![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 31 ) | ||||
..::| VIP |::..
![]() |
![]() ميلاد صديقنا السماوي
"وبينما هما هناك تمت أيامها لتلد، فولدت ابنها البكر وقمطته وأضجعته في المذود إذ لم يكن لهما موضع في المنزل" (لو 2: 6 – 7). كيف دخل المسيح البكر إلى العالم وهو بعيد عن العالم بطبيعته ويختلف عن الجبلة البشرية بطبيعتها؟ دخله بأن الله صار إنسانا، ومع أنه ابن الله الوحيد إلا أنه بكر لنا لأننا جميعنا أخوة له وبذلك أصبحنا أبناء الله. وجد الله أن الإنسان قد انحط إلى مستوى الحيوان ولذلك وضع نفسه كطعام في المذود حتى إذا نبذنا الطبيعة الحيوانية ارتفعنا إلى درجة الفهم والإدراك التي تليق بالطبيعة الإنسانية، فباقترابنا إلى المزود إلى مائدته الخاصة لا نجد طعامُا ماديُا بل خبزًا سمائيًا هو الجسد الحي. لم يجد له موضعا بين البشر، إنما وجد له موضعًا في المذود، بين البسطاء والأبرياء، لهذا قال الرب في الإنجيل: "للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار، وأما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه". بينما استقبلت الأرض خالقها في صمت رهيب، لكن لم يكن ممكنا للسماء أن تصمت فقد جاء ملاك الرب إلى جماعة من الرعاة الساهرين الأمناء في عملهم وربما كانوا في بساطة قلوبهم منشغلين بخلاصهم، جاءهم ووقف بهم ومجد الرب أضاء حولهم، فخافوا خوفًا عظيمًا، "فقال لهم الملاك: لا تخافوا، فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب، إنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب، وهذه لكم العلامة تجدون طفلُا مقمطًا مضجعًا في مذود" (لو 2: 10 – 12). هؤلاء الرعاة هم رمز للرعاة الروحيين الذين يظهر لهم الرب يسوع المسيح فيبشرون باسمه في كل مكان كما بشر رعاة بيت لحم بالمسيح في بلدتهم هذه على أثر سماعهم أنشودة الفرح والابتهاج من الملائكة الأطهار. لننظر مجد المسيح على الأرض وقد تلألأ بالنور وسطع على الرعاة وجمهور الملائكة ينشدون أناشيد الفرح والسرور فقد تنبأ موسى منذ قرون عديدة فقال: "تهللوا أيها الأمم شعبه". إشعياء النبي قال: "ها العذراء تحبل وتلد ابنًا وتدعو اسمه عمانوئيل، زبدًا وعسلًا يأكل متى عرف أن يرفض الشر ويختار الخير لأنه قبل أن يعرف الصبي أن يرفض الشر يختار الخير " (أش 7: 14 – 15). هوذا "بيت لحم" تضاهي السماء، فتسمع فيها أصوات تسبيح الملائكة من الكواكب، وبدلًا من الشمس أشرق شمس البر في كل جانب. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 32 ) | ||||
..::| VIP |::..
![]() |
![]() طوبى لِمَنْ يصير قيثارة لتسبيحك، فإن نعمتك تكون هي مكافأته!
انفتحت السماء لتنزل جوقة من الملائكة تشاركنا بهجتنا الروحية، يقول الإنجيل: "وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين: المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة (الإرادة الصالحة)" (لو 2: 13 – 14). إذ مضت الملائكة تشاور الرجال معًا منطلقين بشوق وبسرعة، ليلتقوا بهذا المولود العجيب.. جاءوا يشهدون بما قيل لهم عنه، فصاروا كارزين به، إذ قيل: "وكل الذين سمعوا تعجبوا مما قيل لهم من الرعاة".. يقدم القديس مار أفرام صورة مبهجة للقاء الرعاة بالطفل الراعي، إذ يقول: جاء الرعاة حاملين أفضل الهدايا من قطعانهم: لبنًا لذيذًا ولحمًا طازجًا وتسبيحًا لائقًا... أعطوا اللحم ليوسف، واللبن لمريم، والتسبيح للابن!! أحضروا حملا رضيعا وقدموه لخروف الفصح! قدموا بكرا للابن البكر، وضحية للضحية، وحملا زمنيا للحمل الحقيقي، إنه لمنظر جميل أن ترى الحمل يقدم إليه الحمل! اقترب الرعاة منه وسجدوا له ومعهم عصيهم، حيوه بالسلام.. قائلين: السلام يا رئيس السلام، هوذا عصا موسى تسبح عصاك يا راعي الجميع، لأن موسى يسبح لك، مع أن خرافه قد صارت ذئابا، وقطيعه كما لو أنه قد صار تنينا! تأثرت جدا القديسة مريم بهذا اللقاء، وكما يقول الإنجيلي: "وأما مريم فكانت تحفظ جميع هذه الكلمات متفكرة به في قلبها " - يقول القديس أمبروسيوس: [من كلمات الرعاة تحصد مريم عناصر إيمانها]. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 33 ) | ||||
..::| VIP |::..
