22 - 05 - 2012, 09:42 PM | رقم المشاركة : ( 401 ) | ||||
† Admin Woman †
|
الطريق والحقّ والحياة أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي ( يو 14: 6 ) كان مُزارعًا عائدًا إلى منزله في المساء، في يوم عاصف، وفي طريق مُغطّى بالثلوج الكثيفة. وكانت السماء مليئة بالغيوم والسُحب القاتمة. وفجأة اكتشف أنه ضلَّ الطريق، فساورته المخاوف. ولكن بعد فترة، رأى في الثلوج آثار حديثة لعربة أخرى يجرّها حصانين؛ فعاد إليه الأمل والرجاء في أن يجد الطريق، وأسرع بعربته حتى أدرك العربة التي أمامه. فتحوّل إليه قائد العربة الأمامية وناداه قائلاً: إلى أين أنت ذاهب؟ فأجابه المزارع وقال: لقد ضللت الطريق! أريد فقط أن أتبعك وأرى الطريق. فقال الأمامي: ولكنني أنا أيضًا ضللت وأبحث عن الطريق! وصُدم هذان الرجلان عندما أدركا موقفهما. ولولا أن جاءت رياح شديدة، أزالت السحب والغيوم، وجعلتهما يريان نجم القطب الجنوبي، لهلكا. وبفضل النجم السماوي فقط، استطاعا أن يجدا طريقهما ويعودا كلٌّ إلى منزله. عزيزي: ألا نُشبه أحيانًا كثيرة المُزارع في هذه القصة؟ أ لسنا كثيرًا ما نبحث عن الطريق خلف الآخرين؟ أ لسنا نجري وراء الناس في طرقهم بحثًا عن الطريق، لنكتشف في النهاية أنهم هم أيضًا بشر مثلنا ضلوا الطريق! «كلُّنا كغنمٍ ضللنا، مِلنَا كل واحدٍ إلى طريقه» ( إش 53: 6 ). لنتوقف ونسأل أنفسنا: إلى أين تقودنا الطريق التى نسلكها؟ إننا إذا قَبلنا الرب يسوع المسيح مُخلّصًا شخصيًا، وتبعناه ( 1بط 2: 21 )، فإنه سيقودنا حتمًا إلى حياة في أمان، وأبدية سعيدة مباركة. لقد قال، وما أصدق قوله: «أنا هو الطريق والحق والحياة» ( يو 14: 6 ). فإذا شعرت بأنك تائه وضائع ضللت الطريق، فإني أرجوك ألا تتبع عقيدة أو إنسانًا، مهما عَلا شأنه، بل تعال إلى المسيح لتعرف الطريق، وتنال الحياة الأبدية. إن الرب يسوع المسيح هو «الطريق»؛ الطريق الوحيد إلى الآب «ليس أحدٌ يأتي إلى الآب إلا بي» ( يو 14: 6 ). وهو ـ تبارك اسمه ـ «الحق»؛ ويا له من ضمان لنا في هذا العالم، حيث إبليس، المُخادع الأكبر، ينسج حبائل الغش ليصيد بها الغافل. فالرب، الذي هو الحق، هو كفايتنا لنفحص به فلسفات البشر واقتراحات العدو، التي تجد قبولاً ورواجًا بين الناس. وهو ـ له كل المجد ـ «الحياة»؛ «الحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأُظهرت لنا» ( 1يو 1: 2 )، والتي هي هِبة الله لكل مَن يؤمن بابنه. |
||||
22 - 05 - 2012, 09:43 PM | رقم المشاركة : ( 402 ) | ||||
† Admin Woman †
|
