منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17 - 05 - 2021, 10:35 AM   رقم المشاركة : ( 40461 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس سمعان القانونى الرسول



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


لوقا وحده في إنجيله (6: 15) وفي كتابه أعمال الرسل (1: 13) كنّاه بـ "الغيور". أما في إنجيلي متى ومرقص ليس هناك سمعان آخر إذا استثنيا سمعان بطرس، سوى سمعان المعروف عنه بـ "القانوي" (متى 10: 14 و مرقص 3: 18). أياً من الرسل يكون سمعان الغيور في ترتيب الإنجيليين الآخرين ليس واضحاً. فإذا كان هناك من يسميه بسمعان القانوي فإن هناك من يجعله برثلماوس علماً أن كلاً من سمعان القانوي وبرثلماوس مذكور في لائحتي متى ومرقص. وثمة من يسميهه بنثانئيل الوارد حصراً في إنجيل يوحنا والمعيد له في 22 نيسان.
قيل أنه كان من قانا الجليل وإنه العريس الذي حضر يسوع عرسه وصنع أول آياته. وقد ترك بيته وذويه وتبع المعلم. ثيوذورس المؤرخ يشير أنه من سبط زبلون أو نفتالي. أما صفة القانوي فمنهم من ينسبها إلى قانا. أما الغيور فيرجح المؤرخ نيفوفورس كالستوس أنه عُرف بها بعدما عرف الرب يسوع وغار له غيرة مباركة. وآخرون يقولون أن صفة الغيور عُرف بها لأنه كان من جماعة الغيوريين قبل تعرفه على المسيح.
القائلون أنه نثنائيل يروون عنه أنه قتل إنساناً في صباه إثر مشاجرة ودفنه تحت شجرة التين ولم يعلم به أحد. فلما جاء به فيلبس إلى يسوع بدأ متحفظاً حياله إلى أن قال له السيد: "قبل أن دعاك فيلبس وأنت تحت التينة رأيتك" إذ ذاك خرج من تحفظه وقال ليسوع: "يا معلم أنت ابن الله أنت ملك إسرائيل" (يوحنا 1)
بشر سمعان في مصر وموريتانيا وليبيا وأجزاء من أفريقيا. وثمة من يجعل نطاق بشارته بلاد ما بين النهرين أو فارس أو حتى بلاد الإنجليز.
عن موته يقال أن كهنة وثنيون شقوه شقاً وآخرون صلبوه. وموضع استشهاده شرقي مدينة الرها في سباني من بلاد فارس. معظم رفاته موجوده في كنيسة بطرس في الفاتيكان وفي كاتدرائية تولوز في فرنسا.
تعيد له كنيستنا الأرثوذكسية في العاشر من شهر أيار.







 
قديم 17 - 05 - 2021, 10:36 AM   رقم المشاركة : ( 40462 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس سمعان القانوى الرسول



 
قديم 17 - 05 - 2021, 10:37 AM   رقم المشاركة : ( 40463 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

استشهاد القديس سمعان القانوي الغيور - 15 من شهر بشنس - القس أنجيلوس جرجس - النهاردة



 
قديم 17 - 05 - 2021, 10:38 AM   رقم المشاركة : ( 40464 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس سمعان القانوي



 
قديم 17 - 05 - 2021, 10:40 AM   رقم المشاركة : ( 40465 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس البابا أثناسيوس الرسولي


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


القديس أثناسيوس الرسولى والكتاب المقدس



لم تكن الأعمال التفسيرية للقديس أثناسيوس قليلة كما يبدو، لكنه لم يتبق منها غير القليل، بينما الكثير منها غير معروف ، ولا حتى بحسب عناوينها [1]. ولكن مع ذلك فإن هذا القليل يُبرز اهتمام القديس أثناسيوس بالكتاب المقدس ،

كما يتضح من النقاط التالية :

أولاً : الكتاب المقدس مُوحى به من الله

يؤكد القديس أثناسيوس فى كتاباته أن " كل الكتاب المقدس ـ سواء العهد القديم أو العهد الجديد ـ هو كتاب مُوحى به من الله ونافع للتعليم، كما ذكر الرسول بولس فى رسالته الأولى إلى تيموثيؤس (16:3)، كذلك الرسول بطرس فى رسالته الثانية (21:1). ومن المعروف أنه " فى أوائل القرن الرابع الميلادى قام خلاف بسبب أسفار الإنجيل ، فوضع البابا أثناسيوس جدولاً بالأسفار الصحيحة الموجودة بيننا الآن، وسارت كنائس الشرق والغرب على ترتيبه، وسقطت الأسفار المزورة " [2].

ثانيًا : قانونية الكتاب المقدس

تشمل الكتب المقدسة القانونية عند القديس أثناسيوس الرسولى الكتب التالية :


أ ـ جميع كتب العهد الجديد (أى السبعة والعشرون كتابًا) مع اختلاف بسيط فى موضع الرسالة إلى العبرانيين ، لأنها تأتى فى قانون القديس أثناسيوس بين الرسالة الثانية إلى تسالونيكى والرسالة الأولى إلى تيموثيئوس. وهذا الترتيب يوافق الترتيب القديم للعهد الجديد.

ب ـ اثنان وعشرون كتابًا للعهد القديم . وهذا العدد يتفق مع الحساب اليهودى الأسكندرى ، وليس وفقًا للنص اليهودى القديم الذى يحوى أربعة وعشرين كتابًا ، يذكر فيها سفرى راعوث ومراثى إرميا منفصلين ، بينما القديس أثناسيوس يضم سفر راعوث إلى سفر القضاة ، وسفر المراثى إلى سفر إرميا .

ومن الملاحظ أن قانون القديس أثناسيوس يحوى من الكتب القانونية الثانية الكتابات التالية :

تكملة دانيال ثم سفر باروخ ورسالة إرميا المنضمان إلى سفر إرميا .

تعتبر هذه الكتب الثلاثة فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ، ضمن الكتب القانونية الثانية .

ثالثًا : كتب القديس أثناسيوس التفسيرية [3]

من بين الأعمال التفسيرية للقديس أثناسيوس، حُفظت فقط الكتابات التالية، كاملة حتى اليوم :

أ ـ رسالة إلى ماركلينوس (Markell…noj) فى تفسير المزامير.

على أن شخصية ماركلينوس مازالت شخصية مجهولة لنا. ومن المحتمل أن يكون كاتبًا ناسكًا ، وكان مهتمًا بدرجة كبيرة بدراسة الكتاب المقدس، وعلى الأخص سفر المزامير. ويتكلم القديس أثناسيوس على لسان شيخ محب للألم . ثم يوجه رسالته إلى ماركلينوس كابن له. وهو يريد بهذا الأسلوب أن يوضح أن مكانة المزامير تتبين بالاستناد إلى التفسير التقليدى للكنيسة ،

ويؤكد القديس أثناسيوس بأنه على الرغم من أن كل الكتاب المقدس هو مُوحى به ونافع ، إلاّ أن كتاب المزامير يتميز بأنه يتضمن كل ما جاء فى الكتابات المقدسة الأخرى " فأى سفر من تلك الأسفار يشبه بستانًا يثمر ثمرته الخاصة ، أما المزامير فبجانب ثمرتها الخاصة ، تفيض بثمار الأسفار الأخرى " [4].


ويعطى القديس أثناسيوس فى تفسيره للمزامير أهمية كبرى للأحوال النفسية للقارئ أو المرتل، فهو يرى أن المزامير تتضمن الإشارة إلى جميع الحالات، فتحوى إرشادات تناسب جميع أحوال المرتل فى حياته .


