منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21 - 05 - 2021, 11:00 PM   رقم المشاركة : ( 41061 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

صلاة من أجل المرضى والمتعبين الواقعين في اليأس الشديد



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



يارب يا قوتي من أجـل كـل المتعبين والحزانى والمرضى أرفع صـلاتي إليك وأقول: أنا اعتمـد علـى قوتك أنت يارب ومعك لاأزيد شيئا على االرض.

كثـرة االالام والمشاكل والاحزان والامراض أثقلت قلوبنا. يارب أنت تعـرف كل شـيء تعرف الماضـي والحاضر والمستقبل. تعرف يا الهي كم اعتمدنا على أنفسنا وعلـى الغير في حـل مشاكلنا.
لكـن اليوم ياربي ويا مخلـلض أنحني أمامك، واضعاً أمامك كل آلامي ومتاعبي وآلام ومتاعب أحبتي إني أثق بمحبتك.
أنا اليوم عـدت طفل صغير أسكب دموعي أمام أبي الذي يحبنـي و أرتمي في أحضانه لاستريح. واثقا أنه عندك حلول كثيرة، أنت يا إلهي ترى أتعابنا. وأنت مريح التعابى.
أنت يا إلهـي تحس بأوجاعنا وأنت تحمل أوجاعنا وآلامنا. أنت يا إلهي ترى المظلومين، وأنت تحارب عنهم. أنا أعتمد على قوتك يارب، ومعك لا أريد شيئا على الارض.
اليوم سأذهب الى فراشي، ولاول مرة دون دمـوع لاني سأنام بين أحضانك يا أبي. آمين
 
قديم 22 - 05 - 2021, 11:38 AM   رقم المشاركة : ( 41062 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

رِاعوث الموآبية


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






اسم موآبي ربما كان معناه "جميلة" وهي فتاة موآبية تزوجت أولًا بمحلون بن أليمالك من سبط يهوذا. ولما مات زوجها لصقت بحماتها نعمي ورافقتها إلى بيت لحم تاركة شعبها وبيت أبيها في موآب. فكافأها الرب على صنيعها إذ وجدت نعمة في عيني بوعز الذي تزوجها. وبهذا صارت ضمن سلسلة نسب داود والمسيح. وقصتها مذكورة في سفر راعوث.

لا يوجد أسم "راعوث " في العهد القديم إلا في السفر المسمى باسمها، ولعل اسمها يعنى "صديقة" أو "صاحبه" [(خر 11: 2) - "وكل امرأة من صاحبتها"] وجاءت الكلمة في "قاموس اكسفورد العبرى بأنها تعنى "صداقة" .

يروى سفر راعوث بالتفصيل تاريخ الحدث الفاصل الذي بموجبه أصبحت راعوث الجدة التي أتى منها داود والبيت الملكي في يهوذا، وله من هذه الناحية، أهمية خاصة إذ يفسر لنا الصداقة الوطيدة أو التحالف بين إسرائيل وموآب في أيام داود، ومن المحتمل أن الاسم نفسه يشير إلى هذا المضمون.



(1) التاريخ:

حدثت القصة في زمن القضاة (را 1: 1) في فترة مجاعة عظيمة في أرض إسرائيل، حين لجأ أليمالك من بيت لحم هو وامرأته وابناه إلى أرض موآب، وهناك مات بعد فترة من الزمن- لم تحدد بالضبط (را 1: 3)، ثم مات أبناه بعد ما تزوجا بامرأتين من موآب في خلال عشر سنوات أخرى وتركا أرملتيهما عرفة وراعوث (را 1: 5).

ثم قررت "نعمى" العودة إلى أرض يهوذا، ورافقهما كنتاها في الطريق إلى أرض يهوذا (را 1: 7)، ثم رجعت عرفة، وظلت راعوث ملازمة لنعمى في رحلة العودة إلى بيت لحم، حيث وصلتا في ابتداء حصاد الشعير (را 1: 22).

ويبدو واضحًا من بداية القصة، تقوى وإخلاص راعوث، حيث أنها رفضت أن تترك حماتها بالرغم من مناشدة نعمى لها ثلاث مرات أن تتركها، لتقدمها في السن ولأن فرص الحياة أمام راعوث ستكون أفضل في وطنها . لقد خضعت عرفة لإلحاح نعمى ورجعت إلى موآب، أما راعوث فلازمت نعمى قائلة لها "لا تلحي علىَّ أن أتركك وأرجع عنك لأنه حيثما ذهبت أذهب وحيثما بت أبيت. شعبك شعبي وإلهك إلهي. حيثما مت أموت وهناك أندفن. هكذا يفعل الرب بي وهكذا يزيد. إنما الموت يفصل بيني وبينك" (را 1: 16 و17).

عملت راعوث في بيت لحم في التقاط سنابل الشعير في الحقول في موسم الحصاد، ولاحظها بوعز- صاحب الحقل- وكان ذا قرابة لأليمالك حميها، وسمح لها بوعز أن تلتقط طيلة أيام الحصاد، وقال لها إنه سمع عن وفائها وإخلاصها لحماتها، وأمر غلمانه الحصادين بأن يتعمدوا أسقاط السنابل من الحزم لتلتقطها (را 2: 15 و16)، وهكذا استطاعت أن تعود إلى نعمى في المساء ومعها إيفة شعير (را 2: 17)،ولما سئلت عن سر نجاحها في جمع السنابل، ذكرت أنه بفضل رعاية بوعز لها والأوامر التي أصدرها لغلمانه، وهكذا ظلت تلتقط مع فتيانه طوال مدة حصاد الشعير وحصاد الحنطة. وسكنت مع حماتها (را 2: 22 و23).

اهتمت نعمى بأن تتزوج راعوث ثانية وذلك لخير راعوث، وإطاعة أيضا لأحكام شريعة إسرائيل، فأرسلتها إلى بوعز لتذكره بواجبه لقرابته لزوجها أليمالك (را 3: 1).

سلم بوعز بهذا الطلب ووعد بالزواج من راعوث إذا تحقق شرعيًا أن الولي الأقرب منه، أبى أن يقضى لها حق الولي (3: 8-13). أيقنت نعمى أن بوعز لابد أن يتمم وعده، ونصحت راعوث بالانتظار والصبر.



قام بوعز باتخاذ كل الإجراءات الشرعية للوصول إلى قرار، فدعا الولي الأقرب أمام عشرة من الشيوخ عند مدخل المدينة، وقص عليه ظروف عودة نعمى ورغبتها في تزويج راعوث حتى تستقر في أرض إسرائيل، وطلب منه أن يفصح عن نيته، فأعلن هذا الولي -الذي لم يذكر اسمه ولا درجة قرابته- عدم قدرته على تحمل هذه المسئولية، وهكذا أصبح من حق بوعز شرعًا أن يتزوج راعوث حسب التقاليد القديمة في إسرائيل (را 4: 6-8).

قبل بوعز القيام بالواجب الذي انتقل إليه، وشهد بذلك الشيوخ وجميع الموجودين، ونطقوا بالبركة الرسمية على زواج بوعز من راعوث (را 4: 9-12) وعندما ولدت راعوث ابنا، باركت نساء المدينة نعمى لأنها ضمنت استمرار اسم عائلتها في وسط إسرائيل، وصارت نعمى مربية له. ودعي اسمه "عوبيد" الذي صار -عن طريق ابنه يسى- جدًا لداود الملك (مت 1: 5 و6، لو 3: 31و 32).



(2) أهمية القصة:

لذلك كان لتاريخ راعوث أهمية خاصة لأنها أصبحت حلقة في سلسلة نسب أعظم ملوك إسرائيل. وتعتبر القصة أنشودة تاريخية ترينا كيف أن خدمة راعوث المخلصة المنبعثة عن محبتها الصادقة لحماتها، كان لها جزاؤها المناسب في حصولها على السعادة والسلام في حياة عائلية هانئة.

وتذكر في ثنايا الأحداث، بعض عادات الزواج القديمة في إسرائيل، التي كانت قد اندثرت في وقت كتابة السفر.

إن القصة موجزة، وتروى بأسلوب بسيط لا تكلف فيه، لهذا لن تفقد أصالتها وأهميتها، لقد حفظت لنا ذكرى أحداث قد تكون أهميتها القومية قد مضت، ولكن ستظل لها قيمتها لبساطتها وروعتها وصدقها.
 
قديم 22 - 05 - 2021, 11:39 AM   رقم المشاركة : ( 41063 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

رِاعوث الموآبية


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



التاريخ:

حدثت القصة في زمن القضاة (را 1: 1) في فترة مجاعة عظيمة في أرض إسرائيل، حين لجأ أليمالك من بيت لحم هو وامرأته وابناه إلى أرض موآب، وهناك مات بعد فترة من الزمن- لم تحدد بالضبط (را 1: 3)، ثم مات أبناه بعد ما تزوجا بامرأتين من موآب في خلال عشر سنوات أخرى وتركا أرملتيهما عرفة وراعوث (را 1: 5).

ثم قررت "نعمى" العودة إلى أرض يهوذا، ورافقهما كنتاها في الطريق إلى أرض يهوذا (را 1: 7)، ثم رجعت عرفة، وظلت راعوث ملازمة لنعمى في رحلة العودة إلى بيت لحم، حيث وصلتا في ابتداء حصاد الشعير (را 1: 22).

ويبدو واضحًا من بداية القصة، تقوى وإخلاص راعوث، حيث أنها رفضت أن تترك حماتها بالرغم من مناشدة نعمى لها ثلاث مرات أن تتركها، لتقدمها في السن ولأن فرص الحياة أمام راعوث ستكون أفضل في وطنها . لقد خضعت عرفة لإلحاح نعمى ورجعت إلى موآب، أما راعوث فلازمت نعمى قائلة لها "لا تلحي علىَّ أن أتركك وأرجع عنك لأنه حيثما ذهبت أذهب وحيثما بت أبيت. شعبك شعبي وإلهك إلهي. حيثما مت أموت وهناك أندفن. هكذا يفعل الرب بي وهكذا يزيد. إنما الموت يفصل بيني وبينك" (را 1: 16 و17).

عملت راعوث في بيت لحم في التقاط سنابل الشعير في الحقول في موسم الحصاد، ولاحظها بوعز- صاحب الحقل- وكان ذا قرابة لأليمالك حميها، وسمح لها بوعز أن تلتقط طيلة أيام الحصاد، وقال لها إنه سمع عن وفائها وإخلاصها لحماتها، وأمر غلمانه الحصادين بأن يتعمدوا أسقاط السنابل من الحزم لتلتقطها (را 2: 15 و16)، وهكذا استطاعت أن تعود إلى نعمى في المساء ومعها إيفة شعير (را 2: 17)،ولما سئلت عن سر نجاحها في جمع السنابل، ذكرت أنه بفضل رعاية بوعز لها والأوامر التي أصدرها لغلمانه، وهكذا ظلت تلتقط مع فتيانه طوال مدة حصاد الشعير وحصاد الحنطة. وسكنت مع حماتها (را 2: 22 و23).

اهتمت نعمى بأن تتزوج راعوث ثانية وذلك لخير راعوث، وإطاعة أيضا لأحكام شريعة إسرائيل، فأرسلتها إلى بوعز لتذكره بواجبه لقرابته لزوجها أليمالك (را 3: 1).

سلم بوعز بهذا الطلب ووعد بالزواج من راعوث إذا تحقق شرعيًا أن الولي الأقرب منه، أبى أن يقضى لها حق الولي (3: 8-13). أيقنت نعمى أن بوعز لابد أن يتمم وعده، ونصحت راعوث بالانتظار والصبر.




قام بوعز باتخاذ كل الإجراءات الشرعية للوصول إلى قرار، فدعا الولي الأقرب أمام عشرة من الشيوخ عند مدخل المدينة، وقص عليه ظروف عودة نعمى ورغبتها في تزويج راعوث حتى تستقر في أرض إسرائيل، وطلب منه أن يفصح عن نيته، فأعلن هذا الولي -الذي لم يذكر اسمه ولا درجة قرابته- عدم قدرته على تحمل هذه المسئولية، وهكذا أصبح من حق بوعز شرعًا أن يتزوج راعوث حسب التقاليد القديمة في إسرائيل (را 4: 6-8).

قبل بوعز القيام بالواجب الذي انتقل إليه، وشهد بذلك الشيوخ وجميع الموجودين، ونطقوا بالبركة الرسمية على زواج بوعز من راعوث (را 4: 9-12) وعندما ولدت راعوث ابنا، باركت نساء المدينة نعمى لأنها ضمنت استمرار اسم عائلتها في وسط إسرائيل، وصارت نعمى مربية له. ودعي اسمه "عوبيد" الذي صار -عن طريق ابنه يسى- جدًا لداود الملك (مت 1: 5 و6، لو 3: 31و 32).
 
قديم 22 - 05 - 2021, 11:40 AM   رقم المشاركة : ( 41064 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

رِاعوث الموآبية


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


أهمية القصة:

لذلك كان لتاريخ راعوث أهمية خاصة لأنها أصبحت حلقة في سلسلة نسب أعظم ملوك إسرائيل. وتعتبر القصة أنشودة تاريخية ترينا كيف أن خدمة راعوث المخلصة المنبعثة عن محبتها الصادقة لحماتها، كان لها جزاؤها المناسب في حصولها على السعادة والسلام في حياة عائلية هانئة.

وتذكر في ثنايا الأحداث، بعض عادات الزواج القديمة في إسرائيل، التي كانت قد اندثرت في وقت كتابة السفر.

إن القصة موجزة، وتروى بأسلوب بسيط لا تكلف فيه، لهذا لن تفقد أصالتها وأهميتها، لقد حفظت لنا ذكرى أحداث قد تكون أهميتها القومية قد مضت، ولكن ستظل لها قيمتها لبساطتها وروعتها وصدقها.
 
قديم 22 - 05 - 2021, 11:44 AM   رقم المشاركة : ( 41065 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

رِاعوث الموآبية


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



«حيثما ذهبتِ أذهب»‏

كَيْفَ كَانَتْ رِحْلَةُ رَاعُوثَ وَنُعْمِي وَلِمَ ظ±سْتَأْثَرَ ظ±لْحُزْنَ بِهِمَا؟‏ (‏ب)‏ مَا ظ±لْفَارِقُ بَيْنَ رَاعُوثَ وَنُعْمِي ظ±لذَّاهِبَتَيْنِ إِلَى إِسْرَائِيلَ؟‏ سَارَتْ رَاعُوثُ إِلَى جَانِبِ نُعْمِي فِي ظ±لطَّرِيقِ ظ±لَّذِي يَخْتَرِقُ سُهُولَ مُوآبَ ظ±لْمُرْتَفِعَةَ.‏ كَانَتْ هَاتَانِ ظ±لْمَرْأَتَانِ مَغْلُوبَتَيْنِ عَلَى أَمْرِهِمَا،‏ وَحِيدَتَيْنِ فِي تِلْكَ ظ±لرِّحَابِ ظ±لشَّاسِعَةِ ظ±لَّتِي تَعْصِفُ بِهَا ظ±لرِّيَاحُ.‏ تَخَيَّلْ رَاعُوثَ تُلَاحِظُ ظ±لشَّمْسَ تُشَمِّرُ لِلْغُرُوبِ،‏ فَتَنْظُرُ إِلَى حَمَاتِهَا مُتَسَائِلَةً هَلْ حَانَ ظ±لْوَقْتُ لِإِيجَادِ مَكَانٍ تَأْوِيَانِ إِلَيْهِ.‏ إِنَّهَا تُحِبُّ نُعْمِي مَحَبَّةً شَدِيدَةً،‏ وَهِيَ مُسْتَعِدَّةٌ أَنْ تَبْذُلَ كُلَّ مَا فِي وِسْعِهَا كَيْ تَعْتَنِيَ بِهَا.‏
ظ¢ اَلْحُزْنُ مُسْتَأْثِرٌ بِقَلْبِ هَاتَيْنِ ظ±لْمَرْأَتَيْنِ.‏ فَنُعْمِي،‏ ظ±لَّتِي تَرَمَّلَتْ مُنْذُ سِنِينَ،‏ مَحْزُونَةٌ ظ±لْآنَ لِوَفَاةِ ظ±بْنَيْهَا كِلْيُونَ وَمَحْلُونَ.‏ وَرَاعُوثُ مُغْتَمَّةٌ بِسَبَبِ مَوْتِ زَوْجِهَا مَحْلُونَ.‏ صَحِيحٌ أَنَّهُمَا تَقْصِدَانِ ظ±لْوُجْهَةَ عَيْنَهَا،‏ بَلْدَةَ بَيْتَ لَحْمَ فِي إِسْرَائِيلَ،‏ وَلظ°كِنْ ثَمَّةَ فَارِقٌ بَيْنَهُمَا.‏ فَنُعْمِي عَائِدَةٌ إِلَى دِيَارِهَا،‏ أَمَّا رَاعُوثُ فَمُتَّجِهَةٌ إِلَى ظ±لْمَجْهُولِ،‏ تَارِكَةً وَرَاءَهَا أَنْسِبَاءَهَا وَمَوْطِنَهَا وَعَادَاتِهَا وَآلِهَتَهَا.‏ —‏ اقرأ راعوث ظ،:‏​ظ£-‏ظ¦‏.‏
ظ£ أَيُّ سُؤَالَيْنِ تُسَاعِدُنَا أَجْوِبَتُهُمَا أَنْ نَقْتَدِيَ بِإِيمَانِ رَاعُوثَ؟‏
ظ£ فَمَاذَا يَدْفَعُ هظ°ذِهِ ظ±لشَّابَّةَ ظ±لْمُوآبِيَّةَ إِلَى قَلْبِ حَيَاتِهَا رَأْسًا عَلَى عَقِبٍ؟‏ وَمِنْ أَيْنَ لَهَا ظ±لْقُوَّةُ لِتَبْدَأَ حَيَاةً جَدِيدَةً وَتَهْتَمَّ بِنُعْمِي؟‏ سَتَكْشِفُ لَنَا أَجْوِبَةُ هظ°ذَيْنِ ظ±لسُّؤَالَيْنِ ظ±لْكَثِيرَ عَنْ إِيمَانِ رَاعُوثَ ظ±لْجَدِيرِ بِظ±لِظ±قْتِدَاءِ.‏ (‏اُنْظُرْ أَيْضًا ظ±لْإِطَارَ «‏ تُحْفَةٌ رَائِعَةٌ‏».‏)‏ وَلظ°كِنْ لِنَرَ بِدَايَةً كَيْفَ حَدَثَ أَنْ تَرَافَقَتِ ظ±لْمَرْأَتَانِ فِي هظ°ذِهِ ظ±لرِّحْلَةِ ظ±لطَّوِيلَةِ إِلَى بَيْتَ لَحْمَ.‏
عَائِلَةٌ تَمَزَّقَ شَمْلُهَا

