12 - 05 - 2012, 04:03 PM | رقم المشاركة : ( 391 ) | ||||
† Admin Woman †
|
هؤُلاء ليسَ لهُم أَصلٌ وَﭐلَّذِينَ عَلَى الصَّخْرِ هُمُ الَّذِينَ مَتَى سَمِعُوا يَقْبَلُونَ الْكَلِمَةَ بِفَرَحٍ. وَهَؤُلاَءِ لَيْسَ لَهُمْ أَصْلٌ فَيُؤْمِنُونَ إِلَى حِينٍ.. ( لو 8: 13 ) نفسي ... ليتكِ يا نفسي تفحصين اليوم ما بداخلك في ضوء هذا القول. لقد قبلتِ الكلمة بفرح، وانتعشَت مشاعِرك وتأثرتِ كثيرًا، ولكن تذكَّري، إنّ سرورك بالكلمة وقبولها في أُذنيك شيءٌ، وقبولك المسيح في قلبك وأعماقك شيءٌ آخر. كثيرًا ما ترتبط المشاعر والتأثيرات العاطفية السطحية في الخارج بجمود القلب وقساوته في الداخل. إن التأثيرات التي تُداعب مشاعرنا وتُثيرها ليست تأثيرات دائمة في معظم الأحيان. في مَثَل الزارع حدث أن وقعت بعض البذور على الصخر المُغطى بطبقة رقيقة من التربة، وعندما بدأ النبات في النمو عاقته الصخور عن النمو داخل التربة، فماذا حدث؟ بدلاً من أن يمتد في أعماق الأرض رفع عوده إلى فوق بقدر ما يستطيع. ولكن من أين يأتي بالغذاء اللازم لنموه وهو ما يستمده من التربة الغنية بالسماد؟ وهكذا ـ للأسف الشديد ـ ضمر وذبل. هل هذه هي حالي؟ أخشى أن تكون هي بالفعل حالتي رغم قبولي للمسيح مخلِّصًا وفاديًا. فلربما أستمع إلى كلمات تحريض قوية عن التكريس فأنفعل وأتجاوب وتشتعل فيَّ مشاعري، وأظهر بمظهر رائع لمؤمنٍ كله حماس وتأثر، ومع ذلك فالحقيقة أنه لم يكن هناك قرار صادق عميق بالتخلي عن رغباتي وشهواتي ووضعها على مذبح التكريس مهما كانت الكُلفة. إن النمو الحقيقي هو الذي يأخذ الاتجاهين، أعلى وأسفل، في ذات الوقت. ينبغي أن تكون التربة صالحة أولاً حتى تستقبل البذرة الجيدة فتُثمر نباتًا جيدًا. عندما أقترب إلى كلمة الله بكل خشوع وبقلب خاضع لسلطان الكلمة الإلهية، فإن الروح القدس يعمل عمله في تربة قلبي فيحرثها ويقلِّبها ويجهزها لتكون صالحة جيدة. أما إذا رفضت الخضوع للكلمة ولسلطانها مع ما في ذلك من انسحاق حقيقي وحكم على الذات، فالله له طرقه التي بها يتعامل مع قلبي، والتي بها يحرث قلبي بمحراثه الإلهي حتى ولو أدى هذا إلى إلزامي بالدخول إلى السفينة التي تعذبها الأمواج، أو إلى العبور بوادي البكاء والأنين. نفسي .. ليتك يا نفسي تستيقظين من خداع المشاعر السطحية الوهمية، وتطيلين الجلوس في محضر الله، وتَرين كل أمورك بعين الله الفاحصة، وتأخذين قرارات صادقة عملية وحقيقية من القلب، لتكوني أرضًا جيدة تقع عليها بذار جيدة وتنتج زرعًا جيدًا لمجد الله. |
||||
12 - 05 - 2012, 04:04 PM | رقم المشاركة : ( 392 ) | ||||
† Admin Woman †
|