![]() |
![]() التشابه بين القديسة مريم والكنيسة:
القديسة مريم والكنيسة كلاهما أم وعذراء في نفس الوقت، كل منهما قد حملت بالروح القدس بغير زرع بشر، معطية ميلادا للابن الذي بلا عيب، فالقديسة مريم هي أم الكلمة الإلهي ولدته حسب الجسد، والكنيسة أم أعضائه ولدتهم بالمعمودية ليشاركوا السيد المسيح حياته. في هذا يقول القديس أغسطينوس: "كما ولدت مريم ذاك الذي هو رأسكم، هكذا ولدتكم الكنيسة، لأن الكنيسة هي أيضًا أم (ولود) وعذراء، أم في أحشاء حبنا، وعذراء في إيمانها غير المنثلم، هي أم لأمم كثيرة الذين يمثلون جسدا واحدا، وذلك على مثال العذراء مريم أم الكثيرين وفي نفس الوقت هي أم للواحد". القديسة مريم عذراء حسب الجسد والروح، أما الكنيسة فيمكن دعوتها عذراء إذ لا تنحرف قط عن الأيمان بل تبقى أمينة على تعاليم السيد المسيح إلى النهاية. تحمل الكنيسة ذات لقب القديسة مريم، أي "حواء الجديدة". فإن القديسة مريم قد ولدت "الابن المتجسد" واهب الحياة للمؤمنين، أما الكنيسة فهي أم المؤمنين الذين يتقبلون الحياة خلال اتحادهم بالرأس، الإله المتجسد. تشابه الكنيسة القديسة بكونها " أمة الرب " فهي كأمة الرب المتضعة ترفض كل المجهودات البشرية الذاتية، وتصير علامة لنعمة الله، الذي يطلبنا في اتضاع طبيعتنا ليقودنا إلى مجد ملكوته. دعى كل من القديسة مريم والكنيسة بـ"المقدسة" أو "القديسة". يفسر القديس هيبوليتس التطويب الذي ذكره موسى "مباركة من الرب أرضه، تبقى له وتتبارك بندى السماء " (تث 33: 13) كنبوة عن قداسة مريم، الأرض المباركة إذ تقبلت كلمة الله النازل كندى السماء، يعود فيقرر أنها نبوة تشير إلى قداسة الكنيسة، قائلًا: "يمكن أن تُقال عن الكنيسة، إذ تباركت بالرب، كأرض مباركة، كفردوس البركة، أما الندى فهو الرب، المخلص نفسه". شفاعة القديسة هي نموذج لعمل الكنيسة، حيث يلتزم أعضاؤها المجاهدون والمنتصرون الاقتداء بالقديسة مريم، مصلين بغير انقطاع من أجل تجديد العالم كله في المسيح يسوع " |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 34 ) | ||||
..::| VIP |::..
