منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16 - 06 - 2021, 06:09 PM   رقم المشاركة : ( 42831 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,752

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ابو نفر السائح


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





ولد ببرية الصعيد، الذي كتب قصته القديس بفنوتيوس، مشيرا إلى أن "أبونفر" كان يعيش في البرية بجوار عين ماء ونخلة، وكان "عريانا ومستترا بشعر رأسه ولحيته". ويشير السنكسار، إلى أن "أبونفر" حكى قصته لـ"بفنوتيوس" فقال له إنه كان في دير رهبان أتقياء قديسين، فسمعهم ينعتون سكان البرية السواح بكل الأوصاف الجميلة فأحب أن يكون مثلهم، ولما كان الليل أخذ قليلا من الخبز وخرج من الدير حتى وصل إلى الموضع الذي فيه فوجد هذه النخلة وهذه العين، تطرح النخلة اثني عشر عرجونا في كل سنة فيكفيه كل عرجون شهرا ويشرب الماء من هذه العين، وظل على هذا الحال ستون سنة لم يرى وجه إنسان.
ويوضح السنكسار، أنه بعد أن انتهى "أبونفر" من قصته، توفي، فكفنه "بفنوتيوس" ودفنه في مغارته، ورغب أن يسكن موضعه، ولكن بعدما دفنه نشفت النخلة وسقطت أمام عين الماء فجفت.
والرهبان السواح، بحسب الكنيسة هي أعلى رتبة رهبانية وهم أشخاص ذهبوا للصحراء وليس لهم دير أو نطاق جغرافي محدد.
قصة صوتية عن حياة القديس ابو نفر السائح - بير المعجزات








و أمدح هذا المختار بنيوت اثؤواب آفا نوفير
ذو الأصل الطاهر المكرم في الأبرار
ما للشهوات ظافر بنيوت اثؤواب آفا نوفير
سكن في البراري وتآنس بوحوش القفر
مدة طويلة زمنية القديس أبو نفر
واقفا علي قدميه حاملا صليب أيسوس
رافعا يديه غالبا بذيافولوس
أعواما طويلة يقتات من الأشجار
أهداه الله نخلة جميلة حولها مياه غزار
كنت تشرب من ينبوع يسوع ذو القدرة
متعبدا بخشوع وفرح ومسرة
بشفاعتك يشفينا يسوع المسيح المرهوب
من كل وجع فينا ويمحو كل الذنوب
أطلب لنا الرحمة يا أبو نفر يا نبيل
كي يرفع النقمة حبيبك عمانوئيل
طوباك ثم طوباك يا ساكن الفردوس
الملائكة ترتل لك أكسيوس أكسيوس أكسيوس
تفسير أسمك في أفواه كل المؤمنين
الكل يقولون يا اله أبو نفر أعنا أجمعين

بركة صلاته تكون معانا آمين




 
قديم 16 - 06 - 2021, 06:58 PM   رقم المشاركة : ( 42832 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,752

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ابو نفر السائح


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





التهب قلب الشاب أبو نفر بمحبة الله واشتاق للحياة التعبدية الهادئة فالتحق بدير بهرموبوليس (الأشمونين التابعة لمحافظة المنيا)، حيث كان بالدير حوالي مائة راهب يمارسون حياة الشركة، يتعبدون في صمت مع اهتمام بممارسة العمل اليدوي كجزء لا يتجزأ من العبادة.

أحب أبو نفر الآباء الرهبان، وسلك معهم بروح التقوى والطاعة، لكن نفسه كانت تتوق إلى حياة الوحدة في البرية ممتثلًا بالقديسين يوحنا المعمدان وإيليا النبي.



انطلاقه في البرية:
لم تمضِ إلا سنوات قليلة حتى شعر بالتهاب قلبه نحو حياة الوحدة، وفي إحدى الليالي تسلل في سكون دون أن يشعر به أحد، إذ عرف مدى حب الرهبان له ورغبتهم في ألا يفارقهم. حمل رغيف خبز واحد وقليلًا من الخضروات تكفيه لمدة أربعة أيام، وانطلق نحو الجنوب وسط الجبال التي تفصل بين الصعيد الأسفل والواحات، وكان يصلي في الطريق طالبًا مشورة الله.

إذ توغل في الصحراء رأى فجأة نورًا ساطعًا، لكنه رأى ملاكًا يقول له: "أنا ملاكك الحارس، لم أتركك منذ كنت في المهد، فلا تقلق بل تقدم إلى الأمام دائمًا فستبلغ الموضع الذي أعده الله لك".

رافقه الملاك حتى بلغا مغارة واختفى، فقرع أبو نفر الباب قائلًا: "باركني؟؟" فظهر له رجل طويل القامة مهوب، فركع أمامه الشاب أبو نفر وقبّل قدميه، لكن الشيخ المتوحد أقامه من يده وقال: "يا أبا نوفر، أنت أخي في الرب. ادخل استرح بضعة أيام، ثم تتبع المسيرة التي أوحى لك بها الله".

بعد أيام قليلة سار الشيخ معه لمدة أربعة أيام حتى بلغا مغارة بجانبها نخلة، وسكن الشيخ معه فيها لمدة شهر يدربه على حياة الوحدة ليتركه ويعود إليه مرة كل عام، حتى تنيح الشيخ في إحدى زياراته له.



مع القديس بفنوتي:
قيل أن المتوحد بفنوتي اشتاق أن يدخل أعماق الصحراء، لعله يلتقي بأحد المتوحدين أو السواح، فأخذ قليلًا من المؤونة وانطلق في الصحراء لمدة سبعة عشر يومًا، وفجأة رأى القديس أبا نوفر السائح الذي كان له في البرية ما بين ستين وسبعين عامًا، كان شعره طويلًا غير مرتب ولحيته طويلة جدًا تتدلى على جسده، يتمنطق بحزام من الأوراق العريضة. رآه القديس بفنوتيوس فارتعب جدًا، وتسلق قمة تل قريب، وكانت عيناه شاخصتين نحو هذا الغريب، لكن الشيخ وكان منهك القوى صرخ، قائلًا: "انزل أيها الراهب القديس، إني أسكن هذا القفر من أجل محبة الله" فالتقى الاثنان وقبّلا بعضهما قبلة السلام.

جاء حديثهما معًا روحيًا وشيقًا، فيه أوضح أبونفر أنه أقام في الصحراء ستين عامًا يتجول في القفر ويتغذى على حشائش البرية وبلح النخلة دون أن يرى إنسانًا، وأنه قد احتمل في البداية الكثير من جوع وعطش وحر وبرد لكن الله نظر إلى ضعفه وسنده، كما أخبره أن كثيرين ممن يسكنون القفار يتمتعون بعطايا جليلة، حتى أن منهم من يُحملون إلى السماء لينظروا القديسين في مجدهم ويتهللون بفرح لا تعرفه الأرض.

نسي القديس بفنوتي كل تعب خلال استماعه لحديث القديس السائح، وسار الاثنان إلى المغارة حيث بلغاها عند الغروب فوجدا على الصخر رغيف خبز وقليلًا من الماء.