آسَا .. بداية مجيدة ونهاية حزينة! أَيُّهَا الرَّبُّ، لَيْسَ فَرْقًا عِنْدَكَ أَنْ تُسَاعِدَ الْكَثِيرِينَ وَمَنْ لَيْسَ لَهُمْ قُوَّةٌ. فَسَاعِدْنَا أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهُنَا لأَنَّنَا عَلَيْكَ اتَّكَلْنَا ( 2أخ 14: 11 ) كان آسَا من ذوي البداية الحسنة والإنجازات الروحية الطيبة «وعمل آسا ما هو صالح ومستقيم في عيني إلهه». وهو صاحب الصلاة الشهيرة التي تُعلن أفضل اتكال على الرب ( 2أخ 14: 11 ). على أن الحال لم يستمر هكذا بكل أسف!! فبعد سنوات من الانتصار التاريخي على جيش زارح، وقوامه مليون جندي مدججين بالمعدات الحربية، تعرَّض آسَا لمناوشات من جاره بعشا ملك إسرائيل (2أخ16). ولعلنا كنا نتوقع أن يلجأ لذات الملجأ الذي لا يخيب. لكن العجب أن هذا الذي لجأ للرب عند التحدي الرهيب، لجأ للبشر عندما كان الأمر أبسط بكثير!! ولذلك نسمع تقدير الرب لفعلة آسَا «قد حَمقت (تصرفت بحماقة) في هذا». ونرى الأمر يتدهور بآسَا؛ فإذ به يرفض التوبيخ مُعاندًا الرب، ويضايق الشعب، ثم إذ يمرض مرضًا تأديبيًا يستمر مُعاندًا رافضًا الرجوع إلى الرب! ودعونا نلتقط بعض الدروس عن أسباب سقوطه: (1) الاتكال على غير الرب، آفة كفيلة بتدمير حياة المؤمن. فاتكالك على شخص ما، أو شيء ما، أو واسطة، أو حيلة، أو إمكانية، أو على أي شيء في نفسك؛ يعلن بشكل ما رفضك للحماية الإلهية، ومحاولتك نفض السِتر الإلهي من فوقك. (2) كثيرًا ما ننسى أن العدو لا يحاربنا في نقاط فشلنا فقط، بل أيضًا يحاربنا في نقاط انتصرنا فيها. ولقد سقط آسَا في نفس نقطة نجاحه السابقة؛ الاتكال على الرب. (3) المأساة الكبيرة أن آسَا لكي يتمم خطته بالاعتماد على البشر أخرج فضة وذهبًا من خزائن بيت الرب ليدفع لمتكله ثمن اتكاله عليه ( 2أخ 16: 2 ). وهكذا الاتكال على غير الرب يصاحبه تقديم تنازلات في أمور إلهية روحية. (4) وبالإضافة إلى ما تقدَّم، فقد خسر آسَا فرص الانتصار على أرام مستقبلاً «من أجل أنك استندت على ملك أرام ولم تستند على الرب إلهك، لذلك قد نجا جيش ملك أرام من يدك» (ع8)، وهذا ما حدث تاريخيًا بالفعل. وأي مُتَّكل نتكل عليه في الأغلب سيتحول يومًا إلى عدو لنا، وإذا سبقنا واتكلنا عليه، فمن غير المتوقع أن نستطيع الانتصار عليه. ليتنا لا ننسى هذا القول الكريم: «لأن عيني الرب تجولان في كل الأرض ليتشدد مع الذين قلوبهم كاملة نحوه» (ع9). فليت قلوبنا بالكامل تكون نحوه، لا ترجو غيره. |
||||
12 - 05 - 2012, 04:04 PM | رقم المشاركة : ( 393 ) | ||||
† Admin Woman †
|
صَنعوا لـه هناك عشَاءً فَصَنَعُوا لَهُ ..عَشَاءً. وَكَانَتْ مَرْثَا تَخْدِمُ،وَأَمَّا لِعَازَرُ فَكَانَ أَحَدَ الْمُتَّكِئِينَ..فَأَخَذَتْ مَرْيَمُ ..طِيبِ..فَامْتَلأَ الْبَيْتُ مِنْ رَائِحَةِ الطِّيبِ ( يو 12: 2 ، 3) يا لها من عائلة عظيمة كانت في بيت عنيا! ويُخبرنا التلميذ الذي أحبه يسوع أن يسوع أحبّ مرثا وأُختها ولعازر ( يو 11: 5 ). وعندما مرض لعازر، أرسلت أختاه إلى يسوع قائلتين: «يا سيد، هوذا الذي تحبه مريض» ( يو 11: 3 ). والرب في محبته أقام لعازر من الأموات، لذلك صنعوا له عشاء. هل فعل الله معك شيئًا مُماثلاً؟ هل أقام شخصًا في عائلتك من موته الروحي، وهو أخطر كثيرًا من الموت الجسدي؟ إن نعم، فهل ترغب في أن تصنع له عشاءً؟ تأكد إنه لن يرفض دعوتك، فهو يحب أن يسكن وسط شعبه. والبيت المسيحي الحقيقي هو مكان يتوق الرب أن يُشرِّفه بحضوره. ولكن الآن دعونا في عجالة نرى ماذا كان يعمل كل فرد من هذه العائلة: 1- مرثا خدمت. كلمتان تستحقان مجلدات لنكتب عنهما. وداعًا للكسل! لقد وعد المسيح مَنْ يخدمه بأن يُكرمه الآب «إن كان أحد يخدمني فليتبعني، وحيث أكون أنا هناك أيضًا يكون خادمي. وإن كان أحد يخدمني يُكرمه الآب» ( يو 12: 26 ). 2- لعازر جلس على المائدة معه. يا له من امتياز! آخرون كان لهم اختبار مُماثل. قال داود: «ترتب قدامي مائدةً تُجاه مضايقيَّ» ( مز 23: 5 ). ليتنا جميعًا نتعلَّم ماذا يعني أن نجلس معه إلى المائدة. العروس في سفر نشيد الأنشاد كان لها هذه الرغبة فناجت محبوبها: «أخبرني يا مَن تُحبه نفسي، أين ترعى، أين تُربض عند الظهيرة (أين تُطعم قطيعك)؟» ( نش 1: 7 ). 3- وماذا عن مريم؟ آه ليتنا نتعلَّم منها الدرس الذي وعَته! لقد سجدت .. لقد سكبت مريم الكل عند قدمي السيد: قلبها، ونفسها، وثروتها، ومجدها. أكرر مرة أخرى .. يا لها من عائلة! لعل ذلك كان السبب أن يسوع قبل الفصح بستة أيام أتى إلى بيت عنيا، ثم بعد ذلك صعد إلى السماء من ذات البقعة: بيت عنيا ( لو 24: 50 ، 51). ليت كل بيت من بيوتنا يكون بيت عنيا! آمِينَ. |
||||
12 - 05 - 2012, 04:05 PM | رقم المشاركة : ( 394 ) | ||||
† Admin Woman †
|
المحبة الفائقة
إِذْ كَانَ قَدْ أَحَبَّ خَاصَّتَهُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ، أَحَبَّهُمْ إِلَى الْمُنْتَهَى ( يو 13: 1 ) محبة المسيح! إن القلب ليعجز عن التعبير عن محبة ربنا المبارك العزيز، هذه المحبة التي لا تُحد ولا مثيل لها. وكل قديسي الله الذين تكلَّموا أو كتبوا عن محبة المسيح، لم يبينوا قط كمالها واتساعها، علوها وعمقها، فهي «محبة المسيح الفائقة المعرفة» ( أف 3: 19 ). ومع هذا فنحن فعلاً نعرف محبة المسيح، ومع أننا لا نستطيع أن ندرك هذه المحبة العظيمة الأبدية إدراكًا كاملاً، إلا أن قلوبنا تستطيع أن تتمتع بها، ونستطيع أن ننمو في معرفتها. والرب نفسه، الذي اتجهت إلينا محبته، يريد منا أن نشرب على الدوام من نهر محبته غير المتغيرة، ونقبل دلائل جديدة ولمحات جديدة خاصة بهذه المحبة. إن الروح القدس يتوق دائمًا أن يُعرِّف قلوبنا الضعيفة ويسكب فيها محبة المسيح. إن محبة سيدنا محبة أزلية. إنها ليست حادثة في الزمان، بل تسبق تأسيس العالم. فعين نعمته قد تطلعت إلينا، ومحبته اتجهت نحونا من قبل وجودنا. عرف شرنا وعداوتنا وفسادنا، وفي محبة فائقة المعرفة تطلع إلى الأمام، إلى الوقت الذي فيه يُظهر محبته لنا، نحن خلائقه الساقطة. إن المحبة هي التي أتت به من المجد. وما أعظم المحبة التي جعلته ينزل إلى هذه الأرض المظلمة المضروبة بالخطية، المملوءة بالأعداء! ما أعظم المحبة التي جعلته يُخلي نفسه، ويأخذ صورة عبد. حقًا إنها محبة فائقة المعرفة. وما أعظم المحبة التي نراها في كل خطوة من ذلك الطريق الموحش! ما أعظم العطف الذي نكتشفه في كل عمل وفي كل كلمة. أينما نظرنا نجد المحبة، وبها أحاط الفقراء والخطاة والمنكسري القلب والمظلومين والمطرودين. لقد حملت المحبة أولئك الضعاف والساقطين من التلاميذ الذين آمنوا به. |
