25 - 12 - 2013, 05:54 PM | رقم المشاركة : ( 4181 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أنصاف الحقائق هناك موضوع معين يتسبب في كثير من المشاكل، وفي كثير من الخصومات ويخلق جوًا من النزاع، ومن سوء التفاهم بين الناس.. ليتنا نحلل هذا الموضوع لكي نصل إلى حله.. إنه مشكلة أنصاف الحقائق. إن الحقيقة هي كل متكامل، وليست جزءًا قائمًا بذاته. وأنصاف الحقائق ليست كلها حقائق.. و كثير من الناس يشوهون الحقيقة، ولا يقدمون لها صورة سليمة، بسبب استخدامهم أنصاف الحقائق.. وفى كل قضية تقدم إلى المحاكم، كل طرف من المتنازعين يقدم نصفًا للحقيقة، يصورها تصويرًا خاصًا، ويقدم الطرف الآخر النصف الآخر، ولا تظهر الحقيقة إلا باجتماع النصفين معًا. لأن الذي يقدم نصف الحقيقة لا يكون منصفًا. فتقديم الأنصاف ليس فيه إنصاف.. قد تشرح إساءة الناس إليك، دون أن تشرح الأسباب التي دفعتهم إلى هذه الإساءة، وتكون في حديثك عن إساءاتهم، مهما كان كلامك صادقًا، مجرد معبر عن نصف الحقيقة. وعندما تجلس إليهم وتناقشهم في اتهاماتك لهم، ويدافعون عن أنفسهم، حينئذ يقدمون لنا النصف الآخر من الحقيقة الذي لم تذكره أنت. ليتك كلما تتهم إنسانًا، تنصفه أيضًا بأن تذكر النصف الآخر من الحقيقة الذي يدافع به هو عن نفسه. ففي دفاعك نوع من النبل ومن محبة الحق، ومن الإنصاف.. وليتك تدافع عنه أمام نفسك قبل أن تتهمه، فربما هذا الدفاع يمنعك من الاتهام.. كثيرًا ما سمعت زوجات وأزواجًا في مشاكل عائلية قد تتطور إلى طلاق، فأسمع أنصاف حقائق. استمع إلى الزوجة فتشعرني بأن زوجها وحش كاسر، قاسى الطبع سيئ المعاملة، واستمع إلى الزوج، فيشعرني بأن الزوجة مستهترة أو مقصرة في واجباتها. ويندر أن يذكر واحد من الطرفين حجج الآخر.. وبسبب أنصاف الحقائق قد يحدث سوء تفاهم بين الناس. وسنضرب لذلك أمثلة.. قد يشكو ابن من أن والده لا يقوم باحتياجاته ولوازمه ولا يصرف عليه، وربما يكون النصف الآخر من الحقيقة أن الأب لا يملك ما يصرفه على ابنه، ولو كان يملك ما قصر في حقه.. وقد تشكو سيدة من أن صديقة لها أخلفت موعدها معها. وربما يكون النصف الآخر أن هذه الصديقة معذورة، وقد منعها زوجها من الذهاب وهى لا تستطيع أن تصرح بهذا لأسباب خاصة.. وقد نحكم على طالب بأنه فاشل في دراسته، ونقسو عليه في حكمنا. وربما يكون النصف الآخر من الحقيقة أن ظروفه العائلية قاسية جدًا، لا تساعده اطلاقًا على الاستذكار، أو أن ظروفه المالية لا تساعده على شراء الكتب اللازمة.. ليتنا نكون مترفقين في أحكامنا، فنحن قد نرى الخطأ فقط، دون أن نرى أسبابه ودوافعه وظروفه. لقد خلق الإنسان محبًا للخير بطبيعته، وما الشر إلا دخيل عليه. وللشر في حياة الإنسان أسباب كثيرة، ربما يكون بعضها خارجًا عن إرادته. وقد يرجع بعضها إلى عوامل بيئية، أو وراثية، أو لأمور ضاغطة يعلمها الله وحده. لذلك كونوا مترفقين بالناس.. وقد يكسر إنسان قانونًا من القوانين، أو نظامًا من الأنظمة. وربما يكون هذا الكسر هو نصف الحقيقة، ويكون النصف الآخر هو خطأ في هذا القانون أو في هذا النظام يحتاج إلى تعديل.. لهذا كانت كثير من الدول تعدل في أنظمتها، وتطور في قوانينها لأن المشرعين ليسوا آلهة. ولهذا أيضًا كان المنصفون ينظرون دائمًا إلى روح القانون وليس إلى حرفيته. إن الذين يتمسكون بحرفية القوانين وينسون روحها، لا يكونون عادلين في أحكامهم.. ومن أمثال هؤلاء الذين يتمسكون بحرفية وصية من وصايا الله، دون أن يدخلوا إلى روح الدين وعمقه، ودون أن يتكشفوا الأسباب والأهداف التي من أجلها وضع الله تلك الوصية.. والذين يتمسكون بأنصاف الحقائق، إما يفعلون ذلك عن جهل أو عن عمد وعن معرفة.. فإن فعلوا ذلك عن معرفة يكونون مدانين، لأنهم أخفوا الحقيقة، وقد يكون وراء الإخفاء خطأ آخر أبشع.. ولذلك تطلب غالبية المحاكم من الشهود أن يقولوا: "الحق، كل الحق، ولا شيء غير الحق" فعبارة: "كل الحق " عبارة لها وزنها ولها عمقها.. ومشكلة أنصاف الحقائق بدأ النقاد المنصفون يتحاشونها.. كان الناقد قديمًا يكتفي بذكر العيوب والنقائص فقط. وهكذا كان ينقص بدلًا من أن ينقد.. أما الناقد المنصف فهو الذي يحلل الأمر تحليلًا، ويذكر ما فيه من مزايا ومن عيوب، من نواحي قوة ونواحي ضعف. وقد يُرجع كل شيء إلى أسبابه، في صدق، وفي إنصاف.. وقد يقع الإنسان في أنصاف الحقائق نتيجة لكراهية أو تعصب أو تحيز أو ميل خاص.. مثال ذلك مدير عمل لا يذكر موظفًا معينًا إلا بالإساءة والتجريح، ولا يذكر موظفًا آخر إلا بالتقدير والإطراء، ويكون لكل منهما ما له وما عليه.. ولكنها أنصاف الحقائق.. وقد تدخل مشكلة أنصاف الحقائق في الرئاسة والإرادة.. فلا يتذكر المدير أو الرئيس إلا سلطته فقط، وكيف أنه صاحب حق في أن يأمر وينهى، ويعين ويعزل، كأنه متسلط في مصائر الناس. وفى ذلك ينسى النصف الآخر من الحقيقة، وهي آن الرئاسة محدودة بقانون وبضمير وبمسئولية أمام الله، وبواجبات من الرعاية الحقة وينبغي أن يحيط بها كل رئيس عمل جميع من تشملهم إدارته ومسئوليته.. وقد تدخل مشكلة أنصاف الحقائق في حياتنا الروحية، حينما نعمل لدنيانا فقط، وننسى حياتنا الأخرى.. حينما نهتم بكيف نعيش ههنا على الأرض، وننسى النصف الآخر من الحقيقة وهو