منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
قديم 12 - 06 - 2014, 09:27 PM   رقم المشاركة : ( 31 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,778

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: بستان الرهبان

الصلاة

ما هـــي .. !

+ قال مار أفرام : " الإنسان مكون من جسد ونفس ، أن لم يتغذى الجسد بالخبز فلن يعيش ، كذلك النفس أن لم تتغذ بالصلاة والمعرفة الروحانية فهي مائتة".

+ سئل مرة مار اسحق : " ما هي الصلاة ؟ " .

فال : " هي تفرغ العقل من جميع أمور الدنيا ، ونظر العقل إلى شوق الرجاء المعد " .

+ وقال أيضاً :

- محاسن الصلاة : الاغتصاب والصبر والاحتمال وطول الروح والتجلد، والصلاة هي صراخ العقل الذي يصرخ من حرقة القلب ".

- " أحب الصلاة كل حين ، لكي يستنير قلبك بالله " .

- " اذلي يتهاون بالصلاة ويظن أن هناك ثمة باب آخر للتوبة، فهو محل للشياطين " .

- " الإنسان العادم من الصلاة ، ويجادل على الفضائي ، لا فرق بينه وبين الأعمى العادم النور ، ويجادل على حسن الفصوص الكريمة ، والألوان الكثيرة " .

روح الصلاة


(أ) علامة الصليب المقدسة

+ قال شيخ :-

" حدث أنى كنت سائر في الصعيد مع رجل اسماعيلى ، وأمسى علينا الوقت ولم نستطع أن نصل إلى مسكن لنلتجئ فيه إلى الغد، وبينما نحن مختارون وخائفون من الوحوش، صادفتنا برية عتيقة، فدخلناها لنستريح إلى الغد.

فوقفت ورشمت علامة الصليب المقدسة من ناحيتى هذه وهذه، ثم رشمتها أيضاً تحت رأسى ، ورقدت .

وفي منتصف الليل، إذا بنا نسمع صهيل خيل، وصياحا، وخيال عظيماً ، وقلقا من الجنون، ورأبت واحدا أجلسوه على كرسى وال ، وأمر القيام بين يديه أن يخلوا البرية حيث كنا راقدين، وأخرجوا الراقد معى، وضربوه حتى شارف الموت، وكانوا يقولون له : " أين هو الراقد معك ؟ " فيقول لهم : " أنه في الموضع الذي كنت راقداً فيه " .

أما هم، فانهم إذا أرادوا الدخول إلى مر قدى، يرون علامة الصليب المقدس فيهربون إلى خلف، ويقعون على وجوههم، وفي رجوعهم إلى الجالس على الكرسى، كانوا يعاقبون ذلك الاسماعيلى جداً، ويصيحون عليه بأصوات مختلفة قبيحة، قائلين :" أين الذي دخل معك ؟ " فيقول لهم : " أن موضعه في الداخل، راقداً" .

أما أنا فصرت كالميت من الخوف الذى لحقنى ، وهم كلما أقتربوا منى ونظروا علامة الصليب، يهربون إلى الخلف، ويسقطون على وجوههم، وكان الجالس على الكرسى يقول لهم : " ما بالكم لا تحضرونه ؟ " فكانوا يقولون له : "إذا نحن دنونا منه، ننظر إلى علامة الصليب، فلا نقدر أن نقف، بل نهرب إلى خلف، ونسقط على الأرض" ، فيقول لهم : " أصعدوا الى الهواء، وانزلوا عليه من فوق وأتونى به" ، فكانوا لما يأتون إلى ، ينظرون العلامة على رأسى، فيهربون إلى خلفا، ومكثت هكذا في هذا الإنزعاج العظيم، حتى أشرق النور، حيث ذهبوا خائبين، ، تاركين ذلك الرجل قريبا من الموت، وقد عجبت إذ لم يقدروا الدنو منى وقلت : " سبحان السيد المسيح صاحب العلامة " .

أما ذلك الرجل الذي ضربوه ، فقد تعجب منى لما رآنى، وقال : " لماذا لم يقدروا أن يضربوك وضربونى أنا ؟ " فأعلمته بعلامة الصليب المخلص الذي لسيدنا يسوع المسيح، فعندما سمع منى هذا، مضى وتعمد ، وصار مسيحياً مختاراً، وأكمل عمره وهو لابس السلاح، والمثال الذى لالهنا يسوع المسيح " .

+ كان في زمان بوريق الملك رجل يقال له الوسيط، تشبه بالمسيح الدجال في سحره ، وكان قد أدرك بسحره ما لم يدركه أحد ممن كان قبله من السحرة وكان له صديق يعمل كاتبا يخاف الله. فأراد الساحر أن يطغيه بعمله السحر فدعاه ليلة وركبا فرسين وخرجا من المدينة أول ساعة من الليل .

فلما أنقضى نصف الليل وإذا هما في بقعة سهلة ليس فيها مدينة ولا قرية ، فوجدا بابا في قصر ، فقرع الساحر الباب ففتح لهما ولقيهما جماعة لونهم أسود، فسلما على الوسيط وأجخلوهما إلى موضع مجلس كبير فيه منبر وكراس موضوعة وفي الوسط كرسى، وعليه شخص عظيم أسود اللون وعن يمينه وشماله كثير من السود قيام. فخر الساحر ساجادً له فقال له ببشاشة مرحبا بالوسيط. قد قضيت حوائجك. فقال: من أجل هذا أتيت لأشكرك. فجلس الساحر عن يمينه فلما رآهم الكتاب زهد بهم، ووقف وراء الوسيط فقال الرئيس من هذا الذي معك. فقال : عبدك. فالتفت له الرئيس وقال : أنت عبدى؟ فصلب الكتاب على وجهه وقال أنا عبد الآب والأبن والروح القدس فوقع الأركون من مجلسه وغاص في الأرض وأنطفأت المصابيح وولوا هاربين، وغرق القصر بكل من فيه والساحر ولم يبقى إلا الكتاب والفرسان فقط. فلم يلتفت ولكنه ركب فرسا وترك الأخرى. وسار إلى المدينة وضرب على الباب ففتح له وأخبر بكل ما ناله .

وبعد ذلك لجأ إلى رجل من الآباء يخاف الله. ففيما هما في صلاتهما أمام أيقونة السيد المسيح صرفت الأيقونة وجهها عن البطريك ونظرت إلى الكاتب فتحول الأب إلى الشرق الذي كان فيه الكاتب فحولت وجهها أيضاً إلى الكاتب . فخر الأب قبالتها ساجداً. وقال يارب لا تصرف وجهم عنى، بل أظهر لى يارب وارحمنى. فأنني أعلم بأنني خاطئ. ولما أكثر من هذا القول ومثله وهو باك . نظرت الأيقونة للكاتب وقالت للأب أنا أعلم أنك تعطي للمساكين مما أعطيتك وترحمهم وأنا كافيك عن ذلك وأما هذا القديس فحقه على واجب .

(ب) بداية الصلاه

+ قال أنبا أنطونيوس :

- " أن أول كل شئ هو أن تصلى بلا ملل وتشكر الله على كل ما يأتي عليك".

- " صل أبدأ صلاة في خزانتك أولا قبل صلاتك مع الأخوة " .

+ سأل الشيوخ مرة أنبا مقاريوس الكبير :

" كيف نصلى ؟ فقال : نبسط أيدينا إلى الله ونقول : يا الله أهدنا كما تحب وكما تريد .. وأن أصابتنا ضيقة قلنا : يارب أعنا فهو يعرف ما هو خير لنا ويصنع معنا كرحمته ومحبته للشر .. " .

+ وقال مار اسحق :

- " بالقراءة المفروزة أجمع قلبك من الكل، وقم للصلاة، وفي وقت الصلاة وجه نظرك إلى الجموع الصارخة : " أصلبه " ، وأعجب من مخلص الكل كيف يصرخ بنوع الصلاة : " يا أبتاه، لا تقم لهم هذه الخطية " وتشبه به بأكثر قوتك، وأبدأ بالصلاة والدموع " .

- قيل أنه كلما جاء إنسان لأنبا سرابيون الأسقف ليتسلم ثوب الرهبنة كان يقول له : " عندما تصلى قل : " يا سيدى علمنى أن أصنع ارادتك " .

+ وقال القديس يوحنا القصير :

- " إذا قمت في صلاتك قدام الله فأول كل شئ قل : قدوس قدوس قدوس الله القوى ، السماء والأرض مملوءتان من تسابيحك. وبعد ذلك قل : اللهم أهلنا بنعمتك لذلك الشرف الذي أعددته في العالم الجديد. ولا يديننا عدلك في مجيئك العظيم. اللهم أهلنى لمعرفتك الحقانية والخلطة بحبك التام. ووحينئذ أختم صلاتك بالصلاة التى علمها الله لتلاميذه واتلها دائما بتأمل " .

(ج) الاسراع الى الصلاة

+ قال أنبا أنطونيوس :

- " إذا ضرب الناقوس لا تتوان عن الحضور الى الكنيسة، لا تتحدث هناك ولا تمض الى كنيسة يجتمع فيها الناس " .

+ وسئل القديس برصنوفويس :

- "إذا طلب منى إنسان أن أصلى لأجله، أينبغى لى أن أصلي لأجله أم لا"

أجاب : " جيد أن تصلى عن كل من يسألك، لأن الرسول يعقوب يقول :
" صوا لأجل بعضكم بعضا كيما تعافوا ، وقد صلى أناس لأجل الرسل ، على أن تفعل ذلك كمن هو غير مستحق ولا دالة له " .

(د) فاعلية الصلاة

أتى تلميذ لأنبا مقاريوس وقال له :

" أبى يرسلنى لقضاء خدمات له ، ولكنى خائف من الزنى " فقال له الشيخ: في أي وقت تأتيك التجربة قل : "أيها الرب إلهى بصلاة أبى نجنى، وهو يخلصك" وحدث في أحد الأيام أن أغلقت عليه عذراء الباب، فصرخ بصوت عظيم وقال : "يا اله أبى خلصنى" وللوقت وجد نفسه في طريق الاسقيط .

+ وقيل عن الأب مرقس المصري أنه مكث ثلاثين سنة لم يخرج خارجاً عن قلايته، وقد أعتاد قسيس أن يأتي إليه، ويقوم بخدمة القداس، فاحتال الشيطان في ايقاعة في ألم الديونة، فأوعز الى بعضهم فأتوا إليه بأنسان مجنون بروح نجس ، طالبين أن يصلى عليه، فقبل كل شئ بدأ المريض يقول له : " أن قسيسك له رائحة الخطية فلا تدعه يدخل إليك " فقال له الشيخ : أيها الولد أن كل الناس يطرحون الجيف والنجاسة خارجاً، أم أنت فقد أدخلتها إلى ، أما كتب " لا تدينوا لئلا تدانوا" فهو وأن كان خاطئاً، لكن الرب يخلصه، لأنه كثب " وأن هو سقط فالرب يقيمه" وقد كتب ايضا " ليصل بعضكم من أجل بعض لكي تشفوا " . واذ قال ذلك صلى صلاة فخرج الشيطان من ذلك الإنسان وفر خائباً.

فلما أتى القس كعادته قبله الشيخ بفرح، فلما أبصر الآله الصالح أمانة الشيخ، كشف له سرا وهو أن القسيس عندما أعتزم الوقوف قدام المائدة المقدسة، رأى الشيخ أن ملاكا قد أنحدر من السماء ، ووضع يده عليه فصار كعمود نار، فعجب الشيخ من ذلك المنظر، إذا بصوت يأتيه قائلاً : " لماذا تعجب ؟ أن كان الملك الأرضي لا يرتضى أن يقف أحد خدامه بين يديه بلباس قذر، فكم بالحرى ملك السماوات فأنه يحلل خدامه الواقفين بين يديه بالمجد " .

+ ومرة أحضر إلى الدير سمك، فشواه الطباخ، وتركه في الخزانة وخرج. فقبل أن يمضى أقام عليه صيا ليحرسه الى حين عودته، الا أن الصبى بدأ يأكل من السمك بشره فلما جاء الخازن ووجده يأكل غضب ورفسه، فصادفت نافوخه (أم رأسه) وهو جالس، فوقع الولد على الأرض ميتا. أما الخازن فقد اعتراه الخوف، وأخذ الصبى ووضعه على سريره وغطاه، وجاء إلى الأب جلاسيسوس وخر عند رجليه وأعلمه بما حدث، فقال له الشيخ: " لا تعلم أنسانا بهذا الأمر، لكن أذهب واحضره سرا إلى الدياقونيكون وضعه قدام المذبح وانصرف" فجاء الشيخ الدياقونيكون وقام في الصلاة. ولما أجتمع الأخوة في الكنيسة لتأدية صلاة الليل، خرج الشيخ والصبي خلفه .

(هـ) الجهاد في الصلاة

+ سأل بعض الأخوة أنبا أغاثون قائلين : " أى فضيلة أعظم في الجهاد؟" فقال : أغفروا لى . ليس هناك جهاد أعظم من أن نصلى دائما الله، لأن الإنسان إذا أراد أن يصلى كل حين حاول الشياطين أن يمنعوه. لأنهم يعلمون بأن لا شئ يبطل قوتهم سوى الصلاة أمام الله . كل جهاد يبذله الإنسان في الحياة. ويتعب فيه لابد أن يحصد منه الراحة أخيراً. ألا الصلاة فأن من يصلى يحتاج دائما إلى جهاد حتى آخر نسمة .

+ وسألة الأخوة بخصوص قتال الزنى فقال :

" أمضوا وأطرحوا ضعفكم قدام الله فتجدوا راحة " .

+ وقال شيخ :

ينبغى للراهب أن يقاتل بجهاد كثير ضد شيطان الضجر، وصغر النفس وبخاصة وقت الصلاة، فإذا قوى على هذا، فليحذر من شيطان الكبرياء وليقل : "أن لم يبت الرب البيت فباطلا يتعب البناءون ، وأن لم يحرس الرب المدينة، فباطلاً يسهر الحراس " ، كما يذكر كلام النبي " أن الله يقاوم المستكبرين ويعطى المتضعين نعمة " .

+ وقال أخ لشيخ : " أن أصابنى ثقل النوم أو فاتني وقت الصلاة وأنتهيت ولم تبسط نفسي للصلاة حزنا، فماذا أعمل ؟ " فقال له : " ولو نمت إلى الصباح فقم وأغلق بابك وأتمم قانونك ، فالنبي داود يقول مخاطباً الله : " لك النهار ولك الليل. والهنا لكثرة جوده ورحمته في أي وقت دعى أجاب " .

+ وقال القديس مقاريوس الكبير :

" أن الذي يلازم الصلاة يقتنى أفضل الأعمال إذ هو محتاج إلى جهاد أكثر من سائر الأعمال . لذلك ينبغى له الحرص الدائم والصبر والتعب دائماً لأن الشرير يناصبه العداء ويجلب عليه نعاساً وكسلاً وثقل جسد وانحلالاً وضجراً وأفكاراً مختلفة وطياشة عقل وحيلا كثيرة محاولاً أبطال الصلاة لذلك يلزمه الجهاد إلى الدم مقابل أولئك الذين يطلبون أبعاد النفس عن الله . وليتيقظ مراقباً ذهنه. مطارداً الأفكار المضادة بشدة. وطالبا من الله عونا وفهما " .

وقال أيضاً :

" أن لم تكن لك صلاة الروح فجاهد في صلاة الجسد ، وعند ذلك ستعطى أيضاً الصلاة بالروح ، وأن لم يكن لك اتضاع الروح، جاهد من أجل الاتضاع الذي بالجسد وعندئذ ستعطى ايضا الاتضاع الذي بالروح . لأنه كتب : أسألوا تعطوا " .

+ وسأل أخ شيخاً : كيف أجد أسم ربى يسوع المسيح ؟ قال له الشيخ: "إذا لم تحب الألعاب أولاً لا تستطيع أن تجده " .

(و) الالتصاق بالرب يسوع

+ سأل أخ شيخاً قائلاً : " أتريدنى أن أترك قلبي عند خطاياي ؟ قال : لا. قال : فهل أتركه عند جهنم ؟ قال : لا . بل أتركه عند يسوع المسيح فقط والصق عقلك به لأن الشياطين يريدون أن يأخذوا ضميرك إلى حيث يبعدونك عن الرب يسوع المسيح ، فسأله وبأي شئ يلتصق الضمير بالرب يسوع . قال له : بالعزلة وعدم الهم . والتعب الجسداني بقدر .

+ وقال القديس باخوميوس :

" لا تميز موضعاً من موضع قائلاً : سوف أرى الله هنا أو سوف أراه هناك لأن الله في كل موضع . لانه يقول : أنا ملء السماء والأرض : أن أحببت أن تعبر مياها كثيرة فأحذر لئلا تغمرك. لا تفتش على الأمور المستعلية لئلا تتلف حياتك . أحتفظ القدس فقط فهوذا الله داخلك. أنظر أين كان اللص فورث الجنة، أو أين كان يهوذا فاستحق المشنقة أو كيف حسبت الزانية مع الأطهار أو كيف أغوى الشيطان حواء في الفردوس أو كيف أصعد أيليا الى السماء . أو كيف سقطت الملائكة من هناك فاطلب ولا تكسل . أطلب الله فتجده " .

+ قال الآب الينوس : من لم يقل : " لا يوجد في هذا الكون كله ألا الله وأنا فقط فلن يصادف نياحا " .

+ قال الأل مسطوفس : " كلما دنا الأنسان من الله ، فأنه يرى نفسه خاطئا لأن أشعياء النبى لما أبصر الله دعا نفسه دنسا ونجساً ".

+ وقال القديس باسيليوس : " عموم الناس يظنون أن الله في الهياكل فقط ، فيحسنون سيرتهم فيها فقط ، وذوو المعرفة يعلمون أن الله في كل موضع، فينبغى أن يحسنوا سيرتهم في كل موضع " .

+ وقال شيخ :

كما أن الإنسان لا يستطيع أن يؤذي رفيقه وهو واقف معه قدام السلطان ، كذلك العدو لا يقدر أن يؤلمنا بشئ من السر، مادامت نفوسنا قريبة من الله ، كما هو مكتوب : " أقتربوا من الله يقترب الله منكم " ، ولكننا إذا كنا في كل حين نتنزه ونشتغل بما لا ينبغى ، فأن العدو يتمكن منا ، ويلقينا في أوجاع الخطية " .
 
قديم 12 - 06 - 2014, 09:28 PM   رقم المشاركة : ( 32 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,778

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: بستان الرهبان

فكر الصلاة


(أ) جمع العقل [ اليقظة في الصلاة ]

+ قال القديس مقاريوس الكبير :

" إذا أقدمت على الصلاة فأحرص أن تكون ثابتاً لئلا تسلم أناءك بيد أعدائك لأنهم يشتهون أختطاف انيتك التى هي أشواق نفسك ، وهي الأشواق الصالحة التى يجب أن تخدم بها الله نهاراً وليلاً. لأن الله لا يطلب أن تمجده بشفتيك فقط بينما تطيش أفكارك بأباطيل العالم ، لكنه يريد ألا توقف نفسك أمامه وأفكارك تنظر إليه بدون التفات " .

+ وقال أنبا موسى الأسود :

" كن متيقظا في صلاتك لئلا تأكلك السباع الخفية " .

+ وقال أنبا سرابيون :

" كما أن أجناد الملك وقوف بين يديه، ولا يقدر واحد منهم أن يلتفت يمينا أو شمالاً ، كذلك الإنسان ، إذا كان واقفا قدام الله في الصلاة ، يجب عليه أن يكون عقله مجموعاً بخوف ، واذا كان كذلك ، فلا يستطيع العدو أن يضره أو يرهبه".

+ للقديس يوحنا ذهبي الفم عن الكلمة المكتوبة : " أصلي بروحي وأصلي بضميري ، وأرتل بروحي وأرتل بضميري " : يريد الرسول ألا يكون الإنسان مصلياً بلسانه فقط تاركاً عقله يتيه في شتى الأمور ، فيصير بلا ثمر ، بل ليكن جهاد واحد لا ثنيهما ، اللسان ينطق بكلام الصلاة والعقل يميز المعنى الخفي الغير منظور والفكر يتبع يسوع إلى فوق ، مثل النفس الصاعد مع الكلام ، فيكون مثل أنسان يشتكي إلى المالك ووجهه ناظر إليه ولسانه يتكلم بغير أنشغال " .

+ قال الأب نستاريون :

" احرص كل يوم على أن تقف قدام الله بلا خطية ، وهكذا صل لله كأنك مشاهد له ، لأنه بالحقيقة حاضر " .

+ قال القديس برصنوفيوس :

" الصلاة الكاملة هي أن تخاطب الله بلا طياشة عقل ولا سجس العالم ، لأن المصلى الكامل قد مات عن العالم. أن أمساك البطن هو أن تقلل من شعبك قليلاً وأن كان عليك قتال فأترك قليلاً أكثر ، أما أمساك العقل والقلب فهو أن يكون متيقظاً . لا تتهاون بأفكارك وإذا قاتلك العدو بالفكر فلا تلتفت إلى قتاله لأنه يريد بذلك أن يشغلك عن مخاطبة الله " .

+ قال القديس أوغريس :

تغافل عن ضروريات الجسد عند وقوفك للصلاة حتى ولو لدغك برغوث أو بعوضة أو ذبابة أو احد الهوام فلا تنشغل بها لئلا تخسر الربح الظعيم الذي للصلاة " .

+ وقد حكى لنا أباؤنا القديسون عن أحدهم كان الشيطان يحاربه إلى درجة كبيرة عند وقوفه للصلاة. وذلك أنه عندما كان يبسط يديه للصلاة كان الشيطان يغير شكله قدامه بهيئة أسد ، ويشبك رجليه الأثنين في رجلى القديس وينتصب قبالته. ثم يجعل مخالبه في حقوى المجاهد من هنا وهناك . فلا يرجع عنه حتى ينزل يديه ولم يكن المجاهد لينزل يديه حتى يكمل صلاته كعادته .

+ قرأت في سيرة رهبان دير تاسا ما هو مكتوب عنهم هكذا : " أنه بينما كان القديس باخوميوس يتكلم مع الأخوة مرة بكلام الله ، أذ بحيتين قد جاءتا والتفتا حول رجليه أما هو فلم يقلق ولكنه تظاهر كأنه يطرح حلته تحت رجليه حتى فرغ من حديثه بكلمة الله ، وحينئذ أعلم الأخوة بهما " .

+ كذلك قرأنا عن أخ روحاني أنه فيما هو يصلي مرة جاءت أفعى ولمست رجليه وهو يصلي ، فلم يبال بالكلية حتى أكمل صلاته كالمعتاد ولم يؤذ بالكلية. ذلك لأنه كان يحب الله أكثر من جسد لذاته . فاقتن لك عينا غير متشاغلة وقت الصلاة . وأجحد ذاتك وأطلب الله بكل قلبك .

+ وأخر أيضاً من القديسين الذين يصلون كما ينبغي ، كان منفرداً في البرية، هذا وقف قدامه الشياطين مقدار أسبوعين وهم يلكمونه ويحلقون به في الجو ويقطعون عليه الحصير ، وبرغم هذا كله لم يستطيعوا بالجملة أن يخطفوا عقله ولو كان في صلاة قليلة بحرارة مع الله . فاجتهد يا أخي أن توقف عقلك كمن هو اطرش وأخرس في وقت الصلاة . وهكذا تستطيع أن تصلي .

+ أن كنت تريد أن تصلي جيداً ويصير لك أفتخار قدام الله . فاجحد ذاتك في كل حين وفي كل ساعة .