||||
12 - 05 - 2012, 04:06 PM | رقم المشاركة : ( 395 ) | ||||
† Admin Woman †
|
المسيح متروكًا من الله وَفِي السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ ..قَائِلاً:إِلُوِي، إِلُوِي،لِمَا شَبَقْتَنِي؟ اَلَّذِي تَفْسِيرُهُ:إِلَهِي،إِلَهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟ ( مر 15: 34 ) الكلمات السابقة لا يمكن أن تكون اختبار داود أو غير داود، لأن داود نفسه ذكر في مزمور37: 25 «كنت فتىً وقد شخت، ولم أرَ صِدِّيقًا تُخُلِّيَ عنهُ». فالله لا يتخلى عن البار، ولا يُحوِّل عنه عينيه ( أي 36: 7)، كما أنه لم يترك شخصًا طلبه، ولهذا تغنى له المرنم بالقول: «ويتكل عليك العارفون اسمك، لأنك لم تترك طالبيك يا رب» ( مز 9: 10). وليس فقط الرب لا يترك البار، بل حتى الأشرار هو الآن ليس بعيدًا عنهم. فحتى هذه اللحظة ورغم أنهم بالفعل دائمًا، وبالفم أحيانًا «يقولون لله: ابعُد عنا، وبمعرفة طُرقك لا نُسَرّ» ( أي 21: 14)، إلا أنه ما زال قريبًا ( إش 55: 7 ). وآه عندما يمسكهم الرب من كلامهم ويقول لهم: «تباعدوا عني يا جميع فاعِلي الظلم!» ( لو 13: 27). لعلنا نتذكر كيف أن الملك شاول عندما علم أن الرب قد فارقه ورفضه؛ انتحر. إن الناس في غباوتهم يقولون لله «ابعُد عنَّا»، وهم لا يدركون أية حالة مُرعبة سيكونون عليها إذا حدث ذلك. لكننا حتى هذه اللحظة، ونحن نعيش في زمن النعمة، الرب ليس بعيدًا حتى عن الأشرار، وهذا ما قاله الرسول بولس أمام حكماء أثينا الجهلاء! ( أع 17: 23-28). يقول الرسول بولس لهم: «فالذي تتقونه وأنتم تجهلونه، هذا أنا أُنادي لكم به». ثم يستطرد: «مع أنه عن كل واحدٍ منا ليس بعيدًا. لأننا به نحيا ونتحرك ونوجد» ( أع 17: 23-28). لكن مع ذلك يوجد شخص واحد فريد، يُسجل الكتاب المقدس عنه 11 مرة أنه بار، بل أقول إنه ليس مجرد بار كأولئك الذين وصفهم الكتاب المقدس هكذا، بل هو مُطلق البر، ومع ذلك نسمعه يصرخ من فوق الصليب: «إلُوي، إلُوي، لمَا شبَقتني؟ الذي تفسيره: إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟». يقول العارفون إن الكلمة الأرامية التي قالها الرب في صرخته لإلهه «لمَا شبَقتني؟» تعني حرفيًا لماذا سبقتني؟ لقد كانا معًا في رحلة رائعة بهيجة ( مز 22: 9 -11)، وبلغة الرمز كما قيل عن إبراهيم وإسحق: «فذهبا كلاهما معًا» ( تك 22: 6،8)، يمكن أن يُقال أيضًا وبصورة أعظم عن الآب والابن. لكنه الآن تركه خلفه وسبقه، فانقطعت الشركة السعيدة، وحل الظلام الرهيب! لهذا صرخ المسيح صرخة الفزع هذه. |
||||
12 - 05 - 2012, 04:07 PM | رقم المشاركة : ( 396 ) | ||||
† Admin Woman †
|