ظ¤،‏ ظ¥ ‏(‏أ)‏ لِمَ ظ±نْتَقَلَتْ نُعْمِي وَعَائِلَتُهَا إِلَى مُوآبَ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ تَحَدِّيَاتٍ وَاجَهَتْهَا نُعْمِي هُنَاكَ؟‏
ظ¤ تَرَعْرَعَتْ رَاعُوثُ فِي مُوآبَ،‏ بَلَدٍ صَغِيرٍ شَرْقِيَّ ظ±لْبَحْرِ ظ±لْمَيِّتِ تَتَنَاثَرُ فِي مُعْظَمِ أَرَاضِيهِ هِضَابٌ مُرْتَفِعَةٌ تَكْسُوهَا ظ±لْأَشْجَارُ وَتَشُقُّهَا ظ±لْوِدْيَانُ ظ±لْعَمِيقَةُ.‏ وَلَطَالَمَا كَانَتْ «بِلَادُ مُوآبَ» أَرْضًا زِرَاعِيَّةً خِصْبَةً حَتَّى أَثْنَاءَ ظ±لْمَجَاعَةِ ظ±لَّتِي ضَرَبَتْ إِسْرَائِيلَ.‏ وَفِي ظ±لْوَاقِعِ،‏ كَانَ هظ°ذَا هُوَ ظ±لسَّبَبَ وَرَاءَ لِقَاءِ رَاعُوثَ بِمَحْلُونَ وَعَائِلَتِهِ.‏ —‏ را ظ،:‏ظ،‏.‏
ظ¥ فَحِينَ حَلَّتِ ظ±لْمَجَاعَةُ بِإِسْرَائِيلَ،‏ ظ±رْتَأَى أَلِيمَالِكُ زَوْجُ نُعْمِي أَنْ يُغَادِرَ مَوْطِنَهُ هُوَ وَزَوْجَتُهُ وَظ±بْنَاهُ وَيَتَغَرَّبَ فِي مُوآبَ.‏ وَلَا بُدَّ أَنَّ هظ°ذِهِ ظ±لْخُطْوَةَ ظ±مْتَحَنَتْ إِيمَانَ كُلِّ فَرْدٍ فِي ظ±لْعَائِلَةِ.‏ فَقَدْ كَانَ عَلَى ظ±لْإِسْرَائِيلِيِّينَ تَقْدِيمُ ظ±لْعِبَادَةِ بِظ±نْتِظَامٍ فِي ظ±لْمَكَانِ ظ±لْمُقَدَّسِ ظ±لَّذِي ظ±خْتَارَهُ يَهْوَهُ.‏ (‏تث ظ،ظ¦:‏​ظ،ظ¦،‏ ظ،ظ§‏)‏ وَمِنَ ظ±لْوَاضِحِ أَنَّ نُعْمِي نَجَحَتْ فِي ظ±لْحِفَاظِ عَلَى إِيمَانِهَا.‏ لظ°كِنَّ ذظ°لِكَ لَا يَعْنِي أَنَّ ظ±لْأَسَى لَمْ يَغَمُرْ قَلْبَهَا لَدَى مَوْتِ زَوْجِهَا.‏ —‏ را ظ،:‏​ظ¢،‏ ظ£‏.‏
ظ¦،‏ ظ§ ‏(‏أ)‏ لِمَاذَا رُبَّمَا خَابَ أَمَلُ نُعْمِي حِينَ تَزَوَّجَ وَلَدَاهَا مِنْ مُوآبِيَّتَيْنِ؟‏ (‏ب)‏ لِمَ مُعَامَلَةُ نُعْمِي لِكَنَّتَيْهَا جَدِيرَةٌ بِظ±لثَّنَاءِ؟‏
ظ¦ لَعَلَّ نُعْمِي تَأَلَّمَتْ أَيْضًا حِينَ تَزَوَّجَ ظ±بْنَاهَا لَاحِقًا ظ±مْرَأَتَيْنِ مُوآبِيَّتَيْنِ.‏ (‏را ظ،:‏ظ¤‏)‏ فَقَدْ كَانَتْ تَعْلَمُ أَنَّ سَلَفَهَا إِبْرَاهِيمَ لَمْ يُوَفِّرْ جُهْدًا كَيْ يَأْخُذَ لِظ±بْنِهِ إِسْحَاقَ زَوْجَةً مِنْ بَنِي شَعْبِهِ ظ±لَّذِينَ يَعْبُدُونَ يَهْوَهَ.‏ (‏تك ظ¢ظ¤:‏​ظ£،‏ ظ¤‏)‏ هظ°ذَا وَإِنَّ ظ±لشَّرِيعَةَ ظ±لْمُوسَوِيَّةَ حَذَّرَتِ ظ±لْإِسْرَائِيلِيِّينَ لِئَلَّا يُصَاهِرُوا ظ±لْغُرَبَاءَ،‏ خَشْيَةَ أَنْ يَقَعُوا فِي شَرَكِ ظ±لصَّنَمِيَّةِ.‏ —‏ تث ظ§:‏​ظ£،‏ ظ¤‏.‏
ظ§ مَعَ ذظ°لِكَ،‏ تَزَوَّجَ مَحْلُونُ وَكِلْيُونُ فَتَاتَيْنِ مُوآبِيَّتَيْنِ.‏ وَسَوَاءٌ خَيَّبَ ذظ°لِكَ أَمَلَ نُعْمِي أَوْ لَا،‏ فَقَدْ حَرِصَتْ عَلَى مَا يَتَّضِحُ أَنْ تُعَامِلَ كَنَّتَيْهَا رَاعُوثَ وَعُرْفَةَ بِمُنْتَهَى ظ±للُّطْفِ وَظ±لْمَحَبَّةِ.‏ فَلَرُبَّمَا أَمَلَتْ أَنْ تُصْبِحَا ذَاتَ يَوْمٍ مِنْ عُبَّادِ يَهْوَهَ مِثْلَهَا.‏ عَلَى أَيَّةِ حَالٍ،‏ تَعَلَّقَتْ رَاعُوثُ وَعُرْفَةُ بِحَمَاتِهِمَا.‏ وَهظ°ذِهِ ظ±لْعَلَاقَةُ ظ±لْوَثِيقَةُ سَاعَدَتْهُمَا حِينَ حَلَّتْ بِهِمَا ظ±لْمَأْسَاةُ.‏ فَكِلْتَاهُمَا تَرَمَّلَتَا قَبْلَ أَنْ تُرْزَقَا بِوَلَدٍ.‏ —‏ را ظ،:‏ظ¥‏.‏
ظ¨ مَاذَا رُبَّمَا جَذَبَ رَاعُوثَ إِلَى يَهْوَهَ؟‏
ظ¨ هَلْ يُحْتَمَلُ أَنَّ خَلْفِيَّةَ رَاعُوثَ ظ±لدِّينِيَّةَ هَيَّأَتْهَا لِمُوَاجَهَةِ مُصِيبَتِهَا؟‏ هظ°ذَا مُسْتَبْعَدٌ جِدًّا.‏ فَظ±لْمُوآبِيُّونَ عَبَدُوا آلِهَةً عَدِيدَةً كَانَ كَمُوشُ كَبِيرَهَا.‏ (‏عد ظ¢ظ،:‏ظ¢ظ©‏)‏ وَكَمَا يَبْدُو،‏ لَمْ يَخْلُ ظ±لدِّينُ ظ±لْمُوآبِيُّ مِنَ ظ±لْمُمَارَسَاتِ ظ±لْوَحْشِيَّةِ ظ±لْمُرِيعَةِ ظ±لَّتِي تَفَشَّتْ فِي تِلْكَ ظ±لْأَيَّامِ،‏ وَمِنْهَا تَقْدِيمُ ظ±لْأَوْلَادِ ذَبَائِحَ حَيَّةً.‏ إِذًا،‏ لَا رَيْبَ أَنَّ مَا تَعَلَّمَتْهُ رَاعُوثُ مِنْ مَحْلُونَ أَوْ نُعْمِي عَنْ يَهْوَهَ،‏ إِلظ°هِ إِسْرَائِيلَ ظ±لْمُحِبِّ وَظ±لرَّحِيمِ،‏ أَحْدَثَ فِي نَفْسِهَا وَقْعًا كَبِيرًا لِتَبَايُنِهِ ظ±لصَّارِخِ مَعَ دِينِهَا.‏ فَيَهْوَهُ يَحْكُمُ بِمَحَبَّةٍ لَا بِإِلْقَاءِ ظ±لرُّعْبِ فِي ظ±لنُّفُوسِ كَآلِهَتِهَا.‏ ‏(‏اقرإ التثنية ظ¦:‏ظ¥‏.‏‏)‏ وَيَجُوزُ أَنَّهَا بَعْدَ ظ±لْفَاجِعَةِ ظ±لَّتِي أَلَمَّتْ بِهَا،‏ بَاتَتْ أَقْرَبَ إِلَى حَمَاتِهَا ظ±لْمُسِنَّةِ نُعْمِي وَأَكْثَرَ تَوْقًا إِلَى سَمَاعِهَا تَتَحَدَّثُ عَنْ يَهْوَهَ ظ±لْكُلِّيِّ ظ±لْقُدْرَةِ،‏ أَعْمَالِهِ ظ±لْعَجِيبَةِ،‏ وَتَعَامُلَاتِهِ ظ±لْمُحِبَّةِ وَظ±لرَّحِيمَةِ مَعَ شَعْبِهِ.‏
أَعْرَبَتْ رَاعُوثُ عَنِ ظ±لْحِكْمَةِ بِظ±لِظ±قْتِرَابِ أَكْثَرَ مِنْ نُعْمِي خِلَالَ ظ±لْمِحَنِ


ظ©-‏ظ،ظ، ‏(‏أ)‏ مَاذَا قَرَّرَتْ نُعْمِي وَرَاعُوثُ وَعُرْفَةُ أَنْ يَفْعَلْنَ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا تُعَلِّمُنَا ظ±لْمَآسِي ظ±لَّتِي نَزَلَتْ بِظ±لنِّسَاءِ ظ±لثَّلَاثِ؟‏
ظ© كَانَتْ نُعْمِي مُتَشَوِّقَةً لِتَلَقِّي أَيِّ خَبَرٍ عَنْ مَوْطِنِهَا.‏ وَذَاتَ يَوْمٍ سَمِعَتْ،‏ رُبَّمَا مِنْ أَحَدِ ظ±لتُّجَّارِ ظ±لْجَائِلِينَ،‏ أَنَّ يَهْوَهَ ظ±فْتَقَدَ شَعْبَهُ وَأَنْهَى ظ±لْمَجَاعَةَ فِي إِسْرَائِيلَ.‏ وَهَا هِيَ بَيْتَ لَحْمُ،‏ ظ±لَّتِي تَعْنِي «بَيْتَ ظ±لْخُبْزِ»،‏ قَدْ عَادَتِ ظ±سْمًا عَلَى مُسَمًّى.‏ عِنْدَئِذٍ قَرَّرَتِ ظ±لرُّجُوعَ إِلَى دِيَارِهَا.‏ —‏ را ظ،:‏ظ¦‏.‏
ظ،ظ* وَمَاذَا فَعَلَتْ رَاعُوثُ وَعُرْفَةُ؟‏ (‏را ظ،:‏ظ§‏)‏ لَقَدْ قَرَّرَتَا مُرَافَقَةَ حَمَاتِهِمَا إِلَى يَهُوذَا.‏ فَمُصَابُ أُولظ°ئِكَ ظ±لْأَرَامِلِ ظ±لثَّلَاثِ قَرَّبَهُنَّ ظ±لْوَاحِدَةَ مِنَ ظ±لْأُخْرَى.‏ وَيَبْدُو أَنَّ رَاعُوثَ خُصُوصًا تَأَثَّرَتْ كَثِيرًا بِلُطْفِ نُعْمِي وَإِيمَانِهَا ظ±لرَّاسِخِ بِيَهْوَهَ.‏
ظ،ظ، تُذَكِّرُنَا هظ°ذِهِ ظ±لْقِصَّةُ أَنَّ ظ±لْمَآسِيَ وَظ±لْمِحَنَ تُصِيبُ ظ±لصَّالِحِينَ وَظ±لطَّالِحِينَ عَلَى ظ±لسَّوَاءِ.‏ (‏جا ظ©:‏​ظ¢،‏ ظ،ظ،‏)‏ وَتُظْهِرُ لَنَا أَنَّ مِنَ ظ±لْحِكْمَةِ،‏ عِنْدَمَا نَخْسَرُ شَخْصًا نُحِبُّهُ،‏ أَنْ نَسْتَلْهِمَ ظ±لْعَزَاءَ وَظ±لصَّبْرَ مِنَ ظ±لْآخَرِينَ،‏ وَلَا سِيَّمَا ظ±لَّذِينَ يَحْتَمُونَ بِيَهْوَهَ،‏ ظ±لْإِلظ°هِ ظ±لَّذِي تَعَبَّدَتْ لَهُ نُعْمِي.‏ —‏ ام ظ،ظ§:‏ظ،ظ§‏.‏


رَاعُوثُ ظ±لْوَلِيَّةُ

ظ،ظ¢،‏ ظ،ظ£ لِمَ أَرَادَتْ نُعْمِي أَنْ تَظَلَّ رَاعُوثُ وَعُرْفَةُ فِي مَوْطِنِهِمَا،‏ وَمَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِهِمَا فِي ظ±لْبِدَايَةِ؟‏
ظ،ظ¢ فِيمَا سَارَتِ ظ±لْأَرَامِلُ ظ±لثَّلَاثُ فِي طَرِيقِ ظ±لْعَوْدَةِ،‏ شَغَلَ بَالَ نُعْمِي هَمٌّ آخَرُ.‏ فَقَدْ أَخَذَتْ تُفَكِّرُ بِكَنَّتَيْهَا ظ±لشَّابَّتَيْنِ وَمَا أَظْهَرَتَا لَهَا وَلِظ±بْنَيْهَا مِنْ مَحَبَّةٍ وَوَلَاءٍ.‏ فَهَلْ يُعْقَلُ أَنْ تَزِيدَ عَذَابَهُمَا عَذَابًا وَتَأْخُذَهُمَا مَعَهَا إِلَى بَيْتَ لَحْمَ؟‏ أَيُّ مَصِيرٍ يَنْتَظِرُهُمَا هُنَاكَ؟‏
ظ،ظ£ لِذَا قَالَتْ لَهُمَا:‏ «اِذْهَبَا وَلْتَرْجِعْ كُلُّ وَاحِدَةٍ إِلَى بَيْتِ أُمِّهَا.‏ وَلْيَصْنَعْ يَهْوَهُ لُطْفًا حُبِّيًّا إِلَيْكُمَا،‏ كَمَا صَنَعْتُمَا إِلَى ظ±لرَّجُلَيْنِ ظ±للَّذَيْنِ مَاتَا وَإِلَيَّ».‏ وَعَبَّرَتْ أَيْضًا عَنْ أَمَلِهَا أَنْ يُنْعِمَ يَهْوَهُ عَلَى كُلٍّ مِنْهُمَا بِزَوْجٍ آخَرَ وَحَيَاةٍ جَدِيدَةٍ.‏ تُتَابِعُ ظ±لرِّوَايَةُ:‏ «ثُمَّ قَبَّلَتْهُمَا،‏ فَرَفَعْنَ أَصْوَاتَهُنَّ وَبَكَيْنَ».‏ فَلَا عَجَبَ أَنَّ رَاعُوثَ وَعُرْفَةَ تَعَلَّقَتَا إِلَى هظ°ذَا ظ±لْحَدِّ بِحَمَاتِهِمَا ظ±لطَّيِّبَةِ وَغَيْرِ ظ±لْأَنَانِيَّةِ.‏ لِذَا أَلَحَّتَا كِلْتَاهُمَا:‏ «لَا،‏ بَلْ نَرْجِعُ مَعَكِ إِلَى شَعْبِكِ».‏ —‏ را ظ،:‏​ظ¨-‏ظ،ظ*‏.‏
ظ،ظ¤،‏ ظ،ظ¥ ‏(‏أ)‏ إِلَى مَاذَا رَجَعَتْ عُرْفَةُ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ حَاوَلَتْ نُعْمِي إِقْنَاعَ رَاعُوثَ بِتَرْكِهَا؟‏
ظ،ظ¤ غَيْرَ أَنَّ نُعْمِي أَصَرَّتْ عَلَى رَأْيِهَا مُوْضِحَةً أَنَّهَا غَيْرُ قَادِرَةٍ عَلَى فِعْلِ شَيْءٍ لَهُمَا فِي إِسْرَائِيلَ.‏ فَلَيْسَ لَهَا زَوْجٌ يُعِيلُهَا،‏ وَقَدْ فَاتَ ظ±لْأَوَانُ أَنْ تَتَزَوَّجَ ثَانِيَةً.‏ وَلَا أَمَلَ أَنْ تُنْجِبَ ظ±بْنَيْنِ لِيَتَزَوَّجَا مِنْهُمَا.‏ وَعَبَّرَتْ أَيْضًا أَنَّ فِي قَلْبِهَا مَرَارَةً شَدِيدَةً لِأَنَّهَا عَاجِزَةٌ عَنِ ظ±لِظ±عْتِنَاءِ بِهِمَا.‏ عِنْدَئِذٍ،‏ أَحَسَّتْ عُرْفَةُ أَنَّ نُعْمِي مُصِيبَةٌ فِي كَلَامِهَا.‏ فَلِمَ تَذْهَبُ مَعَهَا وَهِيَ تَحْظَى بِعَائِلَةٍ فِي مُوآبَ وَبِأُمٍّ تَهْتَمُّ بِهَا وَبِبَيْتٍ تَسْتَقِرُّ فِيهِ؟‏ لِذَا حَسُنَ فِي عَيْنَيْهَا أَنْ تَظَلَّ فِي بَلَدِهَا.‏ فَقَبَّلَتْ نُعْمِي وَوَدَّعَتْهَا مُتَأَلِّمَةً لِفِرَاقِهَا،‏ ثُمَّ عَادَتْ إِلَى مَوْطِنِهَا.‏ —‏ را ظ،:‏​ظ،ظ،-‏ظ،ظ¤‏.‏
ظ،ظ¥ وَلظ°كِنْ مَاذَا عَنْ رَاعُوثَ؟‏ مَعَ أَنَّ مَا قَالَتْهُ نُعْمِي يَصِحُّ فِيهَا هِيَ ظ±لْأُخْرَى،‏ تُتَابِعُ ظ±لرِّوَايَةُ:‏ «أَمَّا رَاعُوثُ فَلَصِقَتْ بِهَا».‏ وَلَرُبَّمَا كَانَتْ نُعْمِي قَدِ ظ±سْتَأْنَفَتِ ظ±لسَّيْرَ حِينَ لَاحَظَتْ أَنَّ رَاعُوثَ تَمْشِي وَرَاءَهَا،‏ فَحَثَّتْهَا قَائِلَةً:‏ «هَا سِلْفَتُكِ ظ±لْأَرْمَلَةُ قَدْ رَجَعَتْ إِلَى شَعْبِهَا وَآلِهَتِهَا.‏ فَظ±رْجِعِي أَنْتِ مَعَ سِلْفَتِكِ ظ±لْأَرْمَلَةِ».‏ (‏را ظ،:‏ظ،ظ¥‏)‏ تَكْشِفُ كَلِمَاتُ نُعْمِي هظ°ذِهِ تَفْصِيلًا مُهِمًّا:‏ لَمْ تَرْجِعْ عُرْفَةُ إِلَى شَعْبِهَا فَحَسْبُ،‏ بَلْ إِلَى «آلِهَتِهَا» أَيْضًا.‏ فَهِيَ لَمْ تُمَانِعْ أَنْ تَسْتَمِرَّ فِي عِبَادَةِ كَمُوشَ وَغَيْرِهِ مِنَ ظ±لْآلِهَةِ ظ±لْبَاطِلَةِ.‏ فَهَلْ هظ°ذَا مَا شَعَرَتْ بِهِ رَاعُوثُ؟‏
ظ،ظ¦-‏ظ،ظ¨ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ أَعْرَبَتْ رَاعُوثُ عَنْ مَحَبَّةٍ مَجْبُولَةٍ بِظ±لْوَلَاءِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ رَاعُوثَ عَنْ هظ°ذِهِ ظ±لْمَحَبَّةِ؟‏ (‏اُنْظُرْ أَيْضًا صُوَرَ ظ±لْمَرْأَتَيْنِ.‏)‏
ظ،ظ¦ فِيمَا سَارَتْ رَاعُوثُ وَحَمَاتُهَا فِي طَرِيقِهِمَا ظ±لْمُوحِشِ،‏ عَبَّرَتْ هظ°ذِهِ ظ±لشَّابَّةُ بِكُلِّ ثِقَةٍ عَنْ مَشَاعِرِهَا.‏ فَهِيَ أَكَنَّتْ مَحَبَّةً شَدِيدَةً لِنُعْمِي وَإِلظ°هِهَا،‏ قَائِلَةً:‏ «لَا تَتَوَسَّلِي إِلَيَّ كَيْ أَتْرُكَكِ وَأَرْجِعَ عَنْ مُرَافَقَتِكِ،‏ لِأَنَّهُ حَيْثُمَا ذَهَبْتِ أَذْهَبْ،‏ وَحَيْثُمَا بِتِّ أَبِتْ.‏ شَعْبُكِ هُوَ شَعْبِي،‏ وَإِلظ°هُكِ هُوَ إِلظ°هِي.‏ وَحَيْثُمَا مُتِّ أَمُتْ،‏ وَهُنَاكَ أُدْفَنُ.‏ لِيَفْعَلْ يَهْوَهُ بِي هظ°كَذَا وَلْيَزِدْ إِنْ فَصَلَ بَيْنِي وَبَيْنَكِ غَيْرُ ظ±لْمَوْتِ».‏ —‏ را ظ،:‏​ظ،ظ¦،‏ ظ،ظ§‏.‏
‏«شَعْبُكِ هُوَ شَعْبِي،‏ وَإِلظ°هُكِ هُوَ إِلظ°هِي»‏


