. المعاني تؤسِّس للإيمان وهو ما يجب أن ننتبه له إذ أن إيماننا يتشكّل من المعاني التي تذخر بها عبادتنا اللّيتورجيّة أو عبادتنا الشخصيّة التي أوصت بها الكنيسة من نسيج الإنجيل وليس من موضع آخر. التغرُّب عن المعنى يؤدِّي إلى اغتراب عن الإيمان الذي يُميِّز حسّ الجماعة الكنسيّة من نحو الله. ليتنا نتوقّف عند المعاني اللّيتورجيّة بالكثير من التأمُّل والتمعُّن والفهم ولكن الأهم بالكثير من الصلاة؛ فالصلاة هي التي تبقينا في حالة الاتضاع والذي يكرِّس الاتّصال بيننا وبين الله لننال البصيرة وننعم بدفء النور. هبنا أيها الآب السماوي اتضاع الحبّ لننال من ملء قوّتك التي ترفعنا فوق أركان العالم الزائل إلى أعمدة عرشك الإلهي فوق الزمني لك المجد مع الابن الحبيب والروح المحيي. أمين. |
||||
18 - 02 - 2014, 05:29 PM | رقم المشاركة : ( 4295 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أبونا الراهب سارافيم البرموسي مازال ينزف ثمن الخلاص، هل نتذكّره؟؟ بالنسبة للمسيحي يكون الموت الطبيعي خسارة يا له من امتياز أن نحيا ونموت له أيضًا عن خطاب من أحد المسجونين من أجل الإيمان ثمن الخلاص، هل نتذكّره؟؟ قبل مجيء المسيح، كنّا غرباء عن الربّ بل و«أَعْدَاءً فِي الْفِكْرِ، فِي الأَعْمَالِ الشِّرِّيرَةِ» كما يكتب القديس بولس (كو1: 21)، ولكنّنا صولحنا مع الآب بصكٍّ جديد وعهد جديد وُقِّع عليه بدماء الابن الحبيب.. البكر من الأموات.. البداءة.. المسيح يسوع. ذاك الصكّ يعلن أنّ الموت ضريبة الحياة الجديدة التي تنعمون بها، لذا قدّموا لله أثمارًا حسنة إذ تسلكون في جدّة الحياة. قدّموا للربّ أعضاؤكم ذبائح حيّة ناطقة بل وصارخة لمجد الربّ، لأنّكم قد اشتريتم بثمنٍ غالٍ.. بدماء ملكيّة.. بحبًّ فائق للتصوُّر. مَنْ اشتُري بالدماء لا يخشى سفك الدماء.. دماؤه هي وديعته التي تُغتسل بدماء المسيح يومًا بعد يومٍ في انتظار الانسكاب الأخير على مذبح الحبّ.. مذبح الشهادة للموت وللحياة. ولعلّ كلمات كليمندس السكندري تعبِّر عن معادلة الحبّ والشهادة أيّما تعبير إذ يقول: في محبّة الربّ، يفارق [الشهيد] تلك الحياة بمسرّة فائقة. إنّنا ندعو الاستشهاد كمالاً لا بسبب انتهاء حياته على الأرض كما الآخرين، ولكن لأنّه أظهر اكتمال عمل الحبّ. إنّ هناك ثالوثًا مسيحيًّا يشكل قوام حياة الكنيسة على الأرض؛ إنّه العبادة والكرازة والألم. فالعبادة الحقّ تدفع الكنيسة لتخبر عن المسيح.. لتشهد له.. لتعترف به، وهو ما يسبّب لها الألم، لأنّ العالم لا يريد نورًا يفتضحه!! في وعينا الكرازي، لا يمكن أنّ نُصنّف الآخرين إلى أعداء، إذ يبغضوننا، لأنّهم قد يصيروا أحبّاء ويظهروا اكتمال عمل الحبّ بقبولهم الإيمان. عينا الله تلك، نتبنّاها، لنرى، بملء الرجاء، إمكانيّة تحوّل الذئب إلى حملٍ وديع يسكن المراعى الخُضر ويشرب من مياه الرّاحة. إنّ كان لنا رجاء في تغيُّر المُضطّهد، بالحبّ، ستتحوّل أنّاتنا الذاتيّة من الألم إلى الكرازة بالمُخلِّص، سيتحوّل صراخنا بكفّ الاضطهاد إلى صراخ بالغفران للمُضطَّهِد. هل يمكن أن يتحقّق ذلك؟؟؟ هل يمكن أن يتولَّد بولس جديد من رحم غفران إستفانوس؟؟ هل يمكن أن نتبنّى كلمات القديس بولس عينه لنقول: «الآنَ أَفْرَحُ فِي آلاَمِي لأَجْلِكُمْ، وَأُكَمِّلُ نَقَائِصَ شَدَائِدِ الْمَسِيحِ فِي جِسْمِي لأَجْلِ جَسَدِهِ»، أي الْكَنِيسَةُ؟؟ هل يمكن أن نتحرّر من ألمنا الشخصي إلى طلب بهاء الكنيسة ونموّها؟؟؟ فقط بالروح، إن قبلناه ليُحرِّكنا نحو الحياة الأفضل لنا ولآخرين، وإن تذكّرنا على الدوام أنّنا مولودين من دماء الخلاص المسفوكة حبًّا.. كيف يستطيع الحمل أن ينتصر على الذئب؟ كيف يمكن للمسالم جداً أن يقهر توحش الحيوانات المفترسة؟ نعم، يقول الرب أنا الراعي لهم جميعاً للصغير والكبير، لعامّة الناس وللأمراء، للمعلمين والمتعلمين، سأكون معكم وأساعدكم وأخلصكم من كل شر. سأروِّض الحيوانات المتوحشة، سأغيِّر الذئاب إلى حملان، وسأجعل المضطّهِدين مساعدين للمضطّهَدين، وسأجعل من يسيئون إلى خدامي شركاء في خططهم المقدسة، أنا أصنع كل الأشياء، وأنا أحلها، ولا يوجد شيء يستطيع أن يقاوم إرادتي. (القديس كيرلُّس الكبير) |
||||
24 - 02 - 2014, 03:41 PM | رقم المشاركة : ( 4296 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وَلاَ يَعْسُرُ عَلَيْكَ أَمْرٌ ( أيوب 42 :2 ) لا يعسر عليه أمر يعني يعرف يقوم اللي أنتن ..يعني بيدعو الغير موجود وكانه موجود .. يعني مستودع ساره اللي مات بيخرج منه حياه . يعني قاموسه مفهوش كلمة مستحيل . لانه اله قادر قدير يعني قدامه ينحني كل عيان . ويخضع لسلطانه الكل مهما أن كان ايا كان أمرك ايا كان حيرة قلبك مهما تقلت احمالك او كبرت علامة استفهامك . قول الهي اللي بعبده لا يعسر عليه أمر حلو جدا أنك تعلنها لما تعبر بسلام كل أمورك الصعبة . لكن الأجمل لما تصدقها وتعيشها وانت لسه في وادي ظل الموت .. او انت في جب أسود متروك .او مهما هاجت بحور. مهما كبر السور قوم قوله مصدق أنك تقدر علي كل شئ ولا يعسر عليك امر يا الهي الحي |
||||
24 - 02 - 2014, 05:35 PM | رقم المشاركة : ( 4297 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل نحن أشخاص عاديون أم أبناء الله.؟ كثير ما نسمع ونقرا وقد دخل في أفكار الناس أن هذا شخص عادي ولا يحق له أن يتلكم بكلمة الله, كما انه لا يحق له أن يفسر كلمة الله حتى لو كانت بالروح القدس , والسؤال هو , هل هذا من تعليم البشر أم من تعليم الله.؟ هل يوجد في كلمة الله المسطرة بالكتاب المقدس , انه يوجد واحد علماني والأخر لاهوتي.؟ هل الإيمان فقط للاهوتيين كما يقولون أم للعلمانيين أيضا.؟ أليس كل المؤمنين أبناء الله, أليس كل من يؤمن بكلمة الشفاء يقدر أن يشفي , أم مختصة فقط بالكهنة أو اللاهوتيين.؟ أليس كل من له الروح القدس يقدر الله أن يعطيه موهبة.؟ يقول الكتاب المقدس : (( ليس احد يقدر أن يقول " يسوع رب " إلا بالروح القدس, فأنواع مواهب موجودة, ولكن الرب واحد, وأنواع أعمال موجودة ولكن الله واحد, الذي يعمل الكل في الكل, ولكنه لكل واحد يعطي إظهار الروح للمنفعة, فانه لواحد يعطي بالروح كلام حكمة, ولأخر كلام علم بحسب الروح الواحد, ولآخر إيمان بالروح الواحد, ولآخر مواهب شفاء بالروح الواحد,.ولآخر عمل قوات, ولآخر نبوة بالروح الواحد, ولآخر تمييز الأرواح, ولآخر أنواع السنة, ولكن هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه, قاسما لكل واحد بمفرده, كما يشاء,, " 1 كو 12: 3-11 )) إخوتي الأعزاء إذا لنعرف أن المواهب الروحية لا تعطى لأناس معينين دون غيرهم, كما انه لا يقدر أي إنسان مهما كان سواء كان لاهوتيا أم عاميا كما يقولون أن يأخذ المواهب حسب مشيئته,بل لكل مؤمن ما قسم له الله من مواهب, أما ما يقولون عنه وما نسمعه وما نقراه بان هناك طبقة لاهوتية مؤمنة, وهناك طبقة علمانية أو عامية فان هذا من وضع الإنسان ليس إلا, وانه يؤدي الى انقسام المؤمنين لأن الكتاب يقول : (( لأنه كما أن الجسد هو واحد وله أعضاء كثيرة, وكل أعضاء الجسد الواحد إذا كانت كثيرة هي جسد واحد, كذلك المسيح أيضا,لأننا جميعا بروح واحد أيضا اعتمدنا إلى جسد واحد…وجميعنا سقينا روحا واحدا, فان الجسد ليس عضوا واحدا بل أعضاء كثيرة." 1كو 12: 12- 14 )) أي أننا جميعنا جسدا واحدا مع المسيح, إن كلمة الله لا تفرق بين المؤمنين جميعا بل تقول أنهم جميعهم أعضاء في الجسد الواحد, ولا يوجد فرق بين صغير أو كبير أو جيد وردئ , إذا من أين جاءت هذه التفرقة ولصالح من.؟ فكلمة الله لا تقبل بالتفرقة ابدا بل تقول : (( فألان أعضاء الجسد كثيرة, ولكنه جسد واحد,لا تقدر العين أن تقول لليد " لا حاجة لي إليك" أو الرأس أيضا للرجلين " لا حاجة لي إليكما,! بل بالأولى ( لا حظ أخي العزيز ما تقول كلمة الله) أعضاء الجسد التي تظهر اضعف هي ضرورية, وأعضاء الجسد التي نحسب أنها بلا كرامة نعطيها كرامة أفضل,والأعضاء القبيحة فينا لها جمال أفضل, وإما الجميلة فينا فليس لها احتياج, لكن الله مزج الجسد معطيا الناقص كرامة أفضل, لكي لا يكون انشقاق في الجسد , بل تهتم الأعضاء اهتماما واحدا بعضها ببعض,, " 1 كو 12: 20- 25 )) ومع الأسف أصبح انشقاقا في الكنيسة إلى طائفتين , ( لاهوتي و عامي أو علماني ) وهذا ضد كلمة الله الذي يعتبر كل الأعضاء في الجسد