فمعايشة المزامير تعكس كل الحالات وتحوى إرشادات مناسبة للاستفادة . وينظم القديس أثناسيوس المزامير فى مجموعات على أسس تعليمية . كما أنه يرى أن استمرارية التمتع بعذوبة المزامير يبرر الحاجة إلى أن يعطى المصلون وقتًا كافيًا لدراسة المزامير .


ب ـ ويذكر ايرونيموس [5](Hieronimus) عملاً آخر لأثناسيوس وهو "عناوين المزامير"

وتحت هذا الاسم ينسب انطونيللى (Antonelli) كتابًا لأثناسيوس [6].

ولكن فى حقيقة الأمر، فإن هذا الكتاب لا يشرح عناوين المزامير، ولكنه يُفسر باختصار الآيات آية بعد آية . وأكثر من هذا، حسب الرأى السائد، فإن هذا العمل يخص إيسخيوس الأورشليمى [7].

على أن فقرات كثيرة من التفسير الأصلى للقديس أثناسيوس لازالت توجد فى سلاسل، من أهمها سلسلة نيكيتا السيراوى الصادرة بعنوان " شرح المزامير" .

وقد أضاف على هذه السلاسل الدكتور ر.دفريس(R.Devreesse) شذرات باللغة اليونانية الحديثة. وكذلك أضاف ج. داود(J. David) شذرات باللغة القبطية، ولكنها كشذرات لا تكوّن تفسيرًا كاملاً متصلاً، يعطى صورة واضحة عن الأسلوب الذى كان القديس أثناسيوس يستخرج به المعنى الروحى لنص المزامير .

ج ـ رأى فى المزامير :

وهو يسبق فى الترتيب الشذرات المُشار إليها سابقًا . وهو عبارة عن مقدمة مختصرة حول عدد المزامير والفارق بين العدد المسيحى والعدد العبرى .

د ـ تفسير لسفر الجامعة

هـ ـ تفسير لنشيد الأناشيد
.
وقد ذكرهما فوتيوس وأثنى على أسلوبهما . على أن هذا العمل قد فقد فيما عدا شذرات قليلة محفوظة فى سلاسل . ويظهر أن فوتيوس يعتبر التفسير واحد للكتابين ، لأنهما وردا فى مخطوط واحد [8].

ويذكر مخطوط Barber (ص 569) أن لأثناسيوس أعمال تفسيرية أخرى هى :

و ـ شذرات فى سفر التكوين وقد ذُكرت شذرة من هذه الشذرات فى سلسلة نيكوفوروس .

ز ـ شذرة فى سفر الخروج وقد ورد ذكرها فى سلسلة نيكوفوروس أيضًا .

ح ـ شذرات من تفسيره لسفر أيوب

وهى محفوظة فى سلاسل . ويبدو على الأرجح أنها من عظات للقديس أثناسيوس أكثر من أن تكون مأخوذة عن مذكرة لتفسير السفر . وليس لنا دليل من المصادر القديمة ما يُثبت أن القديس أثناسيوس وضع مذكرات كاملة عن أى كتاب من كتب العهد الجديد . ولنا فى كتب العهد الجديد أجزاء تفسيرية لمواضع فى إنجيلى لوقا ومتى ورسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس. وهذه الأجزاء من متى وكورنثوس الأولى، من المحتمل أنها جاءت من عظات ، بينما الأجزاء التى من لوقا قد جاءت من مذكرة له . وبالرغم من هذا ، فإن لدينا مثالاً لتفسيره لآية لوقا (50:8) فى عظته عن آلام السيد والصليب
 
قديم 17 - 05 - 2021, 10:41 AM   رقم المشاركة : ( 40466 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس البابا أثناسيوس الرسولي


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


رسالة أبينا القديس أثناسيوس

إلى

أدلفيوس المعترف

ضد الآريوسيين



1 ـ لقد قرانا ما قد كتبته قدسك ، ونوافق حقًا على تقواك من نحو المسيح . وقبل كل شئ مجدّنا الله الذى اعطاك هذه النعمة ، حتى يكون لك أيضًا فكر مستقيم ، وحتى لا تجهل حيل الشيطان ، بقدر المستطاع .

إننا ندهش لسوء نية الهراطقة ، ونحن نرى كيف قد سقطوا إلى هوة الكفر (عدم التقوى) حتى هذه الدرجة حتى أنهم لم يعودوا بعد يحفظون بصائرهم ، بل قد فسد ذهنهم من كل ناحية .

ولكن هذه المحاولة إنما هى من إيحاء الشيطان ، ومحاكاة لليهود المخالفين للشريعة . وكما أن هؤلاء (اليهود) حينما نالوا التوبيخ من كل ناحية ، ظلوا يخترعون ذرائعًا لضرر أنفسهم ، لكى ينكروا الرب ويجلبوا على أنفسهم ما سبق أن تنبأ به الأنبياء ، فبنفس الطريقة فإن هؤلاء الناس ، إذ يرون أنفسهم محرومين من كل ناحية ، ولأنهم رأوا أن هرطقتهم قد صارت كريهة جدًا لدى الجميع فقد صاروا " مخترعين شرورًا " لكى يظلوا بالحقيقة أعداء للمسيح ، إذ أنهم لا يكفون في محاربتهم ضد الحق .

فمن أين نبع لهم إذن هذا الشر أيضًا ؟ وكيف تجاسروا على أن ينطقوا بهذا التجديف الجديد ضد المخلص بمثل هذه الجسارة الكلية ؟. ولكن كما يبدو ، فإن الرجل المجدف هو شرير ، ومرفوض حقًا من جهة الإيمان (2تيمو8:3).

لأنهم قبل ذلك بينما هم ينكرون ألوهية ابن الله الوحيد الجنس ، تظاهروا بأنهم يعترفون بمجيئه في الجسد . أما الآن ، فإنهم تراجعوا تدريجيًا ، وسقطوا في فكرهم الوهمى ، وصاروا كافرين من جميع النواحى ، حتى أنهم لا يعترفون به بأنه إله ، ولا يؤمنون بأنه قد صار إنسانًا . لأنهم لو كانوا يؤمنون بهذا ، لَما نطقوا بمثل تلك الأقوال التى كتبتَ قدسك ضدهم بخصوصها .

2 ـ لذلك فأنت أيها الحبيب ، والمشتاق إليه جدًا بالحق ، قد صنعت ما هو موافق لتقليد الكنيسة ، ومناسب للتقوى نحو الرب ، بتوبيخك ونصحك وتعنيفك لمثل هؤلاء . ولكن حيث إنهم مُحرَّكون من أبيهم الشيطان ، فإنهم " لا يعرفون ولا يفهمون " كما هو مكتوب بل " في الظلمة يتمشون " (مز5:81).

فليتعلموا من قدسك أن ضلال فكرهم هذا إنما هو خاص بفالنتينوس وماركيون ومانى [1] فالبعض من هؤلاء استبدلوا (في الشرح) المظهر بالحقيقة ، والبعض الآخر قسموا ما لا ينقسم . وأنكروا حقيقة أن " الكلمة صار جسدًا وسكن فينا (يو14:1).

وحيث إنهم يفكرون بأفكار هؤلاء الناس ، فلماذا إذًا لا يكونون ورثة لأسمائهم أيضًا ؟ فماداموا يعتنقون آراءهم الخاطئة ، فمن المعقول أن يتخذوا أسماءهم أيضًا ، لكى يُطلق عليهم من الآن فصاعدًا : فالنتينيون ، وماركيونيون ومانويون . وربما إذا كان الأمر كذلك ، فبسبب إحساسهم بالعار من نتانة أسماء (هؤلاء)، فربما يستطيعون أن يدركوا مدى الكفر (عدم التقوى) الذى سقطوا فيه . ويكون من حقنا ألاّ نرد عليهم إطلاقًا بحسب التحذير الرسولى " الرجل المبتدع بعد الإنذار مرة ومرة ثانية ، أعرض عنه ، عالمًا أن مثل هذا قد انحرف وهو يخطئ محكومًا عليه من نفسه " (تى11،10:3) وبنوعٍ خاص ما يقوله النبى عن مثل هؤلاء " لأن الغبى (اللئيم) يتحدث تفاهات ، وقلبه يتفكر في أمور باطلة " (إش6:32).