وفاته
يبدو أن القديس بفنوتي المتوحد لم يبق كثيرًا مع القديس السائح، إذ مرض أبو نفر فارتبك بفنوتي لكن القديس صار يطمئنه، موصيًا إياه أن يعود إلى مصر بعد تكفينه. وبالفعل أسلم روحه. وقد شهد القديس بفنوتي أنه رأى ملائكة وسمع تسابيحهم عند رقاده.
وقد قام بتكفينه، مشتهيًا أن يكمل بقية أيام غربته في المغارة، لكنه رأى النخلة قد يبست والينبوع قد جف، فبكى بمرارة وعاد ليمارس حياة الوحدة في ديره.
اما السيرة فقد جاءت في كتاب السنكسار الجامع لاخبار القديسين والشهداء ايضا مختصرة كالتالي
نياحة القديس ابو نوفر السائح (16 بؤونة)
في مثل هذا اليوم تنيح الأب الفاضل صاحب الذكر الجميل والشيخوخة الصالحة القديس أبا نفر السائح ببرية الصعيد. وذلك قد ذكره القديس بفنوتيوس الذي حركته نعمة الله شوقا إلى رؤية عبيد الله السواح. فأبصر جماعة منهم ومن بينهم القديس أبا نفر وكتب قصصهم. وقال أنه دخل البرية مرة ووجد عين ماء ونخلة ورأي القديس مقبلا إليه عريانا ومستترا بشعر رأسه ولحيته. فلما رآه الأب بفنوتيوس خاف وظنه روحا فشجعه القديس وصلب أمامه وصلي الصلاة الربانية ثم قال له: "مرحبا بك يا بفنوتيوس " فلما دعاه باسمه هدأ روعه. ثم صليا وجلسا يتحدثان بعظائم الله. فسأله بفنوتيوس أن يعرفه عن سيرته وكيف وصل إلى هناك. فأجابه: "أنني كنت في دير رهبان أتقياء قديسين، فسمعتهم ينعتون سكان البرية السواح بكل الأوصاف الجميلة فقلت لهم: وهل يوجد من هو أفضل منكم. فأجابوا نعم. سكان البرية السواح لأننا نحن قريبون من العالم فإن ضاق صدرنا وجدنا من يعزينا وان مرضنا وجدنا من يفتقدنا وان تعرينا وجدنا من يكسونا أما سكان البرية فليس لهم شيء من ذلك فلما سمعت منهم هذا جزع قلبي.

ولما كان الليل أخذت قليلا من الخبز وخرجت من الدير ثم صليت إلى السيد المسيح أن يهديني إلى موضع أقيم فيه فسهل لي الرب أن وجدت رجلا قديسا فأقمت عنده حتى علمني كيف تكون السياحة وبعد ذلك أتيت إلى هنا فوجدت هذه النخلة وهذه العين. تطرح النخلة اثني عشر عرجونا في كل سنة فيكفيني كل عرجون شهرا وأشرب الماء من هذه العين. لي إلى اليوم ستون سنة لم أر وجه إنسان سواك.

وبينما هما يتحدثان بهذا نزل ملاك الرب وأعلم القديس أبا نفر بقرب نياحته. وفي الحال تغير لونه وصار شبه نار. ثم أحني ركبتيه وسجد للرب.
وبعد أن ودع القديس بفنوتيوس أسلم روحه فكفنه القديس بفنوتيوس ودفنه في مغارته ورغب أن يسكن موضعه ولكن بعدما دفنه نشفت النخلة وسقطت أمام عين الماء فجفت. وكان ذلك بتدبير من الله ليعود القديس بفنوتيوس إلى العالم ويبشرهم بذكر السواح القديسين.
قصة صوتية عن حياة القديس ابو نفر السائح - بير المعجزات








و أمدح هذا المختار بنيوت اثؤواب آفا نوفير
ذو الأصل الطاهر المكرم في الأبرار
ما للشهوات ظافر بنيوت اثؤواب آفا نوفير
سكن في البراري وتآنس بوحوش القفر
مدة طويلة زمنية القديس أبو نفر
واقفا علي قدميه حاملا صليب أيسوس
رافعا يديه غالبا بذيافولوس
أعواما طويلة يقتات من الأشجار
أهداه الله نخلة جميلة حولها مياه غزار
كنت تشرب من ينبوع يسوع ذو القدرة
متعبدا بخشوع وفرح ومسرة
بشفاعتك يشفينا يسوع المسيح المرهوب
من كل وجع فينا ويمحو كل الذنوب
أطلب لنا الرحمة يا أبو نفر يا نبيل
كي يرفع النقمة حبيبك عمانوئيل
طوباك ثم طوباك يا ساكن الفردوس
الملائكة ترتل لك أكسيوس أكسيوس أكسيوس
تفسير أسمك في أفواه كل المؤمنين
الكل يقولون يا اله أبو نفر أعنا أجمعين

بركة صلاته تكون معانا آمين




 
قديم 16 - 06 - 2021, 06:59 PM   رقم المشاركة : ( 42833 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,752

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



التهب قلب الشاب أبو نفر بمحبة الله واشتاق للحياة التعبدية الهادئة فالتحق بدير بهرموبوليس (الأشمونين التابعة لمحافظة المنيا)، حيث كان بالدير حوالي مائة راهب يمارسون حياة الشركة، يتعبدون في صمت مع اهتمام بممارسة العمل اليدوي كجزء لا يتجزأ من العبادة.

أحب أبو نفر الآباء الرهبان، وسلك معهم بروح التقوى والطاعة، لكن نفسه كانت تتوق إلى حياة الوحدة في البرية ممتثلًا بالقديسين يوحنا المعمدان وإيليا النبي.

 
قديم 16 - 06 - 2021, 07:00 PM   رقم المشاركة : ( 42834 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,752

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




انطلاقه في البرية:
لم تمضِ إلا سنوات قليلة حتى شعر بالتهاب قلبه نحو حياة الوحدة، وفي إحدى الليالي تسلل في سكون دون أن يشعر به أحد، إذ عرف مدى حب الرهبان له ورغبتهم في ألا يفارقهم. حمل رغيف خبز واحد وقليلًا من الخضروات تكفيه لمدة أربعة أيام، وانطلق نحو الجنوب وسط الجبال التي تفصل بين الصعيد الأسفل والواحات، وكان يصلي في الطريق طالبًا مشورة الله.

إذ توغل في الصحراء رأى فجأة نورًا ساطعًا، لكنه رأى ملاكًا يقول له: "أنا ملاكك الحارس، لم أتركك منذ كنت في المهد، فلا تقلق بل تقدم إلى الأمام دائمًا فستبلغ الموضع الذي أعده الله لك".

رافقه الملاك حتى بلغا مغارة واختفى، فقرع أبو نفر الباب قائلًا: "باركني؟؟" فظهر له رجل طويل القامة مهوب، فركع أمامه الشاب أبو نفر وقبّل قدميه، لكن الشيخ المتوحد أقامه من يده وقال: "يا أبا نوفر، أنت أخي في الرب. ادخل استرح بضعة أيام، ثم تتبع المسيرة التي أوحى لك بها الله".

بعد أيام قليلة سار الشيخ معه لمدة أربعة أيام حتى بلغا مغارة بجانبها نخلة، وسكن الشيخ معه فيها لمدة شهر يدربه على حياة الوحدة ليتركه ويعود إليه مرة كل عام، حتى تنيح الشيخ في إحدى زياراته له.

 
قديم 16 - 06 - 2021, 07:01 PM   رقم المشاركة : ( 42835 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,752

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




مع القديس بفنوتي:
قيل أن المتوحد بفنوتي اشتاق أن يدخل أعماق الصحراء، لعله يلتقي بأحد المتوحدين أو السواح، فأخذ قليلًا من المؤونة وانطلق في الصحراء لمدة سبعة عشر يومًا، وفجأة رأى القديس أبا نوفر السائح الذي كان له في البرية ما بين ستين وسبعين عامًا، كان شعره طويلًا غير مرتب ولحيته طويلة جدًا تتدلى على جسده، يتمنطق بحزام من الأوراق العريضة. رآه القديس بفنوتيوس فارتعب جدًا، وتسلق قمة تل قريب، وكانت عيناه شاخصتين نحو هذا الغريب، لكن الشيخ وكان منهك القوى صرخ، قائلًا: "انزل أيها الراهب القديس، إني أسكن هذا القفر من أجل محبة الله" فالتقى الاثنان وقبّلا بعضهما قبلة السلام.

