![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 40571 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ثبَّت خطواتي (2) ![]() أصعدني من جُب الهلاك من طين الحمأة وأقام على صخرة رجليَّ. ثبَّت خطواتي. وجعل في فمي ترنيمة جديدة تسبيحة لإلهنا ( مز 40: 2 ،3) صعوداً من الحمأة إلى قمة الجبل حيث تنعكس أمجاد المسيح الصاعد؛ صعوداً من جُب الخزي إلى الصخرة الثابتة ـ هناك في مرتفعات النعمة ينشد مفديو الرب، ولو كانوا في البرية، أناشيدهم الجديدة السماوية، بعيداً عن صَخَب الأرض ونزاعاتها؛ حتى ولو لم يدخلوا بعد ديار السلام الأبدي فإنهم بالإيمان يتمتعون بالسعادة الغامرة. فهل حياتنا الجديدة ـ إذاً ـ أنشودة لا تتوقف؟ نعم؛ وينبغي أن نرنم، وبلا انقطاع. بيد أنه قد تتخلل أناشيدنا وقفات. لأن في طريقنا ـ صوب المجد ـ قمماً نرقاها، ومخاوض نجوزها، وقفاراً نقطعها. ونحن لا نستطيع أن نخطط ـ بدقة ـ سبيل مستقبلنا، إلا إننا لا نكون مخدوعين لو توقعنا طرقاً خشنة. لكن ذاك الذي ـ بلغة العهد القديم ـ يثبِّت خطواتنا، هو الذي ـ بأسلوب العهد الجديد يقول: "تكفيك نعمتي". وليس عبثاً أننا نتوقع منه بركة سبط أشير "حديد ونحاس مزاليجك، وكأيامك راحتك" ( تث 33: 25 ). وهكذا حبقوق وهو في حمأة المجاعة حيث لا موضع للاستقرار، استطاع أن يغني "الرب السيد قوتي، ويجعل قدميَّ كالأيائل، ويمشيني على مرتفعاتي" ( حب 3: 19 ). وحين تتثبت خطوات الإنسان، فإن مسالكه تكون مستوية، وتقدمه ثابتاً، ويعرف مواقع خُطاه. وحينئذ تكون خطوات التلميذ شبيهة بخطوات معلمه ( 1يو 2: 6 ). والرب قادر أن يجعل الرجل الأعرج الرجلين يركض في سبيل غير ملتوِ، ومرقس الهياب المتراجع يصبح أميناً في الخدمة. نحتاج إلى استخدام قوة الرب لتثبيت خطواتنا كما فعل مع أولئك. ولقد وعدنا سيدنا بأنه لا يهملنا ولا يتركنا؛ لكنه ينبغي علينا أن نشعر بحاجتنا إلى أمانة محبته في مُساندة وقيادة حية. أولئك احتاجوا إلى إرشاد في رحلاتهم لأنهم لم يكونوا يعرفون الطريق، ولأنهم كانوا عُرضة أن يضلوا، ولذلك أمسك بيدهم وقاد خطواتهم ( إر 31: 32 ). هكذا أخذ الرب يسوع بيد الأعمى وأخرجه ( مر 8: 23 ). أَوَ لسنا كذلك بحاجة إلى لمسة شخصية من الأعالي؟ يا رب المحبة المبارك، خلال أيامي المُحصاة في الأرض أمسك بيدي حتى تنتهي بي خطوات الاغتراب إلى وطني أخيراً . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 40572 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أخذ بيد الأعمى ![]() «وَضَعَ يَدَيْهِ أَيْضًا عَلَى عَيْنَيْهِ، وَجَعَلَهُ يَتَطَلَّعُ. فَعَادَ صَحِيحًااً وَأَبْصَرَ » ( مرقس 8: 25 ) جاء الرب يسوع إلى بَيْتِ صَيْدَا، فقدَّمُوا إليهِ أعمَى وطلبوا إليهِ أن يلمسهُ، فلم يتأخر عن أن يُلبي طلبتهم، غير أنهُ اعتزل بالأعمى المسكين عن الجمع إلى خارج القرية، وتفل في عينيهِ، ووضع يديهِ عليهِ، فأتاهُ البصر شيئًا فشيئًا. ونستفيد من هذه الحادثة أن مُلامسة شخص المسيح تُعطي بصرًا للعميان وتزيدهُ أيضًا. وحالة ذلك الأعمى تُمثل حالة التلاميذ تمامًا بالمقابلة