01 - 02 - 2021, 04:29 PM | رقم المشاركة : ( 31 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: حياة الأنبا انطونيوس للقديس أثناسيوس الرسولى
71. وعندما كان منصرفاً. وكنا نحن نعد له الطريق، ووصلنا [124] إلى البوابة، وصرخت امرأة من الخوف وقالت: “انتظر يا رجل الله، فإن ابنتي معذبة جدا من شيطان، أتوسل إليك أن تنتظر لئلا أؤذى أنا أيضا نفسي من الركض”. ولما سمعها الشيخ. وسمع رجاءنا نحن أيضا. أنتظر بكل ارتياح. وإذ اقتربت المرأة انطرحت الفتاة علي الأرض. ولكن لما صلي أنطونيوس ودعا اسم المسيح، قامت الفتاه صحيحة إذ خرج منها الروح النجس، وباركت الأم الله، وقدم الجميع الشكر. وفرح أيضا أنطونيوس نفسه مرتحلا إلى الجبل، كأنه مرتحلا إلى بيته ووطنه.
72. كذلك كان أنطونيوس حصيفا جداً، وكان وجه العجب أنه ولو لم يتعلم القراءة أو الكتابة كان حاضر البديهة وفي غاية الذكاء. جاءه مرة فليسوفان يونانيان مؤملين أن يقيسا ذكاءهما بذكاء أنطونيوس، وكان وقتئذ في الجبل الخارجي، وإذ علم حقيقة شخصيتهما، وذلك من مجرد مظهرهما، جاء إليهما وقال لهما بواسطة مترجم: “لماذا أجهدتما نفسكما أيها الفيلسوفان لتأتيا إلى رجل جاهل؟” ولما قالا أنه ليس جاهلا بل حصيفا جدا، قال لهما: “إن كنتما قد أتيتما إلى رجل جاهل فقد أسرفتما في تعبكما، أما أن كنتما تعتقدان أنني حكيم فتستطيعان أن تصبرا ، لأننا ينبغى أن نقتدي بما هو صالح. ولو كنت قد ذهبت إليكما لاقتديت بكما. أما وقد أتيتما إلى وجب أن تكونا مثلي، لأنني مسيحي”. فانصرفا منذهلين سيما لما رأيا أنه حتى الشياطين تخشى أنطونيوس. 73. وفي مرة أخرى قابله في الجبل الخارجي آخرون كهذين الفيلسوفان، وظنوا أن يهزءوا به لأنه لم يتعلم الحروف. فقال لهم أنطونيوس “ماذا تقولون، ما الذي وجد أولاً العقل أم الحروف؟ وأيهما علة الآخر، هل العقل علة الحروف، أم الحروف علة العقل؟”. وعندما أجابوا بأن العقل هو الذي وجد أولاً، وأنه هو مخترع الخروف، قال أنطونيوس: “إذاً فمن كان له عقل راجح أصبح في غير حاجة إلى الحروف”. وأذهلت هذه الإجابة كلا من الواقفين والفلاسفة، فانصرفوا منذهلين إذ رأوا فهما غزيراً كهذا في رجل غير متعلم، لأن طباعه لم تكن خشنة كمن قد عاش في الجبل وشاخ فيه بل كانت رقيقة مهذبة، وكان كلامه مصلحاً بالملح الإلهي، حتى أنه لم يتضايق منه أحد، بل سر منه كل الذين زاروه. |
||||
01 - 02 - 2021, 04:29 PM | رقم المشاركة : ( 32 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: حياة الأنبا انطونيوس للقديس أثناسيوس الرسولى
74. بعد هذا جاءه أيضاً آخرون وكان هؤلاء يعتبرون حكماء بين اليونانيين، وطلبوا منه سبب إيمانه بالمسيح. ولما حاولوا أن يحاجوه بصدد الكرازة بالصليب الإلهي، قاصدين الاستهزاء، توقف أنطونيوس قليلاً، وشفق أولاً علي جهلهم، ثم قال بواسطة مترجم استطاع ترجمة كلماته بمهارة: “أيهما أجمل، هل الاعتراف بالصليب، أم أن تنسبوا الزنى ومضاجعة الأولاد لما تسمونه آلهة؟ لأن ما اخترناه نحن هو علامة الشجاعة وعلامة أكيدة علي احتقار الموت، أما أنتم فقد اخترتم شهوات الخلاعة” وثانيا “أيهما أفضل: هل القول بأن كلمة الله لم يتغير ولكنه، وهو هو بنفسه، اتخذ جسداً بشرياً من أجل خلاص الإنسان وغيره، وحتى إذا ما اشترك في الميلاد البشري أمكن أن يجعل الإنسان شريكا للطبيعة الإلهية الروحية [125]، أم تشبيه الذات الإلهية بالحيوانات عديمة الإحساس ، وبالتالي عبادة البهائم ذوات الأربع، والزحافات وأشباه الناس، لأن هذه موضوع احترامكم أيها الحكماء. وكيف تتجاسرون علي تهزيئنا نحن الذين نقول أن المسيح ظهر كإنسان إذ رأى أنكم وقد أحدرتم النفس من السماء تؤكدون أنها قد ضلت وسقطت من قبة السماء إلى الجسد؟ وليتكم قلتم أنها سقطت في الجسم البشري فقط، دون أن تؤكدوا أنها تتغير إلى البهائم ذوات الأربع والزحافات، لأن إيماننا يصرح بأن مجيء المسيح كان لخلاص البشر، أما أنتم فتضلون إذ تقولون أن النفس لم تخلق. ونحن إذ نتأمل في قدرة ومحبة العناية الإلهية نعتقد أن مجيء المسيح في الجسد لم يكن أمراً مستحيلا علي الله”.