+ الصلاة هي باب الفرج والشكر . الصلاة هي دواء الأحزان وضيق الصدر لا تصل بالشكل الظاهر فقط ولكن بمخافة الله ورعدة وخشوع مع الألتفات بعقلك نحو المعقولات ، الصلاة هي فهم للعقل ، الصلاة ترفع العقل إلى الله ، الصلاة هي عمل يليق برتبة العقل وبطبيعته الفاضلة .

فحين تعزل هذه الآية من موضوعها يظن أنها تتكلم عن تشتيت الفكر في الصلاة ، أو الصلاة بلا فهم . ولكنها يلوم أن تكفهم في موضعها وهي تتكلم عن صمر الشركة في الصلاة .

+ قال شيخ :

" أحذر الغضب لأنه يظلم العقل ويلقى من النفس لجام مخافة الله ، أن الغضب أبو الجنون ، فمن يقبله لا يكون وديعاً أمام الله " .

(ب) الصلاة بلا طياشة

+ قال الأب أوغاريتوس :

" ما أعظم أن يكون الإنسان بغير طياشة، وأعظم من ذلك من ذلك أن يكون تحت الخليقة كلها "

+ وقال مار أسحق :

أن الذي يمزج قراءته بالتدابير والصلاة يعتق من الطياشة .

+ وقال بعض الشيوخ :

" تحفظ في صلاتك بمخافة الله ، لئلا تغضبه بدلا من أن ترضيه، فتحتاج صلواتك لصلوات " .

+ أتى لصوص إلى قلاية في وقت الصلاة فقال القسيس للأخوة: أتركوهم يعملون عملهم ، ونحن نعمل علمنا " .

+ قال شيخ :

أنى خرجت مرة من قلايتي وجزت بقلاية شيخ قديسين ، فسمعته وأنا خارجها يخاصم خصومة شديدة ، ويقول : " حتى متى ؟ كيف من أجل كلمة واحدة ذهب هذا ؟ " فلما سمعت صوت الخصومة ، ظننت أن عنده أنسانا يشاحنه. فقرعت الباب لأصلح بينهما ، ولما دخلت لم أجد سوى الشيخ وحده، فسألته ببساطة وقلت له : " يا أبى ، مع من كنت تتخاصم ؟ " فقال لى : " كنت أخاصم فكري، لأني قد أستظرهت أربعة عشر كتاباً ( حفظتها عن ظهر قلب ) ، وسمعت خارجا كلمة واحدة قبيحة فلما بدأت أصلي ، جاءت تلك الكلمة ، ووقفت قدامى وأبطلت تلك الكتب كلها ، فمن أجل ذلك كنت أخاصم فكرى " .

(ج) الصلاة بلا فتور

+ قال شيخ : طوبى لمن أبغض الأثم واحب البر ، وخاف عقاب الجحيم وآثر ثواب الملكوت ، وقاوم أرادة الشياطين وأطاع أرادة الله ، وصلى بلا فتور، بلا طياشة " .

+ أخبر عن أحد الرهبان أنه لم يكن له عمل سوى الصلاة بلا فتور، وكان كل عشية يجد في قلايته خبزاً ليأكله. فزاره أحد الرهبان مرة ومعه ليف. فأخذه منه وصار يعمل في الليف. فلما حان وقت المساء طلب خبزا كعادته ليأكل. فلم يجد فبقى حزيا. فأتاه صوت قائلاً : " لما كنت تعمل معى كنت أنا أعولك، فلما بدأت ممارسة عمل آهر. أطلب طعامك مما تعمله بيدك ! " .

(هـ) علاج الفتور في الصلاة

+ قال القديس يوحنا القصير :

مثل التاجر الذي يطلب الأرباح كذلك حاسب نفسك كل يوم وأنظر ربحك وخسارتك في كل عشية وأجمع عقلك وتأمل ما الذي عملته في نهارك وأنظر إلى صنع الله ربك ، وأفهم بماذا أنعم عليك في يومك : باشراق الضوء، بطيب النهار، بتقويم الأزمنة ، ببهاء الجبال، بحسن الألوان ، بزينة الخليقة ، بحركة الشمس وبزينة قامتك، وبهبوب الرياح ، وبحسن الأثمار، وبحفظه إياك من الأخطار مع بقية أنعاماته .

فإذا تفكرت في هذه الأمور كلها يملأ قلبك العجب من عظم حب الله لك ويأخذك العجب إلى أن تشكر الله بحرارة على ما أنعم به عليك – لذلك وجب عليك أن تفتش لعلك فعلت شيئا يدل على انكارك لهذه النعم وقل فيما بينك وبين نفسك : " لعلى فعلت في هذا اليوم أمرا يغضب الله ، لعلى فعلت شيئاً يخالف مشيئة خالقى ، فأن شعرت في نفسك أنك قد فعلت شيئاً يخالفه . ثم في الحال بالصلاة وأشكر الله أولا على النعم التى اقتبلتها منه في يومك هذا ، ثم تضرع من أجل غفران ما أخطأت به وهكذا تنام بخوف ورعدة .

+ من المعلوم لدينا أننا أن أغضبنا من هو أعظم منا، فأننا نبيت ونحن في خوف ورعدة ، ولكن مع الأسف فهوذا نحن نغضب الله وننام بلا مخافة .

+ إذا قمت للصلاة قدام الله أحرص أن تجمع عقلك طارحا عنك الأفكار المقلقة، ضع نصيب عينيك كرامة الله ، ونق حركاتك من الميول الشريرة. فأن شعرت بحرارة النعمة تقدم ولا تضعف ، فإذا أبصر الله صبرك فأنه بسرعة يسكب فيك نعمته ويتقوى عقلك وينشط للعمل بواسطة السخونة (حرارة النعمة) فتضئ أفكار نفسك ويسمو بك الشعور الى تمجيد عظمة الله كل حين ، ولن يكون لك ذلك الا بطلبات كثيرة وفكر نقي، كما أنه لا يليق أن يوضع البخور الطيب في أناء نتن كذلك الله لا يظهر عظمته في فكر ردئ .

(د) السهــر

+ قال شيخ :

" أحب السهر فإنه ينير العقل " .

+ قال القديس لنجيوس :

" السهر يطهر العقل "

+ وقال القديس أبيفانيوس عند خروج نفسه :

" ايقظوا قلوبكم بذكر الله ، فتخف قتالات الأعداء عنكم " .

+ وقال شيخ :

" كل من يحارب أبليس وجنوده بالقتال ، وهو لأجل ذلك ينوح ويبكى ساهراً، طالبا معونة، فهو يستجاب لأن السهر يحل الخطية، والبكاء يحل الذنوب".

+ قال أنبا أنطونيوس :

+ لا يليق بنا أن نتذكر الزمان الذي مضى. الاحرى بنا أن نكون كمن يبدأ عمله حتى يكون التعب المفرط الذي سنحس به لفائدتنا ... ليقل كل واحد ما قاله بولس الرسول : " أنسى ما هو وراء وأمتد إلى ما هو قدام " (قيلبي 13:3) ولنتذكر أيضاً كلمات إيليا " حى هو الرب الذي وقفت أمامه اليوم " (مل 1:17) لنلاحظ أنفسنا بالحكمة التى تجعلنا نقف أمام الله " .

+ وقال أيضاً :

" إذا قمنا في الصباح لنذكر ربما لا نبقى للمساء. وعندما نرقد لنفكر أننا ربما لا نمكث حتى الصباح لأننا لا نعرف ما هى أيان حياتنا . أنها معروفة لدى الله. ونحن أن مارسنا هذا العمل يوميا لن نخطئ ، لن نفعل شرا أمام الله ، لن نشته أشياء هذا العالم ، لن نغضب أحدا ونكون كمن ينتظرون الموت " .

+ قال القديس باخوميوس :

- يا أبنى أحفظ قلبك كى لا يفرح أعداؤك ، لأن الأنسان إذا لم يحفظ قلبه وقع في الشرك .

- " لا تترك قلبك يسبى مع الغرباء لئلا يقال لك : " لأنك لم تثق بالرب فأقم الآن في أرض العبودية " .

- + قيل عن أنبا باخوميوس أنه كثيرا ما كان يسمع الشياطين تذكر شروراً مختلفة بعضها كان يأتي على الأخوة فذكر أولا أنه سمع أحدهم يقول :

" أنى أقف أمام راهب يناضلني دائماً ، وكلما أقتربت لأزرع أفكارا في عقله تحول في الحال الى الصلاة فأضطر للهروب منه ملتهبا بالنار " كما سمع آخر يقول : " أنى أحارب أنسانا سهل الاقنـاع يطيع ما أرشدة إليه ولذا فأنى أحبه كثيراً " .

وهنا قال الأب ... فعلينا أيها الأخوة أن نكون يقظين على الدوام وأن نكون آقوياء في أسم الرب فنحارب الشياطين لأنهم لا يقدرون علينا .

+ سأل الأخوة أنبا ساوانس عند موته : " أية سيرة صنعتها أيها الأب ، حتى أقتنيت هذا الحكم ؟ ( التدبير ) " أجاب : " لم أترك قط في قلبى ذكرا يسخط الله " .

+ وحدثنا أحد الآباء قائلاً:

" أنى في بعض الأوقات كلمت الأخوة كلاما نافعا ، فغرقوا في النوم غرقا، أنتهوا فيه أنهم ما استطاعوا أن يحركوا جفونهم ، فأردت أنا أن أبين فعل الشيطان، فأوردت حديثا باطلاً، فأنتبهوا للوقت وفرحوا، فتحسرت وقلت: "إلى هذا الوقت كنا نتكلم في أشياء سماوية فكانت أعينكم كلكم غارقة في النوم، فلما أوردنا أقوالا باطلة، قمتم كلكم بنشاط، فلهذا أسألكم يا أخوتى، أن تعرفوا فعل الشيطان الخبيث، وتصغوا إلى أنفسكم، محترسين من النعاس، متى علمتم وسمعتم شيئاً روحانياً " .

(هـ) التغصب

+ قال قديس :

" أن الصلاة يتكلف (أي تغصب) من شأنها أن تولد صلاة نقية براحة ، فتكون الأولى بتكلف النية ، والثانية براحة من النعمة " .

(و) الصلاة الدائمة

+ قال انبا موسى الأسود :

" داوم الصلاة كل حين ليستنير قلبك بالرب لأن مداومة الصلاة صيانة من السبى ومن يتوانى قليلا فقد سبته الخطية " .

+ وسأل أخ أنبا برصنوفيوس :

" قل لى يا أبى أن كانت الصلاة دائمة ، فما حدها ؟ وهل ينبغى لى أن آخذ قانوناً أزاءها ؟ " .

أجاب :

أفرح بالرب يا أخى ، أفرح بالرب يا حبيبى ، أفرح بالرب أيها الوارث معى. أن الصلاة الدائمة تكون للذين قد كملوا وبلغوا حد انعدام الأوجاع عنهم . لأنهم إذا بلغوا ذلك عرفوها، لأن الروح يعرفهم كل شئ ، أذ يقول الرسول :

" أننا لا تعرف كيف نصلى كما ينبغي ، ولكن الروح يطلب من أجلنا يتنهد لا ينطق به " ( رو 8 : 26 ) وماذا ينفعك أن وصفت لك مدينة رومية ، وأنت لم تدخلها بعد ؟ .

أن الإنسان الساكت خاصة يستمر عليه قانون ، ولكن كم مثل إنسان يجوع ويأكل ما يلذ له ، فإذا جاءتك شهوة القراءة وأحسست تخشعاً في قلبك فأقرأ ما أمكنك كذلك في تلاوة المزامير أفعل هكذا وتمسك بالشكر وقل : " يا إلهى أرحمني" . تقو ولا تفزع، ، لأن مواهب الله ليس فيها رجعة – أترك عنك من اليوم الاهتمام ، لأنك بعدم اهتمامك بشئ من الأشياء تصير قريبا من الله ومن مدينة القديسين – وإذا لم تحسب نفسك شيئاً ، صيرك ذلك أهلاَ للسكنى في مدينة الأبكار ، وإذا مت عن كل إنسان ، صيرك ذلك متحداً بالله . وكلما أطفأت حرارة الغضب ، ساعد ذلك على دوام سلامتك .

+ قيل أن أحد الأخوة أستمر يتردد على الأب مقاريوس المدني مدة أربعة أشهر يومياً، وذلك ليسأله عن كلمة ، فكان ذهب إليه لا يجده متفرغا من الصلاة حتى ولا مرة واحدة، فعجب الأخ لذلك ، وقال : " هذا ملاك وليس بإنسان " وانتفع جداً .


(ز) ذكر أسم المسيح

+ قال أنبا دياراخس :

" من يشاء أن يطهر قلبه جدا فليتخذ له كل حين الذكر الصالح الذي هو اسم ربنا يسوع المسيح الاسم القدوس، عملا وهذيذأ وكلاماً وفكرا بغير فتور وبمحبة عظيمة وشوق كثير ، وليخرج من عقله وسخ الخطية بعمل الوصايا كل حين " .

+ قال مار أفرام :

" بمقدار ما للنوانى من مضار ، بمقدار ما للتيقظ من منافع تسبب كل صلاح ، لأن المتيقظ في كل حين ، ذكر الله حاضر عنده ، وحينما يتلو ذكر الله، تكف عنه كل أفعال الخبيث " .

+ قال القديس باخوميوس :

" لا تخل قلبك من ذكر الله أبدأ لئلا تغفل قليلا فيستظهر عليك الأعداء المترصدون لاصطيادك " .

+ قال شيخ :

" ليس هناك فضيلة من الفضائل تشبه فضيلة مداومة الصلاة والتضرع باسم ربنا يسوع المسيح في كل وقت أما في العزلة بالشفين ، وأما في القلب فبغير تنزه (تظاهر) .

+ وقال آخر :-

" إذا ما رفض الذهن أوامر الروح القدس تبعد القوة ذاتها. وتثور أوجاع القلب. فإذا ما رجع القلب إلى الله وحفظ أوامر الروح القدس كان عليه ستر، وحينئذ يعلم الإنسان أن مداومة ذكر اسم القدوس ربنا يسوع المسيح هو الذي يحرسه تحت ستر رحمته " .

+ كذلك قيل :

داوم على ذكر الاسم القدوس ، اسم ربنا يسوع المسيح فهذه هى الجوهرة التى من أجلها باع التاجر الحكيم كل هوايا قلبه واشتراها وأخذها إلى داخل بيتع فوجدها أحلى من العسل والشهد في فمه. فطوبى لذلك الإنسان الذي يحفظ هذه الجوهرة في قلبه فإنها تعطيه مكافآة عظيمة في مجد ربنا يسوع المسيح .

+ وقيل أيضاً :

" أن كان كل ملء اللاهوت قد حل في السيد المسيح جسديا كقول الرسول فلا نقبل زرع الشياطين الأنجاس عندما يقولون لنا : " أنكم إذا صحتم باسم يسوع فلستم تدعون الآب والروح القدس " . لأنهم يفعلون ذلك مكرا منهم لكى يمنعونا من الدعاء بالاسم الحلو الذي لربنا يسوع المسيح ، لعمهم أنه بدون هذا الاسم لا ولن يوجد خلاص البتة كقول الرسول بطرس : " أنه ليس أسم آخر تحت السماء أعطى للناس به ينبغي أن نخلص" ، ونحن مؤمن إيماناً كاملاً بأننا إذا دعونا باسم ربنا يسوع إنما ندعو الأب والروح القدس لأننا لا نقبل البتة فرقا ولا أنقساماً في اللاهوت . ونؤمن أيضاً أن ربنا يسوع المسيح هو الواسطة الذي به يحصل الناس على الدنو من الله والحديث معه كقول الرسول : " وفي هذه الأيام كلمنا في أبنه".

+ قال أخ للقديس مقاريوس الكبير :

" أنى خائف بسبب خطاياي فماذا أعمل يا أبي ؟ " .

قال له الشيخ : " تقو وتمسك برجاء الحياة والرحمة التى لا حد لها الذي هو اسم ربنا يسوع المسيح " .

+ وسأل أخ شيخا :

" عرفني يا أبي كيف أتمسك باسم الرب يسوع بقلبي ولساني " .

أجابه الشيخ : " مكتوب أن القلب يؤمن به للبر ، والفم يعترف به للخلاص. فهدئ قلبك تجده يرتل باسم الرب يسوع دائما . أما أن أصابه عدم هدوء وطياشة فعليك أن تتلو باللسان حتى يتعود العقل . فإذا نظر الله إلى تعبك أرسل لك معونة عندما يرى شوق قليك ، فيبدد ظلمة الأفكار المضادة للنفس " .

+ وسأل آخر :

" يا أبى ماذا أعمل بهذه الحروب الكائنة معي ؟ " .

أجاب الشيخ : " أن مداومة اسم الرب يسوع تقطع كل آكلة " .

+ حدث أن زار الانبا بيمين أنبا مقاريوس الكبير، فقال الأنبا بيمين:

" يا أبى : ماذا يعمل الأنسان كى يقتنى الحياة ؟ " .

فقال أنبا مقاريوس : " أن أنت داومت كل حين على طعام الحياة الذي للاسم القدوس : اسم ربنا يسوع المسيح بغير فتور فهو حلو في فمك وحلقك وبترديك أياه تدسم نفسك وبذلك يمكنك أن تقتـنى الحياة " .

+ قال شيخ مثلاً :

كان لإنسان في قرية أخت جميلة . ولما كان يوم عيد تلك القرية سألته أخته أن يأخذها إلى موضع ذلك العيد وإذ كان أخوها يخاف أن يرسلها وحدها لئلا يحصل لقوم عثرة بسبب شبابها ، فقام ومضى بها إلى مكان عيد القرية وهو ممسك بيدها . وكان ينتقل بها من مكان لآخر وهو ممسك بيدها .لأنه قال : أن هي مالت إلى فعل جهالة فأنها لن تستطيع لأني ممسك بيدها ، وهكذا فقد كان الكثيرون ينظرون إلى الصبية ويشتهونها من أجل جمالها ولكنهم لم يستطيعوا أن يفعلوا بها شيئاً لأن أخاها كان ممسكاً بيدها .. وهي كذلك كانت تنظر إلى الصبيان الذي يشتهونها وتميل بضميرها للذة ولكنها لم تتمكن من أكمال شهوتها لان أخاها كان ممسكاً بيدها .

+ ثم قال الشيخ الذي ذكر هذا المثل :

ما دامت النفس ذاكرة اسم ربنا يسوع المسيح الذي صار لها أخا بالتدبير، فإنه يكون في كل وقت ممسكا بيدها .. وأن أراد الأعداء الغير المنظورين خداعها فلا يستطيعون أن يفعلون بها شيئاً لأن أخاها ممسك بيدها . وأن هي خضعت للأفكار ومالت للذات العالم، فلن تستطيع أكمال الخطية لأن أخاها ممسك بيدها أن هى تمسكت في كل وقت بالاسم المخلص الذي لربنا يسوع المسيح ولم ترخه.

أرأيت يا حبيبي كيف أن التمسك بهذا الذكر الصالح الذي لاسم ربنا يسوع المسيح هو خلاص عظيم وحصن منيع وسلاح لا يقهر وخاتم خلاص النفس؟ فلا تتوان عن أن تقتنى لنفسك هذا الكنز الذي لا يسرق وهذه الجوهرة الكثيرة الثمن التى هي أسم ربنا يسوع المسيح ذلك الاسم المخلص .

فإن سألتني قائلاً : " وكيف أقتنى هذا الكنز العظيم ؟ " أجبتك قائلاً : "بالعزلة عن كل أحد وعدم الاهتمام بكافة الأشياء . وأتعاب الجسد بقدر ، والصوم بمداومة . فهذه كلها تلد الأتضاع . والدموع الصادقة تجعلك أن تكون تحت كل الخليقة فإذا ما حصلت على كل ذلك صرت أبنا لله وأنت على الأرض وتنتقل من الأرض إلى فوق السماء وأنت كائن في الجسد . كل نعمة هي منك ولك يا رب. أنك تصنع رحمة مع ضعفنا حتى تنقلنا إلى ملكوتك " .

+ قيل عن الأب أيليا :

أنه لمحبته للوحدة أقام في بربا خربة ، فأتاه الشياطين قائلين : " أخرج من هذا المكان لأنه موضعنا فأجابهم الشيخ : " أنتم ما لكم مكان " ، فبددوا خوصه ، وقالوا له : " أخرج من ههنا " فقام وجمعه ، وجلس يضفر وهو صامت ، فبددوه له أيضاً قائلين : " أخرج من موضعنا " ، فقام أيضاً ، وجمعه وجلس صامتا . ثم أن الشياطين أمسكو بيده ، وبدأوا يجرونه إلى خارج قائلين : " لا تقم هاهنا ، لأنه موضعنا " ، فلما بلغ الباب مسكه بيده وصرخ قائلاً : " يا يسوع المسيح إلهى أعنى" ، وللوقت هربت عنه الشياطين ، فأبتدأ الشيخ يبكى ، فجاءه صوت الرب قائلاً له : " لماذا تبكى ؟ " فقال الشيخ : " كيف لا أبكى ، وهؤلاء يتجاسرون هكذا على محاربة خليقتك ؟ " فقال له الرب : " أنك أنت الذي توانيت ، فلما طلبتنى وجدتنى " .
 
قديم 12 - 06 - 2014, 09:29 PM   رقم المشاركة : ( 33 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,778

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: بستان الرهبان

مادة الصلاة

(أ) الشكر

من أقوال مار اسحق :

+ ليست موهبة بلا نمو وإزدياد إلا التى ينقصها الشكر .

+ من لا يشكر على القليل فهو كاذب وظالم أن قال أنه يشكر على الكثير والجاهل جزاؤه دائما في عينيه صغير.

+ شكر الذي يأخذ يحرك الذي يعطى إلى بذل العطايا التى هى أعظم من الضيقات .

+ تأمل دائما في البلايا الصعبة وفي الذين هم في شدة ومذلة وبهذا التأمل يمكنك أن تقدم الشكر إزاء البلايا الصغيرة التى تنتابك وحينئذ تستطيع أن تصبر عليها يفرح .

+ دع الصغار تنال الكبار .

+ مرشد أنعام الله إلى الإنسان ، هو الشكر المتحرك في القلب على الدوام، ومرشد التجارب الى النفس هو التذمر . أن الله عز وجل يحمل كل ضعف من الإنسان ، ولا يتحمل إنساناً يتذمر دائماً ، أن أدبه .

+ فم يشكر دائما إنما يقبل البركة من الله تعالى ، وقلب يلازم الحمد والشكر تحل فيه النعمة .

+ قال شيخ :

حدث مرة أنى كنت في موضع حيث أتى يتامى ومساكين يسألون صدقة، فلما ناموا ، كان بينهم واحد لا يقتنى شيئاً يلبسه سوى حصيرة ، نصفها فوقه ونصفها الأخر تحته، وكان وقتئذ برد شديد، فخرج بالليل يقضى حاجة الطبيعة فسمعته من شدة البرد يعزى نفسه ويقول : " أشكرك يا رب ، كم من أغنياء الأن في السجون يرزحون في أغلال حديدية ، وآخرين وقد ربطت أرجلهم في الخشب لا يستطيعون الخروج حتى لتبديد الماء ، وها أنا مثل ملك أمد رجلى ، حيثما شئت أذهب " . فلنا أنصت وسمعت كلامه هذا دخلت الى الأخوة وحدثتهم ، فلما سمعوا تعجبوا وأنتفعوا وسبحوا الله .

(ب) التسبيح

+ قال شيخ :

لا تدع لسانك يخلو من التسبيح ، فأن تصرفت في تدبير قلايتك ، فأن الأفكار السوء تنقطع عنك، ولا يجد العدو سبيلاً لما يخطره ببالك ، فيبعد عنك .

