![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 42361 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القيامة ![]() بالرجاء مخلصون تأتي الرسالة العامة للبابا بندكتس السادس عشر الصادرة عام 2007 تحت عنوان "بالرجاء مخلصون" في مقدمة الأدبيات الكنسية المعاصرة التي تناولت موضوع الرجاء المسيحي بكثير من التفاصيل الغنية بالتعاليم الروحية واللاهوتية. عن معنى الرجاء يقول بندكتس السادس عشر: "بالرجاء نحن مخلَّصون، ففي الرسالة إلى أهل رومية يقول القديس بولس للرومانيين ولنا أيضًا (روم 8 / 24)، وحسب الإيمان المسيحي، بأنّ الخلاص ليس مجرّد فكرة. إن الفِداء قد وُهبَ لنا كرجاءٍ، رجاءٍ وثيق، به نستطيع أن نواجه الحياة الحاضرة التي بالرغم من كونها مُتعِبة يُمكنها أن تُقبَل وتُعاش إذا كانت تُفضي إلى غايةٍ ما، وإذا ما كنّا أكيدين من تلك الغاية، وإذا ما كانت تلك الغاية عظيمة لدرجة أنها تُبرِّرُ تعبَ المسيرة". وحول حقيقة الرجاء المسيحي، يقول البابا بندكتس في رسالته سالفة الذكر: "في الحقيقية من لا يعرف الله هو دون الرجاء الأعظم الذي تقوم عليه الحياة باكملها. إنّ الرجاء الحقيقي للإنسان هو ذاك الرجاء الذي يثبت بالرغم من كل خيبات الأمل، الله وحده الذي أحبنا وما زال يحبنا إلى المنتهى حتى يتم كل شيء. إنّ من لمسته المحبة يبدأ يفهم معنى الحياة الحقيقي يبدأ يفهم ما تعنيه كلمة رجاء، لقد قال يسوع عن نفسه بأنه جاء لتكون لنا الحياة في ملئها". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 42362 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القيامة ![]() العمل وتعلُم الرجاء عن موقع العمل البشري في معايشة الرجاء كتب البابا بندكتس: "كل عمل إنسانيّ جديّ وقويم هو رجاء في طريقه إلى التحقيق، هو كذلك قبل كل شيء لأننا بواسطته نحاول تحقيق آمالنا الصغيرة منها والكبيرة. إن أداء هذا الواجب الهام في مسيرة حياتنا ومن خلال مجهوداتنا يساهم في جعل العالم أكثر نورًا وإنسانيّة، وهكذا تفتح لنا أبواب المستقبل. إنّ جهودنا اليومية في سبيل حياتنا ولأجل مستقبل الجماعة إما أن تسبب لنا التعب أو تتحوّل إلى تطرف إن لم ينرنا نور ذاك الرجاء الأعظم، الذي لا يمكن أن يحطمه الفشل في الأمور الصغيرة أو الإخفاق في الأحداث التاريخية". ويضيف رجل العقيدة والإيمان قائلاً: "إنه لأمر هام أن نرجو حتى لو كانت أمور حياتنا أو شؤون اللحظة التاريخية التي نعيشها تبدو وكأنها لا تحمل أى رجاء. لا يزال بإمكاني أن أرجو دائمًا، وحده الرجاء الضمان الأعظم من أن حياتي الشخصية والتاريخ بأكمله يظلان محروسين في قدرة المحبة الخالدة التي بفضلها يكتسبان معنى وأهميّة". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 42363 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القيامة ![]() الرجاء والعبور إلى الشفاء إذا كان الرجاء هو الفضيلة الروحية الأولى التي توجه الكنيسة أنظارنا إليها كدرس مستفاد أول عند التأمل في معنى قيامة الرب من بين الأموات، في مقابل الواقع المريض الذي نعيشه في زمن الوباء، لذا يتوجب على الكاتب أن يسجّل هذه القراءات: - إنّ فضيلة الرجاء إلهية المصدر، إنسانية التطبيق، لذا دعونا نتحلى بها هذه الأيام حتى تمتلئ قلوبنا بالأمل في شفاء العالم وخلاصه كعطية حب مجانية من لدن الله تعالى. - إنّ رجاءنا الجماعي بمثابة إعلان إيمان مشترك نرفعه إلى الرب القدير كي نستعطف قلبه الرحيم كأبٍ للبشرية وسيدٍ للتاريخ. - إنّ الرجاء يدعونا إلى التحرّر من حسابات الزمن الأرضية واللهث وراء التساؤل الأصعب: متى يكون زمن خلاصنا؟ وما علامات ذلك اليوم؟ - يدفعنا الرجاء إلى التسليم البنوي بقبول مواعيد الرب ليوم خلاصنا والإصغاء الحرّ إلى كلمته، واثقين في محبته الفريدة لكل إنسان. - يقودنا الرجاء إلى الإيمان ببعضنا البعض كأخوة، ساعين إلى التضامن معًا، متيقنين أن خلاص الرب حقيقة لا شكّ فيها. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 42364 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القيامة فى حياتنا
![]() يمتاز الإنسان عن غيره من الكائنات بعنصرين هما: العقل والروح، وذلك بسبب الروح العاقلة التى نفخها الله فى الإنسان عند خلقته! ولأن الروح من الله، لذلك فهى لا تموت!! ويقول سليمان الحكيم: «يَرْجِعُ التُّرَابُ (الجسد) إِلَى الأَرْضِ كَمَا كَانَ، وَتَرْجِعُ الرُّوحُ إِلَى اللَّهِ الَّذِى أَعْطَاهَا» (جامعة 7:12). لذلك آمن الإنسان بخلوده، فى نفس الوقت الذى آمن فيه بإلهه الخالد!! وكانت عقيدة القيامة كامنة فى أعماق الإنسان منذ خلقته، مصاحبة لصوت الله فى داخل الإنسان: أى الضمير! ولعلنا نجد فى قدماء المصريين دليلًا على ذلك، حين بنوا الأهرامات، ووضعوا تماثيل بجوار الجسد، حتى ما تتعرف كل روح على جسدها، حينما تعود إليه فى يوم البعث، هذا حسب معتقداتهم. والروح الخالدة، هى التى تجعل الإنسان متجاوزًا لذاته، لا يشبع من شىء، وليس لطموحه حد.. ففى داخل كل منا عطش لا نهائى وجوع إلى المطلق، ولا يوجد كائن لا نهائى سوى الله!! لذلك لن تشبع أرواحنا إلا حينما تتعرف على إلهنا الحىّ، اللانهائى!! لاشك أن الإيمان بالقيامة ينير العقل، إذ يفتح آفاقه نحو امتداد أبدى هو التفسير الوحيد المقبول للحياة الإنسانية!! فما هو هذا الوجود؟! وما معنى أن يولد الإنسان، ثم يحيا فى عالم متعب وظروف صعبة، ثم يشيخ، ثم يموت؟! إن عدم الإيمان بالله، وبالقيامة، وبالخلود يفقد حياتنا معناها، ويفقد وجودنا قيمتها. لذلك لم يكن غريبًا أن نقرأ للفلاسفة الملحدين عبارات مثل: - «هذا الوجود زائد عن الحاجة، ولا داعى له» (سارتر). - «هذه الحياة تستحق الانتحار، ولكنى لا أفضل ذلك» (ألبير كامى). - «الإنسان يولد باكيًا، ويعيش شاكيًا، ويموت يائسًا» (أحد الكتاب). هذه العبارات البائسة اليائسة سببها عدم الإيمان بالله، وبالخلود الذى وعدنا به الله!! تعالوا نناقش هذه العبارات، فى ضوء عقيدتنا بالقيامة والخلود. -1القيامة تعطى معنى للحياة: فبالفعل، ما قيمة هذه الحياة والإنسان يشيخ ثم يموت؟! أو يسقط صريع الحرب أو الفقر أو المرض أو الوباء أو الكوارث؟! القيامة فقط هى التى تعطى معنى لحياتنا، فالله حينما خلقنا، أراد أن نسعد معه فى ملكوته المقيم، ولكنه أراد أن يكون ذلك بقرار منا، وبحرية إرادتنا التى منحنا إياها، وهذه الحرية تحتاج إلى «اختيارات»: أى أن يختار الإنسان بين أمرين، أن يحيا مع الله أو ضد الله. لهذا يقول الكتاب المقدس للإنسان: «جَعَلتُ قُدَّامَكَ الحَيَاةَ وَالمَوْتَ.. فَاخْتَرِ الحَيَاةَ لكَىْ تَحْيَا» (تثنية 19:30). إذن، فحياتنا أصبح لها معنى!! و«اختبارات »: أى أن يتحمل الإنسان مسؤولية اختياره، سلبًا أو إيجابًا! - فالمعنى