ولكن بما أنهم مثل زعيمهم (آريوس) ، يجولون كأسود ملتمسين من يبتلعونه (قارن 1بط8:5) من بين المستقيمى القلوب ـ لأجل ذلك صار لزامًا علينا ، أن نكتب لقدسك ثانية ، حتى أن الاخوة بعد أن يتعلموا ثانية من نصائحك ، يستطيعون أن يدينوا أكثر ، تعاليم هؤلاء الناس الباطلة .

3 ـ نحن لا نعبد مخلوقًا ، حاشا ! لأن مثل هذا الضلال إنما هو خاص بالوثنيين والآريوسيين . ولكننا نعبد رب الخليقة كلمة الله المتجسد . لأنه إن كان الجسد نفسه، في حد ذاته هو جزء من عالم المخلوقات ، إلاّ أنه صار جسد الله . فنحن من ناحية ، لا نفصل الجسد عن الكلمة ، ونعبد مثل هذا الجسد في حد ذاته ، ومن ناحية أخرى ، عندما نريد أن نعبد الكلمة ، فإننا لا نفصل الكلمة عن الجسد ، ولكننا ـ كما سبق أن قلنا ـ إذ نعرف أن "الكلمة صار جسدًا " فإننا نعرفه كإله أيضًا ، بعد أن صار في الجسد. وتبعًا لذلك ، فمن هو أحمق إلى هذه الدرجة حتى يقول للرب " انفصل عن الجسد لكى أعبدك ؟" . أو من هو عديم التقوى لدرجة أن يقول له مع اليهود الحمقى " لماذا وأنت إنسان تجعل نفسك إلهًا " (يو33:10). ولكن الأبرص لم يكن من هذا النوع ، فإنه عَبَدَ الله في الجسد ، وعرف أنه الله قائلاً "يارب، إن أردت تقدر أن تطهرنى " (مت3:8) ، فهو من ناحية لم يظن أن كلمة الله مخلوق، بسبب الجسد ، ومن الناحية الأخرى لم يحتقر الجسد الذى كان يلبسه (الكلمة) بسبب أن الكلمة هو خالق الخليقة . ولكنه عَبَدَ خالق الكون كما في هيكل مخلوق ، وهكذا تطهر. وهكذا أيضا المرأة نازفة الدم لأنها آمنت ، فقد اكتفت بلمس هدب ثوبه وشفيت (مت20:9ـ22). والبحر المضطرب بأمواجه ، سمع الكلمة المتجسد ، فكفت العاصفة (مت11:8). والأعمى منذ ولادته قد شُفي بتفلة الجسد من الكلمة (يو6:9). وما هو أعظم وأكثر غرابة (لأن هذا ربما يكون قد أعثر أكثر الناس كفرًا) فإنه حينما عُلق الرب على الصليب فعلاً (لأن الجسد كان جسده، وكان الكلمة في الجسد)، فقد أظلمت الشمس والأرض تزلزلت ، والصخور تشققت ، وانشق حجاب الهيكل (لو45:23)، وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين (مت52،51:27).

4 ـ إن هذه الأشياء قد حدثت ، ولم يجادل أحد من أولئك ـ مثلما يتجاسر الآريوسيون الآن أن يجادلوا فيما إذا كان يجب على الإنسان أن يؤمن بالكلمة المتجسد . بل عند رؤيتهم إياه إنسانًا عرفوا أنه هو الذى خلقهم . وحينما سمعوا صوتًا بشريًا ، لم يكونوا يقولون إن الكلمة مخلوق بسبب بشريته . بل بالعكس كانوا يرتعدون ، ولم يعرفوا شيئًا أقل من أنه كان ينطق به من هيكل مقدس. فكيف إذن لا يخاف عديمو التقوى ، لئلا كما أنهم لم يستحسنوا أن يبقوا الله في معرفتهم ، ربما يسلمهم إلى ذهن مرفوض ليفعلوا تلك الأشياء التى لا تليق (أنظر رو28:1) لأن الخليقة لا تعبد المخلوق ، وأيضًا هى لم ترفض أن تعبد ربها بسبب الجسد . ولكنها كانت ترى خالقها في الجسد ، " وانحنت كل ركبة " باسم يسوع ، حقًا ، "وستنحنى (كل ركبة) ممن في السموات ومن على الأرض ومن تحت الأرض وسيعترف كل لسان ـ حتى لو كان هذا لا يروق للآريوسيين ـ أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب (في11،10:2)، لأن الجسد لم يقلّل من مجد الكلمة، حاشا : بل بالأحرى فإن الجسد نفسه قد تمّجد بالكلمة.

والابن الكائن في صورة الله ، أخذ صورة عبد ، وهذا لم يُنقص من ألوهيته ، بل هو بالأحرى قد صار بذلك مخلصًا لكل جسد ولكل خليقة .

وإن كان الله قد أرسل ابنه مولودًا من امرأة ، فإن هذا الأمر لا يسبب لنا عارًا بل على العكس مجدًا ونعمة عظمى. لأنه قد صار إنسانًا لكى يؤلهنا في ذاته . وقد صار (جسدًا) من امرأة ووُلد من عذراء كى ينقل إلى نفسه جنسنا (نحن البشر) الذين ضُلِّلنا، ولكى نصبح بذلك جنسًا مقدسًا ، ونصير شركاء الطبيعة الإلهية (2بط4:1) كما كتب بطرس المُطوب . وما " كان الناموس عاجزًا عنه إذ أنه كان (الناموس) ضعيفًا بواسطة الجسد ، فإن الله إذ أرسل ابنه في شبه جسد الخطية ، ولأجل الخطية دان الخطية في الجسد " (رو3:8).

5 ـ إذن ، فالكلمة أخذ جسدًا ، لأجل تحرير كل البشر ، ولإقامة الجميع من بين الأموات ، ولكى يصنع فداءً من الخطايا . فأولئك الذين يستخفون بهذا الأمر (الجسد) ، أو الذين بسبب الجسد يتهمون ابن الله بأنه مصنوع أو مخلوق ، كيف لا يظهر أنهم جاحدون للنعمة ومستحقون لكل اشئمزاز ونفور؟ فكأنهم بذلك يصرخون قائلين لله : لا ترسل ابنك الوحيد الجنس في الجسد ، ولا تجعله يتخذ جسدًا من عذراء لكى لا يفتدينا من الموت ومن الخطيئة ، ولا نريده أن يصير في الجسد لكى لا يقاسى الموت من أجلنا ، ولا نرغب في أن يصير في الجسد لئلا يصير بهذا الجسد وسيطًا لنا للدخول إليك فنسكن في المنازل التى في السموات. فلتغلق أبواب السموات، لكيلا يكرّس لنا كلمتك الطريق في السموات بواسطة الحجاب الذى هو جسده. هذه هى الأقوال التى يتفوه بها أولئك الناس بجرأة شيطانية، وهى إدعاءات اخترعوها لأنفسهم نابعة من حقدهم. لأن الذين يرفضون أن يعبدوا الكلمة الصائر جسدًا ، هم جاحدون لنعمة صيرورته إنسانًا .

والذين يفصلون الكلمة عن الجسد ، لا يحسبون أنه قد حدث فداء واحد من الخطيئة ، ولا يحسبون أنه قد تم اندحار للموت .