(ج) الاشتياق

+ قال القديس موسى الأسود :

" لنقتن لأنفسنا الشوق إلى الله فإن الاشتياق إليه يحفزنا من الزنى "

(د) الانسحاق

+ قال شيخ :

" كما أن عابر الطريق ضيف يومه ، لا يدخل المنزل ما لم يأمره صاحبه بذلك ، هكذا العدو ، أن لم يقبله الراهب، لا يقدر أن يدخل إلى عنده، فإذا صليت فقل: يا رب أنت عارف بكل الأشياء. أنا بهيمة، ما عرفت شيئاً بعد ، لكن علمنى كيف أبدأ ، أنت قد جئت بى إلى ههنا فعلمنى كيف أخلص " .

+ وقال آخر :

" كل راهب يجلس في قلايته ويدرس في مزاميره ، يشبه من يجرى في طلب الملك ، والذي يداوم في الصلاة يشبه انساناً يكلم الملك ، وأما الذي يجرى يسأل ببكاء ، فهو يشبه من هو ممسك برجلى الملك يطلب منه المغفرة " .

+ قال أنبا شيشاى لتلميذه :

" أن لى 30 سنة لم أطلب من الله غفران خطيتى ، ولكن في طلبتي وصلاتي أقول : يا رب يسوع المسيح استرني ، فأني إلى هذا الوقت أزل وأخطئ بلساني " .

+ وقال أحد الأخوة لقوم من الرهبان :

" هل رأيتم قط من هو أكذب من شقاوتي ؟ " قالوا : وما السبب ؟ قال لهم: "إذا أنا وقفت أصلي فأني أرفع يدى ونظرى إلى فوق ، وأبكى وأسأل أن يسمع الطلبة ويرحم البكاء ، وفي الوقت الذي أخطئ فيه ، أقول أنه لا يرانى ، وبهذا السبب نبت عندى كذب نفسى " .

(هـ) المزامير

+ زار أخ شيخا وسأله قائلاً : " كيف حالك ؟ فأجابه الشيخ قائلاً : " أسوأ الأحوال" فقال له الأخ : " لم ذلك ؟ " فأجابه الشيخ قائلاً : " لأن لى 30 سنة وصلاتي خلالها على لا لى ، لأنى أقف قدام الله وألعن ذاتى ، وأقول ما لا أشتهى أن يخرج من فمي إذ أقول : " ملاعين الذين حادوا عن وصاياك " وأحيد أنا عن الوصايا وأفعل الآثام ، وأقول " لا تتراءف على فاعلى الأثم " ، وأكذب كل يوم وأقول لله " أنك تهلك كل من يتكلم بالكذب " ، وأحقد وأقول لله " أغفر لنا خطايانا، كما نغفر نحن لمن أخطأ ألينا " ، وأخطئ وأقول : " عندما يزهر الخطاة ويعلو جميع عاملي الاثم ، فهناك يستأصلون الى الأبد " وآثم وأقول " أبغضت تجميع فاعلي الاثم" ، وهمي كله في المأكل وأقول بين يدى الله : " نسيت أن آكل خبزى"، وأنام إلى الصباح وأقول : " في نصف الليل كنت أنهض لأسبحك " ، وليس لى خشوع ولا دموع وأقول " تعبت في تنهدى " ، وصارت دموعى خبزا لى نهارا وليلا وبدموعى أبل فراشى " ، وافتكر فكرا خبيثاً ، وأقول لله : " أن ما يتلوه قلبي هو لديك كل حين " ، وليس لى صيام وأقول " ركبتاي ضعفتا من الصوم" ، ونفسى متكبرة وجسدى مستريح وأقول لله " أنظر إلى تواضعي وتعبي وأغفر لى جميع خطاياي " ولا استعداد لي وأقول : " مستعد قلبي يا إلهي" . فقال الأخ: "يا معلم ، على ما يلوح لى ، أن النبي قال ذلك عن نفسه " فتنهد الشيخ وقال : " صدقتني يا أبني أن لم نعمل نحن بما نصلى به قدام الله ، فإن صلاتنا تكون علينا لا لنا " .

(و) الدموع

+ قال أنبا موسى الأسود :

ينبغى لنا أيها الحبيب أن نجتهد بقدر استطاعتنا بالدموع أمام ربنا ليرحمنا بتحننه . لأن الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالفرح " .

+ وقال القديس مكاريوس :

كما أنه إذا سقط المطر على الأرض نبتت وانتجت الثمار وفي ذلك راحة وفرح للناس ، كذلك الدموع إذا ما وقعت على قلب أثمرت ثمارا روحانية وراحة للنفس والجسد معا .

+ لنبك أيها الأخوة ولتسل دموعنا من أعيننا قبل أن نمضى إلى حيث تحرق دموعنا أجسادنا بدون نفع. ولما قال هذا بكى وبكى الكل معه وخروا على وجوههم قائلين . أيها الأب صل من أجلنا .

+ قال شيخ :

" سبيلنا أن نتطهر بالدموع مادمنا في هذا العالم ، قبل أن نمضى الى حيث تحرق دموعنا أجسادنا " .

+ سأل أخ شيخاً :

" كيف يقتني الإنسان البكاء ؟ " فقال : " يقتني الإنسان البكاء إذا كان عقله يذكر دائما خطاياه وموته ودينونته " .

+ وقال شيخ :

" كما أننا نحمل معنا ظلنا أينما ذهبنا ، كذلك يجب أن يكون البكاء معنا في كل موضع ، كالقول : " أحمى كل ليلة سريرى وبدموعى أبل فراشى " .

+ وقال آخر :

" من لا ينشق قلبه بالتحسر والتنهد ، وكان فراغا من صلاة الدموع وعادما من القراءة فهو سائر في التيه لأنه إذا ما أخطأ لن يحس " .

+ وقال مار أسحق :

" من أقتنى دموعا في صلاته ، فهو كانسان يقدم قربانا عظيما للملك ، وقد أقتنى عنده وجها بهجا " .

+ سأل أ شيخاً قائلاً : " ماذا أصنع لأخلص ؟ " قال له : " يجب أن تبكى دائماً " .

+ قبل عن أحد الرهبان أنه كان كل يوم يبكى على خطاياه ، وكان له جار يسمعه ، وإذا لم يأته البكاء ، قال لنفسه : " لماذا لا تبكى يا شقى ؟ " لماذا لا تنوح يا مسكين ؟ حقا أنك أن لم تبك ههنا طائعاً، فأنك تبكي هناك كارها " ، وكان قد أصلح له حبلا غليطا يضرب به ذاته ليبكى ، فتعجب جاره وطلب من الله أن يكشف له أن كان تعذيبه لنفسه صوابا ، فأبصره وهو وأقف بين جماعة الشهداء، وانسان يقول له : " هذا هو المجاهد الصالح الذي يعذب نفسه من أجل المسيح".

+ ومن أقول مار أفرام :

" تفهم يا أخى أن من أجلك أقبل من السماء الاله الأعلى والأقدس ، ليعليك من الأرض الى السماء ، مغبوط في ذلك اليوم ، الذي قد حرص من هنا، كي يوجد مستحقا لتلك السعادة، وإذ أنه لا يمكن أن تباع الأدوية السماوية والقدسية، لأنه ليس لها ثمن، ولكنها بالدموع توهب للكل . ترى من لا يعجب ومن لا ينذهل ، من لا يبارك كثرة تحننك أيها المخلص لنفوسنا ، لأنك أرتضيت أن تأخذ الدموع أشفيتك. فيالقوتك أيتها الدموع ! إلى أين بلغت ؟! حتى أنك تدخلين إلى السماء مجاهرة كثيرة بلا مانع ، وتأخذين طلباتك من الاله الأقدس.

+ قال القديس لنجيوس :

" البكاء يعمد الانسان ويجعله بغير خطية " .

وقبل أنه كان لهذا الأب تخشع كبير في صلاته وقراءته، فقال له تلميذه مرة : " هل هذا هو القانون الإلهي يا أبى ، ان يبكي الإنسان في خدمته لله ؟ فأجابه: "نعم يا ولدى ، هذا هو القانون ، ليس لأن الله قد صنع الانسان للبكاء بل للفرح والسرور وليخدمه بطهارة قلب ، وعدم خطية كالملائكة ، فلما سقط الإنسان في الخطية، احتاج إلى النوح والبكاء ، وحيث عدم الخطية فليست هناك حاجة إلى البكاء" .

+ قيل أنه كان يسكن بقرب أخ حريص على خلاص نفسه أخ آخر كان بستانيا ، وقصد مرة المضى إلى دير في يوم من الأيام ، فقال لذلك الأخ الكاتب: "أصنع محبة يا أخى واهتم بالبستان حتى أرجع " ، فقال له الأخ : " صدقنى أنه على قدر استطاعتى لن أتوأن في الاهتمام به " .

وبعد أنصراف الأخ البستانى قال الأخ الكاتب في نفسه : " يا مسين ، لقد وجدت خلوة فاهتم بالبستان .. ثم أنه أنتصب في قانونه من المساء إلى الصباح، لم يفتر ، مترنما بدموع ، مصليا ، ومكث على هذه الحال طول النهار كذلك إذ كان يوم الأحد المقدس . فلما جاء الأخ البستانى عند المساء ، وجد البساتان قد أفسدته القنافذ ، فقال له : " غفر الله لك يا أخى لأنك لم تهتم بالبستان " فقال له ذلك : "يا معلم ، علم الله ، أنى قد بذلت كل قوتى وحفظته إلا أن الله قادر أن يعطينا ثمرا من البستان الصغير " فقال له الأخ : " صدقنى يا أخى لقد تلف كله" فقال له الكاتب : " لقد تلف كله " فقال له الكاتب : " لقد علمت بذلك الا أنى واثق بالله ، أنه قد أزهر أيضاً .. " فقال البستانى : " هلم بنا لنسقى " فقال الأخ " انطلق أنت أسبق في النهار وأنا أسقى في الليل " فلما صار القحط والجدب ، أغتم البستانى وقال لذلك الكاتب جاره " صدقنى ياأخى، إذا لم يعن الله ، فليس لنا في هذا العام ماء" ، فقال له الكاتب : " الويل لنا يا أخى أن جفت ينابيع البستان ، بالحقيقة لن يكون لنا خلاص أيضاً " . وكان يقول هذا قاصداً بذلك ينابيع الدموع .. فلما جاءت الوفاة للمجاهد القديس ، سأل جاره البستانى قائلاً : " أصنع محبة ولا تقل لأحد أنى مريض ، ولكن أمكث عندى ههنا اليوم ، وإذا أنصرفت إلى الرب فاحمل أنت جسدى ، واطرحه عاريا لتأكله الوحوش والطيور لأنه قد أخطأ قدام الله كثراً ، ولا يستحق أن يدفن " . فقال له البستانى : " صدقنى يا معلم أن هذا الطلب على أتمامه " فأجابه قائلاً : " لا تخالفني في هذا الطلب ، وأنى اعطيك عهداً، أن سمعت منى وعملت بى كما سألتك ، وأستطعت أنا القيام بما ينفعك" ثم انه بعد وفاته ، عمل به كما أمره في ذلك اليوم ، فطرح جسمه في البرية عارياً، لأنهما كانا مقيمين في مكان يبعد عن الحصن عشرين ميلا وفي اليوم الثالث ظهر له الأخ المنصرف للرب في الرؤريا وقال له : " يا أخى، يرحمك الله كما رحمنى، صدقنى أن رحمته عظيمة جداً، فلقد رحمنى الله بسبب بقاء جسمى غير مدفون وقال لى : لأجل تواضعك الكثير، قد أمرت أن تكون مع أنطونيوس، وقد طلبت إليه من أجلك أيضاً، لكن أذهب واترك البستان ، واهتم بالبستان الآخر، لأنى في الساعة التى خرجت فيها نفسى ، كنت أبصر دموع عيني وقد أطفأت النار التى كنت مشرفاً على المضى إليها " .

+ كان أخ فاضل مريضاً ، وإذا صلى مع أخيه قانونه تغلبه دموعه ، فيفوته من المزمور استيخن أو أكثر ، وفي أحد الأيام سأله أخوه أن يخبره بما ينتابه أثناء قراءة قانونه حتى يبكى ذلك البكاء المر . فقال : أغفر لى يا أخى فإنى أثناء قراءة القانون ، أبصر القاضي دائما، وأرى ذاتى واقفا قدامه وقوف المجرم، وهو يفحص أحوالي واسمعه قائلاً لى : لم أخطأت ؟ وإذ ليس لى جواب أحتج به إليه يستد فمى وعلى هذا الوجه يفوتني الاستيخن من الزمور، فاغفر لى لأنى أغمك. وأن كنت تجد راحة في أن يصلى كل واحد منا قانونه منفرداً، فافعل" فقال له أخوه : " لا يا أخى . لأنى وأن كنت أنا لا أبكى. ألا إلى في الواقع إذا رأيتك تبكى، أعطى الويل لنفسى وأعتبرها شقية" فلما أبصر الله تواضعه : وهب له أتضاع أخيه .

+ قال شيخ :

ذهبنا مع أخوة إلى دير خارج الاسكندرية على بعد 15 ميلا ، فلقينا أنبا تودرى وقد كان رجلا كثير التعب في الرهبنة، ومعه موهبة الصبر، فحدثنا عن أخ كان ساكنا في القلالى الكائنة خارج الاسكندرية، وكان قد أقتنى له موهبة البكاء وفي يوم من الأيام أوجعه قلبه واعتراه بكاء كثير، فلما رأى كثرة البكاء، قال لنفسه : هذه علامة دالة على أن يوم موتى قد دنا فكان كلما تفكر في ذلك كان البكاء يزداد ويكثر كل يوم. فلما أنتفعنا من حديث الشيخ سألناه عن الدموع.

" لأي سبب يا أبانا تأتى الدموع من نفسها مرة ولا تأتى من نفسها مرة أخرى؟" فقال لنا الشيخ :

" الدموع مثل المطر والراهب مثل الفلاح ، فينبغى له إذا أبصر قد جاء ، أن يحرص ألا يفوته شئ منه بل يصرفه كله إلى أرضه، حقا أقول لكم يا بنى أنه ربما يكون يوم واحد ممطر أفضل من السنة كلها، فمن أجل ذلك أذا رأينا المطر قد جاءنا ، فلنحرص أن نحفظ أنفسنا ونتفرغ إلى التضرع إلى الله دائما، إذ لا ندرى هل نجد يوماً آخر مثل اليوم الذي جاءنا فيه البكاء أم لا " .

فسألناه نحن أيضاً وقلنا : " أخبرنا يا أبانا كيف ينبغى للإنسان أن يحفظ ذلك البكاء إذا جاء ؟ " .

قال لنا الشيخ : " من قبل كل شئ ، لا يتوجه ذلك الإنسان الذي يأتيه البكاء – في ذلك اليوم ، أو في تلك الساعة أو تلك السنة – الى إنسان ويتحفظ ألا يملاً بطنه وألا يستكبر في قلبه ، ويفضل أن يبكى وأن يتفرغ للصلاة والقراءة، فإذا جاء النوح فهو يعلمه الأمور التى تضره، والأمور التى تأتى به " .

ثم حدثنا الشيخ وقال : " أنى أعرف أخا كان جالساً في قلايته يعمل في الضفيرة وكانت الدموع تأتيه بغزارة، فكان إذا رجع إلى العمل في الضفيرة بجمع عقله ويأتيه البكاء ، حتى في القراءة كذلك ، فإنه إذا أخذ الكتاب جاءه البكاء وإذا تركه ذهب عنه، حينئذ قال لنفسه : حسنا ما قاله الآباء: " أن النوح هو معلم الإنسان كل شئ ينفع نفسه " .

(ز) طلب الرب في وقت الضيق

+ قال شيخ :

" ألزم الصلاة في التجارب فإن الرب قد قال : " الله ينتقم لعبيده الصارخين إليه " .

(ح) الاعتراف

+ قال أنبا أنطونيوس :

" لا تنكر خطيئتك التى صنعتها لان أفضل ما يقتنيه الإنسان هو أن يقر بخطاياه قدام الله ويلوم نفسه " .

(ط) طلب الروحيات

+ قال شيخ : " لتكن همتك في ملكوت السموات ، وأنت سريعا تخلص، وترثها " .

+ وقال مار أسحق :

+ لا تطلب الأمور الحقيرة من العظيم القادر على كل شئ لئلا تهينه. أسأل المواهب الكريمة من الله فينعم عليك بها. لقد سأل سليمان من الله الحكمة فأعطاه معها الغنى ودوام السلامة وسأل اسرائيل الحقيرات فرذل لأنه ترك تمجيد عجائب الله وطلب شهوى بطنه ، وأذ الطعام ، وأذ الطعام بعد في أفواهم أتى رجز الله عليهم كما هو مكتوب .

+ أطلب من الله ما يلائم مجده لتكون كريما عنده ولا تسأل الأرضيات من السمائي فقد كتب : أطلبوا ملكوت الله وبره وهذه كله يزاد لكم .

+ من يشتهى الروحيات، حتما يهمل الجسدانيات .

+ ليس شئ محبوبا لدى الله ، وسريعاً في استجابة طلباته، مثل انسان يطلب من أجل زلاته وغفرانها .

+ وقال أنبا موسى الأسود :

أذكر ملكوت السموات لتتحرك فيك شهوتها .

+ قال القديس باسيليوس :

" أن كان غير لائق أن نستشهد بانسان شريف على أمر حقير، فكم بالحرى الله تعالى " .
 
قديم 12 - 06 - 2014, 09:29 PM   رقم المشاركة : ( 34 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,778

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: بستان الرهبان

بعد الصلاة

(أ) استجابة الصلاة

+ قال أنبا زينون :

" من يريد أن يسمع الله صلاته بسرعة ، فإنه إذا وقف يصلى، ليبسط يديه أولاً ، ويطلب من أجل أعدائه بضميره كله ، قبل أن يصلى من أجل نفسه ، بهذه الفضيلة يستجيب الله له في كل مسألة " .

+ قال مار أسحق :

" كما أن شعاع النار لا يمكن أمساكه عن الطوع إلى فوق ، هكذا صلاة الرحيمين لا يمكن الا أن ترقى إلى السماء أما الحقود فيستثمر من صلاته ما يستثمره الزارع في البحر من الحصاد .

(ب) الارتقاء بالفكر

+ قال شيخ :-

" لتكن الأرض لك شبه السماء وأنظر لئلا تتفكر بالأرضيات وأنت قائم فيها. قيل عن الأب دقينوس أنه كان يبسط يديه بسرعة عند الصلاة ، فكان عقله يخطف إلى فوق، فإذا اتفق أن صلى معه أخوه، فأنه كأن يحرص على ألا يرفع يديه لئلا يخطف عقله .

+ وقال آخر :

" في خدمتى وصلاتى لست أعرف تعباً، لأنه ليست فيها حركة من هو أى، بل أظل منصتا للروح الساكن في وأتلذذ، وهذا هو المقصود مما قيل : " أن الروح يصلى بدلاً عنا " .

+ وقال أبا اسحق :

كنت جالسا في إحدى المناسبات مع أنبا بيمين فلاحظت أنه كان في حالة دهش عظيم. وبما كان لى من تأثير عليه طلبت منه بالحاح قائلاً : " فيم تفكر يا أبى ؟ " وبعد الحاح شديد أجاب قائلاً :

" كنت أتأمل في موضع الصلب، حيث كانت القديسة مريم حاملة الإله، واقفة تبكى بجوار صليب مخلصنا ، كنت أتمنى أن أشعر بمثل هذا كل الأوقات.

+ ومرة جاء إلى أنبا سلوانس تلميذه زكريا، ووجده في حالةصلاة الدهش ويداه مرتفعتان الى السماء فخرج وأغلق الباب، ثم عاد في الساعة التاسعة فوجدة على نفس الحالة ، وعندما رجع نحو الساعة العاشرة وجده مازال على نفس الهيئة فطرق الباب ودخل ، فرآه في حالة صمت ثم قال له : " ماذا حدث لك اليوم يا أبي" أجاب الشيخ : " كنت أشعر بضعف ومرض يا أبي " . لكن التلميذ أمسك بقدميه وقال : " لن أطلقك أن لم تخبرنى بما رأيته " فقال له الشيخ : " عاهدنى أن لا تكشف الأمر لأحد قبل أن أنطلق عن الجسد وأنا أخبرك " ولما توسل إليه التلميذ أجاب الشيخ .

" أختطفت إلى السموات ، ورأيت العظمة التى لربنا ومكثت هناك حتى الأن حيث طردت " .

+ ولما كان الأب سلوانس بطور سينا ، أرسل تلميذه في خدمة وقال الشيخ في نفسه : " أقوم الأن وأسقى البستان " فخرج وكان وجهه مغطى ، وما كان ينظر سوى أثره فقط ، وفي ذلك الوقت أتى أليه أخ ، زائر له ، وكان يتأمل ماذا يصنع ، في حين أن الشيخ لم يكن يبصره ، فلما جاء إليه الأخ ، قال له : " لماذا غطيت وجهك يا أبي تسقى البستان ؟ " فقال : " قلت لئلا تبصر عيناى الشجر، فينشغل عقلي عن شغله " .

+ ومرة كان هذا الأب جالساً مع اخوة ، وفجأة أخذ مبهوتاً وسقط على وجهه ، ومن بعد حين قام باكيا ، فقال له الاخوة : " ما الذي أبكاك يا أبانا ؟!" فسكت باكيا، فلما أكرهوه على الكلام قال : " أنى أختطفت إلى موضع الدينونة ورأيت كثيرين من جنسنا يساقون إلى العذاب، وكثيرين من العلمانيين منطلقين إلى الملكوت !" ، وناح الشيخ ولم يشأ أن يخرج من القلاية ، وإذا أكره على الخروج ، فإنه كان يستر وجهه ببرنس قائلاً : " لماذا أرى هذا الضوء ؟ ".
 
قديم 12 - 06 - 2014, 09:30 PM   رقم المشاركة : ( 35 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,778

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: بستان الرهبان

التوبة
حاجتنا إلي التوبة


+ سئل أنبا بيمن " ما هي التوبة ؟ " فقال : " الاقلاع عن الخطية وأن لا يعاود فعلها ، لأنه لذلك دعي الصديقون لا عيب فيهم ، لأنهم أقلعوا عن الخطية فصاروا صديقين " .
+ قال القديس مقاريوس الكبير :

" كما أن الماء اذا تسقط علي النار يطفئها ويغسل كل ما أكلته . كذلك أيضا التوبة التي وهبها لنا الرب يسوع تغسل جميع الخطايا والأوجاع والشهوات التي للنفس والجسد معا"

+ قال القديس موسي الأسود :

من كان حكيما وعمله بحكمة فلا ينبغي له أن يسلم وديعته من دون اعمال صالحة كي يستطيع الخلاص من تلك الشدة .
فلنحرص اذن بقدر استطاعتنا والرب يعين ضعفنا ، لأنه قد عرف أن الانسان شقي ولذلك وهب له التوبة مادام في الجسد .

+ أيها الحبيب ما دامت لك فرصة فارجع وتقدم الي المسيح بتوبة خالصة ، سارع قبل أن يغلق الباب فتبكي بكاء مرا ، فتبلل خديك بالدموع بدون فائدة . أجلس وترقب الباب قبل أن يغلق أسرع واعزم علي التوبة ، فان المسيح الهنا يريد خلاص جميع الناس وأتيانهم الي معرفة الحق وهو ينتظرك وسوف يقبلك .

+ وقال مار اسحق :

+ بالحقيقة أن المعمودية والايمان هما أساس كل خير ، فيهما دعيت ليسوع المسيح لأعمال صالحة . بالأيمان يدرك العقل الأسرار الخفية كما يدرك البصر المحسوسات .