أننا سنقدم عن حياتنا هذه حسابًا أمام الله في اليوم الأخير، يوم لا يجدي عذر، ولا ينفع شفيع.. وقد تدخل أنصاف الحقائق هذه في مسائل التربية.. فيظن الأب المسكين أن كل واجبه هو مستقبل أبدى من حيث تعليمه وتوظيفه، وأكله وشربه وصحته وكافة احتياجاته المادية. وينسى النصف الآخر من الحقيقة وهو واجبه حيال أبدية هذا الابن وروحياته وعلاقته بالله.. ومشكلة أنصاف الحقائق هذه قد تدخل في الحياة الاجتماعية، وتسبب متاعب كثيرة وبخاصة في الفهم الخاطئ للحرية. فقد يقول إنسان: "أنا حر. أفعل ما أشاء" وينسى النصف الآخر من الحقيقة وهو أن عليه أن يمارس حريته بشرط ألا يتعدى على حريات غيره من الناس.. فالذي يقيم حفلة ويرفع مكبرات الصوت فيها كما يشاء، وينتشر هذا الصوت العالي في كل مكان، مدعيًا بأنه حر. إنما ينسى حريات الآخرين، وكيف أن هذا الصوت قد يزعج نائمًا في فراشه، أو مريضًا محتاجًا إلى الراحة، أو تلميذًا يذاكر دروسه، أو قومًا يتحدثون في موضوع ما أو أي شخص يريد أن يستغل وقته في شيء آخر غير سماع هذا الحفل.. ليتنا ننظر إلى الحقائق كاملة.. ولا نكتفي بأنصاف الحقائق، لئلا تضللنا.. |
||||
25 - 12 - 2013, 05:58 PM | رقم المشاركة : ( 4182 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القلب الكبير لا يكن قلبك ضيقًا.. يتأثر بسرعة، ويتضايق بسرعة، ويندفع للانتقام لنفسه.. بل كن كبيرًا في قلبك، وواسع الصدر، تحتضن في داخلك جميع المسيئين إليك. وحينئذ ستشعر بالسلام الداخلي، وتدرك بركة القلب الكبير.. القلب الكبير لا تتعبه إساءات الناس، ولا يقابل الإساءة بالإساءة. إنما تذوب جميع الإساءات في خضم محبته وفي لجة احتماله. القلب الكبير أقوى من الشر. الخير الذي فيه أقوى من الشر الذي يحاربه. ودائمًا ينتصر الخير الذي فيه.. ومهما أسىء إليه، يبقى كما هو، دائم المحبة للناس، مهما صدر منهم.. وفي إساءاتهم، نراه لا ينتقم منهم، بل يعطف عليهم.. إنهم مساكين، قد غلبهم الشر الذي يحاربهم.. وهم يحتاجون إلى من يأخذ بيدهم، وينقذهم من هذا الشر الذي خضعوا له في إساءاتهم لغيرهم.. وإذا انتقم الإنسان لنفسه، يكون الشر قد غلبه، وأخضعه لحب الانتقام، وأضاع من قلبه التسامح والاحتمال والمودة.. ومحبتنا للناس توضع تحت الاختبار عندما نتعرض لإساءاتهم. كل إنسان يستطيع أن يحب من يحبه، ويحترم من يحترمه، ويكرم من يكرمه.. كل هذا سهل لا يحتاج إلى مجهود. ولكن نبيل هو الإنسان الذي يحب من يكرهه، ويكرم من يسئ إليه. وفي هذا يقول السيد المسيح في عظته المشهورة على الجبل: "لأنه إن أحببتم الذين يحبونكم فأي أجر لكم.. وإن سلمتم على أخوتكم فقط فأي فضل تصنعون؟! " أليس الخطاة أيضًا يفعلون هكذا؟! " وأما أنا فأقول لكم: أحبو أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم". هنا ولا شك تكون المحبة بلا مقابل. أي أن الإنسان المحب لم يأخذ محبة في مقابل محبته. لم يأخذ أجرًا على الأرض، ولذلك يكون كل أجره محفوظًا في السماء، إذ لم يستوف منه شيئًا على الأرض. إن القلب الكبير ليس تاجرًا: يعطى حبًا لمن يقدم له حبًا، أو يعمل خيرًا مع الذي ينقذه شكرًا. إنه يصنع الخير مع الكل، بلا مقابل. يعمل الخير لأن هذه هي طبيعته. لذلك فإنه يعمل الخير مع من يستحقه، ومع الذي لا يستحقه أيضًا، مع المحب ومع المسيء، مع الصديق ومع العدو.. مثل الشمس التي تشرق على الأبرار والأشرار، ومثل السماء التي تمطر على الصالحين والطالحين بل أنه درس نتعلمه من الله نفسه، الذي يحسن إلينا حتى ونحن في عمق خطايانا. إن القلب الكبير لا يعامل الناس كما يعاملونه، وإنما يعاملهم حسب سموه وحسب نبله. وهو لا يتغير في سموه وفي نبله طبقًا لتصرفات الناس حياله. إنه لا يرد الإساءة بالإساءة لأنه لا يحب أن تصدر عنه إساءة لأحد، ولو في مجال الرد. أما الضعاف فإنهم يتأثرون بتصرفات الناس، ويتغيرون تبعًا لها. و هنا نسأل: ما معنى رد الإساءة بالإساءة، ومقابلة الخطأ بالخطأ؟ لقد أجاب القديسون على هذا الأمر، وشرحوه في جملة نقاط لا مانع من أن نوضحها في هذا المقال: 1- هناك إنسان يرد الإساءة بمثلها: التصرف بتصرف، والشتيمة بشتيمة، والإهانة بإهانة.. وقد يرى نفسه أنه تصرف بعدل ولم يخطئ، لأن هناك من يردون الإساءة بأشد منها، ويعللون ضمائرهم بأنهم في موقف المعتدى عليه. 2- هناك نوع آخر لا يرد الإساءة بمثلها، فلا يقابل إهانة بإهانة، أو شتيمة بشتيمة. ولكن الرد يظهر في ملامحه: في نظرة احتقار، أو تقلب الشفتين بازدراء، أو في صمت قاتل.. الخ. 3- وقد يوجد من لا يفعل شيئًا من هذا، ولكن رده يكون داخليًا، في قلبه وفي نيته. ويتصور في قلبه أشياء تحمل معنى رد الإساءة أو أشد، ولكنها مخفاة.. 4- و يوجد إنسان قد لا يفعل في الداخل من الإساءة. ولكنه إذا سمع أن المسيء أصابه مكروه يفرح بالخبر، ويرى أن الله قد انتقم له. وبهذا لا يكون قلبه نقيًا تجاه من أساء إليه.. 5- وقد يوجد إنسان لا تحاربه هذه المشاعر، بل قد يحزن حقًا إذا حدث مكروه لمن أساء إليه، ولكنه في نفس الوقت لا يفرح إذا حدث خير لهذا المسيء. إذ يرى انه لا يستحق الخير، فيتضايق لأخباره المفرحة، وبهذا لا يكون قلبه نقيًا من جهته.. 6- إنسان آخر قد لا يفعل شيئًا من هذا كله. ولكن إساءة المسيء تظل عالقة بذهنه. آه لم ينسها، لأنه لم يغفر بعد.. هذا أيضًا لم يصل بعد إلى الحب الكامل الذي ينسى الإساءة ولا يعود يذكرها. لأن المحبة – كما يقول الكتاب تستر كثرة من الخطايا. 