![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 41031 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديس الأنبا أرسانيوس معلم أولاك الملوك ![]() أيامه الأخيرة ولما كبر الأنبا أرسانيوس، ووصل لحوالي 97 عامًا، وكان ذلك في وقت الصوم المقدس، فذهب إلى حجرته الخاصة ليبقى فيها تلك الأربعين يومًا، يأكل القليل كل ثلاثة أيام.. وبينما هو يصلي ويتأمَّل، كانت الشياطين تغضب جدًا بسبب ذلك، وأرادوا دخول حجرته، ولم يستطيعوا لأنه كان يصلي، لذا بدأوا يعملون ضوضاء عظيمة خارج القلاية ليزعجوه، ولكنه انتهرهم قائلًا: "لماذا تصنعون هذه الضوضاء يا أعداء الحق؟! إذا "أُعطيتم القوة، فتعالوا.. ادخلوا.. وإلا فاذهبوا بعيدًا.. أنا عبد يسوع المسيح الذي دمَّر كل قوّتكم." ولما قال ذلك ذهبوا خائبين. وبعد ذلك زارته العناية الإلهية، فبدأ يدرس الكتاب المقدس أكثر، ويصلي أكثر، ويبكي.. وزاره تلاميذه يوم سبت لعازر، ففتح لهم وتحدث معهم.. ولما علم بقرب وقت نياحته، خرج لزيارة تلاميذه كالعادة، وقال لهم: "يا أبنائي.. ليكن معلومًا عندكم أن وقت انتقالي قد قرب، وأنا أنصحكم بألاّ تهتموا بأي شيء سوى خلاص أنفسكم." وكانت دموعه تسيل.. لذا فقد بكى الجميع، وودّعوه.. وبعد سبعة أيام، بدأ يبكي قائلًا لهم أن ساعته قد جاءت.. ولكنهم دهشوا جدًا للخوف الذي استحوذ عليه وسألوه: "هل مثل أرسانيوس يهاب بالموت؟!!" فأجابهم: "الحق أقول لكم، إن خوف هذه الساعة معي منذ دخلت في سلك الرهبنة." ثم رسم الصليب على جسده، وعاد السلام لوجهه، وتنيَّح. وبعد ذلك ظهر عمود نور عظيم في كل المكان، وأشرق وجهه.. وعلم بعد ذلك الجميع بموته، وجاء الكثيرين (رهبانًا وعلمانيين) ليتباركوا بجسده، وحدثت معجزات شفاء كثيرة. وقد تنيَّح الأنبا أرسانيوس في 13 بشنس، (يوم الخميس الموافق21 مايو 445م.) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 41032 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديس أرسانيوس الكبير | أرسينيوس (350/354 - 445 م.) ![]() كان الفيلسوف يسأل الله: "عرفني يارب كيف أخلص؟" فجاءه يومًا صوت يقول له: "يا أرساني اهرب من الناس وأنت تخلص". وبالفعل سافر إلى الإسكندرية ومنها إلى الإسقيط بوادي النطرون، حوالي عام 400 م. رآه القديس مقاريوس محبًا للهدوء فأعطاه قلاية (حجرة لراهب) خارج الدير، ولم يبق القديس مقاريوس إلا أيام وتنيح. عاش كمتوحد يعشق الهدوء والسكون، يكرز بصمته ودموعه مع صلواته وتواضعه، وفي عام 434 إذ حدثت الغارة الثانية على الإسقيط انتقل إلى طرة ثم كانوبيس بجوار الإسكندرية وعاد إلى جبل طرة حيث تنيح حوالي عام 440 م. سار أرسانيوس في حياة القداسة واشتهر بتواضعه، فكان يجلس عند قدمي أحد الرهبان الأميين يتتلمذ له، وقال: "إني درست اللاتينية واليونانية، أما ألفا فيتا التي يعرفها هذا المصري الأمي فلم أتقنها بعد". إذ جلس يضفر الخوص (السعف) تنساب دموعه من عينيه حتى تساقط شعر جفونه من كثرة البكاء، وكان في الصيف يبلل السعف بدموعه، وكان يضع منشفة على حجره تتساقط عليها الدموع أثناء عمله. يظهر مدى عشقه لحياة الوحدة في شيء من الحزم لما جاءه البابا ثاوفيلس ومعه حاكم، يسأله كلمة منفعة. إذ صمت قليلًا طلب منهما أن يعداه بممارسة ما يقوله لهما، ولما وعداه، قال لهما: "إن سمعتما عن أرساني في موضع ما فلا تذهبا إليه". مرة أخرى أرسل إليه البابا يستأذنه بالحضور، فبعث إليه القديس أرسانيوس الرسالة التالية: "إن جئت فتحت لك، وإن لم أفتح للكل فلا أستطيع أن أعيش بعد هنا". لهذا لم يذهب البابا إليه حتى لا يقطع خلوته، حيث قال: "إن مضينا إليه، فكأننا نطرده، فالأفضل ألا نمضي إليه". سأله الأب مرقس: "لماذا تهرب منا؟" أجاب: "الله يعلم إني أحبكم، ولكنني لا أستطيع أن أكون مع الله والناس (كمتوحد). ألوف وربوات السمائيين لهم إرادة واحدة وأما الناس فلهم إرادات كثيرة. لهذا لا أقدر أن أترك الله وأصير مع الناس". قال للأب دانيال إنه يقضي الليل كله ساهرًا، وفي الصباح المبكر إذ تلزمه الطبيعة بالنوم، يقول للنوم: "تعال أيها العبد الشرير"، ثم يجلس ليختطف قليلًا من النوم ويستيقظ. قيل أن أخًا غريبًا جاء إلى الكنيسة بالإسقيط وطلب أن يبصر القديس أرسانيوس، وقد رفض أن يأكل شيئًا حتى يراه. وإذ أرسل معه أب الرهبان أخًا التقيا مع القديس الذي بقى صامتًا حتى خجل الأخ الغريب واستأذن لينصرف، ثم عاد يطلب الالتقاء مع القديس أنبا موسى الذي كان قبلًا لصًا، فالتقى به بفرح وعزاه بكلمة الله ثم صرفه. قال له الأخ الذي رافقه: "ها قد أريتك الأجنبي والمصري، فمن من الاثنين أرضاك؟!" أجابه قائلًا: "المصري". وإذ سمع أحد الإخوة ذلك صلى إلى