04 - 06 - 2014, 05:45 PM | رقم المشاركة : ( 31 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الأنبا مكاريوس أب الأسقيط
* قيل عن الآبا مقاريوس إنه عندما كان يقترب إليه الإخوة في خوف -كما إلى شيخ عظيم وقديس- لم يكن يجبهم بكلمة. وعندما كانوا يتقدمون إليه بدالة ومحبة كان يجيب على كل سؤال يوجه إليه.
* كان الشيخ مقاريوس يقول إن لم تكن لك صلاة الروح فجاهد في الصلاة والجسد، وعند ذلك ستُعطى أيضًا الصلاة بالروح. وإن لم يكن لك اتضاع الروح، جاهد من أجل الاتضاع الذي بالجسد وعندئذ ستُعطى أيضًا الاتضاع الذي بالروح. لأنه كُتب اسألوا تعطوا. * أتى الآبا مقاريوس يومًا من الإسقيط إلى نبرس فقال له الشيوخ قل كلمة للإخوة أيها الأب فأجابهم قائلًا أنا لم أصر بعد راهبًا، لكنى رأيت رهبانا.. * قال بلاديوس: كان الآب تادرس الفرمي يقتنى ثلاثة مصاحف جميلة جدًا (3 كتب مقدسة مخطوطة). فذهب إلى آبا مقاريوس وقال له عندي يا أبى ثلاثة كتب، وأنا أنتفع منها والإخوة كذلك يستعيرونها وينتفعون منها. فاخبرني الآن ماذا ينبغي أن أصنع؟ (هل استبقيها لمنفعتي ومنفعة الإخوة، أم أبيعها وأفرق ثمنها على المساكين؟) فأجاب الشيخ قائلًا إن أعمال الرهبنة جميلة، ولكن أعظمها جميعًا هو الفقر الاختياري. ولما سمع الأب تادرس هذه الكلمات، مضى فباع الكتب وأعطى ثمنها للفقراء. * وقيل عن الآبا مقاريوس إنه كان يوصى تلاميذه بألا يقتنوا شيئًا البتة. وكان يقول إن محبي المسيح الذين أرادوه قد تركوا نعيم الدنيا ولذاتها، وصارت منزلة العالم عندهم كمنزلة العودة الصغير، لا يتألمون على فقد شيء منه. إن الإنسان الذي يأسف على فقدان شيء منه ليس كاملًا بعد. إن كنا قد أمرنا أن نرفض أنفسنا وأجسادنا، فكم بالحرى المقتنيات؟! إن الشياطين تحترق بهذه الفضيلة وأمثالها، عندما يرون إنسانًا غير ملتفت إلى الأشياء وليس بمتأسف عليها إذا فقدها... إذا رأت الشياطين إنسانًا قد شُتم أو أهين أو خسر شيئا، ولم يغتم بل احتمل بصبر وجلد فإنها ترتاع منه، لأنها تعتقد وتعلم أنه قد سلك في طريق الله. |
||||
04 - 06 - 2014, 05:46 PM | رقم المشاركة : ( 32 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الأنبا مكاريوس أب الأسقيط
* وردت القصة التالية في الرسالة الثانية والعشرين للقديس جيروم (إيرونيموس) التي أرسلها إلى تلميذته يوستوخيوس قال: سأقص علك حادثًا وقع منذ سنوات ليست بكثيرة في نتريا:
* حدث أن أخا -عن طريق التدابير والاقتصاد، وليس عن طريق البخل- نسى أن المسيح قد بيع بثلاثين من الفضة، فترك هذا الأخ وراءه عند موته مائة قطعة من الذهب ربحها من نسج الكتان. فعقد الرهبان مجمعًا ليقروا ماذا يُعمل بخصوصها إذ كان هناك خمسة آلاف منهم يعيشون في المنطقة المجاورة له في قلالي منفردة. فقال البعض أن المال يجب أن يوزع على الفقراء. وقال آخرون يجب أن يعطى للكنيسة. وقال غيرهم يجب أن يرسل إلى أبويّ الأخ المتوفى. * ولكن مقاريوس وبموا وابسوذوروس وآباء آخرين يتكلم الروح القدس بواسطتهم، قرروا أنه يجب أن تُدفن القطع الذهبية مع صاحبها قائلين ليهلك ما لك معك. * وينبغي ألا يفكر أحد في أن ذلك القرار كان قاسيًا، لأن خوفًا عظيمًا وقع على كل الذين في مصر. حتى أنها تعتبر جريمة الآن إن ترك أحد وراءه قطعة ذهب واحدة * قال الآبا مقاريوس إذا ما حسبت (أو تقبلت) التحقير كالإكرام، واللوم كالمذبح، والفقر الشراء؛ فإنك لا تموت أتى أخ إلى الآبا مقاريوس المصري وقال له يا أبى قل لي كلمة لأحيا. فقال له الآبا مقاريوس أذهب إلى المقابر واشتم الموتى فذهب وشتمهم ورجمهم بالحجارة ورجع فأخبر الشيخ بأنه قد فعل هكذا. فقال له الشيخ هل قالوا لك شيئا؟ فأجابه الأخ لا. فقال له الشيخ أمض غدًا وأمجدهم وقال لهم يا رسل يا قديسون يا أبرار. فمض الأخ ومدحهم وعاد فقال للشيخ لقد مدحتهم. فقال له الشيخ وهل أجابوك بشيء؟ فقال لا فقال له الشيخ ها أنت ترى أنك مدحتهم فلم يقولوا لك شيئا، وإنك شتمتهم فلم يردوا لك جوابًا فلتكن أنت هكذا أيضًا. إذا رغبت في أن تحيا. كن ميتًا، حتى أنك لا تهتم بشتيمة الناس ولا بمدحهم، لأن الميت لا يهتم بشيء،. بهذا الطريقة تستطيع أن تحيا. |
||||
04 - 06 - 2014, 05:46 PM | رقم المشاركة : ( 33 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الأنبا مكاريوس أب الأسقيط
ملاحظة: العبارة الأخيرة وردت في هكذا في بستان الرهبان (إن كنت حقًا مت مع المسيح ودفنت معه، فأصنع هكذا مثل أولئك الأموات. لأن الميت لا يحس بكرامة ولا بإهانة، وبذلك تستطيع أن تخلص فانتفع الأخ بذلك.
* قال أحد الحكماء مضيت دفعة إلى الآبا مقاريوس بالنهار ظهرًا وقد عطشت لدرجة كبيرة جدًا كبيرة جدًا فطلبت منه قليل ما لكي أشرب، فقال لي يكفيك هذا الظل الذي أنت واقف فيه. لأن كثيرين يسلكون الآن في المسالك والوهاد في العراء لا يجدون ظلًا مثل هذا. فسألته بعد ذلك أن يقول لي كلمة عن النسك فقال لي قَّو قلبك يا ابني فإني أقمت عشرين سنة لم أشبع من خبز ولا من ماء ولا من نوم. وكنت أكل خبزي بقانون. أما من جهة النوم، فإني كنت استند إلى الحائط واختطف يسيرًا منه. * قال القديس مقاريوس لا تُنعموا أجسادكم في هذا الزمان أليسير بالطعام والشراب والنوم، لئلا تعدموا الخيرات الدائمة التي لا يوصف. فمن ذا الذي تكلل قط بدون جهاد؟! ومن اغتنى بدون عمل؟! * وقال أيضًا لا تكملوا شهوة الجسد لئلا تُحرموا من خيرات الروح، فإن الرسول يقول إن اهتمام الجسد هو موت واهتمام الروح هو حياة. * وقال كذلك إن أول العصيان كان من آدم أبينا في الفردوس بسبب شهوة الطعام وأول الجهاد هو سيد المسيح كان في البرية في الصيام. وتعلمنا التجربة أن الراحة والطعام هما أسباب الطغيان، والصوم من سبب الغلبة والنصرة فصوموا مع المخلص لتتمجدوا معه وتغلبوا الشيطان. والصوم بدون صلاة واتضاع يشبه نسرًا مكسوًا الجناحين. * قيل عن الآبا مقاريوس إنه جعل لنفسه قانونًا، وهو أنه إذ قدَّم له الإخوة نبيذًا كان لا يمتنع عن شربه. لكنه عوضًا عن كل قدح نبذ بشربه كان يصوم عن شرب الماء يومًا كاملًا. أما الإخوة فلكي ما ينيحوه كانوا يعطونه، وهو لا يمتنع بدوره إمعانًا في تعذيب ذاته. فلما رأى تلميذه هذه قال للإخوة أتوسل إليكم من أجل الرب ألا تعطوه نبيذًا ليشرب، لأنه إن شرب يذهب إلى قلايته ويعذب بسبب هذا. فلما علم الإخوة بالأمر لم يعودا يعطونه نبيذًا مرة أخرى ليشرب. * قال بعض الآباء للآبا مقاريوس المصري سواء لديك إن أنت أكلت أو صمت، لأن جسدك قد حفَّ فقال لهم الشيخ إن قطعة الخشب التي اشتغلت وأفنتها النار، هي قد احترقت بالكلية وهكذا أيضًا قلب الإنسان إذ ما تطهر بخوف الله، فإنه يفنى الشهوات من الجسد ويجفف عظامه. _____ (*) المراجع: 1- دراسات آبائية ولاهوتية السنة الأولى: العدد الثاني يوليو 1998 م. مركز دراسات الآباء بالقاهرة 2- سيرة الثلاث مقارات للقديسين دير السريان 3- مؤتمر الأسرة السادس مار جرجس القللي 4- سيرة القديس أبو مقار دير أبو مقار |
||||
|