18 - 12 - 2013, 06:46 PM | رقم المشاركة : ( 4161 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حوار مع القديس كيرلس – العذراء الثيؤطوكوس .. هل من ضرورة - جلس ألفريد على طاولته يقرأ مقال القديس كيرلس عن والدة الإله .. كانت المادة ثقيلة عليه .. تكوّنت لديه تساؤلات .. صلّى لكيما يفتح الربّ بصيرته .. كان حضور القديس كيرلس هو استجابة لصلاته .. بعد لحظات من الدهشة والفرح .. جلسا معًا .. أب مع ابنه .. وبدأت التساؤلات .. وبدأ معها القديس كيرلس في شرح الأمور .. ألفريد: أبي القديس، دعني أسألك بصراحة، لما كلّ هذا الجدل حول مصطلح الثيؤطوكوس، ألم تستطيعوا أن تتفقوا على مصطلح يريح جميع الأطراف .. فتربح الجميع؟ بدت على وجه القديس كيرلس ابتسامه هادئة، وقد اعتدل في جلسته، وقال: إنّ الإيمان هو كنزنا الحقيقي إن ذاب وسط مياه العالم من أجل ربح أشخاص، لمن سنربحهم؟ لأنفسنا!! لقد تركنا كل شيء من أجل المسيح، حتى أحبائنا إن كانوا في كفة الميزان مع المسيح .. ألفريد: اشرح لي يا أبي، ضرورة هذا الاصطلاح، لماذا الثيؤطوكوس؟ القديس كيرلس: يجب أن تعرف أولاً أن القضايا دائمًا لا تكمن في التعبيرات المجرّدة في حد ذاتها، بل ما تحملها من معانٍ وما يمكن أن تؤوّل إليه في أفكار البعض، عن قصد أو عن غير قصد .. لذا فتمسُّكنا بهذا التعبير هو تمسُّك بمفهوم إيماني أساسي في المسيحيّة لا يقبل النقاش ولا الجدل ولا المناورة ولا التوافق .. أمام الإيمان لا يجب أن نتهاون في التعليم والإصرار على المبدأ … ألفريد: سمعت من البعض أنّ قداستك أوّل من استخدم هذا التعبير، وأدخله في مجمع أفسس (431م)، هل هذا صحيح؟ القديس كيرلس: وما رأيك أنت؟ ألفريد: لا أعرف القديس كيرلس: عندي عليكم أيّها الشباب أنّكم لا تقرأون ولا تبحثون بالقدر الكافي، لذا من السهل إيهامكم على عكس الحقيقة!! ولكن حسنًا .. لقد ورد هذا التعبير في كتابات أوريجانوس العلاّمة السكندري الشهير. وقد استخدمه العديد من باباوات الإسكندريّة السابقين مثل: البابا بطرس الأوّل والبابا ألكسندروس والبابا أثناسيوس. وقد يظن البعض أن هذا التعبير وليد الإسكندرية فقط، ولكن يمكنك أن تجده عند القديس غريغوريوس النزينزي وكيرلس الأورشليمي وباسيليوس الكبير وهيبوليتُس … ألفريد: كلّ هذا .. القديس كيرلس: نعم وأكثر .. وليس هذا فقط، ولكنك تجدها في صلاة كان تُردّد في مصر منذ القرن الثالث .. ألفريد: ماذا تقول تلك الصلاة؟ القديس كيرلس: تحت حراسة رحمتك نهرب يا والدة الإله. لا تهملي صلواتنا عندما نكون في ضيق، لكن خلّصينا من الخطر، أيتها الوحيدة الطاهرة، المباركة في النساء ألفريد: ما أجملها صلاة القديس كيرلس: نعم ألفريد: ولكنهم يقولون أن هذا الاصطلاح لم يرد في الكتاب المقدّس!! القديس كيرلس: الكتاب المقّدس ليس وثيقة إيمانيّة حصريّة ولكنه يضع الأساس الذي نبني عليه صرح إيماننا بكلمات وتعبيرات عصرنا .. فالإيمان ليس كلمات ولكنه مفاهيم دعني أسوق لك بعض الآيات الكتابيّة التي تفسِّر هذا الأمر .. ولكن عليك أن تنصت جيَّدًا ألفريد: كلّي آذان صاغية … القديس كيرلس: لقد دوّن القديس لوقا تلك البشرى المبهجة للرعاة الساهرين ليلاً على حراسة قطيعهم، إذ قال لهم: «إنه وُلِدَ لكم اليوم في مدينة داود مُخَلِّصٌ هو المسيح الرب» (لو2: 11). هل تنصت إلى تلك الكلمات جيَّدًا، فمن وُلِدَ هو المسيح وهو الربّ. لن يكون المسيح مستقبلاً ولن يصير إلهًا لاحقًا، لن يكون مسكنًا للربّ في الغد حينما يظهر تقواه، ولكنه وُلِدَ إلهًا وربًّا ومسيحّا .. فإنّ كان المولود هو الربّ .. هو الله .. ألا يجب أن نسمي مريم والدة الإله؟؟ بل إنّ الملاك حينما أراد أن يوجِّههم إلى الإله المولود .. كانت كلماته المدهشة «تجدون طفلاً مقمطًا مضجعًا في مذود». (لو2: 12) هذا الطفل المقمّط والنائم والرضيع .. هو الله والربّ .. ولكن لا تندهش .. فما لا يستطيعه البشر يستطيعه الله .. وما لا يقدر عليه البشر يقدر عليه الله .. وما يتعثّر فيه البشر هو الحقيقة، عين الحقيقة عند الله، وعند أبناء الله. إن آمنتم أن الطفل هو الله المتجسِّد في شكل البشر، فإنّ الفتاة التي بجواره والتي تسهر عليه وترعاه جسديًّا جديرة بلقب أم الله. ألفريد: ولكن المصطلح ثقيل على الآذان؛ فالله غير المحدود، غير المحوى، غير الموصوف، غير المدرك … له أم؟؟ إن الكثير يهزأ بنا بسبب تلك التعبيرات؟؟ القديس كيرلس: لا تحزن لسخرية البشر، فالمسيح نفسه لم يسلم من سخرية وشكوك وملاحقة ذوي العقول الضيقة والقلوب الموصدة، ولكن الحقيقة ستعلن في كمالها في الدهور الآتية، وقتها سيستد كلّ فم قاوم الله، وسيترنم كل فم أعلن تجسُّد الله. ألفريد: أمين القديس كيرلس: أمرٌ آخر، لا يجب على من يسمع هذا المصطلح أن يفكِّر أننا نتحدّث عن أمومة للاّهوت منفردًا!! ولا للناسوت منفردًا، ولكن أمومة العذراء ليسوع، هي أمومة لكلمة الله المتجسِّد الذي لم يفارق فيه اللاهوت، الناسوت، لحظة واحدة ولا طرفة عين، كما تصلون في القدّاس. هل تتذكّر ما حدث في اللقاء التاريخي بين مريم العذراء وأليصابات؟ ألفريد: نعم، لقد صرخت أليصابات من هول المفاجأة التي أظهرها لها الروح القدس وقالت: «مباركة أنت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك. فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إليَّ». القديس كيرلس: أتدرك ما الذي قلته للتو؟ ألفريد: ماذا؟ القديس كيرلس: أم ربّي The Mother of my Lord ألفريد: نعم فهمت .. القديس كيرلس: العذراء هي أم الربّ، فكيف يدعي البعض أن المفهوم ليس من صميم الكتاب المقدّس، للأسف، فإنّ الكثير يقرأ الكتاب المقدّس بقناعاته المسبقة فلا يعي الرسالة التي يبعثها الله إليه، لا يرى سوى فكره في مقتطفات من الآيات من هنا ومن هناك، وهذا أخطر ما في الأمر. هل قرأت رسالة القديس بولس إلى العبرانيين؟ ألفريد: ليس كلّها القديس كيرلس: عليك بقرائتها، ولكن دعني أقول لك ما قاله القديس بولس: «يسوع المسيح هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد» (عب 13: . أمس يشير إلى الأزل، أو بالأحرى مجده الأزلي، واليوم يشير إلى الحاضر، وإلى الأبد تشير إلى ديمومته إلى أبد الدهور. فمن من البشر يمكن أن نقول عليه أزلي وحاضر وأبدي؟ لا أحد. فقط الله هو القائم فوق الزمان بقوائمه؛ الماضي والحاضر والمستقبل. هذا الإله هو يسوع المسيح كما كتب القديس بولس. ألا يدفعنا هذا الأمر سوى أن نؤكِّد على إلوهة المسيح، من خلال إطلاقنا على العذراء، والدة الإله. إنّ هذا اللّقب تأكيد على إلوهة المخلِّص أكثر من أي شيء آخر .. من يرفضه يريد أن يتلاعب بإلوهة المسيح، ويريد أن يضع نظرياته الخاصة عن المسيح .. لن نقبل بهذا .. في الإيمان لا تكفي النوايا الحسنة، فالغد قد يأتي بأصحاب نوايا مغرضة يتلاعبون بالألفاظ. فما عرفناه وفهمناه واختبرناه؛ أنّ المسيح هو إلهنا الحقّ كائن منذ الأزل ودائم إلى الأبد، ومتجسِّد في الزمان، من عذراء بتول بل ودائمة البتوليّة؛ مريم .. إنها حقًا والدة الإله. ألفريد: هل لي في لقاء آخر القديس كيرلس: بكلّ تأكيد .. ومضى القديس كيرلس وغادرت معه حيرة ألفريد.. قام ليترنم بثيؤطوكيّة اليوم وهو في ملء الفرح الراهب سارافيم البرموسي أكتوبر 2010 |