ولكنكم رغم اعتباركم النفس بأنها شبه العقل [126] فإنكم تربطونها بالسقطات، وتتوهمون في أساطيركم بأنها متغيرة، وبالتالي تبتدعون تلك الفكرة بأن العقل نفسه متغير بسبب النفس، لأنه مهما كانت طبيعة الشبيه فيتحتم أن تكون هي نفس طبيعة المشبه به. فاذكروا كلما خطرت ببالكم مثل هذه الأفكار عن العقل أنكم تجدفون علي أب العقل نفسه.[127] 75. أما عن الصليب فأيهما أفضل: هل حمله عند الاصطدام بمؤامرة من الأشرار ، دون الخوف من الموت، مهما أتى في أي وضع من أوضاعه[128]، أم الثرثرة الكثيرة عن تحركات أوزوريس، وإيزيس، ومؤامرة تيفون، وطيران كرونس وأكله أولاده وذبح أبيه؟ لأن هذه هي حكمتكم، وأن هزأتم بالصليب فكيف لا تتعجبون من القيامة؟ لأن نفس الأشخاص الذين أخبرونا عن الأخيرة كتبوا عن الأول. ولماذا عندما تذكرون الصليب تخرس ألسنتكم عن ذكر الأموات الذين قاموا، والعمي الذين نالوا البصر، والمفلوجين الذين شفوا، والبرص الذين طهروا، والمشى علي البحر، وباقي الآيات والأعاجيب، التي تبين أن المسيح ليس إنسانا بل هو الله؟ أنتم تبدون في نظري بأنكم تظلمون أنفسكم كثيرا، ولم تقرأوا كتابنا المقدس بانتباه. فاقرأوا وانظروا كيف أن أعمال المسيح تبرهن علي أنه هو الله أتى إلى الأرض لخلاص البشر. |
||||
01 - 02 - 2021, 04:30 PM | رقم المشاركة : ( 33 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: حياة الأنبا انطونيوس للقديس أثناسيوس الرسولى
76. ثم خبرونا عن معتقداتكم الدينية. ماذا تستطيعون قوله عن المخلوقات عديمة الإحساس سوى عدم الإحساس والشراسة؟ أما إن كنتم ـ كما أسمع ـ تريدون أن تقولوا أنكم تتكلمون عن هذه الأشياء كمجرد أساطير فتقولون أن هتك عرض الفتاة برسيفونا يرمز للأرض، وأن عرج هيفاستوس يرمز إلى النار، وأن الهواء يرمز إلى هيرا، والشمس يرمز إليها أبولون، والقمر أرطاميس، والبحر بوسيدون، فإنكم لا تعبدون الله نفسه، بل تعبدون المخلوق دون الله خالق كل الأشياء. وإن كنتم قد ابتدعتم مثل هذه الأساطير بسبب جمال الخليقة، فكان خليقا أن تقفوا عند حد الإعجاب بها، وإلا فقد حان لكم أن تحولوا مجد البناء إلى المنزل الذي بناه، وتحولوا مجد القائد إلى الجندي. أي جواب تعطونه عن هذه الأمور إذا لكي نعرف إن كان في الصليب ما يستحق الاستهزاء”؟
77. وعندما وقعوا في حيرة، وتلفتوا هنا وهناك، ابتسم أنطونيوس وقال: “إن المنظر نفسه يحمل الدليل المقنع لهذه الأمور. ولكن طالما كنتم تفضلون الارتكاز علي حجج وصفية، وطالما كنتم تريدوننا أن لا نعبد الله إلا بعد مثل هذه البراهين التي تحذقونها، فهل لكم أن تخبرونا أولاً كيف تعرف بدقة كل الأمور بصفة عامة ومعرفة الله بصفة خاصة؟ هل بطريقة الحجج الوصفية أم بعمل الإيمان. وأيهما أفضل، الإيمان الذي يأتي بعمل الله الداخلي أم الحجج الوصفية. وعندما أجابوا بأن الإيمان الذى يأتي بالعمل الداخلي أفضل وأنه هو المعرفة الدقيقة، قال أنطونيوس “حسنا أجبتم، لأن الإيمان ينشأ من ميل النفس، أما المنطق فمن ذكاء مخترعه، لذلك فإن الذين يحصلون علي العمل الداخلي بسبب الإيمان ليسوا في حاجة إلى الحجج الوصفية، بل هي زائدة عن الحاجة، لأنكم تحاولون أن تبرهنوا بالكلام ما نعرفه بالإيمان، وكثيرا ما عجزتم حتى عن التعبير عما نعرفه نحن، ولذلك فإن عمل الإيمان الداخلي أفضل وأقوى من حججكم الفنية. 