الله، قائلًا: "اكشف لي هذا الأمر يا رب، فإن واحدًا هرب من الناس لأجل اسمك، والآخر يقبلهم بأذرع مفتوحة لأجل اسمك أيضًا." وإذ ألح في الصلاة رأى سفينتين عظيمتين في نهر، ورأى الأنبا أرسانيوس مع روح الله يبحر بواحدة في هدوء كامل، وفي الأخرى الأنبا موسى مع ملائكة الله يأكلون كعك عسل. حقًا ما أحوجنا إلى أُناس كأرسانيوس يحملون الحياة الملتهبة المقدسة كسّر بركة للكنيسة، يخدمونها بصلواتهم المستمرة وفكرهم في الرب غير المنقطع. يتكلمون بالصمت ما هو أقوى من الكلام، كما نحتاج موسى العامل يبسط ذراعيه للنفوس المنهارة ليشددها بالرب ويضمها بالروح القدس لتأكل وتشبع من دسم بيت الرب! حقًا لقد اتسم القديس أرسانيوس بالحزم الشديد في وحدته، حتى وبخ إحدى الشريفات القادمة من روما لتزوره، قائلًا: لها أنه ما كان يليق بها أن تجول البحر والبر لتراه، وإنما كان يلزمها أن تقتدي به إن أرادت، فبحضورها تحول البحر طريقًا للنساء يأتين لزيارته. بل وحينما سألته أن يذكرها في صلواته، أجابها أن يصلي لكي يمحو الله من قلبه خيالها واسمها وذكرها وفكرها، هذا كله مع ما فيه من قسوة ظاهرة أتعبت المرأة إلى حين إنما فعله لا عن كراهية ولا عن ضيق قلب وإنما ليغلق باب الزيارات عليه إذ كان معروفًا في روما، وخشي وأن تقتدي شريفات روما بها فتتحول حياته إلى مجاملات ومقابلات كثيرة يفقد خلالها هدوءه. لكن كما قال لها البابا ثاوفيلس إنه بلا شك سيصلي لأجلها، فهو صاحب قلب كبير متسع. هذا يمكننا أن نلمسه مما قاله عنه تلميذه دانيال أنه كان دائم البشاشة وسط دموعه. وكأن صمته ووحدته ونسكه لا يحمل كبتًا بل فرحًا، ولا يخفي فراغًا بل شبعًا? كان صاحب القلب الكبير المتسع حبًا لله والناس. هذا ما قد انعكس على وجهه وملامحه، فصارت صورته شهادة حق لعمل النعمة الخفية فيه أكثر من الكلام والعظات. من كلماته المأثورة: * تأمل يا أرساني فيما خرجت لأجله! * إن طلبنا الله يظهر ذاته لنا، وإن أمسكنا به يبقى ملاصقًا لنا. * كثيرًا ما تكلمت وندمت، أما عن السكوت فلم أندم قط. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 41033 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديس الأنبا أرسانيوس معلم أولاك الملوك ![]() من كلماته المأثورة: * تأمل يا أرساني فيما خرجت لأجله! * إن طلبنا الله يظهر ذاته لنا، وإن أمسكنا به يبقى ملاصقًا لنا. * كثيرًا ما تكلمت وندمت، أما عن السكوت فلم أندم قط. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 41034 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() سيرة الأنبا أرسانيوس معلم أولاد الملوك ![]() Saint Arsene (أو Saint Arsenius the Great) ولد أرسانيوس بمدينة رومية من والدين مسيحيين غنيين جدا، فعلماه علوم الكنيسة ورسماه شماسا وقد نال من الثقافة اليونانية قسطا وافرا ومن الفضيلة المسيحية درجة كاملة حتى أن الملك ثاؤدسيوس الكبير لما طلب رجلا حكيما صالحا ليعلم والديه أنوريوس وأركاديوس، لم يجد أفضل منه فاستحضره إلى قصره وعهد إليه تعليم ولديه، فأدبهما وعلمهما بما يتفق مع غزارة علمه. وقد حدث أن ألجأه الاجتهاد في التعليم، إلى أن ضربهما مرة ضربا موجعا، فلما مات والدهما وملك أنوريوس علي روميه وأركاديوس علي القسطنطينية تذكر القديس أنه كان قد ضربهما مرة وأن أنوريوس ينوي له شرا. وبينما هو يفكر في هذا الآمر أتاه صوت من قبل الرب قائلا: يا أرساني أخرج من العالم وأنت تخلص، حالما سمع هذا الصوت غير زيه وأتي إلى مدينة الإسكندرية ثم ذهب إلى برية القديس مقاريوس وهناك أجهد نفسه بالصوم الكثير والسهر الطويل. وحدث أن كان يعرض أفكاره في بدء رهبنته علي راهب بسيط فتعجب منه الرهبان وقالوا له: " أمثل أرسانيوس الذي أحرز علوم اليونان والرومان يحتاج إلى إرشاد هذا الراهب البسيط " ؟ فأجابهم: ( ألفا ) ( فيتا ) القبطية التي يتقنها هذا الراهب لم يتقنها أرسانيوس بعد وكان يعني الفضيلة. جاءه رسول من روما يحمل وصية أحد أقربائه المتوفين يهبه فيها كل ما تركه فسأل الرسول " متي مات هذا الرجل ؟" فقال له: " منذ سنة " فأجابه: ،أنا مت منذ إحدى عشرة سنة. والميت عن العالم لا يرث ميتا ". زارته مرة إحدى شريفات روما عندما بلغها خبر تقواه وبعد أن جلست معه مدة طلبت منه أن يذكرها في صلاته فأجابها " أرجو الله أن يمحو ذكراك من عقلي " فرجعت متأثرة وشكت للبابا محتجة علي هذا الكلام، فأفهمها البابا ثاؤفيلس قصده وهو: خوفه من أن ذكراها قد يستخدمها الشيطان وسيلة لمحاربته. ولما بدأ أرسانيوس الرهبنة كان ينتقي لنفسه الفول الأبيض أثناء تناول الطعام ولما لاحظ الرئيس ذلك ضرب بلطف الراهب المجاور لأرسانيوس وقال له: " لا يصح أن