الواحد هم واحد وليس هناك رئيس أو مرؤوس , لان الرأس هو المسيح ولا احد يقدر أن يقول انأ الرأس , إخوتي الأحبة : انأ لا أتكلم عن التنظيم الموجود في الكنيسة , من بطريرك أو بابا أو مطران أو كاهن أو شماس, لان هؤلاء وضعوا لتنظيم الكنيسة الواحدة, وهم إخوة لنا جميعا بالإيمان الواحد وبالمسيح الواحد, أما الرأس فهو المسيح بذاته الذي يقود كنيسته بروحه القدوس , ولا يقدر احد أن ينكر ذلك,إذ يقول بولس بهذا الصدد احترزوا إذا لأنفسكم ولجميع الرعية التي اقامكم الروح القدس " فيها " ( تأملوا كلمة فيها وليس عليها )أساقفة لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه, * اع 20: 28) ولنتامل الآية التي تقول فيها أي من ضمن المؤمنين وليس اعلى منهم ليتسلطوا عليهم,إذا لنفهم بان الرعاة هم إخوة لنا, وكثيرا ما سمعت من البابا شنودة يقول للجماهير إخوتي بهذا هو يطبق هذه الآية , إذا جميعنا سواسية إخوة لأب واحد وهو الله وكل له وضيفته ومواهبه لدى الله والرب يسوع المسيح , ولا يجب أن نتوقف عند حد معين بل نجد ونسعى للمواهب الروحية الأخرى لأننا في حياة دائمة, بهذا يقول بولس الرسول لجميع المؤمنين : ( ولكن جدوا للمواهب الحسنى ) أي لا تقفوا وتنتظروا أن يخرج لكم من له مواهب لتصفقوا له,لذا يقول بولس الرسول لكم : ( لما كنت طفلا كطفل كنت أتكلم وكطفل كنت افطن وكطفل كنت أفكر,ولكن لما صرت رجلا أبطلت ما للطفل, )1كو 12 : 11 ) ويؤكد على هذا ويقول فانه كما في جسد واحد لنا أعضاء كثيرة ولكن ليس جميع الأعضاء لها عمل واحد,هكذا نحن الكثيرين جسد واحد في المسيح وأعضاء بعضا لبعض كل واحد للآخر, ولكن لنا مواهب مختلفة(( الكل)) بحسب النعمة المعطاة لنا , ) رو 12:4 و 5 ) إخوتي الأحبة بهذا عرفنا بأنه ليس هناك فرق بين مؤمن وآخر, مهما كان وان كل واحد سيأخذ أجرته بقدر إيمانه وعمله بمواهبه, أرجو أن أكون قد بينت للذين يفصلون بين الإخوة ويضعوا فرق بين هذا وذاك, بل أقول لهم اسعوا إلى الأمام وتشبثوا بالمواهب الروحية التي تطلبونها من رب المجد وتعطى لكم, واعملوا بها لئلا تؤخذ منكم وتعطى لغيركم,, وإذ كان يوجد اي التباس بالموضوع أرجو المناقشة فيه بكل حرية ,,, , يا رب بيديك أضع هذا الموضوع فباركه أنت وبارك كل من يقراه والذي يشارك فيه , باسم فتاك القدوس اطلب امين,, |
||||
24 - 02 - 2014, 05:37 PM | رقم المشاركة : ( 4298 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أبونا الراهب سارافيم البرموسي سماؤنا أنت مدعو لتتغنّى بأنشودة جديدة لم تنشدها بعد.. أوتار قلبك وطبول وجدانك ودفوف مشاعرك وأفكارك كلّها تتهيّأ لها هنا في الحياة.. تتدرّب عليها.. كلّ يومٍ تميل إلى الخير الدفين في أعماقك وكأنّك تداعب أوتار الوجود لعلّك تستطيع أن