ظ،ظ§ يَا لَهَا مِنْ كَلِمَاتٍ رَائِعَةٍ!‏ فَرَغْمَ مُرُورِ ظ£ظ¬ظ*ظ*ظ* سَنَةٍ،‏ لَا يَزَالُ صَدَاهَا يَتَرَدَّدُ إِلَى يَوْمِنَا هظ°ذَا.‏ إِنَّهَا تَكْشِفُ بِوُضُوحٍ سِمَةً رَائِعَةً تَحَلَّتْ بِهَا هظ°ذِهِ ظ±لشَّابَّةُ:‏ اَلْمَحَبَّةَ ظ±لْمَجْبُولَةَ بِظ±لْوَلَاءِ.‏ فَقَدْ أَعْرَبَتْ لِحَمَاتِهَا عَنْ مَحَبَّةٍ قَوِيَّةٍ وَوَلَاءٍ لَا يَنْثَلِمُ إِلَى حَدِّ أَنَّهَا صَمَّمَتْ عَلَى مُرَافَقَتِهَا أَيْنَمَا تَذْهَبُ.‏ وَمَا كَانَ لِيَفْصِلَ بَيْنَهُمَا سِوَى ظ±لْمَوْتِ!‏ فَشَعْبُ نُعْمِي كَانَ سَيُصْبِحُ شَعْبَ رَاعُوثَ ظ±لَّتِي أَبْدَتِ ظ±سْتِعْدَادًا لِلتَّخَلِّي عَنْ كُلِّ مَا لَهَا فِي مَوْطِنِهَا،‏ حَتَّى عَنِ ظ±لْآلِهَةِ ظ±لْمُوآبِيَّةِ.‏ وَبِخِلَافِ عُرْفَةَ،‏ ظ±سْتَطَاعَتِ ظ±لْقَوْلَ بِكُلِّ جَوَارِحِهَا إِنَّهَا تُرِيدُ هِيَ أَيْضًا أَنْ تَعْبُدَ يَهْوَهَ،‏ ظ±لْإِلظ°هَ ظ±لَّذِي تَعْبُدُهُ نُعْمِي.‏ *
ظ،ظ¨ وَهظ°كَذَا،‏ مَضَتْ هَاتَانِ ظ±لْمَرْأَتَانِ وَحِيدَتَيْنِ فِي ظ±لطَّرِيقِ ظ±لطَّوِيلِ ظ±لْمُؤَدِّي إِلَى بَيْتَ لَحْمَ.‏ وَلَعَلَّ رِحْلَتَهُمَا ظ±سْتَغْرَقَتْ أُسْبُوعًا كَامِلًا بِحَسَبِ أَحَدِ ظ±لتَّقْدِيرَاتِ.‏ وَلظ°كِنْ مِنَ ظ±لْمُؤَكَّدِ أَنَّ تَرَافُقَهُمَا مَعًا صَبَّرَهُمَا وَعَزَّاهُمَا بَعْضَ ظ±لشَّيْءِ.‏
ظ،ظ© بِرَأْيِكَ،‏ كَيْفَ نَقْتَدِي بِمَحَبَّةِ رَاعُوثَ ظ±لْمَجْبُولَةِ بِظ±لْوَلَاءِ فِي حَيَاتِنَا ظ±لْعَائِلِيَّةِ،‏ مَعَ أَصْدِقَائِنَا،‏ وَفِي ظ±لْجَمَاعَةِ؟‏
ظ،ظ© فِي أَيَّامِنَا هظ°ذِهِ ظ±لَّتِي يَدْعُوهَا ظ±لْكِتَابُ ظ±لْمُقَدَّسُ «أَزْمِنَةً حَرِجَةً»،‏ لَا أَحَدَ مِنَّا بِمَنْأًى عَنِ ظ±لْحُزْنِ وَظ±لْأَسَى.‏ (‏ظ¢ تي ظ£:‏ظ،‏)‏ لِذَا فَإِنَّ ظ±لصِّفَةَ ظ±لَّتِي تَحَلَّتْ بِهَا رَاعُوثُ ضَرُورِيَّةٌ ظ±لْآنَ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى.‏ فَظ±لْمَحَبَّةُ ظ±لْمَجْبُولَةُ بِظ±لْوَلَاءِ ظ±لَّتِي تَحْمِلُنَا أَنْ نَتَعَلَّقَ بِأَحَدٍ وَلَا نُفَارِقَهُ مَهْمَا حَصَلَ تُسَاعِدُنَا كَثِيرًا فِي هظ°ذَا ظ±لْعَالَمِ ظ±لْمُظْلِمِ.‏ فَنَحْنُ نَحْتَاجُ إِلَيْهَا فِي ظ±لزَّوَاجِ،‏ ظ±لْعَلَاقَاتِ ظ±لْعَائِلِيَّةِ،‏ ظ±لصَّدَاقَاتِ،‏ وَظ±لْجَمَاعَةِ ظ±لْمَسِيحِيَّةِ.‏ ‏(‏اقرأ ظ، يوحنا ظ¤:‏​ظ§،‏ ظ¨،‏ ظ¢ظ*‏.‏‏)‏ وَحِينَ نُنَمِّي هظ°ذَا ظ±لنَّوْعَ مِنَ ظ±لْمَحَبَّةِ،‏ نُبَرْهِنُ أَنَّنَا نَقْتَدِي بِمِثَالِ رَاعُوثَ ظ±لْبَدِيعِ.‏


رَاعُوثُ وَنُعْمِي فِي بَيْتَ لَحْمَ

ظ¢ظ*-‏ظ¢ظ¢ ‏(‏أ)‏ أَيُّ أَثَرٍ تَرَكَتْهُ ظ±لْحَيَاةُ فِي مُوآبَ عَلَى نُعْمِي؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ نَظْرَةٍ خَاطِئَةٍ تَبَنَّتْهَا نُعْمِي تِجَاهَ ظ±لْمَصَائِبِ ظ±لَّتِي نَزَلَتْ بِهَا؟‏ (‏اُنْظُرْ أَيْضًا يعقوب ظ،:‏ظ،ظ£‏.‏)‏
ظ¢ظ* شَتَّانَ مَا بَيْنَ ظ±لتَّكَلُّمِ عَنِ ظ±لْمَحَبَّةِ ظ±لْمَجْبُولَةِ بِظ±لْوَلَاءِ وَتَرْجَمَتِهَا إِلَى عَمَلٍ.‏ وَرَاعُوثُ تَسَنَّتْ لَهَا ظ±لْفُرْصَةُ أَنْ تُبَرْهِنَ بِظ±لْأَعْمَالِ عَنْ هظ°ذِهِ ظ±لْمَحَبَّةِ تِجَاهَ نُعْمِي وَتِجَاهَ يَهْوَهَ أَيْضًا ظ±لَّذِي ظ±تَّخَذَتْهُ إِلظ°هًا لَهَا.‏
ظ¢ظ، لَقَدْ وَصَلَتِ ظ±لْمَرْأَتَانِ إِلَى بَلْدَةِ بَيْتَ لَحْمَ ظ±لَّتِي تَبْعُدُ نَحْوَ عَشَرَةَ كِيلُومِتْرَاتٍ جَنُوبَ أُورُشَلِيمَ.‏ وَعَلَى مَا يَبْدُو،‏ كَانَتْ نُعْمِي وَعَائِلَتُهَا مَعْرُوفِينَ جَيِّدًا فِي هظ°ذِهِ ظ±لْبَلْدَةِ ظ±لصَّغِيرَةِ،‏ لِأَنَّ ظ±لْمَكَانَ كُلَّهُ ضَجَّ بِخَبَرِ عَوْدَتِهَا.‏ وَرَاحَتِ ظ±لنِّسَاءُ يُحَدِّقْنَ إِلَيْهَا وَيَقُلْنَ:‏ «أَهظ°ذِهِ نُعْمِي؟‏».‏ فَكَمَا يَتَّضِحُ،‏ تَغَيَّرَتْ مَلَامِحُهَا بَعْدَ إِقَامَتِهَا فِي مُوآبَ.‏ فَسَنَوَاتُ ظ±لشَّقَاءِ وَظ±لْحُزْنِ طَبَعَتْ بَصَمَاتِهَا عَلَى وَجْهِهَا وَمَظْهَرِهَا.‏ —‏ را ظ،:‏ظ،ظ©‏.‏
ظ¢ظ¢ بَعْدَ هظ°ذِهِ ظ±لْغَيْبَةِ ظ±لطَّوِيلَةِ،‏ أَخَذَتْ نُعْمِي تُخْبِرُ نَسِيبَاتِهَا وَجَارَاتِهَا ظ±لْقُدَامَى كَمْ أَصْبَحَتْ حَيَاتُهَا مُرَّةً.‏ وَشَعَرَتْ أَيْضًا أَنَّ ظ±سْمَهَا يَجِبُ أَنْ يَتَغَيَّرَ مِنْ نُعْمِي،‏ ظ±لَّذِي يَعْنِي «نِعْمَتِي»،‏ إِلَى «مُرَّةٍ».‏ فَعَلَى غِرَارِ أَيُّوبَ ظ±لَّذِي عَاشَ قَبْلَهَا،‏ ظَنَّتْ هظ°ذِهِ ظ±لْمِسْكِينَةُ أَنَّ يَهْوَهَ ظ±للهَ هُوَ مَنْ أَنْزَلَ بِهَا ظ±لْمَصَائِبَ.‏ —‏ را ظ،:‏​ظ¢ظ*،‏ ظ¢ظ،؛‏ اي ظ¢:‏ظ،ظ*؛‏ ظ،ظ£:‏​ظ¢ظ¤-‏ظ¢ظ¦‏.‏
ظ¢ظ£ فِيمَ بَدَأَتْ رَاعُوثُ تُفَكِّرُ،‏ وَأَيُّ تَدْبِيرٍ تَضَمَّنَتْهُ ظ±لشَّرِيعَةُ ظ±لْمُوسَوِيَّةُ لِلْفُقَرَاءِ؟‏ (‏اُنْظُرْ أَيْضًا ظ±لْحَاشِيَةَ.‏)‏
ظ¢ظ£ بَعْدَمَا ظ±سْتَقَرَّتِ ظ±لْمَرْأَتَانِ فِي بَيْتَ لَحْمَ،‏ بَدَأَتْ رَاعُوثُ تُفَكِّرُ كَيْفَ عَسَاهَا تُؤَمِّنُ لُقْمَةَ ظ±لْعَيْشِ لَهَا وَلِنُعْمِي.‏ فَعَرَفَتْ أَنَّ ظ±لشَّرِيعَةَ ظ±لَّتِي أَعْطَاهَا يَهْوَهُ لِشَعْبِهِ فِي إِسْرَائِيلَ تَضَمَّنَتْ تَدْبِيرًا حُبِّيًّا لِلْفُقَرَاءِ.‏ فَقَدْ سُمِحَ لَهُمْ بِظ±لذَّهَابِ إِلَى ظ±لْحُقُولِ وَقْتَ ظ±لْحَصَادِ لِيَلْتَقِطُوا مَا يُتْرَكُ وَرَاءَ ظ±لْحَصَّادِينَ،‏ وَمَا يَنْمُو عِنْدَ أَطْرَافِ ظ±لْحُقُولِ.‏ * —‏ لا ظ،ظ©:‏​ظ©،‏ ظ،ظ*؛‏ تث ظ¢ظ¤:‏​ظ،ظ©-‏ظ¢ظ،‏.‏
ظ¢ظ¤،‏ ظ¢ظ¥ مَاذَا فَعَلَتْ رَاعُوثُ حِينَ دَخَلَتْ بِظ±لصُّدْفَةِ حَقْلًا لِبُوعَزَ،‏ وَعَلَامَ يَنْطَوِي عَمَلُ ظ±للُّقَاطِ؟‏
ظ¢ظ¤ وَلَمَّا كَانَ وَقْتُ حَصَادِ ظ±لشَّعِيرِ قَدْ حَلَّ،‏ عَلَى ظ±لْأَرْجَحِ فِي شَهْرِ نَيْسَانَ (‏إِبْرِيل)‏ حَسَبَ تَقْوِيمِنَا ظ±لْحَالِيِّ،‏ قَصَدَتْ رَاعُوثُ ظ±لْحُقُولَ لِتَرَى مَنْ يَسْمَحُ لَهَا أَنْ تَلْتَقِطَ فِي أَرْضِهِ.‏ فَظ±تَّفَقَ أَنْ دَخَلَتْ حَقْلًا لِبُوعَزَ،‏ رَجُلٍ ثَرِيٍّ يَمْلِكُ أَرَاضِيَ كَثِيرَةً وَذِي قَرَابَةٍ لِأَلِيمَالِكَ زَوْجِ نُعْمِي.‏ وَمَعَ أَنَّ ظ±لشَّرِيعَةَ أَعْطَتْهَا ظ±لْحَقَّ أَنْ تَلْتَقِطَ،‏ لَمْ تَعْتَبِرْ ذظ°لِكَ تَحْصِيلَ حَاصِلٍ،‏ إِنَّمَا ظ±سْتَأْذَنَتْ أَوَّلًا ظ±لْفَتَى ظ±لْقَائِمَ عَلَى ظ±لْحَصَّادِينَ وَمِنْ ثُمَّ بَاشَرَتِ ظ±لْعَمَلَ.‏ —‏ را ظ،:‏ظ¢ظ¢–‏ظ¢:‏​ظ£،‏ ظ§‏.‏
ظ¢ظ¥ تَخَيَّلْهَا تَسِيرُ وَرَاءَ ظ±لْحَصَّادِينَ.‏ فَفِيمَا رَاحُوا يَحْصُدُونَ ظ±لشَّعِيرَ بِمَنَاجِلِهِمِ،‏ ظ±نْحَنَتْ لِتَلْتَقِطَ مَا يَقَعُ أَوْ يُتْرَكُ مِنَ ظ±لسَّنَابِلِ،‏ فَتَحْزِمُهَا حُزَمًا،‏ ثُمَّ تَأْخُذُهَا إِلَى مَكَانٍ لِتَخْبِطَهَا لَاحِقًا.‏ كَانَ هظ°ذَا عَمَلًا مُضْنِيًا يَسْتَغْرِقُ وَقْتًا طَوِيلًا وَيَزْدَادُ صُعُوبَةً مَعَ ظ±شْتِدَادِ حَرَارَةِ ظ±لشَّمْسِ.‏ غَيْرَ أَنَّ رَاعُوثَ عَمِلَتْ دُونَ تَرَاخٍ،‏ وَلَمْ تَتَوَقَّفْ إِلَّا لِتَمْسَحَ ظ±لْعَرَقَ ظ±لْمُتَصَبِّبَ مِنْ جَبِينِهَا وَتَتَنَاوَلَ غَدَاءً بَسِيطًا فِي «ظ±لْبَيْتِ» ظ±لَّذِي كَانَ عَلَى ظ±لْأَرْجَحِ مَكَانًا يَسْتَظِلُّ بِهِ ظ±لْعُمَّالُ.‏
كَانَتْ رَاعُوثُ مُسْتَعِدَّةً لِلْقِيَامِ بِعَمَلٍ وَضِيعٍ وَشَاقٍّ لِتُؤَمِّنَ لُقْمَةَ ظ±لْعَيْشِ لَهَا وَلِنُعْمِي