جاء حديثهما معًا روحيًا وشيقًا، فيه أوضح أبونفر أنه أقام في الصحراء ستين عامًا يتجول في القفر ويتغذى على حشائش البرية وبلح النخلة دون أن يرى إنسانًا، وأنه قد احتمل في البداية الكثير من جوع وعطش وحر وبرد لكن الله نظر إلى ضعفه وسنده، كما أخبره أن كثيرين ممن يسكنون القفار يتمتعون بعطايا جليلة، حتى أن منهم من يُحملون إلى السماء لينظروا القديسين في مجدهم ويتهللون بفرح لا تعرفه الأرض.

نسي القديس بفنوتي كل تعب خلال استماعه لحديث القديس السائح، وسار الاثنان إلى المغارة حيث بلغاها عند الغروب فوجدا على الصخر رغيف خبز وقليلًا من الماء.



 
قديم 16 - 06 - 2021, 07:03 PM   رقم المشاركة : ( 42836 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,752

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وفاته
يبدو أن القديس بفنوتي المتوحد لم يبق كثيرًا مع القديس السائح، إذ مرض أبو نفر فارتبك بفنوتي لكن القديس صار يطمئنه، موصيًا إياه أن يعود إلى مصر بعد تكفينه. وبالفعل أسلم روحه. وقد شهد القديس بفنوتي أنه رأى ملائكة وسمع تسابيحهم عند رقاده.
وقد قام بتكفينه، مشتهيًا أن يكمل بقية أيام غربته في المغارة، لكنه رأى النخلة قد يبست والينبوع قد جف، فبكى بمرارة وعاد ليمارس حياة الوحدة في ديره.
اما السيرة فقد جاءت في كتاب السنكسار الجامع لاخبار القديسين والشهداء ايضا مختصرة كالتالي
نياحة القديس ابو نوفر السائح (16 بؤونة)
في مثل هذا اليوم تنيح الأب الفاضل صاحب الذكر الجميل والشيخوخة الصالحة القديس أبا نفر السائح ببرية الصعيد. وذلك قد ذكره القديس بفنوتيوس الذي حركته نعمة الله شوقا إلى رؤية عبيد الله السواح. فأبصر جماعة منهم ومن بينهم القديس أبا نفر وكتب قصصهم. وقال أنه دخل البرية مرة ووجد عين ماء ونخلة ورأي القديس مقبلا إليه عريانا ومستترا بشعر رأسه ولحيته. فلما رآه الأب بفنوتيوس خاف وظنه روحا فشجعه القديس وصلب أمامه وصلي الصلاة الربانية ثم قال له: "مرحبا بك يا بفنوتيوس " فلما دعاه باسمه هدأ روعه. ثم صليا وجلسا يتحدثان بعظائم الله. فسأله بفنوتيوس أن يعرفه عن سيرته وكيف وصل إلى هناك. فأجابه: "أنني كنت في دير رهبان أتقياء قديسين، فسمعتهم ينعتون سكان البرية السواح بكل الأوصاف الجميلة فقلت لهم: وهل يوجد من هو أفضل منكم. فأجابوا نعم. سكان البرية السواح لأننا نحن قريبون من العالم فإن ضاق صدرنا وجدنا من يعزينا وان مرضنا وجدنا من يفتقدنا وان تعرينا وجدنا من يكسونا أما سكان البرية فليس لهم شيء من ذلك فلما سمعت منهم هذا جزع قلبي.

ولما كان الليل أخذت قليلا من الخبز وخرجت من الدير ثم صليت إلى السيد المسيح أن يهديني إلى موضع أقيم فيه فسهل لي الرب أن وجدت رجلا قديسا فأقمت عنده حتى علمني كيف تكون السياحة وبعد ذلك أتيت إلى هنا فوجدت هذه النخلة وهذه العين. تطرح النخلة اثني عشر عرجونا في كل سنة فيكفيني كل عرجون شهرا وأشرب الماء من هذه العين. لي إلى اليوم ستون سنة لم أر وجه إنسان سواك.

وبينما هما يتحدثان بهذا نزل ملاك الرب وأعلم القديس أبا نفر بقرب نياحته. وفي الحال تغير لونه وصار شبه نار. ثم أحني ركبتيه وسجد للرب.
وبعد أن ودع القديس بفنوتيوس أسلم روحه فكفنه القديس بفنوتيوس ودفنه في مغارته ورغب أن يسكن موضعه ولكن بعدما دفنه نشفت النخلة وسقطت أمام عين الماء فجفت. وكان ذلك بتدبير من الله ليعود القديس بفنوتيوس إلى العالم ويبشرهم بذكر السواح القديسين.


قصة صوتية عن حياة القديس ابو نفر السائح - بير المعجزات








و أمدح هذا المختار بنيوت اثؤواب آفا نوفير
ذو الأصل الطاهر المكرم في الأبرار
ما للشهوات ظافر بنيوت اثؤواب آفا نوفير
سكن في البراري وتآنس بوحوش القفر
مدة طويلة زمنية القديس أبو نفر
واقفا علي قدميه حاملا صليب أيسوس
رافعا يديه غالبا بذيافولوس
أعواما طويلة يقتات من الأشجار
أهداه الله نخلة جميلة حولها مياه غزار
كنت تشرب من ينبوع يسوع ذو القدرة
متعبدا بخشوع وفرح ومسرة
بشفاعتك يشفينا يسوع المسيح المرهوب
من كل وجع فينا ويمحو كل الذنوب
أطلب لنا الرحمة يا أبو نفر يا نبيل
كي يرفع النقمة حبيبك عمانوئيل
طوباك ثم طوباك يا ساكن الفردوس
الملائكة ترتل لك أكسيوس أكسيوس أكسيوس
تفسير أسمك في أفواه كل المؤمنين
الكل يقولون يا اله أبو نفر أعنا أجمعين

بركة صلاته تكون معانا آمين




 
قديم 16 - 06 - 2021, 07:12 PM   رقم المشاركة : ( 42837 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,752

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

صلوا من اجل اللي نفسهم مسدوده
اللي مش عارفين يعملو الحاجات اللي عليهم و الناس بتتهمهم بالكسل و التراخي ..
صلوا من اجل كل انسان بيحاول و الدنيا مبهدلاه
صلوا من اجل كل حد حلم بحاجه و مكنتش من نصيبه
صلوا من اجل المكسورين و بيتظاهروا بكامل قوتهم
صلوا من اجل كل واحد نفسه يبقي كويس و اللي حواليه مش مساعدينه و بيوقعوه
صلوا من اجل كل شخص الظروف غيرته و طفيته و مبقيش الشخص اللي كنتوا تعرفوه
صلولهم لو بتحبهم
صلولهم حتي لو متعرفهومش
صلولهم عشان تلاقوا اللي يصليلكم و يحس بيكم حتي لو من بعيد حتي لو ميعرفكوش
اقوي صلاه اللي بتصليها لغيرك حتي لو متعرفوش ..وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 16 - 06 - 2021, 07:18 PM   رقم المشاركة : ( 42838 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,752