مع إسرائيل على وجه العموم، بحيث أن المسيح كان قد أفرزهم عن الجمع ولمسهم. ونتج من مُلامستهم إياهُ أنهم أخذوا ينظرون نظرًا مُلتبسًا فكأنهم رأوا الناس كأشجار يمشون. فقد أحبوا الرب بالحقيقة، لكن العوائد اليهودية غشت أبصارهم، وحالت دون إدراكهم مجدهُ إدراكًا جوهريًا. نعم، إنهم آمنوا بكونهِ مسيا الموعود به، غير أن ميول قلوبهم كانت متجهة إلى أشياء أخرى؛ كانوا بالنعمة قد حصلوا على التعلق بشخص السيد مُعلِّمهم، لكنهم لم يدركوا مجدهُ الإلهي الذي كان كأنه محجوب في أُقنومهِ، مع أنهُ كان مُعلنًا بكلماتهِ وأعمالهِ. فكانوا قد تركوا كل شيء ليتبعوهُ، ولكن كان يعوزهم الفهم الروحي بعد الإيمان. فإنهُ كان لهم إيمان مع أنهُ كان ضعيفًا نظير بصر الأعمى بعد اللمسة الأولى، غير أن عظمة صبرهِ تضارع سلطانهُ. فإنهُ لم يتوقف عن العمل حتى أكملهُ، وهكذا عمل مع التلاميذ روحيًا، لأنه عاد بعد قيامتهِ ونفخ فيهم وفتح أذهانهم ليفهموا الكتب، ثم أرسل لهم الروح القدس من السماء ليُرشدهم إلى جميع الحق، فأبصروا حينئذٍ جليًا. ونرى مقابلة بين التلاميذ والشعب، حيث أن التلاميذ كانوا معتزلين مع المسيح، وما كانوا عميانًا عن قصد، وأما الشعب فلم يُريدوا أن يبصروا، بل فضَّلوا العمى والظلمة على البصر والنور. . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 40573 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() دعوة التلاميذ ![]() صعد إلى الجبل، ودعا الذين أرادهم فذهبوا إليه. وأقام اثني عشر ليكونوا معه، وليرسلهم ليكرزوا ( مر 3: 13 ،14) أراد الرب أن يضم إليه من بداية خدمته تلاميذاً دعاهم هو بنفسه، فتركوا كل شيء وتبعوه. سمعان وأندراوس " تركا شباكهما وتبعاه"، أيضاً " يعقوب ويوحنا تركا أباهما زبدي في السفينة وذهبا وراءه"، " ولاوي (متى العشار) قام وتبعه". ويا لها من طاعة لدعوة السيد. لكن لنلاحظ أن التلاميذ لم يختاروا من أنفسهم أن يتبعوا السيد، بل هو الذي دعاهم واختار " الذين أرادهم". ولما ذهبوا إليه فهو الذي أقامهم، لكن لا ليرسلهم ليكرزوا أولاً، بل قبل كل شيء " ليكونوا معه"؛ فكل خدمة مثمرة، وكل خدمة مباركة ومؤثرة، لا تكون إلا نتيجة مترتبة على الوجود في حضرته، والشركة الدائمة معه. في لوقا14: 25-35 يذكر الرب ثلاثة شروط للتلمذة له، هي الشروط التي تتضمن سر الحياة المباركة المنتصرة. إن كل من يسمع دعوة الرب يسوع: " اتبعني أنت" يجب عليه أن " يحمل صليبه" ( مر 8: 34 )، فمعرفة اتحادنا مع المسيح في موته شيء، ومعرفة الصليب اختبارياً شيء آخر. أما هذه الشروط الثلاثة فهي متضمنة في القول: " إن كان أحد يأتي إليَّ ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته حتى نفسه أيضاً فلا يقدر أن يكون لي تلميذاً. ومن لا يحمل صليبه ويأتي ورائي فلا يقدر أن يكون لي تلميذاً. فكذلك كل واحد منكم لا يترك جميع أمواله لا يقدر أن يكون لي تلميذاً". فدائرة الروابط العاطفية القوية ينبغي أن يكون المسيح مركزها، وله الأولوية فيها. وأيضاً النفس ينبغي أن لا تُحسَب ثمينة إذا طُلبت تضحيتها لأجل الرب. صحيح أن الموت لأجل المسيح هو نعمة خاصة للبعض وليست للجميع، ولكن إنكار الذات هو شرط أساسي لمن يريد أن يكون تلميذاً له. والشرط الثالث هو أن " كل واحد منكم لا يترك جميع أمواله لا يقدر أن يكون لي تلميذاً". هذا الشرط يجمع في آن واحد جميع مجالات التضحية لأجل المسيح. إنه شرط يسري على " كل واحد"، ولا يستثنى منه تلميذ. فهل عقدنا العزم وحسبنا النفقة لأن نكون تلاميذ للمسيح؟ . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 40574 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أفتيخوس ميتـًا ![]() وكان شاب اسمه أفتيخوس جالسًا في الطاقة ... وإذ كان بولس يخاطب خطابًا طويلاً ... فسقط من الطبقة الثالثة إلى أسفل، وحُمل ميتًا ( أع 20: 9 ) لماذا حُمل أفتيخوس الشاب ميتًا؟ لأنه تثقّل بنومٍ عميق، فسقط إذ كان جالسًا في الطاقة. ولماذا جلس فيها؟ لأن الزحام ـ كما أعتقد ـ كان شديدًا في محل الاجتماع، وشدة الزحام جَعَلت المكان حارًا، فأراد أفتيخوس أن يتخلَّص من حرارة المكان، وفي نفس الوقت لا يحرم نفسه من أقوال الرسول بولس، وتوسطًا بين الأمرين، جلس في الطاقة جاعلاً أذنه نحو بولس وأنفه نحو النسيم الخارجي، فكان هذا النسيم الذي ظن أنه يُنعشه ويوقظه، هو نفس السبب الذي قتله بالنوم، فسقط وكان سقوطه عظيمًا. أَ ليس هذا ما يحدث معنا مرارًا وتكرارًا؟ نريد دائمًا أن نتوسط بين الروحيات والجسديات، ونقول: حسنًا أن نفعل هذا ولا نترك تلك، فنأتي إلى حافة الدائرة الروحية، وتكون النتيجة أننا نقف على حافة هوة سحيقة. وإذ نُطيل الوقوف ننسى الخطر، فيكون أن أخف نسيم وأقل مظهر، وأوهى قوة للعالم تثقلنا وتخدعنا وتجذبنا فنسقط، ويكون سقوطنا عظيمًا. وماذا تكون النتيجة غير التكسير والتهشيم والموت؟ مسكين أفتيخوس، فلا هو تمكَّن من الإصغاء إلى أقوال بولس الثمينة، ولا هو احتفظ بحالته الجسمانية، ولكنه إذ حاول أن يفوز بالاثنين خسرهما معًا. بل مساكين نحن الذين نريد أن نتمتع بالمسيح والعالم في الوقت نفسه، فتصبح النتيجة أننا نفقد تعزياتنا، ثم نُعرِّض أنفسنا لتأديبات القدير «ومُخيف هو الوقوع في يدي الله الحي» ( عب 10: 31 ). أما كان أولى بأفتيخوس أن يصبر قليلاً ويتحمل يسيرًا ويضحي بما لا يُقاس مع ما يحصل عليه من الفائدة؟ بل ما أولانا أن نحتمل ونصبر على ضيق قليل لا يُقاس بما يُقابله من مجد «فإني أحسب أن آلام الزمان الحاضر لا تُقاس بالمجد العتيد أن يُستعلن فينا» ( رو 8: 18 ). لقد قال السيد «مَنْ أراد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني» ( مر 8: 34 ). وقد ذكر هذا القول قبل الصليب، فكأنه يضع شرطًا كهذا أساسًا للدخول في الشركة معه، فإذا كنا ندخل في هذه الشركة، فهذا دليل على قبولنا هذا الشرط الأولي الأساسي. ومتى نسينا شرط إنكار الذات، فإننا نفقد لذة الشركة معه حتى نعود إلى التمسك بهذا الشرط، فتعود أفراح الشركة إلى الاتصال. ويا له من امتياز لا يوصف أن نكون في شركة مع الرب نفسه! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 40575 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أبرام وتارح: الإيمان والاستحسان ![]() وَأَخَذَ تَارَحُ أَبْرَامَ .. وَلُوطًا .. فَخَرَجُوا مَعًا .. لِيَذْهَبُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ. فَأَتُوا إِلَى حَارَانَ وَأَقَامُوا هُنَاكَ.. ( تكوين 11: 31 ، 32) نحن لا نعرف على وجه التحديد سبب خروج تَارَح من أور الكلدانيين مع ابنه أبرام والترحال نحو كنعان. من الجائز أن يكون سبب الخروج هو الاستحسان البشري، أو ربما الإعجاب الوقتي. جميل أن نستحسن الأشياء، لكن الأضمن لنا أن يكون الاستحسان أو الإعجاب مدفوعًا ومصحوبًا بعنصر إلهي فعَّال، ألا وهو ”الإيمان“. الاستحسان لا يصلح أبدًا للاستمرارية وإكمال الطريق. ربما ينفع للبداية، لكنه لا يُعطي القوة والطاقة على إكمال المسير وتخطي الصعوبات والعقبات التي تواجهه في الطريق، لا سيما إذا كانت الرحلة من أور إلى كنعان، أو بالحري ”من الأرض إلى السماء“. افتقر خروج تَارَح من أور لعنصر الإيمان، فتوقف عن إكمال المسير وتخلَّف في منتصف الطريق. لم يمكث في أور، ولا هو بلغ أرض كنعان، وأخيرًا نقرأ «وماتَ تارح في حاران». من هذه الزاوية يُشبِه تارح ”المزروع على الأماكن المُحْجِرة“، حيث لم تكن له تربة كثيرة، فنبَت حالاً، إذ لم يكن له عُمق أرضٍ، ولكن لمَّا أشرقت الشمس احترق، وإذ لم يكن له أصل جفَّ. ذلك الشخص هو الذي حين يسمع الكلمة حالاً يقبلها بفرح، ولكنه ليس له أصل في ذاته، بل هو إلى حين. فإذا حدث ضيق أو اضطهاد من أجل الكلمة، فللوقت يعثر ( مر 4: 2 -20). كان تارح سطحيًا وقلبه خاويًا من الإيمان، ومليئًا بالتربة المُحْجِرة. تخلَّف عن المسير بعد بداية الرحلة، وتوقف في حاران بعد أن سار أكثر من منتصف الطريق. بينما كان قلب الابن أبرام عميقًا، ومليئًا برؤيا إله المجد العظيمة. لقد شجعه عنصر خفي فعَّال هو ”الإيمان“، فبدأ الرحلة وأكمَل الترحال، وسار في الطريق حتى وصل كنعان. وهذا هو ببساطة الفارق بين استحسان الإنسان وما يعمله الإيمان. لنتحذر كثيرًا جدًا أيها الأحباء من أن نبدأ عملاً بالاستحسان البشري، فدائمًا لا يستمر الاستحسان دون عمل الإيمان. ولنتحذر من أي قرار يُتخَذ دون الرجوع إلى الرب. وأيضًا لنتجنَّب الحنين إلى الماضي، فكم أضر هذا السهم المُلتهب وأودى بحياة الكثيرين. وهكذا منذ آلاف السنين، ارتفع علم أسود فوق قبر قديم، في أرض حاران، لرجل تعثَّر في الطريق، ولم يبلغ أرض كنعان، وعلى الرخامة التي تعلو القبر نُقشت كلمات مُحزنة مُحذرةً: «وماتَ تارح في حاران». |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 40576 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() إنكار النفس ![]() «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي» ( مرقس 8: 34 ) في الآيات الختامية من الأصحاح الثامن من إنجيل مرقس ( مر 8: 34 –38)، بدأ الرب يُعلِّم تلاميذه - مع الجمع - النتائج التي ستترتب على رفضه وموته. كانوا يتخيَّلون أنهم يتبعون مسيا سيجد القبول والتمجيد على الأرض، والحقيقة كانت أنه على وشك أن يموت ويقوم ويتمجَّد في السماء. وكان هذا يتضمن تغييرًا عظيمًا