78. لذلك نحن المسيحيين نتمسك بالسر، لا في حكمة الحجج الفلسفية، بل في قوة الإيمان المعطى لنا بغني من الله يسوع المسيح. وللتدليل علي صحة هذا القول: هوذا الآن نحن نؤمن بالله. دون تعلم القراءة والكتابة، عارفين من أعماله عنايته الشاملة بكل الأشياء. وللتدليل علي أن إيماننا فعال هوذا نحن الآن مدعمون بالإيمان بالمسيح، أما أنتم فتعتمدون علي مماحكاتكم الكلامية. وهوذا خرافات الأوثان قد تلاشت، وأما إيماننا فيمتد في كل مكان، هوذا أنتم بحججكم ومماحكاتكم لم تحولوا أحداً من المسيحية إلى الوثنية. أما نحن فإذ ننادى بالإيمان بالمسيح ندحض خرافاتكم، لأن الجميع يعترفون بأن المسيح هو الله وابن الله. انتم بفصاحتكم لا تعطلون تعليم المسيح. أما نحن فبمجرد ذكر المسيح مصلوبا نطارد كل الشياطين التى تخشونها كأنها آلهة، فحيث وجدت إشارة الصليب [129] ضعف السحر فتلاشت قوة العرافة. |
||||
01 - 02 - 2021, 04:30 PM | رقم المشاركة : ( 34 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: حياة الأنبا انطونيوس للقديس أثناسيوس الرسولى
79. “أخبرونا إذا أين هي أقوال آلهتكم؟ أين هو سحر المصريين؟ أين هي ضلالات السحرة؟ متى بطلت كل هذه وبدأت تضعف إلا عندما قام صليب المسيح؟ أهذا يستحق أن يكون موضوع هزء وسخرية ؟ أو ليس بالأحرى تلك التي انقشعت أمامه وافتضح ضعفها؟ والعجيب أن ديانتكم لم تلق أي اضطهاد، بل يكرمها الناس في كل مدينة، أما أتباع المسيح فيلقون الاضطهاد. ومع ذلك فديانتنا تزدهر وتتكاثر أكثر من ديانتكم. كل ما عندكم يتبدد، رغم ما يلقاه من تمجيد وإكرام. أما إيمان المسيح وتعاليمه فقد ملأت العالم، رغم هزئكم بها واضطهاد الملوك لها فى أغلب الأديان لأنه متى ازداد ضياء معرفة الله؟ أو متى ظهر ضبط النفس وسمو البتولية؟ ومتى احتقر الموت إلا عندما ظهر صليب المسيح؟ وهذا ما لا يشك فيه أحد حينما يرى الشهيد محتقرا الموت من أجل المسيح، ويرى عذارى الكنيسة حافظات أنفسهن طاهرات وبلا دنس من أجل المسيح.
80. وهذه العلامات كافية للبرهان علي أن إيمان المسيح وحده هو الديانة الحقة. ولكن انظروا، أنتم لا تؤمنون بعد، ولا تزالون تطلبون حججا، وعلى أي حال فإننا نقدم برهاننا، كما كان معلمنا لا بكلام الحكمة المقنع[130]، بل نقنع بالإيمان الذى يسبق براهين الحجج. هوذا هنا بعض المعذبين جداً بالشياطين (وكان هنالك وقتئذ بعض المرضى المعذبين جدا بالشياطين، فأتى بهم في الوسط وقال) فهل تستطيعون تطهيرهم بالحجج أو بأي فن أو سحر تختارون، داعين أصنامكم؟ وإلا فكفوا عن منازعتنا إن عجزتم، وعندئذ ترون قوة صليب المسيح. قال هذا ودعا المسيح. ورشم المرضى مرتين أو ثلاث مرات بعلامة الصليب، وللحال وقف الرجال أصحاء، وفي عقلهم السليم، وقدموا الشكر للرب في نفس اللحظة. فتعجب الفلاسفة وذهلوا للغاية من فهم الرجل ومن الآية التى صنعت. أما أنطونيوس فقال: “لماذا تتعجبون من هذا؟ لسنا نحن الذين نعمل هذه الأمور، ولكن المسيح هو الذى يعملها بواسطة من يؤمنون به، لذلك آمنوا أنتم أنفسكم أيضا تروا أنه ليست لدينا حيل كلامية، بل إيمان عن طريق المحبة التى وجدت فينا نحو المسيح، والتي إن حصلتم عليها أنتم أنفسكم لما طلبتم فيما بعد حججا وصفية، بل اعتبرتم الإيمان بالسيد المسيح كافياً”. هذه هي كلمات أنطونيوس، وإذ تعجبوا من هذا أيضا حيوه وانصرفوا معترفين بالفائدة التى نالوها منه. 81. ووصلت شهرة أنطونيوس حتى إلى الملوك، لأن الإمبراطور قسطنطين وولديه قسطنطينوس وقسطنس كتبوا خطابات إليه، كما إلى أب، ورجوه أن يرسل الرد إليهم، ولكنه لم يتفاخر بالخطابات، كما أنه لم يغتبط بالرسائل، بل لبث كما قبل أن يكتب الأباطرة إليه، ولكنهم عندما أحضروا إليه الخطابات دعا الرهبان وقال: “لا تتعجبوا، إن الله كتب الشريعة للبشر، وكلمنا في أبنه”[131]. فإنه لم يرغب قبول الخطابات قائلاً: إنه لا يعرف أن يكتب ردا لرسائل كهذه. ولكن لسبب حث الرهبان له، لأن الأباطرة كانوا مسيحيين، ولئلا يعثروا علي أساس أنهم قد امتهنت كرامتهم، لذلك قبل أن تقرأ الخطابات عليه، وكتب الرد مادحا إياهم لعبادته للمسيح ومقدما إليهم النصيحة في الأمور المتعلقة بالخلاص طالبا أن لا يفكروا كثيرا في الحاضر، بل ليذكروا بالأحرى الدينونة العتيدة ويعرفوا أن المسيح وحده هو الملك الحقيقي الأبدي. ورجاهم أن يكونوا رحماء ، وأن يهتموا بالعدل وبالفقراء. أما هم ففرحوا لاستلامهم الرد…. هكذا كان عزيزا عند الجميع، وكان الجميع يتمنون أن يعتبروه أباً |
||||
01 - 02 - 2021, 04:30 PM | رقم المشاركة : ( 35 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: حياة الأنبا انطونيوس للقديس أثناسيوس الرسولى
82. وإذ اشتهر بأنه عظيم ، وكان يجيب علي أسئلة كل من يراه، عاد إلى الجبل الداخلي، وتمسك بنسكه العادي. وعندما كان يأتي إليه الناس وهو جالس أو ماش، كانوا يرونه صامتا[132]، كما هو مكتوب في دانيال. وبعد فرصة كان يستأنف حديثه مع الأخوة الذين كانوا معه. وكان رفقاؤه يدركون أنه قد رأى رؤيا. لأنه عندما كان يجلس علي الجبل كثيرا ما يرى ما هو حادث في مصر، ويرويه إلى سرابيون الأسقف [133] الذى كان معه في صومعته، وأن كثيرا بسبب ما رأى، وبعد فترة معينة عاد إلى الواقفين بجانبه بأنات ورعدة، وصلى. وإذ جثا علي ركبتيه ظل هكذا وقتا طويلا. وعندما قام ذلك الشيخ بكى، فأراد رفاقه أن يعرفوا جلية الأمر، وأتعبوه كثيرا حتى اضطر للكلام. وبأنات قال ما يلي: “يا بنى، كان خيرا لي أن أموت قبل أن يحدث ما ظهر لي في الرؤيا”. وعندما سألوه ثانيه أنفجر بالدموع وقال: “إن الغضب يوشك أن يحل بالكنيسة، وهى علي وشك أن تسلم إلى أناس عديمي الإحساس كالبهائم، لأنني رأيت مائدة بيت الرب واقفا حولها بغال من كل جهة في حلقة مستديرة، ترفس الأشياء التي فيها كما يرفس القطيع عندما يقفز مضطربا” . ثم قال “وأنتم قد رأيتم كيف كنت أئن، لأنني سمعت صوتا يقول أن مذبحي سوف يتنجس”.