تميز نفسك عن اخوتك وتنتقي الفول الأبيض " فقال أرسانيوس: " هذا القلم علي خدك يا أرسانيوس " وأتقن فضيلة الصمت ولما سئل عن سبب ذلك قال: " كثيرا ما ندمت علي ما تكلمت ولكني لم أندم علي السكوت قط ". وكان متضعا جدا ويعيش من عمل يديه في ضفر الخوص متصدقا بما يفضل عنه وقد وضع تعاليم نافعة وكان إذا دخل الكنيسة يتواري وراء عمود حتى لا يراه أحد. وكان منظره حسنا بشوش الوجه طويل القامة إلا أن كثرة السنين أحنت ظهره. وقد زار أورشليم وهو سن السبعين وتبارك من الأماكن المقدسة ورجع إلى الاسقيط وبلغ من العمر خمسا وتسعين سنة منها في روما أربعون سنة وفي برية القديس مقاريوس أربعون وعشر سنين في جبل طره قريبا من مصر وثلاث سنين في أديرة الإسكندرية ثم عاد إلى جبل طره وأقام فيه سنتين. وكان قد أوصي تلاميذه أن يلقوا جسده علي أحد الجبال لكي تقتات به الوحوش والطيور ولكن خوفا استحوذ عليه عند مفارقة نفسه من جسده فقال له تلاميذه " هل مثل أرسانيوس يرهب الموت ؟ " فأجابهم قائلا " منذ دخلت في سلك الرهبنة وأنا أتصور هذه الساعة " وسكن جأشه وهدأت أنفاسه واشتمل محياه بالسلام ولسان حاله يقول " إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرا لأنك أنت معي " وتنيح بسلام عام 445 م. ولما علم بنياحته الملك ثاؤدسيوس الصغير ابن أركاديوس أحضر جسده إلى القسطنطينية. ثم أمر أن يبني في المكان الذي تنيح فيه دير كبير وهو المعروف في التاريخ بدير القصير. ومن حكم القديس قوله لتلاميذه أنه رأي رؤيا نسبها إلى أحد الشيوخ قائلا: كان أحد الشيوخ جالسا في قلايته فسمع صوتا يقول " أخرج خارجا فأريك أعمال الناس "، فلما خرج رأي رجلا أسود يقطع حملا من الحطب ولما بدأ يرفعه لم يستطع وبدل من أن ينقص منه زاد عليه وحاول حمله فلم يستطع أيضا واستمر علي هذه الصورة ثم مشي قليلا فأراه رجلا آخر أمام بئر يأخذ الماء منها ويصبه في قدر مثقوب فلا يمتلئ القدر ثم أراه رجلين راكبين علي فرسين ومعهما عامود يحمله كل منهما من أحد طرفيه ولما أتيا إلى الباب أبت الكبرياء عليهما أن يتأخر أحدهما ليدخلا العمود طوليا ولذلك بقيا خارجا. ثم أخذ القديس أرسانيوس يفسر هذه الرؤيا فيقول: ان حامل الحطب هو إنسان كثير الخطايا وبدلا من أن يتوب يزيد خطاياه ثقلا علي ثقل، وناقل الماء هو من يعطي عطايا لكنها من ظلم الناس فيضيع أجره، وحاملا العامود هم حاملو نير ربنا يسوع المسيح بلا تواضع فيقفون خارج الملكوت من كلماته المأثورة: * تأمل يا أرساني فيما خرجت لأجله! * إن طلبنا الله يظهر ذاته لنا، وإن أمسكنا به يبقى ملاصقًا لنا. * كثيرًا ما تكلمت وندمت، أما عن السكوت فلم أندم قط. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 41035 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الأنبا أرسانيوس معلم اولاد الملوك ![]() علامة من علامات دير البرموس علّم أولاد الملك ثيئودوسيوس الكبير اللي أصبحوا ملوك العالم بعد كده اتولد في روما سنة 345م من عيلة شريفة مسيحية نمى في العلم و أصبح من أشهر فلاسفة المسيحية الملك ثيئودوسيوس لما ولاده بقى عندهم 9 سنين، دوّر على أحسن فيلسوف مسيحي يربّيهم ... سأل و عرف أرسانيوس ... فاستحضره من روما للقسطنطينية طلبهم الملك عشان واحد يمسك الملك و واحد يكون بطرك ... و هم رفضوا ... فذاع صيتهم في القصر و الدنيا كلها ده أثّر جداً في أرسانيوس ... و أثّر فيه كمان سيرة أنبا أنطونيوس اللي كتبها البابا أثناسيوس في يوم و هو بيصلّي لربنا و بيقول: إزاي أخلص؟ سمع صوت بيدعوه:
سأله أبو مقار فأجابه أرسانيوس إنه إنسان فقير يبحث عن خلاص نفسه ... و رجاه أن يقبله أبو مقار وافق و أرسله تحت الاختبار لقديس عظيم ... القديس يوحنا القصير القديس يوحنا عمل له اختبار لتواضعه ... جلس الآباء على المائدة وقت الأكل ... و وقف القديس أرسانيوس قريب منهم فرمى القديس يوحنا خبزة قريباً منه ... فجلس أرسانيوس على ركبتيه و أكلها
كان متواضع و بيتعلّم تحت رجلين الآباء كمبتدئ حصل الموقف المشهور: الآباء قاعدين على الغدا بياكلوا فول ... و هم من عوايدهم ياكلوه زي ما هو بكل اللي فيه من عيوب ... أرسانيوس مكانش عارف فكان بينقي الفول و يسيب السوس على جنب ... الأب الكبير أخد باله و حب ينبهه بدون إحراج ... فاتفق مع أحد الرهبان ... و ضرب الراهب على خده و قال له: ماتنقيش الفول
من حبه في الصلاة كان يوم السبت (ليلة قداس الأحد) يبدأ الصلاة قبل الغروب ... و يفضل يصلّي لحد الشروق تاني يوم لما كان مريض بالحمى يوم الأحد: قال لتلميذه يشيله عشان يروح الكنيسة و يتناول اتنيح و هو عنده 95 سنة و ساب لنا ميراث عظيم ... من حياته و تعليمه