ولكن على وجه العموم، أين سيجد الكافرون ، الجسد الذى اتخذه المخلص ، منفصلاً عنه ، حتى يتجاسروا أن يقولوا أيضًا : إننا لا نعبد الرب متحدًا بالجسد بل نفصل الجسد ونعبد الكلمة وحده ؟

لقد رأى اسطفانوس المغبوط ، الرب واقفًا في السموات ، عن يمين (الله) (أع55:7)، والملائكة قالوا للتلاميذ " سيأتى هكذا بنفس الطريقة التى رأيتموه بها منطلقًا إلى السماء " (أع11:1) والرب نفسه يقول مخاطبًا الآب " أريد أن يكونوا هم أيضًا معى على الدوام حيث أكون أنا " (قارن يو24:17) وفي الواقع ، إن كان الجسد غير منفصل عن الكلمة ألاّ يكون من اللازم ، أن يتخلى هؤلاء الناس عن ضلالهم ، ومن ثم يعبدون الآب باسم ربنا يسوع المسيح ، أو ، إن كانوا لا يعبدون ويخدمون الكلمة الذى جاء في الجسد ، فينبغى أن يُطرحوا خارجًا من كل ناحية ، وأن لا يُحسبوا فيما بعد مسيحيين ، بل بالأحرى يُعدوا بين اليهود .

6 ـ هذا هو إذن ، كما شرحنا قبلاً ، هَوْس (جنون) أو جسارة أولئك الناس . أما إيماننا فمستقيم وهو نابع من تعليم الرسل وتقليد الآباء ويؤكده كل من العهد الجديد والعهد القديم، حيث يقول الأنبياء "أرسل كلمتك وحقك" (مز3:42) " هوذا العذراء ستحبل وتلد ابنًا وسيدعون اسمه عمانوئيل " (إش14:7) " الذى تفسيره الله معنا " (مت23:19 ولكن ماذايعنى هذا إن لم يكن أن الله قد جاء في الجسد ؟ .

فإن التقليد الرسولى يعلّم في قول المغبوط بطرس " إذا قد تألم المسيح لأجلنا بالجسد " (1بط1:4) بينما يكتب بولس " متوقعين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح . الذى بذل نفسه لأجلنا لكى يفدينا من كل إثم ويطهر لنفسه شعبًا خاصًا غيورًا في أعمال حسنة " (تى14،13:2) فكيف إذن قد بذل نفسه لأجلنا ، لكى ، بقبوله الموت في هذا الجسد ، يبيد ذلك الذى له سلطان الموت أى إبليس (عب14:2). ولذلك فإننا نقدم الشكر على الدوام باسم يسوع المسيح ، ولا نبطل النعمة التى صارت إلينا بواسطته . فإن مجئ المخلص متجسدًا قد صار فدية للموت وخلاصًا لكل الخليقة .

لذا أيها الحبيب والمشتاق إليه جدًا ، فليضع محبو الرب هذه الأقوال في عقولهم ، أما أولئك الذين يتمثلون بسلوك يهوذا ، ويتخلون عن الرب ليكونوا مع قيافا ، فليتهم يتعلمون من هذه الأقوال ، إن أرادوا ، وإن كانوا يستحون ؛ وليعلموا ، أنه بعبادة الرب في الجسد ، فإننا لا نعبد مخلوقًا ، بل كما قلنا قبلاً ، فإننا نعبد الخالق الذى لبس الجسد المخلوق .

7 ـ ولكننا نود من قدسك أن تستقصى منهم عن هذا الأمر . فإن إسرائيل حينما كان يصدر إليه الأمر أن يصعد إلى أورشليم لكى يسجد في هيكل الرب ، حيث يوجد التابوت ، وفوقه كاروبا المجد مظللين الغطاء ، فهل كانوا يتصرفون حسنًا أم العكس ؟ فإن كانوا يفعلون خطأ ، في عقاب كان يتعرض له الذين يزدرون بهذا الناموس ؟ لأنه مكتوب إن الذى استهان بالأمر ولم يصعد " يُقطع ذلك الإنسان من الشعب " (قارن لا9:17) وإن كانوا يصنعون صوابًا ، وكانوا بهذا مقبولين لدى الله ، أليس الآريوسيين وهم أنجس وأبشع من كل هرطقة ـ مستحقين ـ للهلاك عدة مرات ، لأنهم بينما يقبلون الشعب القديم ويوافقونه في الكرامة التى كان يقدمها للهيكل ، فإنهم لا يريدون أن يعبدوا الرب الذى هو في الجسد كما في هيكل . وبالرغم من ذلك فإن الهيكل القديم الذى كان مشيدًا من حجارة ومن ذهب ، لم يكن إلاّ مجرد ظل . ولكن عندما جاءت الحقيقة ، بطل المثال منذ ذلك الحين ، ولم يبق فيه حجر على حجر لم يُنقض ، حسب النطق الربانى .

فلما رأى (الشعب القديم) الهيكل من حجارة لم يظنوا أن الرب ـ الذى تحدث في نفس الهيكل ـ مخلوق ، ولم يزدروا بالهيكل ولم يعتزلوا بعيدًا للعبادة . ولكنهم جاءوا إلى الهيكل ـ بحسب الشريعة ، وخدموا الله الذى نطق بوحيه من الهيكل . وإن كان الأمر هكذا فكيف لا ينبغى أن يُعبد جسد الرب ، الكلى القداسة والكلى الوقار حقًا ، والذى بشر به رئيس الملائكة جبرائيل ، لكى يتم تشكيل الجسد من الروح القدس ويصير رداءً للكلمة .

فالكلمة بمد يده الجسدية أقام (حماة سمعان) التى أخذتها الحمى الشديدة (لو39:4) وبصراخه بصوت بشرى أقام لعازر من بين الأموات (يو43:11) ، ومرة أخرى حينما بسط ذراعيه على الصليب، فقد قهر رئيس سلطان الهواء ، الذى يعمل الآن في أبناء المعصية (أف2:2)، وجعل لنا الطريق إلى السموات نقيًا (ومفتوحًا) .

8 ـ إذن ، فالذى يهين الهيكل ، فإنما يهين الرب في الهيكل ، والذى يفصل الكلمة عن الجسد ، إنما يبطل النعمة المعطاة لنا في جسده. أما المتهوسون بالآريوسية، الشديدو الكفر ، فلا تدعهم يحسبون أنه ، بما أن الجسد مخلوق ، يكون الكلمة مخلوقًا أيضًا ، وكذلك لا تدعهم أيضًا يحتقرون جسد الكلمة ، بسبب أن الكلمة ليس مخلوقًا ، لأن شرهم (حقدهم) يثير الدهشة ، إذ أنهم يبلبلون الأفكار ويخلطون كل شئ ويخترعون إدعاءات وذلك كله فقط لكة يَعدّوا الخالق بين المخلوقات .

ولكن فليسمعوا ، لأنه لو أن الكلمة كان مخلوقًا ، لما اتخذ جسدًا مخلوقًا لكى يهبه الحياة ، لأنه أية معونة تحصل عليها المخلوقات من مخلوق هو نفسه يحتاج إلى الخلاص ؟ . ولكن حيث إن الكلمة خالق ، فقد تمم خلقة المخلوقات .

لذلك فإنه عند اكتمال الدهور أيضًا فقد لبس هو نفسه ما هو مخلوق (أى الجسد) لكى يجدده بنفسه مرة أخرى كخالق ؛ ولكى يستطيع أن يقيمه.

لا يستطيع مخلوق أن يخلص مخلوقًا على الإطلاق ، كما أن المخلوقات لم تُخلق بواسطة مخلوق ، وذلك إن لم يكن الكلمة هو الخالق (كما يدّعى الآريوسيون) . ولذلك دعهم لا يفترون على الكتب الإلهية ولا تدعهم يسيئون إلى المستقيمين من الاخوة . ولكن إن كانوا يرغبون ، فليغيروا فكرهم هم أيضًا ولا يعودوا يعبدون المخلوق دون الله خالق كل الأشياء (أنظر رو25:1).