هو أننا خلقنا لنعيش مع الله، ولن نستريح إلا حينما نحيا له كما قال القديس أغسطينوس: «يارب لقد خلقتنا لك، ولن نستريح إلا فيك». - ويكمن فى الإيمان بالله غير المحدود.. وهنا نرفض مقولة إن «هذا الوجود زائد عن الحاجة»، ولكننا نؤمن بالعكس تمامًا، أن هذا الوجود مفرح وخالد، ونحن مدعوون له، وهكذا نحيا حياتنا الأرضية، متطلعين فى شوق إلى حياتنا الأبدية السعيدة. -2 القيامة تعطى رجاء للإنسان: من قال «إن الإنسان يولد باكيًا، ويعيش شاكيًا، ويموت يائسًا»؟! إن الإنسان المؤمن، الذى يحيا مع الله، ويؤمن بالخلود، يولد باكيًا.. ولكنه يرى فى بكاء الطفل انفتاحًا للشعب الهوائية، لا حياة بدونه.. وهو لا يعيش شاكيًا بل بالحرى يعيش شاكرًا، واثقًا أن إلهنا المحب يرعانا، فعين الرب علينا من أول السنة إلى آخرها، ومن الطفولة إلى الشيخوخة. كذلك فالإنسان المؤمن لا يموت يائسًا، بل بالحرى يموت واثقًا من القيامة والخلود... لذلك لا يتسلل اليأس إلى حياته أبدًا، بل شعاره هو: «إِنْ عِشْنَا فَلِلرَّبِّ نَعِيشُ، وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَمُوتُ. فَإِنْ عِشْنَا وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَحْنُ » (رومية 8:14(. وهو يرى أنه يحيا فى غربة، ويشتاق أن يستوطن عند الرب، كما يقول الرسول بولس: «فَإِذًا نَحْنُ وَاثِقُونَ كُلَّ حِينٍ وَعَالِمُونَ أَنَّنَا وَنَحْنُ مُسْتَوْطِنُونَ فِى الْجَسَد،ِ فَنَحْنُ مُتَغَرِّبُونَ عَنِ الرَّبِّ. لأَنَّنَا بِالإِيمَانِ نَسْلُكُ لاَ بِالْعَيَانِ. فَنَثِقُ وَنُسَرُّ بِالأَوْلَى أَنْ نَتَغَرَّبَ عَنِ الْجَسَدِ وَنَسْتَوْطِنَ عِنْدَ الرَّبِّ» (2 كورنثوس 6:5-8). ولهذا فهو يجتهد فى أن يحيا حياة مقدسة قائلًا: «لِذَلِكَ نَحْتَرِصُ أَيْضًا.. أَنْ نَكُونَ مَرْضِيِّينَ عِنْدَهُ.. لأنه سيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ.. بِحَسَبِ مَا صَنَعَ، خَيْرًا كَانَ أَمْ شَرًّا» (2 كورنثوس 9:5-10( وهكذا يملأ الرجاء قلب المؤمن.. والرجاء باليونانية «هلبيس»، أى المرساة: أى أنه مثل «الهلب» الذى يلقيه قائد السفينة إلى الشاطئ، ليمسك بالصخور، وهكذا بالخلود. -3 القيامة تنير الذهن: لا يرى الإنسان ما رآه الملحد المسكين حين قال: إن الإنسان «يخرج من ظلمة الرحم إلى ظلمة الأرض، وينتهى إلى ظلمة القبر». فهو فى ظلمة الإلحاد، يفقد القدرة على الرؤيا والتمييز. بينما الإنسان المؤمن بالله يستنير بعمل روح الله القدوس، لهذا يقول الرسول بولس: «بِالإِيمَانِ نَفْهَمُ أَنَّ الْعَالَمِينَ أُتْقِنَتْ بِكَلِمَةِ اللهِ» (عبرانيين 3:11( -1هل هناك ظلمة فى الرحم؟ أم هناك نور الله الخالق، الذى يصنع من خليتين صغيرتين جنينًا متكاملًا، بأعضاء متنوعة وخلايا مختلفة، وتشريح مذهل، وأنسجة تسبح الخالق!! -2 وهل هناك ظلمة على الأرض؟ أم أن نور الإيمان يجعلنا نسير فى سعادة مع الله، إذ يقود خطواتنا قائلًا: «سِيرُوا - فى النور- مَا دَامَ لَكُمُ النُّورُ» (يوحنا 35:12). إن الذهن المستنير بنور الخالق، يستطيع أن يميز، ويتحكم، ويتفطن بكلمة الله. لهذا قال المرنم داود: «فَتْحُ كَلاَمِكَ يُنِيرُ، يُعَقِّلُ الْجُهَّالَ» (مزمور 130:119). -3 وهل فى القبر ظلمة؟ أم أنه وضع مؤقت، ينام فيه الجسد مستريحًا، أما الروح فتكون فى أنوار الفردوس، حيث الله النور الذى «لَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ » (1يو 5:1). إلى أن يجىء يوم القيامة، فتتحد الروح مع الجسد، ويقوم الإنسان بجسد روحانى، نورانى، سمائى، ممجد.. لينطلق إلى حياة أبدية سعيدة ممتدة |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 42365 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يمتاز الإنسان عن غيره من الكائنات بعنصرين هما: العقل والروح، وذلك بسبب الروح العاقلة التى نفخها الله فى الإنسان عند خلقته! ولأن الروح من الله، لذلك فهى لا تموت!! ويقول سليمان الحكيم: «يَرْجِعُ التُّرَابُ (الجسد) إِلَى الأَرْضِ كَمَا كَانَ، وَتَرْجِعُ الرُّوحُ إِلَى اللَّهِ الَّذِى أَعْطَاهَا» (جامعة 7:12). لذلك آمن الإنسان بخلوده، فى نفس الوقت الذى آمن فيه بإلهه الخالد!! وكانت عقيدة القيامة كامنة فى أعماق الإنسان منذ خلقته، مصاحبة لصوت الله فى داخل الإنسان: أى الضمير! ولعلنا نجد فى قدماء المصريين دليلًا على ذلك، حين بنوا الأهرامات، ووضعوا تماثيل بجوار الجسد، حتى ما تتعرف كل روح على جسدها، حينما تعود إليه فى يوم البعث، هذا حسب معتقداتهم. والروح الخالدة، هى التى تجعل الإنسان متجاوزًا لذاته، لا يشبع من شىء، وليس لطموحه حد.. ففى داخل كل منا عطش لا نهائى وجوع إلى المطلق، ولا يوجد كائن لا نهائى سوى الله!! لذلك لن تشبع أرواحنا إلا حينما تتعرف على إلهنا الحىّ، اللانهائى!! لاشك أن الإيمان بالقيامة ينير العقل، إذ يفتح آفاقه نحو امتداد أبدى هو التفسير الوحيد المقبول للحياة الإنسانية!! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 42366 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فما هو هذا الوجود؟! وما معنى أن يولد الإنسان، ثم يحيا فى عالم متعب وظروف صعبة، ثم يشيخ، ثم يموت؟! إن عدم الإيمان بالله، وبالقيامة، وبالخلود يفقد حياتنا معناها، ويفقد وجودنا قيمتها. لذلك لم يكن غريبًا أن نقرأ للفلاسفة الملحدين عبارات مثل: - «هذا الوجود زائد عن الحاجة، ولا داعى له» (سارتر). - «هذه الحياة تستحق الانتحار، ولكنى لا أفضل ذلك» (ألبير كامى). - «الإنسان يولد باكيًا، ويعيش شاكيًا، ويموت يائسًا» (أحد الكتاب). هذه العبارات البائسة اليائسة سببها عدم الإيمان بالله، وبالخلود الذى وعدنا به الله!! تعالوا نناقش هذه العبارات، فى ضوء عقيدتنا بالقيامة والخلود. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 42367 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() القيامة تعطى معنى للحياة: فبالفعل، ما قيمة هذه الحياة والإنسان يشيخ ثم يموت؟! أو يسقط صريع الحرب أو الفقر أو المرض أو الوباء أو الكوارث؟! القيامة فقط هى التى تعطى معنى لحياتنا، فالله حينما خلقنا، أراد أن نسعد معه فى ملكوته المقيم، ولكنه أراد أن يكون ذلك بقرار منا، وبحرية إرادتنا التى منحنا إياها، وهذه الحرية تحتاج إلى «اختيارات»: أى أن يختار الإنسان بين أمرين، أن يحيا مع الله أو ضد الله. لهذا يقول الكتاب المقدس للإنسان: «جَعَلتُ قُدَّامَكَ الحَيَاةَ وَالمَوْتَ.. فَاخْتَرِ الحَيَاةَ لكَىْ تَحْيَا» (تثنية 19:30). إذن، فحياتنا أصبح لها معنى!! و«اختبارات »: أى أن يتحمل الإنسان مسؤولية اختياره، سلبًا أو إيجابًا! - فالمعنى هو أننا خلقنا لنعيش مع الله، ولن نستريح إلا حينما نحيا له كما قال القديس