22 - 12 - 2016, 05:49 PM | رقم المشاركة : ( 31 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن الأمثال الشعبية في الكتاب المقدس
إطرق الحديد ساخناً مثل شهير مبنٍ على حقيقة علمية صناعية هامة. فلكي يتم تشكيل الحديد، لا بد من تسخينه إلى درجات حرارة مناسبة مع عملية التشكيل المطلوبة. ثم يقومون بعمليه تُسمى “الطَرْق”. قديمًا كانت تتم بالفعل عن طريق مطارق ضخمة يستخدمها الحدَّاد ليطرق بها بفن في اتجاهات مختلفة لينتج التشكيل الذي يقصده. ومع أن الكثيرين ما زالوا يستعملون هذه الطريقة اليدوية، إلا أن هناك الكثير من الطرق المتطورة تُستخدم الآن في عملية التشكيل، تختلف في تفاصيلها وتقنياتها عن الطريقة القديمة، إلا أنها تشترك معها في شيء واحد: أن يتم تشكيل الحديد وهو ساخن!! والمثل يُقال ليحث الناس على الاستفادة من الظروف السانحة باتخاذ خطوة عملية في اتجاه الهدف المنشود. فمثلاً، إّذا تحمس شخص ما لعمل محدَّد قالوا له: إطرق الحديد ساخنًا، باتخاذ خطوة عملية للأمام. فإن تكلَّمت الظروف حولنا، كما تفعل في هذه الأيام، وأثَّرت على مشاعرنا، فحسن أن نطرق الحديد ساخنًا. إن ما يحدث حولنا في الشهور الأخيرة يصرخ في آذاننا، حتى يكاد الأصم يسمع: “إن الحياة قصيرة”. وأعتقد أن هذا الصوت وصلك بطريقة أو أخرى، ولعلك تأثرت بذلك، فسخن حديد قلبك، بل لعلك قررت أن تتجاوب مع النداء فتعود إلى خالقك في أيام شبابك. لكن ما أخشاه أن تسقط في فخ التأجيل. لذا دعني أذكرك بما يقوله الروح القدس: «الْيَوْمَ، إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ» (عبرانيين4: 7)، فاليوم هو لك والغد ليس بمضمون. واسمح لي أن أشاركك بحقيقة علمية إضافية هامة، أن الحديد إذا سخن ثم برد، وعاودنا تسخينه وتبريده، مرة ومرات؛ يصاب بحالة يسمونها علميًا “التقسية”!! هذا اسمها العلمي!! وهي تعني أن الحديد قد وصل لحالة ما عاد يصلح تشكيله فيها. صديقي احذر لئلا تهمل صوت الله وتعاملاته معك، فيبرد الحديد بعد أن سخن، ومن يعلم متى يصل لحالة التقسية. لقد قسى فرعون قلبه مرة ومرات أمام نداءات موسى، فتقسى قلبه إلى النهاية وهلك في عصيانه. فلا تهلك معه! |
||||
22 - 12 - 2016, 05:51 PM | رقم المشاركة : ( 32 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن الأمثال الشعبية في الكتاب المقدس
الفاضي يعمل قاضي
مثل شهير بالعامية المصرية، يُطلَق على من ينصِّب نفسه قاضيًا يصدر أحكامًا على الناس والأحداث وهو غير مكلَّف بذلك، ولا مؤهَّل لذلك، بل قد لا يعنيه الأمر من الأساس. ولست أدري إن كانوا يقصدون بكلمة “الفاضي” أن عنده وقت فراغ كثير، أو أنه فارغ من الداخل بلا هدف في الحياة يكسبها قيمتها. وبغضّ النظر عما يقصدون، فإني أعتبر أن الأمر يشمل الاثنين. فمن لا يعرف أن يستثمر