هل تنبأ السيد المسيح عن مجىء نبي بعده عندما قال "وأما المعزى الروح القدس الذي سيرسله الأب بأسمى فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم" (يو 14: 15) لأن لفظة باراكليت في السريانية واليونانية تعنى محمود؟
س32: هل تنبأ السيد المسيح عن مجيء نبي بعده عندما قال "وأما المعزى الروح القدس الذي سيرسله الأب بأسمى فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم" (يو 14: 15) لأن لفظة باراكليت في السريانية واليونانية تعنى محمود؟
1-النبي هو صاحب نبؤة، ومن المعروف أن النبؤة جُعِلت في بني إسرائيل فقط دون بقية الشعوب، ولهذا فإننا نرى جميع الأنبياء من اليهود.
2-تعهدنا الله قبل التجسد بالأنبياء الذين حملوا لنا التعاليم والوصايا الإلهية، والنبؤات والرموز والإشارات التي تشير للمسيا المخلص، ولكن بعد أن آتى الله إلينا بذاته وتجسد وعايناه ولمسته أيدينا هل ننتظر بعده نبيًّا آخر يعرفنا طريق الله؟! كلاَّ ولذلك جاء قول السيد المسيح قاطعًا "احترزوا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة" (مت 7: 15) " ويقوم أنبياء كذبة كثيرون ويضلُّون كثيرين" (مت 24: 11).
3-توجهت بهذا السؤال إلى الأخ المحب الدكتور مجدي وهبة الذي رجع إلى القواميس اليونانية وأفاد بالآتي:
أ- باراكليتس من الفعل وتعنى المدعو للمساعدة أو المساعد أو المحامى أو الوسيط أو المعزى، وتستخدم للتعبير عن الروح القدس كما هو موضح في (يو 14: 16) " وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزيًا آخر ليمكث معكم إلى الأبد".
ب- بيركليتس من الفعل وتعنى المشهور أوالمسموع في كل مكان أو ذائع الصيت أو المعروف وهذه لم يذكرها الإنجيل(والبعض يترجمها بكلمة المحمود).
ج- باركلتوس من الفعل وتعنى شهير ومشهور ومعروف وتستخدم أيضًا للدلالة على شخص مشهور شهرة سيئة، وهذه أيضًا لم يستخدمها الإنجيل.
4-قال الرب يسوع عن الباركليت "الروح القدس"، فهو روح بدون جسد، ولا يوجد نبى قط بهذه الصفة.
5-وعد ربنا يسوع تلاميذه " أن لا يبرحوا أورشليم حتى يحل عليهم الروح القدس" (اع 1: 4) وفعلًا تحقق وعده بعد القيامة بخمسين يومًا يوم أن حلَّ الروح القدس على التلاميذ، وليس من المعقول أن يأتي المعزى بعد ستمائة سنة فيجد التلاميذ جميعهم قد فارقوا هذا العالم.
6-من صفات الباركليت انه "يمكث معكم إلى الأبد" (يو 14:16) ومن الواضح إنه لم ولن يوجد إنسان لا يموت ويعيش في هذا العالم إلى الأبد.
7-قال ربنا يسوع عن الروح المعزى "روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه. وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم" (يو 14: 17) وأي نبي لابد أن يراه الناس، وأي نبي لا يمكن أن يمكث داخل التلاميذ..
8-قال ربنا يسوع " ومتى جاء المعزى الذي سأرسله أنا إليكم من الأب روح الحق الذي من عند الأب ينبثق فهو يشهد لي" (يو 15: 26) فهل النبي ينبثق من الله؟! وان كان أي نبي هو مُرسَل من الله، فالقائلون بأن هذه النبؤة تنطبق على نبي معين جاء في القرن السادس.. هل يقبلون بأن السيد المسيح هو الذي أرسل هذا النبي؟! وهل بهذا يقبلون أن السيد المسيح هو الله الذي يرسل الأنبياء؟
9-أوصى ربنا يسوع تلاميذه "أن يتلمذوا جميع الأمم ويعمدوهم باسم الأب والابن والروح القدس (مت 28: 19)، كما ذكرنا أيضاً هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.. وواضح أن الكنيسة لم تعمد أحدًا قط باسم نبي ولكن العماد يتم باسم الثالوث القدوس الأب والابن والروح القدس الإله الواحد أمين.