+ المعمودية هي الولادة الأولي من الله . والتوبة هي الولادة الثانية .. كذلك الأمر الذي نلنا عربونه بالايمان بالتوبة نأخذ موهبته .

+ التوبة هي باب الرحمة المفتوح للذين يريدونه . وبغير هذا الباب لا يدخل أحد الي الحياة لأن الكل أخطأوا كما قال الرسول : وبالنعمة نتبرر مجانا … فالتوبة اذن هي النعمة الثانية وهي تتولد في القلب من الايمان والمخافة . بر المسيح يعتقنا من بر العدالة ، وبالايمان باسمه نخلص بالنعمة مجانا بالتوبة .

+ سئل مرة مار اسحق : " ما هي التوبة ؟ " فقال : " قلب منسحق "

+ التوبة هي أم الحياة ، تفتح لنا بابها بواسطة الفرار من الكل ، نعمة المعمودية التي ضيعناها بانحلال سيرتنا ، تجددها فينا المعمودية بواسطة افراز العقل ، من الماء والروح لبسنا المسيح ولم نحس بمجده ، وبالتوبة ندخل النعيم ، وبنعمة الأفراز التي لنا نتطهر . العادم من التوبة خائب من النعيم المزمع أن يكون ، القريب من الكل بعيد عن التعزية ، اما المبتعد عن الكل بافرازه فهو تائب بحق ، توبة مع احاديث تشبه خابية مثقوبة .

+ مبدأ التوبة هو الاتضاع الذي بلا زي مشوش .

+ التوبة هي لباس الثياب الحسنة الضوئية .

التوبة كثيرون يعدون ويتظاهرون بها ، وليس من يقتنيها بتحقيق الا المحزون ، وكثيرون يسرعون نحو الحزن ، فلا يجده علي الحقيقة الا الذي قد اقتني الصمت علي الدوام ، كل من هو كثير الكلام ويخبر بأمور عجيبة ، أعلم أنه فارغ من الداخل ، الحزن الجواني هو لجام الحواس .

+ من زل وأخطأ ، وعرف سبب مرضه فأنه بسهولة يشفي بالتوبة .

عواقب الخطية .

+ قال الشيخ :

" لا يوجد أرداً من الانسان الخاطيء ، لا الخنزير ولا الكلب ولا الضبع ، لأن هذه البهائم قد حفظت رتبتها . أما الانسان الذي خلق علي صورة الله ومثاله ، فانه لم يحفظ طقسه . " فالويل للنفس التي اعتادت الخطية ، فأنها مثل الكلب الذي اعتاد زهومات اللحامين ( الجزارين ) وقاذواتهم ، فهو يضرب ويطرد ، فاذا تخلي قليلا ، عاد ثانية الي الزهومات ؟، ولا يزال كذلك حتي يقتل " .
 
قديم 12 - 06 - 2014, 09:32 PM   رقم المشاركة : ( 36 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,778

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: بستان الرهبان

التوبة المقبولة

( أ ) تحذيرات ونصائح للتوبة الطاهرة

+ من أقوال الشيخ الروحاني :

+ الذي يتوب عن سيئاته ولا يعود اليها أيضاً ، حتي ولو كانت قبيحة سمجة ، أكثر من خطايا السدوميين ، ويظهر من اجلها وجع قلب وندامة ودموعا ، وبالجملة يقطع منه كل الشرور ، فلو قته يولد من الروح القدس ، ويكون من أحباء الله الخصوصيين ، وبدالة يأخذ طهارة معتوقة من خزي المجرمين ، وتعاد اليه بتولية لم تتدنس البتة ، ويدعي زرعا الهيا لم يخطيء قط ، ويقبل في قلبه عربونا بثبات رجائه ، وتعطيه الرحمة الأبوية ثقة واتكالا ونسيانا للخطية بالكمال ، من قلبه كأنها لم تكن .
+ أيتها الرحمة الفائضة ، ما اوفرك يا من عطيت لنا نحن الموتي بالخطايا رحما مقدسا الذي هوالتوبة ، يلد بنينا جددا من عتق ، أطهارا من انجاس ، منيرين من مظلمين . من لا يعجب من رحمتك يا ربنا ، ومن لا يعترف لنعمتك يا من أتيت الي الميلاد لتلدنا من بطن التوبة علي شبهك كشبه مريم والدتك ؟ .
السبح لك يا آب الكل ، يا من اعطيتنا أما جديدة بالميلاد الجديد ، وأن كنا بصبوتنا قد تنجسنا بكل نتن ، لكنها تجلي ، وتطهر ، وتطهر ، وتحسن ، وتغطي تحت أطرافها مثل المربية ، أولئك الذين ولدوا منها حتي يصلوا الي عندك محبوبين وأحباء ، ليكونوا آلهة وملوكا ، بنينا لربوبيتك .

( ب ) التوبة تطهر النفس
+ من اقوال الشيخ الروحاني :
+ أن كنت يا أخي تقول : " كيف تقدر التوبة أن تجدد الانسان الذي قد تدنس وفسد بالخطية ؟ " فأقول لك :
اذكر تكوينه الأول ، ومنأي شيء صار ، أعني من شيء حقير وسمج في البطن الضيق المظلم ، وكما ركبت نعمة الهنا المادة المنتنة في البطن المظلمة مكملة تكوينه ، وأخرجته الي نور هذا العالم ، كذلك الذي أفسد طهارته بعد المعمودية بفعل الشيطان واتسخ بجميع جراحات الخطية النجسة ، بالميلاد من حضن التوبة الكئيب المظلم ، يخرج لنور عالم الروح ، الذي أخذ سره بالمعمودية المقدسة .
+ وكما أن ذلك السائل السمج ، ان رمي في ارض واسعة مضيئة ، ولم يدخل البطن الضيق المظلم ، يكون بلا منفعة ولا يتشبه بالذي ولده ، هكذا الذي تدنس بالخطية ، اذا لم يدخل البطن الضيق المظلم ( التوبة ) فأنه يكون بلا منفعة ، وغير متشبه بمن ولده من المعمودية المقدسة .
وكما أن آدم الجسداني ، من حواء يولد له بنين بشبهه لعالمه الجسدي ، كذلك المسيح ، أب العالم الروحاني ، من المعمودية والتوبة ، يولد له بنين يشبهه للعالم الروحاني ، كما ينادي لهم رأس حياتهم قائلا : " توبوا ، فقد قرب ملكوت السموات " .
+ " فكيف نجدها أن كانت قريبة ؟ يا أبانا ارنا اياها " ، انها علي الباب اللطيف الضيق ، وكل من يصبر لصعوبته المظلمة ، ويخرج منه ، لوقته يلقي ملكوت النور ويتنعم ، وذلك الباب الذي لمدخل الحياة ، فأنه في أي بلد يوجد داخلكم ، وبابها هذا ، هو التوبة
أن التوبة تعيد حياة المعمودية التي للغفران ، وكما ان السائل الحقير بالبطن المظلمة يقتني شبه اقنوم آدم كذلك فالانسان السمج بالخطية ، أن كان يدخل لكور غليان التوبة ، يجلي ويطهر ويقتني بالنعمة المجددة ، شبه حسن المسيح شعاع الاب .
+ التوبة هي أم الحياة وطوبي لمن يولد منها ، فأنه لا يموت وكما ينادي المسيح لخواصه بالتوبة ، كذلك يبعد الشيطان الناس عن سماع هذا النداء ( وبالشطارة ) واللهو يغطي قلوبهم .
+ التوبة هي ترياق لأوجاع الخطية القاتلة ، وعذاب عظيم للشيطان مضادها . انها تخلص وتعتق المسببين الذين سبوا بشره وأتعابه التي تعبها في سنين كثيرة ، تضيعها التوبة في ساعة واحدة ، والعبيد الذين بمشيئتهم اخضعوا حريتهم له ، تعيدهم الي مبراثهم ، وتعذب من خدعوهم . زرع الشوك الذي زرع بأرضنا ، وربي بحرص في سنين كثيرة ، في يوم واحد تحرقه ، وتطهر أرضنا ، حتي تعطي أثمار زرع فلاح المسيح ، ثلاثين وستين ومائة . الحصون التي بناها في زمان طويل ، ليسجن فيها اسراره ، الذين سبوا في الظلمة ، بقمر صغير يشع فيها تهدم ، ويشرق النور في وجوه الجالسين في الظلمة ،ورباطتهم تنقطع ، وأحزانهم تستبدل بالسرور ، ودموعهم بالفرح ، أما رابطهم ، فأنه يربط بسيور الظلمة ، ويسلم بأيديهم للعذاب . كل فلاحته تفسد ، وكل الأوجاع التي صنعها بغير عبيده ، تطيب وتشفي ، وكل قتلاه يقومون ، وكل فخاخه تتكسر ، وكل أشراكه تتقطع ، وتهيء الطريق قدام محبيه ، حتي يتقدموا بلا عثرة في طريق المسيح واهبها .
+ انها ( التوبة ) تجعل الزناة بتوليين ، كما تجلي النوراني الذي علاه الصدأ . انها من الماخور الي البرية تجتذب لعمل الملائكة ، والمضيئون الذين احتقروها تركتهم ، فنزولوا الي الجحيم السفلي . هي تدخل الي مخادع الزانيات وتجتذب الزناة ، وتلدهم من حضنها بتوليين للمسيح . ترد الكافرين الي الرسولية ، والرسل الذين نزعوها لبسوا الظلمة . انها لباس العالي ، وللابسيه تلبس مجد يسوع رداء . هي تجذب من الطرقات الي الملكوت ، ومن بين السياجات تدخل الي العرس . أنها من السوء تصون المضيئين ، وتجعل العميان مبصرين . هي تقلع الشجرة التي أثمارها سم الموت ،وشجرة الحياة تغرس بفردوسنا . هي حاملة براحتها طيباتالنعمة ، والذين نتنوا بالنجاسة أن قبلوها تطيبهم . أنها قائمة بباب الختن السماوي ، وكل من عبر بها استقبل وجهه بيدها ، ووضعوا أكليل العرس ، وكل من تطامن قدامها ، جعلته متكأ في الحجلة تمسك بيدها مفاتيح ملكوت السموات ، فكل من أحبها وعشقها جعلته أمينا .
+ هي هي ام النور ، وكل من ولد منها ، أنبتت له أجنحته من نار ، ومع الروحانيين يطير الي العلا ، وكل من نتف الصيادون ريشة ، واستتر تحت أحضانها اياما قلائل ، أخذ منها ريشا طيارا ناريا ، أفضل وأخف من الول .
+ هي هي ملحمة الطب السماوي ، ومن وضعها علي وجه برء لوقته لا تقطع بموسي ولا تصعب الأوجاع ، بالكلي بالرحمة التي هي مخلوط أدويتها ، وباللين تجبر الانكسار . سم الموت واللهو والشغب ، هذه بيد الشيطان ، أما التوبة فهي ترياق الحياة بيد الله ، وكل من سبق وشرب من اكس القاتل يتقدم ويشرب من كأس المحيي للكل ، فيعيش بلا نهاية . أنها تزور الأموات ، وكل من بلعه الموت ، ودنا من احضانها ، شقت الموت واخرجته من جوفه . تري فاقدي البصر كل يوم يبكون علي بابها ، فتجذبهم وتريهم نوح الفرح .
تري القتلي الذين قتلهم الشيطان ، وتستدعيهم لتقيمهم قيامة متقدمة . هي خزانة بني مخلصنا ، وفيها يحفظ جميع غني اعمالهم . هي بحر لغسل جميع النجسين ، وكور غليانه يجلي كل من علاه الصدأ . هي نار محرفة للزوان ، ومياه تربي الزرع المقدس . وهي فردوس يطيب الخوص , وتهدم جميع العصاة . انها ارض تربي بني النور ، والمطهرة بيدها من يتجنس . هي قابلة ( داية ) لاجنة بني العلي ، ومربية لتابعي المسيح .
انها حصن تحفظ كل ما بداخله ،وجبار يرد كل من سبي . هي هيكل للأمم الطاهرة ، ومنها يأخذون قدسا لقديسهم . هي بيت وملجأ للأشقياء ، فتجعلهم وارثين للملكوت . هي خزانة لجميع الكنوز ، فكل من قرع بابها ، أخذ منها حاجته . هي والدة لم يجف حضنها ،وكل من كان عاقرا وقرب منها، أخذ له منها أولاا محبوبين .
هي بوابة قائمة بباب الخالق ، وكل من وجب عليه لحكم وتقرب سائلا أياها ، دخلت وحلته ، بيدها موضوع رشاش الماء ، وبلوغ ادرار المطر ، فمن دخل والتجأ اليها فتحت وأروته ، أنها تقوم بباب الله . وكل الخيرات التي تخرج من عنده ، تجتذبها لخواصها . هي شفيعة المسبيين ، فاذا تقدموا وسألوها تقوم لحمايتهم وتعتذر نيابة عنهم
فمن ذا الذي لا يحبك أيتها التوبة ، يا حملة جميع التطويبات ، الا الشيطان لنك غنمت غناه ، واعت كل ما اقتناه ، وجعلته فقيرا معذبا منكسبه ، وفارغا من الارث الذي سباه بغير حق . ذاك هومبغضك بالحق ، لأنك دائما تضادينه ، فما من انسان وقع بين يديه ، ولحقتيه ، وصار وتخلصينه ، كما أنه ما من أحد بلعه ، فصرخ نحوك ، الا وشققت بطنه وأخرجتيه ، وما من شخص ربطه ، ودعاك ، الا وعاجلا قطعت اغلاله وحللتيه . وما من انسان صاده وأنت بعيدة ، ودعاك ، الا وبسرعة لحقت به وخلصتيه . من أجل هذا ، هو يبغضك ( الشيطان ) لأنك بالاكثر أبغضتيه . يبغضك لأنك كل حين تقفين ضده . يبغضك لأنه باغض لمعطيك ، وأنت أيضاً ضده كما أن صاحبك ضده كذلك .
+ ليس من تمسك برجائك ، ونزل الي الجحيم ، ولا من صعد الي السماء بدونك . من يري الله بغيرك ؟ من تمسك برجائك ووقع في يد الشيطان . ومن تطهر ولم تكوني انت التي غسلتيه ؟ من تقدم لمطهرتك ، ووجدت فيه نجاسة ؟ من الذي سقي زرعه من مطرك ، ولم يحصد منه أثمار الفرح ؟ من ذا الذي تقدم لطلبك ، ولم يكن بعيدا من كل العاهات ؟ ومن صبغ كل ساعة وجهه بقطراتك ، ولم يبصر الله في قلبه . من ذا الذي عدم تذوق مشروبك ولم يبصر قلبه ينبوع الظلام ؟ من نال طلباته ولم تكوني أنت التي رفعت من شأنه ؟ من اتخذك شفيعة ولم تفتحي أمامه أبواب خزائن الله ؟ ليس من أخذك معه في القتال ، الا وأسلمت أعداءه تحت حريته ، ليس من لبسك مقابل مضاديه ، الا وانهزم قدامه باغضوه .
+ انت خلصت داود من الخطية ، وانت التي وقفت في وجه آخاب الكافر صعد الحكم علي أهل نينوي بالهلاك ، ولكنك تجبرت وقمت وخلصتهم . مباركة أنت يا ام الغفران ، يا من أعطانا اياك الآب المملوء رحمة ، لا يغضبك اذا طلبت اليه – لأنه اعطاك أن تكوني شفيعة للخطاة ، لا يغلق بابه أن سالتيه ، سلم لك مفاتيح الملكوت .
+ لقد اقترب الملكوت ، فتوبوا . فها هو الخاتم الذي يأخذه الوارثون للملكوت ، توبوا فقد قرب الملكوت ، الجيل القديم الذي لم يشرب مشروبك خنقه سخط الطوفان . سادوم التي لم ترد أن تقبلك ، احرقتها النار السماوية فرعون الذي طردك من عنده ، تعذب في الأمواج الخانقة .
+ أنها ( التوبة ) ترد الأتعاب التي ضيعها الشيطان ، وتعطي العطايا السماوية . هي التي تجدد البتولية التي اتسخت ، وتحفظ بلا عيب تلك التي لم تفسد بعد . المسيح جاء وخلصنا ، وبصوته نادانا قائلا : " توبوا فقد أقترب الملكوت : له المجد الي الأبد أمين .

( ج ) متي يؤهل الانسان لمغفرة الخطايا ؟
+ قال أموس :
" توجد ستة ضربات للتوبة : ذم الخطايا والاقلاع عنها ، الاقرار بها الندامة عليها ، الصفح عن خطايا القريب ، ترك دينونة المخطئين ،وتمسكن القلب " .
+ قال القديس مسكيموس :
" لا تحتمل الأفكار التي تغفر لنا الخطايا اذ أن الرب امرنا أن نتحفظ منها قائلا : " تحفظوا من النبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان ومن داخلهم ذئاب خاطفة " ، لأنه ما دام فكرنا منزعجا من الخطية ، فلا نكون قد حظينا بالصفح عنها والغفران ، لأننا ما عملنا أثمار التوبة، لأن ثمر التوبة هو عدم انفعال النفس ، وعدم انفعال النفس هو تمحيص الذنوب ، فاذا كنا نوجد وقتا ما قلقين من الآلام فلنتب اذن توبة نقية ، كيما اذا انعقتنا من الآلام نحظي بالصفح عن الذنوب " .
سؤال :
" كيف تتحقق النفس أن الله قد سامحها من خطاياها ؟ "
الجواب :
" اذا ما نظرت ذاتها في طبقة ذاك القائل " لقد أبغضت الظلم ورذلته وناموسك أحببته : ، والقائل أيضاً : " أنا أسبحك برحمة وحكم " فلنعمل عمل التوبة ، لنظهر حكم الله العادل ، ويتم فينا رحمته اذ يغفر الخطايا ؟ "
سؤال :
متي يثق الانسان بأنه استحق وأهل لمغفرة الخطايا ؟ "


الجواب :
" اذا ما أحسن في نفسه بأنه قد أبغضها بالكمال من كل قلبه ، وبدأ يصنع ما يضاد تصرفه الأول بالظاهر والخفي ، فمن هو هكذا ، فله ثقة بغفران خطاياه من الله ، وذلك بشهادة الضمير التي قد اقتناها في نفسه ، حسب قول الرسول : " لأن القلب الذي لا يلوم فيه ، هو الشاهد علي نفسه " .
+ والي أنبا زينون ، وقال له : " هل يكون غفران لكل خطيئة ؟ "
أجاب الشيخ قائلا :
" ان تاب الانسان بقدر خطيئته ، فأنه يحظي بالغفران " .
وكان السائل يعلم أن خطيئته عظيمة . فقال للشيخ : " لكني أعجب أن لخطيئتي غفرانا:
قال له الشيخ :
" قد قلت ان لمل خطيئة غفرانا أن كانت التوبة بقدر الخطيئة ، فأخبرني يا أبني بخطيئتك ولا تخجل ، ولا تكتم عني شيئا ، لأن الذي يخجل أن يقر بخيئتم ولا تخجل ، ولا تكتم عني شيئا ، لأن الذي يخجل أن يقر بخطيئته ، لا ينال البرء منها " .
فقال : " يا ابي ، اني لما كنت علمانيا ، نمت مع امي " .
قال له الشيخ :
" حقا انك فعلت خطيئة قبيحة ، ولكنك ان تبت مقابلها فأنا أؤمن أن الله يغفر لك " .
فقال الأخ : " مرني بما أفعله "
فأخذه الشيخ الي البستان وأراه أصل شجرة يابسا ، وقال له : " اذهب الي البرية الي المكان الفلاني ، وكن صائما هناك ، ولا تتوان في صلاتك ، وبعده سنة ، تأتي الي ههنا فأن رأيت هذا الأصل اخرج قلوبا ، فتحقق ان الله قبل توبتك " .
+ فذهب الأخ الي الموضع الذي رسم له ، وصنع كما امره الشيخ ، ولما أكمل السنة أتي فأبصر واذ الأصل علي حاله ، فأعلم الشيخ أن الأصل لم يزل يابسا .
فقال الشيخ :
" اعلم ان توبتك لم تكمل بعد ، فاذهب واهتم بنفسك هذه السنة أيضاً " .
فمضي وبعد سنة رجع الي الشيخ ، ولكن الأصل لازال علي حاله .
فقال له الشيخ :
" اذهب أيضا واهتم بحسياتك ، ولا تتوان في صلاتك " . وفي السنة الثالثة ، رجع وابصر الأصل ، واذ به قد أخرج قلوبا .فأتي وأعلم الشيخ .
فقال له الشيخ :
" هوذا أنت قد صرت مصححا " ها أنت قد برئت أي غفرت خطيئتك " ، فلا تخطيء فيما بعد " فذهب شاكرا الله علي عظيم رحمته ..
+ قصة القسيس الذي كان في القسطنطينية وزني :
كان بالقسطنطينية قسيس خدعه الشيطان فزني ، وبعد يومين فكر في خطيئته وخطر بباله ساعة الموت المفزع ، وخشي من يوم الدينونة الرهيب فبكي علي نفسه قائلا : " الويل لي أنا الشقي المدني مضجعي . ماذا أعمل لأنال الغفران والصفح عما حصل من الآثام … "
فألهمه الله الرحوم الذي لا يشاء موت الخاطيء أن يمضي الي جبل او لينس ويعترف لبعض الآباء بخطاياه . فلما مضي ووجد شيخا قديسا اعترف له بجميع غلطاته وزناه . فقال له : يا ولدي وبعد ان وقعت في هذا المرض الرديء جسرت أن تكهن . فقال له نعم : يا أبي .
فقال الشيخ :
اعلم يا ابني ان الكاهن بعد أن يقع في هذا الألم ما له دواء سوي ان يتخلي عن الكهنوت ويتوب توبة خالصة . فأما بعد زناه أن هو جسر وكهن فما أظن له دواء . فقال له :
يا أبي أما بقيت لي توبة ؟ فقال له الشيخ : اغفر لي من اجل الرب يا ولدي ، لأني من أنا حتي أحكم في ذلك ، واسمع وأقرأ وأميز ، يا ليتني قدرت أن أبكي علي خطاياي . فسجد له ومضي حزينا .
وفي مضيه من عنده لقي الأب بطرس . فلما رآه حزينا سأله عن سبب حزنه فأعلمه بما حدث ، وأن الشيخ قد أوقعه في اليأس . فأجابه بطرس العجيب : علي حسب ظني يا ولي ما توجد خطيئة تغلب محبة الله للبشر . فهلم معي الي قلايتي نتفاوض في ذلك والله يدبرنا بما يشاء . فلما حصلا في القلاية اعترف له بزناه ز فقال له الشيخ : حقا ان الزنا للقسيس أمر صعب وهو ثقيل غير لائق به . ولكن اذ قد صار ماذا تعمل ؟ انت من الآن لا تكهن الا أن تتوب نقية وأنا أرجو من خيرية الله سيدنا يسوع المسيح أن يقبل توبتك مع التائبين كلهم .
فلما سمع القسيس ذلك خر علي وجهه ساجدا له قائلا : اذ قد أرشدني الله الي قدسك فما أبرح من عندك . فلما رأي الشيخ دموعه وقلبه المنسحق قال له : ان شئت أن تكون عندي فما أبعدك .
لأن الرب قد قال :
" من قبل الي لا أخرجه خارجا " . ثم وعظه ورهبه وألبسه الاسكيم . وكان معه تائبا صامتا مستعطفا الله .
وكان للشيخ موضع سفلي تحت قلايته . وبعد زمان سأله أن يمكنه من سكناه فأجاب سؤاله ومكنه من ذلك . فمضي وأخذ سلسلة وعلقها في رقبته وسمر طرفها في رقبته وسمر طرفها في الحائط . ولما تخلف عن الشيخ مدة ثلاثة ايام نزل اليه . ولما رأي أنه مربوط بالسلسلة فسأله أن يفكه منها بل يدعه يموت مغلولا بها . قال له الشيخ ما يجب هكذا فحله منها . وصلي وفي صلاته أسلم روحه .
+ قوتل اخوان بالزني ، فانطلقا الي العالم وعاشرا نساء ، وبعد ذلك ندما وقال بعضهما لبعض " ماذا ربحنا ، لقد تركنا عمل الملائكة وجئنا الي هذه النجاسة ، ومصيرنا بعد ذلك أن نمضي الي جهنم النار ، لنرجع الي البرية أجلهما ، فأمروهما أن يحبسا نفسيهما سنة واحدة ويتضرعا الي الله كي يتحنن عليهما وكانوا يعطوهما خبزا وماء بالتساوي .
فلما انقضي زمان توبتهما وخرجا من حبسهما ، أبصر الشيوخ أحدهما متغير الوجه معبسا ،وأبصروا الآخر حسن المنظر باشا ، فعجب الآباء من ذلك ، لأن حبسهما وطعامهما كان واحدا ،ولكن منظرهما ليس بواحد . فسالوا المتغير الصورة : " ماذا كان تفكيرك اثناء مدة حبسك ؟ " فقال : " كنت أتذكر الشرور التي عملتها ، والعذاب المعد لي ، ومن شدة فزعي لصق لحمي بعظمي " .
ثم سألوا الآخر :
" وانت ماذا كنت تفكر وانت جالس في حبسك "
فقال :
" كنت أشكر الله الذي خلصني من نجس العالم ومن العذاب الدائم ، وانعم علي بأن أعمل عمل الملائكة ، وعلي ذلك كنت أفرح " فقال الشيوخ : " أن توبة كليهما واحدة عند الله " .
+ سأل أخ القديس انبا انطونيوس قائلا :
" ماذا اعمل لكي أجد رحمة الله : .
فأجاب القديس :
" كل موضع تمضي اليه اجعل الله بين عينيك ،وكل عمل تعمله يكون لك عليه شاهد من الكتب . وكل موضع تسكنه لا تنتقل منه بسرعة . احفظ هذه الثلاثة تجد رحمة .
 