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ابو نفر السائح


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





القديس أبو نفر السائح، من قديسى القرن الرابع الميلادي ومن مشاهير الآباء السواح ويرجع الفضل فى كشف سيرة هذا القديس إلي القديس بفنوتيوس الذي كان يتوق من كل قلبه أن يعاين عبيد الله السواح. فحركته نعمة الله لتكميل هذه الرغبة المقدسة ، فأخذ يجوب البراري الموحشة فى الصعيد الأعلى، ويتوغل في البرية الداخلية، أملاً فى أن يتقابل مع القديسين السواح، فينال بركتهم، ويتزود بصلواتهم، ويأخذ عنهم ما هو لبنيانه الروحي. فسار أياماً كثيرة وقطع أميالاً عديدة حتى أرشدته نعمة الله إلى أبو نفر فيروى ويقول: "لقد حفظت كل شئ، ليس فى ذاكرتي فقط، بل في أعماق قلبي أيضاً."
يقول القديس بفنوتيوس: "وبينما أنا سائر بين الجبال والتلال، إذ بى أرى من بعيد إنساناً مخوفاً له منظر غريب، نحيفاً، عرياناً، ولا لباس عليه، أما شعره فقد كسا جسمه كله مثل الثوب. كما كان مؤتزراً بليف، وكانت لحيته تصل إلى قدميه. وعندما اقتربت منه خفت وصعدت إلى قمة جبل عالٍ. طالباً النجاة لنفسي، حيث كان كل تفكيري أنه من سباع الجبل!! ولكن هذا الإنسان المهوب . ألقي بنفسه أسفل الجبل ورفع رأسه إلي أعلي. وقال لي بصوت روحاني عذب وجميل يملأ النفس المضطربة سلاما وطمأنينة : "هلم انزل يا أخي بفنوتيوس قديس الله ولا تخف. فأنا إنسان مثلك. متوحد في البرية من أجل السيد المسيح الذي أرسلك لي."
فتعجبت لمعرفة هذا الناسك المتوحد لاسمي وأيقنت للوقت أنه أحد الآباء السواح القديسين الذين اشتقت لرؤيتهم. فنزلت سريعا من فوق الجبل. وسقطت بين يديه ساجدا.. ولكن القديس مد يده بكل رفق وحنان وأنهضني بصوت يملؤه الإتضاع والمحبة قائلا : "أنهض يا أخي الحبيب. و هلم بالجلوس إلى جانبي." فقلت له: "مبارك هو هذا اليوم الذي رأيتك فيه يا أبي القديس. لقد امتلأ قلبي فرحا وبهجة برؤيتك حتى أنني مجرد أن سمعت صوتك نسيت كل أتعابي، مشتاقا للجلوس معك أنا الغير مستحق أن أري محبة الله في شخصك الحبيب."
فأمسك بيدي وأجلسني إلي جواره وبعد أن عرفت اسمه سألته قائلاً: "كم هى عدد السنوات التي قضيتها هنا في البرية عابدا وناسكا؟ وكيف كنت تعيش هنا في هذا المكان المقفر؟ وكيف وصلت إليه؟ لأن الطريق إليه صعب والمكان موحش للغاية ؟ أسألك يا أبي القديس أن تخبرني بسيرتك منذ البداية وكيف وصلت إلي هذا المكان ؟"
فأجابني القديس قائلاً: "مادامت هذه هي إرادة الله. فأنا لن أخفي عليك شيئا من أمري. فأسمي هو نفير وقد ذهبت إلى دير بـهرموبولس بالصعيد طالبا الرهبنة التي اشتقت إليها منذ صغرى، وتمنيت لو كنت واحدا من أولئك الذين تخلوا عن أهواء هذا العالم وشهواته، ولم يعودوا بعد في العالم يعملون بحسب الجسد بل مع الرب في كل حين. ولسان حالي يقول مع بولس الرسول "فلنثق ونسر بالأولي أن نتغرب عن الجسد ونستوطن عند الرب " (2 كو 5 : 8 ) وكان بالدير مائة وأربعة راهبا. كنا نعيش بقلب واحد ونفس واحدة تسكر أنفسنا بحلاوة إلهنا في كل حين ولا نعرف رغبة أخري خارجا عنه. يلذ لنا السكوت لننصت لكلام الروح ونتحد بالله . كنا نشترك بمحبة كاملة في المائدة. ونقوم بشتي التدريبات الروحية. مثابرين علي العمل اليدوي. ملتزمين بالصمت الكامل . وكان بعض الشيوخ القديسين يسددون خطواتي الأولي في طريق الكمال. فكانوا يذكرونني مرات كثيرة بالمثل العظيمة التي في الكتب المقدسة. إيليا وأتعابه في الصحراء، يوحنا المعمدان وحياة العزلة التي عاشها حتى ساعة ظهوره للعالم، وكنا في هذا الدير نحفظ أنفسنا في حالة تأمل دائم مركزين أفكارنا في وجود الله، ومجاهدين من أجل التقدم في التقوى. عابدين الرب ليلاً ونهاراً ونحن مملئون بالإيمان الحي والمحبة المتوقدة، والزهد في العالم والصبر والوداعة والنسك. وكان آباؤنا الشيوخ يسدون لنا الإرشادات الروحية والنصائح الاختبارية في حياة النسك. وفي مواجهة الحروب المختلفة التي كان يثيرها علينا عدو الخير. وذات يوم بينما نحن جالسين أمام شيوخنا القديسين في الكنيسة نتعلم منهم الحياة في المسيح. سمعتهم يمدحون حياة الآباء السواح الذين يسكنون البرارى الداخلية.
ومن ثم اتجهت إلي أحد الشيوخ وسألته: "هل يوجد في هذه البرية أفضل منكم عند الله يا أبي القديس علي الرغم من هذا التعب وهذا الحرص الشديد في حياتكم اليومية وهذه الإماتة الروحية من أجل محبة الله التي في قلوبكم؟"
فقال لي الشيخ: "نعم يا ابني نوفير. هم أفضل منا بكثير نحن لم نسلك طريق الرهبنة بعد أمام حياتهم النسكية السامية التي فيها يقدمون ذواتهم ذبيحة حب للسيد المسيح له المجد نعم، لأننا في الأديرة نعيش حياة مشتركة. ففي ساعة الغذاء نجد الطعام معداً. وإذ مرض أحد الاخوة يجد من يزوره ويخدمه. وعند الحاجة يلتمس بعضنا العون عند البعض. أما في الصحراء. فليس شيء من هذا. ففي وقت التجربة لن يحضر من يعزيك. وإذا احتجت إلي الطعام أو الشراب فلن يعده لك أحد. نعم يا ابني، أن حياة الشركة بكل نسكياتها وفضائلها لا تضاهي حياة هؤلاء الأبرار الذين ليس العالم مستحقا لهم تائهين في براري وجبال ومغائر وشقوق الأرض. فالله هو فرحهم وبهجتهم، هو كسوتهم، وبمجده يتغطي عريهم. يبدل شهوة أجسادهم بعظمة جبروته. إن أولئك القديسين ساكني البرية من أجل المسيح لا يجدون من يطعمهم عندما يجوعون. ولا الماء عندما يعطشون، ليس لهم معين، أو مرشد أو خادم أو سند في تلك الحياة الصعبة، ولكن الرب يسوع هو سندهم الوحيد يرعاهم ويفتقدهم فكم من حروب روحية شديدة وقاسية يوجهها إليهم عدو الخير. فهو يعمل علي إعاقتهم بشتي الطرق عن مواصلة جهادهم ونسكهم، لمعرفته بعظم المكافأة والإكليل المعدة لهم. أما هم فيصرخون إلى الرب إبان تلك التجارب ليعطيهم الغلبة والنصرة. ويرسل لهم ملائكة لتخدمهم وتعطيهم الطعام وتنبع لهم الماء من الصخر وتقويهم وتعزيهم . هؤلاء يتم فيهم ما قيل بأشعياء النبي: " أما منتظروا الرب فيجددون قوة يرفعون أجنحة كالنسور يركضون ولا يتعبون يمشون ولا يعيون" ( أش 40 :31 ) وفي جوعهم يجعل الله لهم الحشائش المرة المذاق حلوة في أفواههم وهم يرفعون أياديهم للصلاة دائما فتأتيهم المعونة سريعا . فطوبى لذلك للإنسان الذي يكمل مشيئة الله فإنه سيختبر فعل عنايته الفائقة وستحيط به الملائكة وتخدمه .
وعندما سمعت هذه الصفات الجميلة والحياة الملائكية للآباء السواح من آبائي الشيوخ قلت في نفسي مبارك هو هذا الإنسان الذي يدعوه الرب ويختاره لتلك الحياة السمائية وتأججت مشاعرى في اشتياق بالغ لهذه الحياة السامية فانتهزت سكون الليل لكي أنسحب من محبة إخوتي العميقة. وأخذت معي يسيرا من الخبز يكفيني ثلاثة أو أربعة أيام إلي أن يرشدني الرب إلي الموضع الذي اختاره لي وتوغلت في الصحراء مصليا إلي ربي يسوع المسيح ليقويني في طريقي راكضا إلي الينبوع طالبا إياه وحده فهو ماء الحياة والينبوع الذي لا يجف وبينما أنا أصلي في طريقي وسط الجبال، رأيت نورا ساطعا. فخفت وأردت أن أرجع إلي الوراء وأعود لديري. ولكن سمعت صوتا هادئا يقترب مني قائلا: "لا تخف يا نوفير، هوذا أنا الملاك الذي عينه لك الرب منذ ولادتك وسأكون معك وأصحبك إلي المكان الذي اختاره لك الرب." فغمرني الفرح وزال عني الخوف تماما وغدوت أنشد مزاميري بفرح وسرور واستأنفت المسير يرافقني ملاكي الحارس. وسرت مع الملاك نحو سته أميال أو سبعة أميال. حتى شاهدت مغارة في الجبل فاقتربت منها ورأيت نورا يسطع من داخلها. فدنوت من الباب قائلا في نفسي: "لعل أحد القديسين يسكن هذه المغارة." فقرعت الباب وقلت بارك علي يا أبي، فخرج من المغارة أحد القديسين المتوحدين. وكان طويل القامة. ذو وجه بشوش نورانى. وبمجرد أن رأيته صنعت له ميطانية، وقد بادرني قائلا: "الرب الإله يبارك حياتك ويكون معك ويحقق لك رغبتك وشهوتك المقدسة التي من أجلها خرجت من ديرك إلي هذه البرية." وطلب مني القديس أن أدخل مغارته لأستريح عدة أيام ثم أواصل مسيرتي. فأقمت عنده أياما تتلمذت علي يديه. وعرفني واجبات حياة الوحدة وسماتها وعلمني ماذا أفعل. وكيف أجاهد قبال محاربات الشياطين وقتالاتهم وبعد مدة قضيتها متتلمذا عند قدمي الشيخ القديس قال لى: "أري يا ابني نوفير أن عقلك قد استنار بالحكمة. وقلبك قد امتلأ حبا لحياة الوحدة. لذلك تستطيع بالمعونة الإلهية أن تجاهد حسنا في الموضع الذي عينه لك الرب. وسأرافقك يا ابني إلى ذلك المكان الذي اختاره لك الرب يسوع لتجاهد فيه." وخرجت مع أبي القديس وسرنا في البرية حوالي أربعة أيام حتي وصلنا إلي مغارة في الجبل. وكان بجانبها نخلة واحدة. وعين ماء وهناك مكث القديس معي نحو ثلاثين يوما يعلمني ويرشدني حتي اطمئن علي وأيقن بإمكانية الحياة بمفردي في هذه المغارة. وودعني أبي القديس عائدا إلي مغارته، تاركا إياى في وحدة كاملة أشبع اشتياقي المقدس في الحياة مع من تحبه نفسي. وكنت أقوم بزيارة معلمي الشيخ مرة واحدة في كل سنة من أجل الاستفادة من إرشاداته الحكيمة واختباراته الروحية العميقة. وكما كنت أطلعه علي كل احتياجاتي ومشاعري وأفكاري وما أتعرض له. فكان دائما يعضدني بصلواته وبركته وأبوته الحانية و تعزياته القوية.