تتحصّل على أهازيج العُلا.. تصحو كلّ صباح وتجدّد أشواق الأماني المحتضرة، بالرجاء في يوم النشيد العظيم والهتاف الأبدي.. تلك هي السماء التي نترقّبها ترقُّب الفجر لمن ظلّل عليهم اللّيل ببرقه ورعده المدوّي.. ترقٌّب الظلّ الحاني لمَنْ تلظّت رؤوسهم تحت أشعة شمس الصحراء الملتهبة.. سماؤنا أنشودة تهليل من بعد وجوم الحياة وبُكْمِها.. هل فكّرت من قبل أنّ كلّ جمال الموسيقى البديعة ههنا، كلّ أغاريد الطيور، ما هي إلاّ قبسٍ من نغمٍ فائق السرور يرتله ذاك الجمع الحامل قيثارات النور، في شكر البنين وسُبْح المحبّين.. السجود هناك طربٌ على وقع النغمات الملائكيّة.. الشدو هناك دندنة بكلمات لم تدخل قاموس البشر من قبل.. كلمات الحبّ الصافي النوراني والذوبان في المطلق البديع الجمال والفائض الحضور.. عيدُ الأبد هذا هو الاحتفال الذي نتهيّأ له.. نرتدي ثياب الاحتفال.. نحرص عليها حتى وقوفنا على أعتاب القصر الإلهي.. نفرّ من أعاصير العالم الترابيّة لئلا تتشبث بثيابنا البيض فتطبع عليها رائحة التراب ولونه الباهت.. عيدنا هو انتظار تملُّك الحبّ ملكًا مُظفّرًا وسط أكاليل الغار والزيتون النورانيّة.. نصرة الحبّ في عالمنا ما بين كرّ وفرّ.. ما بين يقين وشك.. ما بين ألمٍ وارتياح.. ما بين هجوع ويقظة.. الحبّ لم يزل مصارعًا في ساحة الوغي مع أرباب الظلمة.. يسطّر ملاحمه كلّ يوم بأيدي بني النور.. وكلّما تتلاحم أيادِ النور كلّما تهرول الظلمة إلى مخابئ التراب لتستتر في مغائر اللّيل خوفًا من الفضيحة الكبرى.. حينما ترتخي أيادِ النور يرسل اللّيل ملاءته السوداء على الوجود.. ويصرخ مزمجرًا بصوتٍ مدوٍ: أنا اللّيل سيّد الدهور.. أنا اللّيل سيد الدهور.. وتتبعه ملايين الكيانات الشاحبة التي لم ترى يومًا، فجرًا متلألئ يسطع بتهليلٍ.. وتبقى النجوم البارقة في اللّيل، شهادةً بزيف دعاوى اللّيل ومُلكه.. وإذ تتلاحم النجوم من جديد تطلّ بقوّة شمسٍ باهرة، وتمزّق عباءة اللّيل وتدعو البشر، جلوس الظلمة وظلّ اللّيل الرطب، إلى دفء الحياة.. فتتحوّل صرخات الليل المدوّية إلى هسسٍ خافت يرتعش من مصير الفناء.. وتدعو الشمس الإنسان إلى صحوٍ من بعد رقاد الموت.. إنّ رعشات النور المذهّبة تصدح كلّ يومٍ: النور جاء إلى العالم وهو في العالم وللعالم.. والعالم محبٌّ لمخابئ الظلمة!!! جاء شمسًا للبرّ فدجّج البشر مخادعهم بستائر الهوى لئلا يخترقها ولو شعاع نورٍ.. جاء النور ليعيّد الإنسان بإنسانيّته البهيّة المُجدّدة، عيد الوجود الأكمل.. ليقيم مائدة الحبّ على مذبح التهليل فتوشّحه يدُّ العلي بوشاح النور الذي لا يخبو.. |
||||
24 - 02 - 2014, 05:38 PM | رقم المشاركة : ( 4299 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صرخة من القلب وتاملات راهب
