ويُركز الأنبياء بشدة، بحسب بلاغتهم في اللغة، على أولوية النفس في علاقة طاعة تنعكس على سلوكها اليومي، فتستقيم الحياة وتنشأ علاقة حية سوية مع الله:
+ [وليجر الحق كالمياه والبرّ كنهرٍ دائم [9]؛إني أُريد رحمة لا ذبيحة، ومعرفة الله أكثر من محرقات [10]؛ قد أُخبرك أيها الإنسان ما هو الصالح، وماذا يطلبه منك الرب؛ إلا (ليس غير) أن تصنع الحق وتحب الرحمة وتسلك متواضعاً مع إلهك] [11]
ولنا أن نعرف أن الأنبياء لا يضيفون شيئاً جديداً أو يشرحوا أصول العبادة بطريقة جديدة، لأن تعليمهم ليس إلا امتداد لنفس التعليم الذي خُطْ في عهد سيناء بصوت الرب نفسه عن طريق موسى النبي:
+ [فالآن إن سمعتم لصوتي وحفظتم عهدي تكونون ليس خاصة من بين جميع الشعوب. فأن لي كل الأرض [12]؛ وأخذ كتاب العهد وقرأ في مسامع الشعب: فقالوا كل ما تكلم به الرب نفعل ونسمع له، وأخذ موسى الدم ورش على الشعب وقال هوذا دم العهد الذي قطعه الرب معكم على جميع هذه الأقوال] [13]
وهذا التعليم تقليد ثابت لا يتغير ومحفوظ لكل زمان بالطبع ونافع لنا أيضاً:
+ [فقال صموئيل: هل مسرة الرب بالمحرقات والذبائح كما باستماع صوت الرب، هوذا الاستماع أفضل من الذبيحة، والإصغاء أفضل من شحم الكباش] [14]
+ [وقد علمت يا إلهي أنك أنت تمتحن القلوب وتُسرّ بالاستقامة. أنا باستقامة قلبي انتدبت (تبرعت) بكل هذه، والآن شعبك الموجود هنا رأيته بفرح ينتدب (يتبرع) لك] [15]
+ [ذبيحة الأشرار مكرهة الرب وصلاة المستقيمين مرضاته] [16]
+ [فعل العدل والحق أفضل عند الرب من الذبيحة.. ذبيحة الشرير مكرهة فكم بالحري حين يقدمها بغش] [17]
+ [بذبيحة وتقدمة لم تُسرّ – أُذني فتحت – محرقة وذبيحة خطية لم تطلبحينئذٍ قلت هنذا جئت (ها أنا آتٍ) بدرج الكتاب مكتوب عني أن أفعل مشيئتك يا إلهي سُررت (في هذه مسرتي). وشريعتك في وسط أحشائي (في صميم قلبي شريعتك) بشرت ببرّ في جماعة عظيمة. هوذا شفتاي لم أمنعهما أنت يا رب عَلِمْتَ] [18]؛ [وللشرير قال الله: ما لك تُحدث (وتروي) بفرائضي وتحمل عهدي على فمك وأنت قد أبغضت التأديب وألقيت كلامي خلفك (ورائك – أهملت أن تعيش به)، إذا رأيت سارقاً وافقته، ومع الزناة نصيبك (إذا رأيت سارقاً صاحبته، ولا تُعاشر إلا الزُناة)، أطلقت فمك بالشرّ ولسانك يخترع غشاً (يختلق مكراً)، تجلس وتتكلم على أخيك (بكلام غير صالح)، لابن أمك تضع معثرة (تفتري على ابن أُمك وتضع أمامه ما يعثره ليسقط)، هذه صنعت وسكت (فعلت هذا وأنا ساكت عنك أتمهل عليك)، ظننت إني مثلك، أوبخك (لكني الآن أُوبخك)، وأصف (أُعدد – أضعها في صف) خطاياك أمام عينيك، أفهموا هذا يا أيها الناسين الله لئلا يفترسكم (أمزقكم – القصد العقاب) ولا منقذ، ذابح الحمد يُمجدني والمقوِّم طريقه أريه خلاص الله (الحمد هو الذبيحة التي تُمجدني، ومن قَوَّم طريقه أريه خلاصي)] [19]
+ [أُسبح اسم الله بتسبيح وأُعظمه بحمد فيُستطاب عند الرب أكثر من ثور بقر ذي قرون وأظلاف، يرى ذلك الودعاء فيفرحون وتحيا قلوبكم يا طالبي الله] [20]
+ [الذابح من كسب الظلم يُستهزأ بتقدمته (الذبيحة بمال الحرام مهزلة)، واستهزاءات الأثماء ليست بمرضية (كل ما يقدمه الظالمون غير مقبول)، الرب وحده للذين ينتظرونه في طريق الحق والعدل، ليست مرضاة العلي بتقادم المنافقين ولا بكثرة ذبائحكم يغفر خطاياهم (العلي لا يرضى بقرابين الأشرار، ولا بكثرة ذبائحهم يغفر خطاياهم)، من قدم ذبيحة من مال المساكين فهو كمن يذبح الابن أمام أبيه.. واحد صلى والآخر لعن فأيهما (فلمن منهما يستمع) يستجيب الرب لصلاته، من اغتسل من لمس ميت ثم لمسه فماذا نفعه غسله، كذلك الإنسان الذي يصوم عن خطاياه ثم يعود يفعلها من يستجيب لصلاته وماذا نفعه (ينفعه) اتضاعه] [21]