||||
19 - 12 - 2013, 05:14 PM | رقم المشاركة : ( 4162 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الصلاة عزيزى هل عند ما تصلى لاتجد كلمات كثيرة فى الصلاة هذا يحدث لكثرين لعدم معرفة أيات الصلاة وعدم قراءة الكلمة واليك بعض الايات لتشجعك على الصلاة بكثره فى كل الظروف والمواقف المختلفة فى الحياة متى 21:17 وَأَمَّا هذَا الْجِنْسُ فَلاَ يَخْرُجُ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ». متى 13:21 وَقَالَ لَهُمْ:«مَكْتُوبٌ: بَيْتِي بَيْتَ الصَّلاَةِ يُدْعَى. وَأَنْتُمْ جَعَلْتُمُوهُ مَغَارَةَ لُصُوصٍ!» متى 22:21 وَكُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ فِي الصَّلاَةِ مُؤْمِنِينَ تَنَالُونَهُ». مرقس 29:9 فَقَالَ لَهُمْ:«هذَا الْجِنْسُ لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَخْرُجَ بِشَيْءٍ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ». لوقا 12:6 وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ للهِ. لوقا 46:19 قَائِلاً لَهُمْ:«مَكْتُوبٌ: إِنَّ بَيْتِي بَيْتُ الصَّلاَةِ. وَأَنْتُمْ جَعَلْتُمُوهُ مَغَارَةَ لُصُوصٍ!». لوقا 45:22 ثُمَّ قَامَ مِنَ الصَّلاَةِ وَجَاءَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ، فَوَجَدَهُمْ نِيَامًا مِنَ الْحُزْنِ. أعمال الرسل 14:1 هؤُلاَءِ كُلُّهُمْ كَانُوا يُواظِبُونَ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ عَلَى الصَّلاَةِ وَالطِّلْبَةِ، مَعَ النِّسَاءِ، وَمَرْيَمَ أُمِّ يَسُوعَ، وَمَعَ إِخْوَتِهِ. أعمال الرسل 1:3 وَصَعِدَ بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا مَعًا إِلَى الْهَيْكَلِ فِي سَاعَةِ الصَّلاَةِ التَّاسِعَةِ. أعمال الرسل 4:6 وَأَمَّا نَحْنُ فَنُواظِبُ عَلَى الصَّلاَةِ وَخِدْمَةِ الْكَلِمَةِ». أعمال الرسل 16:16 وَحَدَثَ بَيْنَمَا كُنَّا ذَاهِبِينَ إِلَى الصَّلاَةِ، أَنَّ جَارِيَةً بِهَا رُوحُ عِرَافَةٍ اسْتَقْبَلَتْنَا. وَكَانَتْ تُكْسِبُ مَوَالِيَهَا مَكْسَبًا كَثِيرًا بِعِرَافَتِهَا. رومية 12:12 فَرِحِينَ فِي الرَّجَاءِ، صَابِرِينَ فِي الضَِّيْقِ، مُواظِبِينَ عَلَى الصَّلاَةِ، 1 كورنثوس 5:7 لاَ يَسْلُبْ أَحَدُكُمُ الآخَرَ، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ عَلَى مُوافَقَةٍ، إِلَى حِينٍ، لِكَيْ تَتَفَرَّغُوا لِلصَّوْمِ وَالصَّلاَةِ، ثُمَّ تَجْتَمِعُوا أَيْضًا مَعًا لِكَيْ لاَ يُجَرِّبَكُمُ الشَّيْطَانُ لِسَبَبِ عَدَمِ نَزَاهَتِكُمْ. 2 كورنثوس 11:1 وَأَنْتُمْ أَيْضًا مُسَاعِدُونَ بِالصَّلاَةِ لأَجْلِنَا، لِكَيْ يُؤَدَّى شُكْرٌ لأَجْلِنَا مِنْ أَشْخَاصٍ كَثِيرِينَ، عَلَى مَا وُهِبَ لَنَا بِوَاسِطَةِ كَثِيرِينَ. فيليبي 6:4 لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ. كولوسي 2:4 وَاظِبُوا عَلَى الصَّلاَةِ سَاهِرِينَ فِيهَا بِالشُّكْرِ، 1 تيموثاوس 5:4 لأَنَّهُ يُقَدَّسُ بِكَلِمَةِ اللهِ وَالصَّلاَةِ. |
||||