7- وقد يوجد شخص ينسى الإساءة، ويستمر في نسيانها زمنًا. ثم تحدث إساءة جديدة من نفس الشخص، فيرجع ويتذكر القديمة أيضًا التي كان قد نسيها، ويتضايق بسبب الاثنتين معًا.. وبهذا يدل على أنه لم يغفر الإساءة القديمة، وأنها لم تمت في قلبه، وإنما كانت نائمة ثم استيقظت. مثل جرح ربما يكون قد اندمل، ولكن موضعه ما يزال حساسًا، أقل لمسة تؤذيه.. إن هناك طريقتين لمواجهة الإساءة: طريقة التصرف، وطريقة الترسيب. أما طريقة التصرف فهي الطريقة الروحية، التي بها يصرف الإنسان الغضب بطريقة سليمة: بإنكار الذات، بلوم النفس، بعامل المحبة، بالبساطة.. أما طريقة الترسيب فتشبه دواء في زجاجة يبدو صافيًا من فوق، بينما هو مترسب في أسفلها، وأقل رجه تعكر السائل كله الذي يملأ الزجاجة. إن هذا الصفاء الظاهري من فوق، ليس هو صفاءًا حقيقيًا طاهرًا.. ولكن لعل إنسان يقول: كيف يمكننا الوصول إلى تلك الدرجات الروحية من صفاء القلب تجاه الإساءة؟ ألا تبدو غير ممكنة..؟ إنها قد تبدو صعبة أو غير ممكنة بالنسبة إلى القلوب الضيقة التي لم تمتلئ بالمحبة بعد ولا بالاتضاع. أما القلب الكبير فإنه يتسع لكل شيء. انه لا يفكر في ذاته ولا في كرامته، بل يفكر في راحة الآخرين وفي علاجهم. لذلك لا تهزه الإساءات.. كذلك هو يعلم أن المسيء، إنما قبل كل شيء - يسئ إلى ذاته لا غيره. إن الذي يقترف الإساءة إنما يسئ إلى مستواه الروحي وإلى نقاوة قلبه وإلى أبديته. ولكنه لا يستطيع أن يضر غيره ضررًا حقيقيًا.. فالذي يشتم غيره مثلًا، إنما يبرهن على نوع أخلاقياته هو، دون أن يضر المشتوم في شيء. يبقى المشتوم في مستواه العالي، لا تقلل الشتيمة من جوهر معدنه الكريم، بل هي تدل على خطأ مقترفها.. والذي أصابته هذه الإهانة، إن كان قلبه نقيًا كبيرًا، فإنه لا يتأثر: يأخذ موقف المتفرج الذي يرثى لضعفات غيره، لا موقف المنفعل. وهكذا تتضح أمامنا درجات روحية لمواجهة الإساءة وهي: احتمال الإساءة، ومغفرة الإساءة، ونسيان الإساءة، ومحبتك لمن أساء إليك. ففي أية درجة من هذه كلها تضع نفسك أيها القارئ العزيز؟ درب نفسك على هذه الدرجات الروحية، لكي تصل إلى نقاوة القلب. وإن لم تستطع أن تصل إلى أية واحدة منها، فعلى الأقل لا تبدأ بالإساءة إلى غيرك.. خذ موقف المظلوم لا موقف الظالم. واعلم أن الله سيقف إلى جانبك. وأما الظالم فإنه يعادى الله قبل أن يعاديك، وسيقف الله ضده. و عندما يقف الله معك ضد ظالميك، قل له كما قال السيد المسيح: "يا أبتاه اغفر لهم، لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون".. |
||||
25 - 12 - 2013, 07:44 PM | رقم المشاركة : ( 4183 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عمانوئيل الذي تفسيره: الله معنا -- -- -- -- -- --- --- --- -- --- --- - " هوذا العذراء تحبل وتلد ابنًا ويدعون اسمه عمانؤئيل الذي تفسيره الله معنا" (مت1: 23) ... " ها العذراء تحبل وتلد ابنًا وتدعو اسمه عمانؤئيل Immanuel" (إش7: 14) جميل هذا الاسم الذي دعي به السيد المسيح في مولده، عمانؤئيل، الله معنا. اسم فيه الكثير من التعزية، إذ فيه الكثير من حب الله لنا. إن بركة عيد الميلاد هي هذه: أن نشعر أن المسيح هو الله معنا، الله في وسطنا، ساكن معنا، وساكن فينا. الله في الحقيقية يحب البشر جدًا، مسرته في بني البشر. يحب أن يهب الإنسان لذة الوجود معه، ويحب قلب الإنسان كمكان لسكناه. منذ أن خلق الإنسان، خلقه على صورته ومثاله. وأراد أن يجعله موضعًا لسكناه، أراد أن يسكن في قلب الإنسان ويحل فيه. ومرت آلاف السنوات، وإلهنا الصالح يحاول أن يجد له موضعًا في الإنسان، ومكانًا يكون أهلًا لسكناه. ولكن الجميع كانوا قد زاغوا وفسدوا، ليس من يعمل صلاحًا ليس ولا واحد... لم يجد الرب في قلوبهم موضعًا يسند فيه رأسه... فماذا عنك أنت أيها المبارك؟ إن الله ينظر إلى قلبك ويقول: "هذا هو موضع راحتي إلى أبد الأبد. ههنا أسكن لأني إشتهيته" (مز132: 14). |
||||
25 - 12 - 2013, 07:47 PM | رقم المشاركة : ( 4184 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ميلاد المسيح الميلاد الجديد للقديس ايرينيئوس كيف كان يمكن للإنسان أن يذهب إلى الله لو لم يكن الله قد جاء أولا إلى الإنسان؟؟ وكيف كان يمكن للبشر أن ينعتقوا من ميلادهم الأول المؤدى إلى الموت لو لم يولدوا من جديد بذلك الميلاد الجديد الاعجازى المُعطى من الله كآية للخلاص أعنى الميلاد الذى صار من العذراء بل وكيف كان يمكن أن ينالوا التبنى لله وهم باقون فى ميلادهم الأول الذى بحسب البشر فى هذا العالم ؟؟ ......... من أجل ذلك صار الكلمة إنساناً وصار ابن الله ابناً للإنسان كى يتحد الإنسان بالكلمة فينال التبنى ..... ويصير ابناً لله |
||||