ظ¢ظ¦،‏ ظ¢ظ§ أَيُّ شَخْصِيَّةٍ تَحَلَّى بِهَا بُوعَزُ،‏ وَكَيْفَ عَامَلَ رَاعُوثَ؟‏
ظ¢ظ¦ يُسْتَبْعَدُ أَنَّ رَاعُوثَ أَمَلَتْ أَوْ تَوَقَّعَتْ أَنْ تَسْتَرْعِيَ ظ±لِظ±نْتِبَاهَ،‏ لظ°كِنَّ هظ°ذَا مَا حَدَثَ.‏ فَقَدْ أَتَى بُوعَزُ،‏ رَجُلٌ إِيمَانُهُ بَارِزٌ،‏ وَحَيَّا حَصَّادِيهِ ظ±لَّذِينَ رُبَّمَا كَانَ بَعْضُهُمْ عُمَّالًا يَوْمِيِّينَ أَوْ غُرَبَاءَ أَيْضًا،‏ قَائِلًا:‏ «يَهْوَهُ مَعَكُمْ».‏ فَرَدُّوا عَلَيْهِ ظ±لتَّحِيَّةَ بِمِثْلِهَا.‏ وَبَعْدَمَا رَأَى رَاعُوثَ،‏ سَأَلَ ظ±لْفَتَى ظ±لْقَائِمَ عَلَى ظ±لْعُمَّالِ مَنْ تَكُونُ ظ±لْفَتَاةُ.‏ فَهظ°ذَا ظ±لرَّجُلُ ظ±لْمُسِنُّ ظ±لَّذِي يُحِبُّ يَهْوَهَ أَعْرَبَ عَنِ ظ±هْتِمَامٍ أَبَوِيٍّ بِهَا.‏ —‏ را ظ¢:‏​ظ¤-‏ظ§‏.‏
ظ¢ظ§ لِذَا أَوْصَاهَا،‏ دَاعِيًا إِيَّاهَا «يَا ظ±بْنَتِي»،‏ أَلَّا تَلْتَقِطَ فِي حَقْلٍ آخَرَ وَأَنْ تُلَازِمَ فَتَيَاتِهِ،‏ خَدَمَ بَيْتِهِ،‏ كَيْ لَا يَتَعَرَّضَ لَهَا أَيٌّ مِنَ ظ±لْعُمَّالِ.‏ وَحَرِصَ أَيْضًا أَنْ تَحْصُلَ عَلَى ظ±لطَّعَامِ وَقْتَ ظ±لْغَدَاءِ.‏ ‏(‏اقرأ راعوث ظ¢:‏​ظ¨،‏ ظ©،‏ ظ،ظ¤‏.‏‏)‏ لظ°كِنَّ ظ±لْأَهَمَّ أَنَّهُ مَدَحَهَا وَشَجَّعَهَا.‏ كَيْفَ؟‏
ظ¢ظ¨،‏ ظ¢ظ© ‏(‏أ)‏ أَيُّ صِيتٍ ظ±كْتَسَبَتْهُ رَاعُوثُ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ عَسَاكَ تَحْتَمِي بِيَهْوَهَ مِثْلَ رَاعُوثَ؟‏
ظ¢ظ¨ حِينَ سَأَلَتْهُ رَاعُوثُ كَيْفَ وَجَدَتْ هِيَ ظ±لْغَرِيبَةُ حُظْوَةً فِي عَيْنَيْهِ،‏ أَجَابَهَا أَنَّهُ أُخْبِرَ بِكُلِّ مَا فَعَلَتْهُ بِحَمَاتِهَا.‏ فَعَلَى ظ±لْأَرْجَحِ،‏ أَشَادَتْ نُعْمِي بِكَنَّتِهَا ظ±لْمَحْبُوبَةِ لَدَى نِسَاءِ بَيْتَ لَحْمَ،‏ فَبَلَغَ ظ±لْكَلَامُ مَسَامِعَ بُوعَزَ.‏ كَمَا عَلِمَ أَنَّ رَاعُوثَ ظ±عْتَنَقَتْ عِبَادَةَ يَهْوَهَ،‏ إِذْ قَالَ لَهَا:‏ «لِيُكَافِئْ يَهْوَهُ عَمَلَكِ،‏ وَلْيَكُنْ أَجْرُكِ كَامِلًا مِنْ عِنْدِ يَهْوَهَ إِلظ°هِ إِسْرَائِيلَ،‏ ظ±لَّذِي جِئْتِ لِتَحْتَمِي تَحْتَ جَنَاحَيْهِ».‏ —‏ را ظ¢:‏ظ،ظ¢‏.‏
ظ¢ظ© لَا بُدَّ أَنَّ هظ°ذِهِ ظ±لْكَلِمَاتِ أَمَدَّتْ رَاعُوثَ بِتَشْجِيعٍ كَبِيرٍ.‏ فَهِيَ بِظ±لْفِعْلِ صَمَّمَتْ عَلَى ظ±لِظ±حْتِمَاءِ تَحْتَ جَنَاحَيْ يَهْوَهَ ظ±للهِ،‏ مِثْلَ ظ±لْعُصْفُورِ ظ±لَّذِي يَسْتَكِنُّ بِأَمَانٍ تَحْتَ جَنَاحَيْ أُمِّهِ.‏ وَقَدْ شَكَرَتْ بُوعَزَ عَلَى كَلَامِهِ ظ±لْمُطَمْئِنِ،‏ وَبَقِيَتْ تَلْتَقِطُ فِي ظ±لْحَقْلِ إِلَى ظ±لْمَسَاءِ.‏ —‏ را ظ¢:‏​ظ،ظ£،‏ ظ،ظ§‏.‏
ظ£ظ*،‏ ظ£ظ، أَيَّةُ دُرُوسٍ نَسْتَمِدُّهَا مِنْ رَاعُوثَ حَوْلَ ظ±لْعَمَلِ،‏ ظ±لتَّقْدِيرِ،‏ وَظ±لْمَحَبَّةِ ظ±لْمَجْبُولَةِ بِظ±لْوَلَاءِ؟‏
ظ£ظ* رَسَمَتْ رَاعُوثُ بِإِيمَانِهَا ظ±لْحَيِّ مِثَالًا رَائِعًا لَنَا ظ±لْيَوْمَ نَحْنُ ظ±لَّذِينَ نُوَاجِهُ ضُغُوطًا ظ±قْتِصَادِيَّةً كَبِيرَةً.‏ فَهِيَ لَمْ تَحْسِبْ أَنَّ ظ±لْآخَرِينَ مُجْبَرُونَ عَلَى مُسَاعَدَتِهَا،‏ لِذظ°لِكَ قَدَّرَتْ كُلَّ مَا قُدِّمَ لَهَا.‏ وَلَمْ تَخْجَلْ أَنْ تَقُومَ بِعَمَلٍ وَضِيعٍ،‏ عَامِلَةً بِكَدٍّ سَاعَاتٍ طَوِيلَةً لِلِظ±عْتِنَاءِ بِمَنْ تُحِبُّ.‏ كَمَا أَنَّهَا قَبِلَتْ وَطَبَّقَتْ بِظ±مْتِنَانٍ ظ±لنَّصِيحَةَ ظ±لْحَكِيمَةَ ظ±لَّتِي أُسْدِيَتْ إِلَيْهَا بِشَأْنِ ظ±لْحِفَاظِ عَلَى سَلَامَتِهَا أَثْنَاءَ ظ±لْعَمَلِ،‏ وَمُلَازَمَةِ ظ±لْأَشْخَاصِ ظ±لْمُنَاسِبِينَ.‏ وَظ±لْأَهَمُّ أَنَّهَا لَمْ تَنْسَ قَطُّ أَنَّ مَلَاذَهَا ظ±لْحَقِيقِيَّ هُوَ يَهْوَهُ ظ±للهُ،‏ ظ±لْأَبُ ظ±لَّذِي يُزَوِّدُ ظ±لْحِمَايَةَ.‏
ظ£ظ، فَإِذَا أَعْرَبْنَا عَنْ مَحَبَّةٍ مَجْبُولَةٍ بِظ±لْوَلَاءِ مِثْلَهَا وَظ±حْتَذَيْنَا حَذْوَهَا فِي ظ±لتَّوَاضُعِ وَظ±لِظ±جْتِهَادِ وَظ±لتَّقْدِيرِ،‏ يُمْسِي إِيمَانُنَا نَحْنُ أَيْضًا قُدْوَةً لِلْآخَرِينَ.‏ وَلظ°كِنْ كَيْفَ ظ±هْتَمَّ يَهْوَهُ بِرَاعُوثَ وَنُعْمِي؟‏ هظ°ذَا مَا سَنُنَاقِشُهُ فِي ظ±لْفَصْلِ ظ±لتَّالِي.‏
تُحْفَةٌ رَائِعَةٌ


يُوصَفُ سِفْرُ رَاعُوثَ بِأَنَّهُ جَوْهَرَةٌ صَغِيرَةٌ،‏ بَلْ تُحْفَةٌ رَائِعَةٌ،‏ مَعَ أَنَّهُ لَا يُضَاهِي في ظ±لشُّمُولِيَّةِ سِفْرَ ظ±لْقُضَاةِ ظ±لَّذِي يَأْتِي قَبْلَهُ وَيُزَوِّدُ ظ±لْإِطَارَ ظ±لزَّمَنِيَّ لِأَحْدَاثِهِ.‏ (‏را ظ،:‏ظ،‏)‏ وَكَمَا يَتَّضِحُ،‏ ظ±لنَّبِيُّ صَمُوئِيلُ هُوَ مَنْ كَتَبَ هظ°ذَيْنِ ظ±لسِّفْرَيْنِ.‏ وَقَدْ تُلَاحِظُ أَنَّ سِفْرَ رَاعُوثَ مُدْرَجٌ فِي ظ±لْمَكَانِ ظ±لْمُنَاسِبِ بَيْنَ أَسْفَارِ ظ±لْكِتَابِ ظ±لْمُقَدَّسِ ظ±لْقَانُونِيَّةِ.‏ فَبَعْدَ ظ±لْحَدِيثِ عَنِ ظ±لْحُرُوبِ وَظ±لْهَجَمَاتِ وَظ±لدِّفَاعَاتِ فِي سِفْرِ ظ±لْقُضَاةِ،‏ يَأْتِي سِفْرُ رَاعُوثَ ظ±لصَّغِيرُ لِيُذَكِّرَنَا بِأَنَّ يَهْوَهَ لَا يَغْفُلُ أَبَدًا عَنِ ظ±لْبُسَطَاءِ وَظ±لْمَسَاكِينِ ظ±لَّذِينَ يَتَصَارَعُونَ مَعَ ظ±لْمَشَاكِلِ ظ±لْيَوْمِيَّةِ.‏ وَهظ°ذِهِ ظ±لرِّوَايَةُ ظ±لِظ±جْتِمَاعِيَّةُ ظ±لْبَسِيطَةُ تُعَلِّمُنَا دُرُوسًا عَمِيقَةً وَمُفِيدَةً عَنِ ظ±لْمَحَبَّةِ،‏ ظ±لْإِيمَانِ،‏ ظ±لْوَلَاءِ،‏ وَنَيْلِ ظ±لْعَزَاءِ عِنْدَ ظ±لْمِحَنِ.‏




 
قديم 22 - 05 - 2021, 11:44 AM   رقم المشاركة : ( 41066 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

رِاعوث الموآبية


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



«حيثما ذهبتِ أذهب»‏

كَيْفَ كَانَتْ رِحْلَةُ رَاعُوثَ وَنُعْمِي وَلِمَ ٱسْتَأْثَرَ ٱلْحُزْنَ بِهِمَا؟‏ (‏ب)‏ مَا ٱلْفَارِقُ بَيْنَ رَاعُوثَ وَنُعْمِي ٱلذَّاهِبَتَيْنِ إِلَى إِسْرَائِيلَ؟‏ سَارَتْ رَاعُوثُ إِلَى جَانِبِ نُعْمِي فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي يَخْتَرِقُ سُهُولَ مُوآبَ ٱلْمُرْتَفِعَةَ.‏ كَانَتْ هَاتَانِ ٱلْمَرْأَتَانِ مَغْلُوبَتَيْنِ عَلَى أَمْرِهِمَا،‏ وَحِيدَتَيْنِ فِي تِلْكَ ٱلرِّحَابِ ٱلشَّاسِعَةِ ٱلَّتِي تَعْصِفُ بِهَا ٱلرِّيَاحُ.‏ تَخَيَّلْ رَاعُوثَ تُلَاحِظُ ٱلشَّمْسَ تُشَمِّرُ لِلْغُرُوبِ،‏ فَتَنْظُرُ إِلَى حَمَاتِهَا مُتَسَائِلَةً هَلْ حَانَ ٱلْوَقْتُ لِإِيجَادِ مَكَانٍ تَأْوِيَانِ إِلَيْهِ.‏ إِنَّهَا تُحِبُّ نُعْمِي مَحَبَّةً شَدِيدَةً،‏ وَهِيَ مُسْتَعِدَّةٌ أَنْ تَبْذُلَ كُلَّ مَا فِي وِسْعِهَا كَيْ تَعْتَنِيَ بِهَا.‏
٢ اَلْحُزْنُ مُسْتَأْثِرٌ بِقَلْبِ هَاتَيْنِ ٱلْمَرْأَتَيْنِ.‏ فَنُعْمِي،‏ ٱلَّتِي تَرَمَّلَتْ مُنْذُ سِنِينَ،‏ مَحْزُونَةٌ ٱلْآنَ لِوَفَاةِ ٱبْنَيْهَا كِلْيُونَ وَمَحْلُونَ.‏ وَرَاعُوثُ مُغْتَمَّةٌ بِسَبَبِ مَوْتِ زَوْجِهَا مَحْلُونَ.‏ صَحِيحٌ أَنَّهُمَا تَقْصِدَانِ ٱلْوُجْهَةَ عَيْنَهَا،‏ بَلْدَةَ بَيْتَ لَحْمَ فِي إِسْرَائِيلَ،‏ وَلٰكِنْ ثَمَّةَ فَارِقٌ بَيْنَهُمَا.‏ فَنُعْمِي عَائِدَةٌ إِلَى دِيَارِهَا،‏ أَمَّا رَاعُوثُ فَمُتَّجِهَةٌ إِلَى ٱلْمَجْهُولِ،‏ تَارِكَةً وَرَاءَهَا أَنْسِبَاءَهَا وَمَوْطِنَهَا وَعَادَاتِهَا وَآلِهَتَهَا.‏ —‏ اقرأ راعوث ١:‏​٣-‏٦‏.‏
٣ أَيُّ سُؤَالَيْنِ تُسَاعِدُنَا أَجْوِبَتُهُمَا أَنْ نَقْتَدِيَ بِإِيمَانِ رَاعُوثَ؟‏
٣ فَمَاذَا يَدْفَعُ هٰذِهِ ٱلشَّابَّةَ ٱلْمُوآبِيَّةَ إِلَى قَلْبِ حَيَاتِهَا رَأْسًا عَلَى عَقِبٍ؟‏ وَمِنْ أَيْنَ لَهَا ٱلْقُوَّةُ لِتَبْدَأَ حَيَاةً جَدِيدَةً وَتَهْتَمَّ بِنُعْمِي؟‏ سَتَكْشِفُ لَنَا أَجْوِبَةُ هٰذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ ٱلْكَثِيرَ عَنْ إِيمَانِ رَاعُوثَ ٱلْجَدِيرِ بِٱلِٱقْتِدَاءِ.‏ (‏اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْإِطَارَ «‏ تُحْفَةٌ رَائِعَةٌ‏».‏)‏ وَلٰكِنْ لِنَرَ بِدَايَةً كَيْفَ حَدَثَ أَنْ تَرَافَقَتِ ٱلْمَرْأَتَانِ فِي هٰذِهِ ٱلرِّحْلَةِ ٱلطَّوِيلَةِ إِلَى بَيْتَ لَحْمَ.‏
عَائِلَةٌ تَمَزَّقَ شَمْلُهَا

٤،‏ ٥ ‏(‏أ)‏ لِمَ ٱنْتَقَلَتْ نُعْمِي وَعَائِلَتُهَا إِلَى مُوآبَ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ تَحَدِّيَاتٍ وَاجَهَتْهَا نُعْمِي هُنَاكَ؟‏
٤ تَرَعْرَعَتْ رَاعُوثُ فِي مُوآبَ،‏ بَلَدٍ صَغِيرٍ شَرْقِيَّ ٱلْبَحْرِ ٱلْمَيِّتِ تَتَنَاثَرُ فِي مُعْظَمِ أَرَاضِيهِ هِضَابٌ مُرْتَفِعَةٌ تَكْسُوهَا ٱلْأَشْجَارُ وَتَشُقُّهَا ٱلْوِدْيَانُ ٱلْعَمِيقَةُ.‏ وَلَطَالَمَا كَانَتْ «بِلَادُ مُوآبَ» أَرْضًا زِرَاعِيَّةً خِصْبَةً حَتَّى أَثْنَاءَ ٱلْمَجَاعَةِ ٱلَّتِي ضَرَبَتْ إِسْرَائِيلَ.‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ كَانَ هٰذَا هُوَ ٱلسَّبَبَ وَرَاءَ لِقَاءِ رَاعُوثَ بِمَحْلُونَ وَعَائِلَتِهِ.‏ —‏ را ١:‏١‏.‏
٥ فَحِينَ حَلَّتِ ٱلْمَجَاعَةُ بِإِسْرَائِيلَ،‏ ٱرْتَأَى أَلِيمَالِكُ زَوْجُ نُعْمِي أَنْ يُغَادِرَ مَوْطِنَهُ هُوَ وَزَوْجَتُهُ وَٱبْنَاهُ وَيَتَغَرَّبَ فِي مُوآبَ.‏ وَلَا بُدَّ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْخُطْوَةَ ٱمْتَحَنَتْ إِيمَانَ كُلِّ فَرْدٍ فِي ٱلْعَائِلَةِ.‏ فَقَدْ كَانَ عَلَى ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ تَقْدِيمُ ٱلْعِبَادَةِ بِٱنْتِظَامٍ فِي ٱلْمَكَانِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلَّذِي ٱخْتَارَهُ يَهْوَهُ.‏ (‏تث ١٦:‏​١٦،‏ ١٧‏)‏ وَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ نُعْمِي نَجَحَتْ فِي ٱلْحِفَاظِ عَلَى إِيمَانِهَا.‏ لٰكِنَّ ذٰلِكَ لَا يَعْنِي أَنَّ ٱلْأَسَى لَمْ يَغَمُرْ قَلْبَهَا لَدَى مَوْتِ زَوْجِهَا.‏ —‏ را ١:‏​٢،‏ ٣‏.‏
٦،‏ ٧ ‏(‏أ)‏ لِمَاذَا رُبَّمَا خَابَ أَمَلُ نُعْمِي حِينَ تَزَوَّجَ وَلَدَاهَا مِنْ مُوآبِيَّتَيْنِ؟‏ (‏ب)‏ لِمَ مُعَامَلَةُ نُعْمِي لِكَنَّتَيْهَا جَدِيرَةٌ بِٱلثَّنَاءِ؟‏
٦ لَعَلَّ نُعْمِي تَأَلَّمَتْ أَيْضًا حِينَ تَزَوَّجَ ٱبْنَاهَا لَاحِقًا ٱمْرَأَتَيْنِ مُوآبِيَّتَيْنِ.‏ (‏را ١:‏٤‏)‏ فَقَدْ كَانَتْ تَعْلَمُ أَنَّ سَلَفَهَا إِبْرَاهِيمَ لَمْ يُوَفِّرْ جُهْدًا كَيْ يَأْخُذَ لِٱبْنِهِ إِسْحَاقَ زَوْجَةً مِنْ بَنِي شَعْبِهِ ٱلَّذِينَ يَعْبُدُونَ يَهْوَهَ.‏ (‏تك ٢٤:‏​٣،‏ ٤‏)‏ هٰذَا وَإِنَّ ٱلشَّرِيعَةَ ٱلْمُوسَوِيَّةَ حَذَّرَتِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ لِئَلَّا يُصَاهِرُوا ٱلْغُرَبَاءَ،‏ خَشْيَةَ أَنْ يَقَعُوا فِي شَرَكِ ٱلصَّنَمِيَّةِ.‏ —‏ تث ٧:‏​٣،‏ ٤‏.‏
٧ مَعَ ذٰلِكَ،‏ تَزَوَّجَ مَحْلُونُ وَكِلْيُونُ فَتَاتَيْنِ مُوآبِيَّتَيْنِ.‏ وَسَوَاءٌ خَيَّبَ ذٰلِكَ أَمَلَ نُعْمِي أَوْ لَا،‏ فَقَدْ حَرِصَتْ عَلَى مَا يَتَّضِحُ أَنْ تُعَامِلَ كَنَّتَيْهَا رَاعُوثَ وَعُرْفَةَ بِمُنْتَهَى ٱللُّطْفِ وَٱلْمَحَبَّةِ.‏ فَلَرُبَّمَا أَمَلَتْ أَنْ تُصْبِحَا ذَاتَ يَوْمٍ مِنْ عُبَّادِ يَهْوَهَ مِثْلَهَا.‏ عَلَى أَيَّةِ حَالٍ،‏ تَعَلَّقَتْ رَاعُوثُ وَعُرْفَةُ بِحَمَاتِهِمَا.‏ وَهٰذِهِ ٱلْعَلَاقَةُ ٱلْوَثِيقَةُ سَاعَدَتْهُمَا حِينَ حَلَّتْ بِهِمَا ٱلْمَأْسَاةُ.‏ فَكِلْتَاهُمَا تَرَمَّلَتَا قَبْلَ أَنْ تُرْزَقَا بِوَلَدٍ.‏ —‏ را ١:‏٥‏.‏
٨ مَاذَا رُبَّمَا جَذَبَ رَاعُوثَ إِلَى يَهْوَهَ؟‏
٨ هَلْ يُحْتَمَلُ أَنَّ خَلْفِيَّةَ رَاعُوثَ ٱلدِّينِيَّةَ هَيَّأَتْهَا لِمُوَاجَهَةِ مُصِيبَتِهَا؟‏ هٰذَا مُسْتَبْعَدٌ جِدًّا.‏ فَٱلْمُوآبِيُّونَ عَبَدُوا آلِهَةً عَدِيدَةً كَانَ كَمُوشُ كَبِيرَهَا.‏ (‏عد ٢١:‏٢٩‏)‏ وَكَمَا يَبْدُو،‏ لَمْ يَخْلُ ٱلدِّينُ ٱلْمُوآبِيُّ مِنَ ٱلْمُمَارَسَاتِ ٱلْوَحْشِيَّةِ ٱلْمُرِيعَةِ ٱلَّتِي تَفَشَّتْ فِي تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ،‏ وَمِنْهَا تَقْدِيمُ ٱلْأَوْلَادِ ذَبَائِحَ حَيَّةً.‏ إِذًا،‏ لَا رَيْبَ أَنَّ مَا تَعَلَّمَتْهُ رَاعُوثُ مِنْ مَحْلُونَ أَوْ نُعْمِي عَنْ يَهْوَهَ،‏ إِلٰهِ إِسْرَائِيلَ ٱلْمُحِبِّ وَٱلرَّحِيمِ،‏ أَحْدَثَ فِي نَفْسِهَا وَقْعًا كَبِيرًا لِتَبَايُنِهِ ٱلصَّارِخِ مَعَ دِينِهَا.‏ فَيَهْوَهُ يَحْكُمُ بِمَحَبَّةٍ لَا بِإِلْقَاءِ ٱلرُّعْبِ فِي ٱلنُّفُوسِ كَآلِهَتِهَا.‏ ‏(‏اقرإ التثنية ٦:‏٥‏.‏‏)‏ وَيَجُوزُ أَنَّهَا بَعْدَ ٱلْفَاجِعَةِ ٱلَّتِي أَلَمَّتْ بِهَا،‏ بَاتَتْ أَقْرَبَ إِلَى حَمَاتِهَا ٱلْمُسِنَّةِ نُعْمِي وَأَكْثَرَ تَوْقًا إِلَى سَمَاعِهَا تَتَحَدَّثُ عَنْ يَهْوَهَ ٱلْكُلِّيِّ ٱلْقُدْرَةِ،‏ أَعْمَالِهِ ٱلْعَجِيبَةِ،‏ وَتَعَامُلَاتِهِ ٱلْمُحِبَّةِ وَٱلرَّحِيمَةِ مَعَ شَعْبِهِ.‏
أَعْرَبَتْ رَاعُوثُ عَنِ ٱلْحِكْمَةِ بِٱلِٱقْتِرَابِ أَكْثَرَ مِنْ نُعْمِي خِلَالَ ٱلْمِحَنِ


