25 - 07 - 2012, 08:39 PM | رقم المشاركة : ( 31 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: موضوع متكامل عن حياة السيدة العذراء
|
||||
25 - 07 - 2012, 08:46 PM | رقم المشاركة : ( 32 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: موضوع متكامل عن حياة السيدة العذراء
|
||||
25 - 07 - 2012, 08:47 PM | رقم المشاركة : ( 33 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: موضوع متكامل عن حياة السيدة العذراء
|
||||
25 - 07 - 2012, 08:51 PM | رقم المشاركة : ( 34 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: موضوع متكامل عن حياة السيدة العذراء
يسوع فى عمر الثانية عشرة 41وَكَانَ أَبَوَاهُ يَذْهَبَانِ كُلَّ سَنَةٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ فِي عِيدِ الْفِصْحِ. 42وَلَمَّا كَانَتْ لَهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَنَةً صَعِدُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ كَعَادَةِ الْعِيدِ. 43وَبَعْدَمَا أَكْمَلُوا الأَيَّامَ بَقِيَ عِنْدَ رُجُوعِهِمَا الصَّبِيُّ يَسُوعُ فِي أُورُشَلِيمَ، وَيُوسُفُ وَأُمُّهُ لَمْ يَعْلَمَا. 44وَإِذْ ظَنَّاهُ بَيْنَ الرُّفْقَةِ، ذَهَبَا مَسِيرَةَ يَوْمٍ، وَكَانَا يَطْلُبَانِهِ بَيْنَ الأَقْرِبَاءِ وَالْمَعَارِفِ. 45وَلَمَّا لَمْ يَجِدَاهُ رَجَعَا إِلَى أُورُشَلِيمَ يَطْلُبَانِهِ. 46وَبَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ وَجَدَاهُ فِي الْهَيْكَلِ، جَالِساً فِي وَسْطِ الْمُعَلِّمِينَ، يَسْمَعُهُمْ وَيَسْأَلُهُمْ. 47وَكُلُّ الَّذِينَ سَمِعُوهُ بُهِتُوا مِنْ فَهْمِهِ وَأَجْوِبَتِهِ. 48فَلَمَّا أَبْصَرَاهُ انْدَهَشَا. وَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: «يَا بُنَيَّ، لِمَاذَا فَعَلْتَ بِنَا هَكَذَا؟ هُوَذَا أَبُوكَ وَأَنَا كُنَّا نَطْلُبُكَ مُعَذَّبَيْنِ!» 49فَقَالَ لَهُمَا: «لِمَاذَا كُنْتُمَا تَطْلُبَانِنِي؟ أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ فِي مَا لأَبِي؟». 50فَلَمْ يَفْهَمَا الْكَلاَمَ الَّذِي قَالَهُ لَهُمَا. 51ثُمَّ نَزَلَ مَعَهُمَا وَجَاءَ إِلَى النَّاصِرَةِ وَكَانَ خَاضِعاً لَهُمَا. وَكَانَتْ أُمُّهُ تَحْفَظُ جَمِيعَ هَذِهِ الأُمُورِ فِي قَلْبِهَا. 52وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ يَتَقَدَّمُ فِي الْحِكْمَةِ وَالْقَامَةِ وَالنِّعْمَةِ، عِنْدَ اللهِ وَالنَّاسِ. انقضت 12 سنة ولم يذكر طيلة هذه الفترة غير شيئين أولهما: "وكان الصبي وينمو ويتقوى بالروح ممتلئاً حكمة وكانت نعمة الله عليه". والأمر الثاني: "وكان أبواه يذهبان كل سنة إلى أورشليم في عيد الفصح" لقد كان مفروضا على كل ذكر، حسب ناموس الله، أن يذهب إلى أورشليم ثلاث مرات في العام للاحتفال بالأعياد الكبرى (تث 16: 16). فكان الاحتفال بعيد الفصح في الربيع، يليه مباشرة عيد الفطير الذي يستمر لمدة سبعة أيام متصلة. والفصح تذكار لليلة خروج بني إسرائيل من أرض مصر حينما ضرب ملاك الرب كل أبكار المصريين، وعبر بيوت بني إسرائيل (انظر خر 12: 21-36). فالفصح أهم الأعياد السنوية الثلاثة. لقد كان المسيح إذن، في الثانيةَ عشرة من عمره، على وشك أن يصبح " ابناً للشريعة "! ماذا؟ أإبن الشريعة؟ أم هو - أكثر من ذلك - سيّد تلك الشريعة التي جاء ليتمّمها، على حدّ ما سوف يصرّح به؟... ذلك ما تكشف عنه حادثة الهيكل. (لوقا 2: 41 - 5.) كان يوسف ومريم -وهما من تقية اليهود- يحجّان كل سنة إلى أورشليم، في عيد الفصح. ألعلّها كانت المرّة الأولى، يصطحبان فيها الولد؟.. لقد كانت الأصوات قد ارتفعت، طوال الطريق، بأناشيد الحجّاج تلك الأناشيد المعروفة بمزامير "المراقي"، والتي كان الأسلاف قد وقعها بإيقاع خطى السير: " أرفع عينيّ إلى الجبال. من حيث يأتي عوني؟... معونتي من عند الرب صانع السماوات والأرض " (مزمور 21 ا) ؛ " تقف أرجلنا على أبوابك يا أورشليم. أورشليم المبنية كمدينة متصلة كلها حيث صعدت الأسباط، أسباط الرب شهادة لإسرائيل. ليحمدوا الرب " (مزمور 122) وبعد أن أكلوا الحمل، ومن حوله المرق المُصلح بأعشاب مرّة، وتناولوا خبز الفطير، وشربوا الخمر بحسب المراسيم المبيّنة فيَ الشريعة، وانطلقت من صدورهم " التهاليل " الأخيرة، قفلوا راجعين إلى بيوتهم. ففي مساء المرحلة الأولى، افتقد يوسف ومريم الصبيّ، بين الأقارب والمعارف. وكان قد غاب عن أبصارهم سحابة النهار كلّه، فظنوا أنه قد انضمّ إلى بعض الرفقة من الحجيج. وإذ لم يجداه ارتدّا إلى أورشليم يطلبانه متخوّفين. وبعد ثلاثة أيام وجداه في الهيكل. وكانت عادة الفقهاء أن يجلسوا للتعليم تحت أروقة الهيكل، في وسط حلقات تلاميذهم. وكان بعض الفتيان ينضمّون إلى تلك الحلقات، ويرخّص لهم أحياناً بطرح الأسئلة. وقد روى إفلافيوُس يوسيفوس أنه كان - وهو غلام - ينضم إلى تلك المساجلات الفكرية. ولما لم يكن التواضع من مناقبه الراسخة، فقد أضاف " أن رؤساء الكهنة وعلية القوم كانوا يقصدونه للاستفسار عن شؤون الدين " لقد كان يسوع إذن، في الهيكل، وسط علماء إسرائيل وحكمائهم. ويقول لوقا، من غير تكلف: " وكل الذين سمعوه بهتوا من فهمه وأجوبته " (لوقا 2: 47). فلمّا رأته أمّهُ بهتت، فسألته على سبيل المؤاخذة اللطيفة: " يا بني لماذا فعلت بنا هكذا؟ هوذا أبوك وأنا كنا نطلبك معذبين. فقال لهما: لماذا كنتما تطلبانني ألم تعلما أنه ينبغي أن أكون فيما لأبي؟" (لوقا 2: 48 - 49). بيد أن هذه الحادثة الوحيدة على قيمتها وبُعْد دلالتها لم تكن لترضي فضول الجماهير، ولذلك فقد استرسلت الأناجيل المنحولة - ولاسيما إنجيل الطفولة وإنجيل توما في ذكر نوادر تلك الحقبة الغامضة من حياة المسيح. ومن تلك النوادر ما هو ذائع وظريف. فهي تروي عن يسوع - مثلاً - أنه كان يلهو مع أترابه في صنع طيور من طين، ينفخ فيها فتطير!... (وهنا نجد ذلك في القرآن بسورة آل عمران 3: 49، المائدة 5: 11.) وإذ كان يوماً عند مدخل غار مع رفقة له، برزت له أفعيان هائلتان، فأمرهما أن تذهبا وتطأطئ رأسيهما عند أقدام أمّه!... جميع تلك الأساطير ليس لها من جدوى سوى أنها أوحت إلى فنّاني العصور الوسطى، في جميع الديار المسيحية"، كثيراً من رسومهم ونقوشهم... ولكنها، من ذاتها لا تجدينا أي نفع في معرفة الطفل الإلهي. |