* تأمل يا أرساني فيما خرجت لأجله! * إن طلبنا الله يظهر ذاته لنا، وإن أمسكنا به يبقى ملاصقًا لنا. * كثيرًا ما تكلمت وندمت، أما عن السكوت فلم أندم قط. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 41036 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديس أرسانيوس Saint Arsenius the Great ![]() جاء عن القديس أرسانيوس أنه كان من روما العظمي وكان من أفاضل فلاسفتها. وكان والده من أكابر البلاط المقربين الي الملك فلما ملك تاؤدسيوس أرسل الي الملك والبابا بروما طالباً رجلاً فليسوفاً يحسن اللغتين الرومية (اللاتينية) واليونانية لكي يعلم أولاده الحكم والأدب، فلم يجدوا في كل فلاسفة روما رجلاً يشبه أرسانيوس في الحكمة والفضل ومخافة الله فأرسلوه الي الملك بالقسطنطينية ففرح به الملك وأحبه لفيض معرفته، ولأجل نعمة الله التي كانت عليه. فسلم له الملك اولاده وقدمه علي كل أكابر مملكته. وكان اذا ركب يكون قريباً من الامبراطور وكان له أمر نافذ وعبيد كثيرون يقومون بخدمته ولم يتخذ في بيته امرأة. خروجه من العالم: لما بلغ مركزاً عظيماً هكذا بدأ يفكر في نفسه قائلاً ![]() ![]() ![]() وصوله الاسقيط: قام لوقته وترك كل شئ ونزل الي البحر فوجد سفينة اسكندرية تريد السفر، فركب فيها وجاء بها الي الاسكندرية ومن هناك اتي الي الاسقيط، الي الأب مقاريوس، ذاك الذي أسكنه في احدي القلالي الخارجية عن الدير لانه وجده عاشقاً للهدوء. وبعد حضوره بأيام قلائل تنيح الأب مقاريوس. حياته الرهبانية الأولي بدأ القديس أرسانيوس حياته الرهبانية بنسك عظيم وصلاة وقداسة وزهد حتي فاق كثيرين وسمع فضله أولاد أكابر القسطنطينية وأمرائها وابتدأ كثيرون منهم يتزهدون ويجيئون الي ديار مصر ويترهبون. + ميله الشديد للتعليم: بدأ القديس حياته الرهبانية بميل شديد للتعليم، فقد قيل عنه: كان أنبا أرسانيوس دفعة يسأل أحد الشيوخ المصريين عن أفكاره فرآه شيخ آخر وقال له: يا أبتاه أرسانيوس كيف – وأنت المتأدب بالرومية واليونانية – تحتاج الي أن تسأل هذا المصري الأمي عن أفكارك؟.. أجابه أنبا أرسانيوس قائلاً: (اما الأدب الرومي واليوناني فاني عارف به جيداً. اما ألفا فيطا التي أحسنها هذا المصري فاني الي الآن لم أتعلمها) وكان يقصد طريق الفضيلة. + طريقة تدريبه: أن أنبا أرسانيوس لأجل أنه ربي في الملك ونشأ في الملك وكان ذا جسد مترفه كأولاد الملوك، لم يقدر سريعاً أن يعبر في طريقة رهبان المصرين ولا صعوبة مسلكهم عاجلاً، بل كان يأخذ نفسه بقطع شهوته بالتدريخ قليلاً قليلاً حتي يصل الي درجاتهم . والعجيب انه لم يكن محتاجاً الي طريقة مباشرة في تعليمه بل كان يستقي الحياة النسكية مما يحدث حوله واحياناً كثيرة كانت تكفيه الاشارة كما حدث في القصتين التاليتين: 1- جلس الأب أرسانيوس في بعض الأيام يأكل فولا مسلوقاً مع الأخوة وكانت عادتهم أن لا ينقوه. أما هو فكان ينقي الفول الأبيض من بين الأسود والمسوس ويأكله فلم يوافق رئيس الدير علي ذلك وخشي أن يفسد نظام الدير. فاختار رئيس الدير أحد الأخوة وقال له ![]() ![]() ![]() 2- قيل أن أحد الأخوة المجاورين لقلاية أنبا أرساني خرج يوماً ليقطع خوصاً. وكان يوماً حره شديد. فلما قطع الخوص ورجع أراد أن يأكل. فلم يمكنه أن يبلع الخبز اليابس لأن الحر كان قد يبس حلقه. وفي ذلك الوقت كان الأخوة بالاسقيط يسلكون بتقشف عظيم ونسك زائد فاخذ الأخ وعاء به ماء وأذاب فيه قليلاً من الملح، وبل الخبز وبدأ يأكل.. فدخل اليه الأب أشعياء ليفتقده، فلما أحس الأخ بالأنبا أشعياء رفع الوعاء وخبأه تحت الخوص. وكان أنبا أشعياء رجلاً ذكياً حاراً في الروح جداً. وكان يعلم بأن أنبا أرسانيوس يعمل صنفين من الطعام: بقلا وخلا ولكن لأجل احتشامه لم يرد الآباء أن يكسروا قلبه سريعاً. فوجد أنبا أشعياء انها فرصة مناسبة لأن يؤدب أنبا أرسانيوس بواسطة هذا الأخ. فقال للأخ: ما هذا الذي خبأته مني؟.. فقال الأخ ![]() + موته عن العالم: دفعة أتي اليه رجل يدعي جسريانوس بوصية من رجل شريف من جنسه مات وأوصي له بمال كثير جدا. فلما علم القديس بذلك هم بتمزيق الوصية فوقع جسريانوس علي قدميه وطلب اليه ألا يمزقها والا فرأسه عوضها، فقال له القديس: أنا قد مت منذ زمان وذاك مات أيضاً. وبذلك صرفه ولم يأخذ منه ولا فلساً واحداً. حياته في التوحد 1 – جهاده في الصلاة والسهر + قيل عنه أنه كان يستمر الليل كله ساهراً. فاذا كان الغد كان يرقد من أجل الطبيعة مستدعياً النوم قائلاً: هلم يا عبد السوء وكان يغفو قليلاً وهو جالس، ولوقته يقوم وكان يقول ![]() + وقيل أيضاً أنه في ليلة الأحد كان يخرج خارج قلايته ويقف تحت السماء ويجعل الشمس خلفه ويبسط يديه للصلاة حتي تسطع الشمس في وجهه ثم