دورات البكرة بِالقَضِيبِ يُخْبَطُ الشُّونِيزُ . وَالكَمُّونِ بِالْعَصَا ... فَيَسُوقُ بَكَرَةَ عَجَلَتِهِ ( إش 28: 27 ، 18) (1) الكمون: إن تلك الحبة الدقيقة صورة لمَن يحملون في نفوسهم طابع الرقة والإحساس المُرهف. فتلك النوعية تتأثر سريعًا وبقوة بمعاملات الله الرقيقة والتي تُشبه رقة العصا مع حبات الكمون. (2) الشونيز: هو نوع من النبات يُطلق على بذاره ـ حبة البَرَكة ـ فبالقضيب يُخبط الشونيز، والرب يستخدم قضيب الأرض الناشفة حيث الجدوبة والوحشة ـ مزمور65: 10. ففي برية يهوذا بعيدًا عن قصور الملوك ورفاهيتها تتعلم النفس كيف تجد الخصب والري رغم الجدوبة والقيظ! وكيف تتلذذ بالشَحم والدسم رغم الجوع والفاقه! وكيف يترنم القلب في سكون الليل الرهيب! (3) القمح: على القمح دارت البكرة. ويا له من دوران! فقد دارت البكرة قديمًا على يعقوب وكادت أن تزهق روحه حتى صرخ قائلاً: «صار كل هذا عليَّ؟» عزيزي .. قد تكون تحت وطأة ضغوطًا نفسية، أو ألَمَّت بك أزمة صحية، أو تعرضت لخسائر مادية، أو عدم الاستقرار في عملك زمنيًا أو في بيتك عائليًا، أو ظلمًا اجتماعيًا ... يا رب: ما لهذه البكرة تأبى التوقف عن الدوران؟ لأن حكمة الله من دوران البكرة أن يختفي كل ما هو من الإنسان، ويلمع كبريق الذهب كل ما هو مودَع من الله في أعماق النفس. عندما سؤلت أخت تقية عن ظروفها الصعبة ورَّد فعلها، قالت: ”إن كل ضيقة تحدث لي تسبب لي عَجبًا. لأنني أنتظر وأرى كيف يحلها الرب وكيف يُخرجني منها. إنني أقف جانبًا كالمتفرجة، وأرى دائمًا محبة الله وعنايته التي لم تَخب في يومٍ واحد. وكل مرة أراه يحلها بطريقة مختلفة عن سابقتها، وقد تعلَّمت الآن بخبرتي أنه بطريقة أو بأخرى لا بد ان يجعل الله كل الظروف تمر بسلام“. * ليس بالضرورة أن أفهم الأمر بتفاصيله، ولكن عليَّ أن أسير خطوة خطوة في جو الشركة واثقًا في حكمة الله المطلقة، وحتمًا ستكون البركة من نصيبي. |
||||
22 - 05 - 2012, 09:44 PM | رقم المشاركة : ( 403 ) | ||||
† Admin Woman †
|
عُشٌّ في شعرك وَلَكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ. ثُمَّ الشَّهْوَةُ إِذَا حَبِلَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً،.. ( يع 1: 14 ، 15) هناك عبارة مشهورة تقول: ”إنك لا تستطيع أن تمنع الطيور من أن تطير فوق رأسك، لكنك بكل تأكيد تستطيع أن تمنعها من أن تبني عُشها في شعرك“. وهذا يوضح ما يجب على كل واحد منا أن يفعله ليتغلب على ميول الجسد ورغباته. فسواء كانت التجربة هي أن تفكر أفكارًا رديئة، أو تذهب إلى حيث لا يجب أن تذهب، أو أن تعمل ما لا يجب عمله، فإن القاعدة التي تنطلق منها كل شهوة شريرة هي العقل غير الخاضع لإرادة الله. وبينما نحن نسلك في هذا العالم، فإن التجارب ستأتينا في صمت وبسرعة ودون توقع منا، كما تأتي الطيور أحيانًا في أسرابٍ كاملة. وفي الكتاب المقدس فإن الطيور عادةً تُستخدم لتمثل الشر. وبينما نحن لا نستطيع أن نمنع التجارب الشريرة والشهوات المختلفة من أن تعبر أذهاننا، إلا أننا نستطيع أن نأخذ خطوات حاسمة لنبعدهم عنا، بمجرد أن يحاولوا أن يتخذوا لهم مسكنًا في عقولنا. وقطعًا ليس لدينا عُذر لنسمح للأفكار الخاطئة أن تمكث في رؤوسنا فترة تكفي لتجعلها تحبل وتلد نوايا خاطئة وتصرفات شريرة. وبينما نجد في هذا القول المأثور الطريقة التي بها نتعامل مع الأفكار الشريرة، فإن الأعداد الموجودة أعلاه من رسالة يعقوب تخبرنا عن الخطية ونتائجها، إذا سمحنا لها أن تعشش في عقولنا. وبولس أيضًا يؤكد على عواقب الخطية إذ يقول إن أجرة الخطية هي موت ( رو 6: 23 ). فكيف إذًا نبعد الخطية عنا؟ إننا نفعل ذلك عندما نستأسر كل فكر إلى طاعة المسيح ( 2كو 10: 5 )، ونترك له المجال ليحكم على كل فكر هل هو صحيح أم خاطئ. إن حضور الرب في قلوبنا لا بد وأن يُعطينا تمييزًا، وهل تستطيع الخطية أن تستقر في عقولنا أو نستخدمها إذا كان لنا فكر أو ذهن المسيح؟ ( 1كو 2: 16 ). عزيزي: تُرى هل تركت أية طيور تبني أعشاشها فوق رأسك؟ هل استسلمت للتجربة؟ هل وصلت الخطية إلى أفكارك وشرعت في التأثير على تصرفاتك؟ لو كان الأمر كذلك فتذكَّر 1يوحنا1: 9 «إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل، حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم». اعترف بذلك فورًا، وتذكَّر أننا نبدو أغبياء وبلا فائدة لله عندما تكون أعشاش الطيور هذه فوق رؤوسنا. |
||||
22 - 05 - 2012, 09:45 PM | رقم المشاركة : ( 404 ) | ||||
† Admin Woman †
|
موت المسيح وُضِعَ قَلِيلاً عَنِ الْمَلاَئِكَةِ ... لِكَيْ يَذُوقَ بِنِعْمَةِ اللهِ الْمَوْتَ لأَجْلِ كُلِّ وَاحِدٍ ( عب 2: 9 ) لقد صُولِحنا مع الله بموت ابنه ( رو 5: 10 )، فتجسُّده، أي أخذه طبيعة إنسانية لم يكن ليصالحنا مع الله، كما لم يكن ممكنًا أن يُزيح عنا خطايانا. لم يكن السبيل إلى ذلك إلا بموته. ولقد كان لازمًا أن ابن الله يصير إنسانًا ليموت. ولكن صيرورته إنسانًا شيء، وموته على الصليب شيء آخر. كان لا بد أن يصير إنسانًا، وكان لا بد أن يعيش ويعمل على هذه الأرض لمدة 33 سنة. كان يتعين عليه أن يعتمد في الأردن، وأن يُجرَّب في البرية. وفي أي نقطة بين المذود والصليب، كان بمقدوره، لو أراد، أن يعود إلى الآب، حيث مناخ القداسة والمحبة الفائقة. ولكن الذي حتَّم موته هو حُبُّه السرمدي اللا نهائي. لم يكن للموت سلطان عليه، ولكنه لما أراد أن لا يعود إلى المجد وحده، كان لزامًا عليه أن يموت « إن لم تَقع حبة الحنطة في الأرض وتَمُت فهي تبقى وحدها. ولكن إن ماتت تأتي بثمرٍ كثير» ( يو 12: 24 ). ولما أراد أن يصطحبنا معه إلى المجد، كان ضروريًا أن يموت «لأنه لاقَ بذاك الذي من أجله الكل وبه الكل، وهو آتٍ بأبناءٍ كثيرين إلى المجد، أن يُكمَّل رئيس خلاصهم بالآلام» ( عب 2: 10 ). ولكي يفتح لنا طرِيقًا حدِيثًا حيًّا إلى محضر الله، كان لا بد أن يموت «فإذ لنا أيها الإخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع، طريقًا كرَّسه لنا حديثًا حيًا، بالحجاب، أي جسده» ( عب 10: 19 ، 20). إن موت المسيح هو أساس كل البركات التي حصلنا عليها: هل كنا أمواتًا نحتاج إلى حياة؟ لقد بذل جسده من أجل حياة العالم «أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء. إن أكلَ أحدٌ من هذا الخبز يحيا إلى الأبد. والخبز الذي أنا أعطي هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم» ( يو 6: 51 ). هل كنا مُذنبين نحتاج إلى عفو وغفران؟ «بدون سفك دم لا تحصُل مغفرة!» ( عب 9: 22 ). هل كنا أعداء نحتاج إلى مصالحة؟ لقد كان «صولحنا مع الله بموت ابنهِ» ( رو 5: 10 )، وهكذا صار لنا سلام مع الله. وبالاختصار، إن موت المسيح هو الذي منحنا كل الهبات والبركات، وبدون موته لم يكن لنا شيء على الإطلاق. قد سُفك الدمُ الزكي من حَملِ اللهِ الكريـمْ والآن أبانا السخـي يعطي بجودٍ مستديـمْ |
||||
22 - 05 - 2012, 09:46 PM | رقم المشاركة : ( 405 ) | ||||
† Admin Woman †
|
روعة التسبيح للرب سبحوا الرَّبَّ، لأَنَّ التَّرَنُّمَ لإِلهِنَا صَالِحٌ. لأَنَّهُ مُلِذٌّ. التَّسْبِيحُ لاَئِقٌ ( مز 147: 1 ) كلمات موجزة لكن ما أعمقها. ما أبلغه وصفًا للتسبيح! في ثلاث كلمات: ”صَالِحٌ ... مُلِذٌّ ... لاَئِقٌ“. والتسبيح هو تعظيم الرب لذاته، ومدح صفاته، وترديد فضائله المتفردة المنقطعة النظير. فمن حيث الجوهر: التسبيح هو صالح وجيد، وهو أعظم وأثمن ما يمكن أن يُقدّمه كائن عاقل، لله. ومن حيث التأثير: التسبيح هو ملذ ومسر، فكل ما يُسرّ الرب، يُسرّ قديسيه. إن التسبيح هو جو السماء. ومن حيث المظهر التسبيح هو حسنٌ ولائق «بِالمستقِيمِين يلِيق التَسبِيح» ( مز 33: 1 ). قالوا عن التسبيح: * ”الأنانية تجعلنا نُطيل الأدعية، أما المحبة تجعل صلواتنا تقصر وتسبيحنا يكثر“ (جون بالسفورد). * ”التسبيح للرب لائق وجميل لأنه لا يوجد أقبح من الجحود، بينما يطل الجمال من إنسان يشكر إلهه بامتنان وإجلال“ (ويليام نكلسون). * ”ما أبهى تلاميذ المسيح بعد أن كساهم برداء التسبيح“ (تشارلس سبرجن). كان الملوك والعظماء قديمًا ( خاصة في منطقتنا العربية) يوظفون شعراء في قصورهم ليقولوا قصائد مديح لهم، مُستخدمين أقوى التعبيرات الغنية بالصور البلاغية، يُعبّرون فيها عن محاسن ملكهم أو ملكتهم. لدرجة أنهم كانوا يتبارون بمنافسة حامية الوطيس لكي يسترضوا أسيادهم ويستجدوا منفعة من رضاهم. هذه القصائد مشبَّعة بالكذب والتملق والنفاق والمبالغة التي تفوق الوصف، أقل ما يوصف به أنه ”مديح غير لائق“، فهم يرددون سجايا وفضائل ليست في محلها، لا تنطبق من بعيد أو قريب على أسيادهم. وتوجد قاعدة شعرية تقول: ”أروع الشعر أعذبه“، أو أكذبه؛ لكن داود، صاحب الشعر المجيد كانت قاعدته هي: ”أروع الشعر أصدقه“. وقد وصف التسبيح للرب بأنه «لاَئِقٌ»، لأنه في محله؛ ليست فيه ذرة مبالغة أو تملق مطلقًا، بل ستبقى اللغة ذاتها عاجزة عن أن تجد الكلمات التي تصف عظمة صفاته وفضائله المجيدة. |
||||
22 - 05 - 2012, 09:48 PM | رقم المشاركة : ( 406 ) | ||||
† Admin Woman †
|