أما إن كانوا يريدون أن يتشبثوا بتجديفاتهم فليشبعوا بها وحدهم ، وليصرّوا على أسنانهم مثل أبيهم الشيطان ، لأن إيمان الكنيسة الجامعة يقر بأن كلمة الله هو خالق كل الأشياء ، ومبدعها ، ونحن نعرف أنه " في البدء كان الكلمة ، والكلمة كان عند الله " (يو1:1) فإننا نعبد ذلك الذى صار هو نفسه أيضًا إنسانًا لأجل خلاصنا ، لا كما لو كان هذا الذى صار جسدًا هو مساوٍ للجسد بالمثل ، بل (نعبده) كسيد آخذًا صورة عبد ، كصانع وخالق صائرًا في مخلوق أى (الجسد) لكى بعد أن يحرر به كل الأشياء ، يقرّب العالم إلى الآب ، ويصنع سلامًا لكل المخلوقات سواء التى في السموات أو التى على الأرض .

ولذلك فنحن نعترف أيضًا بألوهيته التى من الآب .

ونعبد حضوره المتجسد ، حتى ولو مزق الآريوسيون المجانين أنفسهم.

سلّم على كل من يحبون ربنا يسوع المسيح .. ونرجو أن تكون بصحة جيدة ، وأن تذكرنا أمام الرب ، أيها المحبوب والمشتاق إليه جدًا بالحق . وإن احتاج الأمر ، فلتقرأ هذه الرسالة لهيراكاس القسيس
 
قديم 17 - 05 - 2021, 10:43 AM   رقم المشاركة : ( 40467 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس البابا أثناسيوس الرسولي


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



1 فالنتينوس مبتدع من الغنوسيين (أصحاب مذهب الخلاص بالمعرفة) ظهر في القرن الثانى الميلادى، وكان يعلم بوجود عدة كائنات سماوية وسيطة بين الله وبين يسوع، يسميها أيونات أى عصور ـ يبلغ عددها ثلاثون كائنًا ـ وأن الكلمة هو رابع هذه الأيونات ، وأحد هذه الأيونات هو المسيح السماوى وهو غير الكلمة ، وغير المسيح الذى ظهر من شعب إسرائيل ، وأن المسيح هو شخص آخر غير يسوع ، وأن جسد يسوع ليس جسدًا طبيعيًا حقيقيًا بل جسم خيالى أو ظاهرى .

وقد حاول فالنتينوس نشر تعاليمه في روما حوالى سنة 140م ولكنه لم ينجح وقد حرمته الكنيسة .

وواضح من تعليمه أنه ينكر حقيقة أن " الكلمة صار جسدًا ويسكن فينا " كما يقول القديس أثناسيوس .

ماركيون : مبتدع ظهر حوالى منتصف القرن الثانى في روما، وأصله من البنطس في آسيا وكان يُعلّم أن إله العهد القديم ليس هو إله العهد الجديد ـ وإله العهد القديم إله العدل وإله العهد الجديد هو إله الصلاح والنعمة، وأن المسيحية لا علاقة لها بإعلان العهد القديم، بل هبطت فجأة من السماء ، وأن المسيح لم يُولد من العذراء ولم يُولد بالمرة بل نزل فجاة من السماء في مدينة كفر ناحوم في السنة 15 من سلطنة طبياريوس قيصر ، وظهر كمعلن للإله الصالح الذى أرسله . وأن المسيح ليس هو الماسيا الذى تنبأ عنه العهد القديم . وأن جسد المسيح ليس جسدًا حقيقيًا طبيعيًا بل هو مجرد مظهر ، وأن المسيح لم يمت حقيقة. وكان يعتقد أن المادة شريرة ، وكان يحرّم الزواج ، ورفض وحى أسفار العهد القديم وعمل له قانونًا خاصًا لأسفار الكتاب يحوى 11 سفرًا فقط من العهد الجديد : عبارة عن إنجيل لوقا بعد أن شوهه و10 من رسائل بولس الرسول .

وقد حرمته الكنيسة وحرمت تعاليمه وقاومتها بشدة منذ البداية .

مانى : مبتدع ظهر في القرن الثالث ، من بلاد فارس ، أدعى الوحى وقال إنه " رسول يسوع المسيح " وأنه هو الروح القدس " الباراقليط " الذى وعد به المسيح . وكان يعلّم أن المادة شريرة وأن الإنسان مخلوق على صورة الشيطان ، وأن الجسد شرير في جوهره والزواج نجس . وأنكر أن جسد المسيح حقيقى ، وقال إن آلام المسيح على الصليب وهمية وليست آلام حقيقية، وأن المسيح ليس له دم . وكان لا يؤمن بالكتاب المقدس بعهديه كمصدر للتعليم بل ببعض الأناجيل المزورة وبعض الكتب الأخرى من تأليفه هو .

وقد حرمت الكنيسة بدعة مانى وأتباعه في عدة مجامع منذ القرن الرابع فصاعدًا.
 
قديم 17 - 05 - 2021, 10:44 AM   رقم المشاركة : ( 40468 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس البابا أثناسيوس الرسولي


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كريستولوجية القديس أثناسيوس بقلم نيافة الأنبا بيشوى

كثيراً ما يردد صاحب القداسة البابا شنوده الثالث القول: "أن القديس أثناسيوس دافع بالتساوى عن كلٍ من لاهوت وناسوت ربنا ومخلصنا يسوع المسيح".
وقد بنى القديس كيرلس السكندرى تعليمه الكريستولوجى على كريستولوجية القديس أثناسيوس، قدّم خطاب القديس أثناسيوس إلى أبيكتيتوس كمرجع أولى لتعليم الكنيسة الكرستولوجى (الخاص بطبيعة المسيح) الصحيح ملقباً إياه "خطاب أبونا القديس أثناسيوس إلى إبيكتيتوس".

فى دفاع القديس أثناسيوس عن الناسوت الكامل الذى لربنا يسوع المسيح، رفض الأفكار الخاطئة التى تنص على أن {الجسد المولود من مريم مساو فى الجوهر للاهوت الكلمة، أو أن الكلمة تغيَّر إلى جسد وعظام وشعر وجسد كامل، وتحول عن طبيعته الخاصة}.

“the body born of Mary is coessential with the Godhead of the Word, or that the Word has changed into flesh, bones, hair, and the whole body, and altered from its own nature”

قال القديس أثناسيوس بوضوح أن :

“the body in which the Word was is not coessential with the Godhead, but was truly born of Mary, while the Word Himself was not changed into bones and flesh, but came in the flesh. For what John said: “The Word was made flesh” , has this meaning, as we may see by a similar passage; for it is written in Paul: “Christ has become a curse for us.” And just as He has not Himself become a curse, but He is said to have done so because He took upon Him the curse on our behalf, so also He has become flesh not by being changed into flesh, but because He assumed on our behalf living flesh, and has become man.”

{الجسد الذى كان الكلمة فيه (اتخذه الكلمة) لم يكن مساوياً للاهوت فى الجوهر، ولكنه كان مولوداً بحق من مريم، بينما الكلمة نفسه لم يتغير إلى عظم ولحم، لكنه أتى فى جسد. لأن ما قاله يوحنا : "الكلمة صار جسداً" له هذا المعنى، كما يمكننا أن نرى فى عبارة مشابهة، فبولس الرسول يكتب قائلاً: "المسيح.. صار لعنة لأجلنا" كما أنه هو نفسه لم يصر لعنة، ولكن قيل أنه صار كذلك لأنه أخذ لنفسه اللعنة نيابةً عنا، وهكذا أيضاً صار جسداً ليس بأن تغير إلى جسد، ولكن لأنه نيابة عنا أخذ جسداً حياً وصار إنساناً}.
وقد كان القديس أثناسيوس أيضاً واضحاً فى تعليمه عن الجسد الحى الذى اتخذه كلمة الله أنه يعنى ناسوت كامل، أى جسد ونفس عاقلة معاً.