||||
25 - 07 - 2012, 08:54 PM | رقم المشاركة : ( 35 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: موضوع متكامل عن حياة السيدة العذراء
|
||||
25 - 07 - 2012, 08:55 PM | رقم المشاركة : ( 36 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: موضوع متكامل عن حياة السيدة العذراء
|
||||
25 - 07 - 2012, 09:00 PM | رقم المشاركة : ( 37 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: موضوع متكامل عن حياة السيدة العذراء
مريم العذراء فى عرس قانا الجليل تمضي السنون قبلما نجد مريم مرة أخرى في سجل الوحي. رأيناها آخر مرة في أورشليم عندما كان يسوع عمره 12 سنة وقد صعدت مع رجلها إلى هناك لتحفظ عيد الفصح ثم رجعت إلى الناصرة. ولا يرد شيئاً عن يسوع أو عن أمه لمدة لا تقل عن ثمانية عشر عاماً. وطوال هذه الفترة التي كان فيها يسوع مختفياً كانت هي كذلك مختفية. كذلك في الإنجيل ففي اللحظة التي بدأ فيها يسوع ظهوره لإسرائيل نجد مريم مرة أخرى تأتي في المشهد. ولكن لكي نفهم الأمر فهماً صحيحاً وما تبع ذلك فتجب ملاحظة أن سيرتها الشخصية تتوقف. وعندما نراها بعد ذلك أو يرد ذكرها فإما بغرض رمزي أو لتعلم درساً ثميناً في ارتباطها مع ربنا. ويقال لنا أنه في اليوم الثالثكان عرس في قانا الجليل. وكانت أم يسوع هناكودعي أيضاً يسوع وتلاميذه إلى العرس. وإذا تناولنا هذا المشهد بشكل رمزي والجملة التي تتكلم عن العرس أنه كان في اليوم الثالث إنما تشير بوضوح إلى ذلك المعنى النبوي، فاليوم الثالث يتكلم عن زمان البركة (وكذلك الدينونة إذا أضفنا إليها حادثة تطهير الهيكل) والتي جاءت بعد اليومين للشهادة وهما ليوحنا المعمدان وليسوع نفسه والتي تعني غالباً القيامة. وإذ أكمل يسوع إرساليته في قانا الجليل انحدر إلى كفرناحوم هو وأمه وإخوته وتلاميذه وأقاموا هناك أياماً ليست كثيرة. |
||||
25 - 07 - 2012, 09:01 PM | رقم المشاركة : ( 38 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: موضوع متكامل عن حياة السيدة العذراء
|
||||
25 - 07 - 2012, 09:02 PM | رقم المشاركة : ( 39 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: موضوع متكامل عن حياة السيدة العذراء
أم الرب وإخوتة +(مرقس 3: 31-35) 31فَجَاءَتْ حِينَئِذٍ إِخْوَتُهُ وَأُمُّهُ وَوَقَفُوا خَارِجاً وَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ يَدْعُونَهُ. 32 وَكَانَ الْجَمْعُ جَالِساً حَوْلَهُ، فَقَالُوا لَهُ: «هُوَذَا أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ خَارِجاً يَطْلُبُونَكَ». 33فَأَجَابَهُمْ قَائِلاً: «مَنْ أُمِّي وَإِخْوَتِي؟» 34ثُمَّ نَظَرَ حَوْلَهُ إِلَى الْجَالِسِينَ وَقَالَ: «هَا أُمِّي وَإِخْوَتِي،35لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللَّهِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي». +(لوقا 8: 19-21) 19وَجَاءَ إِلَيْهِ أُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ، وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَصِلُوا إِلَيْهِ لِسَبَبِ الْجَمْعِ. 