وفي إحدي المرات ذهبت إلى أبي السائح كعادتي فوجدته مريضا مشرفا علي الموت. فجلست بجواره حتي أسلم الروح بين زراعي. فقمت بدفنه في مغارته ورجعت الي موضعي أسبح وأمجد الله لحياة هذا الاب القديس الطوباوى.
ثم سألته أنا بفنوتيوس: "وماذا بعد أن تنيح معلمك يا أبي." فأجابني: "عشت في موضعي هذا كل هذه السنوات ستين سنة متجولا في البرية من أجل السيد المسيح ولم أر وجه إنسان حتي الآن سواك أنت ياأخي الحبيب بفنوتيوس. فسألته كم من آلام عانيتها يا أبي القديس في غربتك هذه، لابد أنك تعبت كثيرا في هذه البرية المقفرة؟"
فأجابني القديس: "نعم يا أخي الحبيب، كم من أتعاب وصعاب لاقيتها منذ بداية حياتي منعزلا عن كل شيء. وخاصة بعد نياحة أبي الشيخ المتوحد، فقد حرمت من التعزية التي كان يعضدني بها وبكلماته المشجعة. فحينا كنت ممتلئا حيوية وفرحا بالرب وأحيانا أخري يزأر الموت ضدي في أعضائي. كم من مرات كدت أموت جوعا وعطشا وتعبا سواء في حر النهار أو في برد الليل. حتي يبس جسدي كم من أيام كثيرة قام علي الشيطان ليقاتلني. ويحاربني بأشد أنواع الحروب لكي ما أشعر باليأس في الاستمرار أو حتي يثبط من عزيمتي ولكن نعمة الرب يسوع المسيح افتقدتني فكنت أتجلد صبرا واحتمالا وأزيد من جهادي وصلواتي فعندما رأي الرب صبري علي الصوم والجهاد الروحي والممارسات النسكية التي أقدمها من أجل حبه. أرسل لى ملائكة لتخدمني وتقويني وتعزيني والرب يسوع يعضدني بيمينه المقدسة ويؤازرني بنعمته ويقويني بروحه القدوس. ففي أحلك لحظات حياتى، وجدت يد يسوع ترعانى، لأنه يا أخي الحبيب عندما تصل النفس الي عمق الحب عمق الألم، عمق الضيق والوجع والدموع، سوف يتذوق القلب ما في أعماق الله من حب، وستعرف بالحقيقة كيف تناجيه، إذ تتذوق حلاوته و تعزياته التي تنبع من خلال الألم والضيق، فإن تعرت مما هو لها يلبسها نوره، وإن تركت ما تملك، اقتنته في داخلها إلى الأبد. فإن الرب يشبع تلك النفوس العطشي إليه ويغمرها ينابيع من التعزيات. فتشعر وكأنها في ملكوت السموات وهي ما تزال علي الأرض. بل أنه من فرط حنانه ورعايته يرسل ملائكته لتعزي كل من في البرية من اسمه القدوس، وهؤلاء عندما تشبع نفوسهم بالوجود الدائم في الحضرة الإلهية وعشرة القديسين ويمتلئون شوقا لرؤية أولئك الذين سبقوهم في نفس طريق جهادهم. يسمح لهم الله أن ترتفع أرواحهم لمعاينة تلك الأرواح المقدسة. إذ يلتقون بالروح، وفي هذه اللحظات المقدسة يشعرون من خلال الله أنهم في لجة من الحب الإلهي الذي يحيط بهم من كل ناحية!! فيمتلؤن تعزية وينسون كل أتعابهم وآلامهم التي عاينوها طوال حياتهم وعندما يعودون بأرواحهم إلي أجسادهم مرة أخري يشعرون وكأنهم مازالوا في تلك المشاعر المقدسة المملؤة بالفرح والسلام والهدوء العميق. فيستمرون في هذه المشاعر لمدة طويلة حتي أنهم وكأنهم لا يشعرون بهذا العالم الذي من حولهم. إذ يعيشون بأرواحهم وأفكارهم في عالم آخر من الروحانيات والتسابيح الدائمة."
ولما سمعت هذا الكلام من القديس الطوباوي وتأملت في عجائب حياته الطويلة. وجدت نفسي قد نسيت كل أتعابي وكل ما قاسيته في الصحراء وأنا ابحث عن عبيد الله السواح، وللوقت امتلأت فرحا لأنني استحققت أن أسمع هذه الكلمات وتلك الدرر الثمينة من فمه الطاهر. وشعرت بالقوة جسدا وروحا وسألته: "وماذا عن طعامك يا أبي القديس نوفير؟"
فقال لي: "من مراحم الله الكثيرة عن ضعفي. وعنايته الخاصة بي أنه أوجد بجوار مغارتي نخلة واحدة، تطرح ثمارها طول العام، وتحتوي علي اثنتي عشر سباطة من البلح الحلو المذاق. وكل سباطة منها كانت تكفيني شهرا فضلا عن حشائش البرية الخضراء التي أبدل الله مرارتها فجعلها حلوة كالشهد. كملا أوجد الرب لي عين ماء حلو وعذب لأرتوي منها وهكذا يا حبيبي بفنوتيوس، إن من يصنع مشيئة الله سيعاين العناية الفائقة في كل وقت.
فقلت له: "مباركه هي الساعة التي استحققت فيها أن أري وجهك المقدس وأسمع منك هذه الكلمات العذبة يا أبي القديس وسجدت له ثم قلت له كم أشتاق يا أبي القديس لرؤية مغارتك التي شهدت جهادك ونسكياتك ودموعك وسهرك وأيضا تلك النخلة المثمرة وهذه العين التي لا ينقطع منها الماء." فرد علي القديس قائلا: "هيا يا بفنوتيوس حبيب المسيح إلى المغارة لتعاين بنفسك العناية الإلهية التي لا تضاهيها عناية وترى الحب الفائق الذي لا يضاهيه حب الذي غمرني طوال حياتي في هذا المكان."
فقمت وسرت معه عدة أميال إلي مغارته. وكنا نتحدث في الطريق بعظائم الله وعجائبه. كما أنني كنت أتعجب من اشراقات النعمة الصادرة من فمه فكنت أسمع منه أقوالا بسيطة متواضعة ولكنها مملوءة بالحكمة والنعمة. ولما وصلنا الي هناك. تعجبت من الهدوء اللانهائي الذي يسود المكان فهذه المغارة في عمق الجبل لها جمالها ورهبتها، وإذا بكياني يهتز هزا عنيفا. إذ أحسست في هذا المكان بنعمة الله تنعشني وتنشطني. وعندما وجدت النخلة المثمرة وعين الماء التي فجرها الله من وسط الصخرة للقديس ليرتوي من مائها، انبهرت من عناية الله الفائقة بقديسيه.
وبينما أنا منبهر من روعة المكان وهدوئه العظيم وغناه مع فقره وكنوزه الكثيرة. التي تجذب كل نفس تائقة إلي مناجاة الله في الوحدة. دعاني القديس نوفير للدخول إلي مغارته. فدخلت باحترام عميق، لأنها مكان سره، بل هي أيضا خدرا سماويا يناجي فيها الله. وهي التي شاهدت جهادة ونسكياته وتأملاته وكل حياته المقدسة وأحضر لي القديس طعاما يسيرا وماء وقال لى: "انهض يا أخي الحبيب وكل واشرب فقد تعبت كثيرا من طول الطريق." فشعرت بالحب الصادق والأبوة الحانية، فأكلنا سويا ثم قمنا وأمضينا الليل كله في الصلاة والتسبيح إلي أن أشرق نور الصبح وعندما مالت الشمس للغروب نظرت إلي القديس الأنبا نوفير. فوجدت وجهه وقد صار نورانيا فامتلأت خوفا ورهبة فنظر القديس في حنان وقال لي: "لا تخف أيها الحبيب بفنوتيوس لأن الرب يسوع قد أرسلك من أجل هذه الساعة. أسلك لكي تهتم بدفن جسدي بعد الموت. فقد أعلمني الرب أن اليوم هو يوم عرسى. يوم انتقالي إلي كنيسة الأبكار السمائية مع الملائكة والقديسين، فهناك تسابيح الفرح والسعادة الدائمة والراحة الأبدية، هناك تختلط أصواتنا مع أصوات الملائكة، هناك المشاهدة الدائمة والحب إلي الأبد."
فبكيت أنا لكثرة ضعفي. وقلت: "أهكذا يا أبي تنتقل سريعا ولم أشبع بعد من بركتك .. صلي لأجلى كثيرا يا أبي .. ويكفين أنا الغير مستحق أن أمضي بقية حياتي هنا علي رائحة بركتك .. فلقد أحبك قلبي واشتاقت نفسي أن أسكن ذلك المكان الذي تقدس بسكناك فهل تسمح لي يا أبي القديس؟"
فرد علي القديس في أبوة حانية قائلا: "لاتحزن يا ابني فهذه الساعة تنتظرها نفسي أما من جهة تكملة حياتك في هذا المكان فإن إرادة الله هي التي توجه كل نفس، فمهما كانت مشيئتنا مقدسة لكن الله له تدابيره العالية في حياة أولاده لمجد اسمه القدوس. فقلت له: "كم أشعر باشتياق يا أبي لسكني هذا المكان المقدس." فقال لى: "إن الله لم يدعوك يا ابني لهذه الحياة ولكن قد خصك الله لتعزى الأخوة القديسين ساكني البرية وأن تكشف سيرة حياتهم التي عمل فيها بروحه القدوس لتكتبها وتقصها مشجعا بها أولئك الذين يسيرون بجهاد في طريق الله. فارجع يا أبني وواصل هذا العمل الجليل." فلما سمعت كلامه سجدت بين يديه خاضعا لقوله وقلت له: " بارك علي يا أبى، وأطلب من الرب عني أن أكون مستحقا لرؤياك في سماء المجد أمام العرش اللهي كما استحققت أن أراك هنا علي الأرض." فقال لى: "ليباركك الله يا أبني وليملأ قلبك بالفرح والسلام وبمحبة الله ولتمتليء عينيك بنور المعرفة الإلهية حتي تستطيع أن تثبت في الطريق وتقاوم جميع سهام العدو المملوءة نارا. وأن تتمم خدمتك بنجاح وتعاونك الملائكة حتي تمثل بين يدي السيد المسيح وأنت بلا عيب."