هذه الأمور رآها ذلك الشيخ. وبعد سنتين حدثت ثورة الأريوسيين الحالية. ونهبت الكنائس، عندما اغتصبوا الأواني المقدسة بعنف، وحملوها للوثنيين، وعندما ألزموا الوثنيين الذين في السجون بالاشتراك في خدماتهم، وعملوا ما أرادوا علي المائدة في حضورهم، عندئذ فهمنا أن رفسات البغال كانت تنبي أنطونيوس بما يفعله الأريوسيين الآن بدون إحساس كالبهائم. ولكن عندما رأى هذه الرؤيا عزى الذين معه قائلا: لا تنكسر نفوسكم يا أولادي، لأنه كما غضب الرب فإنه سيعود ويشفينا، ويعود إلى الكنيسة هدوءها ثانية، وتضئ كما اعتادت أن تضئ، وترون المضطهدين يتراجعون وينسحب الإثم ثانية إلى مخابئه، ويتكلم الإيمان المبارك بجسارة في كل مكان بكل حرية، فقط لا تدنسوا أنفسكم مع الأريوسيين، لأن تعليمهم ليس تعليم الرسل بل تعليم الشياطين وأبيهم إبليس ، لكنه بالأحرى عقيم وبلا معنى، وخال من أى فهم سليم مثل هذه البغال عديمة الإحساس. 83. هذه هي كلمات أنطونيوس، ويجب أن لا نشك في إمكانية حدوث مثل هذه العجائب علي يد إنسان، فهذا هو وعد المخلص عندما قال “لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل أنتقل من هنا فينتقل، ولا يكون شئ غير ممكن لديكم[134]، وأيضا “الحق الحق أقول لكم أن كل ما طلبتم من الأب باسمي يعطيكم، اطلبوا تجدوا” [135] وهو نفسه الذى قال لتلاميذه ولكل من يؤمنون به “أشفوا المرضى أخرجوا شياطين مجانا أخذتم مجاناً أعطوا”[136] |
||||
01 - 02 - 2021, 04:30 PM | رقم المشاركة : ( 36 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: حياة الأنبا انطونيوس للقديس أثناسيوس الرسولى
84. وعلى آي حال فإن أنطونيوس لم يشف المرضى بإعطاء الأمر بل بالصلاة والنطق باسم المسيح، ولذا فقد كان واضحا للجميع أنه لم يكن هو الذى يعمل بل الرب الذى أظهر رحمة علي يديه، وشفى المتألمين، أما نصيب أنطونيوس فكان الصلاة والنسك، اللذين من أجلهما لبث فى الجبل، فرحاً بالتأمل في الإلهيات، وحزينا عندما كانت تجهده كثره الجماهير، مما كان يضطره للانسحاب إلى الجبل الخارجي. فطالما ألح عليه كل القضاة أن ينزل إليهم، لأنه كان مستحيلا عليهم الدخول بسبب المتقاضين الذين يتبعونهم، لذلك طلبوا منه أن يأتى إليهم ليروه ، وعندما رفض الذهاب إليهم ظلوا ثابتين، وأرسلوا إليه الأسرى تحت حراسة الجند، لعله ينزل من أجل هؤلاء. وإذ كانت تضغط عليه الضرورة ورآهم ينتحبون دخل الجبل الخارجي، ولم يصبح تعبه بلا جدوى، لأن مجيئه كان نافعا للكثيرين، وللقضاة أنفسهم، إذ نصحهم ليفضلوا العدل علي كل شئ، ويخافوا الله، ويعرفوا أنه بالدينونة التى بها يدينون يدانون[137]. أما هو فأحب إقامته في الجبل أكثر من كل شئ.
85. ومرة أخرى عاني نفس الضغط ممن كانت لهم حاجات ملحة وبعد توسلات كثيرة من قائد الجند نزل، وعندما جاء كلمهم بإيجاز عما يؤول إلى الخلاص، وعمن كانوا يحتاجون إليه، ثم أسرع في الانصراف. ولكن عندما توسل إليه الدوق ـ كما كان يدعى ـ لكي ينتظر، أجاب بأنه لا يستطيع البقاء بينهم وأقنعهم بابتسامة جميلة قائلا “إن بقى السمك طويلا علي الأرض الجافة مات. هكذا يفقد الرهبان قوتهم إن توانوا بينكم وصرفوا وقتهم معكم. لذلك كما يجب أن يسرع السمك إلى البحر، هكذا ينبغي أن نسرع إلى الجبل لئلا إذا تأخرنا ننسى ما بداخلنا”. ولما سمع القائد هذا وأشياء كثيرة غيرها منه ذهل وقال: “يقينا إن هذا الرجل خادم الله، لأنه لو لم يكن محبوبا من الله فمن أين كان مثل هذا الفهم العظيم لإنسان جاهل؟”. 86. وكان هناك قائد يدعى بلاسيوس اضطهدنا نحن المسيحيين بعنف بسبب رعايته للأريوسيين، ذلك الاسم المشئوم. وإذ اشتدت به قساوة القلب، حتى أنه ضرب العذارى، وجرد الرهبان وجلدهم. كتب أنطونيوس في ذلك الوقت خطابا وأرسله إليه، وهذه فحواه: “أنني أرى الغضب قادما عليك، لذلك كف عن اضطهاد المسيحيين لئلا يحل بك الغضب، لأنه الآن علي وشك المجيء إليك”. أما بلاسيوس فضحك، وألقى بالخطاب علي الأرض، وتفل عليه وأهان حامليه، وأمرهم أن يبلغوا أنطونيوس ما يلى: “طالما كنت مهتما بالرهبان فسآتي إليك أنت أيضا سريعا”. ولم تمضى خمسة أيام حتى حل عليه الغضب، لأن بلاسيوس ونسطور [138] والي مصر. خرجا إلى أول مكان للاستراحة بعد الإسكندرية، ويدعي كيريو، وكان كل منهما ممتطيا جواده، وكان الحصانان ملكا لبلاسيوس وهما أهدأ ما في اسطبله. ولكنهما لم يبعدا كثيرا في طريقهما إلى المكان المقصود حتى بدأ الحصانان يطفران معاً كعادتهما، وفجأة عض الحصان الأهدأ ـ الذى كان راكبا عليه نسطور ـ بلاسيوس فأوقعه عن حصانه، ثم هجم عليه، فمزق فخده بأسنانه بحالة أليمة، حتى أنه حمل إلى المدينة في الحال، ومات بعد ثلاثة أيام. وتعجب الجميع لأن ما تنبأ به أنطونيوس تم سريعا. |
||||
01 - 02 - 2021, 04:30 PM | رقم المشاركة : ( 37 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: حياة الأنبا انطونيوس للقديس أثناسيوس الرسولى
87. وهكذا حذر القساة. أما الباقون الذين جاءوا إليه فإنه علمهم حتى نسوا شئونهم في الحال. وهنئوا الذين اعتزلوا عن العالم. ثم أنه كان يواسى المظلومين بطريقة عجيبة جدا، حتى كان يخيل إليك أنه هو المتألم لا الآخرون.