20فَأَخْبَرُوهُ قَائِليِنَ: «أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ وَاقِفُونَ خَارِجاً، يُرِيدُونَ أَنْ يَرَوْكَ». 21فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «أُمِّي وَإِخْوَتِي هُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَعْمَلُونَ بِهَا». يبدو من تلك الحادثة المذكورة إلى وجود مريم ثانية وهى خالتة مريم زوجة كلوبا وليست والدتة، لأن والدتة مريم العذراء بعد درس قانا الجليل لا تتجاسر هكذا لتقاطع الرب في خدمته.ويمكن أن نفهم ذلك في ضوء الحادثة المشار إليها في (مرقس 3: 20-21)20فَاجْتَمَعَ أَيْضاً جَمْعٌ حَتَّى لَمْ يَقْدِرُوا وَلاَ عَلَى أَكْلِ خُبْزٍ. 21 وَلَمَّا سَمِعَ أَقْرِبَاؤُهُ خَرَجُوا لِيُمْسِكُوهُ، لأَنَّهُمْ قَالُوا: «إِنَّهُ مُخْتَلٌّ!». وإلى تلك اللحظة كان الرب مشغولاً تماماً بخدمته المباركة. وكانت جموع غفيرة جداً التي انجذبت نحوه حتى أنه وتلاميذه لم يقدروا ولا على كسر خبز. "وأقرباؤه" سواء أكانوا المهتمين به أو المتضايقين مما كان يحدث "خرجوا ليمسكوه لأنهم قالوا أنه مختل". وحول الصراع عن من هم اخوه المسيح الذين جاء ذكرهم في الإنجيل فهناك الرأي القائل إن هؤلاء الأخوة هم أبناء يوسف من زواج سابق وأنهم في مفهوم الناس أو حسب القانون أخوة غير أشقاء للمسيح، وكان من أقدم الآخذين بهذه الآراء أوريجانوس ويوسابيوس القيصرى وغريغوريوس النيصيصى، وكيرلس الإسكندري، وأبيفانيس، وأمبروز، ويستند هذا الرأي إلى أن يوسف لا يسمع عنه بعد قصة المسيح في الهيكل، وهو في الثانية عشرة من عمره، مما يشجع على الاعتقاد أنه كان كبير السن وقد مات، ولم يكن هناك من يهتم بالعذراء بعد المسيح، سوى يوحنا الحبيب الذي ضمها إلى خاصته بوصية من السيد. وقد وجد من اعتقد أنهم أبناء العمومة للمسيح وعلى وجه الخصوص من يعتقدون أن مريم ويوسف كانا أكثر قرابة لا بمجرد عودة كل منهما إلى سليمان أو ناثان، إذ يتصور بعض المفسرين بأن هناك قرابة الولي بين هالي ويعقوب، وإن أحدهما مات قبل الآخر، وترك أرملته في كفالة الثاني، وإن كان من الصعب تصور هذا الأمر، لأن العذراء في هذه الحالة تصبح أختًا ليوسف، ولا يمكن أن تكون إمرأة له، إلا إذا كانت الولاية أبعد من ذلك بين الأجداد، وهنا تصبح القرابة، التي لا يقوم عليها دليل ثابت من هذا القبيل، وهناك من اتجه إلى أنهم أبناء خالته مستندين إلى القول: «وكانت واقفات عند صليب يسوع أمه وأخت أمه مريم وزوجة كلوبا ومريم المجدلية» ونشأ التفكير أن زوجة كلوبا هي أخت العذراء، وأن أبناء كلوبا هم أخوة المسيح وقد إستبعد البعض أن تسمى أختان بإسم واحد (مريم)، وإلا كانت النساء الواقفات عند الصليب أربعة نسوة وليست ثلاث وهن: مريم العذراء وأختها، ومريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية، ولكن هناك من يقول أن يواقيم والد مريم العذراء بعد أن نذرها لليهيكل رزقة الله إبنه أخرى، فسماها على إسم أختها الكبرى مريم. وهى