وقته حسنًا، سيجده يمتلئ تلقائيًا بما يضر. ومن لم يعرف هدفًا لحياته، ليس من المستغرب أن يحكم على الآخرين ظانًا أنه بهذا يُكسب حياته معنى وأهمية. والحكم على الآخرين أمر قد نستسهله، فكلنا ندّعي الفهم والعلم ببواطن الأمور، ولا يحتاج الأمر الكثير منا. لكننا ينبغي أن نتعامل معه باحتراس شديد: فالخطر الأكبر هو السقوط في شَرَكِ ما يسمى في علم النفس “الإسقاط”، وهذا يحدث عندما تضغط عليَّ أخطائي، فأحاول أن أهرب من هذا الضغط النفسي بأن أنسب الأخطاء لآخرين فأشعر بأن ذنبي أقل. ولمثل هذا يقول الكتاب «أَنْتَ بِلاَ عُذْرٍ أَيُّهَا الإِنْسَانُ، كُلُّ مَنْ يَدِينُ. لأَنَّكَ فِي مَا تَدِينُ غَيْرَكَ تَحْكُمُ عَلَى نَفْسِكَ. لأَنَّكَ أَنْتَ الَّذِي تَدِينُ تَفْعَلُ تِلْكَ الأُمُورَ بِعَيْنِهَا!» (رومية 2: 1). لكن الخطر الآخر هو الحكم على الآخرين حكمًا غير صائب يؤدي لإيذائهم. لذلك يحذِّرنا الكتاب من التسرع في الحكم على الأمور «لاَ تَحْكُمُوا فِي شَيْءٍ قَبْلَ الْوَقْتِ»؛ فهناك أمور تحتاج أن ننتظر «حَتَّى يَأْتِيَ الرَّبُّ الَّذِي سَيُنِيرُ خَفَايَا الظَّلاَمِ وَيُظْهِرُ آرَاءَ الْقُلُوبِ» (1كورنثوس 4: 5). ومن يعرف ما في القلب ونواياه غيره؛ لذا فلنتحذر من أن نحكم على نوايا الناس، فليس هذا من حقِّنا ونحن غير مؤهَّلين لذلك. كما علَّمنا الرب نفسه «لاَ تَحْكُمُوا حَسَبَ الظَّاهِرِ بَلِ احْكُمُوا حُكْمًا عَادِلاً» (يوحنا 7: 24). وهو فخ نقع فيه جميعًا، عندما ننخدع بالمظهر؛ إيجابًا أو سلبًا، فنصدر الأحكام على الآخرين. وكم فعلنا، وندمنا! «يَامُرَائِي، أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ!» (متى7: 5). فالأجدر بنا أن نحكم على أنفسنا أولاً، ثم نلتفت للآخرين، لا لنحاكمهم، بل لنساعدهم على تصحيح أخطائهم. |
||||
22 - 12 - 2016, 05:52 PM | رقم المشاركة : ( 33 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن الأمثال الشعبية في الكتاب المقدس
إمشي عدل يحتار عدوك فيك، وإمشي عوج يحتار صديقك فيك
مثل بالعامية المصرية؛ نصفه الأول يحرِّض سامعه أن يسير في الطريق المستقيم (“عِدِل”) حتى لا يجد عدوه ما يشتكي به عليه أو يوجِّهه ضده. والنصف الثاني يحذِّر أنه إن سار في الطُرق المعوجَّة (“عِوِج”) فسيكون سبب حيرة وارتباك لأصدقائه. يومًا بحث أعداء دانيآل عن خطإٍ له «فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَجِدُوا عِلَّةً وَلاَ ذَنْبًا، لأَنَّهُ كَانَ أَمِينًا وَلَمْ يُوجَدْ فِيهِ خَطَأٌ وَلاَ ذَنْبٌ» (دانيآل4: 6). والأسمى جدًّا كان ربنا الكريم الذي شهد عنه بيلاطس أكثر من مرة: «لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً وَاحِدَةً» (يوحنا18: 38؛ 19: 4، 6)، بل إن أولئك الذين ذهبوا ليحاولوا