٩-‏١١ ‏(‏أ)‏ مَاذَا قَرَّرَتْ نُعْمِي وَرَاعُوثُ وَعُرْفَةُ أَنْ يَفْعَلْنَ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا تُعَلِّمُنَا ٱلْمَآسِي ٱلَّتِي نَزَلَتْ بِٱلنِّسَاءِ ٱلثَّلَاثِ؟‏
٩ كَانَتْ نُعْمِي مُتَشَوِّقَةً لِتَلَقِّي أَيِّ خَبَرٍ عَنْ مَوْطِنِهَا.‏ وَذَاتَ يَوْمٍ سَمِعَتْ،‏ رُبَّمَا مِنْ أَحَدِ ٱلتُّجَّارِ ٱلْجَائِلِينَ،‏ أَنَّ يَهْوَهَ ٱفْتَقَدَ شَعْبَهُ وَأَنْهَى ٱلْمَجَاعَةَ فِي إِسْرَائِيلَ.‏ وَهَا هِيَ بَيْتَ لَحْمُ،‏ ٱلَّتِي تَعْنِي «بَيْتَ ٱلْخُبْزِ»،‏ قَدْ عَادَتِ ٱسْمًا عَلَى مُسَمًّى.‏ عِنْدَئِذٍ قَرَّرَتِ ٱلرُّجُوعَ إِلَى دِيَارِهَا.‏ —‏ را ١:‏٦‏.‏
١٠ وَمَاذَا فَعَلَتْ رَاعُوثُ وَعُرْفَةُ؟‏ (‏را ١:‏٧‏)‏ لَقَدْ قَرَّرَتَا مُرَافَقَةَ حَمَاتِهِمَا إِلَى يَهُوذَا.‏ فَمُصَابُ أُولٰئِكَ ٱلْأَرَامِلِ ٱلثَّلَاثِ قَرَّبَهُنَّ ٱلْوَاحِدَةَ مِنَ ٱلْأُخْرَى.‏ وَيَبْدُو أَنَّ رَاعُوثَ خُصُوصًا تَأَثَّرَتْ كَثِيرًا بِلُطْفِ نُعْمِي وَإِيمَانِهَا ٱلرَّاسِخِ بِيَهْوَهَ.‏
١١ تُذَكِّرُنَا هٰذِهِ ٱلْقِصَّةُ أَنَّ ٱلْمَآسِيَ وَٱلْمِحَنَ تُصِيبُ ٱلصَّالِحِينَ وَٱلطَّالِحِينَ عَلَى ٱلسَّوَاءِ.‏ (‏جا ٩:‏​٢،‏ ١١‏)‏ وَتُظْهِرُ لَنَا أَنَّ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ،‏ عِنْدَمَا نَخْسَرُ شَخْصًا نُحِبُّهُ،‏ أَنْ نَسْتَلْهِمَ ٱلْعَزَاءَ وَٱلصَّبْرَ مِنَ ٱلْآخَرِينَ،‏ وَلَا سِيَّمَا ٱلَّذِينَ يَحْتَمُونَ بِيَهْوَهَ،‏ ٱلْإِلٰهِ ٱلَّذِي تَعَبَّدَتْ لَهُ نُعْمِي.‏ —‏ ام ١٧:‏١٧‏.‏


رَاعُوثُ ٱلْوَلِيَّةُ

١٢،‏ ١٣ لِمَ أَرَادَتْ نُعْمِي أَنْ تَظَلَّ رَاعُوثُ وَعُرْفَةُ فِي مَوْطِنِهِمَا،‏ وَمَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِهِمَا فِي ٱلْبِدَايَةِ؟‏
١٢ فِيمَا سَارَتِ ٱلْأَرَامِلُ ٱلثَّلَاثُ فِي طَرِيقِ ٱلْعَوْدَةِ،‏ شَغَلَ بَالَ نُعْمِي هَمٌّ آخَرُ.‏ فَقَدْ أَخَذَتْ تُفَكِّرُ بِكَنَّتَيْهَا ٱلشَّابَّتَيْنِ وَمَا أَظْهَرَتَا لَهَا وَلِٱبْنَيْهَا مِنْ مَحَبَّةٍ وَوَلَاءٍ.‏ فَهَلْ يُعْقَلُ أَنْ تَزِيدَ عَذَابَهُمَا عَذَابًا وَتَأْخُذَهُمَا مَعَهَا إِلَى بَيْتَ لَحْمَ؟‏ أَيُّ مَصِيرٍ يَنْتَظِرُهُمَا هُنَاكَ؟‏
١٣ لِذَا قَالَتْ لَهُمَا:‏ «اِذْهَبَا وَلْتَرْجِعْ كُلُّ وَاحِدَةٍ إِلَى بَيْتِ أُمِّهَا.‏ وَلْيَصْنَعْ يَهْوَهُ لُطْفًا حُبِّيًّا إِلَيْكُمَا،‏ كَمَا صَنَعْتُمَا إِلَى ٱلرَّجُلَيْنِ ٱللَّذَيْنِ مَاتَا وَإِلَيَّ».‏ وَعَبَّرَتْ أَيْضًا عَنْ أَمَلِهَا أَنْ يُنْعِمَ يَهْوَهُ عَلَى كُلٍّ مِنْهُمَا بِزَوْجٍ آخَرَ وَحَيَاةٍ جَدِيدَةٍ.‏ تُتَابِعُ ٱلرِّوَايَةُ:‏ «ثُمَّ قَبَّلَتْهُمَا،‏ فَرَفَعْنَ أَصْوَاتَهُنَّ وَبَكَيْنَ».‏ فَلَا عَجَبَ أَنَّ رَاعُوثَ وَعُرْفَةَ تَعَلَّقَتَا إِلَى هٰذَا ٱلْحَدِّ بِحَمَاتِهِمَا ٱلطَّيِّبَةِ وَغَيْرِ ٱلْأَنَانِيَّةِ.‏ لِذَا أَلَحَّتَا كِلْتَاهُمَا:‏ «لَا،‏ بَلْ نَرْجِعُ مَعَكِ إِلَى شَعْبِكِ».‏ —‏ را ١:‏​٨-‏١٠‏.‏
١٤،‏ ١٥ ‏(‏أ)‏ إِلَى مَاذَا رَجَعَتْ عُرْفَةُ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ حَاوَلَتْ نُعْمِي إِقْنَاعَ رَاعُوثَ بِتَرْكِهَا؟‏
١٤ غَيْرَ أَنَّ نُعْمِي أَصَرَّتْ عَلَى رَأْيِهَا مُوْضِحَةً أَنَّهَا غَيْرُ قَادِرَةٍ عَلَى فِعْلِ شَيْءٍ لَهُمَا فِي إِسْرَائِيلَ.‏ فَلَيْسَ لَهَا زَوْجٌ يُعِيلُهَا،‏ وَقَدْ فَاتَ ٱلْأَوَانُ أَنْ تَتَزَوَّجَ ثَانِيَةً.‏ وَلَا أَمَلَ أَنْ تُنْجِبَ ٱبْنَيْنِ لِيَتَزَوَّجَا مِنْهُمَا.‏ وَعَبَّرَتْ أَيْضًا أَنَّ فِي قَلْبِهَا مَرَارَةً شَدِيدَةً لِأَنَّهَا عَاجِزَةٌ عَنِ ٱلِٱعْتِنَاءِ بِهِمَا.‏ عِنْدَئِذٍ،‏ أَحَسَّتْ عُرْفَةُ أَنَّ نُعْمِي مُصِيبَةٌ فِي كَلَامِهَا.‏ فَلِمَ تَذْهَبُ مَعَهَا وَهِيَ تَحْظَى بِعَائِلَةٍ فِي مُوآبَ وَبِأُمٍّ تَهْتَمُّ بِهَا وَبِبَيْتٍ تَسْتَقِرُّ فِيهِ؟‏ لِذَا حَسُنَ فِي عَيْنَيْهَا أَنْ تَظَلَّ فِي بَلَدِهَا.‏ فَقَبَّلَتْ نُعْمِي وَوَدَّعَتْهَا مُتَأَلِّمَةً لِفِرَاقِهَا،‏ ثُمَّ عَادَتْ إِلَى مَوْطِنِهَا.‏ —‏ را ١:‏​١١-‏١٤‏.‏
١٥ وَلٰكِنْ مَاذَا عَنْ رَاعُوثَ؟‏ مَعَ أَنَّ مَا قَالَتْهُ نُعْمِي يَصِحُّ فِيهَا هِيَ ٱلْأُخْرَى،‏ تُتَابِعُ ٱلرِّوَايَةُ:‏ «أَمَّا رَاعُوثُ فَلَصِقَتْ بِهَا».‏ وَلَرُبَّمَا كَانَتْ نُعْمِي قَدِ ٱسْتَأْنَفَتِ ٱلسَّيْرَ حِينَ لَاحَظَتْ أَنَّ رَاعُوثَ تَمْشِي وَرَاءَهَا،‏ فَحَثَّتْهَا قَائِلَةً:‏ «هَا سِلْفَتُكِ ٱلْأَرْمَلَةُ قَدْ رَجَعَتْ إِلَى شَعْبِهَا وَآلِهَتِهَا.‏ فَٱرْجِعِي أَنْتِ مَعَ سِلْفَتِكِ ٱلْأَرْمَلَةِ».‏ (‏را ١:‏١٥‏)‏ تَكْشِفُ كَلِمَاتُ نُعْمِي هٰذِهِ تَفْصِيلًا مُهِمًّا:‏ لَمْ تَرْجِعْ عُرْفَةُ إِلَى شَعْبِهَا فَحَسْبُ،‏ بَلْ إِلَى «آلِهَتِهَا» أَيْضًا.‏ فَهِيَ لَمْ تُمَانِعْ أَنْ تَسْتَمِرَّ فِي عِبَادَةِ كَمُوشَ وَغَيْرِهِ مِنَ ٱلْآلِهَةِ ٱلْبَاطِلَةِ.‏ فَهَلْ هٰذَا مَا شَعَرَتْ بِهِ رَاعُوثُ؟‏
١٦-‏١٨ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ أَعْرَبَتْ رَاعُوثُ عَنْ مَحَبَّةٍ مَجْبُولَةٍ بِٱلْوَلَاءِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ رَاعُوثَ عَنْ هٰذِهِ ٱلْمَحَبَّةِ؟‏ (‏اُنْظُرْ أَيْضًا صُوَرَ ٱلْمَرْأَتَيْنِ.‏)‏
١٦ فِيمَا سَارَتْ رَاعُوثُ وَحَمَاتُهَا فِي طَرِيقِهِمَا ٱلْمُوحِشِ،‏ عَبَّرَتْ هٰذِهِ ٱلشَّابَّةُ بِكُلِّ ثِقَةٍ عَنْ مَشَاعِرِهَا.‏ فَهِيَ أَكَنَّتْ مَحَبَّةً شَدِيدَةً لِنُعْمِي وَإِلٰهِهَا،‏ قَائِلَةً:‏ «لَا تَتَوَسَّلِي إِلَيَّ كَيْ أَتْرُكَكِ وَأَرْجِعَ عَنْ مُرَافَقَتِكِ،‏ لِأَنَّهُ حَيْثُمَا ذَهَبْتِ أَذْهَبْ،‏ وَحَيْثُمَا بِتِّ أَبِتْ.‏ شَعْبُكِ هُوَ شَعْبِي،‏ وَإِلٰهُكِ هُوَ إِلٰهِي.‏ وَحَيْثُمَا مُتِّ أَمُتْ،‏ وَهُنَاكَ أُدْفَنُ.‏ لِيَفْعَلْ يَهْوَهُ بِي هٰكَذَا وَلْيَزِدْ إِنْ فَصَلَ بَيْنِي وَبَيْنَكِ غَيْرُ ٱلْمَوْتِ».‏ —‏ را ١:‏​١٦،‏ ١٧‏.‏
‏«شَعْبُكِ هُوَ شَعْبِي،‏ وَإِلٰهُكِ هُوَ إِلٰهِي»‏


١٧ يَا لَهَا مِنْ كَلِمَاتٍ رَائِعَةٍ!‏ فَرَغْمَ مُرُورِ ٣٬٠٠٠ سَنَةٍ،‏ لَا يَزَالُ صَدَاهَا يَتَرَدَّدُ إِلَى يَوْمِنَا هٰذَا.‏ إِنَّهَا تَكْشِفُ بِوُضُوحٍ سِمَةً رَائِعَةً تَحَلَّتْ بِهَا هٰذِهِ ٱلشَّابَّةُ:‏ اَلْمَحَبَّةَ ٱلْمَجْبُولَةَ بِٱلْوَلَاءِ.‏ فَقَدْ أَعْرَبَتْ لِحَمَاتِهَا عَنْ مَحَبَّةٍ قَوِيَّةٍ وَوَلَاءٍ لَا يَنْثَلِمُ إِلَى حَدِّ أَنَّهَا صَمَّمَتْ عَلَى مُرَافَقَتِهَا أَيْنَمَا تَذْهَبُ.‏ وَمَا كَانَ لِيَفْصِلَ بَيْنَهُمَا سِوَى ٱلْمَوْتِ!‏ فَشَعْبُ نُعْمِي كَانَ سَيُصْبِحُ شَعْبَ رَاعُوثَ ٱلَّتِي أَبْدَتِ ٱسْتِعْدَادًا لِلتَّخَلِّي عَنْ كُلِّ مَا لَهَا فِي مَوْطِنِهَا،‏ حَتَّى عَنِ ٱلْآلِهَةِ ٱلْمُوآبِيَّةِ.‏ وَبِخِلَافِ عُرْفَةَ،‏ ٱسْتَطَاعَتِ ٱلْقَوْلَ بِكُلِّ جَوَارِحِهَا إِنَّهَا تُرِيدُ هِيَ أَيْضًا أَنْ تَعْبُدَ يَهْوَهَ،‏ ٱلْإِلٰهَ ٱلَّذِي تَعْبُدُهُ نُعْمِي.‏ *
١٨ وَهٰكَذَا،‏ مَضَتْ هَاتَانِ ٱلْمَرْأَتَانِ وَحِيدَتَيْنِ فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلطَّوِيلِ ٱلْمُؤَدِّي إِلَى بَيْتَ لَحْمَ.‏ وَلَعَلَّ رِحْلَتَهُمَا ٱسْتَغْرَقَتْ أُسْبُوعًا كَامِلًا بِحَسَبِ أَحَدِ ٱلتَّقْدِيرَاتِ.‏ وَلٰكِنْ مِنَ ٱلْمُؤَكَّدِ أَنَّ تَرَافُقَهُمَا مَعًا صَبَّرَهُمَا وَعَزَّاهُمَا بَعْضَ ٱلشَّيْءِ.‏
١٩ بِرَأْيِكَ،‏ كَيْفَ نَقْتَدِي بِمَحَبَّةِ رَاعُوثَ ٱلْمَجْبُولَةِ بِٱلْوَلَاءِ فِي حَيَاتِنَا ٱلْعَائِلِيَّةِ،‏ مَعَ أَصْدِقَائِنَا،‏ وَفِي ٱلْجَمَاعَةِ؟‏
١٩ فِي أَيَّامِنَا هٰذِهِ ٱلَّتِي يَدْعُوهَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ «أَزْمِنَةً حَرِجَةً»،‏ لَا أَحَدَ مِنَّا بِمَنْأًى عَنِ ٱلْحُزْنِ وَٱلْأَسَى.‏ (‏٢ تي ٣:‏١‏)‏ لِذَا فَإِنَّ ٱلصِّفَةَ ٱلَّتِي تَحَلَّتْ بِهَا رَاعُوثُ ضَرُورِيَّةٌ ٱلْآنَ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى.‏ فَٱلْمَحَبَّةُ ٱلْمَجْبُولَةُ بِٱلْوَلَاءِ ٱلَّتِي تَحْمِلُنَا أَنْ نَتَعَلَّقَ بِأَحَدٍ وَلَا نُفَارِقَهُ مَهْمَا حَصَلَ تُسَاعِدُنَا كَثِيرًا فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ ٱلْمُظْلِمِ.‏ فَنَحْنُ نَحْتَاجُ إِلَيْهَا فِي ٱلزَّوَاجِ،‏ ٱلْعَلَاقَاتِ ٱلْعَائِلِيَّةِ،‏ ٱلصَّدَاقَاتِ،‏ وَٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ ‏(‏اقرأ ١ يوحنا ٤:‏​٧،‏ ٨،‏ ٢٠‏.‏‏)‏ وَحِينَ نُنَمِّي هٰذَا ٱلنَّوْعَ مِنَ ٱلْمَحَبَّةِ،‏ نُبَرْهِنُ أَنَّنَا نَقْتَدِي بِمِثَالِ رَاعُوثَ ٱلْبَدِيعِ.‏