وكتب يقول :

“But truly our salvation is not merely apparent, nor does it extend to the body only, but the whole man, body and soul alike, has truly obtained salvation in the Word Himself”

{لكن حقاً إن خلاصنا ليس ظاهراً فحسب، كما أنه ليس ممتداً إلى الجسد فقط، إنما الإنسان كله، الجسد والنفس على السواء، قد حصلا على الخلاص فى الكلمة نفسه}.

وقال أيضاً :

“For to say “The Word became flesh”, is *****alent to saying “the Word has become man”; according to what is said in Joel: “I will pour forth of My Spirit upon all flesh” ; for the promise did not extend to the irrational animals, but to men, on whose account the Lord is become Man” .

{أن نقول إن " الكلمة صار جسداً"، يعادل قولنا أن "الكلمة صار إنساناً"؛ كما جاء فى يوئيل : "إنى أسكب روحى على كل بشر"؛ لأن الوعد لم يمتد إلى الحيوانات غير العاقلة، وإنما للبشر، الذين صار الرب إنساناً من أجلهم (لحسابهم)}.

وقد أنكر أيضاً القديس أثناسيوس أن ناسوت ربنا يسوع المسيح كان موجوداً قبل تجسد الكلمة من العذراء القديسة. وكتب قائلاً:

“They all will reasonably condemn themselves who have thought that the flesh derived from Mary existed before her, and that the Word, prior to her, had a human soul, and existed in it always even before His coming”

{كلهم سوف يدينون أنفسهم بحق، أولئك الذين ظنوا أن الجسد الذى أخذ من مريم كان موجوداً قبلها، وأن الكلمة كانت له نفس بشرية قبلها (مريم)، كان كائناً فيها (النفس البشرية) دائما حتى قبل مجيئه}. ومن الواضح أن القديس أثناسيوس لم يتأثر على الإطلاق بتعليم أوريجينوس عن الوجود السابق للنفوس.

تعاليم القديس أثناسيوس ضد النسطورية :

بالرغم من أن نسطور جاء لاحقاً للقديس أثناسيوس، إلا أن القديس أثناسيوس قدم تعليماً صارماً ضد هرطقة نسطور .
فقد كتب :
“How did men called Christians venture even to doubt whether the Lord, who proceeded from Mary, while Son of God by Essence and Nature, is “of the seed of David according to the flesh” , and of the flesh of the Holy Mary? Or who have been so venturesome as to say that Christ who suffered in the flesh and was crucified is not Lord, Saviour, God, and Son of the Father? Or how can they wish to be called Christians who say that the Word has descended upon a holy man as upon one of the prophets, and has not Himself become man, taking the body from Mary; but that Christ is one person, while the Word of God, Who before Mary and before the ages was Son of the Father, is another? Or how can they be Christians who say that the Son is one, and the Word of God another?” He wrote also, “The Word of God came in His own Person, because it was He alone, the image of the Father, who could recreate man made after the Image” .

{كيف يغامر أناساً يدعون مسيحيين مجرد أن يرتابوا فيما إذا كان الرب الذى ولد من مريم، بينما هو ابن الله بالجوهر والطبيعة، هو "من نسل داود من جهة الجسد"، ومن جسد القديسة مريم؟ أم من كان مجازفاً فيقول أن المسيح الذى تألم بالجسد وصلب ليس رباً ومخلصاً وإلهاً وابن الآب؟ أو كيف يستطيعون أن يتمنوا أن يدعوا مسيحيين الذين يقولون أن الكلمة حل على رجل قديس كما على أحد الأنبياء، ولم يصر هو نفسه إنساناً، آخذا جسداً من مريم؛ لكن إن المسيح هو شخص واحد، بينما كلمة الله، الذى كان قبل مريم وقبل الدهور ابناً للآب، هو آخر؟ أم كيف يدعون مسيحيين أولئك الذين يقولون أن الابن واحد وكلمة الله آخر؟} كتب أيضاً أن : {كلمة الله جاء فى شخصه هو نفسه، لأنه هو وحده صورة الآب، الذى يقدر أن يعيد خلقة الإنسان الذى عُمل على صورته}.
وعلى عكس تعليم القديس أثناسيوس الأرثوذكسى، علم نسطور بالآتى :

“For this reason also Christ is named God the Word, because he has an uninterrupted conjoining to the Christ” .
{لهذا السبب أيضاً يدعى المسيح الله الكلمة، لأن له صلة غير منقطعة بالمسيح}.

وأيضاً :

“Accordingly, let us safeguard the unconfused conjoining of natures, for let us admit God in man and because of the divine conjoining let us reverence the man worshiped together with the almighty God” .

{بالتالى دعنا نحفظ الاتصال غير المختلط الذى للطبائع، لأنه علينا أن نقبل الله فى الإنسان، وبسبب الاتصال الإلهى دعنا نبجل الإنسان المعبود مع الله القدير}.

وقال نسطور أيضاً :

“God is inseparable from the one who is visible, because of this, I do not separate the honor of the one not separated. I separate the natures; but I unite the adoration” .
{الله غير منفصل عن الواحد المرئى، ومن أجل هذا، أنا لا أفرق كرامة الواحد غير المنفصل. أنا أفرِّق الطبائع؛ ولكن أوحِّد الكرامة}.

علَّق القديس كيرلس السكندرى على هذه الفقرة الأخيرة فى خطابه إلى أكاكيوس كالآتى:

“Not having known the meaning of the incarnation, he names two natures but separates them from one another, putting God apart and likewise man in turn, conjoined to God by an external relationship only according to the equality of honor or at least sovereign power” (paragraph 16 of the letter).

{لأنه لم يعرف معنى التجسد، فإنه يذكر طبيعتين ولكنه يفصلهما الواحدة عن الأخرى، واضعاً الله جانباً، وهكذا الإنسان بدوره، متصلاً بالله بواسطة علاقة خارجية فقط وفقاً للمساواة فى الكرامة أو على الأقل سلطة السيادة} (فقرة 16 من الخطاب).

لقد رفض القديس أثناسيوس أى فصل بين لاهوت وناسوت ربنا يسوع المسيح. وكتب قائلاً :
“The others, dividing what is indivisible, denied the truth that “the Word was made Flesh, and dwelt among us”. , .

{الآخرين الذين قسموا غير المنقسم ينكرون حقيقة أن "الكلمة صار جسداً وحل بيننا"}.

وكتب أيضاً:

"We do not worship a creature. Far be the thought. For such an error belongs to heathens and Arians. But we worship the Lord of Creation, Incarnate, the Word of God. For if the flesh also is in itself a part of the created world, yet it has become God’s body. And we neither divide the body, being such, from the Word, and worship it by itself, nor when we wish to worship the Word do we set Him far apart from the flesh, but knowing as we said above, that ‘the Word was made flesh’ we recognize Him as God also, after having come in the flesh. Who, accordingly, is so senseless, as to say to the Lord : “Leave the body that I may worship Thee”, or so impious as to join the senseless Jews in saying, on account of the Body, “why dost Thou, being a man, make Thyself God?” . But the leper was not one of this sort, for he worshipped God in the Body, and recognized that He was God, saying, “Lord if Thou wilt, Thou canst make me clean” , .