إمساكه متلبِّسًا بخطإٍ، قالوا عنه: «لَمْ يَتَكَلَّمْ قَطُّ إِنْسَانٌ هكَذَا مِثْلَ هذَا الإِنْسَانِ!» (يوحنا7: 46). واقتداءً بسيدنا، نحن أيضًا علينا أن نلتفت لسُبلنا وطرقنا، ونهتم بأن نكون «قُدْوَةً لِلأَعْمَالِ الْحَسَنَةِ... لِكَيْ يُخْزَى الْمُضَادُّ، إِذْ لَيْسَ لَهُ شَيْءٌ رَدِيءٌ يَقُولُهُ عَنْكُمْ» (تيطس2: 7، 8). تعلَّم يا عزيزي ألا تعطي فرصة للمشتكي (إبليس، العدو) أن يشتكي عليك؛ بسبب تقصير في أمور حسنة، أو عادة سيئة، أو خطية معتادة، أو كلمة بطَّالة، أو تصرف أهوج بغير حساب، أو أي شيء ليس بحسب كلمة الله. فهو مُتَمَرِّس على أن يصطاد الأخطاء، فيشكوك لنفسك مفشِّلاً إياك في طريق البِرِّ، ثم يشكوك للآخرين ليُفسد شهادتك عن المسيح. اقطع عليه الطريق بأن تُصلح طُرقك لتكون على مقاييس كلمة الله بالاتكال عليه. ولتكن صلاتك: «انْظُرْ إِنْ كَانَ فِيَّ طَرِيقٌ بَاطِلٌ، وَاهْدِنِي طَرِيقًا أَبَدِيًّا» (مزمور139: 24)! أما عن النصف الثاني من المثل؛ فإني بحق أحتار كثيرًا في بعض القائلين إنهم مؤمنون وحياتهم مليئة بالاعوجاج: كلام غير مستقيم، نظرات زائغة، مظهر غير محتشم، نِكات شريرة، مواقع نجسة، أماكن مشبوهة، صدقات مفسِدة، بغضة وإيذاء للآخرين، ... إلخ. أحتار فيهم: هل هم مؤمنون أم مُدَّعون؟ ماذا يقول الناس عنهم وعن المسيح بسببهم؟ ماذا يمكن أن يُفعَل لمساعدتهم؟ الحق يُقال إن من يختار بإرادته الطريق المُعوجَّة يصعب مساعدته، ما لم يَعُد بتوبة حقيقية إلى الله ليرجعه للطريق المستقيمة. في الختام، لنتذكر أن تصرفاتنا يجب أن تكون سببًا في أن «يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ» (متى5: 16)، لا العكس فيعثر بسببنا الناس و«وَيْلٌ لِذلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي بِهِ تَأْتِي الْعَثْرَةُ» (متى18: 6). فماذا عن تصرفاتك؟ |
||||
22 - 12 - 2016, 05:54 PM | رقم المشاركة : ( 34 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن الأمثال الشعبية في الكتاب المقدس
لا تستطيع أن تمنع الطيور أن تحلق فوق رأسك...
لا تستطيع أن تمنع الطيور أن تحلق فوق رأسك، ولكنك تستطيع أن تمنعها من أن تعشش فوق رأسك. مثل منطقي للغاية! فإن مَرَّ طائر أثناء طيرانه فوق رأسك فمن يلومك؟! ولكن إذا حدث وتركتَ هذا الطائر يبني عشه فوق رأسك، فمن يعذرك؟! يمكننا تطبيق هذا المثل على أمور كثيرة تَعبُر بنا دون قصد مِنَّا، مثل: منظر رديء في الطريق العام، كلمة تُقال من زملاء الدراسة، أفكار شريرة يحاول العدو أن يلقيها في أذهاننا. نحن في كل هذه الحالات لا يمكننا أن نمنع الطائر من أن يحلِّق فوق رؤوسنا، وإلا يلزمنا أن نترك هذا العالم إلى حيث لا توجد هذه الأشياء، وهذا سيحدث فقط بوصولنا السماء. بالطبع، صديقي القارئ، أنت