في توقعاتهم. فقد كان معناه إنكار النفس وحَمل الصليب، وفقد الحياة في هذا العالم، وقبول العار لأنهم قبلوا المسيح وكلماته، في وسط جيل شرير. ومعنى “إنكار النفس” يفوق بكثير أن يحرم الشخص نفسه من شيءٍ ما. فالرب لا يتكلَّم عن هذا، بل عن إنكار النفس، أي أن نقول “لا” لنفوسنا. كما أن “حَمل الصليب” لا يعني مجرد تحمل التجارب والمشقات. فالرجل الذي كان يحمل صليبه، في تلك الأيام، كان يسير بقدميه إلى الإعدام. ومعناه أن يقبل الموت على يد العالم. أن تقول “لا” لنفسك معناه أن تقبل الموت داخليًا، وأن تحمل صليبك معناه أن تقبل الموت خارجيًا على يد العالم. هذا هو معنى التلمذة الحقيقية، لأننا نتبع المسيح الذي مات، مرفوضًا من العالم. ويوضَّح البشير مرقس هذا الفكر في الآيات 35-37. فالتلميذ الحقيقي للمسيح لا يطمح أن “يربح العالم كله”، بل هو مُستعد أن يخسر العالم، بل حياته فيها أيضًا، من أجل الرب وإنجيله. والخادم الكامل، الذي يُصوّره مرقس، بذل حياته لكي يكون هناك إنجيل يُكرَز به. والذين يتبعونه، كخدام له، يجب أن يكونوا مستعدين لبذل حياتهم من أجل الكرازة بالإنجيل. ومَن يستحي به وبكلامه الآن، «فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَسْتَحِي بِهِ مَتَى جَاءَ بِمَجْدِ أَبِيهِ مَعَ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ» (الآية 38). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 40577 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أعظم استثمار للحياة ![]() مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي وَمِنْ أَجْلِ الإِنْجِيلِ فَهُوَ يُخَلِّصُهَا ( مرقس 8: 35 ) (1) قيمة الحياة: إن الحديث هنا ليس عن الخلاص والهلاك الأبدي, ولكن ضياع الحياة أو استثمارها كفرصة عظيمة مُتاحة لك لتصبح لحياتك قيمة إلهية. إن فرصة استثمار الحياة هي مرة واحدة، إذا ضاعت لن نستردَّها. يمكنك أن تربح العالم، ولكن ما قيمته أمام تلمذتك للسيد؟ (2) قرار الحياة: وكلٌ منَّا كإنسان مسؤول، عليه أن يختار نظام كامل للأمور في حياته. وهذا يتلخَّص في اختياره أحد الطريقين: إما أن يُهلك حياته (للزمان) فيخلِّصها للمجد، ويكون لها قيمة سماوية؛ أو يخلِّصها للزمان، بمعنى أن نرضيها بالملذات أو بالعالم بما فيه من مراكز أو شهادات أو... وتفقد الحياة كل قيمتها بالارتباط بالأبديات. وإن اخترت الطريق الأول فعليَّ أن أضحي بكل ما يعطل علاقة حياتي الداخلية بالله، وبقيمة حياتي في نظر الله. (3) غرض الحياة الصحيح؛ لأجلي ولأجل الإنجيل: وهذا هو الهدف الذي لأجله ينبغي أن نعيش ونضحي: لأجل السيد، ولأجل انتشار الإنجيل. وهنا يحكم النفس دافعان؛ الدافع الأول هو إحساسنا بمحبة السيد العجيبة لنا، ورغبة قلوبنا في أن نُعلن محبتنا له (لأجلي). وإذ إن الطريق الوحيد الذي أرضى قلب الله هو طريق آلام المسيح، فإذا أردنا أن نعلن محبتنا لله فعلينا أن نسير في ذات طريق الصليب ونسلِّح أنفسنا بنية احتمال ما نتعرَّض له في العالم الحاضر من آلام. والدافع الثاني والذي يحكم النفس هو ثروتك التي في قلبك