![]() |
![]() شهر كيهك وشفاعة السيدة العذراء
تحتفل الطوائف المسيحية الأرثوذكسية ابتداء من اليوم بالشهر المريمي (شهر كيهك القبطي) – حيث تشدو الألحان بتسبيح السيد المسيح من خلال والدة الإله القديسة مريم.. بعد حوالي شهر من الآن نستقبل السيد المسيح – الإله المتجسد – طفلًا مولودًا في مذود للبقر بمدينة بيت لحم،.. هناك احتفلت السماء مع الأرضيين من بسطاء الناس من رعاة للغنم مهللين مرنمين الأنشودة الجميلة: " المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة. " إن تسابيح كيهك في الحقيقة تمثل سيمفونية سماوية، لا تمدح القديسة مريم وحدها كوالدة الإله، بل تمدح الكنيسة كلها بكونها المسكن المقدس للإله المتجسد، بمعنى آخر، خلال تجسد ابن الله في الأحشاء المقدسة للقديسة مريم نرى أبن الله ساكنا في نفوسنا بتقديس روحه القدوس. وبجانب تسبيح السيدة العذراء خصص كثير من التسابيح في مديح بعض القديسين أيضا، وكأنهم يجتمعون معنا لتسبيح الإله المتجسد، مخلص البشرية. ونحن نقدم للسيدة العذراء باقة ورد وحب مبادلة منا لحبها الكبير للبشرية، وشفاعتها الدائمة عنا أمام ابنها يسوع المسيح لمغفرة خطايانا. من منا لم يشعر بحب وحنان السيد العذراء له في حياته، من منا طلب منها معونة بإيمان فتخلت عنه، إنها تطلب عنا دون أن نسأل، فكم لو سألنا،، لقد بدأت خدمة السيد المسيح في عرس قانا الجليل، (يوحنا 2: 1 – 5) وهناك أجرى أول آياته ومعجزاته، بتحويل الماء إلى خمر.. فمن الذي طلب منه ذلك؟ إنها السيدة العذراء؟! نلاحظ هنا أن خدمة السيد المسيح بدأت ومعها شفاعة من السيدة العذراء!! كان المدعوين هم جنس البشر، والخمر التي فرغت هي رجاء البشر، الذي يحتاجه العالم في كل زمان، والسيدة العذراء التي تشفعت في أهل العرس "ليس لهم خمر" كانت شفيعة العرس كله، بل وشفيعة كل المتكئين من مشارق الأرض ومغاربها، وستظل هكذا إلى الأبد أم قادرة رحيمة ومعينة. وشفاعتها هي فى أول الشفاعات، وأقوى الشفاعات، تأتى قبل شفاعة الشهداء وجميع القديسين، فهي دائمة الحضور عن يمين الملك، تسأله بدالة الأم والعبدة، فكيف يرفض لها طلبًا؟ والسيدة العذراء وهي تمارس تقديم حاجتنا إلى السيد المسيح، تمارس عملها معنا كأم ومربية ومعلمة.. إذ توجه قلوبنا خفية نحو وصايا الله لنتممها بكل دقة وأمانة، كما أوصت أصحاب العرس "مهما قال لكم فافعلوه"!! – وذلك عندما نظهر لها احتياجنا ويبدو أمامها لائقا مستحقا الشفاعة كما كان أهل العرس يستحقون. ونحن حينما نقول عن العذراء " الملكة الحقيقية " التي قامت عن يمين الملك لا نعطيها من عندنا لقبا فخريا بل في الحقيقة هو إشارة إلى مسئولية وعمل العذراء في العرش الإلهي، فإن كان العبد الأمين قد أقامه الرب على عشر مدن فالعذراء الأم الأمينة قد أقامها الله على الكنيسة. وشفاعة السيدة العذراء لا تبخل بها على غير المسيحيين، فإننا نرى أهل الأديان الأخرى يكرمون العذراء ويتشفعون بها. والذين ينكرون قوة وشفاعة السيدة العذراء من بعض طوائف المسيحيين هم جهلة يعزلون أنفسهم عن دائرة الحب والرحمة، ويتحججون بالآية التي وردت في رسالة يوحنا الأولى الأصحاح الثاني: "وإن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار، وهو كفارة لخطايانا...." إنهم يخلطون بين الشفاعة الكفارية التي قام بها السيد المسيح على الصليب لخلاص جنس البشر، والتي لا يستطيع أحد أن يقوم بها لا رئيس ملائكة ولا نبيًا، بل السيد المسيح وحده لمصالحة آدم وبنيه مع الله الآب عن خطية آدم الأصلية. أما شفاعة السيدة العذراء والقديسين فهي شفاعة توسلية من أجل مغفرة خطايانا التي نرتكبها كل يوم، ومن أجل الاستجابة لطلباتنا التي تتفق مع مشيئة الله. هلموا ترتمي في أحضان السيدة العذراء معانقين إياها "بالسلام". يدرك الكل بلا استثناء... بأنها العذراء مريم التي استأهلت أن تحمل في أحشائها الذي يحمل المسكونة والساكنين فيها. فهي عذراء قبل ولادتها ربنا يسوع المسيح.. وعذراء أثناء ولادته... وعذراء بعد الولادة. كأوراق الخريف تتساقط الكلمات أمام وصفك.. أيتها القديسة الطاهرة مريم العذراء وتتوارى الورود خجلي استحياء أمام جمالك.. الذي لا يدانيه جمال يا من ولدت الأبرع جمالًا من بني البشر. سيدتي العذراء من أين آتى بكلمات تستطيع أن تترجم كمالاتك وطهرك.. وتفردك بصفات لم ولن توجد في أحد من البشر عبر التاريخ... أجل أيتها العذراء طوبى للأفواه التي تتغنى باسمك والقلوب التي تلهج بحبك... يا من ارتفعت عن السموات وسموت فوق الشاروبيم... حقا تطلع الرب من السماء فلم يجد من يشبهك... يا ملكة متوجة بالكمال... وزمردة مزدانة بالجلال والجمال. "من أجل حواء أغلق باب الفردوس. ومن قبل مريم العذراء فتح لنا مرة أخرى" (التسبحة). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 35 ) | ||||
..::| VIP |::..
![]() |
![]() |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 36 ) | ||||
..::| VIP |::..
![]() |
![]() ماذا تعرف عن قصة شجرة عيد الميلاد؟
لماذا نزين شجرة عيد الميلاد وما هي قصتها؟ عادة تزيين الشجرة عيد الميلاد، عادة شائعة عند الكثيرين من الناس، حيث تنصب قبل العيد بعدة أيام وتبقى حتى عيد الغطاس، وعندما نعود إلى قصة ميلاد السيد المسيح في الإنجيل المقدس لا نجد أي رابط بين حدث الميلاد وشجرة الميلاد. نتساءل من أين جاءت هذه العادة ومتى بدأت؟ بالرجوع إلى إحدى الموسوعات العلمية، نلاحظ بأن الفكرة ربما قد بدأت في القرون الوسطى بألمانيا، الغنية بالغابات الصنوبرية الدائمة الخضرة، حيث كانت العادة لدى بعض القبائل الوثنية التي تعبد الإله (ثور) إله الغابات Oak of Thor والرعد أن تزين الأشجار ويقدم على إحداها ضحية بشرية. تقول إحدى التحليلات أنه في عام 727 أو 722م أوفد إليهم القديس بونيفاسيوس لكي يبشرهم، وحصل أن شاهدهم وهم يقيمون حفلهم تحت إحدى أشجار البلوط، وقد ربطوا طفلًا وهموا بذبحه ضحية لإلههم (ثور) فهاجمهم وخلص الطفل من أيديهم ووقف فيهم خطيبًا مبينًا لهم أن الإله الحي هو إله السلام والرفق والمحبة الذي جاء ليخلص لا ليهلك. وقام بقطع تلك الشجرة، وقد رأى نبتة شجرة التنوب fir تبع من الشجرة (شجرة الكريسماس الحالية)، فقال لهم أنها تمثل الطفل يسوع.. وكان كمن يقول لهم: "تستخدمون أخشاب هذه الشجرة البسيطة لبناء بيوتكم.. فلتجعلون المسيح هو حجر الزاوية في منازلكم.. فهو يهِب حياتكم الاخضرار الذي لا يذبل، لتجعلوا المسيح هو نوركم الدائم.. أغصانها تمتد في كل الاتجاهات لتعانِق الناس، وأعلى الشجرة يشير إلى السماء.. فليكن المسيح هو راحتكم ونوركم". وهناك عدة تحليلات أخرى لنشأة شجرة الميلاد.. ولكن أكثر ما نلاحظه أن بداية وضعها رسميًا هكذا بدأ في القرن السادس عشر في ألمانيا أيضًا في كاتدرائية ستراسبورج عام 1539 م. وكما أوضحنا أعلاه، فقصة ميلاد المسيح الفعلية ليس بها ذِكر لأي شجر، ولكن كما أرسل لنا أحد زوار موقع الأنبا تكلاهيمانوت، وقال أن الصلة واضحة تمامًا؛ فما شجرة الميلاد بمصابيحها المتلألئة (أو قديما بشمعاتها المتوهجة) إلا العليقة التي رآها موسى النبي في البرية وهي مشتعلة نارًا ولا تحترق.. والعليقة (خروج 3) كانت ترمز للعذراء مريم التي حملت في بطنها الأقنوم الثاني بناسوته المتحد بلاهوته الناري ولم تحترق. لذلك فالعُلِّيقة حملت سر التجسد الإلهي. ولاحظ أن الله ظهر وسط شجرة ضعيفة وليست شجرة أرز فالله يسكن عند المتواضعين (اش15:57). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 37 ) | ||||
..::| VIP |::..