مُرسَلٌ مِن اللـه كَانَ إِنْسَانٌ مُرْسَلٌ مِنَ اللَّهِ اسْمُهُ يُوحَنَّا. هَذَا جَاءَ لِلشَّهَادَةِ لِيَشْهَدَ لِلنُّورِ لِكَيْ يُؤْمِنَ الْكُلُّ بِوَاسِطَتِهِ ( يو 1: 6 ) إن للرب قصدًا في حياة كل مؤمن. إذ هو موجود في هذا العالم في إرسالية خاصة. نعم. إنك لم تولد بطريق الصدفة أيها الأخ العزيز، فعليك إذًا أن تعرف إرساليتك جيدًا. قد تقول إن الذين جاءوا إلى هذا العالم وكانت لكل منهم إرسالية خاصة هم أفراد قلائل مثل موسى ويوحنا المعمدان وبولس وغيرهم، أما أنا فلست كذلك، فلم يحدث أن رأيت الرب، ولم أسمع صوته يناديني ولو مرة واحدة. ولم يظهر لي إعلان سماوي واضح يُحدِّد لي مهمتي أو إرساليتي كما حصل مع هؤلاء. ولكن مع هذا فأنت من غير شك مُرْسَلٌ من الله لمهمة خاصة، كما كان موسى ويوحنا وبولس وغيرهم تمامًا. ومن الضروري لك جدًا أن تعلم إرساليتك، وإذا كنت لم تستطع أن تعرف بعد لماذا أرسلك الرب إلى هذا العالم، فإنك في حاجة قصوى أن تصلي وأن تتذلل أمام الرب قائلاً: «يا رب ماذا تريد أن أفعل؟». وحينئذ يكشف لك الرب مهمتك، ويعلن لك إرساليتك. والواقع أنك كمؤمن حقيقي لم تقبل الإيمان إلا بعد أن أضاء لك الرب طريق الخلاص بدمه وأنار قلبك بروحه القدوس فوُلِدت الولادة الثانية، فأنت إذًا تحمل في نفسك نورًا مصدره الرب يسوع، وتستطيع أن تعكس هذا النور على الآخرين فيرون فيك ما يجذبهم إلى مصدره الحقيقي، وهكذا تكون واسطة لتُخبر الناس بكم صنع الرب بك ورحمك. فإرسالية كل مسيحي في هذا العالم هي ليشهد للنور كما كان يوحنا. إنك تستطيع أن تُخبر الآخرين عن اختبارك في الرب. إن أي إنسان مريض يذهب إلى طبيب، وبعد أن يُشفى تمامًا من مرضه لا يَفتُر أن يتحدث عن هذا الطبيب أمام أصدقائه وأترابه. فكم بالحري أنت يا مَنْ نجوت من الهلاك الأبدي وصرت من أولاد الله الوارثين مع المسيح! إن أقل ما يجب أن تفعله هو أن تحدِّث الآخرين عن الرب، وتأتي بالخطاة إليه ليمنحهم غفرانًا وخلاصًا، وحينئذ تكون قد حقَّقت قصد الله فيك، وتكون قد قمت بمهام إرساليتك التي أرسلك الرب لأجلها. إن هذا هو واجب كل مؤمن، وقد يكون للرب فوق هذا قصد آخر في حياتك فصلِّ للرب في تواضع وانكسار ليُعلنه لك. |
||||
12 - 05 - 2012, 04:08 PM | رقم المشاركة : ( 397 ) | ||||
† Admin Woman †
|
الذِي ارتفعَ سيأتي مَا بَالُكُمْ وَاقِفِينَ تَنْظُرُونَ إِلَى السَّمَاءِ؟ إِنَّ يَسُوعَ هَذَا الَّذِي ارْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى السَّمَاءِ سَيَأْتِي هَكَذَا.. ( أع 1: 11 ) من هذه العبارة الجميلة نرى أن الرب يسوع الذي ترك هذه الأرض وصعد إلى السماء على مرأى من جماعة من الشهود الأُمناء، سيأتي هكذا كما رأوه منطلقًا إلى السماء. ولكن كيف انطلق؟ لقد صعد فعلاً نفس الشخص الذي سبق أن عاش معهم ورأته عيونهم وسمعته آذانهم ولمسته أيديهم وأكل معهم، لا بل «أراهم أيضًا نفسه حيًا ببراهين كثيرة» ( أع 1: 3 ) نعم، سيدنا المبارك هذا «سيأتِي أَيْضًا» ( يو 14: 3 ). ويمكننا أن نسأل هنا، مَن الذي رأى الرب عندما صعد؟ هل رآه العالم، كلا. إن شخصًا من غير المؤمنين الحقيقيين لم يَره منذ أن وُضع في القبر. فالنظرة الأخيرة التي وقعت من العالم عليه كانت وهو معلّق على الصليب، منظرًا للناس والملائكة والشياطين. والنظرة التالية التي ستقع عليه من العالم هي عندما يرجع ليُجري الدينونة والنقمة المريعة. عندما يدوس معصرة غضب الله القدير، وما أرهب هذا الفكر! إن خاصة الرب، الذين تمتعوا وحدهم برؤيته عند قيامته، هم، دون غيرهم، الذين رأوه وهو صاعدًا. وقبل أن يتركهم مكث معهم أربعين يومًا، يثبِّت قلوبهم ويعزيهم ويقويهم ويشجعهم بطرق كثيرة. وعندما قصد أن يفارقهم «أخرجهم خارجًا إلى بيت عنيا، ورفع يديه وباركهم. وفيما هو يباركهم، انفرد عنهم وأُصِعدَ إلى السماء» ( لو 24: 50 ، 51) وفيما كانوا يشخَصون إلى ذلك المنظر الرائع، أرسل إليهم هذه الشهادة الثمينة بواسطة الملاكين اللذين قالا لهم: «يسوع هذا» ـ ليس غيره، ولا مَنْ يُشبهه، بل يسوع نفسه، مُحبّهم العطوف المُنعم غير المتغير «يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقًا إلى السماء» ( أع 11: 1 ). إن هذين الرجلين، بلباسٍ أبيض، إما أن يكونا شاهدي زور، وإما أن ربنا يسوع سيأتي ثانيةً بنفس الكيفية التي صعد بها إلى السماء، ولا ثالث لهذين الأمرين على الإطلاق. إننا نقرأ في كلمة الله القول: «على فم شاهدين وثلاثة تقوم كل كلمة» ( 2كو 13: 1 )، وهكذا من فم الرسولين السماويين، اللابسين لباسًا أبيض، اللذين أتيا من دوائر النور والحق، من فمهما نقبل الكلمة الثابتة عن مجيء ربنا يسوع المسيح ثانية، مجيئه بصورة مجسَّمة، لتراه عيون خاصته، دون عيون سواهم. «يقول الشاهد بهذا: نعم! أنا آتي سريعًا. آمين. تعال أيها الرب يسوع» ( رؤ 22: 20 ). |
||||
12 - 05 - 2012, 04:09 PM | رقم المشاركة : ( 398 ) | ||||
† Admin Woman †
|
عَطِيَّة اللَّه أَجَابَ يَسُوعُ..لَوْ كُنْتِ تَعْلَمِينَ عَطِيَّةَ اللَّهِ، وَمَنْ هُوَ الَّذِي يَقُولُ لَكِ أَعْطِينِي لأَشْرَبَ، لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ.. ( يو 4: 10 ) جلس شخص مُتعَب على بئر يعقوب بعد أن ترك أرض الفريسيين، وكان هذا الإنسان هو الرب يسوع الذي جاء إلى خاصته ولكنهم لم يقبلوه. جلس يسوع هكذا على بئر يعقوب مُتعبًا، وكان ذلك نحو الساعة السادسة من النهار. أتت إلى البئر امرأة ومعها جرتها؛ امرأة يحتقرها الفريسيون المتكبرون. لم تكن تلك المرأة مرذولة فقط، بل بائسة وعائشة في خطية عَلَنية. لم تكن لتدرك وهي ذاهبة إلى البئر أنها أصبحت على وشك أن توجد في حضرة مَنْ رأى كل ما عملته. وصلت هذه المرأة إلى البئر، ودُهشت لأن يسوع وهو يهودي يطلب منها أن تعطيه ليشرب. «أجاب يسوع وقال لها: لو كنتِ تعلمين عطية الله، ومَن هو الذي يقول لكِ أعطيني لأشرب، لطلبتِ أنتِ منه فأعطاكِ ماءً حيًا». لم يَقُل لها لو لم تكن خطاياكِ بهذا المقدار. لم يَقُل لها لو أصلحتِ نفسك وأصبحت امرأة مقدسة، لأعطيتك الماء الحي. كلا. لقد بيَّن لها أنه يعلم جميع ما عملته، وفي الوقت نفسه أظهر لها الرأفة والمحبة والنعمة التي مكَّنته من أن يملك قلبها، لا بل ويجدد نفسها. أعلن المسيح شخصه لها فتركت جرتها ودخلت المدينة والمسيح يملأ قلبها لدرجة أنها نسيت ما يُصيبها شخصيًا من العار، ونادت قائلة: «هلموا انظروا إنسانًا قال لي كل ما فعلت. أَ لعلَّ هذا هو المسيح؟». أيها القارئ العزيز: أَ يمكنك أن تواجه ذلك الشخص الذي عيناه تَريان كل أفكار قلبك منذ الطفولة، وجميع ما فعلته عريان ومكشوف لعينيه؟ هل تستطيع أن تقول بأنك لست خاطئًا؟ ولكن تأمل! إن الرب يسوع لم يرفض هذه الخاطئة البائسة. تأمل فيما تعنيه هذه الكلمات «لو كنتِ تعلمين عطية الله ...». هل كان هذا هو الشيء الوحيد الذي تحتاجه هذه الخاطئة؟ نعم. ليس من شك في ذلك، لأن الرب يسوع هو الذي قال هكذا. فمهما كانت حالتك أيها القارئ العزيز فإن أول ما تحتاج إليه ليس هو مجهودات منك في طريق إصلاح نفسك، بل أن تعرف عطية الله. إن عطية الله هي نفس الشخص الذي قابل تلك المرأة السامرية الخاطئة، يسوع المسيح ابن الله. ليت الله يعلنه لنفسك، فتقبله مُخلّصًا شخصيًا. |
||||
12 - 05 - 2012, 04:10 PM | رقم المشاركة : ( 399 ) | ||||
† Admin Woman †
|
برنابا..الكبير الذي يأخذ بيد الصغير وَلَمَّا جَاءَ شَاوُلُ إِلَى أُورُشَليِمَ حَاوَلَ أَنْ يَلْتَصِقَ بِالتَّلاَمِيذِ، وَكَانَ الجَمِيعُ يَخَافُونَهُ ..فَأَخَذَهُ بَرْنَابَا ..إلى الرسل ( أع 9: 26 ، 27) المشهد الأول الذي يسجله الوحي عن برنابا ـ بعد إيمانه ـ هو طاعته للرب، والتصاقه بالرسل وبالإخوة الأوائل. لقد كان ”قدوة حسنة“ في اتباعه للرب. وبعد ذلك يأتي الالتصاق بالرسل وبالإخوة. ومن مقارنة أعمال2: 42- 47 مع أعمال4: 32- 37، نفهم أن برنابا كان واحدًا من الذين كانوا يواظبون على تعليم الرسل، والشركة، وكسر الخبز، والصلوات. ويفتقر الكثيرون الآن إلى هذه الممارسات الكنسية في صورتها الكتابية، بعد أن تعددت الطوائف والجماعات، وغابت الكنيسة الأولى عن المشهد. ولكن يظل التعليم الرسولي باقيًا، وإمكانية تحقيق وحدانية الروح للمؤمنين الأُمناء في هذه الأيام الخربة متوفرة. وعلى كل خادم أمين للرب أن يراعي الترتيب الكتابي في هذه الأمور. هكذا كان برنابا، وليتنا جميعًا نكون هكذا! وكان برنابا سخيًا جدًا في عطائه لله، وكان واضحًا أنه لم يكن مُحبًا للمال ولا للممتلكات، ولا للأمور المادية، ولا لذاته؛ فمع أنه كان ينتمي إلى سبط لاوي ( أع 4: 36 )، الذي، بحسب الشريعة، يأخذ عشورًا من بقية الأسباط ( عد 18: 21 - 24)، إلا أن برنابا سار على مبدأ آخر، فنجد أنه تنازل عما يمتلكه للآخرين. لقد كانت النعمة عاملة في قلبه حتى إنه رضيَ أن يبيع حقلاً يدّر عليه دخلاً ليسدد احتياج إخوته المؤمنين، وبهذا أظهر ـ بصورة عملية ـ محبة أخوية حقيقية تُعطي وتضحي لصالح الآخرين ( أع 4: 32 - 37). وقد أثبت برنابا، عمليًا، أنه ”ابن التعزية“ و”ابن التشجيع“ ـ كمعنى اسمه ـ وأنه الكبير القلب، باحتضانه شاول الطرسوسي الذي كانت تحوم حوله الشُبهات. لقد وقف إلى جواره دون أن يتراجع أو يتزحزح عن