{نحن لا نعبد مخلوقاً. ليبعد هذا التفكير، لأن مثل هذا الخطأ يخص الوثنيين والأريوسيين. ولكننا نعبد رب الخليقة، المتجسد، كلمة الله. لأنه وإن كان الجسد أيضاً فى ذاته هو جزء من العالم المخلوق، إلا أنه صار جسد الله. لهذا نحن لا نقسم الجسد عن الكلمة، لنعبده فى ذاته، كما أننا عندما نرغب فى عبادة الكلمة نحن لا نفرده (نعز له) بعيداً عن الجسد، ولكن كما ذكرنا سابقاً، أننا فى معرفتنا، أن "الكلمة صار جسداً" نحن ندركه أنه الله أيضاً، بعدما صار جسداً. وبالتالى من هو فاقد الشعور هذا الذى يقول لله: "أترك الجسد حتى أستطيع أن أعبدك" أو غير التقى لينضم إلى اليهود فاقدى الشعور فى قولهم، بخصوص الجسد، "فإنك وأنت إنسان تجعل نفسك إلهاً؟" أما الأبرص فلم يكن من هذا النوع لأنه سجد لله فى الجسد، وأدرك أنه كان الله قائلاً: "يا سيد إن أردت تقدر أن تطهرنى"}.

شرح القديس أثناسيوس كيف أن كلمة الله جعل خصائص الجسد خاصة به وكتب:

“the incorporeal Word made His own the properties of the Body, as being His own Body. Why, when the Body was struck by the attendant, as suffering Himself He asked, “Why smittest thou Me?” . And being by nature intangible, the Word yet said, “I gave My back to the stripes, and My cheeks to blows, and did not turn My face from shame and spitting” . For what the Human body of the Word suffered, this the Word, dwelling in the Body, ascribed to Himself... And verily it is strange that He it was Who suffered and yet suffered not. Suffered, because His own body suffered; suffered not, because the Word, being by nature God, is impassible” .

{أن الكلمة غير المادى جعل خصائص الجسد خاصة به، حيث إنه جسده الخاص به. لماذا، عندما ضرب الجسد بواسطة أحد الخدام، فلأنه هو الذى تألم، سأل : "لماذا تضربنى؟" وبالرغم من كونه بالطبيعة غير محسوس، إلا أن الكلمة قال : "بذلت ظهرى للضاربين وخدى للناتفين، وجهى لم أستر عن العار والبصق" لأن ما تألم به الجسد البشرى الذى للكلمة، هذا نسبه الكلمة الساكن فى الجسد إلى نفسه.. وأنه لعجيب بالحقيقة أنه هو الذى تألم مع أنه لم يتألم. تألم لأن جسده الخاص تألم؛ ولم يتألم لأن الكلمة بما أنه بالطبيعة هو الله، فهو غير قابل للألم}.

ومن ناحية أخرى فقد شرح القديس أثناسيوس كيف أن جسد ربنا يسوع المسيح

تمجد فوق خصائصه الخاصة التى للطبيعة. وكتب يقول :

“But the Body itself being of mortal nature, beyond its own nature rose again by reason of the Word which was in it; and it has ceased from natural corruption, and having put on the Word which is above man, has become incorruptible”

{ولكن بما أن الجسد فى نفسه هو من طبيعة مائتة، فقد قام مرة أخرى بواسطة ما يفوق طبيعته الخاصة بسبب الكلمة الذى كان فيه؛ وقُطع عن الفساد الطبيعى، وبلبسه الكلمة الذى هو فوق الإنسان، صار غير قابل للفساد}.
 
قديم 17 - 05 - 2021, 10:45 AM   رقم المشاركة : ( 40469 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس البابا أثناسيوس الرسولي


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس اثناسيوس يحدث عن نفسه


الشريعة وقتاً ما، متنبئاً ومرتلاً، وألأنبياءَ المفروضة عليهم النبوءة نراهم أحياناً يوصون وصايا كمثل موسى: "اغتسلوا وصيروا أنقياء طاهرين"، أو يسردون قصصاً كما دانيال في خبر "سوسانة" واشعياء في خبر "ربصاكي" وحكاية "سنحاريب". الأمر نفسه نلقاه في كتاب المزامير فانه يبدأ بالترنيم ثم يشرع بالقول أنْ: "كفَّ عن الرجزِ وارفُضِ الغضب. حِدْ عن الشّرِ واصنع الخير.أُطلب السلامة واسعَ في ابتغائها". وأحياناً أخرى يقصُّ أخباراً مثل قولِهِ: "في خروج إسرائيلَ من مصر..." وأيضاً سبق فخبَّرَ بحضورِ المخلّص . فمثل هذه الموهبة الروحية المحكي عنها من الكًلّ هي واحدة بحسب الضرورة وارادة الروح، ولا يُجَد خلافٌ في كونها تكثرُ أو تقلُّ بحسب هذه الحاجة. اذ كل أحدٍ يتمّم ما يختصُّ به من الخدمة بلا تهاون

وعلى التمام.


+ فرادة كتاب المزامير:


أما كتاب المزامير فله موهبة ٌ خاصة وملاحظة فريدة، لأنه مع تعلّقِهِ واشتراكِهِ في ما هو موجود في الكتب الأخرى فقد احتوى أيضاً أمراً مختصاً وبديعاً، وهو امتلاكُه حركات كُلِّ نفس وتغييراتها وتفاعلاتها موسومةً ومطبوعة فيه، حَتىّ إن كُلّ مَن يريد أن يقتبس منه يكون لهُ مثل صورةٍ وروايةٍ مقارناً ذاتَه على ما وجد فيه.


في الكتب الأخرى نجد الناموس آمراً ما يجب فعله وناهياً عما لا يجب فعلُهُ، أو نجد نبوءةً تخبّر فقط بمجيء المخلّصِ، أو قصصاً تخبر عنها أعمال الملوك والقديسيين. واما كتاب المزامير، فانَّ سامعه يُخبِّر بما سبق زكُتب ويكتشف حركات نفسِهِ ليتعلّمها. وعندما يكون أحد الناس في ضيق ما فبامكانه ان يختار من هذه الاقوال ما يطلق حاله ويداويه بما يليق به من القول والفعل ويتعلّم منها. ولا نغفلَنَّ أنه يوجد في الكتب الأخرى شرائع تمنع الناس عن القبائح وتردعهم، لكن هذا الكتاب يدوّن كيف بألإمكان إجتنابها. إن الكتب الأخرى تتضمّن وصيّة التوبة والكفّ عن الخطايا، أما هذا الكتاب فيشرح كيف يجب أن تكون التوبة وكيف يُعبرعنها، فإنَّ سامعه يُخبِّر بما سبق وكُتِبَ ويرتشف حركات نفسه ليتعلمها. يقول بولس الرسول: "إنَّ الحزن يصنع صبراً والصبر اختباراً والاختبار رجاء والرجاء لا يُخزي :.




أما كتاب المزامير فيحدد لنا كيف يجب أن يكون احتمال الاحزان، وماذا يقول المحزون المزامير فيحدد لنا كيف يجب أن يكون احتمال الاحزان، وماذا يقول المحزون وقت الحزن وما بعد الحزن ِ، وماذا يقول المحزون المزامير فيحدد لنا كيف يجب أن يكون احتمال الاحزان، وماذا يقول المحزون وقت الحزن وما بعد الحزن ِ، وكيف يُجَّرب كُلُّ مخلوق ٍ. كما يورد أقوال المتكلين على الربّ، ويؤكد أنَّ الوصية فرضت علينا الشكر على حالٍ، وتعلمنا المزامير ماذا يقول الشاكر كما يورد عند آخرين: " انَّ الذين يريدون أن يعيشوا بحسب الايمان ِ بالمسيح ِ سيطردون".