مريم زوجة كلوبا، وبالتالى يكون هناك ثلاث مريميات وليس أربعة وهذا هو الصحيح حسب نص الإنجيل وهن: مريم العذراء - مريم زوجة كلوبا (أخت مريم العذراء) - مريم المجدلية. ولكن لو كان بالفعل يوسف تزوج قبل ذلك فى زواج سابق له وأنجب أولاداً، لسقط قول متى البشير وهو يكتب إلى اليهود فى إثبات أحقية المسيح كملك، لأنه حسب هذا المفهوم يكون أحد أبناء يوسف السابقين في مفهوم الشرع اليهودي هو البكر وهو الأولى بالملك والعرش وليس المسيح!! وهنا مسألة أشد إشكالا: فهل قضى يسوع عهد الصبا ما بين أخوة له وأخوات، أم كان ابناً وحيداً؟ فالإنجيل يذكر أكثر من مرة "أخوة الرب" ويعدّد أسماءهم: يعقوب، ويوسى، ويهوذا، وسمعان ؛ ويضيف ذكر أخَواتهِ (مرقس 6: 3) "أَلَيْسَ هَذَا هُوَ النَّجَّارَ ابْنَ مَرْيَمَ، وَأَخَو يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَيَهُوذَا وَسِمْعَانَ؟ أَوَلَيْسَتْ أَخَوَاتُهُ هَهُنَا عِنْدَنَا؟" إن عقيدة عدد عظيم من المسيحيين، تأبى الأخذ بما يتبادر إلى الذهن، فوراً، من أن يوسفً ومريم - بعد أن وُلد يسوع، بولادة معجزة- قد أنجبا، حسب الطبيعة، بنين وبنات. وتستند هذه العقيدة إلى تقليد متواتر منذ عهد بعيد جدّ اً. ثم إن يسوع كان يكنى، في بيئته، " بابن مريم "، وقد رأى رينان في ذلك، برهاناً على أن يسوع كان وحيد أمّه الأرملة. هذا، ولو كان للعذراء سبعة بنين آخرين فكيف استطاع يسوع وهو يحتضر على الصليب أن يعهد بها إلى يوحنا؟. يبقى أن نفسّر قول الإنجيل في " أخوة المسيح ". إن ذاك التفسير قد بات مقرراً، منذ زمن بعيد، بفضل بحث بسيط جدّا في اللغات السامية. فلفظة " أخا " في الآرامية، و" أخ " فيَ العبرية "، تشير إلى الأخ، وابن العمّ، وكل ذي قربى. وإننا نجد في العهد القديم أمثلة كثيرة جدا في استعمال لفظة الأخ بالمعنى التوسّعي. فإبراهيم يقول للوط ابن أخيه، مثلاً: " إنما نحن اخوة " (تكوين 13: 8). ولابان يستعمل نفس اللفظة في مخاطبته ليعقوب ابن أخيه. من الممكن إذن أن تكون تلك اللفظة قد استعملت، في الإنجيل، للإشارة إلى أقارب المسيح، لا سيّما إذا كان أولئك الأقارب قد عاشوا معه تحت سقف واحد - كما هي العادة في الشرق حيث تجتمع فروع الأسرة الواحدة في بيت واحد. بالإمكان إذن أن نستنتج، مع الأب لاجرانج، استنتاجاً حكيما ً، حيث يقول: " لا نزعم أنه قد ثبت تاريخيا أنّ اخوة المسيح هم أبناء عمومته، وإنما نقول فقط أن ليس هناك البتة ما يمكن أن نعترض به على بتولية العذراء مريم. فإن تلك البتولية تومئ إليها نصوص كثيرة من الكتاب المقدس، ويثبتها التقليد " ذكر العهد الجديد أسماء أربعة هم: يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا. وقد ذكر أنهم أخوة الرب (متى 13: 55) وقد ذكر أيضاً انتقالهم إلى كفر ناحوم مع مريم ويسوع في بدء كرازته (يوحنا 2: 12). ومرة فيما كان يسوع يكلم الجمع جاءت أمه وإخوتة طالبين أن يكلموه (متى 12: 47). وحتى نهاية خدمته لم يكونوا قد آمنوا به بعد (يوحنا 7: 3-5). ولكن بعد القيامة نقرأ أنهم كانوا يجتمعون مع التلاميذ (أعمال الرسل 1: 14). ويذكرهم