يجلس. وفي جهاده مع الشياطين ورد ما يلي: قصده الشياطين مرة ليجربوه: فلما جاء الذين يخدموه سمعوا صوته وهم خارج القلاية وهو يصرخ الي الله ويقول ![]() + وقد أخبر عنه دانيال تلميذه فقال ![]() + حدث مرة أن ذهب أحد الاخوة الي قلاية القديس أرسانيوس في الاسقيط، وتطلع من النافذة فأبصر الشيخ واقفاً وجسمه كله مثل نار، وهذا الاخ كان مستحقاً لرؤية ذلك المنظر. فطرق الباب وخرج اليه الشيخ ولما رأي الشيخ أن الأخ كان مندهشاً من المنظر الذي رآه قال له ![]() + مرة دعا تلميذيه الكسندر وزويل وقال لهما: ان الشياطين تقاتلني ولكوني لا أدري ان كانت تحاربني بالنوم فهلما اتعبا معي في هذه الليلة واسهروا وراقباني وانظرا ان كنت أغفو أثناء سهري، فجلسا واحد عن يمينه والآخر عن يساره من غروب الشمس الي شروقها، وقد قالا: اننا نمنا واستيقظنا ولم نلاحظ انه نام بالمرة ولكن لما بدأ النهار يلوح نفخ ثلاث نفخات كأنه نائم وسواء أكان ذلك عن قصد حتي نظن نحن أنه نام او ان النعاس قد غلبه لسنا ندري – ثم نهض وقال لنا: هل كنت نائماً؟.. فقلنا له: لاندري يا أبانا لأننا أنفسنا قد غلبنا النوم. وهكذا كان القديس يخفي فضائله ويتظاهر انه يغلب بالنوم لكنه كان يقظاً ساهراً. 2- صمته.. وهدوئه + قيل عن أنبا أرسانيوس انه بعدما هرب من القسطنطينية واتي الي الاسقيط كان يداوم علي الصلاة والتضرع الي الله أن يرشده الي ما ينبغي له أن يعمل وكيف يتدبر. وبعد مضي ثلاث سنين جاءه صوت يقول له ![]() فما أن سمع الصوت دفعة ثانية حتي كان يهرب من الاخوة ويلزم نفسه الهدوء والصمت. + ذكر عنه أيضاً انه لما ابتدأ أن يتعلم الصمت كما جاءه الصوت لم يقدر سريعاً. فوضع حصاة وزنها اثنا عشر درهما في فمه ثلاث سنين ولا يخرجها الا وقتما كان يأكل أو يجيئه غريب فكان يعزيه لأجل الله. وبهذه الفضيلة قوم السكوت وعلم فمه الصمت (820 ميامر) ص5 + وخبر عن أيضاً أنه من كثرة الهدوء والسكينة التي كانت له، دخلت عليه في قلايته الشياطين وتقدم منه واحد ومعه سكين يريد أن يقطع بها يديه فلم ينزعج القديس ولا اختبل بل مد يده وقال اعمل ما شئت لأجل محبة المسيح. فلما رأي العدو الشيطان هذا الهدوء وهذا الصبر صاح ![]() + قال: (كثيراً ما تكلمت وندمت، أما عن السكوت فما ندمت قط). والقصة التالية توضح مقدار محبة القديس أرسانيوس للسكوت من جهة ومن جهة أخري كيف أن مواهب الروح القدس في الكنيسة متعددة. + حدث مرة أن جاء أخ غريب الي الاسقيط ليبصر الأنبا أرسانيوس فأتي الي الكنيسة وطلب من رجال الاكليروس ان يروه اياه، فقالوا له: كل كسرة خبز وبعد ذلك تبصره. فقال: لن أتذوق شيئاً حتي أبصره. فأرسلوا معه أخا ليرشده اليه لأن قلايته كانت بعيدة جداً. فلما قرع الباب فتح له فدخل وصليا وجلسا صامتين. فقال الأخ الذي من الكنيسة: انا منصرف فصليا من أجلي. اما الأخ الغريب فلما لم يجد له دالة عند الشيخ قال: وانا منصرف معك كذلك. فخرجا معاً. فطلب اليه أن يمضي به الي قلاية أنبا موسي الذي كان أولا لصاً. فلما أتي اليه قبله بفرح ونيح وغربته وصرفه. فقال له الأخ الذي أرشده: ها أنا قد أريتك اليوناني والمصري. فمن من الاثنين أرضاك؟ أجابه قائلاً: أما أنا فأقول: ان المصري قد أرضاني. فلما سمع أحد الأخوة ذلك صلي الي الله قائلاً: يارب اكشف لي هذا الأمر، فان قوماً يهربون من الناس من أجل اسمك وقوماً يقبلونهم من اجل اسمك أيضاً. وألح في الصلاة والطلبة فتراءت له سفينتان عظيمتان في لجة البحر. ورأي في احداهما أنبا أرسانيوس وهو يسير سيراً هادئاً وروح الله معه. ورأي في الأخري أنبا موسي وملائكة الله معه وهم يطعمونه شهد العسل . 3- حياة التخشع المستمرة والدموع + قيل عنه: انه اذا جلس يضفر الخوص كان يأخذ خرقة ويضعها علي ركبته لينشف بها الدموع التي كانت تتساقط من عينيه. وفي زمان الحر كان يرطب الخوص بدموعه وهو يضفر من أجل ذلك كان شعر جفونه يتساقط من كثرة البكاء. + قيل عنه أيضاً: انه في كل بكرة وعشية كان يحاسب نفسه ويقول: (ماذا عملنا مما يحب الله، وماذا عملنا مما لا يحب الله)، وهكذا كان يفتقد حياته بالتوبة. + وكان يقول كل الأوقات ![]() 4- تقشفه: (أ) الأكل بقدر: + قال عنه دانيال أحد تلاميذه: ان مؤونته في السنة كان تليس قمح واذا جئنا الي عنده كنا نأكل منها. + وقيل عنه أيضاً: أنه عندما كان يسمع أن الفواكه نضجت علي الأشجار كان يطلب من الأخوة أن يحضروا له بعضاً منها، اذ اعتاد يأكل مرة واحدة في السنة كل نوع من أنواع الفواكه حتي يقدم التمجيد لله. (ب) التعري من الترف: وما كان يجدد ماء الخوص الا دفعة واحدة في السنة فكلما نقص الماء أضاف اليه قليلاً منه وهكذا صارت له رائحة كريهة جداً ونتن لا يطاق وكان يعمل