قديم 12 - 06 - 2014, 09:33 PM   رقم المشاركة : ( 37 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,778

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: بستان الرهبان

كيف اتوب ؟

( أ ) الحذر من اليأس
+ قال القديس انطونيوس
" كثيرون يسقطون ثم يقومون الي حالة من الصحة والاستقامة ولكن يوجد من يسقطون من أعمال صالحة الي أشياء دنسة ونجسة ، فالذي يسقط ثم يقوم أفضل من الذي يقوم ثم يسقط .
+ قال ما أسحق :
اذكر عظم خطايا القدماء الذين سقطوا ثم تابوا ومقدار الشرف والكرامة اللذين نالوها من التوبة بعد ذلك لكيما تتعزي في توبتك .
+ قال القديس موسي الأسود :
الذين يريدون أن يقتنوا الصلاح وفيهم خوف الله فأنهم اذا عثروا لا ييأسون بل سرعان ما يقومون من عثرتهم وهم في نشاط واهتمام أكثر بالعمال الصالحة .
+ قال الأب أبيفانوس :
" ان الله يترك للخطاه رأس المال ازاء توبتهم ، مثل الزانية والابن الشاطر ، فأما الصديقون ، فأنه يطلب منهم رأس المال مع ربحه ، اذ قال له المجد لتلاميذه :
" ان لم يزد بركم علي الكتبة والفريسييون فلن تدخلوا ملكوت السموات .
+ قال أنبا ايليا :
" أي مقدرة للخطية حيث تكون التوبة " .
+ سئل شيخ :
" ان كان الله يقبل توبة الخطاة . فرد علي سائله قائلا : " أخرني أيها الحبيب لو أن ثوبك تمزق ، فهل كنت ترميه ؟ قال : " لا ، ولكني أخيطه وألبسه : . فقال الشيخ :
" ان كنت أنت تشفق علي ثوبك الذي لا يحبا ولا يتنفس ، فكيف لا يشفق الله علي خليقته التي تحيا وتتنفس ؟ ‍ .
+ سأل احد الاخوة الأب بيمين قائلا :
" يا أبي ، ان وقع انسان في خطيئة ورجع ، فهل يغفر الله له ؟ "
فقال له الشيخ :
" ان كان الله قد أمر الناس بأن يفعلوا هذا ، أفما يفعله هو ؟ نعم ، بل وأكثر بما لا يقاس ، اذ هو نفسه الذي أوصي بطرس بهذا عندما.
قال له :
أن اخطأ الي اخي سبع مرات أأغفر له ؟
فقال له سيدنا المتحنن :
" لا أقول لك سبع مرات بل الي سبعين مرة سبع مرات .
+ سئل القديس باسيليوس :
" كيف يكون حال من صعب عليه اتمام قانون التوبة ؟
" فأجاب وقال :
" حال ذاك يجب ان تكون حكاتل ابن مريض وفي شدة الموت بالنسبة لأبيه الخبير بصناعة الطب والذي يرغب في مداواته ، فلمعرفته بصعوبة وصف الأدوية والتعب الكثير في ثناعتها ، وبخبرة أبيه في الطب ، ولأن قلبه يطيب بمحبة أبيه له ، ولرغبته كذلك في الشفاء ، فكل هذه العوامل تجعله يرسخ لمداواته فيمكنه من نفسه أن يتداوي ويحيا ، كذلك يصعب عليه قانون التوبة ، فليترك الأمر بين يدي معلمه " .
+ سأل أخ الأب شيشوي قائلا :
" ماذا أفعل يا أبتاه ، فقد سقطت ؟
قال له الشيخ :
" انهض أيضاً قال الأخ : " نهضت ثم سقطت ثانية : ،
فأجابه الشيخ :
" أنهض أيضاً " ، فقال الأخ " " الي متي أيها الأب ؟ "
فقال له :
" الي أن يؤخذ ، أما في الخير واما في السقطة ، لأن الانسان فيما يوجد فيه يؤخذ " .

+ قال بعض الشيوخ :
" احرص بكل جهدك لئلا تسقط ، لأن الوقوع لا يليق بالمجاهد القوي ، فان عرض لك أن تقع ، للوقت اطفر واستمر في الجهاد ، ولو عرض لك ربوات من المرات لتربح النعمة ربوات من الدفعات ، وليكن ذلك – أعني النهوض والقيام – الي حين موتك ، لأنه مكتوب :
ان سقط البار سبع مرات في النهار – يعني طول الدهر السباعي – فأنه يقوم سبع دفعات ، انك تحسب مع القائلين ما دمت ممسكا بسلاح التوبة بدموع ، فتذرع بهذه الوسيلة الي الله لأنك وان سقطت ، فانك تمدح بالاكثر ما دمت ملازما للرهبان ، مثل جندي شجاع يقبل الضربات مواجهة ، حتي ولا في حال ضربهم اياك أن تتراخي ووباعد ، ولكت أن انفصلت عن الرهبان فانك تضرب علي ظهرك كهارب جبان طارح سلاحه " .
+ قال شيخ آخر :
" اني رأيت قوة النعمة الالهية الحالة في عماد النور – هي كما هي – حالة في وقت التسربل بالزي الاسكيمي ، أما الذي يطرح عنه زي الرهبنة فلاحظ له مع المؤمنين ، بل سوضع مع جاحدي الايمان ، ويعاقب متي لم يتب الله توبة من كل قلبه " .
+ قيل عن اخ :
" أنه وقع في تجربة ، ومن الشدة ترك اسكيم الرهبنة ، لكنه رجع وندم ، وأراد أن يبدأ في تدبيره الأول فساعده الرب ولم يتركه حتي خلص من مناصب العدو .

توبة امرأتين
وحدثنا ( شيخ ) عن أحد الأساقفة ، أن أقواما علمانيين ، عرفوا الأسقف عن أمرأتين مؤمنتين ، يتصرفان في غير سيرة العفة . فتألم الأسقف بسببهما ، وأدام التضرع الي الله اسمه طالبا اليه أن يعرفه حقيقة ما قد سمع ، فنال ذلك . وهو انه بعد القداس ، أبصر نفوس الذين تقدموا لينالوا الأسرار الالهية ، وتأمل كل واحد وأبصر وجوه الخطاة سوداء ، ومنهم من كان محترقا ، ومنهم من عيناه كمثل النار مبقعة بلون الدم . ورأي آخرين وجوههم بهية ، وأفواههم بيضاء . ورأي قوما لما أخذوا جسد ربنا أضاءت أجسادهم . وكان فيهم آخرين مضيئين , وأذ أخذوا جسد ربنا أضاءت أجسادهم . وكان فيهم قوم من أصحاب السيرة الرهبانية وآخرين من أصحاب السيرة الزوجية ثم تقدم الي النساء ليعطيهم السرائر المقدسة ، فرأهن عليتلك الحال . واذ نظر الي المرأتين اللتين ثلبوهما عنده . وعند دخولهما ليأخذا جسد المسيح صارتا أيضاً لامعتين بضوئهما . فعاد الأسقف الابتهال الي الله طالبا أن يعرفه معني ما كشفه . واذ ملاكا ظهر له
وقال :
أما المرأتين اللتين عرفوك بهما ، فان الذي قيل عنهما صحيح .وأنهما فكرتا في خطاياهما ورجعتا الي الله بقلب صالح متضع ، وابتعدتا عن خطيئتهما ورجعتا بالدموع والسهر والتضرع والاقرار بالخطايا . فقبل الرب توبتهما ، وانهما في طريق العفة والصدقة والمحبة لله .
فقال الأسقف للملاك :
" أنا متعجب كثيرا ، ليس من انتقال المرأتين ، لأن هذا قد صار لكثير من الناس . لكن تعجيبي من موهبة الله اذ لم يجلب عليهما العقوبات فقط ، لكنه أهلهما لمثل هذه النعمة . فقال له الملاك : أمنا أنت فانك انسان وأما سيدنا والهنا فهو بالطبع صالح ومتحنن علي الذين يكفون عن خطاياهم ويرجعون اليه ساجدين معترفين ، ليس من شأنه ان يرسلهم الي العذاب ، يسكن عنهم رجزه وغضبه ويمنحهم كرامته لأنه أحب الناس هذا الحب حتي بذل ابنه الحبيب من اجلهم . وأن كان أهل العالم أعداء له ، اختار ان يموت عنهم أفما يليق به علي الأمر الأكثر اذا رجعوا وندموا علي ما فعلوه ان يزيل عنهم العقوبات ويهب لهم الخيرات المعدة . وأعلم أن رحمته تغلب علي خطايا البشر ، اذا عادوا وتابوا عنها لأنه لم يزل رحوما عارفا بضعف البشر ، فلذلك مغفرته واسعة .
فقال الأسقف :
اشتهي ان تعرفني اخترف وجوه الشعب عندما أتوا لأخذ الأسرار المقدسة .
فقال الملاك :
أما الذين وجوههم بهية فهم أصحاب العفة والطهارة والعدل ، وهم ودعاء ورحومون .وأما المسودو الوجوه فهم أصحاب الزنا والفسق .وأما الذين وجوههم وعيونهم مبقعة ، فهم اصحاب الخبث والضجر والوقيعه والافتراء .
ثم قال الملاك للأسقف :
ان كنت تؤثر خلاصهم ، فعرفهم بعظاتك وردهم الي التوبة . لينتقلوا من سوء الاعمال الي سيدنا يسوع المسيح الهنا ، الذي مات عنهم وقام من الموت ، واجتهد واحرص في العناية ، وعلمهم ان لا يقطع أحد منهم أيامه من رحمة سيدنا يسوع المسيح الذي له المجد الي ابد الآبدين .
+ حدث مرة أن اتي القديس بولس البسيط تلميذ الأب أنطونيوس الي الاسقيط .
لافتقاد الأخوة كعادته ، ولما دخلوا الكنيسة ليكملوا القداس ، كان يتأمل كل واحد من الداخلين ، ويعرف الحال التي عليها نفسه ، وكان يري مناظرهم بهجة وملائكتهم تتبعهم مسرورة . وعاين احدهم أسودا كله ، وشياطين سمجة محتاطة به يجرونه ، وملاكه يتبعه من بعيد عابسا ، فلما رأي ذلك بكي وقرع صدره مرات ، وخرج من الكنيسة باكيا ، فخرج اليه الاخوة قائلين .
لماذا تبكي يا أبانا ؟
وطلبوا اليه أن يدخل معهم للقداس ، فأمتنع وجلي علي باب الكنيسة منتبا جدا ، ولما كملت الصلاة وخرجوا كان يتطلع اليهم أيضاً ، مؤثرا أن يعرف خروجهم فرأي ذلك الأخ الذي كان قد دخل علي تلم الخال السمجة ، محتاطة به يجرونه ، وملاكه يتبعه من بعيد عابسا ، فلما رأي ذلك بكي وقرع صدره مرات ، وخرج من الكنيسة باكيا ، فخرج اليه الأخوة قائلين :
لماذا تبكي يا أبانا ؟ "
وطلبوا اليه أن يدخل معهم للقداس ، فامتنع وجلس علي باب الكنيسة منتجا جدا ، ولما كملت الصلاة وخرجوا كان يتطلع اليهم أيضاً ، مؤثرا أن يعرف خروجهم فرأي ذلك الأخ الذي كان قد دخل علي تلك الحال السمجة ، قد خرج بهي وهم مكمدون ، أبيض الجسم ، وملاكه ملاصق له مسرور ، والشياطين يتبعونه من بعيد وهم مكمدون ، فصفق القديس بولس بيده مسرور ، ووثب بفرح عظيم مباركا الله أبا الصلاح .
بصوت عالي قائلا :
" هلموا أبصروا أعمال الله الموهوبة المستحقة كل ذهول وعجب ، هلموا أبصروا أعمال الهنا الصالح الذي يشاء خلاص كل الناس ، ومحبته للبشر التي لا يلفظ بها ، هلموا نسجد ونخر قائلين : " انت وحدك يا الهنا قادر أن تنزع كل خطية " فحضر الكل لسماع اقواله ، فأخبرهم بما ظهر له ، وسأل ذلك الأخ أن يعرفه السبب الذي من أجله وهب الله له تبديل تلك الحالة النقية ، فقال بمحضر من الكل : " أني منذ زمان طويل عائش في النجاسة الي أبعد غاية ، فلما رأيت الأب باكيا جدا ، ابتدأ قلبي في أن يتخذ احساسا ، فأنصت الي القراءات ،
فسمعت أشعياء يقول :
" أغتسلوا صيروا انقياء ، أزيلوا شروركم من امامن عيني ، تعلموا أن تصنعوا حسنا ، وتعالوا نتناظر يقول الرب ، أن كانت خطايكن كالبرفير تبيض كالثلج وان احمرت كالبقم ( كالدودي ) . أجعلها كالصوف النقي " فلما سمعت أنا الخاطي هذا الكلام ، ضعف قلبي وقلت أمام الله ، أنت الاله المتحنن الذي اتيت لخلاص الخطاة ، يا من قلت : " أنه يكون فرح في السماء قدام ملائكة الله ، بخاطيء واحد يتوب" ، والآن ياربي ، ما وعدت به بفم نبيك تممه في أنا الخاطي ، واقبلني تائبا ، وها أنا منذ الآن لا أصنع شيئا مما كنت أصنعه من الآثام ، وسوف أخدمك بكل طهارة الي ىخر نسمة من حياتي ، وعلي هذا العهد خرجت من الكنيسة " . فلما سمع الآباء ذلك صرخوا بصوت واحد .
قائلين :
" لقد عظمت أعمالك يارب ؟ كلها بحكمة صنعت " .ومن ذلك الوقت عاش ذلك الخ بكل نقاوة وأرضي الله بسيرة فاضلة ، فعلينا ألا نقطع رجاءنا من مراحم الهنا ، لننا اذا أتينا اليه ، لا يطالبنا بسالف أعمالنا ، لأنه كوعده الصادق يغسل الراجعين اليه بكل قلوبهم ويبيضهم كالثلج له المجد دائما .
+ كان قسيس القلالي :
قد أعطي نعمة من الله أن ينظر الأرواح النجسة عيانا ، وكانوا يخافون منه ، وذات يوم بينما كان ذاهبا الي الكنيسة الجامعة ، واذا به ينظر جماعة من الشياطين خارج قلاية أخ فوجد بعضهم في شكل نساء يرقصون ويغنون غناء مطربا ويقولون مالا يجب سماعه ، ووجد البعض منهم في شكل صغار يرقصون ، والبعض الالآخر مختلفين في أعمال رديئة ، فتنهد الشيخ قائلا : " بلا شك أنه يوجد في داخل هذه القلاية راهب في أتون نار ، بسبب هذه الرواح النجسة المحيطة بقلايته ، فلما أكمل القس صلاته في الكنيسة ورجع – اذ أن النجسة المحيطة بقلايته ، فلما أكمل القس صلاته في الكنيسة ورجع – اذ أن الصلاة هي بدء كل عمل – قرع باب قلاية بعضها ، وجلسا ، ثم بدأ الشيخ المبارك الممتليء نعمة .
يقول للأخ :
" أيها الأخ ، اتيت اليك لعلي أجد عندك راحة ، لأن القلاية التي أنا مقيم فيها قد أمتلأت بالشياطين ، وقد أغتصبوها مني ، لأنهم وجدوا راحتهم داخلها ، لأني كل يوم في طاعتهم ، صانعا لهم ما يريدونه ، ولما كان هذاالنهار ، ما استطعت ان ابقي معهم بسبب سوء عملي ، فأنا أسألك أيها الأخ الحبيب منأجل المسيح أن تصلي عني كل يوم صلاة ، لعلي أجد راحة ، فقد أوشك الرجاء أن ينقطع مني "
فلما سمع الأخ كلام الشيخ ، لكم علي وجهه ، واثار التراب علي رأسه .
وقال له :
" أيها الشيخ ، أنت مصباح البرية وضياؤها ، وتقول لي هذا الكلام ، آه لو علمت ما أنا فيه ، وبدأ يخبر الشيخ ، فبسرعة ضرب له الشيخ مطانية راجيا منه ألا يذكر قدامه شيئا ، لأن الكلام الرديء يخفض القلوب المستقيمة ، وينجس الأسماع
حينئذ كف الأخ عن الكلام وقبل مطانية القس ، ولما من عنده قام الأخ يصلي علي الشيخ ، وبدأ يقول لنفسه : أيها الشقي ، أنت قائم لتصلي . وينوح ويضرب المطانيات ويذرف الدموع الغزيرة ، وأقام علي هذه الحال أسبوعا ، وفي السبت التالي ، مضي القس الي البيعة وعبر علي باب قلاية الأخ فوجد الشياطين قياما علي بابها غير قادرين علي دخولها ، ويهتمون بهدم أسوارها ، فعلم القس أن الأخ قد نجح في الصلاة ، ففرح وقرع باب قلاية الأخ ، فخرج الأخ وقد فلما بدأ الشيخ بالسؤال عن حاله ، لم يفتح فاه من الحزن والكآبة ، وكان يقول :" أتري يا ابي هل أعود فأحسب منالرهبان ، طيب النفس لتناول الأسرار المقدسة ، فرحان القلب ؟ ويلاه ، متي يعود يبني ما قد أنهدم ؟ وما ابعد الطريق علي ؟ بهذا الكلام كان يجاوب الشيخ ن ولا يدري ما كان يهدف اليه الشيخ فخرج الشيخ من عنده وهو يقول :
تباركت يارب اله الجنود السمائين والرضين ، لأنك تقبل الخاطيء اذا رجل بتوبة نقية ،وتعده أفضل من الذي قضي عمره كله في مرضاتك " ، وأقام الأخ علي مثل هذه الحال أسبوعا آخر ، فعند وقوفه علي باب قلاية الأخ ، وثبت عليه الشياطين الذين تحالفوا علي مقاتلة الأخ ، وقطعوا ثياب الشيخ ونتفوا شعر الحيته قائلين :
اما يكفيك أن قلايتك لا نستطيع العبور عليها ، حتي ولا علي جيرانك ، وأخ أحد لنا في هذه الجملة ، جعلته عدوا عظيما يتعدي علينا النهار كله والليل ، قد أحرقنا شرار صلاته ، فلاما تركوه هكذا ، قرع باب قلاية الأخ ووجده متعبا ، فلما اراه حالته سأله الأخ قائلا :
" ايها القس ، من الذي صنع بك هكذا ؟ "
فأجابه قائلا :
" انهم أصدقاؤك الآن " وبدأ يشرح له من أول عبوره عنده لغاية تلك الساعة ، ولما علم الأخ بحقيقة الحال ، شكر الرب الذي افتقده علي يد القس ، وهكذا انصرف الشياطين باكين حزاني ، وبمعونة الرب وصل الي طقسه الأول وأكمل قانونه المقدس .
+ وقال القديس برصنوفيوس :
حدث مرة لأخ أن آذاه اللصوص ، فخاف جدا وبمعونة الله خلص ، فأخبر الشيخ عن انزعاجه وسأله ان يصلي عليه .
فقال الشيخ :
" يا ولدي : ان الله لا يتركنا أن لم نتباعد تحن عنه لأنه يقول : " لا أتركك ، لا أهملك " ، ولكن قلة ايماننا هي التي تعجلنا نجبن ونخاف من اللصوص الذين حضروا اليك حتي ولو كانوا أكثر من مركبات فرعون وجنوده .
وقد علمت أنهم بكلمة الله وعزته قد غرقوا في البحر ، ألا نذكر المكتوب عن الذين جاءوا لأخذ اليشع كيف أصابهم العمي . والكتاب يقول : " الرب يحفظك من كل سوء ، الرب يحفظك ، الرب يحفظ دخولك وخروجك " .
وكيف ننسي القائل :
" أن عصفورا لا يسقط علي الأرض بدون أذن أبيكم السماوي ، وأنكم أفضل من عصافير كثيرة " ، والجبن هو وليد قلة الايمان وهو منتهي قلة الرجاء ، وهو يرخي القلب ويجتذب الناس من الله الي بلدة الهلاك ، فلنفر منه يا ولدي ولننبه يسوع ربنا النائم فينا قائلين : " يا عظمتنا خلصنا ؟،وهو ينتهر الريح ويسكن الأمواج ، لنترك الآن القصبة المرضوضة ونلتمس عصا الصليب التي شقت البحر وأغرقت فرعون الفعلي ،ونتكل ملقين أنفسنا علي الذي صلب من أجلنا ، لأنه يعرف كيف يرعانا نحن غنمه ويطرد عنا الذئاب الردية . يا ولدي . أني لمتعجب منك كيف تفرع من العبيد الوقوف خارجا ، ولا تفكر في السادة الذين هم من داخل ، لأن اللصوص المحسوسين هم عبيد الشياطين اللصوص الفعليين ، فينبغي لك أن تعرف بالنعمة أن اللصوص اتوك ولكن المسيح لم يتركك ، فأسرع أنت في طلبه ، واساله أن يعينك لأنه مكتوب :" الرب قريب من الذين يدعونه ، والذين يرغبون اليه بالاستقامة ، وهو يصنع مشيئة خائفيه ويسمع طلباتهم ويخلصهم فاقترن بسيدك ملتصقا به وهو يطرد عنك كل الأقوياء ، ويبطل قوتهم "
( ب ) الاسراع الي التوبة
+ قال القديس أنبا انطونيوس :
أطلب التوبة في كل لحظة ، ولا تدع نفسك للكل لحظة واحدة .
+ قال القديس أنبا باخوميوس :
لا تؤجل التوبة لئلا يفاجئك المرسلون ويأخذوك وأنت غير مستعد فتصيبك شدة عظمة وتعاين حينئذ الوجوه الشنيعة التي تحيط بك بقساوة وتمضي بك الي المنازل المظلمة المملوءة فزعا ونيرانا . تيقظ بكل قوتك كي تكون أمينا علي مال سيدك وتدخل الي ملكوته بفرح .
+ قال شيخ :
" أني أهوي الرجل الذي يخطيء ويندم ويقر بخطئه ، اكثر من الرجل الذي يعمل الصلاح ويكزي نفسه " .
+ قال القديس باسيليوس :
" جيد ألا تخطيء ، وأن أخطأت فجيد ألا تؤخر التوبة ،وأن تبت فجيد أن لا تعاود الخطية ، واذا لم تعاودها فجيد ان تعرف ان ذلك بمعونة الله ، واذا عرفت ذلك فجيد أن تشكره علي نعمته وتلازم سؤاله في اراحة معونته .
+ قال انبا تيموثاوس :
" اذا أنت سقطت فلا تتوان ، ولا تكسل ، بل قم بسرعة، واذا ضللت أسرع بالرجوع الي خلف حتي تجد الطريق المستقيمة ، لأن الطريق المستقيمة حسنة جدا وليس فيها دوران ، ولا تحتاج الي طول الزمان ، بل بسرعة تصل الي مدينة السلام .
( ج ) محاسبة النفس
+ قال مار اسحق
اذا ما أفرزت نفسك للتوبة ، فكل يوم لا تصادفك فيه محقرة لا يكون له حساب عندك ، وكل يوم لا تجلس فيه ساعة بينك وبين نفسك ، متفكرا بأي الشياء اخطأت ، وبأي أمر سقطت ، لتقوم ذاتك فيه ، فلا تحسبه من عداد أيام حياتك ، الويل لمن لا يبكي ، ولا يتضايق ، ولا ينقي عيوب نفسه ، ما دام هناك وقت للتوبة ، لأنه هناك بغير ارادته بأمواج النار ينقيها ، حتي يوفي آخر فلس عليه ، الذي هو الزلة الصغيرة .
- كن مضيقا علي نفسك ومحزنا لها لكيما ينطرد العدو من امامك .
- اصطلح أنت مع نفسك فتصطلح مع السماء والأرض .
- افحص ذاتك باستقصاء ، وانظر بأي نوع زلت ، واطلب من الله أن يغفر لك .
- دن نفسك وحدك في اعمالك ، حتي لا تنخدع بالاهمال والتهاون .
- افحص كل يوم فيم انت عاجز فيه ، لئلا تتعب وقت شدتك .
- الانسان الذي يغضب ذاته دائما . ليتدبر بمقتضي حكم النية ، لن يخطيء بلا توبة .
- من كان قلبه غير منسحق وغير محزون من الله ، فلن ينعتق من الطياشة .
- من يصالح نفسه آخر ممن يصالح شعوبا ، وهو مغتصب منقسم علي ذاته .
+ قال شيخ :
يجب أن نحاسب نفوسنا كل يوم ونفتقد حياتنا بالتوبة .
+ قال الأب نستاريون :
يجب علي الراهب ان يحاسب ذاته كل مساء وكل صباح ، ماذا صنعنا مما يشاء الله ، وماذا عملنا مما لا يشاء الله ، لأنه هكذا عاش الأب ارسانيوس وهكذا نفتقد ذواتنا كل ايام حياتنا ، لأن الانسان اذا عمل الكثير ولم يحفظه فقد أتلفه أما يعمل قليلا ويحفظه ، فانه يبقي معه .
+ وقالت القديسة سفرنيكي :
" اذا أخطأنا الي ملوك العالم . السنا بغير ارادتنا نلقي في السجون ونعاقب ؟ فسبيلنا من أجل خطايانا أن نحبس انفسنا ، ونعاقبها بالأتعاب ، لكي نطرد الذكر الطوعي بالعذاب العتيد " .
+ سئل مرة القديس آمونت الأسقف :
" ما هي الطريق الضيقة الكربة ؟ "
اجاب :
" أن الطريق الضيقة الكربة هي هذه : أ، يراقب الانسان فكره ، ويقطع بوجه خاص هواه ، وهذا هو ما يقصد بذلك القول " قد تركنا كل شيء وتبعناك " .
سؤال :
كيف يستطيع انسان خاطيء ان يبتغي الرب في كل حين ؟ "
الجواب :
" لقد طلبت من الله أن يعرفني جواب سؤالك .
فقال لي :
" طهر قلبك من كل أفكار الانسان العتيق وأنا أجيبك الي سؤال قلبك لأن مواهبي انما تكون في الأطهار ولهم تعطي ، وما دام قلبك يتحرك بالغضب وبالحقد وبسائر الأوجاع العتيقة ، فلن تدخل فيه الحكمة ، ان كنت تشتهي أن تنال نعمتي ومواهبي فاخرج العدو وابعده عنك . ومواهبي منها وبها .. تأتي اليك .
ألم تسمع أن عبدا لا يقدر أن يخدم ربين ؟ فان كنت عبدي فلا تخدم الشيطان وان خدمته فلا تظن – فمن يشتاق الي مواهبي فليقف آثاري ، لأن المشتبه الحمل لا شر فيه لقد قبلت الأوجاع كلها ولم أكلم فيها بشرا . ومع أني اوصيكم بأن تكونوا ودعاء مثل الحمام ، اذ بي أجدكم وقد أتخذتم لأنفسكم قساوة الأوجاع – فانظروا لئلا اقول لكم :" أمضوا الي سعير ناركم التي اضرمتموها ".
وعندما سمعت ذلك صرت أبكي ليتحنن علي كصلاحه ، ولينجيني من شر الانسان العتيق ويبلغني الي الانسان الجديد لكيما أقبل كل ما يأتي علي بشكر فصل من أجلي كي أهرب من تزكية نفسي .
+ قال بعض الآباء :
" أن الله يحتمل خطايا العالم ، أما خطايا أهل البراري فلا يحتمل لأن مما يطالب به أهل العالم يختلف عما يطلبه ممن قد تخلوا عن العالم . لأن من هو في العالم له أعذار كثيرة ، فأما نحن فأي عذر لنا ، نحن الذين قد قصدنا البرية وتغربنا فيها ؟ الحقيقة أن عقابا شديدا ونارا تلتهب تلحق بالعارفين لمشيئة الرب ولا يسلكون بمقتضاها . " .
+ قال شيخ :
" أن الله يطيل روحه علي خطية العالم ولا يطيل روحه علي خطية البرية " .
+ وقالت القديسة سفرنيكي :
" أن كثيرين يسكنون الجبال ، ويعملون عمل أشر الناس ويهلكون أنفسهم " .