إلـه الصلاح اَلرَّبُّ صَالِحٌ وَمُسْتَقِيمٌ، لِذَلِكَ يُعَلِّمُ الْخُطَاةَ الطَّرِيقَ ... مِنْ أَجْلِ اسْمِكَ يَا رَبُّ اغْفِرْ إِثْمِي لأَنَّهُ عَظِيمٌِ ( مز 25: 8 - 11) إننا في علاقة مع إله الصلاح الذي سيُظهِر في الدهور الآتية غِنى نعمته الفائق باللطف علينا في المسيح يسوع. ولأن الله الصالح أبدي، فصلاحه أبدي. وسيُظهِر صلاحه لنا إلى الأبد، وسنبقى إلى الأبد مباركين ببركاته غير المحدودة. وماذا سيفعل الله لإظهار غنى صلاحه أمام الملائكة وأمام الكون بأجمعه؟ سيأخذنا ـ نحن الذين كنا أتعس الخطاة نظير ذلك اللص الذي كان مُعلقًا على الصليب قصاصًا عادلاً لجرائمه، ويُوجِدنا في نفس المجد الذي فيه ربنا يسوع المسيح. ففينا يُظهر الله أنه «صالح ومستقيم». نحن الذين نعترف أننا كنا ضعفاء وتُعساء، قد اختارنا الله لأنه يريد أن يُظْهِر عظمة صلاحه، ولذلك كان لا بد أن يأخذ أقل الناس استحقاقاً ليُظْهِر كم هو صالحٌ. أ ليس هذا مما يجعل قلوبنا تغني بفرح؟ ولا يمكن أن الله يتوقف عن إظهار صلاحه لنا، وإلا كان صلاحه محدودًا، وحاشا أن يكون كذلك. لقد «غُفرت لكم الخطايا من أجل اسمه» ( 1يو 2: 12 ) وهو «يرُّد نفسي. يهديني إلى سُبل البر من أجل اسمهِ» ( مز 23: 3 ). ومجرَّد إدراك عظمة صلاح الله من نحونا يجعل نفوسنا مستقيمة ومخلِصة أمامه، غير راغبة أن تُخفي عنه شيئًا، لأنها تعلم أنه في صلاحه العظيم، قد غَفر لها كل خطاياها وأبعدها إلى الأبد بواسطة ذبيحة ابنه «في هذا هي المحبة: ليس أننا نحن أحببنا الله، بل أنه هو أحبنا، وأرسل ابنه كفارةً لخطايانا» ( 1يو 4: 10 ). انظر كيف كان الرسول بولس وهو شاعر بالسلام الكامل في حضرة الرب، يتكلم معه عن خطاياه السالفة قائلاً: «يا رب، هم يعلمون أني كنت أحبس وأضرب في كل مجمع الذين يؤمنون بك. وحين سُفك دم استفانوس شهيدك كنت أنا واقفًا وراضيًا بقتلهِ، وحافظًا ثياب الذين قتلوه» ( أع 22: 19 ، 20). لا يمكن أن توجد استقامة حقيقية في قلوبنا إلا متى رأينا وشعرنا بالحالة التي نحن عليها أمام الله كخطاة، ووثقنا أن الله قد غفر لنا كل خطايانا «من أجل اسمهِ»، ومن أجل صلاحه. وفي اللحظة التي فيها تستطيع النفس أن تقول: «من أجل اسمك يا رب اغفر إثمي لأنه عظيمٌ»، يُظهِر الله ذاته لها في عظمة صلاحه، ثم تتقدم النفس لتختبر أن الله صالح ومستقيم دائمًا، وأنه يُعلِّم الخطاة الطريق. إله الأمانة عظيم الصنيـعْ يا ملجأ يا قوة يا حصنـي المنيعْ |
||||
22 - 05 - 2012, 09:49 PM | رقم المشاركة : ( 407 ) | ||||
† Admin Woman †
|
داود .. صورة للمسيح (2) يَا مَفِيبُوشَثُ ... لاَ تَخَفْ. فَإِنِّي لأَعْمَلَنَّ مَعَكَ مَعْرُوفًا مِنْ أَجْلِ يُونَاثَانَ أَبِيكَ ( 2صم 9: 6 ، 7) 5- كانت الكلمة الثانية التي نطق بها داود أكثر جمالاً: «لا تخف» ( 2صم 9: 7 ). وهذا التعبير كثيرًا ما يتكرر في كلمة الله. فاستخدمه الله عندما تكلم مع كلٍّ من: أبرام ( تك 15: 1 )، إسحاق ( تك 26: 24 )، يعقوب ( تك 46: 3 )، يشوع ( يش 8: 1 )، وكذلك استخدمه الرب يسوع مع تلاميذه القلقين ( لو 12: 32 )، وعندما تكلم ـ كالمخلِّص المُقام ـ مع يوحنا الذي سقط عند رجليه كميت ( رؤ 1: 17 ). بنفس هذا التعبير طمأن داود مفيبوشث. واستكمل داود قائلاً: «فإني لأعملَنَّ معك معروفًا من أجل يوناثان أبيك» ( 2صم 9: 7 ). 