رَاعُوثُ وَنُعْمِي فِي بَيْتَ لَحْمَ

٢٠-‏٢٢ ‏(‏أ)‏ أَيُّ أَثَرٍ تَرَكَتْهُ ٱلْحَيَاةُ فِي مُوآبَ عَلَى نُعْمِي؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ نَظْرَةٍ خَاطِئَةٍ تَبَنَّتْهَا نُعْمِي تِجَاهَ ٱلْمَصَائِبِ ٱلَّتِي نَزَلَتْ بِهَا؟‏ (‏اُنْظُرْ أَيْضًا يعقوب ١:‏١٣‏.‏)‏
٢٠ شَتَّانَ مَا بَيْنَ ٱلتَّكَلُّمِ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلْمَجْبُولَةِ بِٱلْوَلَاءِ وَتَرْجَمَتِهَا إِلَى عَمَلٍ.‏ وَرَاعُوثُ تَسَنَّتْ لَهَا ٱلْفُرْصَةُ أَنْ تُبَرْهِنَ بِٱلْأَعْمَالِ عَنْ هٰذِهِ ٱلْمَحَبَّةِ تِجَاهَ نُعْمِي وَتِجَاهَ يَهْوَهَ أَيْضًا ٱلَّذِي ٱتَّخَذَتْهُ إِلٰهًا لَهَا.‏
٢١ لَقَدْ وَصَلَتِ ٱلْمَرْأَتَانِ إِلَى بَلْدَةِ بَيْتَ لَحْمَ ٱلَّتِي تَبْعُدُ نَحْوَ عَشَرَةَ كِيلُومِتْرَاتٍ جَنُوبَ أُورُشَلِيمَ.‏ وَعَلَى مَا يَبْدُو،‏ كَانَتْ نُعْمِي وَعَائِلَتُهَا مَعْرُوفِينَ جَيِّدًا فِي هٰذِهِ ٱلْبَلْدَةِ ٱلصَّغِيرَةِ،‏ لِأَنَّ ٱلْمَكَانَ كُلَّهُ ضَجَّ بِخَبَرِ عَوْدَتِهَا.‏ وَرَاحَتِ ٱلنِّسَاءُ يُحَدِّقْنَ إِلَيْهَا وَيَقُلْنَ:‏ «أَهٰذِهِ نُعْمِي؟‏».‏ فَكَمَا يَتَّضِحُ،‏ تَغَيَّرَتْ مَلَامِحُهَا بَعْدَ إِقَامَتِهَا فِي مُوآبَ.‏ فَسَنَوَاتُ ٱلشَّقَاءِ وَٱلْحُزْنِ طَبَعَتْ بَصَمَاتِهَا عَلَى وَجْهِهَا وَمَظْهَرِهَا.‏ —‏ را ١:‏١٩‏.‏
٢٢ بَعْدَ هٰذِهِ ٱلْغَيْبَةِ ٱلطَّوِيلَةِ،‏ أَخَذَتْ نُعْمِي تُخْبِرُ نَسِيبَاتِهَا وَجَارَاتِهَا ٱلْقُدَامَى كَمْ أَصْبَحَتْ حَيَاتُهَا مُرَّةً.‏ وَشَعَرَتْ أَيْضًا أَنَّ ٱسْمَهَا يَجِبُ أَنْ يَتَغَيَّرَ مِنْ نُعْمِي،‏ ٱلَّذِي يَعْنِي «نِعْمَتِي»،‏ إِلَى «مُرَّةٍ».‏ فَعَلَى غِرَارِ أَيُّوبَ ٱلَّذِي عَاشَ قَبْلَهَا،‏ ظَنَّتْ هٰذِهِ ٱلْمِسْكِينَةُ أَنَّ يَهْوَهَ ٱللهَ هُوَ مَنْ أَنْزَلَ بِهَا ٱلْمَصَائِبَ.‏ —‏ را ١:‏​٢٠،‏ ٢١؛‏ اي ٢:‏١٠؛‏ ١٣:‏​٢٤-‏٢٦‏.‏
٢٣ فِيمَ بَدَأَتْ رَاعُوثُ تُفَكِّرُ،‏ وَأَيُّ تَدْبِيرٍ تَضَمَّنَتْهُ ٱلشَّرِيعَةُ ٱلْمُوسَوِيَّةُ لِلْفُقَرَاءِ؟‏ (‏اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْحَاشِيَةَ.‏)‏
٢٣ بَعْدَمَا ٱسْتَقَرَّتِ ٱلْمَرْأَتَانِ فِي بَيْتَ لَحْمَ،‏ بَدَأَتْ رَاعُوثُ تُفَكِّرُ كَيْفَ عَسَاهَا تُؤَمِّنُ لُقْمَةَ ٱلْعَيْشِ لَهَا وَلِنُعْمِي.‏ فَعَرَفَتْ أَنَّ ٱلشَّرِيعَةَ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا يَهْوَهُ لِشَعْبِهِ فِي إِسْرَائِيلَ تَضَمَّنَتْ تَدْبِيرًا حُبِّيًّا لِلْفُقَرَاءِ.‏ فَقَدْ سُمِحَ لَهُمْ بِٱلذَّهَابِ إِلَى ٱلْحُقُولِ وَقْتَ ٱلْحَصَادِ لِيَلْتَقِطُوا مَا يُتْرَكُ وَرَاءَ ٱلْحَصَّادِينَ،‏ وَمَا يَنْمُو عِنْدَ أَطْرَافِ ٱلْحُقُولِ.‏ * —‏ لا ١٩:‏​٩،‏ ١٠؛‏ تث ٢٤:‏​١٩-‏٢١‏.‏
٢٤،‏ ٢٥ مَاذَا فَعَلَتْ رَاعُوثُ حِينَ دَخَلَتْ بِٱلصُّدْفَةِ حَقْلًا لِبُوعَزَ،‏ وَعَلَامَ يَنْطَوِي عَمَلُ ٱللُّقَاطِ؟‏
٢٤ وَلَمَّا كَانَ وَقْتُ حَصَادِ ٱلشَّعِيرِ قَدْ حَلَّ،‏ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ فِي شَهْرِ نَيْسَانَ (‏إِبْرِيل)‏ حَسَبَ تَقْوِيمِنَا ٱلْحَالِيِّ،‏ قَصَدَتْ رَاعُوثُ ٱلْحُقُولَ لِتَرَى مَنْ يَسْمَحُ لَهَا أَنْ تَلْتَقِطَ فِي أَرْضِهِ.‏ فَٱتَّفَقَ أَنْ دَخَلَتْ حَقْلًا لِبُوعَزَ،‏ رَجُلٍ ثَرِيٍّ يَمْلِكُ أَرَاضِيَ كَثِيرَةً وَذِي قَرَابَةٍ لِأَلِيمَالِكَ زَوْجِ نُعْمِي.‏ وَمَعَ أَنَّ ٱلشَّرِيعَةَ أَعْطَتْهَا ٱلْحَقَّ أَنْ تَلْتَقِطَ،‏ لَمْ تَعْتَبِرْ ذٰلِكَ تَحْصِيلَ حَاصِلٍ،‏ إِنَّمَا ٱسْتَأْذَنَتْ أَوَّلًا ٱلْفَتَى ٱلْقَائِمَ عَلَى ٱلْحَصَّادِينَ وَمِنْ ثُمَّ بَاشَرَتِ ٱلْعَمَلَ.‏ —‏ را ١:‏٢٢–‏٢:‏​٣،‏ ٧‏.‏
٢٥ تَخَيَّلْهَا تَسِيرُ وَرَاءَ ٱلْحَصَّادِينَ.‏ فَفِيمَا رَاحُوا يَحْصُدُونَ ٱلشَّعِيرَ بِمَنَاجِلِهِمِ،‏ ٱنْحَنَتْ لِتَلْتَقِطَ مَا يَقَعُ أَوْ يُتْرَكُ مِنَ ٱلسَّنَابِلِ،‏ فَتَحْزِمُهَا حُزَمًا،‏ ثُمَّ تَأْخُذُهَا إِلَى مَكَانٍ لِتَخْبِطَهَا لَاحِقًا.‏ كَانَ هٰذَا عَمَلًا مُضْنِيًا يَسْتَغْرِقُ وَقْتًا طَوِيلًا وَيَزْدَادُ صُعُوبَةً مَعَ ٱشْتِدَادِ حَرَارَةِ ٱلشَّمْسِ.‏ غَيْرَ أَنَّ رَاعُوثَ عَمِلَتْ دُونَ تَرَاخٍ،‏ وَلَمْ تَتَوَقَّفْ إِلَّا لِتَمْسَحَ ٱلْعَرَقَ ٱلْمُتَصَبِّبَ مِنْ جَبِينِهَا وَتَتَنَاوَلَ غَدَاءً بَسِيطًا فِي «ٱلْبَيْتِ» ٱلَّذِي كَانَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ مَكَانًا يَسْتَظِلُّ بِهِ ٱلْعُمَّالُ.‏
كَانَتْ رَاعُوثُ مُسْتَعِدَّةً لِلْقِيَامِ بِعَمَلٍ وَضِيعٍ وَشَاقٍّ لِتُؤَمِّنَ لُقْمَةَ ٱلْعَيْشِ لَهَا وَلِنُعْمِي


٢٦،‏ ٢٧ أَيُّ شَخْصِيَّةٍ تَحَلَّى بِهَا بُوعَزُ،‏ وَكَيْفَ عَامَلَ رَاعُوثَ؟‏
٢٦ يُسْتَبْعَدُ أَنَّ رَاعُوثَ أَمَلَتْ أَوْ تَوَقَّعَتْ أَنْ تَسْتَرْعِيَ ٱلِٱنْتِبَاهَ،‏ لٰكِنَّ هٰذَا مَا حَدَثَ.‏ فَقَدْ أَتَى بُوعَزُ،‏ رَجُلٌ إِيمَانُهُ بَارِزٌ،‏ وَحَيَّا حَصَّادِيهِ ٱلَّذِينَ رُبَّمَا كَانَ بَعْضُهُمْ عُمَّالًا يَوْمِيِّينَ أَوْ غُرَبَاءَ أَيْضًا،‏ قَائِلًا:‏ «يَهْوَهُ مَعَكُمْ».‏ فَرَدُّوا عَلَيْهِ ٱلتَّحِيَّةَ بِمِثْلِهَا.‏ وَبَعْدَمَا رَأَى رَاعُوثَ،‏ سَأَلَ ٱلْفَتَى ٱلْقَائِمَ عَلَى ٱلْعُمَّالِ مَنْ تَكُونُ ٱلْفَتَاةُ.‏ فَهٰذَا ٱلرَّجُلُ ٱلْمُسِنُّ ٱلَّذِي يُحِبُّ يَهْوَهَ أَعْرَبَ عَنِ ٱهْتِمَامٍ أَبَوِيٍّ بِهَا.‏ —‏ را ٢:‏​٤-‏٧‏.‏
٢٧ لِذَا أَوْصَاهَا،‏ دَاعِيًا إِيَّاهَا «يَا ٱبْنَتِي»،‏ أَلَّا تَلْتَقِطَ فِي حَقْلٍ آخَرَ وَأَنْ تُلَازِمَ فَتَيَاتِهِ،‏ خَدَمَ بَيْتِهِ،‏ كَيْ لَا يَتَعَرَّضَ لَهَا أَيٌّ مِنَ ٱلْعُمَّالِ.‏ وَحَرِصَ أَيْضًا أَنْ تَحْصُلَ عَلَى ٱلطَّعَامِ وَقْتَ ٱلْغَدَاءِ.‏ ‏(‏اقرأ راعوث ٢:‏​٨،‏ ٩،‏ ١٤‏.‏‏)‏ لٰكِنَّ ٱلْأَهَمَّ أَنَّهُ مَدَحَهَا وَشَجَّعَهَا.‏ كَيْفَ؟‏
٢٨،‏ ٢٩ ‏(‏أ)‏ أَيُّ صِيتٍ ٱكْتَسَبَتْهُ رَاعُوثُ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ عَسَاكَ تَحْتَمِي بِيَهْوَهَ مِثْلَ رَاعُوثَ؟‏
٢٨ حِينَ سَأَلَتْهُ رَاعُوثُ كَيْفَ وَجَدَتْ هِيَ ٱلْغَرِيبَةُ حُظْوَةً فِي عَيْنَيْهِ،‏ أَجَابَهَا أَنَّهُ أُخْبِرَ بِكُلِّ مَا فَعَلَتْهُ بِحَمَاتِهَا.‏ فَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ،‏ أَشَادَتْ نُعْمِي بِكَنَّتِهَا ٱلْمَحْبُوبَةِ لَدَى نِسَاءِ بَيْتَ لَحْمَ،‏ فَبَلَغَ ٱلْكَلَامُ مَسَامِعَ بُوعَزَ.‏ كَمَا عَلِمَ أَنَّ رَاعُوثَ ٱعْتَنَقَتْ عِبَادَةَ يَهْوَهَ،‏ إِذْ قَالَ لَهَا:‏ «لِيُكَافِئْ يَهْوَهُ عَمَلَكِ،‏ وَلْيَكُنْ أَجْرُكِ كَامِلًا مِنْ عِنْدِ يَهْوَهَ إِلٰهِ إِسْرَائِيلَ،‏ ٱلَّذِي جِئْتِ لِتَحْتَمِي تَحْتَ جَنَاحَيْهِ».‏ —‏ را ٢:‏١٢‏.‏
٢٩ لَا بُدَّ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ أَمَدَّتْ رَاعُوثَ بِتَشْجِيعٍ كَبِيرٍ.‏ فَهِيَ بِٱلْفِعْلِ صَمَّمَتْ عَلَى ٱلِٱحْتِمَاءِ تَحْتَ جَنَاحَيْ يَهْوَهَ ٱللهِ،‏ مِثْلَ ٱلْعُصْفُورِ ٱلَّذِي يَسْتَكِنُّ بِأَمَانٍ تَحْتَ جَنَاحَيْ أُمِّهِ.‏ وَقَدْ شَكَرَتْ بُوعَزَ عَلَى كَلَامِهِ ٱلْمُطَمْئِنِ،‏ وَبَقِيَتْ تَلْتَقِطُ فِي ٱلْحَقْلِ إِلَى ٱلْمَسَاءِ.‏ —‏ را ٢:‏​١٣،‏ ١٧‏.‏
٣٠،‏ ٣١ أَيَّةُ دُرُوسٍ نَسْتَمِدُّهَا مِنْ رَاعُوثَ حَوْلَ ٱلْعَمَلِ،‏ ٱلتَّقْدِيرِ،‏ وَٱلْمَحَبَّةِ ٱلْمَجْبُولَةِ بِٱلْوَلَاءِ؟‏
٣٠ رَسَمَتْ رَاعُوثُ بِإِيمَانِهَا ٱلْحَيِّ مِثَالًا رَائِعًا لَنَا ٱلْيَوْمَ نَحْنُ ٱلَّذِينَ نُوَاجِهُ ضُغُوطًا ٱقْتِصَادِيَّةً كَبِيرَةً.‏ فَهِيَ لَمْ تَحْسِبْ أَنَّ ٱلْآخَرِينَ مُجْبَرُونَ عَلَى مُسَاعَدَتِهَا،‏ لِذٰلِكَ قَدَّرَتْ كُلَّ مَا قُدِّمَ لَهَا.‏ وَلَمْ تَخْجَلْ أَنْ تَقُومَ بِعَمَلٍ وَضِيعٍ،‏ عَامِلَةً بِكَدٍّ سَاعَاتٍ طَوِيلَةً لِلِٱعْتِنَاءِ بِمَنْ تُحِبُّ.‏ كَمَا أَنَّهَا قَبِلَتْ وَطَبَّقَتْ بِٱمْتِنَانٍ ٱلنَّصِيحَةَ ٱلْحَكِيمَةَ ٱلَّتِي أُسْدِيَتْ إِلَيْهَا بِشَأْنِ ٱلْحِفَاظِ عَلَى سَلَامَتِهَا أَثْنَاءَ ٱلْعَمَلِ،‏ وَمُلَازَمَةِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْمُنَاسِبِينَ.‏ وَٱلْأَهَمُّ أَنَّهَا لَمْ تَنْسَ قَطُّ أَنَّ مَلَاذَهَا ٱلْحَقِيقِيَّ هُوَ يَهْوَهُ ٱللهُ،‏ ٱلْأَبُ ٱلَّذِي يُزَوِّدُ ٱلْحِمَايَةَ.‏
٣١ فَإِذَا أَعْرَبْنَا عَنْ مَحَبَّةٍ مَجْبُولَةٍ بِٱلْوَلَاءِ مِثْلَهَا وَٱحْتَذَيْنَا حَذْوَهَا فِي ٱلتَّوَاضُعِ وَٱلِٱجْتِهَادِ وَٱلتَّقْدِيرِ،‏ يُمْسِي إِيمَانُنَا نَحْنُ أَيْضًا قُدْوَةً لِلْآخَرِينَ.‏ وَلٰكِنْ كَيْفَ ٱهْتَمَّ يَهْوَهُ بِرَاعُوثَ وَنُعْمِي؟‏ هٰذَا مَا سَنُنَاقِشُهُ فِي ٱلْفَصْلِ ٱلتَّالِي.‏
تُحْفَةٌ رَائِعَةٌ