أغسطينوس: «يارب لقد خلقتنا لك، ولن نستريح إلا فيك». - ويكمن فى الإيمان بالله غير المحدود.. وهنا نرفض مقولة إن «هذا الوجود زائد عن الحاجة»، ولكننا نؤمن بالعكس تمامًا، أن هذا الوجود مفرح وخالد، ونحن مدعوون له، وهكذا نحيا حياتنا الأرضية، متطلعين فى شوق إلى حياتنا الأبدية السعيدة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 42368 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() القيامة تنير الذهن: لا يرى الإنسان ما رآه الملحد المسكين حين قال: إن الإنسان «يخرج من ظلمة الرحم إلى ظلمة الأرض، وينتهى إلى ظلمة القبر». فهو فى ظلمة الإلحاد، يفقد القدرة على الرؤيا والتمييز. بينما الإنسان المؤمن بالله يستنير بعمل روح الله القدوس، لهذا يقول الرسول بولس: «بِالإِيمَانِ نَفْهَمُ أَنَّ الْعَالَمِينَ أُتْقِنَتْ بِكَلِمَةِ اللهِ» (عبرانيين 3:11( -1هل هناك ظلمة فى الرحم؟ أم هناك نور الله الخالق، الذى يصنع من خليتين صغيرتين جنينًا متكاملًا، بأعضاء متنوعة وخلايا مختلفة، وتشريح مذهل، وأنسجة تسبح الخالق!! -2 وهل هناك ظلمة على الأرض؟ أم أن نور الإيمان يجعلنا نسير فى سعادة مع الله، إذ يقود خطواتنا قائلًا: «سِيرُوا - فى النور- مَا دَامَ لَكُمُ النُّورُ» (يوحنا 35:12). إن الذهن المستنير بنور الخالق، يستطيع أن يميز، ويتحكم، ويتفطن بكلمة الله. لهذا قال المرنم داود: «فَتْحُ كَلاَمِكَ يُنِيرُ، يُعَقِّلُ الْجُهَّالَ» (مزمور 130:119). -3 وهل فى القبر ظلمة؟ أم أنه وضع مؤقت، ينام فيه الجسد مستريحًا، أما الروح فتكون فى أنوار الفردوس، حيث الله النور الذى «لَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ » (1يو 5:1). إلى أن يجىء يوم القيامة، فتتحد الروح مع الجسد، ويقوم الإنسان بجسد روحانى، نورانى، سمائى، ممجد.. لينطلق إلى حياة أبدية سعيدة ممتدة |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 42369 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() مفاعيل القيامة فى حياتنا ![]() "أنا هو الأول والآخر والحى وكنت ميتاً، وها أنا حى إلى أبد الآبدين آمين ولى مفاتيح الهاوية والموت" (رؤ18،17:1). القيامة فعل جديد ومفهومه يفوق العقل والتفكير وأعماق الضمير والجسد واللحم والمشاعر والأحاسيس.. ومسيحيتنا تنفرد عن ديانات العالم فى تتبع إله حى ناقض أوجاع الموت منتصر عليها. وقيامة السيد المسيح- له المجد- تشمل فى حياة الكنيسة وحياة كل واحد فينا مفاعيل عظيمة ودروساً كثيرة جداً.. ونركز على البعض منها: * القيامة رفعتنا من الخوف إلى سلام لقد عاش التلاميذ فترة عصيبة كان فيها خوف ورعب وقلق شديد عقب أحداث الصليب الدامية.. إذ ظهر لهم الرب وعوضهم عن الخوف والقلق بسلامه العجيب "سلام لكم" إن مسيحنا القدوس القائم من بين الأموات قادر أن يرفعك فوق الخوف والقلق والضيقات والاضطهادات مهما كانت نوعيته.. خوف المستقبل.. خوف المجهول.. التجارب بأنواعها.. يعيش الإنسان المسيحى فى هذا العالم، وهو يدفع ضريبة مسيحيته من ضيقات واضطهادات مستمرة.. وهذا ليس غريباً علينا فالسيد المسيح قال لنا: "فى العالم سيكون لكم ضيق.. عندئذ تردد مع داود النبى": "إن سرت فى وادى ظل الموت لا أخاف شراً لأنك معى ومع الرسول بولس "إن كان الله معنا فمن علينا"، لا تخف أيها القارئ الحبيب من أى أمر.. يقول الكتاب المقدس: "إن رأيت ظلم الفقير ونزع الحق من البلاد فلا تخف من الأمر لأن العالى عالياً وفوقهم الأعلى يلاحظ"، ونفذ مقولة مثلث الرحمات البابا كيرلس السادس: "لا تفكر فى الأمور كثيرا دع الأمر لمن بيده الأمر"، فى هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذى أحبنا وبذل ذاته عنا.. معتبراً أن كل ضيقة وكل اضطهاد وكل ألم سواء فى الدراسة أو العمل أو فى أى مكان هو علامة حب وإخلاص تجاه مسيحه القدوس يقابلها فى الأبدية أكاليل عظيمة ومجد لا يفنى.. افرحوا وتهللوا لأن أجركم عظيم فى السماوات.. هكذا فالقيامة المجيدة رفعت أبصارنا وأنظارنا نحو السماء فأصبح المسيحى الحقيقى يعيش حياة القداسة والإيمان السليم على الأرض ولا يخاف من الموت الجسدى لأن كل اشتياقاته الحقيقية هى بالأكثر نحو السماء.. "لى اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ذاك أفضل جداً". القيامة رفعتنا من الحزن إلى الفرح: لقد قال الرب لتلاميذه قبل حادثة الصليب: "إنكم ستبكون وتنوحون والعالم يفرح.. وأنتم ستحزنون ولكن حزنكم يتحول إلى فرح" (يوحنا 20:16) ويقول الكتاب: "ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب"، لا تحزن ولا تيأس فى أى وقت تجد التجربة، انظر سريعاً إلى الرب المنتصر القائم من الأموات فهو القادر أن يبدد حزنك ويحوله إلى فرح، ولعل أعظم فرح ستناله هو فى القيامة العامة.. الفرح الحقيقى الدائم الأبدى.. المسيح الحى المنتصر على الموت بقيامته يدعوك إلى الحياة والقيامة معه "أنا حى وأنتم ستحيون". فنرجو من رب القيامة أن تسرى مفاعيل القيامة المباركة فى حياتنا باستمرار، راجياً فيه لكم جميعاً حياة مقدسة سعيدة وراجيا لبلادنا كل خير وسلام ومحبة بصلوات أبينا البطريرك صاحب القداسة البابا المعظم الأنبا تواضروس الثانى، وكل أحبار الكنيسة وكلمة القيامة كلمة مباركة فيها تعزية وفيها رمز. المسيح قام.. بالحقيقة قام |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 42370 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لقد عاش التلاميذ فترة عصيبة كان فيها خوف ورعب وقلق شديد عقب أحداث الصليب الدامية.. إذ ظهر لهم الرب وعوضهم عن الخوف والقلق بسلامه العجيب "سلام لكم" إن مسيحنا القدوس القائم من بين الأموات قادر أن يرفعك فوق الخوف والقلق والضيقات والاضطهادات مهما كانت نوعيته.. خوف المستقبل.. خوف المجهول.. التجارب بأنواعها.. يعيش الإنسان المسيحى فى هذا العالم، وهو يدفع ضريبة مسيحيته من ضيقات واضطهادات مستمرة.. وهذا ليس غريباً علينا فالسيد المسيح قال لنا: "فى العالم سيكون لكم ضيق.. عندئذ تردد مع داود النبى": "إن سرت فى وادى ظل الموت لا أخاف شراً لأنك معى ومع الرسول بولس "إن كان الله معنا فمن علينا"، لا تخف أيها القارئ الحبيب من أى أمر.. يقول الكتاب المقدس: "إن رأيت ظلم الفقير ونزع الحق من البلاد فلا تخف من الأمر لأن العالى عالياً وفوقهم الأعلى يلاحظ"، ونفذ مقولة مثلث الرحمات البابا كيرلس السادس: "لا تفكر فى الأمور كثيرا دع الأمر لمن بيده الأمر"، فى هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذى أحبنا وبذل ذاته عنا.. معتبراً أن كل ضيقة وكل اضطهاد وكل ألم سواء فى الدراسة أو العمل أو فى أى مكان هو علامة حب وإخلاص تجاه مسيحه القدوس يقابلها فى الأبدية أكاليل عظيمة ومجد لا يفنى.. |
||||