تفهم أنني أقصد هنا ما لست أنا السبب فيه، فلست أقصد موقعًا إباحيًّا دخلته بإرادتي، ولا نكتة طلبت من زملائي أن يقصُّوها عليَّ واستمعتُ إليها بشغف، ولا مكانًا أعرف أن فيه الشر ذهبت إليه قاصدًا، ولا كل ما تعمدتُ فعله. لكني هنا أتكلم عن ما يصادفني في طريقي ولست أنا المسؤول عن وجوده في هذا الطريق ولا أستطيع الهرب منه. نعم، نحن لا نستطيع منع هذه الأشياء من الاقتراب إلينا، لكن المؤمن الحقيقي يستطيع أن يمنعها من أن تعشِّش في رأسه. فإذا قابله منظر رديء حوَّل عينيه سريعًا طالبًا قوة لذلك من الرب: «حَوِّلْ عَيْنَيَّ عَنِ النَّظَرِ إِلَى الْبَاطِلِ» (مزمور119: 37)، فالسالك بالحق «يُغَمِّضُ عَيْنَيْهِ عَنِ النَّظَرِ إِلَى الشَّرِّ» (إشعياء33: 15؛ اقرأ أيضًا: أمثال4: 25؛ متى18: 8). وهو في الأصل لا يجلس في مجلس المستهزئين (مزمور1: 1)؛ لكن إن وصلت إلى سَمْعِه كلمة رديَّة رغمًا عنه، حكم عليها على الفور بأنها شريرة ولا يصلح لها أن تبقى في ذهنه. وإن حاول الشيطان أن يضع في ذهنه فكرة شريرة من أي نوع، واجهها فورًا بالحق ورفضها مُصلِّيًا: «لِتَكُنْ أَقْوَالُ فَمِي وَفِكْرُ قَلْبِي مَرْضِيَّةً أَمَامَكَ يَا رَبُّ» (مزمور19: 14)، موجِّهًا فكره ليفكر في «كُلُّ مَا هُوَ حَق، كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ، كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ، كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ، كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ، كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ، إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ» (فيلبي4: 8). صديقي، لا تترك طيور الشر تعشش في رأسك! |
||||
22 - 12 - 2016, 05:55 PM | رقم المشاركة : ( 35 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن الأمثال الشعبية في الكتاب المقدس
إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب
مَثَل شهير موجود في لغات عديدة فيقولون مثلاً في الإنجليزية: “Speech is silver but silence is golden”. والحقيقة أننا نحتاج بشدة للالتفات إلى ما نقوله؛ فالكلام أمرٌ جَدّ خطير. فكم من مرات ندمنا على كلمات لم ندقِّق قبل قولها، أو تسرعنا في النطق بها! وبسبب الكلام كم خسرنا علاقات! وكم أسأنا إلى كثيرين! وكم جلبنا المتاعب على أنفسنا، والأذى لمن حولنا! بل وكم أخطأنا في حق الله نفسه بكلامنا في محضره! يلخِّص سليمان الحكيم خبرته في ما يتعلق بالكلام في هذه الكلمات البليغة: «لاَ تَسْتَعْجِلْ فَمَكَ وَلاَ يُسْرِعْ قَلْبُكَ إِلَى نُطْقِ كَلاَمٍ قُدَّامَ اللهِ، لأَنَّ اللهَ فِي السَّمَاوَاتِ وَأَنْتَ عَلَى الأَرْضِ، فَلِذلِكَ لِتَكُنْ كَلِمَاتُكَ قَلِيلَةً... قَوْلَ الْجَهْلِ مِنْ كَثْرَةِ الْكَلاَمِ... لاَ تَدَعْ فَمَكَ يَجْعَلُ جَسَدَكَ يُخْطِئُ... لِمَاذَا يَغْضَبُ اللهُ عَلَى قَوْلِكَ، وَيُفْسِدُ عَمَلَ يَدَيْكَ؟ لأَنَّ ذلِكَ مِنْ... كَثْرَةِ الْكَلاَمِ. وَلكِنِ اخْشَ اللهَ... فِي شَفَتَيِ الْعَاقِلِ تُوجَدُ حِكْمَةٌ... أَمَّا فَمُ الْغَبِيِّ فَهَلاَكٌ قَرِيبٌ... كَثْرَةُ الْكَلاَمِ لاَ تَخْلُو مِنْ مَعْصِيَةٍ، أَمَّا الضَّابِطُ شَفَتَيْهِ فَعَاقِلٌ... وَالْجَاهِلُ يُكَثِّرُ الْكَلاَمَ» (جامعة5: 1‑14؛ اقرأ أيضًا أمثال17: 27، 28؛ 21: 23). وما أصدق هذا التقرير! لذا حري بنا أن نتعلم ألا نُكثر الكلام ونطبِّق هذا التحريض في حياتنا: «إِذًا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُسْرِعًا فِي الاسْتِمَاعِ، مُبْطِئًا فِي التَّكَلُّمِ، مُبْطِئًا فِي الْغَضَبِ» (يعقوب1: 19). على أن السكوت ليس دائمًا من ذهب؛ ففي حين صلَّى داود مرة: «أَتَحَفَّظُ لِسَبِيلِي مِنَ الْخَطَإِ بِلِسَانِي. أَحْفَظُ لِفَمِي كِمَامَةً فِيمَا الشِّرِّيرُ مُقَابِلِي»، فقد أتبع ذلك بالقول: «صَمَتُّ صَمْتًا، سَكَتُّ عَنِ الْخَيْرِ؛ فَتَحَرَّكَ وَجَعِي، حَمِيَ قَلْبِي فِي جَوْفِي» (مزمور39: 1‑3). والصمت عن الخير والحق أمر لا يليق بمن إلههم هو الحق والخير كلهما. فعندنا ما نقوله لنجلب كل الخير لمن يسمعنا. يومًا كان عند أربعة من البرص بشارة حسنة يحتاجها الشعب كله ببشرى الإنقاذ من الموت جوعًا: «ثُمَّ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: لَسْنَا عَامِلِينَ حَسَنًا. هذَا الْيَوْمُ هُوَ يَوْمُ بِشَارَةٍ وَنَحْنُ سَاكِتُونَ، فَإِنِ انْتَظَرْنَا إِلَى ضَوْءِ الصَّبَاحِ يُصَادِفُنَا شَرٌّ. فَهَلُمَّ الآنَ...» (2ملوك7: 9). ونحن نملك أعظم بشارة أن “الخلاص بيسوع وحده”، فهَلُمَّ الآن لنخبر الآخرين! ولنصلِّ باستمرار لإلهنا ليعلِّمنا متى نتكلم ومتى نسكت! |
||||
22 - 12 - 2016, 05:57 PM | رقم المشاركة : ( 36 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن الأمثال الشعبية في الكتاب المقدس
الغريق يتعلق بقشة
ونظيره بالإنجليزية: “A drowning man will clutch at a straw” يصف هذا المثل، في صورة بليغة، غريقًا يبحث عن سبيل للنجاة، وجد نفسه في بحر تتلاطم أمواجه؛ حاول العوم فلم يفلح، بحث فلم يجد قارب نجاة، صرخ فما وجد مجيبًا! وفي محاولاته المستميتة للخلاص من ورطته، وجد قشة ضئيلة، فتمسك بها لعلها طريق الحياة!! ولعلك تستنتج، صديقي العزيز، من قوانين الطبيعة إن كانت القشة ستنجيه أم لا! وإن كان الناس يقولونها بصفة عامة على مشاكل الحياة، لكني أعتقد أننا نحتاج أن نلتفت أكثر إلى غرقَى في بحر عاتٍ، هو بحر الهلاك بالخطايا وأُجرتها. وكم من قشات يتعلق الناس بها رغبة في الخلاص! فهناك قشة البر الذاتي، وقشة