![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 41891 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لم يرد اسم أيوب في كل قوائم الآباء منذ موسى. لم يرد اسمه في كل سلسلة الأنساب التي سجلت نسل الأسباط الإثنى عشر، سواء في سفر العدد (عد1-4) ولا في القوائم التي وردت في السفر الأول لأخبار الأيام (1 أي 1-9) مما يدل على أنه قبل ذلك العصر كما لم يرد في أية سلسلة أنساب أخرى لذلك الزمان. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 41892 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() - لم يرد في سفر أيوب أية أشارة عن تلك العصور. فعلى الرغم من أن أليفاز التيماني قال لأيوب "إلى أي القديسين تلتفت؟" (أي5: 1). وقال له بلدد الشوحي "اسأل القرون الأولى، وتأكد مباحث آبائهم (أي 8: 8). وقال له صوفر النعماتي "أما علمت هذا منذ القديم، منذ وُضع الإنسان على الأرض.." (أي20: 4).. إلا أنه لم يذكر واحد من هؤلاء اسم أحد من قديسي العهد القديم ليستشهد به. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 41893 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() كذلك في الكلام عن عظمة الله، لم يُذكر شيء في سفر أيوب عن المعجزات العجيبة التي صنعها الله مع شعبه!! كل ما ذكر في سفر أيوب في إثبات قوة الله، هو قوة الله في الخلق، وفي السيطرة على الطبيعة، وما يخص الحيوانات والطيور العجيبة، والجبال والسماء وكواكب الصبح.. وما أشبه ذلك.. حتى في حديث الله مع أيوب، أو في حديث أليهو معه، لإقناعه بعظمة العليّ القدير. حادثة تاريخية واحدة ذكرها أيوب وهو يشتهي لو كان قد مات بعد ولادته مباشرة. قال "حينئذ كنت قد نمت مستريحًا، مع ملوك ومشيري الأرض الذين بنو أهرامًا لأنفسهم" (أي 3: 13، 14). والمعروف أن الأهرامات العظيمة مثل هرم سقارة المدرج، وهرمي دهشور وميدوم، والأهرامات الثلاثة الكبرى كانت في الفترة من 3500 ق.م.، 3000ق. م. أي قبل موسى النبي بزمان، هذا الذي قهر فرعون في الأسرة التاسعة عشرة لقدماء المصريين..! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 41894 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يستدل على عصر أيوب الصديق، من عامل الأعمار في ذلك الزمان... المعروف أنه حينما حلت التجربة بأيوب كان شيخًا، وكذلك كان أصحابه الثلاثة. ولذلك قال لهم أليهو بن برخئيل البوزي، لما بدأ يتكلم: "أنا صغير في الأيام وأنتم شيوخ، لأجل ذلك خفت وخشيت أن أبدي لكم رأيي. قلت الأيام تتكلم وكثرة السنين تظهر حكمة .." (أي 32: 6، 7). فلو كان عمر أيوب وقت التجربة 70 أو 80 سنة، فماذا كان عمره حينما توفى؟ يقول الكتاب إن أيوب بعد التجربة "عاش مائة وأربعين سنة. ورأى بنيه وبني بنيه إلى أربعة أجيال" (أي 42: 16). هذا بالإضافة إلى عمره أثناء التجربة (70 أو 80). فيكون العمر الذي عاشه أيوب حوالي 210 عامًا أو أكثر. وهو أكبر من عمر كل من إبراهيم وإسحق ويعقوب!. لقد عاش أبونا إبراهيم 175 سنة (تـك: 25: 7). وعاش ابنه إسحق 180سنة (تك 35: 28). وعاش يعقوب 130 سنة حين قابل فرعون (تك47: 9). وعاش بعدها 17 سنة، فتكون كل أيام حياته 147 سنة (تك47: 28). وعاش يوسف 110 سنة (تك 50: 25). أما أيوب فعاش أزيد من 210 سنة. إذن هو من جيل الآباء الأول (حتى موسى عاش 120 سنة) (تث 34: 7)... |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 41895 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لماذا جُرِّب أيوب؟ لم تكن التجربة المزدوجة التي أحاطت به، بسبب خطية ارتكبها.. فقد شهد الله نفسه له مرتين إنه "ليس مثله في الأرض. رجل كامل ومستقيم، يتقي الله، ويحيد عن الشر" (أي 1: 8) (أي 2: 3). بل إن الله في سفر حزقيال النبي، وضع أيوب الصديق ضمن الثلاثة الكبار الذين لهم قدر كبير في شفاعتهم، أعني نوح ودانيال وأيوب (حز 14: 14، 16). فإذا كان أيوب رجلًا كاملًا ومستقيمًا، فلماذا كل المتاعب التي أصابته؟ ماذا كانت مشكلته؟ لم تكن له مشكلة. إذن لماذا حدث ما حدث؟ كان يثق في داخل نفسه أنه بار.. كان بره أمام عينيه في كل ما حدث له. وكان بره أمام عينيه في كل ما دار بينه وبين أصحابه الثلاثة من حوار ساخن استمر 28 إصحاحًا، واختتم بهذه العبارة "فكفّ هؤلاء الرجال الثلاثة عن مجاوبة أيوب، لكونه بارًا في عيني نفسه"(أي 32: 1). وكان هذا البر الذاتي أيضًا هو سبب العتاب الطويل الذي كان بينه وبين الله، مما سنشرحه بتفصيله... ولقد أراد الله أن ينقذه من هذا البر الذاتي. هذه واحدة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 41896 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() النقطة الثانية هي أن أيوب كان رجلًا عظيمًا محترمًا من الجميع... كانت تحيط به مظاهر الاحترام والتوقير والعظمة من كل ناحية. ويقول عنه الكتاب إنه كان "أعظم كل بني المشرق" (أي 1: 3). وكل هذا يعطينا فكرة أن الغنى لا يتنافى مع البر.. فمن الممكن أن يكون الإنسان غنيًا، وفي نفس الوقت يكون كاملًا ومستقيمًا، مثلما كان أيوب. بالإضافة إلى كل هذا، كان أيوب سعيدًا كربّ أسرة لقد "وُلد له سبعة بنين وثلاث بنات" (أي 1: 2). وقد عاش أيوب في عصر ما قبل أبينا إبراهيم، أبي الآباء والأنبياء، في العصر الذي كان فيه ربّ الأسرة هو كاهن الأسرة، يقدم الذبائح عنها. وهكذا قيل عن أيوب – بالنسبة إلى أولاده – إنه "أرسل فقدّسهم، وبكّر في الغد، وأصعد محرقات على عددهم كلهم، لأن أيوب قال: ربما أخطأ بنيّ، وجدفوا على الله في قلوبهم! هكذا كان أيوب يفعل كل الأيام" (أي 1: 5). وهنا نلمح نقطة أخرى قد تشير هي أيضًا إلى البر الذاتي! لماذا يا أيوب تقدم محرقات عن خطايا أولادك، ولا تقدم عن نفسك معهم؟! تقول "ربما أخطأ بني".. وأنت ألم تفكر أنك ربما أخطأت في شيء؟! أم تعرف عن نفسك أنك رجل كامل ومستقيم، تتقي الله وتحيد عن الشر!! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 41897 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لقد أعطاه الغنى فرصة للإحسان والكرم، فأصبح محاطًا بمعجبين ومحبين وفقراء كثيرين ينالون الرحمة من يديه... كانت الحياة سهلة أمامه، هينة مبهجة. يعيش في الفردوس، دون أن يدخل مطلقًا إلى بستان جثسيماني.. وكأنه ينصب له خيمة على جبل التجلي! كان يعيش إلى جوار شجرة الحياة، ولم يتعود على حمل الصليب بعد. كان من الذين دخلوا إلى ملكوت الله، والباب واسع والطريق رحب، بدون خطية. ولقد أراد له الله أن يجرّب الطريق الضيق، والصليب والجلجثة.. يجرب الأحزان والضيقات، ليأخذ بركة الضيقات. لقد أخذ بركة الغنى، فليأخذ إذن بركة الفقر أيضًا.. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 41898 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() عاش في بهجة الحياة زمنًا، إلى أن حان موعد التجربة. وجاء الوقت الذي يواجه فيه الصليب. ولكن كيف ذلك؟ بدأت تجربته بحسد الشيطان له: وكذلك حدث لأبينا آدم وأمنا حواء من قبل. حسدهما الشيطان وعمل على إسقاطهما. وهكذا نقول في القداس الإلهي "الموت الذي دخل إلى العالم بحسد إبليس..". ودائمًا يريد الشيطان بنا شرًا، ولكن الله برحمته يحوّل هذا الشرَ إلى خير. وهذا نفس ما حدث لأيوب. أراد الشيطان أن يضره. واستغل الله حسد الشيطان لكي يرفع أيوب إلى درجة أعلى وأسمى. فينجيه وينقيه. الشيطان أراد أن يؤذي أيوب من جهة، لعل هذا الإيذاء من ناحية أخرى، تكون نتيجته أن يجدف أيوب على الله، ويصبح خاسرًا للدنيا والآخرة. أما الله فقد سمح للشيطان أن يجرب أيوب لكي يتمجد أيوب أكثر فأكثر، ويصبح مثالًا يُقْتَدَى به (يع5: 11) وتمنحه التجربة شهرة كبيرة، وتقدمه درسًا للأجيال، تكون نهايتها بركة مضاعفة له... فيه الكثير من تواضع الله، ومن مبدأ تكافؤ الفرص. سمح الله للشيطان أن يمثل بين يديه، وأن يندس وسط أولاد الله (أي 1: 6). بل أكثر من هذا، سمح له أن يكلمه وأن يجادله، وأن يشتكي أمامه ضد ابن عزيز عليه هو أيوب. بل سمح له أن يأخذ منه سلطانًا ضد هذا الرجل الكامل المستقيم، وأن يخرج ليخرّب ويقتل..! قال له الله "من أين جئت"؟ فأجاب "من الجولان في الأرض ومن التمشي فيها" (أي 1: 7). وكان الشيطان في تلك الإجابة يذكر نصف الحقيقة. فلم يذكر أنه خلال ذلك الجولان في الأرض، كان يضلّ الناس ويسقطهم، ويخرب بيوتًا كثيرة. فتعرض الله لعمل الشيطان، وأراد أن يظهر له ضعفه، فسأله "هل جعلت قلبك على عبدي أيوب؟ لأنه ليس مثله في الأرض" في كل الأرض التي تتمشى فيها... جميل أن الله يفتخر بأولاده ويمتدحهم، ويتحدى الشيطان بهم. إن كان الشيطان قد أسقط كثيرين، فإن أيوب ليس مثلهم لأنه ليس مثله في الأرض. إنه نوعية أخرى، رجل كامل ومستقيم. فهل رأيت أيها الشيطان هذه التحفة الجميلة التي اسمها أيوب؟ هل جرّبت حيلك معه؟ هل قدرت عليه؟ هل صعدت إلى مستوى محاربته؟ وقطعًا كان الشيطان قد مرّ عليه وفشل.. ولكنه لكي يخفي خجله من فشله، حاول أن يبرر ذلك بقوله "هل مجانًا يتقي أيوب الله؟"(أي 1: 9). "أليس أنك سيَّجت حوله وحول بيته من كل ناحية. باركت أعمال يديه، فانتشرت مواشيه في الأرض. ولكن أبسط يدك الآن ومسّ كل ماله، فإنه في وجهك يجدف عليك" (أي 1: 10، 11). وكان الشيطان يكذب في هذا الإدعاء. فقد كان أبونا آدم معه أكثر مما كان مع أيوب، وسقط. إذن بركة الغنى ليست هي التي تحفظ من السقوط. كما أنها لم تحفظ سليمان بعد ذلك بزمن طويل (جا 2). كان الله واثقًا من أيوب وقوة احتماله، فسمح للشيطان أن يجربه. وقال للشيطان "هوذا كل ماله في يدك. ولكن إليه لا تمد يدك".. إنما سماح بشرط، له حدود.. وخرج الشيطان ليعمل في غير رحمة. يضرب بعنف.. لا ضربة واحدة ولا اثنتين ولا ثلاثًا، وإنما بتخريب شامل!! ضربات حاسد حقود. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 41899 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() عاش في بهجة الحياة زمنًا، إلى أن حان موعد التجربة. وجاء الوقت الذي يواجه فيه الصليب. ولكن كيف ذلك؟ بدأت تجربته بحسد الشيطان له: وكذلك حدث لأبينا آدم وأمنا حواء من قبل. حسدهما الشيطان وعمل على إسقاطهما. وهكذا نقول في القداس الإلهي "الموت الذي دخل إلى العالم بحسد إبليس..". ودائمًا يريد الشيطان بنا شرًا، ولكن الله برحمته يحوّل هذا الشرَ إلى خير. وهذا نفس ما حدث لأيوب. أراد الشيطان أن يضره. واستغل الله حسد الشيطان لكي يرفع أيوب إلى درجة أعلى وأسمى. فينجيه وينقيه. الشيطان أراد أن يؤذي أيوب من جهة، لعل هذا الإيذاء من ناحية أخرى، تكون نتيجته أن يجدف أيوب على الله، ويصبح خاسرًا للدنيا والآخرة. أما الله فقد سمح للشيطان أن يجرب أيوب لكي يتمجد أيوب أكثر فأكثر، ويصبح مثالًا يُقْتَدَى به (يع5: 11) وتمنحه التجربة شهرة كبيرة، وتقدمه درسًا للأجيال، تكون نهايتها بركة مضاعفة له... |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 41900 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() عجيب هو موقف الله من الشيطان في سفر أيوب! فيه الكثير من تواضع الله، ومن مبدأ تكافؤ الفرص. سمح الله للشيطان أن يمثل بين يديه، وأن يندس وسط أولاد الله (أي 1: 6). بل أكثر من هذا، سمح له أن يكلمه وأن يجادله، وأن يشتكي أمامه ضد ابن عزيز عليه هو أيوب. بل سمح له أن يأخذ منه سلطانًا ضد هذا الرجل الكامل المستقيم، وأن يخرج ليخرّب ويقتل..! |
||||