الضفيرة ويخيط الي ست ساعات يومياً. وحدث أن زاره الأب مقاريوس الاسكندري. فلما اشتم قال له ![]() ![]() (ج) عمل اليدين: + ذكر عن أنبا أرسانيوس أنه من يوم أخذ الاسكيم لم يبق في قلايته أكثر من حاجته بل كان يتصدق بالباقي للجميع. وكان قد تعلم ضفر الخوص من الرهبان، وكان يضفر القفف والمراوح وغيرها ويبيع ويأكل منه ويشتري خوص الضفائر ويتصدق بما يبقي. وهكذا كان عمله دائماً . اتضاع القديس وانكاره ذاته + جئ الي الاسقيط مرة بقليل من التين فاقتسمها الرهبان فيما بينهم ولأجل أنه شئ ضئيل استحوا أن يرسلوا له منه شيئاً قليلاً وذلك لجلالة منزله. فلما سمع الشيخ أمتنع عن المجئ الي الكنيسة وقال ![]() + قيل عن أنبا أرسانيوس وتادرس الفرمي أنهما كانا مبغضين للسبح الباطل جدا أكثر من غيرهم من الناس. أما أنبا أرسانيوس فلم يكن يلتقي بالناس كيفما اتفق. واما تادرس فانه وان كان يلتقي بهم لكنه كان يجوز بسرعة كالرمح. + مرض الانبا أرسانيوس مرة واحتاج الي شئ قيمته خبزة واحدة. واذ لم يكن له ما يشتري به، أخذ من انسان صدقة وقال ![]() + وحدث وهو في الاسقط أن مرض فمض القسيس وجاء به الي الكنيسة ووضعه علي فراشر صغير ووضع تحت رأسه وسادة من جلد الغنم، فلما جاء بعض الشيوخ ليتفقدوه ورأوا الفراش والوسادة قالوا: أهذا هو أرسانيوس المتكئ علي هذا الفراش..؟! فما كان من القسيس الا أن اختلي بأحدهم قائلاً: ماذا كان عملك في بلدتك قبل ان تترهب؟ قال: راعياً. قال له: وكيف كان تدبيرك في عيشتك؟ أجابه: تدبير المشقة والتعب. والآن كيف حالك في قلايتك فاجابه: بكل ارتياح أفضل مما كنت في العالم. فقال له القسيس: ألا تعلم ان أنبا أرسانيوس هذا كان في العالم أبا لملوك. وكان له ألف غلام من أصحاب المناطق الموشاة بالذهب وأطواق اللؤلؤ.. وكان له عبيد وخدم يقومون بخدمته وهو جالس علي الكرسي الملوكية وتحته البرفير والحرير الخالص الملون. فأما أنت فقد كنت راعياً ولم يكن لك في العالم ما هو لك الآن من النياح، أما هذا فليس له شئ من النعيم الذي كان له في العالم. فالآن أنت مرتاح أما هو فمتعب. فلما سمع الشيخ ذلك ندم وصنع مطانية قائلاً: اغفر لي يا أبي فقد أخطأت. بالحقيقة هذا هو الراهب لانه أتي الي الاتضاع واما أنا فقد أتيت الي نياح وانصرف منتفعاً. + قال أنبا دانيال عن أنبا أرسانيوس أنه بتمسكه بالسكون كان يمتنع عن الكلام في تفسير الكتاب المقدس بالرغم من قدرته علي ذلك، اذا رغب. كما انه لم يكن ليكتب حرفاً واحداً بسرعة. محبته للوحدة وتجلده فيها قيل ان قلايته كانت علي بعد اثنين وثلاثين ميلاً. وما كان يأتي بسرعة وكان آخرون يهتمون به. فلما خرب الاسقيط خرج باكياً وقال: أهلك العالم رومية: وأضاع الرهبان الاسقيط. لماذا يهرب من الناس: سأل الأب مقاريوس أنبا أرسانيوس مرة قائلاً: (لماذا تهرب منا يا أبتاه؟) فأجابه الشيخ قائلاً ![]() الخروج الي الدير ثم الي الوحدة: + سأل الاخوة: (.. لماذا اعتبر الشيوخ أنبا أرسانيوس في خروجه من العالم الي الدير ثم خروجه من المجمع الي الوحدة مثالا سجلوه في الكتب؟) هنا رد أحد الشيوخ ![]() وقد فسر أحد الشيوخ القدماء هذين الندائين فقال: سأل بعض الأخوة أحد الشيوخ القديسين ![]() ![]() أجاب الشيخ: ان النداء (فر واهرب من الناس وأنت تحيا) معناه ان أردت أن تخلص من الموت الكامن في الخطية، وان تحيا الحياة الكاملة التي في الصلاح أترك ممتلكاتك وعائلتك ووطنك، وأرحل الي البرية (أي الصحاري والجبال الي الرجال القديسين واتبع معهم وصاياي وانت تحيا حياة النعمة. والمقصود من: (اهرب، الزم السكون، عش حياة التأمل في السكون). انك لما كنت في العالم وكنت مسوقاً بمشاغل الأمور التي في العالم جعلتك تخرج منه وأرسلتك للسكني مع الرهبان، حتي بعد فترة قصيرة من السكني في مجمع الرهبان يمكنك أن تسمو باتباع وصاياي بانطلاق، وللتأمل في السكون. والآن اذ قد تدربت التدريب الكافي في النداء الأول تستطيع أن تهرب من الدير (مجمع الاخوة) وتدخل الي الوحدة في قلايتك، تماماً كما انطلقت من العالم ودخلت الدير. أما معني (احفظ السكون وعش حياة التأمل في السكون) فهو: انك اذ قد دخلت الي الوحدة في قلايتك فلا تعط للزائرين فرصة المجئ اليك والتحدث معهم بلا ضرورة الا في الأمور التي تتعلق بسمو الروح، فاذا فعلت هذا فسوف تجني ثمار الجلوس في السكون والتامل، لأنه بالنظر وبالسمع وبالحديث مع الزائرين الذين يأتون اليك فقوة الأفكار التي تطيش فيها تنقلك بعيداً فتشتت تأملاتك وسكونك، ولكن لا تظن أن مجرد ترك الأخوة في الدير أو عدم قبول زائرين في قلايتك يكون كافياً ليجعل عقلك هادئاً أو يمكنك من التأمل في الله واصلاح ذاتك ما لم تحترس بالأكثر الا تشغل عقلك