الأعمال الصالحة، وقشة الفروض والطقوس، وقشة الفلسفات الطيبة، وقشات أخرى كثيرة يخترعونها كل يوم، وكلها لا تنجي!! لكن دعني أسألك، عزيزي: لماذا تتعلق بقشة وأمامك صَخْرَ الدُّهُورِ الْكَامِلُ صَنِيعُهُ (إشعياء26: 4؛ تثنية32: 4)؟! عاب الرب قديمًا على شعبه أنه «رَفَضَ الإِلهَ الَّذِي عَمِلَهُ، وَغَبِيَ عَنْ صَخْرَةِ خَلاَصِهِ» (تثنية32: 15؛ إشعياء17: 10). ويا لها من حماقة أن نبحث عن الخلاص عند آخر وقد قال الرب: «لَيْسَ غَيْرِي مُخَلِّصٌ» (إشعياء43: 11)! صديقي، كُف عن البحث عن القشات، وهيا لذاك الذي «لَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ» (أعمال4: 12). إنه ينتظرك أن تعود إليه بتوبة حقيقية وإيمان في كمال عمله لينقذك من بحر الرَّدَى لتترنم: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، وَمُبَارَكٌ صَخْرَتِي، وَمُرْتَفَعٌ إِلهُ صَخْرَةِ خَلاَصِي» (2صموئيل22: 47)، ولتهتف عن اختبار: «وَلَيْسَ صَخْرَةٌ مِثْلَ إِلهِنَا» (1صموئيل2: 2؛ 2صموئيل22: 32؛ مزمور18: 31). وإن وجدتَ نفسك في بحر الظروف الطاحنة، ليت لسان حالك يكون: «اِنْتِظَارًا انْتَظَرْتُ الرَّبَّ، فَمَالَ إِلَيَّ وَسَمِعَ صُرَاخِي، وَأَصْعَدَنِي مِنْ جُبِّ الْهَلاَكِ، مِنْ طِينِ الْحَمْأَةِ، وَأَقَامَ عَلَى صَخْرَةٍ رِجْلَيَّ. ثَبَّتَ خُطُوَاتِي» (مزمور40: 1، 2)! فكِّر جيدًا؛ أيهما تخار: القشة أم الصخرة؟! |
||||
22 - 12 - 2016, 05:58 PM | رقم المشاركة : ( 37 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن الأمثال الشعبية في الكتاب المقدس
الباب الي يجيلك منه الريح سِدَه واستريح
يتخيل هذا المثل شخصًا جالسًا في مكان مغلق في يوم عاصف، ترك الباب مفتوحًا على مصراعيه، وجلس متأذِّيًا من صوت الرياح وفعلها، متخوفًا من آثارها المدمرة على صحته وبيته! وقائل المثل يتكلم بمنتهى المنطقية، موجِّهًا النصح لصديقنا: “أغلق الباب!” فلِمَ البقاء مُعَرَّضًا للمخاطر والمخاوف والحل مُتاح؟! وهل يصعُبَ إغلاق الباب؟! ويقولون أيضًا في هذا الصدد: “الوقاية خير من العلاج”، وبالتأكيد هذا صحيح أيضًا. فلِمَ تُعَرِّض نفسك للخطر والمرض، ثم تقضي ردحًا من الزمان تبحث عن العلاج، وقد لا تجده، وإن وجدته ستتكلف تكاليف باهظة، ولن يكون الأمر بلا خسائر؛ وكان يمكنك بقليل من الحذر أن تتقي المرض من الأساس؟! ولنذهب إلى كلمة الله لنجد الحكمة الحقيقية، ونسمعها على فم الحكيم قائلاً: «الذَّكِيُّ يُبْصِرُ الشَّرَّ فَيَتَوَارَى (يختبئ). الأَغْبِيَاءُ يَعْبُرُونَ (صورة للاستهتار واللامبالاة) فَيُعَاقَبُونَ»، وكذا: «اَلْحَكِيمُ يَخْشَى وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ، وَالْجَاهِلُ يَتَصَلَّفُ (يتكبر) وَيَثِقُ» (أمثال27: 11؛ 22: 3؛ 14: 16).