وعلاوة علي هذا فقد كانت له القدرة علي إفادة الجميع، حتى أن جنودا كثيرين وأشخاصا ممن كانت لهم ممتلكات وافرة تركوا عنهم أثقال الحياة وترهبنوا بقية أيام حياتهم. وكأنه كان طبيبا وهبه الله لمصر. فمن ذا الذى كان حزينا وقابل أنطونيوس دون أن يرجع فرحا مسرورا؟ ومن ذا الذى أتي حزينا من أجل ميته ولم ينزع عنه حزنه في الحال؟ ومن ذا الذى أتي غاضبا ولم يتحول صديقا؟ ومن ذا البائس وكسير الروح الذي لم يحتقر الثروة ويعزى نفسه في فقره بمجرد الاستماع إليه والتطلع إليه؟ أي راهب أتى إليه ولم يتقو بعد أن كان خاملا متكاسلاً؟ أي شاب أتى الجبل ورأى أنطونيوس دون أن يحرم على نفسه الملذات في الحال ويحب الاعتدال؟ من ذا الذى جرب من الشيطان وأتى إليه دون أن يجد راحة؟ ومن ذا الذى أتى مثقلا بالشكوك دون أن يجد صفاء في ذهنه؟ 88. والعجيب في نسك أنطونيوس أنه إذ كانت له موهبة تمييز الأرواح، عرف حركاتها. ولم يجهل أين وجه أحدها نشاطه وصوب هجومه. ولم يكن هو وحده الذى لم ينخدع منها، بل أنه إذ طيب خاطر الذين أثقلتهم الشكوك علمهم كيف ينتصرون علي حيلها مبينا لهم ضعف ومكر تلك الأرواح التى تسلطت عليهم. وهكذا نزل كل واحد من الجبل كأنه قد أعده للحرب غير مبال بمؤامرات إبليس وشياطينه. وكم من عذارى مخطوبات حفظن عذراويتهن من أجل المسيح بمجرد رؤية أنطونيوس من بعيد. وأتى إليه الناس أيضا من أقطار أجنبية. وإذ حصلوا علي بعض الفائدة رجعوا ـ ككل الباقين ـ كأنهم تلقوا المعونة من أبيهم. ويقينا أنه عندما مات أحس الجميع بأنهم حرموا من أب، وعزوا أنفسهم بمجرد ذكرياتهم له، محتفظين في نفس الوقت بمشورته ونصائحه. |
||||
01 - 02 - 2021, 04:31 PM | رقم المشاركة : ( 38 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: حياة الأنبا انطونيوس للقديس أثناسيوس الرسولى
89. وجدير بالذكر أن أقص عليكم كيف كان موته لكي تسمعوا هذا كرغبتكم. لأن نهايته هذه تستحق الإقتداء بها. فإنه كعادته زار الرهبان في الجبل الخارجي، وإذ عرف من العناية الإلهية أن نهايته قد اقتربت، قال للأخوة: “هذه آخر زيارة أقوم بها لكم، وإن رأينا بعضنا بعضاً مرة أخرى في هذه الحياة كان ذلك مثار للدهشة. أخيرا قد قرب وقت ارتحالي، لأنني أشرفت علي المائة وخمسة أعوام”.