25 - 12 - 2013, 07:55 PM | رقم المشاركة : ( 4185 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لماذا حل الرب بيننا؟ --- -- - --- --- --- --- إلى جوار الفداء أسباب أخري، وإن كانت جانبية... الله يعطينا درس عجيب في التواضع... سقط أبوانا الأولان في الكبرياء عندما قبلًا إغراء الحية في قولها: "تصيران مثل الله..." (تك3: 5) ومن قبلهما سقط الشيطان في هذه الخطية ذاتها إذ قال في قلبه: "أصعد إلى السموات.. أصير مثل العلي" (إش14: 13، 14). فجاء السيد المسيح يرد على هذه السقطة. الإنسان الترابي أراد أن يرتفع ويصير مثل الله، فإذا بالله ينزل ليصير شبه الناس!! الإنسان أراد أن يكبر ذاته، فعالجه الرب بأن أخلي ذاته. مقاييس العظمة كانت مرتبكة في حياة الإنسان. فأصلحها له الرب. كان يري العظمة في الكبرياء، فشرح له الرب عمليًا كيف أن العظمة في التواضع. ووضع ذلك المبدأ العجيب: "أكبركم يكون خادمًا لكم. فمن يرفع نفسه يتضع، ومن يضع نفسه يرتفع" (مت23: 11، 12). كان الناس يقيسون عظمة الشخص بمقدار انتفاخه وتوقير الناس له. لذلك كان الكتبة والفريسيون: "يحبون المتكأ الأول في الولائم، والمجالس في المجامع، والتحيات في الأسواق، وأن يدعوهم الناس سيدي سيدي" (مت23: 6، 7). فجاء السيد المسيح يعطي مثالًا آخر للعظمة، العظمة الهادئة المتضعة غير المنتفخة البعيدة عن الكبرياء ومديح الناس، عظمة القلب النقي المنتصر على المجد الباطل، عظمة البساطة والوداعة. ولأول مرة بدأنا نسمع عن جمال الاتضاع... قبل السيد المسيح كانوا يرون العظمة، كعظمة الملوك، في فخامتهم وحسن منظرهم، مثل شاول الملك الذي: "من كتفه إلى فوق، كان أطول من كل الشعب" (1صم9: 2). كانوا يرون العظمة في المركبات والسيوف وإحاطة الشخص نفسه بالجنود ورجال الحاشية والعبيد والخصيان...!! فأتاهم السيد المسيح بصورة أخري للعظمة، عظمة مالك السموات والأرض الذي ليس له أين يسند رأسه. عظمة الشخص الذي ليس له مكان إقامة، وليس له منصب ولا وظيفة في المجتمع، ومع ذلك يهز المجتمع كله بأصابعه !!... لقد جاء السيد المسيح بصورة أخري للعظمة لم يرها الناس من قبل... كانوا يفهمون الكرامة بأن يجلس العظيم فلا يستطيع أحد أن يقترب إليه، أو أن يمشي في هيبة ووقار لا تقرب منه امرأة ولا طفل... . لذلك عندما اقترب الأطفال من المسيح، انتهرهم التلاميذ!! (لو18: 15). فقال لهم الرب " دعوا الأولاد يأتون إلى ولا تمنعوهم، لأن لمثل هؤلاء ملكوت الله".. وتعجب التلاميذ، وكانوا يفكرون في قلوبهم: "ما هذا الذي نراه منك يا رب؟! إنك كبير عن هذا المستوي، نجلسك على عرش عظيم، والناس يسجدون لك من بعيد!! لا يستطيع الكبار أن يقتربوا إليك، فكم بالأولي الأطفال!!".. وكأن السيد المسيح يجيبهم عن كل هذا: "دعكم من هذه الصورة الخاطئة التي أخذها الناس عن العظمة". نفس الأمر تكرر في بيت الفريسي عندما أتت امرأة خاطئة وبللت قدمي المسيح بدموعها ومسحتها بشعر رأسها، وكانت تقبل قدميه وتدهنهما بالطيب (لو7: 38) فتأفف الفريسي، وتذمر في قلبه... كيف يقبل السيد المسيح أن تلمسه امرأة خاطئة وتقبل قدميه...! ولكن السيد المسيح دافع عن المرأة، ورآها أعظم من الفريسي، لأنها أحبت كثيرًا، فغفر لها الكثير... لم تكن العظمة في نظر السيد المسيح هي الترفع عن الناس والتعالي على الضعفاء، وإنما محبة الناس والعطف عليهم... نفس الانتقاد وجهوه إلى الرب في جلوسه مع الخطاة والعشارين، كما لو كان في جلوسه معهم أو اشتراكه في موائدهم، انتقاص من قدرته وكرامته. أما الرب فكان يرى الكرامة كل الكرامة في البحث عن هؤلاء الضالين وإنقاذهم مما هم فيه. وهنا تبدو كرامته كراع، ومعلم... كل هذا يقنعنا بأن السيد المسيح في مجيئه إلينا كانت له إلى جوار الفداء أسباب أخري، وإن كانت جانبية... |
||||
26 - 12 - 2013, 12:01 PM | رقم المشاركة : ( 4186 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من اى نوع انت ؟ هل انت مثل هيرودس؟ ام مثل المجوس ؟ أصحاب السَبْقِ فجمع (هيرودس) كل رؤساء الكهنة وكتبة الشعب، وسألهم: أين يولد المسيح؟ فقالوا له: في بيت لحم اليهودية ( مت 2: 4 ، 5) كان رؤساء الكهنة والكتبة، بحكم مراكزهم، يتظاهرون بأنهم ينتظرون المسيا، وبحكم علمهم يقرّون بأنه المدبِّر راعي إسرائيل، فماذا فعلوا لما سمعوا بأمر ولادته؟ لقد كان المولود على بُعد أقل من عشرة كيلو مترات، فهل ذهبوا؟! لقد كان عندهم العلم الكافي للتفاخر، فعرفوا أين وُلد، ولقد كان الرد حاضرًا فأعطوه سريعًا وبدقة مُدعمًا بالشواهد ولم يحتاجوا للبحث. لكن لم يكن لهم البتة التقوى التي تنتظر الرب والتي تنشئ الرغبة الصادقة في إكرامه. فما الذي فعلته لهم هذه المعرفة الدقيقة بالنبوات؟! لقد تحولت لأداة في يد عدو المسيح!! بل هم تحولوا، بعد ذلك، إلى ألدّ أعداء المسيح!!