لكن نقرأ في المزامير ما رأي المطرودين وماذا يقولون لله بعد طَردهم. كما ورد في الوصية أيضاً أنه علينا أن نبارك الرب ونعترف له، لكن المزامير تصوّر لنا كيف نسَبحُ الله، وبأيَّةِ أقوالِ نعترفُ له. لذلك يمكن لكل انسان أن يجد، أن التسابيح قد وُضِعتْ لنا لنحَياها. أيضاً ، في المزامير أمر مستغرب أنَّ الأقوال التي يتفوه بها القديسون في الكتب الأخرى، إذا عرفها السامعون يُسّون أنَّ المكتوبَ عنهم هم أناسٌ آخرون وليس هم ذاتهم. لكن الذي يتلو كتاب المزامير فيتعاطاه بمثابة قول شريف يتخشع له وكأنه معنيٌّ به شخصيّاً، ويَقيس نفسه على أقوال التسابيح وكأنها خاصة به. فلا نكسلن، ابتغاء للايضاح، أن نعود فنقول نظير المغبوط بولس الرسول إن ثمة كلمات كثيرة هي خاصة برؤساء الآباء، وهم تلفظوا بها. فموسى هو الذي كان يتكلّم والله يُجيبُ. والنبي ايليا وأليشع بجلوسهما على جبل الكرمل، كانا يستدعيان الربّ ويقولان: " حيٌّ هو الربُّ الذي أقمنا اليومَ لديه". كذلك سائر أقوال الأنبياء القديسين الآخرين التي كان البعض منها مقولا ً عن المخلص.






وبعدها وردت كلمات كثيرة عن الأمم واسرائيل. لكن لا احد قط ادعى أنها خاصة به، حتّى ولا أقوال رؤساء الآباء. ولا يتجاسر أحد ان يقول متباهيا ً بأن أقوال موسى هي عنه هو، ولا الذي تكلمّ به ابراهيم عن ضرورية فلا يتجاسر أن يتكلّم بها كخاصةٍ لهُ، ولو ساوى أحدٌ النبيين في الولوع والشوق إلى الأفضل، لا يمكنه ان يقول كما قال موسى: " أظهر لي ذاتك" ولا ينتحل أقوال الأنبياء ويجعلها كأقوال خاصةٍ به في مدح أو ذمِّ أحدٍ من الناس قائلا ً مثلها لمن مَدَحوا أو ذمّوا. ولا يتجاسر أحدٌ أن يقول مناضلا ً كمن ذاتِهِ: "حيٌّ هو الربُّ الذي مثلتُ بحضرتِهِ أنا اليوم"، لأن الامر واضحٌ أنَّ مقتبل الكتب لا يتخذ الأقوال كأنها لذاتِهِ بل كأقوال القديسين وأقوال الذين يعبّر عنهم. واما الذي يتلو المزامير فيحدث له غير ذلك، لأن كل ما قيل في المخلص وفي الامم يتكلم به المرء كأقوالِ نفسِهِ ويرتِلها وكأنها محَّرَرةً من أجلِهِ ولا يتعاطاها وكأنها معبرة عن شخص آخر ولا محرّرة من قِبَلِ غيره، ولكنه ينظر إلى الكتكلم بها كعن ذاته وكأنه هو العامل ما قد قيل فيها، ويقربها إلى اله ناطقاً بها من نفسه هو غير عازل نفسه عنها من حيث هي أقوال رؤساء القبائل وموسى وألأنبياء.




والسبب هو أن الذي يحفظ الوصية أو يخالفها، كلاهما مشمول بالمزامير.وهذا شيء لازم وضروري أن ينحو كل انسان بهذين الأمرين فيتلو الأقوال المكتوبة بشأن كليهما معاً إما كحافظ الوصية أو كمخالفها. وفي ظني أنها تكون لمرتّلها بمنزلة مرآة يرى فيها حركات نفسه ويحسُّ بها، فان إقتبلها فهو يتوبّخ من ضميره ويتخشّع بتوبة، أو يبتهج لسماعه بالرجاء إلى الله ويشكر على المساعدة التي تصير منه للمؤمنين. هكذا عندما ينشد المزمور الثالث ويرى أحزان ذاتِهِ، يستخص ما فيه من الأقوال
 
قديم 17 - 05 - 2021, 10:46 AM   رقم المشاركة : ( 40470 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس البابا أثناسيوس الرسولي


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كذلك في المزمور العاشر مع السادس عَشَر فكأنه يخبّر عن اتكاله على الله وصلاته إليه.


وإن رنّم المزمور الخمسين فكانه هو القائل أقوال التوبة.


ومتى رتَّل المزمور الثالث والخمسين، والسادس والخمسين، والماية والحادي وألأربعين، يظن نفسه أنّه هو المطرود والمتأذّي وليس غيره،



كما يرتّل هذه الأقوال إلى الله وكأنها له هو.




وبألإجمال إن كلّ مزمور منبثق من الروح كما ذكرنا، فيه نرى حركات نفوسنا وكأنها أقوالنا تذكراً لما فينا من الحركاتِ وتثقيفاً لسيرتنا. هذه كلها تفوَّه بها المرتلون ولعلها لنا رسمٌ ومثال. هذه هي نعمة المخلّص الذي صار إنساناً من أجلنا قرَّبَ جسدّهُ للموت فداءً لنا. أمّا تصرّفه السماوي وألأرضي فقد رَسَمهُ في ذاتِهِ ليكون للمؤمنيننموذجاً للغلبة على المحال، فلا ينخدع أحدٌ من شر العدوِّ. من أجل ذلك بما أنَّ السيدَ علّم لا بالقولِ بل بالعمل ِأيضا ً، فليسمع منه كلُّ واحد وينظر اليه كإلى صورة ويتخذه قدوة في العمل لأنه قال: "تعلّموا مني فاني وديعٌ ومتواضعُ القلب". هذا ولا يمكن لأحد من الناس أن يجد تعليما ً للفضيلة أكملَ من الذي رسَمَهُ ربُّنا في ذاته، سواء بالنسبة لعدم الشرِّ أو محبّة البشر ِ أو الرجوليّة أو الرحمة أو العدالة. كُلُّ هذه يجدها صائرة فيه. ولا ينقص أحداَ شيءٌ من الفضيلة إن اعتبر عيشة ربّنا البشرية التي كان يعلّم بها بولس الرسول فيقول: "صيروا مقتدين بي، كما أنا بالمسيح". وهذا لم يحدث لحكماء اليونانيينالذين كانت بهجتهم على قدر سلامهم. أما الرب فبما أنَّهُ إلهُ الجميع بالحقيقة والمعتني بما صنع لا يشترع فقط بل يدفع ذاتهُ مثالا ً للذين يريدون أن يعرفوا قدرة العمل، لذا وقبل حضوره بالجسد، جعل هذا الأمر للمرتّلين أنَّهُ كما أظهر في ذاتِهِ رسمَ الانسان السماوي الكامل كذلك يقدر كل من اراد أن يتأمل ويختبر من المزامير حركات وأطباع النفوس، كما يلقى فيه دواءَ كُلّ حركة وتقويمها. وان كانت ثمة حاجة إلى برهان أقوى نقول إن كلّ كتاب الهيّ يعلّم الفضيلة والايمان الحقيقي، فيما يحتوي مصحف المزامير على صورة الاستسارة(1) والنفوس. وكما أنَّ الذي يدخل إلى ملك يتزيّا بصفةٍ وأقوالٍ لئلا يُعَّيرُ بأنه عديمُ الأدبِ اذا تكلم بخلافِ ذلك، كذلك المصحف أيضا. فكلّ من كان ساعياً إلى الفضيلة ومريدا أن يعتبر سيرة المخلّص وتصرّفهُ بالجسدِ يتذكره أولاً بتلاوته شريعة النفس ثم يعمل ويعلّم بمثل هذه الأقوال.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 09:02 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025