فاحذر يا صديق! |
||||
22 - 12 - 2016, 06:00 PM | رقم المشاركة : ( 38 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن الأمثال الشعبية في الكتاب المقدس
المركب اللي فيها ريسين تغرق
مثل بليغ بالعامية المصرية. وهو يعني أن القيادة في أي مجال يجب في النهاية أن تكون لواحد. فإن وُجد على سفينة واحدة قبطانان، وإن امتد الوفاق بينهما بعض الزمان، ففي كثير من الظروف ستصطدم قراراتهما، وخاصة وقت الطوارئ؛ واحد يريد أن يتجه يمينًا والآخر يسارًا. وتخيل أن عُمّال المركب انقسموا إلى قسمين كل واحد فعل إرادة واحد من القبطانين! لا بُد وأن تغرق السفينة. وفي سفن حياتنا الأمر كذلك. أتذكَّر ترنيمة تعلمها كثيرون مِنَّا في مدارس الأحد تقول: مين ساكن في قلبك مين؟ واحد بس من الاتنين إما الله، أو الشيطان واحد بس، مش الاتنين فلا يمكن أن يكون الله قائدًا لحياتك، وأنت في ذات الوقت خاضع لسلطة الشيطان؛ فكيف تلتقي القداسة مع النجاسة؟! أو يجتمع النور والظلمة؟ وأي اتفاق للمسيح مع الشيطان (2كورنثوس6: 15)؟! لا يمكن أن ترضي الله والشيطان في آنٍ واحد. بل السبيل الوحيد ليكون الله “ريس” (أي سيد) حياتك، هو أن تدعوه أن يحررك من إبليس، السيد القاسي، ليدخل المسيح إلى حياتك مالكًا وقائدًا وراعيًا. ليتك تفعل ذلك الآن! على ذات المنوال قال الرب يسوع: «لا يقدر أحد أن يخدم سيدين. لأنه إما أن يبغض الواحد ويحب الآخر أو يلازم الواحد ويحتقر الآخر» (متى6: 24). والقول لا يحتاج إلى تعليق. على أن بعض المؤمنين، بعد أن تحرروا من سيادة إبليس بفضل عمل المسيح، يرتكبون خطأً جسيمًا حين يعتقدون أنهم يستطيعون أن يقودوا بأنفسهم سفينة حياتهم والرب فيها، وكل ما عليه هو أن يتدخل في الأزمات أو عند عجزنا! وهل يستقيم مثل هذا الوضع؟! كلا يا صديق! بل، هيَّا سلِّم زمام الأمر ودفة الحياة ليديه الماهرتين! دعه يقود، واجلس بجانبه في سلام واطمئنان! سيصل بك إلى المينا الأمين في خير حال، وطوال الطريق ستبقى باستمتاع به. هيَّا رنم معي: إن قادني ربي العَلِي لا أرهب الشرَّ بالحكمة يقود، بالنعمة يسود فلا أرى الضرَّ |
||||
22 - 12 - 2016, 06:01 PM | رقم المشاركة : ( 39 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن الأمثال الشعبية في الكتاب المقدس
ليس كل ما يلمع ذهباً
مَثَل منتشر في لغات أخرى أيضًا، فمثلاً في الإنجليزية يقولون: “All is not gold that glitters”. والحقيقة أن هذا المثل حكيم للغاية، فكم من الأشياء تجذب العين لامعة، ثم نكتشف أنها ليست ذات قيمة، أو كما يقولون بالعامية المصرية “فالصو”؟! وما يميز الفالصو أنه وإن بدا لامعًا يبهر العيون، إلا إنه لا يصمد مع الزمن ولا بُد أن ينكشف. هكذا رفض موسى بريق الخطية، قابلاً أن يتحمل العار «عَلَى أَنْ يَكُونَ لَهُ تَمَتُّعٌ وَقْتِيٌّ بِالْخَطِيَّةِ» (عبرانيين11:25). إن للخطية بريقًا في البداية؛ فالعصيان بالأكل من الشجرة بالجنة كان بهجة للعيون (تكوين3: 6)، والمكسب الناتج عن السرقة والكذب له لذَّته (أمثال9: 17، 18)، والجري وراء الشهوات كذلك (أمثال7:21-23). والأمر ينطبق على كل العلاقات الشريرة ومواقع الإنترنت النجسة. والخمر والمُكَيِّفات: تترقرق في البداية و«فِي الآخِرِ تَلْسَعُ كَالْحَيَّةِ وَتَلْدَغُ كَالأُفْعُوانِ» (أمثال23:31،32). والآية الأخيرة تذكِّرني بما قرأته عن بعض أنواع أفاعي الكوبرا، والتي تختبئ بين الحشائش رافعة رأسها