![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 41141 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() قصة راعوث الموآبية ![]() نعمي تفقد زوجها وابنيها وَعَمَّتْ مَجَاعَةٌ فِي الْبِلادِ فِي أَيَّامِ حُكْمِ الْقُضَاةِ، فَتَغَرَّبَ رَجُلٌ مِنْ بَيْتِ لَحْمِ يَهُوذَا فِي أَرْضِ مُوآبَ مَعَ امْرَأَتِهِ وَابْنَيْهِ. وَكَانَ اسْمُ الرَّجُلِ أَلِيمَالِكَ وَاسْمُ امْرَأَتِهِ نُعْمِي، وَاسْمَا وَلَدَيْهِ مَحْلُونَ وَكِلْيُونَ، وَهُمْ أَفْرَاتِيُّونَ مِنْ بَيْتِ لَحْمِ يَهُوذَا، فَارْتَحَلُوا إِلَى بِلادِ مُوآبَ وَأَقَامُوا فِيهَا. وَمَاتَ أَلِيمَالِكُ زَوْجُ نُعْمِي تَارِكاً زَوْجَتَهُ وَوَلَدَيْهِ اللَّذَيْنِ تَزَوَّجَا مِنِ امْرَأَتَيْنِ مُوآبِيَّتَيْنِ، اسْمُ إِحْدَاهُمَا عُرْفَةُ وَالأُخْرَى رَاعُوثُ. وَأَقَامَا هُنَاكَ نَحْوَ عَشْرِ سَنَوَاتٍ. ثُمَّ مَاتَ مَحْلُونُ وَكِلْيُونُ، وَهَكَذَا فَقَدَتِ الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا وَابْنَيْهَا وَأَصْبَحَتْ وَحِيدَةً. نعمي وراعوث تعودان إلى بيت لحم وَسَمِعَتْ نُعْمِي وَهِيَ مَازَالَتْ فِي أَرْضِ مُوآبَ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ بَارَكَ شَعْبَهُ وَأَخْصَبَ أَرْضَهُمْ، فَقَامَتْ هِيَ وَكَنَّتَاهَا وَانْطَلَقَتْ مِنْ مُوآبَ نَحْوَ بِلادِهَا، وَرَافَقَتْهَا كَنَّتَاهَا فِي طَرِيقِ الْعَوْدَةِ إِلَى أَرْضِ يَهُوذَا. فَقَالَتْ نُعْمِي لِكَنَّتَيْهَا: «هَيَّا لِتَرْجِعْ كُلٌّ مِنْكُمَا إِلَى بَيْتِ أُمِّهَا، وَلْيُبَارِكْكُمَا الرَّبُّ كَمَا أَحْسَنْتُمَا إِلَيَّ وَإِلَى زَوْجَيْكُمَا الْمُتَوَفَّيَيْنِ. وَلْيُنْعِمِ الرَّبُّ عَلَى كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا بِزِيجَةٍ أُخْرَى سَعِيدَةٍ». وَقَبَّلَتْهُمَا وَانْخَرَطْنَ جَمِيعاً فِي الْبُكَاءِ بِصَوْتٍ مُرْتَفِعٍ. وَلَكِنَّهُمَا قَالَتَا لَهَا: «لا، سَنَمْضِي مَعَكِ إِلَى شَعْبِكِ». فَأَجَابَتْ نُعْمِي: «ارْجِعَا يَا ابْنَتَيَّ. لِمَاذَا تَأْتِيَانِ مَعِي؟ هَلْ أَنَا قَادِرَةٌ بَعْدُ عَلَى إِنْجَابِ بَنِينَ حَتَّى يَكْبُرُوا فَيَكُونُوا لَكُمَا زَوْجَيْنِ؟ عُودَا يَا ابْنَتَيَّ، وَاذْهَبَا، فَأَنَا قَدْ شِخْتُ، وَلَمْ أَعُدْ صَالِحَةً لأَكُونَ زَوْجَةَ رَجُلٍ. وَحَتَّى لَوْ أَمَّلْتُ أَنْ أَتَزَوَّجَ اللَّيْلَةَ وَأُنْجِبَ بَنِينَ أَيْضاً، فَهَلْ تَنْتَظِرَانِ حَتَّى يَكْبُرُوا؟ وَهَلْ تَمْتَنِعَانِ عَنِ الزَّوَاجِ مِنْ أَجْلِهِمْ؟ لَا يَا ابْنَتَيَّ، فَإِنَّنِي حَزِينَةٌ جِدّاً مِنْ أَجْلِكُمَا لأَنَّ يَدَ الرَّبِّ قَدْ عَاقَبَتْنِي فَأَصَابَكُمَا الضَّرَرُ أَيْضاً». ثُمَّ أَجْهَشْنَ ثَانِيَةً فِي الْبُكَاءِ بِصَوْتٍ مُرْتَفِعٍ. وَقَبَّلَتْ عُرْفَةُ حَمَاتَهَا وَفَارَقَتْهَا، أَمَّا رَاعُوثُ فَالْتَصَقَتْ بِها. فَقَالَتْ نُعْمِي لَهَا: «هَا سِلْفَتُكِ قَدْ رَجَعَتْ إِلَى قَوْمِهَا وَآلِهَتِهَا، فَافْعَلِي أَنْتِ مِثْلَهَا». فَأَجَابَتْهَا رَاعُوثُ: «لا تُلِحِّي عَلَيَّ كَيْ أَتْرُكَكِ وَأُفَارِقَكِ، لأَنَّهُ حَيْثُمَا ذَهَبْتِ أَذْهَبُ، وَحَيْثُمَا مَكَثْتِ أَمْكُثُ. شَعْبُكِ شَعْبِي، وَإِلَهُكِ إِلَهِي. حَيْثُمَا مُتِّ أَمُوتُ وَأُدْفَنُ. وَلْيُعَاقِبْنِي الرَّبُّ أَشَدَّ عِقَابٍ إِنْ تَخَلَّيْتُ عَنْكِ، وَلَنْ يُفَرِّقَنِي عَنْكِ سِوَى الْمَوْتِ». فَلَمَّا رَأَتْ أَنَّهَا مُصِرَّةٌ عَلَى الذَّهَابِ مَعَهَا، كَفَّتْ عَنْ مُحَاوَلَةِ إِقْنَاعِهَا بِالرُّجُوعِ. وَتَابَعَتَا سَيْرَهُمَا حَتَّى دَخَلَتَا بَيْتَ لَحْمٍ، وَمَا إِنْ بَلَغَتَا الْمَدِينَةَ حَتَّى أَثَارَ رُجُوعُهُمَا أَهْلَهَا وَتَسَاءَلُوا: «أَهَذِهِ هِيَ نُعْمِي؟» فَقَالَتْ لَهُمْ: «لا تَدْعُونِي نُعْمِي بَلْ مُرَّةَ، لأَنَّ اللهَ الْقَدِيرَ قَدْ مَرَّرَ حَيَاتِي. لَقَدْ خَرَجْتُ مُمْتَلِئَةً وَأَرْجَعَنِي الرَّبُّ فَارِغَةَ الْيَدَيْنِ. فَلِمَاذَا تَدْعُونَنِي نُعْمِيَ وَالرَّبُّ قَدْ أَذَلَّنِي وَالْقَدِيرُ قَدْ فَجَعَنِي؟». وَهَكَذَا رَجَعَتْ نُعْمِي وَكَنَّتُهَا رَاعُوثُ الْمُوآبِيَّةُ مِنْ بِلادِ مُوآبَ، فَكَانَ وُصُولُهُمَا إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ فِي مُسْتَهَلِّ مَوْسِمِ حَصَادِ الشَّعِيرِ. راعوث 2:1-23 راعوث تقابل بوعز في الحقل وَكَانَ لِنُعْمِي قَرِيبٌ وَاسِعُ الثَّرَاءِ وَالنُّفُوذِ، مِنْ عَشِيرَةِ أَلِيمَالِكَ زَوْجِهَا، اسْمُهُ بُوعَزُ. فَقَالَتْ رَاعُوثُ الْمُوآبِيَّةُ لِنُعْمِي: «دَعِينِي أَذْهَبُ إِلَى الْحَقْلِ وَأَلْتَقِطُ السَّنَابِلَ الْمُتَخَلِّفَةَ عَنْ أَيِّ وَاحِدٍ أَحْظَى بِرِضَاهُ». فَأَجَابَتْهَا: «اذْهَبِي يَا ابْنَتِي» فَمَضَتْ إِلَى حَقْلٍ وَشَرَعَتْ تَلْتَقِطُ السَّنَابِلَ وَرَاءَ الْحَصَّادِينَ. وَاتَّفَقَ أَنَّ قِطْعَةَ الْحَقْلِ الَّتِي رَاحَتْ رَاعُوثُ تَلْتَقِطُ مِنْهَا السَّنَابِلَ، كَانَتْ مِلْكاً لِبُوعَزَ مِنْ عَشِيرَةِ أَلِيمَالِكَ. وَجَاءَ بُوعَزُ مِنْ بَيْتِ لَحْمٍ وَقَالَ لِلْحَصَّادِينَ: «الرَّبُّ مَعَكُمْ». فَأَجَابُوهُ «يُبَارِكُكَ الرَّبُّ». فَسَأَلَ بُوعَزُ غُلَامَهُ الْمُشْرِفَ عَلَى الْحَصَّادِينَ: «مَنْ هَذِهِ الْفَتَاةُ؟» فَأَجَابَهُ: «هِيَ فَتَاةٌ مُوآبِيَّةٌ، رَجَعَتْ مَعْ نُعْمِي مِنْ بِلادِ مُوآبَ. وَطَلَبَتْ قَائِلَةً: دَعُونِي أَلْتَقِطُ وَأَجْمَعُ السَّنَابِلَ الْمُتَسَاقِطَةَ بَيْنَ الْحُزَمِ وَرَاءَ الْحَصَّادِينَ، وَقَدْ ظَلَّتْ تَلْتَقِطُ مِنَ الصَّبَاحِ إِلَى الآنَ، لَمْ تَسْتَرِحْ فِي الظِّلِّ إِلّا قَلِيلاً». فَقَالَ بُوعَزُ لِرَاعُوثَ: «اسْتَمِعِي يَا ابْنَتِي، امْكُثِي هُنَا لِتَلْتَقِطِي السَّنَابِلَ وَلا تَذْهَبِي إِلَى حَقْلٍ آخَرَ، وَلازِمِي فَتَيَاتِي الْعَامِلاتِ فِيهِ. رَاقِبِي الْحَقْلَ الَّذِي يَحْصُدُهُ الْحَصَّادُونَ وَاذْهَبِي وَرَاءَهُمْ، فَقَدْ أَوْصَيْتُ الْغِلْمَانَ أَلّا يَمَسُّوكِ بِسُوءٍ. وَإذَا شَعَرْتِ بِالْعَطَشِ فَاذْهَبِي وَاشْرَبِي مِنَ الآنِيَةِ الَّتِي مَلأُوهَا». فَانْحَنَتْ بِرَأْسِهَا إِلَى الأَرْضِ وَقَالَتْ لَهُ: «كَيْفَ لَقِيتُ حُظْوَةً لَدَيْكَ فَاهْتَمَمْتَ بِي أَنَا الْغَرِيبَةَ؟» فَأَجَابَهَا بُوعَزُ: «لَقَدْ بَلَغَنِي مَا أَحْسَنْتِ بِهِ إِلَى حَمَاتِكِ بَعْدَ مَوْتِ زَوْجِكِ، حَتَّى إِنَّكِ تَخَلَّيْتِ عَنْ أَبِيكِ وَأُمِّكِ وَأَرْضِ مَوْلِدِكِ، وَجِئْتِ إِلَى شَعْبٍ لَمْ تَعْرِفِيهِ مِنْ قَبْلُ. لِيُكَافِئْكِ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ، الَّذِي جِئْتِ لِتَحْتَمِيَ تَحْتَ جَنَاحَيْهِ، وَفْقاً لإِحْسَانِكِ. وَلْيَكُنْ أَجْرُكِ كَامِلاً مِنْ عِنْدِهِ». فَقَالَتْ: «لَيْتَنِي أَظَلُّ مُتَمَتِّعَةً بِرِضَى سَيِّدِي، فَقَدْ عَزَّيْتَنِي وَطَيَّبْتَ قَلْبَ جَارِيَتِكَ، مَعْ أَنَّنِي لَا أُسَاوِي وَاحِدَةً مِنْ جَوَارِيكَ». وَعِنْدَمَا حَلَّ مَوْعِدُ الأَكْلِ، قَالَ لَهَا بُوعَزُ: «تَقَدَّمِي وَكُلِي بَعْضَ الْخُبْزِ، وَاغْمِسِي لُقْمَتَكِ فِي الْخَمْرِ». فَجَلَسَتْ بِجَانِبِ الْحَصَّادِينَ، فَنَاوَلَهَا فَرِيكاً فَأَكَلَتْ وَشَبِعَتْ وَفَاضَ عَنْهَا. ثُمَّ قَامَتْ لِتَلْتَقِطَ سَنَابِلَ. فَأَمَرَ بُوعَزُ غِلْمَانَهُ قَائِلاً: «اتْرُكُوهَا تَلْتَقِطُ سَنَابِلَ بَيْنَ حُزَمِ الشَّعِيرِ أَيْضاً وَلا تَمَسُّوهَا بِأَذىً، بَلِ انْتَزِعُوا بَعْضَ السَّنَابِلِ مِنَ الْحُزَمِ وَاتْرُكُوهَا لَهَا لِتَلْتَقِطَهَا، وَلا تُضَايِقُوهَا». وَظَلَّتْ رَاعُوثُ تَلْتَقِطُ إِلَى الْمَسَاءِ. ثُمَّ خَبَطَتِ السَّنَابِلَ الَّتِي الْتَقَطَتْهَا فَوَجَدَتْ أَنَّهَا نَحْوَ إِيْفَةِ شَعِيرٍ (أَيْ نَحْوَ أَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ لِتْرَ شَعِيرٍ)، فَحَمَلَتْهَا وَقَدُمَتْ بِها إِلَى الْمَدِينَةِ. فَرَأَتْ حَمَاتُهَا مَا الْتَقَطَتْهُ، ثُمَّ أَخْرَجَتْ مَا فَاضَ عَنْهَا مِنْ طَعَامٍ بَعْدَ شَبْعِهَا وَأَعْطَتْهُ لِحَمَاتِهَا الَّتِي سَأَلَتْهَا: «أَيْنَ الْتَقَطْتِ الْيَوْمَ، وَفِي أَيِّ حَقْلٍ عَمِلْتِ؟ لِيُبَارِكِ الرَّبُّ مَنْ كَانَ عَطُوفاً عَلَيْكِ». فَأَخْبَرَتْ رَاعُوثُ حَمَاتَهَا عَمَّنِ اشْتَغَلَتْ فِي حَقْلِهِ وَقَالَتْ: «اسْمُ الرَّجُلِ الَّذِي عَمِلْتُ فِي حَقْلِهِ الْيَوْمَ هُوَ بُوعَزُ». فَقَالَتْ نُعْمِي لِكَنَّتِهَا: «لِيَكُنِ الرَّبُّ مُبَارَكاً لأَنَّهُ لَمْ يَتَخَلَّ عَنِ الإِحْسَانِ إِلَى الأَحْيَاءِ وَالأَمْوَاتِ». ثُمَّ اسْتَطْرَدَتْ: «إِنَّ الرَّجُلَ قَرِيبٌ لَنَا، وَهُوَ مِنْ أَوْلِيَائِنَا». فَقَالَتْ رَاعُوثُ الْمُوآبِيَّةُ: «لَقَدْ طَلَبَ مِنِّي أَنْ أُلازِمَ عُمَّالَهُ حَتَّى يَسْتَوْفُوا حَصَادَهُ». فَقَالَتْ نُعْمِي لِرَاعُوثَ كَنَّتِهَا: «خَيْرٌ لَكِ أَنْ تُلازِمِي فَتَيَاتِهِ لِئَلّا يَقَعَ بِكِ أَذىً لَوْ عَمِلْتِ فِي حَقْلِ آخَرَ». فَلازَمَتْ رَاعُوثُ فَتَيَاتِ بُوعَزَ اللّاقِطَاتِ السَّنَابِلَ، حَتَّى تَمَّ حَصَادُ الشَّعِيرِ وَالْقَمْحِ أَيْضاً وَأَقَامَتْ مَعْ حَمَاتِهَا. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 41142 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() قصة راعوث الموآبية ![]() نعمي تفقد زوجها وابنيها وَعَمَّتْ مَجَاعَةٌ فِي الْبِلادِ فِي أَيَّامِ حُكْمِ الْقُضَاةِ، فَتَغَرَّبَ رَجُلٌ مِنْ بَيْتِ لَحْمِ يَهُوذَا فِي أَرْضِ مُوآبَ مَعَ امْرَأَتِهِ وَابْنَيْهِ. وَكَانَ اسْمُ الرَّجُلِ أَلِيمَالِكَ وَاسْمُ امْرَأَتِهِ نُعْمِي، وَاسْمَا وَلَدَيْهِ مَحْلُونَ وَكِلْيُونَ، وَهُمْ أَفْرَاتِيُّونَ مِنْ بَيْتِ لَحْمِ يَهُوذَا، فَارْتَحَلُوا إِلَى بِلادِ مُوآبَ وَأَقَامُوا فِيهَا. وَمَاتَ أَلِيمَالِكُ زَوْجُ نُعْمِي تَارِكاً زَوْجَتَهُ وَوَلَدَيْهِ اللَّذَيْنِ تَزَوَّجَا مِنِ امْرَأَتَيْنِ مُوآبِيَّتَيْنِ، اسْمُ إِحْدَاهُمَا عُرْفَةُ وَالأُخْرَى رَاعُوثُ. وَأَقَامَا هُنَاكَ نَحْوَ عَشْرِ سَنَوَاتٍ. ثُمَّ مَاتَ مَحْلُونُ وَكِلْيُونُ، وَهَكَذَا فَقَدَتِ الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا وَابْنَيْهَا وَأَصْبَحَتْ وَحِيدَةً. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 41143 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() قصة راعوث الموآبية ![]() نعمي وراعوث تعودان إلى بيت لحم وَسَمِعَتْ نُعْمِي وَهِيَ مَازَالَتْ فِي أَرْضِ مُوآبَ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ بَارَكَ شَعْبَهُ وَأَخْصَبَ أَرْضَهُمْ، فَقَامَتْ هِيَ وَكَنَّتَاهَا وَانْطَلَقَتْ مِنْ مُوآبَ نَحْوَ بِلادِهَا، وَرَافَقَتْهَا كَنَّتَاهَا فِي طَرِيقِ الْعَوْدَةِ إِلَى أَرْضِ يَهُوذَا. فَقَالَتْ نُعْمِي لِكَنَّتَيْهَا: «هَيَّا لِتَرْجِعْ كُلٌّ مِنْكُمَا إِلَى بَيْتِ أُمِّهَا، وَلْيُبَارِكْكُمَا الرَّبُّ كَمَا أَحْسَنْتُمَا إِلَيَّ وَإِلَى زَوْجَيْكُمَا الْمُتَوَفَّيَيْنِ. وَلْيُنْعِمِ الرَّبُّ عَلَى كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا بِزِيجَةٍ أُخْرَى سَعِيدَةٍ». وَقَبَّلَتْهُمَا وَانْخَرَطْنَ جَمِيعاً فِي الْبُكَاءِ بِصَوْتٍ مُرْتَفِعٍ. وَلَكِنَّهُمَا قَالَتَا لَهَا: «لا، سَنَمْضِي مَعَكِ إِلَى شَعْبِكِ». فَأَجَابَتْ نُعْمِي: «ارْجِعَا يَا ابْنَتَيَّ. لِمَاذَا تَأْتِيَانِ مَعِي؟ هَلْ أَنَا قَادِرَةٌ بَعْدُ عَلَى إِنْجَابِ بَنِينَ حَتَّى يَكْبُرُوا فَيَكُونُوا لَكُمَا زَوْجَيْنِ؟ عُودَا يَا ابْنَتَيَّ، وَاذْهَبَا، فَأَنَا قَدْ شِخْتُ، وَلَمْ أَعُدْ صَالِحَةً لأَكُونَ زَوْجَةَ رَجُلٍ. وَحَتَّى لَوْ أَمَّلْتُ أَنْ أَتَزَوَّجَ اللَّيْلَةَ وَأُنْجِبَ بَنِينَ أَيْضاً، فَهَلْ تَنْتَظِرَانِ حَتَّى يَكْبُرُوا؟ وَهَلْ تَمْتَنِعَانِ عَنِ الزَّوَاجِ مِنْ أَجْلِهِمْ؟ لَا يَا ابْنَتَيَّ، فَإِنَّنِي حَزِينَةٌ جِدّاً مِنْ أَجْلِكُمَا لأَنَّ يَدَ الرَّبِّ قَدْ عَاقَبَتْنِي فَأَصَابَكُمَا الضَّرَرُ أَيْضاً». ثُمَّ أَجْهَشْنَ ثَانِيَةً فِي الْبُكَاءِ بِصَوْتٍ مُرْتَفِعٍ. وَقَبَّلَتْ عُرْفَةُ حَمَاتَهَا وَفَارَقَتْهَا، أَمَّا رَاعُوثُ فَالْتَصَقَتْ بِها. فَقَالَتْ نُعْمِي لَهَا: «هَا سِلْفَتُكِ قَدْ رَجَعَتْ إِلَى قَوْمِهَا وَآلِهَتِهَا، فَافْعَلِي أَنْتِ مِثْلَهَا». فَأَجَابَتْهَا رَاعُوثُ: «لا تُلِحِّي عَلَيَّ كَيْ أَتْرُكَكِ وَأُفَارِقَكِ، لأَنَّهُ حَيْثُمَا ذَهَبْتِ أَذْهَبُ، وَحَيْثُمَا مَكَثْتِ أَمْكُثُ. شَعْبُكِ شَعْبِي، وَإِلَهُكِ إِلَهِي. حَيْثُمَا مُتِّ أَمُوتُ وَأُدْفَنُ. وَلْيُعَاقِبْنِي الرَّبُّ أَشَدَّ عِقَابٍ إِنْ تَخَلَّيْتُ عَنْكِ، وَلَنْ يُفَرِّقَنِي عَنْكِ سِوَى الْمَوْتِ». فَلَمَّا رَأَتْ أَنَّهَا مُصِرَّةٌ عَلَى الذَّهَابِ مَعَهَا، كَفَّتْ عَنْ مُحَاوَلَةِ إِقْنَاعِهَا بِالرُّجُوعِ. وَتَابَعَتَا سَيْرَهُمَا حَتَّى دَخَلَتَا بَيْتَ لَحْمٍ، وَمَا إِنْ بَلَغَتَا الْمَدِينَةَ حَتَّى أَثَارَ رُجُوعُهُمَا أَهْلَهَا وَتَسَاءَلُوا: «أَهَذِهِ هِيَ نُعْمِي؟» فَقَالَتْ لَهُمْ: «لا تَدْعُونِي نُعْمِي بَلْ مُرَّةَ، لأَنَّ اللهَ الْقَدِيرَ قَدْ مَرَّرَ حَيَاتِي. لَقَدْ خَرَجْتُ مُمْتَلِئَةً وَأَرْجَعَنِي الرَّبُّ فَارِغَةَ الْيَدَيْنِ. فَلِمَاذَا تَدْعُونَنِي نُعْمِيَ وَالرَّبُّ قَدْ أَذَلَّنِي وَالْقَدِيرُ قَدْ فَجَعَنِي؟». وَهَكَذَا رَجَعَتْ نُعْمِي وَكَنَّتُهَا رَاعُوثُ الْمُوآبِيَّةُ مِنْ بِلادِ مُوآبَ، فَكَانَ وُصُولُهُمَا إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ فِي مُسْتَهَلِّ مَوْسِمِ حَصَادِ الشَّعِيرِ. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 41144 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() قصة راعوث الموآبية ![]() راعوث تقابل بوعز في الحقل وَكَانَ لِنُعْمِي قَرِيبٌ وَاسِعُ الثَّرَاءِ وَالنُّفُوذِ، مِنْ عَشِيرَةِ أَلِيمَالِكَ زَوْجِهَا، اسْمُهُ بُوعَزُ. فَقَالَتْ رَاعُوثُ الْمُوآبِيَّةُ لِنُعْمِي: «دَعِينِي أَذْهَبُ إِلَى الْحَقْلِ وَأَلْتَقِطُ السَّنَابِلَ الْمُتَخَلِّفَةَ عَنْ أَيِّ وَاحِدٍ أَحْظَى بِرِضَاهُ». فَأَجَابَتْهَا: «اذْهَبِي يَا ابْنَتِي» فَمَضَتْ إِلَى حَقْلٍ وَشَرَعَتْ تَلْتَقِطُ السَّنَابِلَ وَرَاءَ الْحَصَّادِينَ. وَاتَّفَقَ أَنَّ قِطْعَةَ الْحَقْلِ الَّتِي رَاحَتْ رَاعُوثُ تَلْتَقِطُ مِنْهَا السَّنَابِلَ، كَانَتْ مِلْكاً لِبُوعَزَ مِنْ عَشِيرَةِ أَلِيمَالِكَ. وَجَاءَ بُوعَزُ مِنْ بَيْتِ لَحْمٍ وَقَالَ لِلْحَصَّادِينَ: «الرَّبُّ مَعَكُمْ». فَأَجَابُوهُ «يُبَارِكُكَ الرَّبُّ». فَسَأَلَ بُوعَزُ غُلَامَهُ الْمُشْرِفَ عَلَى الْحَصَّادِينَ: «مَنْ هَذِهِ الْفَتَاةُ؟» فَأَجَابَهُ: «هِيَ فَتَاةٌ مُوآبِيَّةٌ، رَجَعَتْ مَعْ نُعْمِي مِنْ بِلادِ مُوآبَ. وَطَلَبَتْ قَائِلَةً: دَعُونِي أَلْتَقِطُ وَأَجْمَعُ السَّنَابِلَ الْمُتَسَاقِطَةَ بَيْنَ الْحُزَمِ وَرَاءَ الْحَصَّادِينَ، وَقَدْ ظَلَّتْ تَلْتَقِطُ مِنَ الصَّبَاحِ إِلَى الآنَ، لَمْ تَسْتَرِحْ فِي الظِّلِّ إِلّا قَلِيلاً». فَقَالَ بُوعَزُ لِرَاعُوثَ: «اسْتَمِعِي يَا ابْنَتِي، امْكُثِي هُنَا لِتَلْتَقِطِي السَّنَابِلَ وَلا تَذْهَبِي إِلَى حَقْلٍ آخَرَ، وَلازِمِي فَتَيَاتِي الْعَامِلاتِ فِيهِ. رَاقِبِي الْحَقْلَ الَّذِي يَحْصُدُهُ الْحَصَّادُونَ وَاذْهَبِي وَرَاءَهُمْ، فَقَدْ أَوْصَيْتُ الْغِلْمَانَ أَلّا يَمَسُّوكِ بِسُوءٍ. وَإذَا شَعَرْتِ بِالْعَطَشِ فَاذْهَبِي وَاشْرَبِي مِنَ الآنِيَةِ الَّتِي مَلأُوهَا». فَانْحَنَتْ بِرَأْسِهَا إِلَى الأَرْضِ وَقَالَتْ لَهُ: «كَيْفَ لَقِيتُ حُظْوَةً لَدَيْكَ فَاهْتَمَمْتَ بِي أَنَا الْغَرِيبَةَ؟» فَأَجَابَهَا بُوعَزُ: «لَقَدْ بَلَغَنِي مَا أَحْسَنْتِ بِهِ إِلَى حَمَاتِكِ بَعْدَ مَوْتِ زَوْجِكِ، حَتَّى إِنَّكِ تَخَلَّيْتِ عَنْ أَبِيكِ وَأُمِّكِ وَأَرْضِ مَوْلِدِكِ، وَجِئْتِ إِلَى شَعْبٍ لَمْ تَعْرِفِيهِ مِنْ قَبْلُ. لِيُكَافِئْكِ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ، الَّذِي جِئْتِ لِتَحْتَمِيَ تَحْتَ جَنَاحَيْهِ، وَفْقاً لإِحْسَانِكِ. وَلْيَكُنْ أَجْرُكِ كَامِلاً مِنْ عِنْدِهِ». فَقَالَتْ: «لَيْتَنِي أَظَلُّ مُتَمَتِّعَةً بِرِضَى سَيِّدِي، فَقَدْ عَزَّيْتَنِي وَطَيَّبْتَ قَلْبَ جَارِيَتِكَ، مَعْ أَنَّنِي لَا أُسَاوِي وَاحِدَةً مِنْ جَوَارِيكَ». وَعِنْدَمَا حَلَّ مَوْعِدُ الأَكْلِ، قَالَ لَهَا بُوعَزُ: «تَقَدَّمِي وَكُلِي بَعْضَ الْخُبْزِ، وَاغْمِسِي لُقْمَتَكِ فِي الْخَمْرِ». فَجَلَسَتْ بِجَانِبِ الْحَصَّادِينَ، فَنَاوَلَهَا فَرِيكاً فَأَكَلَتْ وَشَبِعَتْ وَفَاضَ عَنْهَا. ثُمَّ قَامَتْ لِتَلْتَقِطَ سَنَابِلَ. فَأَمَرَ بُوعَزُ غِلْمَانَهُ قَائِلاً: «اتْرُكُوهَا تَلْتَقِطُ سَنَابِلَ بَيْنَ حُزَمِ الشَّعِيرِ أَيْضاً وَلا تَمَسُّوهَا بِأَذىً، بَلِ انْتَزِعُوا بَعْضَ السَّنَابِلِ مِنَ الْحُزَمِ وَاتْرُكُوهَا لَهَا لِتَلْتَقِطَهَا، وَلا تُضَايِقُوهَا». وَظَلَّتْ رَاعُوثُ تَلْتَقِطُ إِلَى الْمَسَاءِ. ثُمَّ خَبَطَتِ السَّنَابِلَ الَّتِي الْتَقَطَتْهَا فَوَجَدَتْ أَنَّهَا نَحْوَ إِيْفَةِ شَعِيرٍ (أَيْ نَحْوَ أَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ لِتْرَ شَعِيرٍ)، فَحَمَلَتْهَا وَقَدُمَتْ بِها إِلَى الْمَدِينَةِ. فَرَأَتْ حَمَاتُهَا مَا الْتَقَطَتْهُ، ثُمَّ أَخْرَجَتْ مَا فَاضَ عَنْهَا مِنْ طَعَامٍ بَعْدَ شَبْعِهَا وَأَعْطَتْهُ لِحَمَاتِهَا الَّتِي سَأَلَتْهَا: «أَيْنَ الْتَقَطْتِ الْيَوْمَ، وَفِي أَيِّ حَقْلٍ عَمِلْتِ؟ لِيُبَارِكِ الرَّبُّ مَنْ كَانَ عَطُوفاً عَلَيْكِ». فَأَخْبَرَتْ رَاعُوثُ حَمَاتَهَا عَمَّنِ اشْتَغَلَتْ فِي حَقْلِهِ وَقَالَتْ: «اسْمُ الرَّجُلِ الَّذِي عَمِلْتُ فِي حَقْلِهِ الْيَوْمَ هُوَ بُوعَزُ». فَقَالَتْ نُعْمِي لِكَنَّتِهَا: «لِيَكُنِ الرَّبُّ مُبَارَكاً لأَنَّهُ لَمْ يَتَخَلَّ عَنِ الإِحْسَانِ إِلَى الأَحْيَاءِ وَالأَمْوَاتِ». ثُمَّ اسْتَطْرَدَتْ: «إِنَّ الرَّجُلَ قَرِيبٌ لَنَا، وَهُوَ مِنْ أَوْلِيَائِنَا». فَقَالَتْ رَاعُوثُ الْمُوآبِيَّةُ: «لَقَدْ طَلَبَ مِنِّي أَنْ أُلازِمَ عُمَّالَهُ حَتَّى يَسْتَوْفُوا حَصَادَهُ». فَقَالَتْ نُعْمِي لِرَاعُوثَ كَنَّتِهَا: «خَيْرٌ لَكِ أَنْ تُلازِمِي فَتَيَاتِهِ لِئَلّا يَقَعَ بِكِ أَذىً لَوْ عَمِلْتِ فِي حَقْلِ آخَرَ». فَلازَمَتْ رَاعُوثُ فَتَيَاتِ بُوعَزَ اللّاقِطَاتِ السَّنَابِلَ، حَتَّى تَمَّ حَصَادُ الشَّعِيرِ وَالْقَمْحِ أَيْضاً وَأَقَامَتْ مَعْ حَمَاتِهَا. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 41145 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() قصة راعوث الموآبية ![]() قصة راعوث وبوعز – إن بعض الظن إثم وشاعت الأقاويل في القرية أن ربيع وسميرة يفكران في الاقتران. لا بل أعتقد البعض بأنهما سيهربان تحت جناح الظلام إلى القرية المجاورة، ليعقدا قرانهما ثم سيذهبان إلى شاطئ المتوسط اللازوردي حيث سيقضيان شهر العسل، ومن ثم يعودان إلى القرية ليعلنا أنهما زوج وزوجة وهكذا يصبح الأهل تحت وطأة الأمر الواقع. وذهبت بعض النساء إلى تسمية الفندق الذي سيقيمان فيه، وتحدثت إحداهن عن خطة هروب ربيع وسميرة من القرية. وفي صباح أحد الأيام هرعت سلمى إلى بيت جارتها أم فؤاد لتخبرها أنها اتصلت ببيت أم سميرة وعرفت بطريقة لبقة غير مباشرة أن سميرة لم تنم في البيت تلك الليلة. وتابعت سلمى: “ياجارة، لعب الفار في عبي، وأردت أن أعرف ما إذا كان ربيع غائبًا أيضًا عن بيته تلك الليلة.” “وماذا فعلت؟” قالت أم فؤاد. أجابت سلمى: “أتيت مستغيثة بك.” “وطيف؟ ماذا أفعل لك يا سلمى”. قالت سلمى: “أبو فؤاد وأبو ربيع صديقان حميمان، فهلاّ طلبت منه الاتصال بأبي ربيع لنعلم أحوال ربيع”. وبناءً على إصرار أم فؤاد لبّ الطلب أبو فؤاد. وكانت المفاجأة!!! ربيع ذهب في رحلة لعدة أيام، وقصدت سميرة بيت أختها، وتناقل أهل القرية الأحاديث وأصبح من المؤكد أن ربيع وسميرة هما الآن في شهر العسل! كم من المرات كنا ضحيَّة الشائعات والأحاديث الملفقة. وربما كنا أحيانًا نساعد على نقل ونشر هذه الشائعات. نظن فنؤكد، نرى فنجزم، نعتقد فنصدر الأحكام القاطعة، نسمع فنصدق دونما مناقشة، أو حكم سليم، أو محاولة لتقصي الوقائع لمعرفة فيما إذا كانت حقائق أو مجرد أحاديث وظنون لا أساس لها من الصحة. إن كل ما في الأمر، في قصتنا، هو أن ربيع ذهب لبيت سميرة لمساعدتها في حل بعض مسائل الرياضيات استعدادًا لامتحان الشهادة الثانويَّة، خاصة وأن ربيع في سنته الجامعيَّة الثالثة في كليَّة الرياضيات. وأما عن “ليلة شهر العسل” فقد أمضت سميرة تلك الليلة في منزل أختها لتعاونها بسبب مرض ولديها، وربيع ذهب في رحلة مع أصدقائه بعد أن أنهى لمتحانات الفصل الجامعي الثاني. لقد صدق القول: “إن بعض الظن لإثم…” هذه الحال مع الصعوبة التي سنعالجها الآن. يقولون: لقد طاب له السهر وفرح بغلة الحصاد فأكل وتلذذ بالأطياب الشهيَّة، وشرب محتسيًا الخمر إلى أن غلب عليه النعاس فنام. وفي نومه راودته الأحلام، وأحد هذه الأحلام أصبح حقيقة، عندما اندست امرأة شابة تفوح منها رائحة ذكيَّة طيبة في فراشه. وحصل ما تتوقع أن يحصل! هذا ما يقال عن قصة زواج بوعز وراعوث. وهذا هو نص الحادثة: “فَنَزَلَتْ إِلَى الْبَيْدَرِ وَعَمِلَتْ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَتْهَا بِهِ حَمَاتُهًا. فَأَكَلَ بُوعَزُ وَشَرِبَ وَطَابَ قَلْبُهُ وَدَخَلَ لِيَضْطَجعَ فِي طَرَفِ الْعَرَمَةِ. فَدَخَلَتْ سِرًّا وَكَشَفَتْ نَاحِيَةَ رِجْلَيْهِ وَاضْطَجَعَتْ. وَكَانَ عِنْدَ انْتِصَافِ اللَّيْلِ أَنَّ الرَّجُلَ اضْطَرَبَ، وَالْتَفَتَ وَإِذَا بِامْرَأَةٍ مُضْطَجِعَةٍ عِنْدَ رِجْلَيْهِ. فَقَالَ: “مَنْ أَنْتِ؟” فَقَالَتْ: “أَنَا رَاعُوثُ أَمَتُكَ. فَابْسُطْ ذَيْلَ ثَوْبِكَ عَلَى أَمَتِكَ لأَنَّكَ وَلِي”. فَقَالَ: “إِنَّكِ مُبَارَكَةٌ مِنَ الرَّبِّ يَابِنْتِي لأَنَّكِ قَدْ أَحْسَنْتِ مَعْرُوفَكِ فِي الأَخِيرِ أَكْثَرَ مِنَ الأَوَّل، إِذْ لَمْ تَسْعَىْ وَرَاءَ الشُّبَّانِ، فُقَرَاءَ كَانُوا أَوْ أَغْنِيَاءَ. وَالآنَ يَابِنْتِي لاَ تَخَافِي. كُلُّ مَا تَقُولِينَ أَفْعَلُ لَكِ، لأَنَّ جَمِيعَ أَبْوَابِ شَعْبِي تَعْلَمُ أَنَّكِ امْرَأَةٌ فَاضِلَةٌ. وَالآنَ صَحِيحٌ أَنِّي وَلِيٌّ، وَلَكِنْ يُوجَدُ وَلِيٌّ أَقْرَبُ مِنِّي. بِيتِي اللَّيلَةَ، وَيَكُونُ فِي الصَّبَاحِ أَنَّهُ إِنْ قَضَى لَكِ حَقَّ الْوَلِيِّ فَحَسَنًا. لِيَقْضِ. وَإِنْ لَمْ يَشَأْ أَنْ يَقْضِي لَكِ حَقَّ الْوَلِيِّ، فَأَنَا أَقْضِي لَكِ. حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ. اِضْجِعِي إِلَى الصَّبَاح”. فَاضْطَجَعَتْ عِنْدَ رَجْلَيْهِ إِلَى الصَّبَاحِ. ثُمَّ قَامَتْ قَبْلَ أَنْ يَقْدِرَ الْوَاحِدُ عَلَى مَعْرِفَةِ صَاحِبِهِ. وَقَالَ: “لاَ يُعْلَمْ أَنَّ الْمَرْأَةَ جَاءَتْ إِلَى الْبَيْدَر”. ثُمَّ قَالَ: “هَاتِي الرِّدَاءَ الَّذِي عَلَيْكِ وَأَمْسِكِيه”. فَأمْسَكَتْهُ، فَاكْتَالَ سِتَّةً مِنَ الشَّعِيرِ وَوَضَعَهَا عَلَيْهَا، ثُمَّ دَخَلَ الْمَدِينَة” (راعوث 6:3-15).