بهم بأية طريقة حينما يكونون بعيدين عنك.. فان الراهب عندما يتذكر أي انسان انما يتذكره مرتبطاً ببعض الميول أي بميول الاشتياق أو الغضب أو المجد الباطل، فان حدث أن العقل جال في أمور عادية فانه ما لم يقطعها عنه لا بد أن يتجه تفكيره بالضرورة الي الذكريات المتصلة ببعض هذه الأمور. وهكذا الحال مع المبتدئ في حياة التأمل في السكون اذا ما تذكر النساء فانه يسقط في شهوة الزنا. واذا ما تذكر الرجال يسقط في الغضب بالفكر. ويحاججهم ويؤنبهم ويدينهم أو يطلب منهم تكريماً له ثم يميل الي الحياة السلبية. وكذلك لما سألوا أنبا مقاريوس: ما هو الطريق السليم للمبتدئ في قلايته؟.. قال ![]() ![]() أرسانيوس والأب البطريرك: + أتي ذات يوم البابا ثاؤفيلس البطريرك ومعه والي البلاد الي أنبا أرسانيوس وسألوه كلمة فسكت قليلاُ ثم قال لهم ![]() ![]() + وحدث أيضا مرة ان اشتهي البابا البطريرك ان يراه، فأرسل اليه يستأذنه ان كان يفتح له فأجاب: ان جئت فتحت لك. وان فتحت لك فلن استطيع أن أغلق في وجه أحد. وان أنا فتحت لكل الناس فلن أستطيع الاقامة ها هنا). فلما سمع الأب البطريرك هذا الكلام: (ان مضينا اليه فكأننا نطرده: فالأفضل الا نمضي اليه). زيارة أخ للقديس: دفعة أتاه أحد الأخوة وقرع بابه ففتح له ظانا أنه خادمه، فلما رآه أنه ليس هو وقع علي وجهه – فقال له الأخ: قم يا أبي حتي أسلم عليك ولو علي الباب. فقال له الشيخ: لن أقوم حتي تنصرف. والح الأخ في الطلب فلم يقم. فتركه الأخ وانصرف. زيارة بعض الآباء للقديس: زاره مرة بعض الشيوخ وسألوه عن السكوت وعن قلة اللقاء فقال لهم: ان العذراء ما دامت في بيت والديها فكثيرون يريدون خطبتها. فان هي دخلت وخرجت فانها بذلك لن ترضي كل الناس لأن بعضهم يزدريها وبعضهم يشتهيها، ولن تكون لها الكرامة الا وهي مختفية في بيت أبيها. هكذا النفس المهتدية الهادئة المعتكفة متي أشتهرت تهلهلت… زيارة احدي العذاري من بنات رؤساء البلاط في روما: سمعت بخبره عذراء من بنات رؤساء البلاط في روما. وكانت غنية جداً وخائفة من الله، فلما جاءت لتبصره ومعها مال كثير وحشم وجنود، تلقاها البابا ثاؤفليس البطريرك بوقار كثير وأضافها. فسألته أن يطلب الي الشيخ بأن يفسح لها الطريق للمضي اليه. فكتب يقول له: ان السيدة (ايلارية السقليكي) ابنة فلان من بلاط ملك رومية تريد أن تأذن لها برؤيتك لأخذ بركتك. وكتب كذلك لمقدم الأديرة بأن يمكن السيدة (ايلارية السقليكي) من زيارة الآباء القديسين وأخذ بركتهم. فلن يشاء الأنبا أرسانيوس أن تأتي الي البرية وأنفذ لها بركة من عنده وقال لها ![]() ![]() ![]() أما هي فمن احتشامها لم تستطيع النظر في وجهه. فقال لها ![]() ![]() ![]() ![]() + حدث مرة أن كان أنبا أرسانيوس قلقاً فعزم علي أن يترك قلايته دون ان يأخذ معه شيئاً منها، وذهب الي تلميذيه الكسندر وزويل بشخصه وقال لألسكندر قم واذهب الي المكان الذي كنت فيه (وفعل الكسندر ذلك)، وقال لزويل قم وتعالي معي الي النهر وابحث لي عن سفينة قاصدة الاسكندرية ثم ارجع واذهب الي أخيك، وقد تعجب زويل من هذا الحديث، وعلي ذلك فقد افترقوا – أما القديس أرسانيوس فقد انطلق الي الاسكندرية حيث مرض مرضاً خطيراً. وعاد تلميذاه الي المكان الذي كانا يسكنان فيه قبلاً وقال أحدهما للآخر: (ربما أساء أحدنا الي الشيخ ولهذا افترق عنا)ولكن لم يمكنهما أن يجدا في نفسيهما سببا يكون قد ضايقه. وكان لما عوفي الشيخ انه قال (أقوم وأذهب الي الآباء) وارتحل وعاد الي (البترا) حيث كان تلاميذه، وأثناء عبوره النهر رأته جارية حبشية وأتت من ورائه وأمسكت بثوبه وجذبته، فزجرها الشيخ. أما هي فأجابته ![]() ![]() من ثم استقبله تلميذاه الكسندر وزويل وخرا عند قدميه فطرح هو أيضاً نفسه قدامهم. وبكوا جميعاً فقال الشيخ: (أما سمعتم أني كنت مريضاً؟) أجابوه ![]() (فلماذا لم تأتوا لتبصروني!) أجابه الكسندروس قائلاً ![]() قال لهم الشيخ ![]() حياته الأخيرة ونياحته + أخبر عنه دانيال تلميذه فقال: كان كاملا في الشيخوخة وصحيح الجسم مبتسماً. وكانت لحيته تصل الي بطنه. وكان طويل القامة، لكنه انحني أخيراً من الشيخوخة وبلغ من العمر سبعا أو خمسا وتسعين سنة. أربعون سنة منها حتي خروجه من بلاط الملك. وباقيها في الرهبنة والوحدة. وكان رجلا صالحاً مملوءاً من الروح القدس والايمان. وقد ترك لي ثوباً من الجلد وقميصاً من الشعر من ليف وبهذه الأشياء كنت انا الغير المستحق أتبارك. وقال تلميذه أيضاً عنه: أنه لما قربت أيامه أوصي قائلاً ![]() + ولما قرب وقت نياحته دعا تلاميذه وعزاهم ووعظهم وقال لهم ![]() ![]() ![]() وقال أيضاً ![]() ![]() (أرساني أرساني تأمل فيما خرجت لأجله) .. وهكذا رقد القديس