![]() |
![]() تجسد ليفديني
نيافة الأنبا موسي "ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه عن أحبائه..." (يوحنا 13:15) كان الهدف الأول من التجسد هو: التعليم! ولكن التعليم لا يكمل إلا بالقدوة! والقدوة لا تكمل إلا بالحب! والحب لا يكمل إلا بالفداء! وهكذا كان الفداء!! الحب الإلهي غير محدود! ولكن العدل الإلهي أيضًا غير محدود! ولا يمكن أن يكون إلا إلهًا: حبه عادل! وعدله محب. ولا نستطيع أن نهتم ونتقبل إحدى كمالات الله، دون أن نهتم ونتقبل كمالاته الأخرى. ذلك لأن البعض يريدون من الله أن يكون محبا! فقط، ويستكثرون عليه أن يكون عادلًا! وهذا خطأ جسيم، سببه تغليب العاطفة على العقل، والفكر الفردي على فكر الآباء! (أ) نتائج السقوط لقد نتج عن السقوط - إذن - أمران جوهريان هما: 1- حكم الموت. 2- فساد الطبيعة الإنسانية. 1- حكم الموت: وهو موت رباعي. * الموت الجسدي: إذ يمرض الإنسان ويشيخ ويدفن في التراب. * الموت الروحي: إذ يحيا الإنسان منفصلًا عن الله. * الموت الأدبي: حيث سقط الإنسان من رتبته، وخرج من جنة عدن، وتألبت عليه الطبيعة المادية، والنباتية، والحيوانية... * الموت الأبدي: إذ سيطر عليه - لفساده - حكم الموت، في الجحيم، ثم جهنم. 2- فساد الطبيعة: إذ تلوث الإنسان، وانحرفت مكوناته، وتألبت عليه غرائزه وشهواته وأنانيته، فقتل، وزنى، وسرق، وأصبحت نفسه ينبوعًا للآثام، تزداد في كميتها ونوعياتها كل يوم، وحتى الآن، إذ يبتدع إنسان لنفسه شهوات كثيرة، وجديدة ومنحرفة..وها هو الآن يحاول تقنينها ضميريًا ومدنيًا وحتى دينيًا... كما يحدث في الغرب الآن مع حركات الجنسية المثلية. وأخيرًا جاء الفادي. كان لابد من فادٍ يدفع عن البشرية حكم الموت، ويطهرها من فساد الطبيعة... وأن يكون هذا الفادي بصفات خاصة، تؤهله للقيام بهذا العمل المجيد إذ لابد أن يكون: 1- غير محدود : لأن خطية آدم وحواء غير محدودة، إذ أنها موجهة نحو الله غير المحدود، وعقاب أي خطأ يكون بحسب الموجه إليه هذا الخطأ. 2- بلا خطيئة : لأن الفادي لو كان خاطئًا، لأحتاج من يفديه... إن فاقد الشيء لا يعطيه. 3- خالقًا: حتى يستطيع تجديد طبيعة الإنسان التي فسدت، هذا أمر لا يستطيعه إلا الخالق! 4- إنسانًا : فالإنسان هو الذي أخطأ، ولابد لمن يموت ليفديه أن يكون إنسانًا، لكي يمثل الإنسانية المفتداة. 5- قابلًا للموت : لأن أجرة الخطية موت، ولابد من دفع ثمن السقوط، وهو تنفيذ حكم الموت. بل لابد لهذا الموت أن يصاحبه سفك دم... "لأنه بدون سفك دم لا تحصل مغفرة" (عبرانيين 22:9). بل لابد لسفك الدم من أن يكون على عود الصليب، لأنه مكتوب: "ملعون كل من علق على خشبة" (غلاطيه 13:3)... ذلك لكي يغسل الرب لعنة الإنسان ولعنة الأرض. "ملعونة الأرض بسببك" (التكوين 17:3). ويستحيل - بالطبع - أن تجتمع هذه المواصفات، لا في إنسان، ولا في ملاك ولا فى رئيس ملائكة، ولا في نبي.. فمن يحقق بعضها لا يحقق البعض الآخر... لهذا جاء التجسد بمثابة الحل الوحيد لإنقاذ الإنسان وفدائه، لأن "الكلمة" حينما تجسد وتأنس، استطاع أن يوفى كل مواصفات الفادي، وكل مطاليب العدالة الإلهية، والحب الإلهي بآن واحد: * بلاهوته: كان غير محدود، وبلا خطية، وخالقًا... * وبناسوته: كان إنسانًا، قابلًا