19 - 12 - 2013, 05:16 PM | رقم المشاركة : ( 4163 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وهم لم يكن العالم مستحقاً لهم تائهين في براري وجبال ومغاير وشقوق الأرض (عب 11 : 3) أسعد إنسان على الأرض! إذ انتشر خبر رهبنة القديس أنبا أنطونيوس في العالم، سمع عنه كثير من الفلاسفة. فقرر بعض الفلاسفة أن يلتقوا به ليتعرفوا على فلسفته. ذهبوا إلى الصحراء الشرقية بمصر، وصعدوا الجبل حتى بلغوا المغارة التي يعيش فيها هذا الراهب الشيخ. @ وجدوا المغارة تكاد تكون بلا أثاث سوى حصيرة صغيرة. لا توجد بها مكتبة ولا مخطوطات يقضي الراهب وقته منشغلاً بها، وبلا أدوية. @ رأوا القديس أنبا أنطونيوس شيخًا مملوء حيوية وصحة، مع ابتسامة دائمة تكشف عن قلبٍ متهللٍ. وفي صراحة كاملة تم بينهم الحوار التالي: - كنا نتوقع أننا نرى إنسانًا حازمًا جادًا لا يعرف البشاشة ككل الفلاسفة، خاصة الذين اختاروا لأنفسهم حياة العزلة عن الناس. - إني اشعر بالجدية والحزم مع نفسي، لكن جديتي تملأ قلبي فرحًا ونفسي تهليلاً... إذ لا ينقصني شيء. - كيف لا ينقصك شيء، وأنت تعيش في مغارة تكاد تكون فارغة تمامًا؟! ليس لديك طعام وفير، ولا أدوية تسندك في مرضك، ولا كتب للتعزية الخ. هذا وأنت تعيش في مغارة بمفردك، ألا تعاني من الشعور بالعزلة؟ - إني لا أشعر بالعزلة، ولا ينقصني شيء؟ - كيف هذا؟ - لأني لا أعيش بمفردي في هذه المغارة؟ - هل يشاركك أحد فيها؟ - نعم! مسيحي الذي يحبني يسكن معي وفي داخلي. وجوده يملأ حياتي فرحًا، ويشبع كل احتياجاتي. إني أسعد إنسان على وجه الأرض! ***** نزلت إليّ يا مخلصي، ارفعني إليك بروحك القدوس. لتملأ أعماقي بك، ولتسرّ أنت بي! Vاكشف عن عينيّ فأراك في داخلي. أصرخ على الدوام قائلا: الآن هي أسعد لحظات عمري! إني أسعد إنسان على وجه الأرض! أنت هو سرّ سعادتي وتهليل قلبي! |
||||
19 - 12 - 2013, 05:27 PM | رقم المشاركة : ( 4164 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إلتفتوا اليَّ فتخلصوا دعونا نتأمل في قصة صلب المسيح بين لصين واحد من الأثنين المذنبين المعلقين علي الخشبات بجوار يسوع المسيح نظر اليه وجدف عليه قائلاً : إن كنت أنت المسيح فخلص نفسك وإيانا هذا خابت نظرته لأنها كانت مليانة شماتة وتجديف وإستهانة أم المذنب الثاني إنتهرزميله وقال له : أنت لازم تخاف الله إذ أنت الآن تحت هذا الحكم بعينه ... أما نحن فبعدل لأننا ننال إستحقاق ما فعلنا ... وأما هذا فلم يفعل شيئاً ليس في محله دعونا نتأمل في هذه اللحظات ... يسوع مصلوب علي الصليب وسط أثنين مذنبين ... واحد كان مجدفاً والثاني إنتهره ويبدو أن ضميره بداء يصحو ولكن عندما قال أما ( هذا ) فكلمة هذا هي أسم إشارة وكيف يشير ويداه مربوطتان علي الصليب ... وأخيل في هذه اللحظة أنه تحول ببصره وأماء برأسهِ الي جهة الصليب الوسطاني حيث كان عليه يسوع المسيح فالتفت اليه ... وحيث إنه كان في إضطراب روحي ونفسي فيما هو عليه وجائت اللحظة المرتقبة حيث التقت عيناه بعين يسوع المسيح فكان الإنبهار والصمت فرغم الدماء والجلد والشوك فوق الرأس إلا إنه أروع جمالاً من بني البشر هذا المذنب قد رأى يسوع ليس في ناسوته فقط بل لقد رأى يسوع وهو في ملكوته وحوله ربوات ربوات من جند السماء في أحتفال عظيم بلحظة رجوع الإبن الي حضن الآب لقد رأى يسوع في مجده وفي قوته وعظمته وجبروته وهو عن يمين الآب إرتجف قلب المذنب بشدة وإهتز جسده المعلق علي الصليب وذاب قلبه في محبة يسوع المعلق جنبه علي عود الصليب وزرفت دموعه الغزيرة في طلب التوبة والمغفرة من الآله يسوع فلذلك صرخ بأعلي صوت بحقيقة ما رآه في هذه اللحظة فلم يدعوه يسوع أو المسيح أو إبن داود ولكنه قال جاهراً ( يارب ) هنا إعتراف كامل منه بما رآه وشاهده وكان صوته أقوى من كل الحاضرين والدليل أن لوقا البشير سمع ما صرخ به وكتبه وأكيد لوقا البشير كان يرى يسوع من علي بعد خوفاً من القبض عليه وكتب ما سمعه من هذا المذنب ( أذكرني يارب متي جئت في ملكوتك ) بهذه الصرخة ( يارب أذكرني ) تحمل معني يارب إغفر ليَّ.. يارب إرحمني .. يارب طهرني ... يارب خلصني ... يارب لا تتركني ... يارب أعني لقد إعترف أن المصلوب هذا هو ( الرب ) وهو المنقذ الوحيد الذى سيغفر له ذنوبه ويطهره من خطاياه . لقد رآه بعينه وهو في مجده بالسماء وعلم أو أفصح له الله أن هذا هو الملكوت المكان المعد لأستقبال يسوع المسيح إبنه الحبيب الذى كان يسر به فلذلك قال جملته المشهورة والتي سرق بها الملكوت ( أذكرني يارب متي جئت في ( ملكوتك ) ) وايضاً يسوع التفت اليه وهو في أشد لحظات الآلم بمحبة ليس لها مثيل نسي يسوع كل آلامه ونظر الي هذه الصوت الصارخ ويلبي له طلبته وفي حنان وبمحبة فائقة لم يشاء أن يتركه وهو في صراعه من أجل التوبة بل طمأنه ( الحق الحق أقول لك ) عندما سمع المذنب تلك الكلمات إطمأنت نفسه والتفت الي يسوع صاغياً كانت هذه الكلمات تحمل معني كبير بالنسبة للمذنب بمثابة صك إلهي بالغفران لكل خطاياه ، وإلتفات يسوع اليه كانت كافية لدخول الإطمئنان والراحة الي قلب المذنب مراحمك يارب لا تحصي ولا تعد وأنت في هذه الحالة لم تترك نفس تريد أن تتوب لن تهملها ولن تنساها لحظة وعودك عظيمة حتي وأنت مصلوب قبلت صراخ الخاطيء ومنحته التوبة بل ووعدته (اليوم تكون معي في الفردوس ) نعم في نفس اليوم وليس غداً أو في يوم القيامة ... ما كان يحلم به هذا المذنب أن يحصل علي الغفران فقط ... لكنك تعطي دائماً بسخاء قلت له اليوم تكون معي في الفردوس |
||||
20 - 12 - 2013, 08:53 PM | رقم المشاركة : ( 4165 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الشعور بالوحدة شعور مؤلم جداً عاني منه كثيرين على مر التاريخ .لقد ذكر الكتاب المقدس عظماء من رجال الله عانوا من الشعور بالوحدة أمثال ( يعقوب – موسى – أيوب– إيليا – إرميا – داود ) قد صرخ داود قائلاً "التفت الي وارحمني لاني وحيد ومسكين أنا." مز 25: 16 قال ايضاً رجل الله العظيم إيليا " فبقيت أنا وحدي " 1مل 19: 10 لكن ما يعزينا أن الله مع كل هؤلاء لم يتركهم بل كان سانداً لهم وشافياً من الإحساس بمشاعر الوحدة وصغر النفس .. لقد قال بعدها داود " أن أبي وأمي قد تركاني والرب يضمّني " مز 27: 10. ... ايضاً عوض إيليا آخذاً إياه حياً وصاعداً به للسماء على مركبات نارية بعدما كانت أقصى أمانيه أن يندفن بالأرض ميتاً . أخي ..أختي .. مازال الرب موجوداً ومازالت يده الحانية ممدودة لأولاده ولمحبيه ..افرح لأن في وحدتك إختبار عظيم ..ستجد الرب معك يسندك ويملأك بالرجاء والأمل ... نعم..انه لن يخيب أمل منتظريه |
||||
20 - 12 - 2013, 08:56 PM | رقم المشاركة : ( 4166 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ساكبة الطيب انا قرأت كتير قصة المرأة اللي كسرت وسكبت قارورة الطيب علي رأس يسوع .. بس النهاردة تخيلت سيناريو تاني ، إنها أخذت القارورة وقالت ليسوع دي غالية قوي عليّ لكن انا بهديهالك تعمل بيها زي ما إنت عاوز .. او مثلاً كانت تسكب الطيب وتحتفظ بالقارورة ، ما هي القيمة في "الناردين الخالص الكثير الثمن " مش في القارورة .. لكن هي ما عملتش كده.. دي كسرتها.. يعني مش هينفع تتملي تاني ويمكن اتجرحت كمان وهي بتكسرها! لا ده كمان الناس لاموها!! كتير ربنا بيشاور علي حاجات غالية في حياتي علشان اتخلي عنها وانا باأقول له اكسر إنت واسكب إنت .. انا موافقة .. غالباً ده بيكون عن عدم شجاعة او خايفة اكسر الغالي بإيدي واندم عليه او يمكن خايفة اتجرح .. لكن هي ما عملتش كده .. دي راحت عنده وأخذت قرار لا رجعة فيه.. ده ولا حتي القاروره تنفع تتملي تاني .. " وفيما هو في بيت عنيا في بيت سمعان الأبرص، وهو متكئ، جاءت امرأة معها قارورة طيب ناردين خالص كثير الثمن. فكسرت القارورة وسكبته علي رأسه." مرقس 14:3 |