6- لم يكتف داود بما قاله من كلمات سابقة، بل استطرد قائلاً: «وأرُّد لكَ كل حقول شاول أبيك» ( 2صم 9: 7 ). فلم يكتفِ داود بمنح الحياة لمفيبوشث، والذي كان في حكم الموت، بل أعطاه أيضًا ميراثه المفقود. ومرة أخرى نرى داود رمزًا لمَن «فيهِ أيضًا نلنا نصيبًا (ميراثًا)» ( أف 1: 11 ). فهذه الصورة التي نراها هنا، لا يمكن أن تكون رُسمت بيد فنان بشري. 7- بالإضافة لكل ما سبق، وهَب داود مفيبوشث وضعًا مُكرَّمًا عندما قال: «أنت تأكل خبزًا على مائدتي دائمًا ... كواحدٍ من بني الملك» ( 2صم 9: 7 ، 11). عندما اكتشف الابن الضال أنه ”محتاج“، وأنه على وشك أن ”يهلِك جُوعًا“ عاد إلى بيت أبيه حيث وجد ”العِجْل المُسَمَّن“ ( لو 15: 14 ، 17، 23). وهذا يُرينا كَرَم الله وصلاحه عندما يُغدق على الخطاة المُفلسين بغنى نعمته الفائق ( أف 2: 7 ). فالله في صلاحه عندما يُعطي، يُعطي أفضل ما عنده، وليس أقل من إعطائنا أفضل ما عنده يُمكنه أن يشبع قلبًا تعوَّد أن يُعطي «كل عطية صالحة، وكل موهبة تامة» ( يع 1: 17 ). فلم يأكل مفيبوشث على مائدة داود باعتباره ضيفًا أو غريبًا، بل باعتباره أحد أفراد العائلة المَلَكية. وهذا هو أيضًا مقامنا «أُنظروا أية محبة أعطانا الآب حتى نُدعى أولاد الله!» ( 1يو 3: 1 ). فما ربحه مفيبوشث كان أكثر مما خسره. وما ربحناه نحن في المسيح أكثر بكثير مما خسرناه في آدم. |
||||
22 - 05 - 2012, 09:50 PM | رقم المشاركة : ( 408 ) | ||||
† Admin Woman †
|
استعد للمستقبل
فِرْعَوْنُ ... يَأْخُذْ خُمْسَ غَلَّةِ أَرْضِ مِصْرَ فِي سَبْعِ سِنِي الشَّبَعِ.. َيَخْزِنُونَ .. وَيَحْفَظُونَهُ. فَيَكُونُ الطَّعَامُ ذَخِيرَةً.. ( تك 41: 36 ) حلم فرعون مَلك مِصر حُلمين، وإذ اهتم بمعرفة معنيهما التجأ إلى حُكمائه والسحرة ( تك 41: 8 ). كلاَّ يا صديقي إنَّ العالم لا يستطيع أنْ يُعطيك معلومات حقيقية عن طرق الله، أو قصده، فإذا أردت أنْ تتعلَّم أفكار الله عليك برجال الله وكلمته. وإذ كان يوسف له فكر الرب، استطاع بسهولة أنْ يُفسر الأحلام. سوف يكون أولاً سبع سنين من الخير الكثير ثم يتبعها سبع سنين أُخر من الجوع الذي لا نظير له. وكانت نصيحة يوسف في غاية البساطة. في أثناء سنين الوفرة ادَّخر للمستقبل. آه! استعد للمستقبل، هذه هي الفكرة. استعد للمستقبل يا صديقي. أنا لا أقصد أمور هذه الحياة، فأنت تعلم أنَّ لا أحد يُمكنه أنْ يُؤمِن المستقبل في هذه الحياة. معظم الناس الذين نراهم، مشغولين جدًّا وجادين في رغبتهم في تقدمهم الزمني في هذا العالم. آه لو كانوا في مثل هذا الاجتهاد بخصوص حياتهم الأبديَّة. إنَّهم حريصون جدًّا على الأمور الزمنية حتى إنَّهم يتجاهلون الأبدية تمامًا. سمعت عن واحد عملاق في ”البيزنس“ وكان ناجحًا بصورة مُذهلة. ذات صباح أتاه صديق قائلاً: ”هل سمعت عن الموت المؤسف الذي أصاب الأستاذ براون؟