للموت، وسفك الدم بالصليب. وهكذا ارتفع الرب يسوع على الصليب، ليحمل عقاب خطايانا، ويرفع عنا ديوننا، ويطهر لنا طبيعتنا الساقطة، ويردنا إلى صورتنا الأولى كأولاد الله.. لك الشكر يا رب!! (ب) فاعليات الفداء الفداء، هو سر خلاص البشرية، وبدون الفادي ليس سوى الهلاك: بالموت الذي حكم به علينا، وبالفساد الذي ورثته طبيعتنا، وبالخطايا اليومية الناتجة عن ذلك. لكن الرب يسوع حينما فدانا على عود الصليب، قدَّم لنا من خلال دمه الطاهر فعاليات خمس هي: 1- الغفران: إذ "بدون سفك دم لا تحصل مغفرة" (العبرانيين 22:9) "فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا" (أفسس 7:1) فها هو دم المسيح يغفر للتائبين كل خطاياهم، حيث حمل الرب "خطايانا في جسده على خشبة" (1بط 24:2). لذلك فمهما كانت خطايانا فأمامنا باب التوبة المفتوح، "من يقبل إلَّى، لا أخرجه خارجًا"(يوحنا 37:6)، "محوت كغيمة ذنبوك، وكسحابة خطاياك. وخطاياك لا اذكرها" (أش 22:44)، "كبعد المشرق عن المغرب أبعد عنا معاصينا" (مز 12:103) "طرحت خطاياك وراء ظهري... لا أذكرها" (أش25:43). 2- التطهير: فالغفران يخص الماضي، أما التطهير فيخص الحاضر "دم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية"(1يو 7:1). وهكذا فمن يلجأ إلى الرب يسوع، وإلى دمه الطاهر، ويتطهر من كل خطية! وأرجو من القارئ الكريم ملاحظة كلمة "كل". 3- التقديس: وهذا يخص المستقبل، فالغفران يكون لما ارتكبتاه في الماضي من خطايا، والتطهير يخص حاضرنا المدَّنس، أما التقديس فيخص مستقبلنا الروحي، ذلك حينما يقدسنا دم المسيح، أعمالًا لفعل الميرون فينا، وسكنى روح الله داخلنا.. يسوع "لكي يقدس الشعب بدم نفسه تألم خارج الباب" (عب9). والتقديس هنا لا يعنى العصمة، ولكنه يعنى التخصيص والتكريس والتدشين والملكية.. فروح الله الذي أخذناه بالميرون المقدس، يضرم بفعل التناول المستمر، من جسد الرب ودمه فيزداد، تكريسنا عمقًا وشمولًا: من الفكر، إلى الحواس، والمشاعر، والإرادة، والأعمال، والخطوات. 4- الثبات : إذ قال الرب: "من يأكل جسدي ويشرب دمى، يثبت فيَّ وأنا فيه" (يو 56:6)... التناول إذن ثبوت الرب، وثبوت للرب فينا وما أمجدها من حياة، أن يسكن فينا المسيح، ويجعل من قلوبنا مذود له، ومن بيوتنا كنائس يسكناها، لذلك يوصينا "أثبتوا فيَّ" (يو 4:15)، علينا أن نكثر من تناولنا من جسده ودمه الأقدسين. 5- الحياة الأبدية: إذ قال لنا بفمه الطاهر: "من يأكل جسدي ويشرب دمى، فله حياة أبدية، وأنا أقيمه في اليوم الأخير" (يو 54:6).. إذن فجسد الرب دمه يعطينا إمكانية القيامة.. فالخلود، والدخول إلى ملكوته الأبدي السعيد.. يا لعظيم محبة الله..!! إن يرفعنا من طين الخطية إلى عرش نعمته! ومن ضعف الجسد إلى أمجاد أورشليم! ومن شركة الترابيين إلى شركة سكان السماء! ماذا علينا الآن؟ 1- إن كان دم المسيح يغفر فعلينا بالتوبة. 2- إن كان دم المسيح يطهر.. فعلينا بالإلحاح في الصلاة!! 3- إن كان دم المسيح يقدس.. فلنفحص مدى تكريسنا له!! 4- إن كان دم المسيح يثبت.. فلنشبع به في التناول!! 5- إن كان دم المسيح يحيىّ.. فلنرفع قلوبنا إلى فوق!! |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 38 ) | ||||
..::| VIP |::..