( د ) الاستعداد
+ قال القديس أنطونيوس :
" تفكر في كل يوم انه آخر ما بقي لك في العالم فان ذلك ينقذك من الخطيئة " .
+ وقال مار اسحق :
- اذا قمت باكر كل يوم ، أذكر انك سوف تعطي جوابا لله عما صنعت فلن تخطيء مرة أخري ، فكر كل يوم ، انه ليس لك في العالم ، سوي يومك الذي انت فيه فلن تخطيء أبدا .
- اذكر ملكوت السموات لكي تجذبك شهوتها نحوها ن أذكر ايضا نار جهنم لكي تبغض اعمالها .
- حقا لقد قيل أن مخافة الموت ترعب الرجل الناقص ، أما الذي له في نفسه شهادة صالحة فأنه يشتهي الموت كالحياة .
- + قال الأب ايليا :
" اني أفزع من ثلاثة أشياء : افزع منوقت خروج نفسي من جسدي من لقاء الله ، ومن خروج القضية علي " .

(هـ ) الاعتراف
+ قال القديس أنبا موسي الأسود :
من يتذكر خطاياه ويقر بها لا يخطيء كثيرا أما الذي لا يتذكر خطاياه لا يقر بها - فأنه يهلك بها .
- الذي يقر بضعفه موبخا ذاته أمام الله فقد اهتم بتنقية طريقه من الخطيئة … اما الذي يؤجل.
ويقول :
" دع ذلك لوقته ، فانه يصبح مأوي لكل خبث ومكر " .
صيانة الانسان ان يقر بأفكاره ومن يكتمها عليه . أما الذي يقر بها فقد طرحها عنه .
+ قال مار اسحق :
المريض الذي يعترف بمرضه شفاؤه هين ، كذلك الذي يقر بأوجاعه فهو قريب من البرء . اما القلب القاسي فتكثر أوجاعه والمريض الذي يخالف الطبيب يزيد عذابه .
ليست خطية بلا مغفرة الا التي بلا توبة .
+ سئل القديس برصنوفيوس :
" قل لي يا أبي رأيك فيما لو كنا لأحد الأخوة ببعض القتالات ونلتمس منه الصلاة بخصوصها ؟ "
الجواب :
" جيد ان نقر لمن له قوة أن يسمع ، ولا نقر بمن هو بعد شاب وأما ابتغاء الصلاة ، فجيد أن نطلب من كل واحد " .
+ وقال أيضاً :
" شاب لا ينفع شابا حتي ولو سقاه بكأس جميع تعاليم الكتب الالهية فلن ينتفع منه "
+ وسئل أيضاً :
" أخبرني يا أبي أن كان ينبغي أن نخبر المشايخ بكل الأفكار النابعة من القلب ، وهل ينبغي للمصلي أن يعلن صوته أم أنه يصلي بعقله " .
الجواب :
" لا ينبغي للانسان ان يسأل الآباء عن الأفكار التي تنبع من القلب ، لأنها كثير جدا ، لأن الانسان اذا سمع كثيرين يفترون عليه فانه لا يعتني بافترائهم ، ولا يهتم به ، فأما أن انتصب له واحد فقط وافتري عليه وقاتله فحينئذ يجد السبيل كي يستعد له أمام السلطان ، كذلك الحال في الأفكار ، اما من جهة قراءة المزامير والصلاة ، فلا يجب أن تقال بالعقل فقط ، بل بالشفتين أيضاً ، لأن النبي هكذا قال : : يارب افتح شفتي ليخبر فمي بتسحبيحك " . كما يقول الرسول ايضا : " ثمرة شفاه شاكرة لاسمه " . ولا يجب أن يكون في الصلاة شيء من الأفكار الأرضية ، كما ينبغي ان تكون معقولة والاتضاع لأن الآباء لم يقدموا شيئا الا بالتعب والاتضاع .
+ جاء الي الأب زينون :
في بلاد سوريا أخ مصري ، وأعلن له أفكاره ، فتعجب الشيخ قائلا : " أن المصريين اذا ما كان عندهم فضيلة مكتموها ، وما ليس عندهم من الزلات نسبوه الي انفسهم ،وذلك بخلاف ما يفعل الناس الذين اذا فعلوا خير تكلموا به وأظهروه ، والزلات يكنمونها " .
+ قوتل أخ من الرهبان بالزني ، فقام بالليل وذهب الي أحد الشيوخ وكشف له سره ، وسأله أن يصلي من أجله ، فعزاه الشيخ وشجعه ، ولما رجع الأخ الي قلايته اشتد عليه القتال ، فرجع ثانية الي الشيخ وفعل ذلك مرارا ، وكان الشيخ في كل مرة لا يحزنه ، ولكنه كان يكلمه بما فيه منفعة نفسه قائلا : " كلما قاتلك هذا الشيطان تعال وبح له فانه ليس شيء يبعد شيطان الزني مثل اظهار افكاره وأعماله وفضيحته ، وليس شيء يفرحه غير كتمان ذلك " . فتردد ذلك الخ علي الشيخ في تلك الليلة احدي عشر مرة ، وهو يكشف له أفكاره .وأخيرا قال " قل لي عليك لما احتملت ، ولكنت أنت تسقط بالأكثر يا ابني لو أن الله يدع فكري وقتالي وقفا عليك لما احتملت ، ولكنت أنت تسقط بالأكثر الي أسفل " فلما قال الشيخ هذا الكلام باتضاع ، كف الله عن الأخ .
+ قال شيخ :
" لا تكتم خطاياك القديمة وافكارك الشريرة ، فان وج الشيطان فيك دافعا واحدا مكتوما ، ففيه يطرحك ، لأن ليس للشيطان قوة أن يجر انسانا الي فعل الخطية ، ولكنه اذا أبصر هواه مائلا الي شيء من الخطية ، ففيه يطرحه ، فان رأه متحفظا يستشير في أموره كلها ، ويطيع لما يشار به عليه ، فلا يقوي عليه في شيء بالجملة " .
+ اتضاع أسقف :
ذكروا عن احد الأساقفة أنه كان رجلا خائفا الله . وكان العدو يحسده ويريد ان يلقيه في بعض مصايده . فاتفق انه جربه . ففي العدو يحسده ويريد أن يلقيه وتلميذه غائب انه جربه . ففي يوم من الأيام كان جالسا في قلايته وتلميذه غائب عنه ، فدخلت عليه صيبة حسنة جميلة الصورة جدا ،والقت بذاتها بين يديه ، وصارت تعترف له وتبكي وكشفت وجهها وبدأت تحدثه .
وللوقت القي العدو شبكه واوقعه معها ، فلما أخطأ رجع الي نفسه وارتفعت غمامة الشر من علي وجهه . ثم ان تلميذه لما دخل عليه وجده متقلبا في اصناف الويل والعويل علي نفسه ، فتعجب التلميذ غاية العجب ولم يعلم سره وبقي الأب علي قدميه صائما باكيا اسبوعا كاملا ، ولم يشرب الماء البتة .وفي سابع يوم وقع علي الأرض ، والتلميذ يبكي معه ، ولم يعلم أحد سره ز ولما أكمل هذا، خلع ثياب الأسقفية وكان عيد من الأعياد، وترك عكازه وجاء الي قدام المذبح ورماها .والتفت الي الشعب وقال : الرب من اليوم معكم يا اخوة ، صلوا علي فانني من الآن ما بقيت أصلح ان أكون عليكم مقدما . فلما رأي الشعب هذه الأعجوبة ،بكي جميع الناس ، من رجل الي أمرأة الي الصغار خارجا . فأمسكوه

وقالوا :
يا أبانا من جهة الله لا تجعلنا أيتاما منك ، اعلمنا خبرك . فقال لهم : يا أولادي انا الحزين الخاطيء ، أنا الضعيف الشقي ، انا المرزول . لي اليوم أربعون سنة اتعب واحزن ، وضيعت الجميع في ساعة واحدة ، لأنني قد نجست جسدي القذر المنتن الحقير – هذا والبكاء والصراخ يعمل عمله – فصرخوا بأجمعهم وقالوا : يا أبانا نحن نحمل هذه الخطية علينا وعلي اولادنا ، فلم يقتنع بشيء من هذه ، فأمسكوه ومنعوه من الخروج البتة . فلما علم أنه مغلوب منهم ،
قال لهم : أي شيء تريدوني أن اعمل ؟

أبدأ لنا القداس . قال : ما أفعل . فصرخ الجميع بصوت واحد وقالوا : من أجل الله طاعة ولا تخالف . قال : مبارك ولكن علي شرط تعلموا المحبة والطاعة ولا تخالفوني فيما يصلح شاني . قالوا : نعم . فبدأ القداس ، وبعد اتمامه .
قال لهم :
ما انا اسقفكم أن خالفتموني ومن يخالفني فهو ممنوع من الله . ثم خرج الي باب الكنيسة . ودعا جميع من في الكنيسة من كبير الي صغير الي امرأة وعبد وجارية . وقال : من أجل الله كل من يريد أن يخرج يطأ بقدمه علي وجهي ثلاث دفعات ويقول : يا مسيح العالم اغفر له . ومن يعمل هذا فهو يعرف أي أجر يناله من المسيح .واذ عملوا كما امرهم وهو ملقي علي وجهه ، والناس يطأون عليه ، ولما كان آخر شخص يعمل كما عمل الشعب ، اذ بصوت عظيم قد جاء حتي ارتعب الجميع .
وهو يقول :
ليس من أجل الوطء عليك قد غفرت لك ، لكن لأجل تواضعك واعترافك بخطاياك . فلما استقرت الصوت في ىذان الشعب ، مجدوا الله وانصرفوا ..
+ قسيس :
سأل أخ أحد الأباء أن يرهبنه فأجاب سؤاله ورهبنه وسماه بطرس ، فتكفل به والده بغير اختيار ومضي به الي موطنه حيث مرض مرضا صعبا ،وانتقل الي الرب وقد أخذ جوائز أتعابه ، ويشهد له بالدالة عند الله العجائب الصائرة عند قبره كل يوم .
وقال ايضا :
مرض صديق لي ، فمضت أفتقده ، فقال لي علي ما أري من امري ان الموت قد قرب مني ، فان رأيت أن اعترف لقدسك بما عملت فقلت له يا أخي : قل بلا حشمة لاننا كنا خطاة أثمة، وعدونا ابليس يحرضنا علي فعل الخطية ، لكن كثرة خطايانا ما تغلب رحمة الله ورأفته ، أن نحن رجعنا اليه وتبنا توبة خالصة .
فاعترف بخطاياه بنشاط . وبعد اعترافه جاءه اصدقاءه واقرباؤه يفتقدونه . فجلسنا كلنا وذلك المريض يتحدث معنا. وفيما هو يتحدث معنا ، التفت بغيتة بوجهه الي الناحية الأخري من السرير بسلطة مولاه كأنه يتكلم مع سلطان . ففزعنا كلنا وجزعنا . وظنناه قد نظر أمرا ما ،وهو قد أدام نظرهه نحو الظاهر له . ثم قال نعم حقيقة هذا عملت لكني قد اعترفت به للقسيس وقال مثل هذا كثيرا أيضا . وهذه صنعتها وأقررت بها . تكذبون ، هذه ما صنعتها .وقال هذه فعلت . وهذاما فعلت ، وهذه نعتموني بها
ثم قال :
عن الكتاب الذي تقولون يعلم الرب انني ما شئت اخذه ، بل حركني علي ذلك قوم آخرون جهلة مثلي قائلين خذه اسرقه من أمك واعطيه للعبد ونعليك دينارا ، والرب يجازيك عن ذلك ، ثم اجاب بخوف ولكنني اشاء ان تأخذني هذه الساعة فما أطيق الصبر ثلاثة ايام . ثم قال نمضي فأجابه وانتظرك بعد ثلاثة ايام . فلما سمعنا نحن فزعنا ودهشنا من الرؤية الغير مرئية ، فرجع المريض الي ناحيتنا . فقلت له أنا ماذا كنت تقول يا اخي ، ومن كنت تخاطب ؟ فقال لا تظنوا انني قد جننت ،وان عقلي ما هو ثابت . أنتم عميان ما رأيتم الملاك والرجال الأمجاد الذين معه ، والجماعة السود الوجوه المقيمين عند الباب . فقلنا له أي ملاك ، وأي سود عند الباب . فقال الذي كان يخاطبني حتي الأن ، وجهه يتلألأ أكثر من الشمس ، وثيابه تلمع ضياء ، دهل الي ههنا مع قوم ذوي قدر ،وجاء بعض السود قباح الوجوه والعيون ،ووقفوا عند الباب يثلبونني ، ويقولون ما عملت وما لم أعمل .فسألني الملاك ان كان ما يقولونه حقا ؟ فقلت ما عملت وما لم أعمل . فسألني أنا:وما ذاك الكتاب الذي كنت تقول ؟
فقال لي
ظننت انه لا شيء ولذلك ما اتعرفت به . فقلت له فماذا كان ؟ فقال كان لوالدتي عبد وعتقته بكتاب واخفت الكتاب لتعظيه اياه عند موتها ويكون معتوقا يذهب حيث يريد .وكان عبدا خبيثا ، فعامل قوما جهله مثلي وكلفوني علي سرقة الكتاب ووعدوني بدينار اذا اعطيته للعبد . فانخدعت منهم وسرقت الكتاب واعطيته للعبد . فبعد اخذ ما عاود خدمة والدتي . ولما فتشت علي الكتاب ولم تجده صعب عليها ولعنت سارقه ،وكنت أسمع لعنتها وما اكثرت لها ولا اعترفت بالكتاب . هذا هو الكتاب الذي كان السود يقولون عنه ، وقالوا غيره اشياء كثيرة ما عملتها . ولما سأل الملاك عن ذلك قلت له اكشف فان كان ما يقولونه صحيحا اقتلني .حينئذ أبعادهم وقال لي امضي اهتم بأمورك وترهب والبس الاسكيم فبعد ثلاثة ايام آتي وآخذك . فقلت له ان شئت أخذي فخذي الساعة يا مولاي لأنني لا استطيع عذاب ثلاثة ايام . فلما سمعنا نحن هذه هلعنا وجزعنا وخفنا ونحنا علي أي غاية مفزعة ننتظر . فصلي المريض وكمل كما يشاء وترهب وبعد ثلاثة ايام مضي الي الرب.
 
قديم 12 - 06 - 2014, 09:33 PM   رقم المشاركة : ( 38 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,778

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: بستان الرهبان

حياة التوبة

( أ ) الحرص والغربة
قال مار اسحق :
+ من اقتني الفضائل العظيمة ، مثل الصوم والسهر ، ولكنه لم يقتن حراسة القلب واللسان ، فانه في الباطل يتعب ويعمل .واذا وضعت كل اعمال التوبة في ناحية ،والحفظ في ناحية أخري ، فان الحفظ يرجح ، فان المسيح وضع قياس الوصايا علي أصل الأفكار القلبية ، وموسي علي الأعمال المحسوسة .
+ حفظ الحواسس يقلع الخطايا . وحفظ القلب يقطع الآلآم التي تلد الخطايا .
+ انسان مماحك لا يظفر بسلامة الفكر ، والعادم من السلامة هو العادم من الفرح ، الانسان الذي يطلق لسانه علي الناس بكل جيد ورديء ، لن يؤهل للنعمة من الله
+ احفظ لسانك كيما تسكن فيك مخافة الله .
ابغض كلام العالم لكي يعاين قلبك الله .
وردع صادر عن جسد كسهم مسموم .
+ قال القديس أنطونيوس :
لا تسكن في القرية التي أخطأت فيها .
+ قال احد الشيوخ :
اني لا اتذكر ان الشياطين أطغوني مرتين فقط في أمر واحد .
شيخ حدثته أفكاره قائلة له " " استرح اليوم وتب غدا " فقال : " لن يكون ذلك أبدا ، بل علي أن أتوب اليوم ، ولتكن مشيئة الرب غدا " .
+ قال القديس باسيليوس :
علامة الخوف الهرب من العيوب الصغار ، حذرا من الوقوع في الذنوب الكبار .
فسر أحد الشيوخ قول الله :
" علي خطيتين وثلاث خطايا انا صبور . وأما الرابعة و فلا أحتمل " .
فقال :
الأولي هي التفكير في الشر ، والثانية هي الخضوع للفكر ، والثالثة هي التحدث ،والرابعة هي اتمام الفعل ، وعن هذه ينتقم .
+ قال انبا اسحق :
" رأيت مرة أخوة يحصدون في حقل ما ، فأراد أحدهم أن يفرك سنبلة فأستأذن صاحب الحقل في لك ، فأجابه متعجبا : أن الحقل كله بين يديك أيها الأب ، وتستأذن في هذا "
الي هذا الحد من التحفظ كان ذلك الأخ يحتاط لنفسه .