الرسول بولس كقادة في الكنيسة المسيحية (كورنثوس الأولى 9: 5) وقد أصبح أحدهم وهو يعقوب قائداً ممتازاً في كنيسة أورشليم (أعمال الرسل 15: 13)، (غلاطية 1: 19) وهو كاتب الرسالة التي تحمل اسمه (يعقوب 1: 1). وقد تشعبت الآراء في نسبهم إلى المسيح ودرجة قرابتهم له: 1- قال البعض أنهم أخوته بالجسد من مريم. أي أن مريم بعد أن ولدت المسيح الذي حبل به فيها من الروح القدس وولدته وهي عذراء، ولدت هؤلاء الأخوة من يوسف ويقولون ان هذا هو التفسير البسيط الطبيعي للأقوال الواردة في (متى 1: 25، 13: 55) قد قال بهذا الرأي ترتليانوس في القرن الثاني، هلفديوس في القرن الرابع ومعظم رجال الطوائف الإنجيلية 2- هناك من يعارض هذا الرأي ويقول: لو كان لمريم أولاد لما عهد المسيح بها إلى يوحنا تلميذه كما نجد هذا في يوحنا 19: 26و27، ويرد عليهم اصحاب الرأي بالقول أن أخوة المسيح لم يكونوا بعد قد آمنوا به، ولذلك فضّل المسيح ان يضعها في عهدة يوحنا تلميذه ويرجح أنه كان أيضاً قريبها، ولكن ما دخل إيمان إخوتة به ورعايتهم لأمهم، وحتى لو فضل المسيح ذلك لكانوا عارضوة أيضاً ولا يدعوا أمهم تعيش فى بيت شخص غريب عنهم وهذا يعتبر فلا حكم العار لو كان فعلا هناك أبناء حقيقين لمريم العذراء غير يسوع. 3- البعض يقول أنهم كانوا أولاد يوسف من زوجة سابقة ماتت وبعدها اتخذ مريم العذراء زوجة ثانية. ويستدلون على ذلك من أن الكتاب المقدس لا يذكر شيئاً عن حياة يوسف بعد ان بلغ يسوع السنة الثانية عشرة من العمر ويقولون لا بد أن يوسف مات بعد ذلك ويرجحون أنه تزوج العذراء وهو متقدم في السن. وقد ورد هذا الرأي في بعض الأسفار غير القانونية وقال به أوريجانوس في القرن الثالث وأبيفانيوس في القرن الرابع الميلادي وكذلك تعتنق كنيسة الروم الأرثوذكس هذا الرأي. 4- رأي أخر يقول أن هؤلاء الأخوة هم أولاد كلوبا وكانت أمهم أخت مريم أم المسيح، فهم أولاد خالته (يوحنا 19: 25) ويقول أصحاب هذا الرأي أن متى 27: 56 ومرقس 15: 40 يذكر وجود مريم أم يعقوب ويوسي عند الصليب. ويقول أن مريم هذه كانت أخت مريم أم يسوع وأن يعقوب ويوسي هما اللذان ذكر عنهما أنهما أخوان. وأول من قال لهذا الرأي هو ايرونيموس في القرن الرابع وأتبعته كنيسة رومية ومارتن لوثر وبعض أتباعه. وقال جيروم في معارضته لبلفيديوس، وأيده أوغسطينوس وسائر الكتاب الكاثوليك، وانتقل منهم إلى الكنائس البروتستانتية في عصر الإصلاح، فقبله مارتن لوثر وكينمتز وبنجل وغيرهم. أن كلمة " أخ " تؤدي في المفهوم العام معنى " قريب " فقد تعني ابن العم أو ابن العمة أو ابن الخال أو ابن الخالة، وبناء على هذا المفهوم، يكون هؤلاء " الإخوة " ممن تربطهم صلة القرابة بيسوع، ولكن ليس بيوسف، فهم أبناء حلفي المدعو كلوبا (او كلوباس - يو 19: 25) وكانت زوجته أختا لمريم، وتوصف في متى (27: 56) بأنها " أم يعقوب ويوسي "، وفي مرقس (15: 40) بأنها "أم يعقوب الصغير ويوسي وسالومة". وهذه النظرية في أكمل صورها، تقول إن الأسماء الثلاثة " يعقوب ويهوذا وسمعان " موجودة في جدول أسماء الرسل وفي جدول أسماء " إخوة يسوع "، ويستبعدون