||||
20 - 12 - 2013, 08:58 PM | رقم المشاركة : ( 4167 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"بكرة تتعود" كلمتين بنقولهم لناس كتير ونرددهم في أعماقنا برضه عند اللزوم.. خصوصا لما ظروفنا تتغير.. نتنقل من مكان لمكان.. نغيَّر شغلنا.. أولادنا يتجوزوا أو يسافروا.. الخ الخ .. لكن التعود بتزيد صعوبته لما يفارقنا شخص عزيز علينا بالإنتقال من عالمنا.. ونكون عارفين إننا مش هنشوفه تاني، غير طبعا إذا كنا هنتقابل في الحياة الأبدية.. أو إننا نقرر نقطع علاقتنا بشخص لا يصح إننا نكون في علاقة معاه.. أوقات كتير نقول الزمن كفيل إنه يجعلنا نتعود علي عدم وجوده .. وساعتها التعود بيكون نعمة بنطلبها ونتمناها.. المشكلة بتكون لما نضبط نفسنا اتعودنا علي وضع غلط.. ونظل مستمرين فيه.. زي تراخي عن القيام بدور معين لازم نقوم به.. أو التواجد في مكان لا يصح التواجد فيه.. أو التعايش مع خطية معينة ماينفعش نراعيها في قلوبنا وحياتنا.. أو نستمر نمارس صفة معينة ممكن تكون متعبة للناس اللي حولنا، وإحنا ماعندناش مشكلة نفضل زي مااحنا.. اتعودنا علي كده وخلاص.. ساعتها التعود بيتحول الي نقمة .. لنا وللي حوالينا.. ولقيت نفسي بأقول "اختبرني يا الله واعرف قلبي .. امتحني واعرف أفكاري .. وانظر إن كان في طريقٌ باطلٌ .. واهدني طريقا أبديا" مزمور ١٣٩: ٢٣، ٢٤ |
||||
21 - 12 - 2013, 12:13 PM | رقم المشاركة : ( 4168 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ساعدني يا رب لأبدأ من جديد مدينة سينداي اليابانية التي تدمرت من جراء التسونامي كثيرة هي المواقف الصعبة في حياتنا و التي نرى فيها مشاريعنا و أحلامنا التي سعينا إليها مجرد ركام و لا نعرف ماذا حصل و يغلبنا اليأس و الاحباط قد يكون مشروع عمل أو دراسة أو مشروع حب و زواج أو تجارة أو سفر أو قد نكون فقدنا زوجاً أو أخاً او صديق أو قريب في حادث ما أو أو أو و الأمثلة كثيرة .... و فجأة انهار كل شيء كما انهار برج بابل ذات يوم .. و كما رأينا الخراب و الدمار في بعض مدن اليابان بعد التسونامي و الزلزال المدمر قد يكون السبب اننا لم نبن المشروع على أساس ثابت كما تحدث السيد المسيح في " مثل البيت المبني على الصخر " بل بنينا مشاريعنا على الشر و الطمع 24 من يسمع أقوالي هذه ويعمل بها، أشبهه برجل عاقل، بنى بيته على الصخر . 25 . فنزل المطر، وجاءت الأنهار، وهبت الرياح، ووقعت على ذلك البيت فلم يسقط، لأنه كان مؤسسا على الصخر. *26 . و كل من يسمع أقوالي هذه ولا يعمل بها، يشبه برجل جاهل، بنى بيته على الرمل. *27. فنزل المطر، وجاءت الأنهار، وهبت الرياح، وصدمت ذلك البيت فسقط، وكان سقوطه عظيماً ، *28. فلما أكمل يسوع هذه الأقوال بهتت الجموع من تعليمه، *29لأنه كان يعلمهم كمن له سلطان وليس كالكتبة * و قد يكون الامر تجربة من الله كما حصل مع نبي الله أيوب و الضربات التي تعرض لها و أفقدته امواله و اولاده و عائلته .. و قد يكون أمر سقوطنا و فشلنا لغزاً لا نعرف سببه .. أهم ما في الموضوع أن لا نيأس و تأخذنا روح الكسرة و الانهزام ، لأنه هذه الروح الشريرة سببها إبليس و إذا سيطرت على حياتنا فقد تقودنا لإيذاء أنفسنا أو الآخرين ممن نحملهم سبب فشلنا .. تذكروا أن الكتاب المقدس يقول الحكيم سليمان في سفر الامثال :لأن الصديق يسقط سبع مرات ويقوم، أما الأشرار فيعثرون بالشر. و لنذكر أن يعقوب ابتدأ من جديد و نوح بعد دمار الأرض ابتدأ من جديد و