وعندما سمعوا هذا بكوا وعانقوا الشيخ وقبلوه. أما هو فتكلم بفرح. كأنه مسافر من مدينة غريبة إلى وطنه. ونصحهم بأن لا يتكاسلوا في عملهم، ولا يخوروا في تدريبهم، بل ليعيشوا كأنهم مماتون كل يوم، وكما قال لهم سابقا يجب أن يحرصوا كل الحرص علي حفظ النفس من الأفكار الدنسة، وأن يقتدوا بالقديسين بكل نشاط ، ولا تكون لهم أية خلطة “بالمانيين”[139] المنشقين، لأنكم تعرفون أخلاقهم الشريرة الفاسدة. ولا تكن لكم أية شركة مع الأريوسيين لأن كفرهم واضح للجميع ولا تنزعجوا إن رأيتم القضاة يحمونهم، لأن دفاعهم عنهم له نهاية. وعظمتهم زائلة ولمدة قصيرة، لذلك ابذلوا حرصا أوفر لحفظ أنفسكم بلا دنس منهم، ولا حظوا تقاليد الآباء سيما الإيمان المقدس بربنا يسوع المسيح الذى تعلمتموه من الكتب ، والذى طالما ذكرتكم به. 90. ولما ألح الأخوة ليمكث معهم ويموت هناك رفض لأسباب كثيرة كان ينم عنها التزامه الصمت، وكان أخصها هذا السبب: أن المصريين معتادون إكرام أجساد الصالحين ـ سيما أجساد الشهداء ـ بالخدمات الجنائزية، ولفها بالأقمشة الكتانية عند الموت، وعدم دفنها تحت الأرض بل وضعها علي أرائك، وحفظها في منازلهم، ظانين أنهم بهذا يكرمون الراحلين. وطالما حث أنطونيوس الأساقفة لأعطاء النصائح للشعب في هذه الناحية. كذلك علم العلمانيين ووبخ النساء قائلا: “إن هذا الأمر لا هو شرعي ولا هو مقدس علي الإطلاق ، لأن أجساد الأباء البطاركة الأولين والأنبياء محفوظة إلى الآن في مقابر. ونفس جسد الرب أودع قبراً وضع عليه حجر، وبقي مختبئا إلى أن قام في اليوم الثالث.[140] وإذ قال هذا بين لهم أن من لم يدفن أجساد الموتى بعد الموت تعدى الوصية حتى وأن كانت الأجساد مقدسة، لأنه أي جسد أعظم أو أكثر قداسة من جسد الرب؟ ولما سمع هذا الكثيرون دفنوا الموتى منذ ذلك الوقت تحت الأرض. وشكروا الرب إذ تلقوا التعليم الصحيح. |
||||
01 - 02 - 2021, 04:31 PM | رقم المشاركة : ( 39 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: حياة الأنبا انطونيوس للقديس أثناسيوس الرسولى
91. أما هو، فإذ كان يعرف العادة، ويخشى أن يعامل جسده بتلك الطريقة، أسرع بدخول الجبل الداخلي الذى أعتاد الإقامة فيه، بعد أن ودع الرهبان في الجبل الخارجي. وبعد شهور قليلة حل به المرض. فدعا الراهبين اللذين كانا قد بقيا في الجبل خمسة عشر عاماً يمارسان النسك، ويخدمان أنطونيوس بسبب تقدمه في السن، وقال لهما: “إنني كما هو مكتوب[141] ذاهب في طريق الآباء، لأنني أرى أنني دعيت من الرب. فكونوا ساهرين، ولا تفسدوا نسككم الطويل، بل كأنكم مبتدئون الآن حافظوا علي عزمكم بغيرة، لأنكم تعلمون خداع الشياطين وكيف أنها متوحشة ولكنها قليلة القوة. لذلك لا تخافوها، بل بالحرى تنسموا المسيح دواماً، وثقوا فيه، عيشوا كأنكم تموتون كل يوم، التفتوا إلى أنفسكم، تذكروا النصائح التى سمعتموها منى. لا تكن لكم شركة مع المنشقين، ولا أية خلطة علي الإطلاق مع الأريوسيين الهراطقة لأنكم تعلمون كيف أنني تجنبتهم بسبب عداوتهم للمسيح وتعاليم هرطقاتهم الغريبة. لذلك كونوا أكثر غيره علي الدوام لأتباع الله أولا ، ثم التمثل بالقديسين، حتى يقبلونكم أيضاً بعد الموت كأصدقاء معروفين ، في المظال الأبدية، تأملوا في هذه الأمور وفكروا فيها. وإن كنتم تحترمونني وتهتمون بي كأب فلا تسمحوا لأى شخص يأخذ جسدى إلى مصر، لئلا يضعوني في البيوت، لأنني دخلت الجبال وأتيت هنا لأتفادى هذا.