والتي هي أقدس وأكثر مالاً مما في العالم؛ وهي الإنجيل. فأخبار الله السارة للإنسان بالنعمة (الإنجيل) متى استُعلنت في القلب، وأضاء غنى النعمة ومجدها القلب، صارت ثروة أغنى من كل ما يمكن أن يعطيه العالم. وأن نعيش لنشر الأخبار السارة له جانبان: أولاً: الجانب الصامت. وثانيًا الجانب المسموع. والجانب الصامت هو الشهادة بالحياة، أو كما قال أحد الأفاضل: حياتك أعلى صوتًا من كلامك. فهل حياتك وحياتي ناردين مُنتشر في الأرض حاملاً أخبار النعمة عن حب المسيح للإنسان؟ وأما الجانب المسموع فهو الخاص بالكرازة. وهو أيضًا مؤسس على الجانب الصامت. فنفس اختبرت عظمة الإنجيل لن تهدأ إلا لتنفق ذاتها لأجل الإنجيل (لنشر أخباره)، رغبةً أن يشاركها الآخرون ما تمتعت به. ما أقيم حياة تُنفق لأجل السيد ولأجل الإنجيل! . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 40578 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي وَمِنْ أَجْلِ الإِنْجِيلِ فَهُوَ يُخَلِّصُهَا ( مرقس 8: 35 ) قيمة الحياة: إن الحديث هنا ليس عن الخلاص والهلاك الأبدي, ولكن ضياع الحياة أو استثمارها كفرصة عظيمة مُتاحة لك لتصبح لحياتك قيمة إلهية. إن فرصة استثمار الحياة هي مرة واحدة، إذا ضاعت لن نستردَّها. يمكنك أن تربح العالم، ولكن ما قيمته أمام تلمذتك للسيد؟ |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 40579 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي وَمِنْ أَجْلِ الإِنْجِيلِ فَهُوَ يُخَلِّصُهَا ( مرقس 8: 35 ) قرار الحياة: وكلٌ منَّا كإنسان مسؤول، عليه أن يختار نظام كامل للأمور في حياته. وهذا يتلخَّص في اختياره أحد الطريقين: إما أن يُهلك حياته (للزمان) فيخلِّصها للمجد، ويكون لها قيمة سماوية؛ أو يخلِّصها للزمان، بمعنى أن نرضيها بالملذات أو بالعالم بما فيه من مراكز أو شهادات أو... وتفقد الحياة كل قيمتها بالارتباط بالأبديات. وإن اخترت الطريق الأول فعليَّ أن أضحي بكل ما يعطل علاقة حياتي الداخلية بالله، وبقيمة حياتي في نظر الله. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 40580 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي وَمِنْ أَجْلِ الإِنْجِيلِ فَهُوَ يُخَلِّصُهَا ( مرقس 8: 35 ) غرض الحياة الصحيح؛ لأجلي ولأجل الإنجيل: وهذا هو الهدف الذي لأجله ينبغي أن نعيش ونضحي: لأجل السيد، ولأجل انتشار الإنجيل. وهنا يحكم النفس دافعان؛ الدافع الأول هو إحساسنا بمحبة السيد العجيبة لنا، ورغبة قلوبنا في أن نُعلن محبتنا له (لأجلي). وإذ إن الطريق الوحيد الذي أرضى قلب الله هو طريق آلام المسيح، فإذا أردنا أن نعلن محبتنا لله فعلينا أن نسير في ذات طريق الصليب ونسلِّح أنفسنا بنية احتمال ما نتعرَّض له في العالم الحاضر من آلام. والدافع الثاني والذي يحكم النفس هو ثروتك التي في قلبك والتي هي أقدس وأكثر مالاً مما في العالم؛ وهي الإنجيل. فأخبار الله السارة للإنسان بالنعمة (الإنجيل) متى استُعلنت في القلب، وأضاء غنى النعمة ومجدها القلب، صارت ثروة أغنى من كل ما يمكن أن يعطيه العالم. |
||||