“ فأجاب: ”براون مات! براون مات!“ وأضاف متهكمًا: ”لماذا لا أملك أنا وقت لكي أموت، أنا بعيد جدًّا عنه، فأنا مشغول جدًّا“. ثم انحنى ليربط حذاءه، وسقط على الأرض ميتًا! عزيزي: يمكن أنْ يكون الدور عليك. فهل أنت جاهز؟ هل أنت مستعد؟ هل تغيرت؟ هل التفتّ إلى الرب؟ آه يا صديقي، استعد للقاء إلهك. لقد كان يوسف حكيمًا إذ أخبر فرعون أنْ يحتاط من أجل المستقبل. وأنا أريدك أنْ تكون جاهزًا للأبديَّة. أريدك أنْ تستعد لأهم لحظة في كل حياتك. عندما سوف تضطر إلى الخروج من هذا العالم. ما هو الموت للمسيحي؟ إنَّه العبور للمجد. لكن ما هو الموت للخاطئ؟ يمكنك أنْ تجاوب ”لا أعرف“، فأنا أعرف أشخاصًا قالوا إنَّه لا يمكن معرفة هذا الأمر لكني واثق أنَّك تستطيع أنْ تعرف، لأنَ الله كشف في كلمته عن مستقبل الخطاة «الذين سيُعاقبون بهلاك أبدي من وجه الرب ومن مجد قوته» ( 2تس 1: 9 )؛ لأن نصيبهم «في البحيرة المتقدة بنار وكبريت، الذي هو الموت الثاني» ( رؤ 21: 8 ). يا له من مصير مرعب! |
||||
22 - 05 - 2012, 09:51 PM | رقم المشاركة : ( 409 ) | ||||
† Admin Woman †
|
نجاتَكُم تقترب عَلَى الأَرْضِ كَرْبُ أُمَمٍ بِحَيْرَةٍ ...وَمَتَى ابْتَدَأَتْ هَذِهِ ..، فَانْتَصِبُوا وَارْفَعُوا رُؤُوسَكُمْ لأَنَّ نَجَاتَكُمْ تَقْتَرِبُ ( لو 21: 25 - 28) سأل التلاميذ مُعلّمهم قبل صلبه بيومين أو ثلاثة: «ما هي علامة مجيئك وانقضاء الدهر؟» ( مت 24: 3 )، فكانت كلماته الصريحة أن الأيام الأخيرة التي تسبق مجيئه ليست أيام رخاء وازدهار، بل أيام مُعاناة وضيق. وتَجَمُّع الكثير مما قاله المسيح في حديثه الجامع المانع، في نبوة جبل الزيتون، في الأيام التي نعيشها الآن، يجعلنا نعتقد جازمين أننا وصلنا إلى الأيام التي تسبق مجيء الرب مباشرة. من ضمن ما قاله المسيح في هذا الحديث: «على الأرض كَرْب أُمم بحيرة ... والناس يغشى عليهم من خوف وانتظار ما يأتي على المسكونة». ثم يقول: «ومتى ابتدأت هذه تكون، فانتصبوا وارفعوا رؤوسكم لأن نجاتكم تقترب» ( لو 21: 25 -28). وعبارة ”كَرْب“ التي وردت في حديث الرب تعني، في الأصل اليوناني: ”ضغطات من كل جانب“. وعبارة ”حيرة“ في الحديث ذاته، تعني حرفيًا بحسب الأصل اليوناني أيضًا ”لا مخرَج“. وعليه فإن عبارة «على الأرض كَرب أُمم بحيرة» هي وصف في منتهى الدقة للأزمات السياسية التي نعيشها اليوم، حتى لم يَعُد أحد، ولا أقدر السياسيين، يدري كيف يمكن حلها. وهذا كله صوت قوي، بحسب تعليم هذه العظة، على أننا نعيش في الأيام الأخيرة. ولكننا نوّد أن نلفت النظر أننا بحسب هذه الكلمات الرائعة، نقف في مُباينة كاملة مع الناس، لأننا نتبع عالمًا مختلفًا. فهذه الحيرة وهذا الارتباك من جانب البشر، يقابله من جانب المؤمنين أن يرفعوا رؤوسهم لأن نجاتهم تقترب! إن الله معنا في هذه الظروف «الله لنا ملجأ وقوة. عونًا في الضيقات وُجد شديدًا. لذلك لا نخشى ولو تزحزحت الأرض، ولو انقلبت الجبال إلى قلب البحار». وكما