+ قال شيخ :
أنا قلت لنفسي " يوم خروجي من العالم ، هو اليوم الذي فيه أكون قد ولدت ، وبدأت بعبودية الرب . كمذلك كن كل يوم بمنزلة الغريب الذي يترجي الرجوع بالغداة " .
+ وقال آخر :
حيثما تجلس قل : " غريب أنا ، غريب انا " .
+ قال القديس برصوفينوس :
" ان غلب الانسان بالله التجرية الأولي ، فلن يقوي عليه العدو فيما بعد ، أماأ، أنغلب في التجرية الاولي ، فان العدو متي أراد أتي بع الي عبادة الاصنام .
+ قيل عن انبا أور أنه لم يكذب قط ، ولم يحلف ،ولم يلعت ، ولا كان يتكلم الا للضرورة ، وكأن يوصي تلميذه قائلا : " انظر يا أبني ألا تدخل هذه القلاية كلمة غريبة " .
+ حدث مرة أن مضي تلميذ أنبا أور ليبتاع خوصا ، فقال البستاني :
" ان انسانا أعطانا عربونا من ثمن الخوص ، ولم يرجع الي الآن فادفع الثمن وخذه " فأخذه وجاء وأخبر الشيخ بما قالهله البستاني ، فلما سمع الشيخ بذلك ، وضع يديه علي الأرض وقال : " أن أور لن يعمل في هذا العام عملا " ، وفعلا لم يدع الخوص يدخل قلايته ، فأخذه التلميذ ورده الي صاحبه .

( ب ) امتزاج الفضائل بروح التوبة
+ كان انسان جندي من بلاد الأكراد ،
قد عمل خطايا كثيرة ودنس جسده بكل أصناف النجاسات ، وبرحمة الله ، تخشع قلبه ، فزهد في العالم ومضي الي موضع فقر ، وبني له قلاية في أسفل الوادي ،وأقام فيها مهتما بخلاص نفسيه . فلما عرف مكانه بعض معارفه صاروا يخضرون له خبزا وشرابا وكل حاجاته ، فلما رأي ذاته في راحة ، وأصبح لا يعوزه شيء ، حزن وقال في نفسه : " أننا ما عملنا شيئا يستوجب الراحة ،وهذا النياح الأن يفقدني النياح الأبدي ، لأني لست مستوجبا لنياح البتة " . وهكذا ترك قلايته وانصرف قائلا : " لنسر الي الضيعة ، لأنه ينبغي لي أن آكل الحشيش طعام البهائم ، اذ كنت قد فعلت أفعال البعائم " وهكذا أصبح راهباً مجاهجا .
+ وكان هناك أمرأة بأورشليم اسمها سستروتين،
هذه كانت خاطئة ، وتأبت بحرقة قلب ، ورجعت الي الله ، وتنسكت ، وعملت فضائل كثيرة ، حتي أنها من كثرة الفضائل التي عملتها ، ونعمة الرب يسوع التي معها ، صارت مديرة لدير عذاري .
ولما صارت مدبرة للدير ، زادت علي نسكها وصبرها ، حتي أنها من كثرة نسكها وصبرها ، ضعفت قوتها ، فسألتها العذاري قائلات : " يا أمنا ، كلي قليلا من الطعام ، كي يكون في جسدك غذاء قليلا ، وتستطعين أن تمشي الي داخل الموضع المقدس "
فقالت لهن :
" يا بناتي ، لا تتعبنني لأجل طعام قليل بأكله أرجع الي عادتي القديمة ، فلأجل هذا أنا أخاف من الأكل " .

( ج ) الانسحاق والدموع
قال القديس أنبا أنطونيوس :
+ لا تجعل نفسك معدودا بالجملة وأنت تتفرغ لتبكي علي خطيئتك .
+ الزم الحزن علي خطاياك كمثل من عنده ميت .
+ اوقد سراجك بدموع عينيك .
+ الزم البكاء فيترحم الله عليك لكن احذر من أن تكون صغير القلب لأن صغر القلب يجلب الأحزان .
وقال أيضا :
+ ينبغي لمن يشتم أن يعتقد في نفسه أنه هو السبب في شتمه لسوء فعله . فيصبح الشاتم مذللا له من الخارج في الوقت الذي يصبح هو مذللا لنفسه من الداخل مثله في ذلك مثل داود النبي الذي منع صاحبه من قتل شاتميه اذ قال لهم : دعوه فان الرب جعله يشتمني . دعوه ( أتركوه ) حتي ينظر الرب ذلي ويرحمني . وأن يشتبه ( المشتوم ) بالسيد المسيح . لأنه لما شتم لم يشتم . وأن اتفتكر في شاتمك انه قد عتقك من السبح الباطل ان احتملته بمعرفة . وانه قد أرسل لك علي لسانه الدواء النافع . اقتسر ذاتك وتعود قطع مشيئتك وبنعمة المسيح تبلغ الي ممارسة كل أمرك بدون اقتسر ذاتك وتعود قطع مشيئتك وبنعمة المسيح تبلغ الي ممارسة كل أمرك بدون اقتسار ولا حزن . أحسن الي كل أحد وأن لم تقدر فأحب كل أحد . وان لم تستطيع فلا أقل من ان لا تبغض احدا . ولن يسير لك شيء من ذلك ما دمت تحب العالميات .
+ لا تحزن ولا تتألم ولو قليلا علي شيء لهذه الدنيا ، ولا تقلق اذا شتمك جميع الناس ، فهم يشبهون الغبار الذي تحمله الريح ، بل أحزان بالحري اذا ماعملت ما يستوجب الشتيمة .
+ ما منفعة كلام الكرامة ، فأنه انما يطير في الهواء ، وماذا يحدث من الخسارة العارضة من الشتيمة الصائرة مجانا ، فهوذا الناس يموتون ، وتموت كرامتهم وشتيمتهم أيضاً تذهب معهم .
+ اخوان كانا يجتمعان في بعض الديرة ، كل واحد منهما منفرد في قلايته فقال احدهما لرفيقه : أنا أقصد المضي لأنبا زينون فأعرفه فكري . فقال الآخر أيضاً : وأنا أريد ان اقول له فكرا . وانطلقا سويا . وأخذ كل منهما الشيخ علي انفراد . وأقفر له بأفكاره . فأحدهما سجد بدموع علي قدمي الشيخ ، يسأله ان يصلي عليه . فقال له الشيخ : اذهب ولا تدفع ذاتك الي شر ، ولا تقع في خطية ، ولا تضطجعن في صلاتك . وبعد مضيه خارجا اعترف الآخر للشيخ بفكره وقال له صل علي ، ولم تكن طلبته بوجع واجتهاد .
وبعد مدة من الزمان اتفق انهما اجتمعا فقال الواحد لصاحبه لما زرنا الشيخ هل اخبرته بفكرك الذي ذكرت أنك تريد أن تقوله له فقال : نعم فقال : هل انتفعت بعد اقرارك له ؟ فأجابه : نعم بصلوات الشيخ شفاني الله . فقال له ذلك الآخر : أما أنا وان كنت قد اعترفت له ، الا انني ما احسست بالشفاء . فقال له ذلك الذي انتفع .وكيف سألت الشيخ فقال : قلت له الأن صل علي يا أبي فان الفكر الفلاني يؤذيني.
فقال له الآخر :
أما انا فعندما أعترفت له : بللت رجليه بدموعي طالبا اليه أن يبتهل في أمري . وبصلواته شفاني الرب .
هذا الخبر الذي حدثنا به الشيخ يعلمنا انه يجب علي من يسأل أحد الأباء في أمر أفكاره ، أن يطلب الي الله بكل قلبه وببكاء شدسد فينال مراده . ومن يعترف بتوان وفتور فليس من شانه ان يعدم المتعة فقط بل ويدان ويعاقب .
قال مار اسحق
+ أعمال التوبة والصلوات والدموع باتضاع وكير القلب ، لا تغلب الآلام من النفس فقط بل ومن الموت تقيمها .
+ الويل لمن له وقت واستطاعه ، ويساعده جسده ، ويتهاون بأعمال التوبة لأنه يبكي وينتخب عندما ينتبه ، ويطلب زمان الراحة فلا يجد . سماء وماء التوبة هما الضوائق والمحقرات والتجاري . وموتها حب الأرباح والكرامة والراحة ، لأنه من الضوائق تتولد الراحة الداخلية ، ومن الحزن والكآبة الذين من اجل الله ، يتولد الفرح وعزاء النفس ، وبايجاز فان السلامة التي لم تتولد من هذه الأعمال هي ضلالة .
+ الذي يعمل التوبة ويفلح في النسك بل وفي ممارسة الأعمال والفضائل ولكنه يتكل علي بره ، لا علي النعمة ، لا فرق بينه وبين من يجمع حجارة ويوجد بصومه أبعد من الحق ، وأخر بنسكه ، وآخر بحرده ، وآخر بسهره ن واخر بعمله ، وآخر بصدقته وآخر باحتماله وآخر بكمال اعمال تدعي الهية . لأن ربنا حزم الأمر بقوله : بدوني لا تقدرون أن تعملوا شيئا ، أي بالهدوء وتواضع القلب اللذان بهما انا غلبت العالم " .
+ كان شاب :
في المدينة قد صنع شرورا كثيرة ، وكان منغمسا في الخطايا وبرحمة الله – أحسن بعد ذلك بكثرة خطاياه فحبس نفسه في قبر لكيما يتوب عما صدر منه ، وطرح وجهه علي الأرض وهو يقول : " لا ينبغي لي أن أرفع نظري الي السماء لكثرة خطاياي ولا أن أذكر اسم الله بفمي النجس ولا أن أصلي " ، وكان يقول في نفسه : " اني لا أستأهل السكني مع الناس والأحياء ، ولكن مع الموتي " ، فحبس نفسه في القبر وهو يائس من الحياة ، وكان يتنهد من وجع قلبه ، فلما انقضي اسبوع وهو علي هذه الحال ، أتاه بالليل أجناد الشياطين وهم يصيحون قائلين : " أين ذلك الحبس الذي لم يشبع من الدنس ، هل الأن ان يصير نصرانيا ؟ ألا تنطلق بعجلة من هنا ، لأن الزواني والخمارين أصحابك يتوقعون حضورك اليهم ، فاطرح عنك هذا الأمر البطال ، فما الذي يحملك علي أن تقتل نفسك أيها الأرعن . انما انت بجملتك لنا وقد وهبت لنا حياتكم بعهود ، فأنت غريم لنا . لماذا تهرب منا ؟ ألا ترد علينا جوابا ؟ ألآ تقوم وتذهب معنا . " أما هو ، فمن وجع قلبه لزم السكوت ، فلما كثر عليه الكلام ولم يجبهم ، حينئذ بدأوا يضربونه ، واستمروا يضربونه حتي مزقوا جسده ، فلم يستطيع أن يتحرم كما لم يقدروا ان يزويغوه علي فكره الصالح ، فتركوه قبل ميت وانصرفوا وهو في تنهد شديد مسلما نفسه لله ، ثم أن أهل بيته خرجوا يطلبونه ، فلما وجدوه سألوه عن أمره ، فأخبرهم بما حل به ، فأرادوا أن يأخذوه معهم ، فامتنع ، وفي الليلة التالية ، عاد اليه الشياطين ، وضربوه ، ولما كانت الليلة الثالثة ، أتوه أيضاً وضربوه حتي بقي فيه قليل نفس ، فلما رأي الله انكسار قلبه ، منعهم عنه ، فهربوا وهم يقولون : " قد غلبتنا " ولم يعودوا اليه بعد ذلك ، فسكن في ذلك القبر بقية حياته ، وأقتني رهبنة فاضلة ، وصار سببا لرجوع خطاة كثيرين الي التوبة : .
+ اقتل أنبا سيصوي
وكان الآباء جلوسا حوله ، فسمعوه يخاطب قوما ، فقالوا له : " ماذا تعاين أيها الأب ؟ " فقال : " ها أنذا اعاين قوما له أحد الشيوخ : " وان هم أمهلوك ، هل تقدر الآن أن تنجح في التوبة وأنت في هذا السن ؟ "
فقال :
" وان كنت لا أقدر أت اعمل عملا فاني أتنهد وابكي : ، فقال له الشيوخ : " ان توبتك قد كملت أيها الآب "


فقال لهمن :
" صدقوني ، اني لست اعرف من ذاتي اذا كنت قد بدأت الي الآن ؟ " ولما قال هذا ، أشرق وجهه كالشمس ، ففزع الذين كانوا حوله .
فقال :
" أنظروا : أن الرب قال : ائتوني بتائب البرية " ، ولوقته أسلم الروح وامتلأ المنزل من رائحة زكية " .
-خوف الله –
قال أنبا موسي الأسود
+ أن أثرت ان تتوب الي الله فاحترز من التنعم فانه يثير سائر الأوجاع ويطرد خوف الله من القلب .
+ أطلب خوف الله بكل قوتك فانه يزيل كل الخطايا .
+ سأل أخ الأب أورانيوس قائلا :
" كيف يأتي خوف الله الي النفس ؟ " قال له الشيخ : " اذا وجد في الانسان الاتضاع والكفر بكل الأشياء وبنفسه أيضا ، وكان لا يدين أحداً ، فخوف الله يأتيه"
+ قال شيخ :
" الضجر انما يعرض لنا من أن خوف الله لم يغرس بعد في فكرنا . ولم ننسي الي الآن أكل خبزنا من صوت تنهدنا . فحب الجسد ،لا يدع عقولنا تسير الـي فوق " .
- خطيتي أمامي –
قال أخ لأنبا بيمن :
" أني خاطيء فماذا أعمل ؟"فقال له : مكتوب :" خطيئتي أمامي في كل حين فأنا أهتم بآثامي وأعترف بذنبي ، فقلت أكشف خطيتي أمام الرب وهو يغفر لي نفاق قلبي " .


وقال الشيخ :
" اذا تقدمت لأخذ القربان لا تفكر أنك أهل لذلك ولكت اعتبر انك خاطيء ، وأجعل في نفسك أن الخاطيء اذا تقدم الي المخلص بايمان ، وتحفظ حسب قوته ، استحق أن ينال مغفرة خطاياه . فتقدم بتوبة ، واعتقد في نفسك أنك مريض وغير مستحق ، بل مثل مجروح ومحتاج الي الشفاء ، وآمن انك تتقدس بأخذ القربان ، اذا كنت علي توبة ، لأن كل الذين تقدموا اليه بايمان شفوا " .

-النوح –
قال شيخ :
النوح يغسل الخطايا ، ويتعب كثير يصل الانسان اليه . اذ لا يأتي البكاء ألا بكثرة الهذيذ ، وبذكر الموت ، والدينونة المرهوبة ، والعذاب الدهري ، وأن تفكر في نفسك وتقطع هواك وتحمل الصليب .
وقال آخر :
ان كان انسان يجربه ابليس بأوجاع الخطية ، ويبكي وينوح لذلك بين يدي الله ، ، فان الله يشتاق اليه ، لأن لأن التنهد قادر أن يحل الخطية ، والبكاء يغسل الذنوب .
وقال مار اسحق :
أحذر من حياة الخلطة لنها تعوق سائر أنواع التوبة ، التخاطب مع كثيرين يعوق الحزن الذي من أجل الله .
لقي أنبا جراسيموس
امرأة في البرية عريانة ، فلما أبيصرته توارت عنه لكنه أراد أن يكلمها فتوارت خلف صخرة وكلمته ، فقال لها : " كم لك في هذه البرية " من الزمان " ؟ " قالت : " خمسون سنة " قال لها : " ماذا كان غذاؤك ؟ " قالت : " أن الخالق لا يضيع ما خلق "
قال لها :
" فماذا أبصرت في البرية ؟ " قالت : " ما ابصرت غير المسيح وأعماله وصنائعه " قال لها : " ففيم الخلاص ؟ قالت : " في ترك ما أنت فيه " قال لها : " وما هو ؟ " قالت : شغلك بالبكاء علي خطاياك اولي من سؤالك امرأة عما لا ينفعك قال لها " صدقت " وعمل مطانية ، مضي أنبا بيمن في بعض الأوقات قاصدا مصر ، فنظر أمرأة جالسة علي قبر تبكي بكاء مرا ، فقال لمن كان معه : " لوجيء لهذه المرأة بكل مرطبات العالم وكل الملاهي ، لما انتقلت عما هي عليه من الحزن ، وهكذا يجب علي الراهب أن يكون حزنه دائما أبداً .
سأل أخ الأب ماطوس قائلا :
" قل لي كلمة " فقال له : " أقطع عنك مما حكة الأمور كلها ، وابك ونح فقد قرب الوقت " . أطلب الي الله أن يعطيك نوحا في قلبك وتواضعا في نفسك وتأملا دائما في خطاياك ، ولا تدن آخرين ، ولا تجعل لك صداقة مع صبي ، ولا معرفة بامرأة ولا صديقا مخالفا ،ولا صلة بانسان ما ، واضبط بطنك ولسانك ، وان تكلم أحد بحضرتك فلا تحاججه ، وأن قال لك جيدا قل نعم ، وان تكلم رديئا فقل : أنت أخبر بما تتكلم به ، ولا ثمار ، فهذا هو حد الخلاص " .
+ حدث أن مضي ثلاثةاخوة الي الأب بفنوتيوس :
وسألوه كلمة ، فقال لهم الشيخ : " أمضوا ، وليكن عندكم الحزن أفضل من الفرح ، والتعب أفضل من النياح ، والاهانة أفضل من الكرامة ، وليكن عطاؤكم أكثر من أخذكم " .
+ سأل أخ الأنبا مادانا :
" قل لي كلمة " فقال له الشيخ : " امضي وأسال الله ان يهب لك في قلبك نوحا واتضاعا ، واجعل بالك من خطاياك كل حين ولا تدن أحدا . بل اجعل نفسك تحت كل الناس ، ولا تجعل لك مرافقة مع صبي ، ولا معرفة بامرأة ، ولا صداقة مع هيراطيقي ، واقطع عنك الدالة ، واحفظ لسانك ، وامسك بطنك من الخمر قليلا ولا تكن محبا للقنية ولا تلاجج احدا ولا تحارنه ،وهذا هو الاتضاع .
+ جاء عن أنبا يوحنا صاحب القلالي :
كانت زانية بمصر ، وكانت جملية جدا وموسرة ، وكان الرؤساء يأتون اليها، وفي بعض الأيام جاءت الي الكنيسة وأرادت الدخول فلم يدعها الايبودياكون ماسك الأبواب قائلا : " لست أنت مستحقة أن تدخلي بيت الله لأنك نجسة " واذا كان معها في الكلام سمع الأسقف الخصومة فخرج فقالت له الزانية " من الآن ما أوني " فقال لها الأسقف : " ان جئتي بغناك كله الي هنا علمت أنك ما تزنين " فمضت وأتت بمالها جميعه ، فأخذه وأحرقه بالنار . ولما دخلت الكنيسة كانت باكية قائلة : " أن كان ههنا حل حل بي هذا ، فهناك ماذا يحل بي ‍ " وعملت توبة حسنة وصارت اناء مختارا .

( د ) اذكرت محبتك الأولي
قال مار اسحق :
في الوقت الذي تكون مغلوبا مقهورا وفي كلل وكسل وقد قيدك عدوك بسماجة فعل الخطية أذكر الوقات القديمة التي فيها تنشطت ، وكيف كنت مهتما حتي بصغائر الأمور ، وكيف كنت تتحرك بالغيرة علي الذين يعوقون مصيرك . وتنهد علي أقل شيء فاتك في عمل الفضيلة – وكذلك اذكر كيف كنت تحظي باكليل الغلبة علي الأعداء .
بمثل هذه التذكارات تتيقظ نفسك كمثل من هو في نوم عميق وتلبس حرارة الغيرة – وكمثل من في الموت تقوم النفس من مسقطها وتصلب ذاتها حتي تعود الي طقسها الأول بالجهاد الحار قبالة الشيطان والخطية .