وهكذا تتوالى الأحداث، فنجد أنه في الوقت الذي بقيَ العلم المجرَّد في أورشليم، وصل المجوس إلى المسيح. ويا للتباين! .. إن ما يُحسب وينفع ويبقى هو أشواق القلب لا استعراض المعلومات. والعيب بكل تأكيد ليس في المعرفة الكتابية مطلقًا، بل في عدم اقترانها بالمحبة العملية للسيد والتقدير المتزايد له والتكريس الحقيقي لشخصه . «حينئذٍ دعا هيرودس المجوس سرًا .... ثم أرسلهم إلى بيت لحم وقال: اذهبوا وافحصوا بالتدقيق عن الصبي ومتى وجدتموه فاخبروني، لكي آتي أنا أيضًا وأسجد له» ( مت 2: 7 ، 8). ها قد تبلورت الصورة، وإذ بنا نرى الموقف من المسيح وقد أصبح هكذا: هيرودس، بمخططاته الشريرة، يسعى لقتله .. واليهود، بمعرفتهم الخالية من التقوى، يتجاهلونه .. بينما المجوس، رغم كل ما مرَّ بهم، يواصلون سعيهم الدؤوب للسجود له .. أوَلَيس هذا الحال اليوم: فهناك مَن يناصبه العداء، ومَنْ هم محسوبون عليه أنهم شعبه لكنهم يضنّون عليه بالإكرام. وما أعذب أن نرى مَنْ يُسرون بأن يكرموه وسط هذا المشهد. ثم اسمع هذا الأفّاك ماذا يقول: «آتي أنا أيضًا وأسجد له» .. آه يا هيرودس ستجثو له قَسرًا، أنت يا صاحب الأيدي الملوثة بدماء أطفال بيت لحم وغيرهم. وسيجثوا معك رؤساء الكتبة والكهنة معترفين بذلك الكريم ربًا لمجد الله. ويا لبؤس حالكم ذلك اليوم! أما أولئك الذين قدموا له السجود، حبًا وتقديرًا، فيا لغبطتهم يومئذٍ! ويا سعد كل مَنْ يقتدي بهم اليوم! من اى نوع انت ؟هل انت مثل هيرودس؟ام مثل المجوس ؟ونتعلم منهم دروس وهى :ـــالبحث والاستقصاءالبذل والعطاءالسجود والولاءعدم الرجوع للوراءهل تفعل مثل ما فعل المجوس ؟هل تقدم للرب يسوع السجود؟او هل تبحث عنه اولا ليكون فى داخل قلبك ؟ما ذا يعنى المسيح بالنسبة لك ؟هل هو مخلصك وفاديك والهك وحبيبك ؟ |
||||
28 - 12 - 2013, 02:41 PM | رقم المشاركة : ( 4187 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أسقام النفس وعلاتها الخطر الذي يُحيط بالنفس يُحيط بالنفس مخاطر كثيرة نحتاج أن نتتبه إليها ونحترس منها جداً، ولكن ما هو خارج النفس أي كل ما يُحارب الجسد من خارج، فهو سهل معرفته والاحتراس منه وتجنبه بالابتعاد عنه، لكن ما يحارب النفس من داخلها هو الخطر الحقيقي المحيط بالنفس والذي يحتاج حنكة وحكمة وفهم جيد، حتى نستطيع أن نتلاشاه فنغلب وننتصر.. في الحقيقة أن أسقام النفس وعلاتها كثيرة جداً، وهي موجوده في باطنها مستترة، وذلك بسبب طول مدة خبرة الشرّ والحياة حسب أهواء الجسد وتتميم ميول رغبات غرائزه المنحرفة، فالنفس مثل الأسد الشجاع الذي يهابه الناس، لكنه إذا وقع في الفخ فأنه يفقد كرامته عند نفسه وأمام الآخرين، كذلك النفس التي لا تحترس من هيجان شهواتها القديمة فأنها تقع بسهولة فتفقد بساطتها ويتسرب إليها الحزن، وقد تصل لليأس بسبب الإفراط في الحزن الموجع بسبب سقطتها المُريعة، ولكن أن استفاقت وتابت وعادت لرشدها وللحكمة التي نالتها من فوق من عند أبي الأنوار فأنها تصير أشد نضارة من قبل مملوؤه من كل قوة، إذ تحصل على خبرة جديدة بها تستطيع أن تهزم قوات العدو حينما تقترب منها مرة أخرى لتعبث بالميل الخفي الذي للشهوات المستترة التي لم تتنقى منها، والتي تحتاج لسهر دائم، أي حراسة مشددة بكلمة الله الحية التي تفحص أعماق النفس والضمير لتظهر ما فيه، وذلك لكي يُقدم الإنسان عنه توبة لينال القوة من الأعالي للنصرة الأكيدة بقوة الله الحي... ولكن أشد ما يفتك بالنفس ويطيح بها بعيداً عن الله ويحاول الشيطان بشتى الطريق أن يوقعها فيه هو [ كبرياء القلب الخفي ] الذي يجعل الإنسان يتعالى على الآخرين، ويظن أنه شيئاً أكبر قيمة أو أكثر فاعليه وفهماً، وبذلك الفكر الباطل يقع غالباً في أشد الخطايا قبحاً ويصير مكرهه عند نفسه وعار عند الآخرين، لذلك يجب قبل أن نفعل أي شيء أو حتى نقوم بالخدمة، ينبغي أولاً أن نسعى لكي نقتني التواضع لكي نستطيع أن ندخل في سرّ الإخلاء الإلهي فنقترب من حمل الله رافع خطية العالم، ونتعايش معه ولا نعثر فيه، ونفهم مقاصده في حياتنا ونستوعب أسرار ملكوت مجده التي يُعلنها لنا بروحه الساكن فينا... ولكي لا نقع فريسة الكبرياء المدمر للنفس، فأنه ينبغي أن يكون كُل إنسان كبيراً في أعيننا لأنه مخلوق على صورة الله ومثاله، ولا يجب أن نهين الذين هم أقل منا معرفة وفهماً، ولا نطلب كرامةً من أحد قط، لكن ينبغي أن نتضع وبوداعة نتعامل مع الجميع ولا نغضب من الذي يتعظَّم علينا ويتفاخر بمعرفته وفهمه، لأنه قليل المعرفة ولم يدخل بعد في سرّ النعمة التي تشع وادعة يسوع واتضاعه في النفس، لأن من قلة المعرفة وعدم الفهم يتعظَّم الأخ على أخيه. |
||||
28 - 12 - 2013, 06:10 PM | رقم المشاركة : ( 4188 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ملكوت الله شهد التاريخ وما زال يشهد أشكال عديدة ومختلفة من الحكومات، فهناك الحكم الدكتاتوري والشيوعي والديمقراطي وغيرها من السيادات التي تحكم من خلال شخص او مُلكيات او تعدد اصوات. هذه الحكومات تحكم بصورة غير مطلقة ودستور كل منها موضوع نقاش، فيها من يقبل ويعترض. ملكوت الله هو ملكية مطلقة فليس هناك دستور خارجي يحكم الله بمقتضاه وهو بخلاف الحكومات البشرية الغير كاملة، لا يحتاج الى موافقة المحكومين كي يسود عليهم. ملكوت الله يعد حافز رئيسي في كلا العهدين، ينبر على حكم الله على شعبه فالمسيح الآتي اعلن كملك الله الممسوح الذي سيتوج في السماء كملكاً للملوك ورباً للأرباب. أشار العهد القديم الى قدوم الملكوت في المستقبل وأشار العهد الجديد في بدايته بمناداة يوحنا المعمدان بأنه قد اقترب ملكوت الله (متى 3: 2). لهجة كرازة المسيح نفسها كانت تنصب على إعلان إنجيل الملكوت فقد أعلن ان الملكوت جاء في وسط شعبه وبقوة وعند صعود المسيح اوصى تلاميذه ان يكونوا له شهوداً في العالم يشهدون بأنه ملك الملوك. وضع المسيح الحالي كملك هو غير مرئي فالعالم يا اما يجهل سيادته او ينكرها، وفي كلا الحالتين الكنيسة مدعوة ان تقدم شهادة مرئية للملكوت الغير مرئي بعد. لقد افتتح يسوع المسيح ملكوت الله وقد توج في المساع حقاً، لكنه ملكه سيكتمل عنده مجيئه الثاني. يشير العهد الجديد الى بأنه حاضر ومستقبلي في نفس الوقت. فالملكوت قد تحقق بالفعل وبشكل تام فنحن نخدم ملك تمك تتويجه بالفعل لكن مع ذلك ننتظر عودته الإنتصارية التي فيها يسكتمل ملكه على شعبه. الخلاصة ملكوت الله هو موضوع يستمر من العهد القديم للجديد. العهد الجديد يعلن إفتتاح ملكوت الله بظهور المسيح وتتويجه بعد قيامته. ملكوت الله موجود بالفعل لكنه سيكتمل تماماً عند عودته المجيدة. |