مُساندته وتشجيعه والترحيب به، عندما تخوَّف الجميع منه وشكّوا فيه، بعد أن اضطهد الكنيسة اضطهادًا قاسيًا مُخيفًا. ولعلهم ظنوا أنه يُجري مناورة سياسية على الكنيسة، ليتمكن من القبض على أكبر عدد من التلاميذ لإهلاكهم. ولكن برنابا احتضن شاول الطرسوسي؛ مُضطهد الكنيسة، وكان أول مَن اقتنع بحقيقة تغيُّره، فقدَّمه للرسل، وبذلك قبلته الكنيسة في أورشليم، وهنا تلمع شخصية برنابا كموهبة بارزة في الكنيسة، فقد كان يحتضن المُهتدين حديثًا، ويشجعهم أن يثبتوا في الإيمان. |
||||
12 - 05 - 2012, 04:11 PM | رقم المشاركة : ( 400 ) | ||||
† Admin Woman †
|
درس من العصفور اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ السَّمَاءِ:إِنَّهَا لاَ تَزْرَعُ..وَلا تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ،وَأَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا.أَ لَسْتُمْ..بِالْحَرِيِّ أَفْضَلَ مِنْهَا؟ ( مت 6: 26 ) عندما غادرنا الاجتماع المسائي في أول يوم من مؤتمر الكتاب المقدس في بنسلفانيا، لاحظ بعضنا ما بَدَا لنا أنه مئات الخفافيش تدور فوق رؤوسنا وتتجه إلى مَبيتها في أعلى وأكبر مدخنة قريبة. وخلال الأسبوع، في كل ليلة، كان هذا المنظر المُدهش يجتذب أعدادًا أكبر من المشاهدين الذين أخذوا يراقبون المنظر متسائلين عما تكون هذه الطيور، هل هي خفافيش، أم عصافير؟ ولماذا يتجهون إلى هذه المدخنة بالذات؟ ولماذا يدخلونها بنظامٍ، ومن ناحية واحدة فقط. بعد انتهاء المؤتمر شرحتُ هذه الظاهرة لإحدى الدارسات لأنواع الطيور، وبعد عدة أسئلة أجابت: ”بالتأكيد هذه الطيور ليست خفافيش. فالخفافيش تهجر مَبيتها في المساء لتبحث عن غذائها من الحشرات التي تخرج من مكانها في المساء. إنها عصافير مهاجرة تستخدم هذه المدخنة كمكان تستريح فيه أثناء رحلتها“. ـ ولكن لماذا لا تدخلها إلا مع غروب الشمس؟ ـ لأن الله زوَّدها بأرجل تستطيع أن تتعلق بالنتوءات الخشنة على الجدار الداخلي للمدخنة وهكذا تستطيع أن تنام في راحةٍ تامة. ـ ولماذا إذًا يدخلونها من اتجاه واحد؟ ـ لأن الله أيضًا زوَّدها بغريزة الخوف من التجمهر والتزاحم، وهكذا يدخلونها بنظام، ويستقرون داخلها في صفوف من القاع إلى القمة. ـ حسنًا. ولماذا لا يستخدمون المدخنة الأخرى؟ ـ إن هذه المدخنة مزوَّدة بغطاء. وهذا هو السبب. لقد احتمت الطيور من المطر المنهمر خلال الأسبوع الماضي، إذ اختارت هذه المدخنة بالذات. بعد انتهاء المحادثة شعرت برغبة شديدة في السجود لهذا الخالق العظيم الذي يعتني بخلائقه. إن كان يهتم بالعصفور إلى هذا الحد، فكم بالأولى يعتني بي ويهتم بدقائق أموري. إنني أفضل من عصافير كثيرة. كم يحفزني هذا الحق أن أعيش لمجد اسمه! وكيف يتحقق هذا في حياتي؟ إنه يتحقق بأن أضع نفسي ومواهبي بين يديه ليستخدمني كما يشاء، ولا أحمل همًا على كتفيّ لأنه هو بنفسه يعتني بي. إنه يهمس في أذني: ”يا قليل الإيمان ألا أهتم بك أكثر من اهتمامي بالعصافير. أَ لست أنت أفضل منها؟“ |
||||