( هـ ) ذكر ساعة الموت والدينونة
قال القديس موسي الأسود :
+ أعد نفسك للقاء الرب فتعمل حسب مشيئته ، افحص نفسك هاهنا واعرف ماذا يعوزك فتنجو من الشدة في ساعة الموت ويبصر اخوتك اعمالك فتأخذهم الغيرة الصالحة .
+ اذا قمت كل يوم بالغداة ، تذكر انك سوف تعطي الله جوابا عن سائر اعمالم فلن تخطيء البتة ، بل يسكن خوف الله فيك .
+ فكر في نار جهنم لكيما تمقت أعمالها .
+ ذكر الدينونة يولد في الفكر تقوي الله . وقلة خوف الله تظلل العقل .
قال شيخ :
كل من يجعل الموت مقابله كل حين ، يغلب الضجر وصغر النفس .
وقال آخر :
" أن ابراهيم أول دخوله أرض الميعاد اشتري قبرا فورث هو وزرعه الأرض بكمالها ، هكذا الذي يتخذ له بيتا لموته من هذا العالم ، ويحزن فيه علي نفسه ، فانه يرث أرض الحياة " .
قال القديس اكليمكوس :
" لا يستطيع انسان أن يختار يوما كما ينبغي ، أن لم يحسبه آخر يوم من حياته في الدنيا " .
قالت الأم سارة :
" أنني أضع رجلي علي السلم لأصعد فأتصور الموت قدامي قبل أن أنقل الرجل الثانية" .
قيل لشيخ :
" لماذا تضجر يا أبتاه ؟ " فقال : " لأني في كل يوم أتوقع الموت "
قال انبا ابرام :
" ساعة الموت مرهوبة ، وهي تأتي علي الانسان مثل الفخ ، حينئذ يلحق النفس ندم عظيم وتقول : " كيف جازت أيامي وأنا مشغولة بالأعمال الفارغة التي .
وقال أيضا :
يا أخي في كافة أعمالك تذكر اواخرك فلا تخطيء أبدا .
يا أخي احضر الي ذهنك النار التي لا تطفأ ، والدود الذي لا يموت ، ففي الحال يخمد التهاب الأعضاء ، لئلا تسترخي ويغلب ، وتستدركك نار حزن الندامة ، وتعتاد أن تخطيء فتندم ، اقتن صرامة منذ الابتداء مقابل كل هشوة لئلا تغلب لها ، ولا تتعود الهزيمة في الحزن ، لأن العادة طبيعة ثانية ، لأن اعتياد الهزيمة لا يبين أن هناك صرامة وشهامة ، بل كل حين يبني هذا الانسان وينقض ، وفي كل وقت يخطيء ويندم .
أيها الحبيب ان اعتدت ان تتراخي أن توتلت ، فسوف يكون تسطير كتابة ندامتك لا يمحي الي الأبد . من اعتاد ان يغلب لبعض الشهوات ، فذاك يصير موبخا كل وقت من ضميره ، فتحرز بكل نفسك من الخطر ، حاويا في ذاتك المسيح في كل وقت لأن المسيح هو للنفس حلاوة لا تموت ، فله المجد الي الأبدج آمين .
ومن أقوال القديس اوغريس :
+ أن من كان همه في تذكار الموت ، فذلك يهديه بخوف الله .
+ " أخبروا عن أخ حريص علي خلاصه . جاء من غربة فأقام في قلاية لطيفة بطور سيناء . فلما جلس في اليوم الأول ، وجد علي خشبة صغيرة كتابة قد كتبها الأخ الذي كان فيما مضي ساكنا فيها وهو يقول فيها : " أنا موسي ابن تادرس قد حضرت وأقمت " وكان الأخ يضع تلك الخشبة قدامه طول النهار يوميا . ويسأل .
" من كتب هذه الكتابة ؟ " ثم يردف قائلا : " أيها الانسان . ليت شعري ابن أنت الآن . لأنك قلت " قد حضرت وأقمت " فالي من كتبت هذا يا تري ؟ تري في أي عالم أنت في هذه الساعة ؟ " فكان يداوم هكذا علي هذا العمل طول النهار متذكرا الموت . ثابتا في النحيب والبكاء وكانت صناعته الخط الحسن ، فتناول من الاخوة ورقا ليكتب لهم شيئا كتذكار منه لهم . لكنه لم يكتب لأحد شيئا سوي صيغة واحدة . كتبها في ورق كل واحد منهم وذكر فيها : " أغفروا لي ايها الاخوة قساوتي ، فأنه كأن لي عمل مع ذاك القادر علي خلاصي ، لذلك لم أفرغ منه حتي أكتب لكم"
+ قال شيخ :
" اني مرتعب فزع من تلك الشدة التي سوف تعانيها النفس عن خروجها من الجسد ، اذ تأتيها اجناد الشر ،وما سكو ظلمة هذا العالم الخبيث ، فيأخذونها ويظهرون لها كل ما عملته من الخطايا ، بمعرفة وبغير معرفة ، ويحاجونها علي كل ما عملت ، فأي شدة ورعب تلحق بالنفس في تلك الساعة حتي يصدر الحكم بمصيرها ، وتصبح في عتق . هذه هي ساعة الشدة ، التي تقاسيها حتي تبصر حاتمة أمرها فان كانت مستحقة النعيم ، يأخذها الملائكة بكرامة ويحفظونها من الشياطين الأشرار ،وحينئذ تصبح من ذلك اليوم معتوقة منهم ، كما هو مكتوب : " أن مسكن جميع الفرحين فيك يا مدينة الله " ، وحينئذ يتم المكتوب ان الوجع والتنهد والتعب يهرب ، وحينئذ تفلت من اجناد الظلمة ، لتمضي الي لك المجد الأسني الذي لا ينطق به . أما أن وجدت النفس وقد مانت عائشة بالتواني ، فأنها تسمع ذلك الصوت المحزن : " ليبعد المنافق كيلا يعاين مجد الرب " . وحينئذ يدركها يوم السخط ، يوم الحزن والشدة نيوم الظلمة وظلال الموت ، فتلقي في الظلمة الخارجية ، ويحكم عليها بالعذاب المؤبد في نار غير منطفئة ، حيث يهرب كل نعيم والتذاذ وحيث لا يوجد فرح ولا نياح ، ولا غني ، ولا جاه ، ولا من يخلص من ذلك اللهيب المعد للنفوس الخاطئة ، فاذا كانت هذه الأمور هكذا ، فأي تدبير ذي امانة وقداسة ، ينبغي لنا أن نتدبر به في هذا العمر ، وأي تسبيح وأية صلوات واي تحفظ يجب ان نقتني بغير دنس وبغير عيب ، بطهارة وسلام ، لتؤهلوا لسماع ذلك الصوت المملوء فرحا القائل : " هلموا يا مباركي أبي ، رثوا الملك المعد لكم من قبل انشاء العالم " ، الدائم الي دهر الداهرين آمين .
+ أحاط أخوة بشيخ
عند وفاته ، ففتح عينيه وضحك ثلاث مرات ، المرة بعد الأخري . فقالوا له : " لماذا تضحك با أبتاه ونحن نبكي ؟ " فقال لهم : " أما ضحكي الأول فهو لأني رأيتكم تخافون الموت ، والثاني فهو لانكم رغم خوفكم منه فانكم لا تستعدون له ، أما ضحكي الثالث فهو لأني ماض من التعب الي الراحة " . وهكذا تنبح فانتفع الأخوة منه .
+ كان انسان اسمه اسطفان :
ساكنا طريق النساك ساكني البرية ، وقد أقام في مصارعة التقشف سنين عديدة ، وكانت قلايته في منحدر الجبل الذي سكنه ايليا ، وفي أواخر أيامه صعد الي ذروة الجبل في مواضع حرجة مغشوشة ليس فيها عزاء . فأقام هناك مصليا نادبا متجملا بجميع الفضائل ، فمرض مرضا قضي فيه نحبه ، وقبل موته بيوم واحد ، شخص بعقله وعيناه مفتوحتان والتفت يمنة ويسرة ، وكأن محاسبا يحاسبه والجماعة تسمع ، فكان مرة يقول " نعم هذا صحيح : ، ومرة يقول " لا ، هذا كذب " ، ومرة اخري " نعم ، الا أني صمت عوض هذا كذا وكذا وبكيت وتعبت " ، وفي أشياء أخري كان يقول : " لا هذا كذب ، لم أفعله " ، وكان المنظر مبهرا مفزعا ، وعلي هذه الصفة فارق الدنيا محاسبا ، وأما ما انتهي اليه امره ، ومصير القضية بالنسبة اليه فما أبانها .
+ سأل أخوة اثناسيوس الرسولي :
" لماذا نري قوما من الصديقين ينازعون ( عند الموت ) اياما ويحاسبون .؟ وقوما خطاة نراهم يقضون اجلهم بسكون وهدوء ؟ " .
الجواب :
" ان عرفنا جميع احكام الله فنحن اذن آلهة ، فيحسن بنا ألا نفتش تفتيشا زائدا عن مثل هذه الأحكام لأنه يتفق ان رجالا أبرارا يعاقبون في وقت نزعهم الأخير ، لنري نحن ذلك ونفزع ونخف ، كما أنه ربما كان لأولئك القديسين – بما أنهم بشر – زلة صغيرة ، فينظفون بذلك العقاب في وقت نزعهم تنظيفا تاما بليغا ، ويمضون بلا عيب أنقياء " .
+ قال القديس اغريغوريوس :
" أن هذا النزع ينظف النفوس الخارجة من العالم من الخطايا الدنية الخفيفة ، وذلك بحسب ما سمعته من رجل قديس ، حكي لي عن قديس آخر فقال : " انه لما حضرته الوفاة فزع فزعا عظيما ، وبعد موته ظهر لتلاميذه بحلة بيضاء ، دالا بذلك علي البهاء الذي حصل عليه " .
+ تحدث الآباء عن شيخ أخذت روحه ، وبعد ساعة رجعت اليه فسألوه : " ماذا أبصرت يا أبانا ؟ " فقال وهو يبكي " سمعت هناك قوما يقولون وهم باكين : الويل لي ، الويل لي " .
+ سأل بعض الأخوة شيخا قائلين :
" هل الاسم يخلص أم العمل ؟ " فقال لهمالشيخ : " أعرف أخا من الأخوة ، خطر بفكره في وقت من الأوقات أن يبصر نفسي بار ، ونفس خاطيء وقت خروجهما . فابتهل مصليا الي الله زمانا ، واذ لم يشأ الرب الصالح أن يحزنه لأجل تعبه ، حدث أن ذئبا دخل اليه في يوم من الأيام وهوجالس في قلايته . فتناول ثيابه بفمه وجذبه الي خارج القلاية ، فنهض تابعا له ، جتي أوصله الي مدينة كبيرة وتركه قريبا منها ، وانصرف . وكانت هناك قلاية لرجل راهب متوحد كبير له اسم عظيم ، فجلس عنده لينظر حال موته ، لانه كان عليلا ، فأبصر الأخ كميات كبيرة من الشمع والبخور والأطياب والأكفان الفاخرة ، وقد جيئت لدفنه ،وكان اهل المدينة يبكون عليع قائلين : " ان الله بصلاة هذا القديس يثبت مدينتنا ويرزقنا الخير ، ويصنع الرحمة للعالم أسره " ، فلما جاءت الساعة التي لا مناص منها ، كان الأخ يتأمله ، فأبصر حارس جهنم ومعه كلابه حديد ذات ثلاثة شعب متوهجة بالنار ، فوقف علي رأسه ، وسمع صوت الرب يقول : لا ترحم هذه النفس ، لانها لم تنيحني ولا يوما واحدا ، فلا ترث لها في اجتذابها ، فأنها لن تتنيح مدة الدهر " . فحط الكلابة في قلبه . وبعد اسلامه روحه ، تركه ودخل المدينة ، فأبصر اخا غريبا مطروحا في الشارع ، عليلا وليس له من يهتم به ، فجلس عنده باكيا يوما واحدا ، وفي ساعة رقاده نظر واذا بملاكين جليلين قد انحج\را لأخذ نفسه ، فنظر الملاكان الي السماء وقالا : " يارب ، ماذا تأمر عبيدك مناجل هذه النفس ، لأنها لا تشاء مفارقة جسدها ؟" ، فأرسل اليها الرب داود وكل منشدي السماء ، فلما قالوا " أرجعي يا نفسي الي موضع راحتك فان الرب قد احسن اليك " وايضا " كريم أمام الرب موت قديسيه " فمن الفرح خرجت نفس ذلك الأخ متهللة "
+ كان لأحد المتوحدين في البرية صديق علماني يبيعه عمل يديه ، ويحضر له ما يحتاجه . وكان في المدينة بالقرب منه رجل غني جدا ، ولكنه كان مذموم الطريق ، قليل الرحمة . في أحد الأيام سار العلماني الي المدينة كعادته البيع شغل المتوحد ، فوجد جنازة عظيمة ، والأسقف يتقدمها ،، وجماعة الكهنة وكل أهل المدينة . فاستخبر عن ميت تلك الجنازة ، فقيل له انه فلان الغني كبير المدينة ، فمشي مع الجنازة الي القبر ، وكان معهم شموع وبخور بكميات كبيرة ، فتعجب لذلك ، وبعد أن رجع أخذ حاجة المتوحد ومضي اليه ن فوجده ملقي علي وجهه ميتا ، والضبعة تجره من رجليه ، فبكي بكاء مرا ، والقي بنفسه الي الأرض وقال : " اني لن اقوم حتي تعرفني هذا الحكم ، فذلك الغني القليل الرحمة كان له كل ذلك المجد والكرامة في موته ، وهذا المتوحد الذي لم يزل متعبدا لك ليلا ونهارا تخرجه هذه الضبعة هكذا وتجره من رجليه ؟ ‍ " وفيما هو يقول ذلك ، ظهر له ملاكا قائلا : " ومن أنت حتي تعارض الرب وتعيب حكمه ، ولكن لأجل تعبك مع هذا المتوحد القديس ، وخدمتك له ، ها انا اعرفك السبب : أن ذلك الغني مع قلة خيره ، وقلة رحمته ، قد عمل في عمره كله حسنة واحدة مع اليقف ، والرب ليس بظالم ، فأراد ان يعوضه عنها في هذه الدنيا ، حتي لا يكون له عنده شيء ، أما هذا المتوحد القديس ، فقد كانت له زلة صغيرة ، صنعها في كل عمره ، فجوزي عنها ههنا بهذه الميتة ، حتي يكون قدام الله نقيا " ، فنهض الرجل شاكرا الله قائلا : " عادلة هي أحكامك " .
 
قديم 12 - 06 - 2014, 09:34 PM   رقم المشاركة : ( 39 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,778

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: بستان الرهبان

ثمار التوبة

( أ ) الاتضاع
+ قال القديس أنطونيوس :
أحب الاتضاع فهو يغطي جميع الخطايا .
ومرة ابصر أنبا أنطونيوس فخاخ الشياطين مبسوطة علي الأرض كلها فتنهد وقال : " يارب ، من يفلت من كل هذه ؟ " فأتاه صوت من السماء قائلا : " المتضعون يفلتون منها " .
- الاتضاع مع الناس –
- قال القديس انبا انطونيوس :
+ اعلم ان الاتضاع هو أن تعد جميع البشر أفضل منك متأكدا من كل قلبك انك اكثر منهم خطيئة ، ويكون رأسك منكسا لسانك يقول لكل أحد : " أغفر لي"
+ اظلم نفسك لكل انسان تمتلك الاتضاع . والاتضاع يغفر الخطايا كلها .
+ لا تتوهم بأنك عالم وحكيم لئلا يذهب تعبك سدي وتمر سفينتك فارغة .
+ عود لسانك القول في كل شيء وفي كل وقت ولكل أخ والله تعالي : " أغفر لي " فيأتيك الاتضاع .
+ ارفض الكبرياء واعتبر جميع الناس أبر منك .
- الاتضاع مع الشياطين –
- + أحضر رهبان القديس انطونيوس اليه رجلا به روح نجس متوسلين اليه أن يقيم صلاة من أجل الرجل المعذب الذي طلب الشيطان أن يلقيه في الماء لكن القديس التمس من الأخوة أن يعفوه . وكان لما مكث الرجل الذي به الروح النجس مدة طويلة أنه لطم أنبا انطونيوس علي خده عند ذلك حول له الآخر ففي الحال هرب الروح الشرير .
- + حدث انه لما دخل القديس انطونيوس البرية الداخلية أن الشياطين نظرت اليه منزعجة . فاجتمعت عليه وقالت له : " يا صبي العمر والعقل . كيف تجاسرت ودخلت بلادنا لننا ما رأينا بشرا آدميا سواك " وابتدأوا يجاهدونه كلهم . فقال لهم :
- " يا اقوياء ماذا تريدون مني أنا الضعيف المسكين وما هو مقداري حتي تجمعتم كلكم علي . ألا تعلمون أني تراب ووسخ وكلا شيء وضعيف عن قتال أحد اصاغركم " ، وكان يلقي بذاته علي الأرض ويصرخ ويقول : " يارب اعني وقو ضعفي . ارحمني يارب فاني التجأت اليك . يارب لا تتخل عني ولا يقو علي هؤلاء الذين يحسبون اني شيء . يارب انت تعلم اني ضعيف عن مقاومة أحد أصاغر هؤلاء " .
- فكانت الشياطين اذا سمعت هذه الصلاة المملوءة حياة واتضاعا تهرب منه ولا تقدر علي الدنو منه .
- + وحدث ان جميع الاركون ( الشياطين ) كل آلات اللهو والطرب واللذات والنعيم والنساء وسائر انواع الزني ولذاته .
- أما القديس أنطونيوس
- فكان يغمض عينيه ويقول : " عجبا منكم . كيف تجعلون لي مقدارا وتحتالون في سقوطي مع اني ضعيف عن مقاومة أحد أصاغركم . أبعدوا عني وعن ضعفي انا المسكين التراب والرماد " .
- وبذلك كانت الأفكار تسقط عنه بمعونة الله . والشياطين كانت تحترق لكثرة اتضاعه . ومرات كثيرة كانت الشياطين تحضر له جميع انواع التخويف والازعاج والتهويل والعذاب . وهو يصرخ الي الله باتضاع ويقول : " انقذني يارب بمعونتك ولا تبعد عن ضعفي " . وللوقت كانت الشياطين تهرب عنه .
- ومرارا كثيرة أيضا كانت الشياطين تهجم عليه وتضربه ضربا مؤلما … وهكذا أقام انطونيوس ثلاثين عاما الي أن نظر الرب يسوع المسيح الي كثرة اتضاعه وثصبره واحتماله وكسر عنه شدة الأعداء .. صلاته تكون معنا آمين؟
- ( ب ) انكار الذات
+ قال القديس اكليميكوس :
من يستطيع ان يميت نفسه من كل شيء فذاك يستطيع أن يتفرغ لنفسه بذكر الموت .
+ وتعود الشيخ أنطونيوس ان يقول :
" ان لم يضع الخباز غطاء علي عيني الحيوان فأن الحيوان يلتفت ويأكل اجرته . وبالمثل أخذنا غطاء من صنع الله حتي نعمل الأعمال الصالحة دون ان نراها وبذا لا ننسب السعادة لنفسنا ونفسد أدرة عملنا ولذلك نترك احيانا لأفكارنا الخبيثة حتي نراها فندين أنفسنا ، وحينئذ تصير هذه الأفكار غطاء للأعمال الصالحة القليلة التي نعملها . لأنه اذا لام الانسان نفسه فانه لا يفسد أجرته " .
+ ومرة طلبت منه أخ أن يصلي مت اجله
فقال له الشيخ :
" انني لا استطيع معاونتك ، والله ذاته لا يستطيع ذلك ما لم تنبغض وتنكر نفسك وتطلب انت نفسك من الله أن يذكرك " .
+ ذهب بعض الشيوخ لزيارة القديس انطونيوس وكان معهم القديس يوسف وحاول الشيخ ان يجعلهم يتكلمون كلمة من الكتاب المقدس فايتدأ بسؤال أصغرهم سنا : " ما معني هذه الكلمة ؟ "
فكان جواب كل واحد أنني لم استطيع بعد فهم هذه الكلمة " .
واخيرا سأل الأنبا انطونيوس أنبا يوسف : " وماذا تقول انت ؟ " .
فأجابه أنبا يوسف : " لا أعرف " .
قال له أنبا أنطونيوس : في الحقيقة يا أبنا يوسف انك وجدت الطريق بقولك " لا أعرف " .
( ج ) عدم التذمر
+ قال أنبا انطونيوس :
لا تتقيمقم في عمل ما بل احب التعب وكن متأنيا لكل بلية تأتيك حتي آخر نسمة من حياتك .
+ ومرة سأل القديس أنطونيوس من الرب ان يخبره عن السبب الذي من أجله يموت اطفال ويعيش الكثير من المتقدمين في السن ، ولماذا هناك مستقيمون فقراء ، وأشرار أغنياء وبعض الناس عمي والبعض يبصرون ، ولم يقاس الصالحون آلام المرض والطالحون أصحاء ، فسمع صوتا قائلا له .
" يا أنطونيوس اهتم بنفسك لأن هذه الأمور هي من أحكام الله ".
( د ) تنقية النفس
+ قال أخوة للأب زينون :
ما معني المكتوب : أن السموات ليست نقية قدامه " ؟ فأجابهم : " أن سكان الأرض اهملوا الفحص عن تطهير خطاياهم وصاروا بفحصون السموات ، فهذا القول ، لما كان هو وحده طاهرا ، لذلك قيل أن السموات غير نقية ازاءه " . ط+ قال القديس باسيليوس :
" الذي يصالح نفسه خير من الذي يصالح الفضلاء ، والذي يدبر نفسه خير من الذي يدبر غيره " .
+ قال بعض الشيوخ :
" أن الشيطان هوالعدو ، وانت صاحب البيت ، والعدو لا يزال يلقي كل ما يجده من سائر الأوساخ ، فلا تتغافل أنت ، ولا تتوان عن اخراجها أولا بأول لئلا يمتليء بيتك من الاقذار . ولن تستطيع تنظيفه ، بل اهتم بالتنظيف لتبقي تقيا بنعمة الله . + وقال شيخ : " أن ارفع الصلاح كله هو أن نقلع هذا العشب الذي هو الزوان ، قبل أن يصير غابة " .
 
قديم 12 - 06 - 2014, 09:35 PM   رقم المشاركة : ( 40 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,778

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: بستان الرهبان

الإتضاع ما هو ؟

+ سئل شيخ :

" ما هي أعظم الفضائل ؟ " فقال : " اذا كانت الكبرياء أشر الخطايا حتي أنها اهبطت طائفة من السماء إلي الأرض ، فمن البديهي أن يكون الاتضاع الحقيقي المقابل لها أعظم الفضائل ، اذ هو يرفع الانسان من الأعماق الي السماء ، وقد طوبه الله قائلا : " مغبوطون أولئك المساكين بالروح – أي المتضعين بقلوبهم – فان لهم ملكوت السموات " .
+ قال شيخ :
" ان خاتم المسيحي الظاهر هو الصليب ، وخاتمه الباطن هو الاتضاع فهذا مثل صليب الرب ، وذلك مثل خلقه " .
+ وقال آخر :
" الاتضاع هو شجرة الحياة ، التي لا يموت آكلوها " .


+ كذلك قال :
" الاتضاع هو ارض حاملة للفضائل ، فان هي عدمت الفضائل ، فبالكمال قد هلكت " + قال القديس انبا اغاثون :
" أكليل الراهب الاتضاع " .
+ قال أنبا موسي الاسود :
" تواضع القلب يتقدم الفضائل كلها ، والكبرياء هي أساس الشرور كلها " .
+ سئل شيخ من الرهبان : " ما هو الاتضاع ؟ " ..
" فقال : " انه عمل كبير الهي ، وطريقه متعبة للجسد ، وأن تعد نفسك خاطئاً وأقل الناس كلهم " .
فقال له الأخ : " وكيف أكون أقل الناس ؟ " .
أجابه الشيخ : " ذلك بألا تنظر الي خطايا غيرك ، بل تنظر الي خطاياك ، كما تسأل دائماً أن يرحمك " .
+ قال القديس باخوميوس :
" سألني أحد الأخوة مرة قائلا : قل لي منظرا من المناظر التي تراها لنستفيد منه . فأحبته قائلا : " أن من كان مثلي خاطئا لا يعطي مناظر ولكن أن شئت أن تنظر منظرا بهيا يفيدك بالحق فاني أدللك عليه وهو : اذا رأيت انسانا متواضع القلب طاهرا فهذا أعظم من سائر المناظر ، لأنك بواسطته تشاهد الله الذي لا يري . فعن أفضل من هذا المنظر لا تسأل " .
+ سئل ما اسحق : " ما هو الاتضاع ؟ " .
فقال : " هو ترك الهوي ، والسكون من كل أحد . الاتضاع يتقدم النعمة ، والعظمة تتقدم الأدب ، ان المتعظم بالمعرفة بضميره يسقط في التجديف ، والمبتهج بفضيلة العمل يسقط في الزني ، والمترفع بالحكمة يسقط في فخاخ الجهل المظلمة . أن جمع المتواضع لمحبوب عند الله تعالي كجماعة السيرافيم ، ان الجسم العفيف لكريم عند الله تقدس اسمه أكثر من الضحية الطاهرة وذلك أن هذين ، أعني الاتضاع والعقة ، ضامنان للنفس بحلول الثالوث الأقدس فيها "
+ وقال أيضاً :
" قال الآباء أن الفضائل الثلاثة الآتية جليلة جدا ومن يقتنيها يستطيع ان يسكن في وسط الناس وفي البراري وحيثما أراد . وهي : أن يلوم الانسان نفسه في أسفل لن يقع ومن ذلك يتبين أن المتعالي هو الذي يسقط بسرعة .
+ تحدث القديس أرسانيوس :
عن انسان وفي الحقيقة كان يتحدث عن نفسه فقال : كان أحد الشيوخ جالسا في قلايته متفكرا فأتاه صوت قائلا : هلم فأريك أعمال الناس . فنهض الي خارج فرأي عبدا يقطع حملا من الحطب وبدأ يجرب أن كان يستطيع حمله فلم يستطيع . فبدلا أن ينقص منه قام وقطع حطبا وزاد عليه وهكذا صنع مرارا كثيرة ثم سار قليلا فرأي رجلا آخر واقفا علي حافتة بئر يتناول منه الماء ويصيبه في جرن مثقوب فكان الماء يرجع الي البئر ثانية وجاز قليلا فرأي رجلين راكبين فرسين حاملين عمودا علي المجانية كل من طرف وسائرين بعرض الطريق ، فلم يتضع أحدهما ليكون خلف الآخر فيدخولان العمود طوليا . وعي ذلك بقيا خارج الباب ، وأردف قائلا : هؤلاء هم الحامليون نير ربنا يسوع المسيح بتشامخ ولم يتواضعوا أن يخضعوا لمن يهديهم . لذلك لم يستطيعوا الدخول الي ملكوت السموات . واما قاطع الحطب فهو انسان كثير الخطايا فبدلا من ان يتوب ، يزيد خطاياه . وأما المستقي الماء فهو انسان يعمل الصدقة من ظلم الناس فيضيع عمله . فمن اللائق أن يكون الانسان متيقظاً في عمله حتي لا يتعب باطلا
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
بستان في بستان الرهبان
زهور من بستان - كتاب بستان الرهبان
من قصص بستان الرهبان
من بستان الرهبان
جاء في بستان الرهبان


الساعة الآن 11:26 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024