||||
28 - 12 - 2013, 06:23 PM | رقم المشاركة : ( 4189 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الله الذي يبدأ قداسه البابا شنوده الثالث هناك أسلوبان في حياة التوبة، وفي العلاقة بين الله والإنسان: 1-أن يأتي الإنسان إلي الله، فيقله الله.. وذلك حسب وعد الله الصادق "من يقبل إلي، لا أخرجه خارجًا" (يو 6: 37). وهذا هو الذي حدث للابن الضال: شعر بسوء حالته، وقال أقوم واذهب إلي أبي. وفعلًا ذهب إليه، فقبله أبوه فرحًا (لو 15: 17 - 24). ويطلب الله منا هذه التوبة وهذا الرجوع إليه، فيقول "ارجعوا إلي فأرجع إليكم" (ملا 3: 7). 2-الأسلوب الثاني: أن يبدأ الله العلاقة مع الإنسان. هو الذي يذهب إليه. يسعي إلي خلاصه، كما سعي وراء الخروف الضال حتى وجده وحمله علي منكبيه فرحًا (لو 15: 4، 5)، وعن هذه المبادرة الإلهية، يقول "أنا واقف علي الباب أقرع. من يفتح لي، ادخل وأتعشى معي، وهو معي" (رؤ 3: 20). ونود في هذا الفصل، أن نركز علي بدء الله بالعمل معنا. الإنسان قد لا يبدأ مع الله، لأسباب عديدة: ربما لأنه مغلوب من شهواته. تضغط عليه الشهوة من داخل قلبه، أو تحاربه بشدة من الخارج، وتؤثر عليه وتأسره. بحيث أصبح يحب الخطية، ولا يريد أن يبرأ منها (يو 5: 6). فماذا يفعل مثل هذا الإنسان؟ هل ييأس ويفقد الرجاء؟ أم أن الله يبدأ العمل معه: يفتقده، ويقرع علي بابه، ويجتذبه إليه؟ يقينًا إن هذا يحدث. وربما الإنسان لا يبدأ، لأنه مشغول عن الله بأمور كثيرة: وهذه المشغوليات لا تترك له وقتًا يتفرغ فيه لله.. كما قال الرب لمرثا: "أنت تهتمين وتطربين لأجل أمور كثيرة، ولكن الحاجة إلي واحد" (لو 10: 41، 42).. إنسان ليس لديه وقت لله.. ليس وقت للصلاة، ولا للقراءة والتأمل، ولا للخدمة.. يحتاج إلي يد قوية، تنزعه من كل هذا.. وربما الإنسان لا يبدأ، بسبب الجهل. لا يعرف كيف يبدأ. مثل أهل نينوى الذين قيل عنهم إنهم "لا يعرفون يمينهم من شمالهم" (يون 4: 11)، . فبدأ الله معهم، وأرسل إليهم يونان النبي ليهديهم إليه. ومثل شاول الطرسوسي، الذي كان بجهل يضطهد الكنيسة (1 تي 1: 13). فكان لابد أن يظهر له المسيح ويجتذبه إليه. وأيضًا حينما تأثر بهذا الظهور وآمن، قال "ماذا تريد يا رب أن أفعل؟" (أع 9: 6). عبارة "ماذا أفعل؟" قالها أيضًا الشاب الغني (مت 19: 16). وقالها أيضًا اليهود في يوم الخمسين (اع 2: 37). ويقولها كثيرون.. وربما الإنسان لا يبدأ، بسبب الضعف. · فهو يقول "الشر الذي لست أريده إياه أفعل"، "الإرادة حاضرة عندي، وأما أن أفعل الحسني فلست أجد"، "أري ناموسًا آخر في أعضائي، يحارب ناموس ذهني، ويسبيني إلي ناموس الخطية"، "ويحي أنا الإنسان الشقي، من ينقذني من جسد هذا الموت" (رو 7: 18-24). · إذن لابد أن يبادر الله، وينقذ مثل هذا الإنسان.. وهنا لعل إنسانًا يسأل: إذا لم استطيع أنا أن أبدأ، هل الله مستعد أن يبدأ معي؟ نعم يا أخي، هو مستعد أن يبدأ. بل هذا هو أسلوبه باستمرار. والكتاب المقدس مزدحم بأمثلة كثيرة فيها كان الله هو الذي يبدأ، منذ خلق الإنسان، وقبل خلقه أيضًا. ولنحاول أن نتأمل كل هذا معًا.. هناك حقيقة ثابتة، يسجلها الكتاب المقدس، وهي: علاقة الله بالإنسان، الله هو الذي بدأها.. · بدأت العلاقة بأن الله خلق الإنسان. وطبعًا لو لم يخلقه ما كانت هناك علاقة. وأضاف الله إلي هذا، إنه خلقه علي صورته ومثاله كشبهه، ومنحة الروح الذي به ينشئ علاقة معه.. وإلي جوار الخلق: لما سقط الإنسان الله هو الذي بدأ العلاقة. لم يبدأ الإنسان بالسعي إلي الله ليعترف بخطيته ويطلب المغفرة والمصالحة، بل العكس لقد هرب من الله واختبأ وراء الشجر. فذهب الله إليه، وكلمة وشجعه علي الاعتراف. ووعده بالخلاص، حينما قال إن نسل المرأة يسحق رأس الحية (تك 3). وكأن الله كان يقول لآدم: هل أنت خائف مني يا آدم؟ لا تخف، أنا سأغفر لك. سأعد لك طريق الخلاص.. ولا شك أن الله هو الذي بدأ بإعداد هذا الخلاص العجيب. هو الذي علم البشرية عقيدة الفداء والكفارة، وموت نفس بريئة طاهرة عن نفس خاطئة مستحقة للموت. وهو الذي وضع للإنسان شرائع الذبائح والمحروقات، وقواعد النجاسة والتطهير. وهو الذي أعطانا التوبة للحياة (أع 11: 18). * والله هو الذي بدأ بالوحي، وأرسل إلينا الأنبياء. كل ذلك لتعليمنا وإرشادنا، وتوصيل كلمته إلينا. وهو الذي أعطي هؤلاء الرسل "خدمته المصالحة" (2 كو 5: 18). حتى أن القديس بولس الرسول قال "نسعى كسفراء عن المسيح، كأن الله يعظ بنا. نطلب عن المسيح: تصالحوا مع الله" (20 كو 5: 20). إذن الله هو الذي يبدأ عملية المصالحة، ويرسل رسله لتمهيدها. هو الذي تجسد، ونزل إلينا، ليفدينا ويخلصنا. وما كنا نحن نعرف شيئًا عن التجسد والفداء، وما كنا نطلبه. ولكن الله أظهر محبته لنا، بهذا الخلاص العجيب" هكذا أحب الله العالم، حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية" (يو 3: 16). وفي علاقته بالإنسان، الله هو الذي بدأ بالدعوة. سواء بالنسبة إلي النبوة، أو الرسولية، أو الكهنوت.. الله هو الذي دعا أبانا نوح، وكلفه بصنع الفلك، والدخول فيه، ليخلص هو وأسرته، ولكي يستبقي الله حياة علي الأرض (تك 6-8). وكان الفلك في الماء رمزًا إلي المعمودية "الذي فيه خلص قليلون، أي ثماني أنفس بالماء. الذي مثاله يخلصنا نحن الآن، أي المعمودية" (1 بط 3: 20، 21). وكما دعا الله نوحًا، دعا أبانا إبراهيم، ليكون له شعبًا يسير في طريق الخلاص. إبراهيم لم يبدأ هذه العلاقة، غنما بدأها الله معه. دعاه ليتبعه في الأرض التي يريه إياها، وباركه. وقال له تتبارك فيك جميع قبائل الأرض" (تك 12: 1-3). وأيضًا "تتبارك في نسلك جميع أمم الأرض" (تك 22: 18) ونفس الموعد أعطاه الرب لأبينا يعقوب، فقال له "ويتبارك فيه وفي نسلك جميع قبائل الأرض" (تك 28: 14). الله هو الذي بدأ، فمنح البركة. منح البركة منذ البدء لأبوينا الأولين آدم وحواء (تك 1: 28). وكرر نفس البركة لأبينا نوح وبنيه (تك 9: 1). ومنح البركة لأبينا إبراهيم (تك 12: 12) (تك 22: 17، 18). ولأبينا إسحق (تك 26: 24)، ولأبينا يعقوب (تك 28: 14). وكانت أعظم بركة، أن ينتهي من نسلهم المسيح، وبه تتبارك جميع قبائل الأرض بالخلاص الذي يقدمه للعالم. فالخلاص هو الهبة العظمي، الذي بدأ الله بها، وأكملها من أجل محبته للإنسان،لأنه: "يريد ان الجميع يخلصون، وإلي معرفة الحق يقبلون" (1 تي 2: 4). ومن أجل هذا الخلاص دعاء الأنبياء والرسل: · دعا موسي النبي، حينما كلمه من العليقة (خر 3: 4). وذلك لكي يرسله لخلاص الشعب، وما كان موسي مفكرًا وقتذاك في هذه الدعوة، ولا في السعي لتخليص الشعب، بل اعتذر عن ذلك أكثر من مرة (خر 4: 10، 13). ودعا الله أنسًا من بطون أمهاتهم. كما قال لأرمياء الطفل "قبلما صورتك في البطن عرفتك، وقبلما خرجت من الرحم قدستك. جعلتك نبيًا للشعوب" (أر 1: 15). ومثل أبينا يعقوب (رو 9: 1- 13) (تك 25: 23). ومعلمنا القديس بولس الرسول قال عن دعوته "لما سر الله الذي أفرزني من بطن أمي، ودعاني بنعمته.."(غل 1: 15). ثم لما حل الوقت المناسب، كان الله أيضًا هو الذي بدأ، فقابله في طريق دمشق، وظهر له بنور مبهر ودعاه (أع 9) وجميع رسل السيد المسيح، هو الذي دعاهم، بل قال لهم: "لستم أنتم اخترتموني، بل أن اخترتكم.."(يو 15: 16). وأكمل قائلًا "وأقمتكم لتذهبوا وتأتوا بثمر ويدوم ثمركم". وكما اختار الرسل الاثني عشر (مت 10: 1)، كذلك اختار السبعين أيضًا (لو 10: 1). ما فكر بطرس وأندراوس أن يتبعا المسيح، وهما مشغولان بشباكهما. وما فكر متى أن يكون أحد تلاميذ المسيح، وهو موظف في مكان الجباية، وهكذا بالنسبة إلي الباقين.. ولكن الرب هو الذي بدأ بتكوين علاقة ودعاء كل هؤلاء.. "الذين سبق فعرفهم، سبق فعينهم.. وهؤلاء دعاهم أيضًا" (رو 8: 29، 30) هو الذي يناديك من حيث لا تعلم، وحيث لا تتوقع، ويقول لك "هلم ورائي". وهو الذي يقودك في الطريق، ويمنحك القوة.. المهم أن يكون قلبك مستعدًا. إن ظهورات الرب لتلاميذه بعد القيامة، تعطينا فكرة جميله عن الله الذي يبدأ.. · في تلك الفترة، كان السيد هو الذي يذهب إلي تلاميذه، وما كانوا هم الذين يأتون إليه. ولعل من الأشياء الجميلة التي تستدعي التأمل: أنه ظهر لهم وهو جلوس في العلية، والأبواب مغلقه (يو 20: 19). هل جربت وقتًا، كانت فيه أبوابك مغلقة، ثم اخترقها المسيح ليتحدث إليك؟! معقول ومقبول، أن يتحدث المسيح إلينا، حينما تكون أبوابنا مفتوحة له (رؤ 3: 20). أما أن يدخل ويظهر ويتحدث إلينا، والأبواب مغلقة، فهذا هو الأمر العجيب الذي يناسب محبته. علي أنه بالنسبة إلي الرسل، كانت أبوابهم مغلقة بسبب الخوف، لا بسبب الرفض.. وظهر السيد لتلاميذه أيضًا، وهم منهمكون في أمور مادية: الأصحاح الأخير من إنجيل يوحنا، يشرح لنا كيف ظهر السيد المسيح لسبعة من تلاميذه كانوا يصطادون السمك، ومنهم بطرس ويوحنا.. فقد حدث أنهم رجعوا إلي صيد السمك (يو 21: 3). ومع ذلك ظهر لهم الرب أثناء الصيد. وفي ذلك يقول القديس أغسطينوس "إن المسيح ظهر لبطرس، ليس وهو منهمك في صيد النفوس إنما ظهر له المسيح، وهو منهمك في صيد السمك..". لعل في ذلك تعزية لنا أن الرب مستعد أن يظهر لنا، ليس فقط ونحن في عمل روحي،، بل حتى ونحن في العمل المادي أيضًا.. هو الذي يبدأ: يظهر، ويبدأ الحديث، لصالحنا. وظهر أيضًا لتلميذين، وهما لا يعرفانه.. إنهما تلميذا عمواس. ظهر لهما وهما لا يعرفانه. بل لما سألهما عن موضوع حديثهما، أجاباه "هل أنت متغرب وحدك في أورشليم، ولم تعلم الأمور التي حدثت في تلك الأيام".. وبدأ المسيح من موسى ومن جميع الأنبياء، يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب (لو 24: 18-27).. وأخيرًا انفتحت أعينهما وعرفاه (لو 24: 31). إن كنت بعد لم تعرفه، هو مستعد أن يظهر لك، ويكشف لك ذاته، ويفسر لك الأمور