الهى يامعين الملتجين اليك0جئت امامك ابكى بالدموع0فنحن شعبك ورعيتك0فى وسط البحر والبحر مضطرب والامواج عاتية وسهام الشيطان واعوانه تنهال علينا من كل اتجاه وفى كل وقت وليل ونهار0من هنا ومن هناك نسمع قصص واخبار على اولاد وبنات صغار0 وكلام واتهامات تتوجه للكبار والكنيسة كلها حملان ورعاه تصرخ وتئن والكل فى حبرة0 بالقانون يقولون للشى كن فيكون0فلم نذهب ولمن نشكو والشكوي يارب لغيرك مذلة0 اسرع انقذ شعبك0 صون يارب اولادك وبناتك واحمى من الحرق والهدم كنيستك وابعد الشر عنا0 فنحن خلقتك وصنعة يدك0 وليس لنا غيرك فى ارض الغربة سند ولامعين0 ارسل لينا الملاك ميخائيل يصد عنا كل حروب الشياطين0ظلل بعنايتك على الكنيسة فانت قلت ووعدك صادق وامين0 كل اله صورت ضدها لاتنجح ولاتفلح سيدنا البابا تواضروس المحبوب على قلوبنا ثبته واحفظه واحميه وسنين عديده كمان وكمان لينا خليه والمجمع المقدس وحده وازرع محبتك فيه0 والاباء الكهنة والرهبان والشمامسة وكل المخدومين والعاملين فى كرمك رعاة ورعية اجعلنا كلنا فيك ثابتين الى النفس الاخير وبمسيحيتنا وكتابنا المقدس حتى الموت متمسكين وغير متزعزعين0وامنح السلام والطمانينة لمصر وكل العالم استجب يارب لطلبة عبدك امين |
||||
24 - 02 - 2014, 05:41 PM | رقم المشاركة : ( 4300 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أبونا الراهب سارافيم البرموسي معجزة الحياة من المستحيل أن نشعر أننا أحياء إذا لم نفكر أيضاً بأننا سنموت يوماً، كما أننا لا نستطيع التفكير بموتنا، دون أن نستشعر، وفي اللحظة نفسها، بالمعجزة الغريبة، معجزة كوننا على قيد الحياة إنَّ الحياة والموت وجهان للوجود الذي نحياه، فلا حياة بدون موت ولا موت بدون حياة، ولعلَّ البعض يخشون من الحديث عن الموت، ويخافون من ارتياد القبور بأفكارهم، وذلك خوفاً من عواقب الحياة المُستهْلَكة في الأرض، أو خوفاً من المجهول، أو خوفاً من المستقبل، أو خوفاً من الموت في حدّ ذاته كَحَدثٍ فارقٍ في حياة الإنسان، ينقله نقلة نوعيّة من الحياة بين جدران المادّة إلى الحياة في ملء الروح. ومهما كانت مخاوفنا من فكر الموت، يبقى الموت حقيقة تحاصرنا كلّ حين، نراها كلّ يوم، وكأنّ الموت كائنٌ في نسيج الحياة.. يجول يحصد أرواحاً ويعبر بها من أرض الفناء إلى أرض الخلود. فالحياة والموت هما خيطان، نسجتهما يدُّ الله يوم نسجت رداء الخليقة الذي غلَّف العدم وصيَّره وجوداً. يرسم لنا أيوب الصديق صورة عن الموت الذي كان يلاحقه، قائلاً: ” احمرّ وجهي من البكاء وعلى هُدبي ظلّ الموت“ (أي 16: 16) إنه الموت الذي يلاحق البشريّة، فلا تستطيع الفرار منه أو الهروب أو الاختباء، فأيدي الموت تصل إلى كل إنسان في كل مكان. تطال الأطفال والكِبار، الرجال والنساء، الأصحّاء والمرضى.. بلا قيود ولا ضوابط، سوى المشيئة الإلهيّة وصدور القرار السمائي.. ولكن، لماذا الحديث عن الموت؟؟ هل نتحدث عن الموت حتى نتوقف عن الحياة ونحيا في سكون الانتظار؟؟ أم نتحدّث عنه لترك الحياة والانطواء داخل أنفسنا في شعورٍ بتفاهة الحياة التي لا تستحق أن نحياها؟؟ أم أننا نتذكّره لتبكيت أنفسنا على تساهلنا مع أنفسنا وتناسينا أن الموت سيعبر بظلاله علينا يوماً، وسوف يحملنا على جناحيه إلى عالم آخر.. عالم جديد؟؟ في الحقيقة، حينما أردت التحدث عن الموت، كنت أكتب عن الحياة، وحينما أتذكر الموت أتذكر معجزة الحياة التي أحياها، أتذكر تلك الهدية الثمينة التي أعطاني إياها الله.. يوماً كاملاً جديداً على قارب الحياة.. أربعة وعشرون ساعة كاملة، لأرسِّخ فيها حبّي لله، ولأصبغ العالم من حولي بلون الملكوت الذي نترقبه وننتظره بل ونشتاق إليه.. إن الحياة بالحقيقة هي المعجزة الكبرى التي يجريها الله معنا كل يوم. فهو يجدد لنا الزمن ويجدد لنا معه الفرصة لتجسيد أشواق قلوبنا إلى أفعالٍ تشير إلى الله وتمجّد الثالوث، الذي قد أَسَر قلوبنا بالحبّ يوم آمنّا وعرفنا وتذوّقنا بهجة اللّقاء معه.. في الصلاة.. في الإفخارستيا.. في الحبّ.. في الخدمة.. في العطاء.. في البذل.. في الآخر.. فهل تستوقفك تلك المعجزة التي يجريها معك الرب، كل يوم، فتحني ركبتي قلبك في شكرٍ وخضوعٍ لله ليقودك في هذا اليوم، أم أنك غافل، والحياة المتجدّدة هي أمرٌ طبيعي، ولسان حالك يقول: الغد سيأتي بالتأكيد؟! أقول لك، لا تُغالِ في طمأنينتك، فليس هناك قانون لحركة الموت، وليس هناك استثناءات عنده.. آه، لو أدركت قيمة الحياة التي تتفجّر في داخلك متجدّدة كل صباح مع أشعة النور المتسلّلة من خلف رداء اللّيل، لكنت اشتهيت ألاّ تنام وألاّ تأكل من أجل استثمار تلك العطيّة، والاتّجار بتلك الوزنة، بالفضيلة، في أسواق الملكوت. الحياة هي معجزة تتجدّد.. استقبلها في الصباح بالشكر والتسبيح، وضعها في أيدي الله في المساء مصحوبة بالتوبة، فقد لا تتجدّد شمسك مرة أخرى، وقد تغرب شمسك من الحياة الأرضيّة، لتشرق من جديد، هناك في الأبدية وفي قلب الثالوث.. ستشرق في النور، إن كنت آمنت واستثمرت الحياة بالحياة، والحاضر بالمستقبل، والطموح بالرجاء.. ولكنها ستغرب إلى الأبد إن دفنت وزنتك في رمال اللاّمبالاة والكسل والتأجيل إلى غدٍ قد لا يأتي!! ولتتذكر كلمات الربّ يسوع.. الحمل المذبوح.. الذي ظهر ليوحنا، قائلاً: ”من يغلب، فلا يؤذيه الموت الثاني” (رؤ 2: 11). هيا.. ضع يدك على المحراث، وتمنطق بالرجاء، وثبّت عينيك على الملكوت وعلى وجه الربّ المشرق بضياء الحبّ.. فالمعجزة ستتجدّد والحياة ستمتدّ من أجل تلك الحياة الجديدة التي لا يموت ساكنوها إلى الأبد.. إلى الأبد.. |
||||