أيوب بعد ان خسر ماله و أولاده و أرضه ابتدأ من جديد .. قد يكون الوضع صعباً و نحتاج لمعونة الله لننتصر على الواقع الصعب , و لكن لنتذكر قول المسيح : متى 19:26 - عند الله كل شيء مستطاع و في مرقس 9/ 23 فقال يسوع لوالد الصبي الأخرس الذي شفاه :"إن كنت تستطيع أن تؤمن. كل شيء مستطاع للمؤمن". علينا ان نؤمن اننا نستطيع ان ننهض من جديد مهما كان المصاب جللاً و المصيبة كبيرة هي المواقف الصعبة في حياتنا , و نصلي دوماً يا رب هبني بقوتك أن أبدأ من جديد بقوة روحك القدوس و ابنك الحبيب يسوع المسيح هذه الصورة أخذت من إحدى مدن البابان - تدمرت الكنيسة و لكن المؤمنين صنعوا صليباً من خشب و نصبوه فوق الركام لأن إيمانهم لا يتزعزع مهما حصل ... |
||||
21 - 12 - 2013, 04:57 PM | رقم المشاركة : ( 4169 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حدث فريد في حياة البشرية لم يسبقه مثيل ولن يكن له مثيل ترنم كنيستنا يوم الميلاد كلمات بسيطة و معبرة ومُعَرِّفة بالمولود الجديد وتقول: اليوم البتول تلد الفائقَ الجوهر. والارض تقدّم المغارة لمن لا يُدنى منه. الملائكة مع الرعاة يمجّدون. والمجوس مع الكوكب يسيرون. لانه من اجلنا وُلد طفل جديد، وهو الاله الذي قبل الدهور". ولكن الكنيسة بحكمة الروح القدس تُهيئ المؤمنين لهذا الحدث الأوحد الذي غير تاريخ البشريةـ الذي فيه اختار الله ان يبطل الهوة بينه وبين الإنسان = بين الخالق والمخلوق، لكي بمحبته يرفع لإنسان الذي سقط في الخطية ويعيده اليه. فأخذ لنفسه جسدا مثلنا وَحَلَّ بَيْنَنَا (يو 1:14) ـ فتبدأ الكنيسة من اليوم الأول من كانون الأول/دسمبر بترتيلة: اليوم العذراء تأتي إلى المغارة لتلد الكلمة الذي قبل الدهور ولادة لا تُفَسر ولا ينطق بها فافرحي أيتها المسكونة إذا سمعتي ومجدي مع الملائكة والرعاة من شاء أن يظهر طفلا جديدا وهو الإله الذي قبل الدهور فلتفرح السماويات ولتبتهج الأرضيات لأنه ولد لنا مخلصٌ وهو الله الذي كشف لنا عن ذاته. ولد المسيح هللويا ! وفي ولادته سلام ومسرّة. نعمة وبركة. نور المعرفة اشرق في قلوبنا، وحاضر في وجداننا وكنائسنا. بميلاده توحّد المؤمنون به جميعا برباط المحبّة والسلام، الكل صار واحدا، لأن هذا هو هدف الله أن نكون كلنا/جميع البشر/ واحدا بالتبني الإلهي في شخص المسيح = الإله المتجسد. فما الايام والسنون سوى الرحم الأكبر الذي يُهَيئنا للأبدية التي نتطلع لنٌولد فيها في الملكوت الأبدي السعيد ناظرين وجه المسيح ليس كما ننظره الآن " فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ فِي لُغْزٍ لَكِنْ حِينَئِذٍ وَجْهاً لِوَجْهٍ. (1 كو 13:12) " فلنهنئ بعضنا البعض بهذا الخلاص ولنبشر الداني والقاصي بهذا الخبر السار داعين البعيد والقريب الى مائدة الحمل أما أنت ايها القارئ الحبيب الذي لم تعرف بعد ما أطيب الرب ((المزامير الأصحاح 34 العدد 8 ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ! طُوبَى لِلرَّجُلِ الْمُتَوَكِّلِ عَلَيْهِ. )) دعوتي اليك الا تتواني في التفكير بمصيرك الأبدي تأكد أن وجودك الآن وفي هذه اللحظة في هذا المنتدى وقراءتك لهذا الموضوع ليس مجرد صدفة بل هو رسالة الرب المحب اليك الذي شاء بمحبته أن يصير إبن الإنسان لكي بنعمته تصير انت إبنا لله. إقتح قلبك وفكرك له واطلب منه أن يعرفك الحق حقا وكن متأكدا أنه كما ظهر طفلا من عذراء سيظهر في قلبك وستعرفه اطلب منه مغفرة خطاياك وسلمه قلبك وحياتك لتكون معه في ملكوته الأبدي. وكل عام وانتم جيمعا بخير المسيح ولد فمجدوه. المسيح أتى من السماوات فاستقبلوه. المسيح على الأرض فارفعوه. رتّلي للرب أيتها الأرض كلّها ويا شعوب سبّحوه بابتهاج لأنه قد تمجد |