بطريقة تُظهر فقط عيناها وهما تلمعان ببريق أخَّاذ، ومتى انجذب باحثٌ عن البريق إلى عينيها كانت نهايته. ولست أدري كم عدد الذين قضوا نَحْبَهم بهذه الطريقة، لكني أعتقد أنهم كثيرون. فلا تكن واحدًا منهم يا صديقي! وقبل أن أُنهي تعليقي، أذكر أيضًا قصة رحبعام وأتراس الذهب التي سلبها منه عدوه شيشق (2أخبار12: 9-12). والذهب الحقيقي في الكتاب هو إشارة جميلة لكل ما هو من الله، فلقد ضاعت منه القوة الروحية الحقيقية التي من الله. هل تعرف ماذا فعل؟ لقد استعاض عنها بأتراس من النحاس، لها - في عينيه هو - نفس البريق، لكن ليس في عيني الله. لكنه اضطر أن يخبئها عن أعين الناس، فقد كان يعلم أن بريقها لا بُد وأن ينكشف وصدأها لا بُد وأن يظهر يومًا. صديقي، لا ترضَ بالضعف الروحي، ولكن لا تحاول أن تدَّعي القوة الروحية ببعض المظاهر التي هي كالنحاس! بل تعالَ إلى الرب ومحضره؛ هناك سيهبك الرب الذهب المُصَفَّى اللامع فيلمع ذهبك ولا تطفئه الظروف ولا السنون (رؤيا3: 15-20)! |
||||
22 - 12 - 2016, 06:04 PM | رقم المشاركة : ( 40 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن الأمثال الشعبية في الكتاب المقدس
الطيور على أشكالها تقع
هو واحد من الأمثال الشهيرة أيضًا، ويُعرف في عدة لغات، فيقولون مثلاً في الإنجليزية Birds of a feather flock together. والمثل مستوحى من الواقع؛ فالطبيعي أن تطير الطيور في أسراب من النوع ذاته، ونادرًا ما تجد - مثلاً - فرخ حمام يطير بشكل طبيعي بين سرب غربان، ولا العكس. وإن حدث لأي سبب، فالنتيجة ما لا يحمد عقباه. ويُقصد بالمثل أن المجموعة التي ترضى، بمحض أرادتك، أن يكونوا رفقاءك بشكل مستمر، يَدلّون بشكل أو بآخر على ما في داخلك، لأنه لا بد أنك تشابههم لدرجة ما. قال أحد الحكماء: “أرني صديقك فأعرفك”. وهذه حقيقة، فرفقاؤك لا بد وأن يؤثروا عليك إيجابًا أو سلبًا، لذا يقول الحكيم كاتب سفر الأمثال: «اَلْمُسَايِرُ الْحُكَمَاءَ يَصِيرُ حَكِيمًا، وَرَفِيقُ الْجُهَّالِ يُضَرُّ» (أمثال13: 20). ولذلك كان اختيار المرنم الصائب هو: «رَفِيقٌ أَنَا لِكُلِّ الَّذِينَ يَتَّقُونَكَ وَلِحَافِظِي وَصَايَاكَ» (مزمور119: 63). وأوضح لنا في جزء آخر من نفس المزمور لماذا هذا الاختيار دون غيره، بالقول: «انْصَرِفُوا عَنِّي أَيُّهَا الأَشْرَارُ، فَأَحْفَظَ وَصَايَا إِلهِي» (مزمور119: 115). فلا تتوقع أن تعيش في وسط الأشرار بفضائل الأبرار!! وحري بنا أن نلتفت إلى تحذير الكتاب: «لاَ تَضِلُّوا: فَإِنَّ الْمُعَاشَرَاتِ الرَّدِيَّةَ تُفْسِدُ الأَخْلاَقَ الْجَيِّدَةَ» (1كورنثوس15: 33). ولذا وجب أن نطيع قول الكتاب: «لاَ تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لأَنَّهُ أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟ وَأَيُّ اتِّفَاق لِلْمَسِيحِ مَعَ بَلِيعَالَ؟ وَأَيُّ نَصِيبٍ لِلْمُؤْمِنِ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ؟... لِذلِكَ اخْرُجُوا مِنْ وَسْطِهِمْ وَاعْتَزِلُوا، يَقُولُ الرَّبُّ. وَلاَ تَمَسُّوا نَجِسًا فَأَقْبَلَكُمْ، وَأَكُونَ لَكُمْ أَبًا، وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي بَنِينَ وَبَنَاتٍ، يَقُولُ الرَّبُّ، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ» (2كورنثوس6: 14-18). صديقي.. فلتُحسن اختيار الرفيق، فهو الذي سيحدِّد الطريق، وإن أسأت الاختيار فالخطر محيق. |
||||
|