يُوصَفُ سِفْرُ رَاعُوثَ بِأَنَّهُ جَوْهَرَةٌ صَغِيرَةٌ،‏ بَلْ تُحْفَةٌ رَائِعَةٌ،‏ مَعَ أَنَّهُ لَا يُضَاهِي في ٱلشُّمُولِيَّةِ سِفْرَ ٱلْقُضَاةِ ٱلَّذِي يَأْتِي قَبْلَهُ وَيُزَوِّدُ ٱلْإِطَارَ ٱلزَّمَنِيَّ لِأَحْدَاثِهِ.‏ (‏را ١:‏١‏)‏ وَكَمَا يَتَّضِحُ،‏ ٱلنَّبِيُّ صَمُوئِيلُ هُوَ مَنْ كَتَبَ هٰذَيْنِ ٱلسِّفْرَيْنِ.‏ وَقَدْ تُلَاحِظُ أَنَّ سِفْرَ رَاعُوثَ مُدْرَجٌ فِي ٱلْمَكَانِ ٱلْمُنَاسِبِ بَيْنَ أَسْفَارِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْقَانُونِيَّةِ.‏ فَبَعْدَ ٱلْحَدِيثِ عَنِ ٱلْحُرُوبِ وَٱلْهَجَمَاتِ وَٱلدِّفَاعَاتِ فِي سِفْرِ ٱلْقُضَاةِ،‏ يَأْتِي سِفْرُ رَاعُوثَ ٱلصَّغِيرُ لِيُذَكِّرَنَا بِأَنَّ يَهْوَهَ لَا يَغْفُلُ أَبَدًا عَنِ ٱلْبُسَطَاءِ وَٱلْمَسَاكِينِ ٱلَّذِينَ يَتَصَارَعُونَ مَعَ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلْيَوْمِيَّةِ.‏ وَهٰذِهِ ٱلرِّوَايَةُ ٱلِٱجْتِمَاعِيَّةُ ٱلْبَسِيطَةُ تُعَلِّمُنَا دُرُوسًا عَمِيقَةً وَمُفِيدَةً عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ،‏ ٱلْإِيمَانِ،‏ ٱلْوَلَاءِ،‏ وَنَيْلِ ٱلْعَزَاءِ عِنْدَ ٱلْمِحَنِ.‏




 
قديم 22 - 05 - 2021, 11:45 AM   رقم المشاركة : ( 41067 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

رِاعوث الموآبية


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


«حيثما ذهبتِ أذهب»‏

كَيْفَ كَانَتْ رِحْلَةُ رَاعُوثَ وَنُعْمِي وَلِمَ ظ±سْتَأْثَرَ ظ±لْحُزْنَ بِهِمَا؟‏ (‏ب)‏ مَا ظ±لْفَارِقُ بَيْنَ رَاعُوثَ وَنُعْمِي ظ±لذَّاهِبَتَيْنِ إِلَى إِسْرَائِيلَ؟‏ سَارَتْ رَاعُوثُ إِلَى جَانِبِ نُعْمِي فِي ظ±لطَّرِيقِ ظ±لَّذِي يَخْتَرِقُ سُهُولَ مُوآبَ ظ±لْمُرْتَفِعَةَ.‏ كَانَتْ هَاتَانِ ظ±لْمَرْأَتَانِ مَغْلُوبَتَيْنِ عَلَى أَمْرِهِمَا،‏ وَحِيدَتَيْنِ فِي تِلْكَ ظ±لرِّحَابِ ظ±لشَّاسِعَةِ ظ±لَّتِي تَعْصِفُ بِهَا ظ±لرِّيَاحُ.‏ تَخَيَّلْ رَاعُوثَ تُلَاحِظُ ظ±لشَّمْسَ تُشَمِّرُ لِلْغُرُوبِ،‏ فَتَنْظُرُ إِلَى حَمَاتِهَا مُتَسَائِلَةً هَلْ حَانَ ظ±لْوَقْتُ لِإِيجَادِ مَكَانٍ تَأْوِيَانِ إِلَيْهِ.‏ إِنَّهَا تُحِبُّ نُعْمِي مَحَبَّةً شَدِيدَةً،‏ وَهِيَ مُسْتَعِدَّةٌ أَنْ تَبْذُلَ كُلَّ مَا فِي وِسْعِهَا كَيْ تَعْتَنِيَ بِهَا.‏
ظ¢ اَلْحُزْنُ مُسْتَأْثِرٌ بِقَلْبِ هَاتَيْنِ ظ±لْمَرْأَتَيْنِ.‏ فَنُعْمِي،‏ ظ±لَّتِي تَرَمَّلَتْ مُنْذُ سِنِينَ،‏ مَحْزُونَةٌ ظ±لْآنَ لِوَفَاةِ ظ±بْنَيْهَا كِلْيُونَ وَمَحْلُونَ.‏ وَرَاعُوثُ مُغْتَمَّةٌ بِسَبَبِ مَوْتِ زَوْجِهَا مَحْلُونَ.‏ صَحِيحٌ أَنَّهُمَا تَقْصِدَانِ ظ±لْوُجْهَةَ عَيْنَهَا،‏ بَلْدَةَ بَيْتَ لَحْمَ فِي إِسْرَائِيلَ،‏ وَلظ°كِنْ ثَمَّةَ فَارِقٌ بَيْنَهُمَا.‏ فَنُعْمِي عَائِدَةٌ إِلَى دِيَارِهَا،‏ أَمَّا رَاعُوثُ فَمُتَّجِهَةٌ إِلَى ظ±لْمَجْهُولِ،‏ تَارِكَةً وَرَاءَهَا أَنْسِبَاءَهَا وَمَوْطِنَهَا وَعَادَاتِهَا وَآلِهَتَهَا.‏ —‏ اقرأ راعوث ظ،:‏​ظ£-‏ظ¦‏.‏
ظ£ أَيُّ سُؤَالَيْنِ تُسَاعِدُنَا أَجْوِبَتُهُمَا أَنْ نَقْتَدِيَ بِإِيمَانِ رَاعُوثَ؟‏
ظ£ فَمَاذَا يَدْفَعُ هظ°ذِهِ ظ±لشَّابَّةَ ظ±لْمُوآبِيَّةَ إِلَى قَلْبِ حَيَاتِهَا رَأْسًا عَلَى عَقِبٍ؟‏ وَمِنْ أَيْنَ لَهَا ظ±لْقُوَّةُ لِتَبْدَأَ حَيَاةً جَدِيدَةً وَتَهْتَمَّ بِنُعْمِي؟‏ سَتَكْشِفُ لَنَا أَجْوِبَةُ هظ°ذَيْنِ ظ±لسُّؤَالَيْنِ ظ±لْكَثِيرَ عَنْ إِيمَانِ رَاعُوثَ ظ±لْجَدِيرِ بِظ±لِظ±قْتِدَاءِ.‏ (‏اُنْظُرْ أَيْضًا ظ±لْإِطَارَ «‏ تُحْفَةٌ رَائِعَةٌ‏».‏)‏ وَلظ°كِنْ لِنَرَ بِدَايَةً كَيْفَ حَدَثَ أَنْ تَرَافَقَتِ ظ±لْمَرْأَتَانِ فِي هظ°ذِهِ ظ±لرِّحْلَةِ ظ±لطَّوِيلَةِ إِلَى بَيْتَ لَحْمَ.‏
 
قديم 22 - 05 - 2021, 11:45 AM   رقم المشاركة : ( 41068 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

رِاعوث الموآبية


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


«حيثما ذهبتِ أذهب»‏

كَيْفَ كَانَتْ رِحْلَةُ رَاعُوثَ وَنُعْمِي وَلِمَ ٱسْتَأْثَرَ ٱلْحُزْنَ بِهِمَا؟‏ (‏ب)‏ مَا ٱلْفَارِقُ بَيْنَ رَاعُوثَ وَنُعْمِي ٱلذَّاهِبَتَيْنِ إِلَى إِسْرَائِيلَ؟‏ سَارَتْ رَاعُوثُ إِلَى جَانِبِ نُعْمِي فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي يَخْتَرِقُ سُهُولَ مُوآبَ ٱلْمُرْتَفِعَةَ.‏ كَانَتْ هَاتَانِ ٱلْمَرْأَتَانِ مَغْلُوبَتَيْنِ عَلَى أَمْرِهِمَا،‏ وَحِيدَتَيْنِ فِي تِلْكَ ٱلرِّحَابِ ٱلشَّاسِعَةِ ٱلَّتِي تَعْصِفُ بِهَا ٱلرِّيَاحُ.‏ تَخَيَّلْ رَاعُوثَ تُلَاحِظُ ٱلشَّمْسَ تُشَمِّرُ لِلْغُرُوبِ،‏ فَتَنْظُرُ إِلَى حَمَاتِهَا مُتَسَائِلَةً هَلْ حَانَ ٱلْوَقْتُ لِإِيجَادِ مَكَانٍ تَأْوِيَانِ إِلَيْهِ.‏ إِنَّهَا تُحِبُّ نُعْمِي مَحَبَّةً شَدِيدَةً،‏ وَهِيَ مُسْتَعِدَّةٌ أَنْ تَبْذُلَ كُلَّ مَا فِي وِسْعِهَا كَيْ تَعْتَنِيَ بِهَا.‏
٢ اَلْحُزْنُ مُسْتَأْثِرٌ بِقَلْبِ هَاتَيْنِ ٱلْمَرْأَتَيْنِ.‏ فَنُعْمِي،‏ ٱلَّتِي تَرَمَّلَتْ مُنْذُ سِنِينَ،‏ مَحْزُونَةٌ ٱلْآنَ لِوَفَاةِ ٱبْنَيْهَا كِلْيُونَ وَمَحْلُونَ.‏ وَرَاعُوثُ مُغْتَمَّةٌ بِسَبَبِ مَوْتِ زَوْجِهَا مَحْلُونَ.‏ صَحِيحٌ أَنَّهُمَا تَقْصِدَانِ ٱلْوُجْهَةَ عَيْنَهَا،‏ بَلْدَةَ بَيْتَ لَحْمَ فِي إِسْرَائِيلَ،‏ وَلٰكِنْ ثَمَّةَ فَارِقٌ بَيْنَهُمَا.‏ فَنُعْمِي عَائِدَةٌ إِلَى دِيَارِهَا،‏ أَمَّا رَاعُوثُ فَمُتَّجِهَةٌ إِلَى ٱلْمَجْهُولِ،‏ تَارِكَةً وَرَاءَهَا أَنْسِبَاءَهَا وَمَوْطِنَهَا وَعَادَاتِهَا وَآلِهَتَهَا.‏ —‏ اقرأ راعوث ١:‏​٣-‏٦‏.‏
٣ أَيُّ سُؤَالَيْنِ تُسَاعِدُنَا أَجْوِبَتُهُمَا أَنْ نَقْتَدِيَ بِإِيمَانِ رَاعُوثَ؟‏
٣ فَمَاذَا يَدْفَعُ هٰذِهِ ٱلشَّابَّةَ ٱلْمُوآبِيَّةَ إِلَى قَلْبِ حَيَاتِهَا رَأْسًا عَلَى عَقِبٍ؟‏ وَمِنْ أَيْنَ لَهَا ٱلْقُوَّةُ لِتَبْدَأَ حَيَاةً جَدِيدَةً وَتَهْتَمَّ بِنُعْمِي؟‏ سَتَكْشِفُ لَنَا أَجْوِبَةُ هٰذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ ٱلْكَثِيرَ عَنْ إِيمَانِ رَاعُوثَ ٱلْجَدِيرِ بِٱلِٱقْتِدَاءِ.‏ (‏اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْإِطَارَ «‏ تُحْفَةٌ رَائِعَةٌ‏».‏)‏ وَلٰكِنْ لِنَرَ بِدَايَةً كَيْفَ حَدَثَ أَنْ تَرَافَقَتِ ٱلْمَرْأَتَانِ فِي هٰذِهِ ٱلرِّحْلَةِ ٱلطَّوِيلَةِ إِلَى بَيْتَ لَحْمَ.‏
 
قديم 22 - 05 - 2021, 11:47 AM   رقم المشاركة : ( 41069 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

رِاعوث الموآبية


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


عَائِلَةٌ تَمَزَّقَ شَمْلُهَا

ظ¤،‏ ظ¥ ‏(‏أ)‏ لِمَ ظ±نْتَقَلَتْ نُعْمِي وَعَائِلَتُهَا إِلَى مُوآبَ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ تَحَدِّيَاتٍ وَاجَهَتْهَا نُعْمِي هُنَاكَ؟‏
ظ¤ تَرَعْرَعَتْ رَاعُوثُ فِي مُوآبَ،‏ بَلَدٍ صَغِيرٍ شَرْقِيَّ ظ±لْبَحْرِ ظ±لْمَيِّتِ تَتَنَاثَرُ فِي مُعْظَمِ أَرَاضِيهِ هِضَابٌ مُرْتَفِعَةٌ تَكْسُوهَا ظ±لْأَشْجَارُ وَتَشُقُّهَا ظ±لْوِدْيَانُ ظ±لْعَمِيقَةُ.‏ وَلَطَالَمَا كَانَتْ «بِلَادُ مُوآبَ» أَرْضًا زِرَاعِيَّةً خِصْبَةً حَتَّى أَثْنَاءَ ظ±لْمَجَاعَةِ ظ±لَّتِي ضَرَبَتْ إِسْرَائِيلَ.‏ وَفِي ظ±لْوَاقِعِ،‏ كَانَ هظ°ذَا هُوَ ظ±لسَّبَبَ وَرَاءَ لِقَاءِ رَاعُوثَ بِمَحْلُونَ وَعَائِلَتِهِ.‏ —‏ را ظ،:‏ظ،‏.‏
ظ¥ فَحِينَ حَلَّتِ ظ±لْمَجَاعَةُ بِإِسْرَائِيلَ،‏ ظ±رْتَأَى أَلِيمَالِكُ زَوْجُ نُعْمِي أَنْ يُغَادِرَ مَوْطِنَهُ هُوَ وَزَوْجَتُهُ وَظ±بْنَاهُ وَيَتَغَرَّبَ فِي مُوآبَ.‏ وَلَا بُدَّ أَنَّ هظ°ذِهِ ظ±لْخُطْوَةَ ظ±مْتَحَنَتْ إِيمَانَ كُلِّ فَرْدٍ فِي ظ±لْعَائِلَةِ.‏ فَقَدْ كَانَ عَلَى ظ±لْإِسْرَائِيلِيِّينَ تَقْدِيمُ ظ±لْعِبَادَةِ بِظ±نْتِظَامٍ فِي ظ±لْمَكَانِ ظ±لْمُقَدَّسِ ظ±لَّذِي ظ±خْتَارَهُ يَهْوَهُ.‏ (‏تث ظ،ظ¦:‏​ظ،ظ¦،‏ ظ،ظ§‏)‏ وَمِنَ ظ±لْوَاضِحِ أَنَّ نُعْمِي نَجَحَتْ فِي ظ±لْحِفَاظِ عَلَى إِيمَانِهَا.‏ لظ°كِنَّ ذظ°لِكَ لَا يَعْنِي أَنَّ ظ±لْأَسَى لَمْ يَغَمُرْ قَلْبَهَا لَدَى مَوْتِ زَوْجِهَا.‏ —‏ را ظ،:‏​ظ¢،‏ ظ£‏.‏
ظ¦،‏ ظ§ ‏(‏أ)‏ لِمَاذَا رُبَّمَا خَابَ أَمَلُ نُعْمِي حِينَ تَزَوَّجَ وَلَدَاهَا مِنْ مُوآبِيَّتَيْنِ؟‏ (‏ب)‏ لِمَ مُعَامَلَةُ نُعْمِي لِكَنَّتَيْهَا جَدِيرَةٌ بِظ±لثَّنَاءِ؟‏
ظ¦ لَعَلَّ نُعْمِي تَأَلَّمَتْ أَيْضًا حِينَ تَزَوَّجَ ظ±بْنَاهَا لَاحِقًا ظ±مْرَأَتَيْنِ مُوآبِيَّتَيْنِ.‏ (‏را ظ،:‏ظ¤‏)‏ فَقَدْ كَانَتْ تَعْلَمُ أَنَّ سَلَفَهَا إِبْرَاهِيمَ لَمْ يُوَفِّرْ جُهْدًا كَيْ يَأْخُذَ لِظ±بْنِهِ إِسْحَاقَ زَوْجَةً مِنْ بَنِي شَعْبِهِ ظ±لَّذِينَ يَعْبُدُونَ يَهْوَهَ.‏ (‏تك ظ¢ظ¤:‏​ظ£،‏ ظ¤‏)‏ هظ°ذَا وَإِنَّ ظ±لشَّرِيعَةَ ظ±لْمُوسَوِيَّةَ حَذَّرَتِ ظ±لْإِسْرَائِيلِيِّينَ لِئَلَّا يُصَاهِرُوا ظ±لْغُرَبَاءَ،‏ خَشْيَةَ أَنْ يَقَعُوا فِي شَرَكِ ظ±لصَّنَمِيَّةِ.‏ —‏ تث ظ§:‏​ظ£،‏ ظ¤‏.‏
ظ§ مَعَ ذظ°لِكَ،‏ تَزَوَّجَ مَحْلُونُ وَكِلْيُونُ فَتَاتَيْنِ مُوآبِيَّتَيْنِ.‏ وَسَوَاءٌ خَيَّبَ ذظ°لِكَ أَمَلَ نُعْمِي أَوْ لَا،‏ فَقَدْ حَرِصَتْ عَلَى مَا يَتَّضِحُ أَنْ تُعَامِلَ كَنَّتَيْهَا رَاعُوثَ وَعُرْفَةَ بِمُنْتَهَى ظ±للُّطْفِ وَظ±لْمَحَبَّةِ.‏ فَلَرُبَّمَا أَمَلَتْ أَنْ تُصْبِحَا ذَاتَ يَوْمٍ مِنْ عُبَّادِ يَهْوَهَ مِثْلَهَا.‏ عَلَى أَيَّةِ حَالٍ،‏ تَعَلَّقَتْ رَاعُوثُ وَعُرْفَةُ بِحَمَاتِهِمَا.‏ وَهظ°ذِهِ ظ±لْعَلَاقَةُ ظ±لْوَثِيقَةُ سَاعَدَتْهُمَا حِينَ حَلَّتْ بِهِمَا ظ±لْمَأْسَاةُ.‏ فَكِلْتَاهُمَا تَرَمَّلَتَا قَبْلَ أَنْ تُرْزَقَا بِوَلَدٍ.‏ —‏ را ظ،:‏ظ¥‏.‏
ظ¨ مَاذَا رُبَّمَا جَذَبَ رَاعُوثَ إِلَى يَهْوَهَ؟‏
ظ¨ هَلْ يُحْتَمَلُ أَنَّ خَلْفِيَّةَ رَاعُوثَ ظ±لدِّينِيَّةَ هَيَّأَتْهَا لِمُوَاجَهَةِ مُصِيبَتِهَا؟‏ هظ°ذَا مُسْتَبْعَدٌ جِدًّا.‏ فَظ±لْمُوآبِيُّونَ عَبَدُوا آلِهَةً عَدِيدَةً كَانَ كَمُوشُ كَبِيرَهَا.‏ (‏عد ظ¢ظ،:‏ظ¢ظ©‏)‏ وَكَمَا يَبْدُو،‏ لَمْ يَخْلُ ظ±لدِّينُ ظ±لْمُوآبِيُّ مِنَ ظ±لْمُمَارَسَاتِ ظ±لْوَحْشِيَّةِ ظ±لْمُرِيعَةِ ظ±لَّتِي تَفَشَّتْ فِي تِلْكَ ظ±لْأَيَّامِ،‏ وَمِنْهَا تَقْدِيمُ ظ±لْأَوْلَادِ ذَبَائِحَ حَيَّةً.‏ إِذًا،‏ لَا رَيْبَ أَنَّ مَا تَعَلَّمَتْهُ رَاعُوثُ مِنْ مَحْلُونَ أَوْ نُعْمِي عَنْ يَهْوَهَ،‏ إِلظ°هِ إِسْرَائِيلَ ظ±لْمُحِبِّ وَظ±لرَّحِيمِ،‏ أَحْدَثَ فِي نَفْسِهَا وَقْعًا كَبِيرًا لِتَبَايُنِهِ ظ±لصَّارِخِ مَعَ دِينِهَا.‏ فَيَهْوَهُ يَحْكُمُ بِمَحَبَّةٍ لَا بِإِلْقَاءِ ظ±لرُّعْبِ فِي ظ±لنُّفُوسِ كَآلِهَتِهَا.‏ ‏(‏اقرإ التثنية ظ¦:‏ظ¥‏.‏‏)‏ وَيَجُوزُ أَنَّهَا بَعْدَ ظ±لْفَاجِعَةِ ظ±لَّتِي أَلَمَّتْ بِهَا،‏ بَاتَتْ أَقْرَبَ إِلَى حَمَاتِهَا ظ±لْمُسِنَّةِ نُعْمِي وَأَكْثَرَ تَوْقًا إِلَى سَمَاعِهَا تَتَحَدَّثُ عَنْ يَهْوَهَ ظ±لْكُلِّيِّ ظ±لْقُدْرَةِ،‏ أَعْمَالِهِ ظ±لْعَجِيبَةِ،‏ وَتَعَامُلَاتِهِ ظ±لْمُحِبَّةِ وَظ±لرَّحِيمَةِ مَعَ شَعْبِهِ.‏
أَعْرَبَتْ رَاعُوثُ عَنِ ظ±لْحِكْمَةِ بِظ±لِظ±قْتِرَابِ أَكْثَرَ مِنْ نُعْمِي خِلَالَ ظ±لْمِحَنِ