بدأ بنو قورح مزمورهم بالقول «الله لنا»، فإنهم ختموه بالقول: «رب الجنود معنا. ملجأنا إله يعقوب» ( مز 46: 1 ، 2، 11). وبين بداية هذا المزمور الفائضة بالتعزية، ونهايته الممتلئة بالثقة، تَرِد هذه الكلمات العجيبة: «هلمُّوا انظروا أعمال الله، كيف جعل خِربًا في الأرض» ( مز 46: 8 ). إخوتي الأحباء: ارفعوا أعينكم عما يفعله الأشرار، وانظروا أعمال الله! تأملوا كيف أن الله من وراء كل الخراب، يتمم مقاصده الصالحة، وكلمته التي لا يمكن أن تسقط أبدًا. ثبِّتوا عيونكم إلى العلاء واعرفوا أنه ما زال على العرش، ولن يتم مطلقًا سوى ما انتواه. |
||||
22 - 05 - 2012, 09:55 PM | رقم المشاركة : ( 410 ) | ||||
† Admin Woman †
|
تربية الأولاد رَبِّ الْوَلَدَ فِي طَرِيقِهِ، فَمَتَى شَاخَ أَيْضًا لاَ يَحِيدُ عَنْهُ ( أم 22: 6 ) إذا كنا نريد لأولادنا أن يحيوا حياة مسيحية حقيقية فإنني أعتقد أنه من الأهمية بمكان أن يرى الأولاد أن والديهم عائشون للمسيح وليس للعالم ـ وأنهم يضعون المسيح والأمور الإلهية قبل أمور الزمان الأرضية. اقرأوا مع أولادكم الكتاب المقدس وبصفة خاصة العهد الجديد. صلُّوا كل يوم مع أولادكم. دعوهم يروا أنكم تأتون بكل شيء إلى الله في الصلاة. وبالاختصار ليروا أنكم لستم المهتمين بتدبير أمور الحياة، وأنكم لا تطلبون إتمام مشيئتكم بل تلجأون دائمًا إلى كلمة الله لمعرفة فكر الآب وتسألون الله في الصلاة عن كل شيء لطلب معونته وإرشاده في كل أمور الحياة. حينئذ عندما تطلبون من أولادكم عمل أمر ما أو تمنعوهم عن فعل شيء ما، فإنهم يشعرون أنكم أنتم قد أسلمتم مشيئتكم للرب، وتريدون منهم أن يمجدوا الله بحياتهم، لأن الرب قد وضع عليكم هذه المسؤولية. ولا تنسوا أن تلاحظوا ماذا يقرأون، وحسنًا تفعلون إذا وفَّرتم لهم القراءات الجيدة التي تساعدهم على تنشئة حياتهم الروحية. علّموهم أن يفعلوا كل شيء كما للرب لمجد اسمه ولمسرته. أعطوهم في البيت تسليات حسنة ومفيدة. اجعلوا البيت مكانًا مُبهجًا، لكن عليكن أن تحترسوا من الأشياء العالمية والأمور التي يتميز بها أهل العالم الذين يعيشون وليس خوف الله قدام عيونهم. أخيرًا أوجه التفاتكم إلى نقطة هامة. عندما تقرأون الكلمة مع أولادكم ليكن هدفكم أن تعلموهم أكثر عن قلب الله كما هو مُعلن في المسيح، وتعرِّفوهم أيضًا بقلب الإنسان الخدّاع النجيس الممتلئ عداوة للمسيح وللأمور الإلهية. إن قلب الإنسان لم يتغير من بدء الخليقة. علّموا أولادكم هذه الحقيقة باستمرار كي يشبّوا نابذين للروح العالمية، والرب يحفظهم منها. ويجب أن يتعلموا مقياسًا ساميًا لوزن الأمور: ”ماذا فيها للمسيح؟“، ولا يكن موقفهم الموقف السلبي: ”ما الضرر من عمل هذا الشيء؟“ ذلك الموقف الذي لا يأخذ مجد المسيح في الاعتبار. أما إذا لم يروا فيكم أنتم الوالدين هذا المقياس السامي فلا تنتظروا منهم أن يهتموا بالمسيح ومجده في أمور حياتهم. ليساعدكم الرب لتحملوا هذه المسؤولية بأمانة. |
||||
|