وبعد أن أنهي حديثه معي. قام وصلي متضرعا إلى الله بدموع كثيرة في فرح وسلام. ثم رشم ذاته بعلامة الصليب المقدسة. ونام علي الأرض ومد يديه ورجليه. وأستودع روحة الطاهرة في يدي الله في السادس عشر من شهر بؤونة. حينئذ سمعت جوقات من الملائكة يرنمون ويباركون القديس الطوباوي الأنبا نوفير بألحان سمائية عذبة ورأيت نورا سمائيا هائلا يحيط بالقديس. فتأثرت جدا لهذه الحياة الملائكية السامية وامتلأ قلبي رهبة وفرحا. وأنا أشاهد الملائكة تحمل روح القديس – أبو نفر – وهي صاعدة إلي السماء مرتلة بأصوات شجية قائلة: "مباركة هذه النفس الطاهرة، لنرفعها ونقدمها قربانا للرب المسيح ملك المجد."

ثم انحنيت وقبلت الجسد الطاهر الذي للقديس – أبو نفر – ولكي أكفنه لم أجد في قلايته ما أكفنه به فأخذت جزءا من ملابسي وقطعته قطعتين. كفنته بقطعة منها. واستترت بالأخرى. ووضعت جسده في صخرة بمغارته حينئذ سمعت أصوات أعداد غفيرة من الملائكة فرحين وهم صارخين قائلين: "هليلويا" فصليت عليه ووضعت عليه أحجارا كبيرة. ثم وقفت ورفعت يدى شاخصا إلي السماء وصليت ثانية.