![]() |
![]() لنيافة الأنبا بيشوى
لماذا ولد السيد المسيح في بيت لحم؟ إن السيد المسيح هو ملك الملوك، ورب الأرباب. وقد أراد بميلاده في بيت لحم أن يعلمنا الاتضاع، وأن الكرامة الحقيقية تنبع من الداخل وليس من المظاهر الخارجية. فالحب مجد، والكراهية عار. فليس المجد في الملابس الثمينة الغالية الثمن أو الذهب. فالإنسان الأصيل هو الذي معدنه مثل الذهب، هذا هو الإنسان الذي له المجد الداخلى. وهذا هو أول درس يعلمه لنا السيد المسيح من ميلاده في حظيرة للأغنام. وهناك دروس أخرى هامة من الممكن أن نتعلمها من قصة الميلاد. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 39 ) | ||||
..::| VIP |::..
![]() |
![]() لنيافة الأنبا بيشوى
لماذا ولد السيد المسيح في بيت لحم؟ إن السيد المسيح هو ملك الملوك، ورب الأرباب. وقد أراد بميلاده في بيت لحم أن يعلمنا الاتضاع، وأن الكرامة الحقيقية تنبع من الداخل وليس من المظاهر الخارجية. فالحب مجد، والكراهية عار. فليس المجد في الملابس الثمينة الغالية الثمن أو الذهب. فالإنسان الأصيل هو الذي معدنه مثل الذهب، هذا هو الإنسان الذي له المجد الداخلى. وهذا هو أول درس يعلمه لنا السيد المسيح من ميلاده في حظيرة للأغنام. وهناك دروس أخرى هامة من الممكن أن نتعلمها من قصة الميلاد. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 40 ) | ||||
..::| VIP |::..
![]() |
![]() هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم
لقد ولد السيد المسيح في وسط الأغنام لأنه هو حمل الله، وكما قال يوحنا المعمدان "هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم" (يو1: 29). فكان من الطبيعي أن الخروف الذي سيحمل خطية العالم، والذي سيذبح من أجل خلاصنا؛ أن يولد في وسط الأغنام أو الخرفان. وبالأخص في مدينة بيت لحم حيث المراعى الكثيرة. فبيت لحم كانت تُربَى فيها الأغنام حيث المراعى الكثيرة. كما أنها كانت قريبة من أورشليم. وأيضًا يوجد بها هيكل سليمان الذي كانت تقدم فيه ذبائح لغفران خطايا الشعب في العهد القديم. وهذا الغفران كان رمزًا للغفران الحقيقي الذي تم بذبيحة الصليب، وذلك عندما سفك المسيح دمه على الصليب، ومات من أجل خطايانا، ثم قام من الأموات، وصعد إلى السموات. فكان من الطبيعي أن الحمل يولد في وسط الحملان. وهذه نبوة واضحة جدًا عن أنه حمل الله الذي يحمل خطية العالم كله. |
||||
![]() |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
كل عيد حب وأنتم طيبين |
كل كيهك وأنتم طيبين |
كل سنة وأنتم طيبين ! |
كل سنة وأنتم طيبين ! |
كل كريسماس وأنتم طيبين |