ظ©-‏ظ،ظ، ‏(‏أ)‏ مَاذَا قَرَّرَتْ نُعْمِي وَرَاعُوثُ وَعُرْفَةُ أَنْ يَفْعَلْنَ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا تُعَلِّمُنَا ظ±لْمَآسِي ظ±لَّتِي نَزَلَتْ بِظ±لنِّسَاءِ ظ±لثَّلَاثِ؟‏
ظ© كَانَتْ نُعْمِي مُتَشَوِّقَةً لِتَلَقِّي أَيِّ خَبَرٍ عَنْ مَوْطِنِهَا.‏ وَذَاتَ يَوْمٍ سَمِعَتْ،‏ رُبَّمَا مِنْ أَحَدِ ظ±لتُّجَّارِ ظ±لْجَائِلِينَ،‏ أَنَّ يَهْوَهَ ظ±فْتَقَدَ شَعْبَهُ وَأَنْهَى ظ±لْمَجَاعَةَ فِي إِسْرَائِيلَ.‏ وَهَا هِيَ بَيْتَ لَحْمُ،‏ ظ±لَّتِي تَعْنِي «بَيْتَ ظ±لْخُبْزِ»،‏ قَدْ عَادَتِ ظ±سْمًا عَلَى مُسَمًّى.‏ عِنْدَئِذٍ قَرَّرَتِ ظ±لرُّجُوعَ إِلَى دِيَارِهَا.‏ —‏ را ظ،:‏ظ¦‏.‏
ظ،ظ* وَمَاذَا فَعَلَتْ رَاعُوثُ وَعُرْفَةُ؟‏ (‏را ظ،:‏ظ§‏)‏ لَقَدْ قَرَّرَتَا مُرَافَقَةَ حَمَاتِهِمَا إِلَى يَهُوذَا.‏ فَمُصَابُ أُولظ°ئِكَ ظ±لْأَرَامِلِ ظ±لثَّلَاثِ قَرَّبَهُنَّ ظ±لْوَاحِدَةَ مِنَ ظ±لْأُخْرَى.‏ وَيَبْدُو أَنَّ رَاعُوثَ خُصُوصًا تَأَثَّرَتْ كَثِيرًا بِلُطْفِ نُعْمِي وَإِيمَانِهَا ظ±لرَّاسِخِ بِيَهْوَهَ.‏
ظ،ظ، تُذَكِّرُنَا هظ°ذِهِ ظ±لْقِصَّةُ أَنَّ ظ±لْمَآسِيَ وَظ±لْمِحَنَ تُصِيبُ ظ±لصَّالِحِينَ وَظ±لطَّالِحِينَ عَلَى ظ±لسَّوَاءِ.‏ (‏جا ظ©:‏​ظ¢،‏ ظ،ظ،‏)‏ وَتُظْهِرُ لَنَا أَنَّ مِنَ ظ±لْحِكْمَةِ،‏ عِنْدَمَا نَخْسَرُ شَخْصًا نُحِبُّهُ،‏ أَنْ نَسْتَلْهِمَ ظ±لْعَزَاءَ وَظ±لصَّبْرَ مِنَ ظ±لْآخَرِينَ،‏ وَلَا سِيَّمَا ظ±لَّذِينَ يَحْتَمُونَ بِيَهْوَهَ،‏ ظ±لْإِلظ°هِ ظ±لَّذِي تَعَبَّدَتْ لَهُ نُعْمِي.‏ —‏ ام ظ،ظ§:‏ظ،ظ§‏.‏
 
قديم 22 - 05 - 2021, 11:47 AM   رقم المشاركة : ( 41070 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

رِاعوث الموآبية


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


رَاعُوثُ ظ±لْوَلِيَّةُ

ظ،ظ¢،‏ ظ،ظ£ لِمَ أَرَادَتْ نُعْمِي أَنْ تَظَلَّ رَاعُوثُ وَعُرْفَةُ فِي مَوْطِنِهِمَا،‏ وَمَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِهِمَا فِي ظ±لْبِدَايَةِ؟‏
ظ،ظ¢ فِيمَا سَارَتِ ظ±لْأَرَامِلُ ظ±لثَّلَاثُ فِي طَرِيقِ ظ±لْعَوْدَةِ،‏ شَغَلَ بَالَ نُعْمِي هَمٌّ آخَرُ.‏ فَقَدْ أَخَذَتْ تُفَكِّرُ بِكَنَّتَيْهَا ظ±لشَّابَّتَيْنِ وَمَا أَظْهَرَتَا لَهَا وَلِظ±بْنَيْهَا مِنْ مَحَبَّةٍ وَوَلَاءٍ.‏ فَهَلْ يُعْقَلُ أَنْ تَزِيدَ عَذَابَهُمَا عَذَابًا وَتَأْخُذَهُمَا مَعَهَا إِلَى بَيْتَ لَحْمَ؟‏ أَيُّ مَصِيرٍ يَنْتَظِرُهُمَا هُنَاكَ؟‏
ظ،ظ£ لِذَا قَالَتْ لَهُمَا:‏ «اِذْهَبَا وَلْتَرْجِعْ كُلُّ وَاحِدَةٍ إِلَى بَيْتِ أُمِّهَا.‏ وَلْيَصْنَعْ يَهْوَهُ لُطْفًا حُبِّيًّا إِلَيْكُمَا،‏ كَمَا صَنَعْتُمَا إِلَى ظ±لرَّجُلَيْنِ ظ±للَّذَيْنِ مَاتَا وَإِلَيَّ».‏ وَعَبَّرَتْ أَيْضًا عَنْ أَمَلِهَا أَنْ يُنْعِمَ يَهْوَهُ عَلَى كُلٍّ مِنْهُمَا بِزَوْجٍ آخَرَ وَحَيَاةٍ جَدِيدَةٍ.‏ تُتَابِعُ ظ±لرِّوَايَةُ:‏ «ثُمَّ قَبَّلَتْهُمَا،‏ فَرَفَعْنَ أَصْوَاتَهُنَّ وَبَكَيْنَ».‏ فَلَا عَجَبَ أَنَّ رَاعُوثَ وَعُرْفَةَ تَعَلَّقَتَا إِلَى هظ°ذَا ظ±لْحَدِّ بِحَمَاتِهِمَا ظ±لطَّيِّبَةِ وَغَيْرِ ظ±لْأَنَانِيَّةِ.‏ لِذَا أَلَحَّتَا كِلْتَاهُمَا:‏ «لَا،‏ بَلْ نَرْجِعُ مَعَكِ إِلَى شَعْبِكِ».‏ —‏ را ظ،:‏​ظ¨-‏ظ،ظ*‏.‏
ظ،ظ¤،‏ ظ،ظ¥ ‏(‏أ)‏ إِلَى مَاذَا رَجَعَتْ عُرْفَةُ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ حَاوَلَتْ نُعْمِي إِقْنَاعَ رَاعُوثَ بِتَرْكِهَا؟‏
ظ،ظ¤ غَيْرَ أَنَّ نُعْمِي أَصَرَّتْ عَلَى رَأْيِهَا مُوْضِحَةً أَنَّهَا غَيْرُ قَادِرَةٍ عَلَى فِعْلِ شَيْءٍ لَهُمَا فِي إِسْرَائِيلَ.‏ فَلَيْسَ لَهَا زَوْجٌ يُعِيلُهَا،‏ وَقَدْ فَاتَ ظ±لْأَوَانُ أَنْ تَتَزَوَّجَ ثَانِيَةً.‏ وَلَا أَمَلَ أَنْ تُنْجِبَ ظ±بْنَيْنِ لِيَتَزَوَّجَا مِنْهُمَا.‏ وَعَبَّرَتْ أَيْضًا أَنَّ فِي قَلْبِهَا مَرَارَةً شَدِيدَةً لِأَنَّهَا عَاجِزَةٌ عَنِ ظ±لِظ±عْتِنَاءِ بِهِمَا.‏ عِنْدَئِذٍ،‏ أَحَسَّتْ عُرْفَةُ أَنَّ نُعْمِي مُصِيبَةٌ فِي كَلَامِهَا.‏ فَلِمَ تَذْهَبُ مَعَهَا وَهِيَ تَحْظَى بِعَائِلَةٍ فِي مُوآبَ وَبِأُمٍّ تَهْتَمُّ بِهَا وَبِبَيْتٍ تَسْتَقِرُّ فِيهِ؟‏ لِذَا حَسُنَ فِي عَيْنَيْهَا أَنْ تَظَلَّ فِي بَلَدِهَا.‏ فَقَبَّلَتْ نُعْمِي وَوَدَّعَتْهَا مُتَأَلِّمَةً لِفِرَاقِهَا،‏ ثُمَّ عَادَتْ إِلَى مَوْطِنِهَا.‏ —‏ را ظ،:‏​ظ،ظ،-‏ظ،ظ¤‏.‏
ظ،ظ¥ وَلظ°كِنْ مَاذَا عَنْ رَاعُوثَ؟‏ مَعَ أَنَّ مَا قَالَتْهُ نُعْمِي يَصِحُّ فِيهَا هِيَ ظ±لْأُخْرَى،‏ تُتَابِعُ ظ±لرِّوَايَةُ:‏ «أَمَّا رَاعُوثُ فَلَصِقَتْ بِهَا».‏ وَلَرُبَّمَا كَانَتْ نُعْمِي قَدِ ظ±سْتَأْنَفَتِ ظ±لسَّيْرَ حِينَ لَاحَظَتْ أَنَّ رَاعُوثَ تَمْشِي وَرَاءَهَا،‏ فَحَثَّتْهَا قَائِلَةً:‏ «هَا سِلْفَتُكِ ظ±لْأَرْمَلَةُ قَدْ رَجَعَتْ إِلَى شَعْبِهَا وَآلِهَتِهَا.‏ فَظ±رْجِعِي أَنْتِ مَعَ سِلْفَتِكِ ظ±لْأَرْمَلَةِ».‏ (‏را ظ،:‏ظ،ظ¥‏)‏ تَكْشِفُ كَلِمَاتُ نُعْمِي هظ°ذِهِ تَفْصِيلًا مُهِمًّا:‏ لَمْ تَرْجِعْ عُرْفَةُ إِلَى شَعْبِهَا فَحَسْبُ،‏ بَلْ إِلَى «آلِهَتِهَا» أَيْضًا.‏ فَهِيَ لَمْ تُمَانِعْ أَنْ تَسْتَمِرَّ فِي عِبَادَةِ كَمُوشَ وَغَيْرِهِ مِنَ ظ±لْآلِهَةِ ظ±لْبَاطِلَةِ.‏ فَهَلْ هظ°ذَا مَا شَعَرَتْ بِهِ رَاعُوثُ؟‏
ظ،ظ¦-‏ظ،ظ¨ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ أَعْرَبَتْ رَاعُوثُ عَنْ مَحَبَّةٍ مَجْبُولَةٍ بِظ±لْوَلَاءِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ رَاعُوثَ عَنْ هظ°ذِهِ ظ±لْمَحَبَّةِ؟‏ (‏اُنْظُرْ أَيْضًا صُوَرَ ظ±لْمَرْأَتَيْنِ.‏)‏
ظ،ظ¦ فِيمَا سَارَتْ رَاعُوثُ وَحَمَاتُهَا فِي طَرِيقِهِمَا ظ±لْمُوحِشِ،‏ عَبَّرَتْ هظ°ذِهِ ظ±لشَّابَّةُ بِكُلِّ ثِقَةٍ عَنْ مَشَاعِرِهَا.‏ فَهِيَ أَكَنَّتْ مَحَبَّةً شَدِيدَةً لِنُعْمِي وَإِلظ°هِهَا،‏ قَائِلَةً:‏ «لَا تَتَوَسَّلِي إِلَيَّ كَيْ أَتْرُكَكِ وَأَرْجِعَ عَنْ مُرَافَقَتِكِ،‏ لِأَنَّهُ حَيْثُمَا ذَهَبْتِ أَذْهَبْ،‏ وَحَيْثُمَا بِتِّ أَبِتْ.‏ شَعْبُكِ هُوَ شَعْبِي،‏ وَإِلظ°هُكِ هُوَ إِلظ°هِي.‏ وَحَيْثُمَا مُتِّ أَمُتْ،‏ وَهُنَاكَ أُدْفَنُ.‏ لِيَفْعَلْ يَهْوَهُ بِي هظ°كَذَا وَلْيَزِدْ إِنْ فَصَلَ بَيْنِي وَبَيْنَكِ غَيْرُ ظ±لْمَوْتِ».‏ —‏ را ظ،:‏​ظ،ظ¦،‏ ظ،ظ§‏.‏
‏«شَعْبُكِ هُوَ شَعْبِي،‏ وَإِلظ°هُكِ هُوَ إِلظ°هِي»‏


ظ،ظ§ يَا لَهَا مِنْ كَلِمَاتٍ رَائِعَةٍ!‏ فَرَغْمَ مُرُورِ ظ£ظ¬ظ*ظ*ظ* سَنَةٍ،‏ لَا يَزَالُ صَدَاهَا يَتَرَدَّدُ إِلَى يَوْمِنَا هظ°ذَا.‏ إِنَّهَا تَكْشِفُ بِوُضُوحٍ سِمَةً رَائِعَةً تَحَلَّتْ بِهَا هظ°ذِهِ ظ±لشَّابَّةُ:‏ اَلْمَحَبَّةَ ظ±لْمَجْبُولَةَ بِظ±لْوَلَاءِ.‏ فَقَدْ أَعْرَبَتْ لِحَمَاتِهَا عَنْ مَحَبَّةٍ قَوِيَّةٍ وَوَلَاءٍ لَا يَنْثَلِمُ إِلَى حَدِّ أَنَّهَا صَمَّمَتْ عَلَى مُرَافَقَتِهَا أَيْنَمَا تَذْهَبُ.‏ وَمَا كَانَ لِيَفْصِلَ بَيْنَهُمَا سِوَى ظ±لْمَوْتِ!‏ فَشَعْبُ نُعْمِي كَانَ سَيُصْبِحُ شَعْبَ رَاعُوثَ ظ±لَّتِي أَبْدَتِ ظ±سْتِعْدَادًا لِلتَّخَلِّي عَنْ كُلِّ مَا لَهَا فِي مَوْطِنِهَا،‏ حَتَّى عَنِ ظ±لْآلِهَةِ ظ±لْمُوآبِيَّةِ.‏ وَبِخِلَافِ عُرْفَةَ،‏ ظ±سْتَطَاعَتِ ظ±لْقَوْلَ بِكُلِّ جَوَارِحِهَا إِنَّهَا تُرِيدُ هِيَ أَيْضًا أَنْ تَعْبُدَ يَهْوَهَ،‏ ظ±لْإِلظ°هَ ظ±لَّذِي تَعْبُدُهُ نُعْمِي.‏ *
ظ،ظ¨ وَهظ°كَذَا،‏ مَضَتْ هَاتَانِ ظ±لْمَرْأَتَانِ وَحِيدَتَيْنِ فِي ظ±لطَّرِيقِ ظ±لطَّوِيلِ ظ±لْمُؤَدِّي إِلَى بَيْتَ لَحْمَ.‏ وَلَعَلَّ رِحْلَتَهُمَا ظ±سْتَغْرَقَتْ أُسْبُوعًا كَامِلًا بِحَسَبِ أَحَدِ ظ±لتَّقْدِيرَاتِ.‏ وَلظ°كِنْ مِنَ ظ±لْمُؤَكَّدِ أَنَّ تَرَافُقَهُمَا مَعًا صَبَّرَهُمَا وَعَزَّاهُمَا بَعْضَ ظ±لشَّيْءِ.‏
ظ،ظ© بِرَأْيِكَ،‏ كَيْفَ نَقْتَدِي بِمَحَبَّةِ رَاعُوثَ ظ±لْمَجْبُولَةِ بِظ±لْوَلَاءِ فِي حَيَاتِنَا ظ±لْعَائِلِيَّةِ،‏ مَعَ أَصْدِقَائِنَا،‏ وَفِي ظ±لْجَمَاعَةِ؟‏
ظ،ظ© فِي أَيَّامِنَا هظ°ذِهِ ظ±لَّتِي يَدْعُوهَا ظ±لْكِتَابُ ظ±لْمُقَدَّسُ «أَزْمِنَةً حَرِجَةً»،‏ لَا أَحَدَ مِنَّا بِمَنْأًى عَنِ ظ±لْحُزْنِ وَظ±لْأَسَى.‏ (‏ظ¢ تي ظ£:‏ظ،‏)‏ لِذَا فَإِنَّ ظ±لصِّفَةَ ظ±لَّتِي تَحَلَّتْ بِهَا رَاعُوثُ ضَرُورِيَّةٌ ظ±لْآنَ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى.‏ فَظ±لْمَحَبَّةُ ظ±لْمَجْبُولَةُ بِظ±لْوَلَاءِ ظ±لَّتِي تَحْمِلُنَا أَنْ نَتَعَلَّقَ بِأَحَدٍ وَلَا نُفَارِقَهُ مَهْمَا حَصَلَ تُسَاعِدُنَا كَثِيرًا فِي هظ°ذَا ظ±لْعَالَمِ ظ±لْمُظْلِمِ.‏ فَنَحْنُ نَحْتَاجُ إِلَيْهَا فِي ظ±لزَّوَاجِ،‏ ظ±لْعَلَاقَاتِ ظ±لْعَائِلِيَّةِ،‏ ظ±لصَّدَاقَاتِ،‏ وَظ±لْجَمَاعَةِ ظ±لْمَسِيحِيَّةِ.‏ ‏(‏اقرأ ظ، يوحنا ظ¤:‏​ظ§،‏ ظ¨،‏ ظ¢ظ*‏.‏‏)‏ وَحِينَ نُنَمِّي هظ°ذَا ظ±لنَّوْعَ مِنَ ظ±لْمَحَبَّةِ،‏ نُبَرْهِنُ أَنَّنَا نَقْتَدِي بِمِثَالِ رَاعُوثَ ظ±لْبَدِيعِ.‏

 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 09:54 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025