” أنتم تعرفون كيف أنني كنت دواما أوبخ من تمسكوا بهذه العادة ونصحتهم ليكفوا عنها، لذلك ادفنوا جسدى، وخبئوه تحت الأرض بأنفسكم وحافظوا علي كلمتي حتى لا يعرف المكان أحد سواكما. لأنني في قيامة الأموات سأتقبله بلا فساد من المخلص. ووزعوا ثيابي، لأثناسيوس الأسقف أعطوا جلد خروف والرداء الذى أنا مضطجع عليه، والذى أعطانيه هو جديدا، ولكنه عتق معي، ولسابيون الأسقف أعطوا الجلد الآخر، واحتفظوا لنفسكم بالثوب المصنوع من الشعر[142] أما الباقي فخذاه يا ولدى. لأن أنطونيوس راحل ولن يبقى معكما فيما بعد”. 92. وإذ قال هذا قبلاه، ثم رفع رجليه، وكأنه رأى أصدقاء قادمين إليه وفرح بهم، لأنه إذ رقد بدت طلعته باشة، وعندئذ مات وضم إلى الآباء. أما هما فبناء علي وصيته لفاه ودفناه مخبئين جسده تحت الأرض، ولا يعرف أحد حتى اليوم أين دفن سوى هذين الاثنين والذى تقبل جلد الغنم من المغبوط أنطونيوس، والذى تقبل الثوب الذى كان يلبسه، حسبا ذلك كنزا نفيساً، لأن مجرد التطلع إلى هذين الرداءين كان يعتبر تطلعا إلى أنطونيوس. وكل من لبسهما كان يبدوا كأنه حامل نصائحه بفرح. |
||||
01 - 02 - 2021, 04:31 PM | رقم المشاركة : ( 40 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: حياة الأنبا انطونيوس للقديس أثناسيوس الرسولى
93. هذه هي نهاية حياة أنطونيوس في الجسد. أما الوصف الذى تقدم فهو لمحة عن نسكه، وأن كان هذا الوصف أقل مما يستحقه. فإنك بهذا يمكنك أن تدرك كيف كان أنطونيوس رجل الله عظيما. ذاك الذى منذ شبابه إلى سن متقدمة كهذه، احتفظ بغيرة ثابتة نحو النسك، ولم ينغلب بسبب تقدم سنة من شهوة الأطعمة الفاخرة، ولا غير طريقة ملابسه بسبب ضعف جسمه. ومع ذلك ظل سليما من كل أذى، لأن عينيه لم تظلما، بل بقيت سليمتين تماما، وكان يرى بوضوح، أما أسنانه فلم يفقد واحدة منا، بل زادتها شيخوخته ثباتا من اللثة. وظل قوى اليدين والقدمين. وبينما كان كل الناس يستعملون أطعمه منوعة وثيابا متعددة كان هو يبدو أكثر انشراحا وأوفر قوة
(ببساطة طعامه وملبسه). أما ذيوع شهرته في كل مكان، واحترام الجميع له بإعجاب، واشتاق الذين لم يروه لمشاهدته، فكل هذا برهان واضح علي فضيلته ومحبه الله لنفسه. لأن أنطونيوس لم يشتهر بسبب كتاباته أو بسبب أية حكمة عالمية أو أي فن ، بل بسبب تقواه نحو الله فقط. وليس من ينكر أن هذه كانت موهبة من الله لأنه من أين كان ممكنا أن يسمع عن ذلك الرجل في أسبانيا وبلاد الغال. فى روما وأفريقيا، لولا الله الذى يجعل أخصاءه معروفين في كل مكان، والذى وعد أيضا أنطونيوس بهذا في البداية؟ لأنهم حتى إن عملوا في الخفاء، وأرادوا أن يبقوا متوارين، إلا أن الرب يظهرهم كمصابيح لإناره الجميع لكي يعرف كل من يسمعون أن وصايا الله قادرة علي أن تقود الناس إلى النجاح، فيزدادوا غيرة في طريق الفضيلة. 94. لذلك إقرأوا هذه الكلمات لسائر الأخوة لكي يعرفوا ماذا يجب أن تكون عليه حياة الرهبان، ولكي يؤمنوا أن ربنا ومخلصنا يسوع المسيح يمجد الذين يمجدونه، ويقود الذين يخدمونه إلى النهاية، ليس فقط إلى الملكوت، بل هنا أيضا يجعلهم ظاهرين (حتى ولو خبئوا أنفسهم وأرادوا الاعتزال عن العالم) ومعروفين تمام المعرفة في كل مكان، بسبب فضيلتهم والمساعدات التى يقدمونها للآخرين. وإن لزم الأمر إقرأوا هذا بين الوثنيين، حتى يعرفوا أن ربنا يسوع المسيح ليس فقط إلهاً وابن الله، بل أيضا أن المسيحيين الذين يخدمونه بالحق ويؤمنون به عمليا لا يبرهنون فقط علي عدم ألوهية الشياطين التى يظنها الوثنيون أنفسهم آلهة، بل أيضا يدوسونها تحت أقدامهم، ويطاردونها كمضللة ومفسدة للبشر. وذلك بيسوع المسيح ربنا الذى له المجد إلى ابد الآبدين أمين. ————————————————— |
||||
|