||||
21 - 12 - 2013, 05:04 PM | رقم المشاركة : ( 4170 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
امتحنوا كل شيء، تمسكوا لا تضلوا يا إخوتي واطلبوا روح تمييز كثيرين يسيرون في الطريق الروحاني بلا تحفظ فيسقطون سريعاً عن دون دراية بسبب قلة الخبرة الروحية وعدم التمرس على الفهم الصحيح بإعلان الروح في قلوبهم، لأن عين القلب الداخلية يغشاها قصر النظر، فعين القلب هي التي تفرز الأفكار وتُميز الأعمال، وعين القلب هي "التمييز" كما يقول الآباء القديسين، ومكتوب: [ وهذا أُصليه أن تزداد محبتكم أيضاً أكثر فأكثر في المعرفة وفي كل فهم حتى تميزوا الأمور المتخالفة لكي تكونوا مخلصين وبلا عثرة إلى يوم المسيح ] (فيلبي 1: 10) فالتمييز هام جداً في الطريق الروحاني لكي لا يتخبط الإنسان بأي روح تعليم فتتعثر خطواته ويكون محل عثرة وتعثر لنفسه أولاً دون أن يدري ومن ثمَّ للآخرين أيضاً، والتمييز هو عطية إلهية يلزمنا أن نثابر في طلبها بلجاجة من الله "الحكمة" ذاته (كما يقول القديس يوحنا كسيان) [ فالتمييز يحفظ الإنسان من الضربات اليمينية كالمغالاة في السهر أو الصوم أو الزهد مما يسقط الإنسان في الكبرياء، كما يحفظه من الانحراف اليساري، فلا يقبل التراخي والكسل وأفكار الشر ] (عن المناظرة الثانية للقديس يوحنا كسيان) وأيضاً التمييز والإفراز يجعل الإنسان لا يسير وراء أي روح تعليم ويصدق الناس، بل يصدق كل شيء من الله حسب إعلان الروح الذي يأخذ من الرب يسوع ويعطي النفس، إذ يُلبسها روح الحكمة التي تفرز وتُميز ما بين الغث والثمين وترفع كلمة الله وتُعليها فوق كل فكر آخر لأنها تبصر النور الذي يشع منها سراً في داخل العقل فيزداد استنارة والقلب يزداد نقاوة، والنفس تتشرب بالقداسة فتزداد معاينه للرب إذ أن كل شيء يتضح أمامها لأنها تستطيع أن تقارن الروحيات بالروحيات [ ونحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله، التي نتكلم بها أيضاً لا بأقوال تُعلِّمها حكمة إنسانية، بل بما يُعلِّمه الروح القدس، قارنين الروحيات بالروحيات ] (1كورنثوس 2: 12 و13) فمن الأهمية أن نصبر في الصلاة ونظل نطلب - بإلحاح - روح إفراز وتمييز لكي لا ننخدع ويحدث حَوَّل في عين القلب الداخلي فنضل عن الحق عن دون دراية، لأن كثيرين ينخدعون بسهولة إذ يرون أشياء تُشبه الحق فيتصورون أنها كل الحق فيتبعونها ثم يذهب كل تعبهم قبض الريح لأنهم ابتعدوا عن نبع المياه العذبة وشربوا مياهاً مالحة أضرت صحتهم لأنهم لم يميزوها، لذلك مكتوب:
فأولاد الله المتواضعين والبسيطي القلوب الذين إيمانهم حي فأنهم في تمييزهم لا يعتمدون على فكرهم الشخصي، بل يتمسكون بفكر الآباء الأولين وروحهم مقتدين بهم في الرب، لأنهم ناظرين لنهاية سيرتهم متمثلين بإيمانهم، لا يعتمدون على قدراتهم في المعرفة ولا طول زمانهم في الطريق الروحي، ولا يتكلون على الآخرين في المعرفة من جهة أن لهم زمان طويل ومعرفة كبيرة في الشئون الروحية أو الكنسية، لأن الذي ينبغي أن نستمع إليه ونأخذ منه إرشاداً روحياً يلزم أن يكون مُحنكًا في الشركة مع الرب سالكًا بلا عيب مملوء من موهبة الروح، وهذا لا نستطيع أن نعرفه أن لم ننل روح الإفراز والتمييز من الله الحي، لذلك حذرنا الآباء القديسين من عدم التمييز والإفراز، لكي لا نتعثر ونخور في الطريق فلا نعرف يميننا من يسارنا، كونوا معافين باسم الرب يسوع الذي نطلب أن يمنحنا حكمة وفهماً في كل شيء، كونوا معافين |
||||