وبينما كان عقلي مشغولا برغبتي وأمنيتي في البقاء لأرث البركة التي لهذا القديس وإذ بي أجد النخلة تسقط والمغارة تنهار تماما وتتساقط حجارتها علي عين الماء فأيقنت أن هذه هي إرادة الله أن لا أبقي في هذا المكان وأن الله لم يختارني لهذه الحياة المنعزلة كما قال لي القديس نوفير. فسجدت علي الأرض ممجدا الله علي أعماله العظيمة. شاكرا له محبته الفائقة إذ سمح لي بأن أنظر ذلك الغصن الطاهر الذي صار هيكلا لمجد اسمه القدوس.

وعاد القديس بفنوتيوس إلى ديره وقلايته وهو يمجد الله في قديسيه ويشكره لأنه عرفه بهذا القديس العظيم – أبو نفر السائح – وأخبر بها الآباء الرهبان. كما أوصي أن تقرأ سيرته المقدسة في اليوم السادس عشر من شهر بؤونة المبارك في البيعة المقدسة وهو اليوم الذي تنيح فيه القديس.



بركة صلاته تكون معنا أمين
.قصة صوتية عن حياة القديس ابو نفر السائح - بير المعجزات








و أمدح هذا المختار بنيوت اثؤواب آفا نوفير
ذو الأصل الطاهر المكرم في الأبرار
ما للشهوات ظافر بنيوت اثؤواب آفا نوفير
سكن في البراري وتآنس بوحوش القفر
مدة طويلة زمنية القديس أبو نفر
واقفا علي قدميه حاملا صليب أيسوس
رافعا يديه غالبا بذيافولوس
أعواما طويلة يقتات من الأشجار
أهداه الله نخلة جميلة حولها مياه غزار
كنت تشرب من ينبوع يسوع ذو القدرة
متعبدا بخشوع وفرح ومسرة
بشفاعتك يشفينا يسوع المسيح المرهوب
من كل وجع فينا ويمحو كل الذنوب
أطلب لنا الرحمة يا أبو نفر يا نبيل
كي يرفع النقمة حبيبك عمانوئيل
طوباك ثم طوباك يا ساكن الفردوس
الملائكة ترتل لك أكسيوس أكسيوس أكسيوس
تفسير أسمك في أفواه كل المؤمنين
الكل يقولون يا اله أبو نفر أعنا أجمعين

بركة صلاته تكون معانا آمين




 
قديم 16 - 06 - 2021, 07:21 PM   رقم المشاركة : ( 42839 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,752

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس فيلوباتير


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



مرقوريوس (224 ـ 250) هو قديس وشهيد مسيحي، ولد باسم فيلوباتير (وتعني: محب الأب) في مدينة إسكنتوس في مقاطعة قبادوقية في شرق آسيا الصغرى. يعرف أيضًا بلقب أبو سيفين، في إشارة إلى السيف الثاني الذي يُروى أن الملاك ميخائيل أعطاه إياه.
عندما بلغ فيلوباتير دور الشباب انتظم في سلك الجندية أيام الإمبراطور ديكيوس (الذي كان وثنيًا)، فاكتسب رضا رؤسائه لشجاعته، فدعوه باسم مرقوريوس ، وكان من المقربين لدي الملك
، ولكنه تغير عليه فيما بعد بسبب إيمانه المسيحي وأمر بقتله.يعد مرقوريوس أبو سيفين قديسًا في عرف كل من الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية والكنائس الأرثوذكسية المشرقية، وتحتفل الكنائس الشرقية بعيده في 24 نوفمبر (25 هاتور بالتقويم القبطي)، بينما تحتفل به الكنائس الغربية في 11 نوفمبر من كل عام.
أعياد القديس أبو سيفين عند الكنيسة القبطية

تحتفل الكنيسة القبطية بثلاثة تذكارات سنوية لهذا القديس في:
  • 25 هاتور (الموافق 4 ديسمبر)
  • 25 أأبيب (الموافق 1 أغسطس): عيد تكريس أول كنيسة
  • 9 بؤونة (الموافق 16 يونيو): وصول ذخيرة من رفاته
 
قديم 16 - 06 - 2021, 07:24 PM   رقم المشاركة : ( 42840 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,752

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس فيلوباتير


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة







اما البطل فكان كالحجر الماس إذا أختبر حلاوة الألم لانها الوسيلة التى يتذوق بها حلاة الملكوت .

وهكذا وقف القديس بكل شجاعة ولسان حاله يقول : لا يوجد شئ فى العالم يستطيع أن يحولنى عن إيمانى بالمسيح لاسيف ولا صليب ولا أنياب الوحوش الضارية ولا النار المتلهبة. وها هو جسدى أمامكم أفعلوا به ماتريدون !!


نشأه القديس

ولد القديس العظيم أبى سيفين عام 225م فى مقاطعة (سيكطس) رومانيا حالياً وسمى بإسم (فيلوباتير) وهو أسم يونانى معناه . وكان والديه وثنيين لكنهما أعتنقا المسيحية عن طريق رؤية سماوية ، فأعتنقا الامير (جورديانوس )
والد القديس وصار إسمه فى المعمودية (نوح) واعتمدت زوجته باسم ( سفينة)
إشارة الى نجاتهما ،اما فيلوباتير اعتمد باسمه ، واعتمد كل اهل بيتهم.
وبدأت الاسرة السلوك بمخافة الله وحسب وصاياه وصار الملاك ميخائيل شفيع الاسرة إلتحاقه بالجيش
التحق القديس بالجيش وهو فى سن السابعة عشر من عمره وكان معروف عنه بالشجاعة فى الحروب ومنحه الله مواهب كثيرة وكان لا يهاب شئ ويثق فى أن الله معنا .وكان لسان حاله يقول:-
"أستطيع كل شئ فى المسيح الذى يقوينى"
حتى اعجبوا به كل الرؤساء حيث انه فيه سمات القائد الشجاع الماهر وكان افضل حامل سلاح فى فرقته. وأطلقوا عليه لقب (مرقوريوس) وهو اسم احد الكواكب ويرمز للنصر والجلال
ومع كل هذا كان فيلوباتير متضعاً جداً يحفظ نفسه وقلبه وروحه وجسده طاهراً حرب البربر