ودموعه تسيل من عينيه. فبكي تلاميذه بكاء مرا وصاروا يقبلون قدميه ويودعونه كانسان غريب يريد السفر الي بلده الحقيقي. ولما سمع الأنبا بيمين بنياحته تنهد وقال ![]() ولما حضر البابا ثاوفيلس البطريرك الوفاة قال: (طوباك يا أنبا أرسانيوس لأنك لهذه الساعة كنت تبكي كل أيام حياتك). ولما كان بلاديوس قد أورد سيرة مختصرة حول بعض أمور لم ترد فيما سبق فاننا نوردها كما هي اتماماً للمنفعة: قيل عن أنبا أرسانيوس انه حين كان في العالم كان رداؤه أنعم من أي انسان آخر، وحين عاش في الاسقيط كان رداؤه أحقر من الجميع. ولما كان يأتي الي الكنيسة – علي فترات متباعدة – كان يقف وراء عامود حتي لايري أحد وجهه ولا يري هو وجوه الآخرين. وكان وجهه مثل وجه ملاك، وشعره أبيض كالثلج وكثيقاً، أما جسده فكان جافا من الأتعاب ولحيته مستطيلة الي وسطه ورموش عينيه قد تساقطت من البكاء. وكان طويل القامة مع انحناء خفيف من الكبر، وقد انتهت حياته وهو في سن الخامسة والتسعين وقد عاش في العالم أربعين سنة في البلاط أيام الملك ثيئودوسيوس الكبير والد الامبراطورين أونوريوس وأركاديوس، وقضي في الاسقيط أربعين عاماً، وقضي عشرة أعوام في طرة التي بجانب بابلون في مواجهة منف التي في مصر. وسكن ثلاثة أعوام في كانوبيس الاسكندرية. وفي العامين الباقيين جاء الي طرة مرة أخري حيث رقد، ولقد أنهي حياته في سلام وخوف الرب. – 280ميامر: صـ5. – توجد قصة مماثلة لها في خبر أبي مقار. وهو علي النخلة يقطع خوصاً. – للناس طبائع مختلفة، ومحبة الله تعامل كل فرد بالطريقة التي تنميه. والله كشف هذه الرؤيا للأخ مبيناً كلا طريقتي أنبا أرسانيوس وانبا موسي سليمة. – 280ميامر. – نسبة الي scilla احدي مدن ايطاليا قرب صخرة Scylla علي طريق سينا في الجنوب الغربي تشرف علي جزيرة صقلية sicily . – هكذا وردت في بلاديوس – جميل أن يعترف الشيخ بخطئه وان يقول انه لم يجد راحة بعيداً عنهم فعاد، وجميل أن يتكلم التلميذان معه بهذه الصراحة، وأن يسمح ويعترف لهما هكذا.
* تأمل يا أرساني فيما خرجت لأجله! * إن طلبنا الله يظهر ذاته لنا، وإن أمسكنا به يبقى ملاصقًا لنا. * كثيرًا ما تكلمت وندمت، أما عن السكوت فلم أندم قط. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 41037 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديس الأنبا أرسانيوس معلم أولاك الملوك ![]() حياة القديس أرسانيوس الأولي ونشأته: جاء عن القديس أرسانيوس أنه كان من روما العظمي وكان من أفاضل فلاسفتها. وكان والده من أكابر البلاط المقربين الي الملك فلما ملك تاؤدسيوس أرسل الي الملك والبابا بروما طالباً رجلاً فليسوفاً يحسن اللغتين الرومية (اللاتينية) واليونانية لكي يعلم أولاده الحكم والأدب، فلم يجدوا في كل فلاسفة روما رجلاً يشبه أرسانيوس في الحكمة والفضل ومخافة الله فأرسلوه الي الملك بالقسطنطينية ففرح به الملك وأحبه لفيض معرفته، ولأجل نعمة الله التي كانت عليه. فسلم له الملك اولاده وقدمه علي كل أكابر مملكته. وكان اذا ركب يكون قريباً من الامبراطور وكان له أمر نافذ وعبيد كثيرون يقومون بخدمته ولم يتخذ في بيته امرأة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 41038 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديس الأنبا أرسانيوس معلم أولاك الملوك ![]() خروجه من العالم: لما بلغ مركزاً عظيماً هكذا بدأ يفكر في نفسه قائلاً ![]() ![]() ![]() |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 41039 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديس الأنبا أرسانيوس معلم أولاك الملوك ![]() وصوله الاسقيط: قام لوقته وترك كل شئ ونزل الي البحر فوجد سفينة اسكندرية تريد السفر، فركب فيها وجاء بها الي الاسكندرية ومن هناك اتي الي الاسقيط، الي الأب مقاريوس، ذاك الذي أسكنه في احدي القلالي الخارجية عن الدير لانه وجده عاشقاً للهدوء. وبعد حضوره بأيام قلائل تنيح الأب مقاريوس. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 41040 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديس الأنبا أرسانيوس معلم أولاك الملوك ![]() ميله الشديد للتعليم: بدأ القديس حياته الرهبانية بميل شديد للتعليم، فقد قيل عنه: كان أنبا أرسانيوس دفعة يسأل أحد الشيوخ المصريين عن أفكاره فرآه شيخ آخر وقال له: يا أبتاه أرسانيوس كيف – وأنت المتأدب بالرومية واليونانية – تحتاج الي أن تسأل هذا المصري الأمي عن أفكارك؟.. أجابه أنبا أرسانيوس قائلاً: (اما الأدب الرومي واليوناني فاني عارف به جيداً. اما ألفا فيطا التي أحسنها هذا المصري فاني الي الآن لم أتعلمها) وكان يقصد طريق الفضيلة. |
||||