المختصة به.. ويجعل قلبك ملتهمًا فيك، وهو يوضح لك الكتب (لو 24: 33). هو الذي يبدأ.. حتى في التوبة، غالبًا ما يبدأ الله عمله فينا. وكل ما يطلبه أن نتجاوب معه. هو الذي بدأ فأعطانا الضمير، وأعطانا التمييز. وأيضًا روحه القدوس يبكتنا علي خطية (يو 16: 8).. كل ذلك لك يدفعنا إلي التوبة. وإن كنا متراخين، ويرسل لنا كلمه تحثنا، عظة مؤثرة، كتابًا نافعًا. وتتابعنا زيارات النعمة، تدفعنا إلي التوبة. وربما يسمح الله لنا بمرض أو ألم، ليجعلنا نفيق من غفلتنا، أو يسمح بحادث معين يكون له تأثيره، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. أو يتكلم في قلوبنا خلال تأثرنا بوفاة أحد أحبائنا. وهكذا إلي سائر الوسائل التي نشعر فيها أن الله ينخس قلوبنا لنتوب. إنما المهم أن نتجاوب، ولا نرفس مناخس (أع 9: 5). أترانا نستطيع أن نصل إلي التوبة بمجرد مجهودنا الخاص؟ كلا، فالرب يقول: بدوني لا تقدرون أن تعملوا شيئًا (يو 15: 5). لنا رجاء إذن أنه يعمل فينا لأجل خلاصنا. حتى إن كنا لا نريد، نرجو أن يمنحنا هذه الإرادة. ألم يقل القديس بولس الرسول".. لأن الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا لأجل المسرة" (في 2: 13) لذلك "تمموا خلاصكم بخوف ورعدة".. داود النبي أخطأ، وما كان يشعر بخطورة خطيئته: وظلت خطية تقوده إلي أخري، وهو يتمادي ولا يشعر بما هو فيه، إلي أن أرسل الله إليه ناثان النبي، فضرب له مثلا شعر به بعمق جرمه.. ومن هنا بدأت معه قصة التوبة والدموع والندم، والتي سجلها في كثير من مزامير. وكان الله هو البادئ ليقوده إلى انسحاق النفس.. مثال آخر هو لوط في أرض سادوم. لقد أختار لوط الأرض المعشبة، مع بيئتها الخاطئة المعثرة، وسكن في سادوم وتمادي فزوج بناته من أهلها. ويقول القديس بطرس في رسالته الثانية عن عمل الرب معه "وأنقذ لوطًا البار مغلوبًا من سيرة الأردياء في الدعارة. إذ كان البار بالنظر والسمع -هو ساكن بينهم- يعذب يومًا نفسه البارة بالأفعال الأثيمة" (2 بط 2: 7، 8). أوقع الله أهل سادوم. ولما أراد الله حرق المدينة أرسل ملاكين يعجلان لوطا للخروج منها "ولما تواني امسك الملاكان بيده وبيد امرأته وبيد ابنتيه، لشفقة الرب عليه، وأخرجاه ووضعاه خارج المدينة.."(تك 19: 16). ثق أن الله مستعد ان يعمل معك كما عمل مع لوطا ويخرجك من أرض الخطية فعليك أن تستسلم لقيادته، ولا تنظر إلي الوراء كما فعلت امرأة لوط.. صل إذن وقل: اعمل يا رب معي. ولا تنتظر حتى أبدأ أنا، فربما لا أبدًا! ابدأ معي كما فعلت مع هؤلاء وغيرهم. خذني من سادوم أخرجني منها، بواسطة ملائكتك القديسين. وليظل يدوي في أذني صوتك الحنون "اهرب لحياتك ولا تقف في كل الدائرة.. لئلا تهلك" (تك 19: 17). أما نحن فليتنا نغني مع المرتل "نجت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين. الفخ أنكسر ونحن نجونا. عوننا من عبد الرب" (مز 123). أنت يا رب الذي كسرت الفخ. إذ لا يستطيع عصفور أن يكسر فخ الصيادين.. هل كانت مريم القبطية تفكر في التوبة؟! كلا، بل كانت ماضية لارتكاب مزيد من الخطايا. ثم تدخل الله في حياتها، وحدثت معجزة منه أيقظتها ودفعتها إلي التوبة. واستمر عمل الله معها حتى تحولت إلي ناسكة سائحة.. وبالمثل تدخل الله في حياة أوغسطينوس وبيلاجية وسارة، وحول دفة الحياة إلي طريقه هو وكان هو البادئ.. حتى في الخدمة، هو الذي يدعو ويرسل، ويمنح قوة من روحه القدوس لنعمل بها، بل قد يعد لنا كل شيء ويقول لنا: "أنا أرسلتكم لتحصدوا ما لم تتعبوا فيه" (يو 4: 38). "آخرون تعبوا، وانتم دخلتم علي تعبهم".. كل شيء يعده لنا حتى الكلمة: هو يمنحنا كلمة عند افتتاح فمنا" (أف 6: 19). وهو الذي يعطي التأثير للسامعين لكي يعملوا بما سمعوه.. فإن كان احد يخاف الخدمة فليذكر دائمًا عمل الله فيها.. حتى الأبدية الله هو الذي فيقول عن نصيبنا فيها: "أنا ماض لأعد لكم مكانًا.." (يو 14: 2). مباركة هي محبتك يا رب. ليتك تعد لنا هذا المكان. حتى تأتي وتأخذنا إليك وحيثما تكون أنت، نكون نحن أيضًا (يو 14: 3). |
||||
28 - 12 - 2013, 08:20 PM | رقم المشاركة : ( 4190 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من مثلكـــــ لم يعجز ميلاد المسيح أمام غباء البشر، لأن الحب لا يوجد له حدود ولا قيود، الحب يغيّر ، الحب يخلق، الحب قوة متجددة، فالتجسد هو حب متجدد يخلق. الله لا يعجز، لا يوجد مستحيل أمام الله. يزاد الشر كل يوم، ويتجسد المسيح كل يوم، يقوم أشخاص بفعل الشر، ويتفاعل أخرون مع الخير من خلال التجسد. الشر قوى ولكن الخير أقوى، الشر هو نقص الخير، يتناقص الخير لذلك يتزايد الشر. لا الموت ولا الشر يقوى على الحب. الشر فتح فاه ولكن الخير موجود. الأشخاص يتباعدون ولكن الحب كائن. خلق ورأى هذا حسن جدا. تجسد ولا يندم. أحب ولا يتوقف عن الحب. هذه مسيحيتنا هذه حياتنا . هل يوجد إله يستحق الإيمان به غير إلهي؟ يستحق أعبده مثل إلهي؟ هل يوجد أله يستحق حياتي غير إلهي الذي وهبني هذه الحياة؟ يا طفل المذود، يا محب البشر نقدم ذواتنا وأجسدادنا هدايا إليك في زمن تجسدك، حياتنا هدية منك ونهديا إليكِ. يا رب من مثل الإله مثلك أحبنا وتجسد لأجلنا. فشكرا على هذا الحب الذي يغمرنا.امين |
||||