وفى حرب البربر امر الامبراطور الجيش بالهجوم عليهم وكان من ضمن الجيش البطل فيلوباتير مرقريوس
وبينما كانت المعركة فى أشد مراحلها
ظهر ملاك الرب للقائد مرقوريوس فى شبه رجل منير يرتدى ملابس
بيضاء وفى يده سيفاً وخاطبه قائلاً:" يا مرقوريوس عبد يسوع المسيح أنى أرسلت إليك لأساعدك وأقودك للنصر فخذ هذا السيف من يدى وحارب به البربر وعندما تغلب أذكر الرب إلهك. وهنا شعر القديس بقوة إلهية تغمره وأسرع وقتل ملك العدو واعداد غفيرة من قواد وجنود الاعداء حتى ان البربر
اصابهم زعر وهربوا من أمامه.
وعندما علم ديسيوس الملك بالنصر العظيم الذى حققه البطل مرقوريوس أحضره وقام بتكريمه ومنحه ألقاباً
ونياشين كثيرة وعينه القائد الأعلى للقواد المسلحة الرومانية. رسالة من السماء + ظهر له الملاك ميخائيل أثناه صلاته " واخبره بأنه سوف ينال العذابات العديدة على اسم ربنا يسوع
المسيح وأنه سوف يكون حافظاً له وسيقويه حتى يكمل شهادته .
طلبه الامبراطور ومدحه وتوجه هووكل اعوانه للمعبد لتقديم القرابين للآلهه ظناً منه انها سبب النصر
اما البطل مرقوريوس انصرف الى معسكره فوشى به احد الحاقدين عليه للامبراطور انه لم يقدم القرابين والسجود للآلهه كما امر المنشور الامبراطورى فصعق الإمبراطور عند سماعه لهذا الخبر وارسل له ليتحقق بنفسه قائلاً له :- لقد جعلتك قائدا اعلى للقوات المسلحة ووهبتك كرامات ونياشين كثيرة بسبب جرائتك وقد وهبتك الآلهه النصر
فهل انت تزدرى بها حقاً ولم تقدم لها التكريم والشكر والعبادة الائقة؟. فأجاب البطل بكل شجاعة:-" ان آلهتك المصنوعة من الحجارة لاتهب النصر او الفشل فهى
لها افواه ولم تتكلم ولها أعين ولم ترى ولا تبصر ،لها أذان ولم تسمع مثلها يكون صانعها ،
اما انا فقد انتصرت على البربر بقوة ونعمة ربى والهى يسوع المسيح
فنزع الاوسمة والنياشين فى شجاعة متناهية وهو يقول:- "لتكن لك كرامتك يا جلالة الامبراطور وليرجع لك كل ماقدمته لى لانى لم اعبد الا ربى ومخلصى يسوع المسيح الذى يحق له كل اكرام وسجود وهنا القى القديس المنطقة الذهبية عند اقدام الامبراطور وهو يصيح مجاهراً :-" انا مسيحى اسمعوا كلكم . انا مسيحى" وكان الامبراطور غير مصدق كل ماسمعه من البطل وشجاعته ونظر له ولوجهه البارع الجمال الوردى اللون المختلط بالبياض واخد يلاطفه محاولاً ان يثبته عن عزمه بإغرائات كثيرة ولكن القديس كان مثل الصخر



وصاح بكل شجاعة " انا لن اترك عبادة إلهى يسوع المسيح من أجل كرامات وقتية فانية
وسأظل بنعمته أميناً له حتى الموت . وهنا هدده الامبراطور بالعذاب الشديدة
ولكن البطل اجاب عليه قائلاً" لى الحياه هى المسيح والموت هو ربح"
ان العذاب على اسم ربى هو شرف كبير لىّ ، اعلم يا سيدى الملك انى مستعد لا انا أتألم فقط بل انا اموت على اسمه
القدوس. ثم صرخ فيه بكل شجاعة قائلاً : كل ماتريد ان تفعله بى إفعله ولا تتردد . سلسلة من العذابات فأمر الامبراطور بأن يجرد من ملابسه ويربط بين أربعة أوتاد على أرتفاع ذراع من الأرض وان يضرب بدبابيس حادة ووقف ينظره متعجباً من صبره واحتماله للآلام واخذ يستهزا به قائلا "اين هو إلهك؟
واين شجاعتك وقوتك فى الحروب ؟
وامر ان يمزقوا جسده بأمواس حاده وأن يشعلوا تحته جمراً ليحترق ولكن سرعان ماإنطفأت النار
بسبب سيول الدماء النازفة بغزاره من جسده .
ثم ألقوا به فى السجن وكان على وشك الموت من كثرة مانال من عذابات .
وكان يلتقط انفاسه بصعوبة شديدة . وإذ بالسجن أضاء بنور شديد وظهر له ملاك الرب وقواه ولمس
جراحه وشفاه من كل ألم حتى نهض ووقف يسبح ويمجد الله.
واندهش الامبراطور عندما رآه فى اليوم التالى واشد غيظاً وعهده بعذابات شديدة لم يتراجع عن عنده
اما القديس فكان قوياً شجاعاً
فغضب وامر باحضار اسياخ حديدية محماه لتوضع تحت القديس وأن يسلط على جانبيه مشاعل نارية متوهجة
واثناء التعذيب فوجئ الجميع بإنتشار رائحة زكية جداً عطرت المكان كله بدلاً من رائحة الدخان ،
وأعلن الجمع الحاضر الايمان بالرب يسوع ونالوا اكاليل الشهادة. فصعق الامبراطور وامر ان يعلق القديس فى شجرة منكس الرأس وأن يربط فى عنقه حجر ضخم حتى يختنق ويموت سريعاً ولكن ظل القديس قوياً يحتمل العذابات، وألقوا به فى السجن حتى يلفظ أنفاسه .
ولكنه ظل يصلى هذه الليلة كلها .
وظهر له الملاك وقواه وشفاه

وكانت المفاجأه المحزنة للامبراطور ، اذبه يجد مرقوريوس على قيد الحياه وسليم تماماً وقال له " يا مرقوريوس اشفق على جسدك واعدل عن عنادك لتستريح اما القديس قال له :-" فإنى احسب ان آلام الزمان الحاضر لاتقاس بالمجد العتيد ان يستعلن فينا ، ولما رأى الامبراطوران لاأمل فى اقناعه أمر بإحضار سوطاً مثبتاً فى أطرافه أربعة قطع حديدية وان يجلدوه به حتى يتناثر لحمه وينزف دمه . فشل كل محاولات الامبراطور وأخيراً عندما فشلت كل المحاولات امر بأخذه الى قيصرية الكبادوك لتؤخذ رأسه هناك بحد السيف.
وهناك طلب منهم أن يتركوا ليصلى قبل تنفيذ الحكم، ظهور رب المجد له وبينما كان القديس مستغرقاً فى الصلاه شاخصاً الى السماء ظهر له السيد المسيح له المجد بنور بهائه العظيم
وحوله جوقة من الملائكة ورؤساء الملائكة وخاطبه قائلاً:-
ياحبيبى مرقوريوس قد صعدت صلواتك وطلباتك إلىّ فتعال الآن لتستريح مع الأبرار وترث إكليل الحياه.
إن أسمك سيكون شائعاً فى كل المسكونة كما ستظهر قوات كثيرة فى البيع التى ستبنى على إسمك .
والذى يكتب سيرة شهادتك سأكتب إسمه فى سفر الحياه.
ومن يطيب رفاتك على الأرض سألبسه الحلل النورانية فى يوم الدينونة.
وكل من يبنى بيعة على اسمك سأعد له مسكناً فى أورشاليم السمائية كما أجعل الملاك ميخائيل لكل بيعة
على أسمك الى الأبد ويحفظ خطوات من يأتى إليها فى يوم تذكارك لسماع أتعابك وأخذ بركتك وأقبل سؤالك.
وكل من يهتم بعمل وليمة للمساكين فى يوم عيدك أجعله مستحقاً للجلوس فى وليمة عرس السماء .
وكل من يكون فى شدة ويدعونى بإسمك أخلصه .
وكل أمرأة عاقر إذا سألتنى بإسمك سأمنحها البنين.
وكل من يسمى ولده بإسمك تكون بركتى عليه ولا يكون عنده غلاء ولا وباء طوال أيام حياته على الأرض.
نواله لإكليل الشهادة وعندما انتهى السيد المسيح من حديثه مع القديس إختفى بعد ان باركه ففرح جداً وسجد خاشعاً ثم إلتفت الى السياف والجند المحيط به وقال لهم وهو متهللك-
الأن تمموا كل ما أمرتم به
فتقدم السياف وضرب رأس القديس ضربة حادة فصلت رأسه عن جسده فنال إكليل الشهادة على إسم المسيح
وكان ذلك فى الساعة الثالثة من النهار فى يوم 25 هاتور الموافق 4 من شهر ديسمبر عام 250م وكان يبلغ من العمر 25 سنة
بركة وصلاة القديس العظيم أبى سيفين فلتكن معنا آميـــن


 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 09:09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025