إن دراسة موضوعيَّة وقراءة جيدة للنص ترينا أن الأقوال أعلاه عن بوعز وراعوث ما هي إلا ظنون مثلها مثل قصة زواج ربيع وسميرة. جاء في الآية السابعة من المقطع أعلاه أن بوعز كان في “روح طيبة”. إن هذا التعبير لا يعني بأنه كان سكرانًا بالخمر، بل يعني أنه كان فرحًا، مسرورًا، في مزاج حسن. لقد وردت هذه العبارة في عِدَّة أماكن أخرى وهي لا تعني السكر (قضاة 20:18، 1 ملوك 7:21، جامعة 3:7). عندما كنت صغيرًا كنت أرافق جدتي ووالدي أحيانًا إلى الحصاد. لم أكن أعلم كيف أحصد، ولكن كنت أستطيع رؤية العرق على جباه جدتي ووالدي والحصادين. كانت الشمس ساطعة، وحسك سنابل القمح ينخز الأنامل، ولفحات الريح الشرقيَّة الحارة تجفف الحلق. وعند المساء كنا نعود إلى القرية، وكم كانت جدتي تفرح إذ تستلقي على كومة السنابل في بيادر القرية. هكذا فرح واستراح بوعز مطمئنًا فرحًا بعد نهاية يوم متعب من الحصاد. ونام قرير العين شاكرًا ربّه على خيراته وبركاته، كما نتوقع من الأتقياء أن يفعلوا أيام الحصاد، حيث تظهر بركات الله بشكل واضح وجلي. وفي الليل جاءت راعوث بسريَّة (انظر قضاة 21:4 و1 صموئيل 4:24)، وكشفت عن قدميه بينما كان نائمًا عند طرف كومة الحنطة، وربما كان هناك العديد من الأشخاص نائمين على البيادر كما هي العادة الجارية قديمًا وحديثًا، ولكن راعوث أدت عملها بهدوء فلم يلحظها أحد. وعند حوالي منتصف الليل أحس بوعز بشيء عند قدميه فارتعد (“خرد” في العبريَّة، وتعني حرفيًا ارتجف من الخوف وقد وردت في خروج 16:19، 1 صموئيل 15:14، 5:28، إشعياء 11:32). عند ذلك أراد أن يعلم ماذا هنالك يزعجه ويقض مضجعه. إن الكلمة المترجمة “التفت” (الكلمة في العبريَّة هي “لفت”) قد تعني استدار، وكأنه كان نائمًا على بطنه أو جنبه، وقد تعني تحسس بمعنى أنه فتش عن عصاه، وهذا المعنى الثاني مبني على فهم للأصل الأكاديمي المترجم إلى العربيَّة “التفت” (“لفتو” في الأكاديَّة). على كل حال، الأمر الواضح أنه فوجئ بوجود شيء ما وأراد معرفة ماهيته. ويكشف بوعز وجود امرأة عند قدميه. كيف عرف أنها امرأة؟ ربما من ثيابها أو شعرها. ويتساءل القارئ، ماذا سيكون موقف بوعز الآن؟ هل سيغضب أو سيفرح أو سيخجل؟ هل ستحقق نعمى – حماة راعوث – مأربها (الآية 4) الآن بأن تجتذب راعوث قلب بوعز نسيبها؟ اعتاد بوعز أن يخاطب راعوث بالقول: يا ابنتي (8:2 و10:3)، ولكنه لم يناديها هكذا الآن، إن عدم مناداته لها كذلك يعني أنه لم يعرف من هي بعد، فلذلك يسألها: “من أنتِ؟” أجابت: “أنا أمتك راعوث” (الآية 9). لم تستخدم راعوث التعبير: “شبخا”، الذي يصف الطبقة الدنيا من الخدم بل “أمتك”، والأمة يحق لها أن تصبح جارية أو زوجة. وتستعمل راعوث العبارة الاصطلاحيَّة إلى الزواج وقد استخدمت كذلك في حزقيال 8:16، تثنية 30:22، 20:27، ملاخي 16:2، ومن خلال ردّ بوعز على طلب راعوث نعلم أنها تقصد مسألة الزواج. إن عادة طرح الرداء على الزوجة المرتقبة عادة معروفة في الشرق الأدنى القديم، ويشير بعض الباحثين إلى أن هذه العادة ما زالت جارية لدى بعض القبائل العربيَّة في الوقت الحاضر. وتدل على استعداد الزوج لوضع الزوجة تحت حمايته ورعايته، في حفظه وكنفه. نسمع مرارًا التعبير: “لازم تتزوج حتى تنستر” أو “الزواج سترة” هذه التعابير العاميَّة مرادفة إلى حد بعيد للعبارة التي استخدمتها راعوث. ويجدر بالملاحظة أن كلمة “رداء” هي “كنف” في العبريَّة (والعربيَّة أيضًا) وقد استعملها بوعز في أمنية أو صلاة (12:2)، وكأن راعوث تطلب منه أن يحقق أمنيته أو صلاته بنفسه. يقودنا هذا الأمر للقول بأن زواج راعوث من بوعز يعتبر تدخلاً إلهيًّا، إذ يضعها الله فيه تحت حمايته (كنفه) أيضًا بينما تكون تحت حماية (كنف) بوعز. يستعمل الله الإنسان ليحقق مقاصده الإلهيَّة في حياة البشر. يستخدم الله “جناح” بوعز ليضعها تحت “جناحه” تعالى. فما أعظم تدبير القدير! ويا لها من مسئوليَّة أن نشارك الله في تحقيق مقاصده! وتذكر راعوث سببًا يوجب اقتران بوعز منها، فهو “وليها” (قارن مع قول نعمى 20:2 و2:3). ويمدحها بوعز لأجل محبتها العائليَّة ويثني على ولائها للعائلة. وربما تتساءل: لماذا لم تتبع راعوث نصيحة حماتها بحذافيرها، ألا وهي الحظوة بزوج؟ إن اهتمام نعمى هو أن تؤمن زوجًا لراعوث (8:1-9، 11-13، 1:3)، ولكن راعوث ذهبت خطوة أبعد فقد طلبت “وليّا”، وعلى الولي تأمين الرعاية لكل أفراد العائلة وهذا بالطبع يشمل نعمى. هلا لاحظنا فطنة راعوث وحكمتها؟ راعوث الموآبيَّة تحت وتهتم بالآخرين، فلا عجب إذن أن يكرمها الله ويختارها تعالى لتكون في عداد النساء اللواتي جاء المسيح يسوع من صلبهنّ. يشير بوعز في الآية العاشرة إلى حدثين أظهرت راعوث خلالهما شهامة لا مثيل لها. كان الحدث الأول هو التصاقها بحماتها (11:2)، والثاني قبولها لبوعز معلتة بذلك ولاءها واحترامها للروابط العائليَّة التي تربط عائلة بوعز وعائلة نعمى، حماة راعوث. ويمدح بوعز طهارة راعوث التي ظهرت في عفتها: “إَذْ لَمْ تَسْعَىْ وَرَاءَ الشُّبَّانِ، فُقَرَاءَ كَانُوا أَوْ أَغْبِيَاء”، يرتبط الفعل “تسعى” بفعل الممارسة الجنسيَّة كما يظهر من أمثال 7:22 وهوشع 2:5، إن راعوث لم تحب المال، ولذلك لم تختر الأغنياء، ولم تجري وراء عواطفها لتختار الفقراء، لكنها حافظت على الولاء العائلي. ألا يذكرنا هذا بالقول: “لا يهتم كل واحد بنفسه بل ما هو لآخرين أيضًا”. إن راعوث هي مثال في التضحيَّة والعطاء والخدمة الحقة (راجع فيلبي 1:2-11، رومية 10:12و14، متَّى 11:23، لوقا 24:22-27). ويؤكد بوعز أنه سيفعل لها ما تريد، ولكن هناك عائق يقف في طريقه ألا وهو وجود قريب أكثر قربًا منه إلى نعمى حماتها. ولكن ألم تعرف راعوث بهذا القريب الآخر؟ يبدو من سياق النص ومجريات الأمور أنها لم تعرف به. وماذا عن نعمى؟ من المحتمل جدًا أن تكون نعمى قد علمت عن القريب الآخر ولكنها أرادت أن تتزوج راعوث من بوعز، لكونه عامل راعوث بلطف ومحبة عندما عملت في حقوله (2:3). وربما اعتقدت نعمى أن كون بوعز رجل شريف سيكون وسيطًا بين العادة الجارية والمجتمع والشخص الآخر. ويشير المدراش أن القريب هو شقيق أليمالك أو عم بوعز أو شقيقه الأكبر. ويدعو بوعز راعوث لقضاء الليلة حيث هو. وأمام هذه الدعوة يفرح أمثال سلمى وأم فؤاد في قصتنا أعلاه، ويقولون: ماذا حصل في تلك الليلة بين راعوث وبوعز؟ وردًّا على ذلك أقول: أولاً، يستخدم كاتب النص الفعل العبري “لون” أي “تمكث” وهو لا يتضمن أيَّة اشارة إلى ممارسة أيَّة علاقة جنسيَّة مثل الفعل العبري “شكب” المستخدم للإشارة إلى الممارسة الجنسيَّة. ومن ناحية أخرى، فقد استخدمت راعوث هذا الفعل (ترجم “أبيت” في العبريَّة) في قولها لحماتها: “لاَ تُلِحِّي عَلَيَّ أَنْ أَتْرُكَكِ وَأَرْجعَ عَنْكِ، لأَنَّهُ حَيْثُمَا ذَهَبْتِ أَذْهَبُ وَحَيْثُمَا بِتِّ أَبِيتُ. شَعْبُكِ شَعْبِي وَإِلَهُكِ إِلهِي” (16:1)، واستخدام الفعل ذاته هنا قد تكون له دلالته لدى كاتب كتاب راعوث للإشارة إلى أن تمسكها وأمانتها لحماتها، ستكون له مجازاة وهي الزواج فيما بعد من بوعز. ثانيًا، إن التركيب “هذه الليلة” يشير إلى “ماتبقى من الليلة”. ومن يترك امرأة لتسير لوحدها في منتصف الليل من بيادر القرية إلى منزلها. وبذلك حفظها من خطر السكارى بعد الحصاد أو اللصوص في الليل، وبالطبع فإن بوعز حافظ على سمعتها أيَضًا. لأنه ماذا يقول الناس عن امرأة عائدة من بيادر القرية وهي تسير في طرقاتها بعد منتصف الليل؟ ثالثًا، إن رجلاً شهمًا مثل بوعز لن يسمح بنفسه بالتورط في فعلة لا تحمد عقباها، وهو متأكد أن راعوث ستصبح له زوجة في القريب العاجل. فلماذا يشوه سمعته وسمعتها؟ أخيرًا، وهل ننسى أن راعوث وبوعز لم يكونا في مدينة مانيلا أو شوارع نيويورك أو شيكاغو، وهل ننسى البيئة الشرقيَّة المحافظة والتقاليد العريقة التي لا تترك مجالاً لمثل هذه الفعلة الشنعاء. إن وددت متابعة قراءة قصة زواج راعوث من بوعز، وأن تستمتع بهذه القصَّة الممتعة فإنني أشجعك على قراءة ذلك في كتاب راعوث في العهد القديم. ففي هذه القصَّة العديد من الفوائد النافعة لحياتنا. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 41146 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() قصة راعوث الموآبية ![]() راعوث هي أحد شخصيات الكتاب المقدس وهي الشخصية الرئيسية في سفر راعوث. وهو أول سفر مسمى باسم إمراة نظرا للرتبة الفائقة التي وصلت إليها راعوث تذكر في إنجيل متى كأحد أسلاف يسوع هي امرأة موآبية وهي أيضًا زوجة بوعز جد أب الملك داوود |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 41147 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() قصة راعوث الموآبية ![]() مشكلة أرض أليمالك: ربما باع أليمالك أرضه قبل أن يذهب إلى موآب وكانت الأرض تعود لصاحبها أو ورثة صاحبها فى سنة اليوبيل. وإن لن تكن سنة اليوبيل قد أتت كان على صاحبها أن يدفع ما تبقى من ثمنها ليستردها. وفى حالة أليمالك فقد مات هو ومات أولاده فمن يرث الأرض ؟ هنا تذهب الأرض لإخوته وإن لم اكن لهُ أخوة تذهب لأقرب نسيب، ولكن الأرض ليست من حق نعمى ولا راعوث كميراث، فقط من حقهن أن يعشن منها ولكن فى حالة موتهن تذهب الأرض إلى أقرب نسيب. ولكن نعمى وراعوث لا يملكن ما يدفعنه لمالك الأرض الحالى ليستردوا الأرض ويعيشوا منها. فكان لابد لأقرب ولى أن يدفع هو ما يجب دفعه للمالك الحالى، ولكن الولى الأول رفض ذلك، هو قبل أن يدفع ليحرر الأرض لأنه يعلم أنه فى حالة موت نعمى وراعوث تصبح الأرض ملكاً لهُ هو أو لورثته. ولكن حين عُرض عليه أن يتزوج راعوث لم يقبل ربما لفقرها أو لأنها عملت أجيرة.. ألخ. ولكن الأهم من هذا كله أنه رفض لأنه يعلم أنه بزواجه من راعوث يقيم نسلاً للميت أى محلون وبذلك تكون الأرض لإبن راعوث ولراعوث وليس لهُ هو فالمولود الأول يُنسب فى هذه الحالة (حالة زواج أرملة المتوفى من أقرب ولى) للزوج الميت وليس للولى. وهذه الشريعة وُضَعتْ حتى لا تذهب الأرض إلى أجنبى وحتى لا تنقرض أى أسرة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 41148 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() "كلمتين من القلب الحياة في زمن كورونا". "ما أصعب المشهد في زمن كورونا وفعلا مايحدث يتوافق مع زمن الوباء الذي جاء ذكره في سفر عاموس، أو ما جاء في سفر أرميا"، "ومع صعوبة المشهد الحالي في كل بقاع العالم تعالوا نتصالح ونتصافي ونتسامح فالعمر لم يعد مضمونا والموت اصبح قريبا منا". "ارحموا ترحموا طوبي للرحماء لانهم يرحمون)، وهذا ما يجب أن نركز عليه اليوم قبل غدًا". القس اثناسيوس راعي أول كنيسة باسم البابا شنودة الثالث |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 41149 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ويريحك الرب من اتعباك في يوم صنع لمشيئته في حياتك ويرتب افكارك ويهدم كل يأسك وفقدان الامل لديك ويجعل للفرح والسعادة مسكننا في قلبك وينزع من قلبك الحزن والتنهد ويجعلك شخصاً متميزاً ومثمراًفي الارض ويرد اليك البهجه ويصنع معك خيرا فيمتلئ قلبك بالراحه والفرح وتسكن مطمئننا ![]() |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 41150 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() السامرية تتوب
![]() "تاملات في الأحد الثالث من الخمسين المقدسة" تقدِّم لنا الكنيسة لقاء المرأة السامرية مع السيد المسيح كنموذج للقاء كل إنسان مع المسيح. والسامرة منطقة بين الجليل في الشمال واليهودية في الجنوب، وأهل السامرة هم بقايا العشرة أسباط الذين رجعوا من السبى وسكنوا في الشمال من أرض كنعان. وبسبب اختلاطهم بالأُمم وتزاوجهم معهم، فقدوا شخصيتهم كيهود وحُرِموا من العبادة في هيكل أورشليم، فكان لهم هيكلهم الخاص على جبل جرزيم، وتقع بئر يعقوب - التي جلس عليها السيد المسيح - على سفح هذا الجبل. وعلى جبل جرزيم تقابل أبو الآباء إبراهيم مع ملكي صادق. والمعروف أن يعقوب أبا الأسباط لمَّا رجع من فدان آرام، بنى مذبحاً هناك ودعاه إيل إله إسرائيل. وتقول التقاليد أيضاً إن إبراهيم بنى مذبحاً على جرزيم لتقديم إسحق ذبيحة عليه. ويتميَّز لقاء السامرية مع السيد المسيح بكثير من التعاليم الروحية نقتطف منها: - لم يكن مصادفة أن يأتي السيد المسيح إلى البئر في الوقت الذي تأتي فيه السامرية لتستقي، وإنما هى خطة الله وتدبيره لخلاص الإنسان. - السيد المسيح هو الذي يبدأ الحديث: «أعطني لأشرب». وهكذا فإن الله دائماً هو الذي يسعى إلى خلاص نفس الإنسان: «ها أنا واقف على الباب وأقرع» (رؤ 3: 20)، ويبدو كأنه هو المحتاج إلى الإنسان، كما يقول القديس غريغوريوس: ”لم تكن أنت المحتاج إلى عبوديتي، بل أنا المحتاج إلى ربوبيتك“. ويطلب السيد المسيح كمحتاجٍ إلى أن يشرب!! هل يعطش الذي قال: «أنا أُعطي العطشان من ينبوع ماء الحياة مجاناً» (رؤ 21: 6)، و«من يعطش فليأتِ» (رؤ 22: 17)؛ ولكن عطش السيد المسيح لم يكن عطشاً للماء، بل إلى نفس السامرية، فهو قد صرخ على الصليب قائلاً: «أنا عطشان»، لم يكن عطشاً إلى الماء بل إلى نفوس الذين صلبوه ليُخلِّصهم. ++المسيح يقترب إلى الإنسان، ولكن الإنسان يضع الحواجز بينه وبين المسيح!! ف عند بئر يعقوب. التقى السيد المسيح بالمرأة السامرية عند بئر ماء وهو صاحب الينبوع الحي الذي يمنح الماء الحي لمن يطلبه. كانت المرأة تعيش في مشكلتين في علاقتها بالله: المشكلة الأولى: مشكلة عرقية لها صلة بالدين وحرفيته والتعصب فيه. والمشكلة الثانية: مشكلة داخلية تخص انقيادها لرغبات الجسد وشهواته. القس يوساب عزت أستاذ القانون الكنسيّ والكتاب المقدس بالكلية الاكليريكية والمعاهد الدينية |
||||