أن تحدث مثل هذه المطابقة العجيبة لو أنهم كانوا أشخاصاً مختلفين، وأن تسمي كل من الأختين - وكل منهما اسمها مريم - أبناءها بنفس أسماء أبناء أختها. كما يقول مؤيدو هذه النظرية إن عبارة " يعقوب الصغير " تدل على أنه لم يكن هناك إلا شخصان فقط باسم يعقوب في الدائرة الوثيقة الصلة بيسوع. كما يقولون انه بعد موت يوسف، نزلت مريم في بيت أختها، فامتزجت الأسرتان وقام أبناء وبنات أختها على خدمتها، وبذلك أصبح من السهل أن يقول عنهم أهل الناصرة إنهم "إخوته وأخواته". ولكن هذه النظرية المعقدة، تقوم في وجهها عدة صعاب وقال البعض لا يمكن إثبات أن كلوبا وحلفي هما شخص واحد لمجرد بعض التشابه الغامض بين الاسمين في الأرامية. وأحسن ما يمكن أن يقال عن هذه النظرية إنها مجرد احتمال. كما أن تطابق شخصية " مريم زوجة كلوبا " مع أخت مريم أم يسوع، أمر لا يمكن اثباته على وجه اليقين، فما جاء في يوحنا (19: 25) - الذي تستند إليه هذه النظرية - يمكن أن يستدل منه أيضاً على أنه كانت هناك أربع نساء واقفات عند الصليب: إحداهن مريم زوجة كلوبا، وأخت أمه واحدة أخرى، والأمر يتوقف على ما إذا كانت "مريم" اسم بدل من " أخت "، فإذا قرأنا الآية على أنها تذكر أربع نساء، فلا يكون ذلك تركيباً فريداً في العهد الجديد، بل بذلك نتخلص من مشكلة وجود أختين بنفس الاسم، وهي مشكلة أصعب من وجود أبناء خالة بنفس الأسماء. كما أن اعتبار " يعقوب الصغير " حجة على أنه كان هناك " يعقوبان " فقط - كما ذكر آنفاً - لا جدوى منها، لأنها في الأصل اليوناني ليست " يعقوب الأصغر " (كما في الترجمة الانجليزية) ولكنها " يعقوب الصغير " بدون أي صيغة من صيغ التفضيل أو المقارنة. والأرجح أنه دعي كذلك لأن قامته كانت أقصر من المعتاد. كما أن المشكلة لا تحل بافتراض أن هؤلاء الإخوة الثلاثة كانوا رسلا بنفس هذه الاسماء، لانه كثيراً ما يذكر " إخوة يسوع " بجانب الرسل ومتميزين عنهم، ففي متى (12: 49) بينما كان يقف إخوة يسوع خارجاً، كان الرسل يحيطون به. ونقرأ في يوحنا (2: 12) عن " أمه وإخوته وتلاميذه " وفي الأعمال (1: 13) كان هناك الأحد عشر بما فيهم يعقوب بن حلفي وسمعان ويهوذا ويعقوب، ومعهم مريم أم يسوع " وإخوته ". ولكن أهم اعتراض على نظرية جيروم، هو ما جاء في يوحنا (7: 3 - 5) من أن " إخوته أيضاً لم يكونوا يؤمنون به ". بل بالحرى كانوا يسخرون منه. ومن الجانب الآخر فإن الاعتراض على أنهم أبناء مريم ويوسف لا يقوم على أساس متين. حتى أن المشاعر المسيحية تشمئز لمجرد فكرة أن رحم مريم العذراء الذي سكن فيه الكلمة الذي صار جسداً بطريقة عجيبة، قد صار مسكناً لأطفال آخرين. |
||||
25 - 07 - 2012, 09:05 PM | رقم المشاركة : ( 40 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: موضوع متكامل عن حياة السيدة العذراء
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
موضوع متكامل عن عيد العذراء حالة الحديد |
موضوع متكامل عن السيدة العذراء |
موضوع متكامل عن العذراء مريم |
موضوع متكامل عن دير السيدة العذراء بالسريان |
موضوع متكامل عن حياة الانبا كاراس |